.
وعليكم السلام .
ورضي الله عن أبي بكر الصديق صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وخليفته من بعده ، وخير البشر بعد الأنبياء والمرسلين .
وأما الرواية فقد ذكرها محب الدين الطبري المتوفى سنة ( 694 هـ. ) بدون إسناد ، بل بصيغة التمريض ( رُوي ) ، وهذا نص كلامه :
( ذكر ما أخبرت به زوجته من عمله, وأنه كان يوجد منه رائحة كبد مشويّ:
وروي أن عمر بن الخطاب أتى إلى زوجة أبي بكر بعد موته فسألها عن أعمال أبي بكر في بيته ما كانت؟ فأخبرته بقيامه في الليل وأعمال كان يعملها, ثم قالت: إلا أنه كان في كل ليلة جمعة يتوضأ ويصلي العشاء, ثم يجلس مستقبلا القبلة رأسه على ركبتيه, فإذا كان وقت السحر رفع رأسه وتنفس الصعداء فيشم في البيت روائح كبد مشوي, فبكى عمر وقال: أنى لابن الخطاب بكبد مشوي, خرجه الملاء في سيرته. ) . ا.هـ.
الرياض النضرة في مناقب العشرة (1/ 195)
كذلك قال اليافعي المتوفى سنة ( 768هـ) في كتابه ( مرآة الجنان ) :
( وما جاء أنه كان إذا تنفس يشم منه رائحة الكبد المشوية. ) ا.هـ.
مرآة الجنان وعبرة اليقظان (1/ 60)
أي بلا إسنادٍ أيضاً .
وأما قول محب الدين الطبري في النص السابق : ( خرجه الملاء في سيرته ) ..
فلعل المقصود به الملا عمر بن محمد الموصلي المتوفى سنة ( 570 هـ ) وكتابه ( وسيلة المتعبدين في سيرة سيد المرسلين ) ..
قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( وَلَمْ نَذْكُرْ مَنْ لَا يَرْوِي بِإِسْنَادِ - مِثْلَ كِتَابِ (وَسِيلَةِ الْمُتَعَبِّدِينَ) لِعُمَر الملا الموصلي وَكِتَابِ (الْفِرْدَوْسِ) لِشَهْرَيَارَ الديلمي وَأَمْثَالِ ذَلِكَ - فَإِنَّ هَؤُلَاءِ دُونَ هَؤُلَاءِ الطَّبَقَاتِ؛ وَفِيمَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ الْأَكَاذِيبِ أَمْرٌ كَبِيرٌ. ) ا.هـ.
مجموع الفتاوى (1/ 261)