العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > مقالات الأستاذ المهتدي عبد الملك الشافعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-13, 05:39 PM   رقم المشاركة : 1
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


تورط مرجعهم السبحاني في رده على موضوعي ( إلى صناديد الإمامية .. ) إذ كشف ضعفه وهزالته

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فقد تبين لجميع طلاب الحقيقة الشخصية المهزوزة لمرجعهم جعفر السبحاني وشعوره بالضعف للتصدي والرد على موضوعي ( إلى صناديد الإمامية .. ) حيث لم ينشر المقال باسمه الصريح ابتداءاً بل نسبه لمركز الإسلام الأصيل ، ثم بعد مرور شهر ونصف عاد فنسب المقال لنفسه بعدما اطمأن من عدم صدور رد مني في تلك المدة !!!

وفي هذا المقال سنثخن جراحه بالرد العلمي على ما أورده في مقاله وذلك في مقامين وكما يلي:

المقام الأول: دحض قوله بالأدلة الدامغة
من يتابع الموضوع بدقة علمية سيجد أن مداره حول عدم لياقة القسم الثالث - من كان ظالماً ثم تاب وقت الإمامة - بمعنى آخر أن القضية كلها تدور حول حكم مهم مفاده وجوب عصمة الإمام من الظلم مدى الحياة.
والذي نجد مخالفة إبراهيم عليه السلام له - وفق التصوير والسيناريو الذي رسموه بالقسمة العقلية الرباعية لذريته عليه السلام - حيث طلب الإمامة لمن لم يكن معصوماً من الظلم مدى الحياة ...
ولكي نتسلسل في فهم ما رد به السبحاني ثم نقضه لا بد من الوقوف على القول الفصل في المسألة - وجوب عصمة الإمام مدى الحياة والتي سعى جاهداً لإثباتها بالتقسيم الرباعي - وذلك ببيان كونها حكم عقلي يمكن معرفتها من طريق العقل وإن لم يأتِ بها الشرع ، أو أنها مما لا يمكن أن تُعرَف إلا من طريق الوحي ؟
وإليكم بيان ذلك:

الاحتمال الأول: كونها مما لا يمكن معرفته إلا بالشرع
إن كانت المسألة مما لا يمكن معرفته إلا بطريق الوحي فعندها لا حرج في أن يخالفها إبراهيم عليه السلام ثم يأتي الوحي مبيناً له ومعلماً إياه ذلك الحكم في القضية ، وعليه فلن يكون هناك أي مطعن في شخص الخليل عليه السلام.


الاحتمال الثاني: كونها حكم عقلي
إن كانت المسألة مما يمكن معرفتها عن طريق العقل وإن لم يأتِ بها الشرع فعندها سيقع المحذور قطعاً والمتمثل بالطعن في شخص إبراهيم عليه السلام ، إذ كيف يطلب الإمامة لمن حكمت العقول بعدم لياقته لها ، وكيف يطلبها لمن حكم العقل بعدم تحقق هدف الإمامة به وهو امتثال الناس لقوله وإقبالهم عليه واقتداؤهم به ، لا سيما وقد صرح الإمامية بوجوب اتصاف الأنبياء بكمال العقل والفطنة وسدادة الرأي !!!

جنوح السبحاني إلى الاحتمال الأول:


وبعد هذا الاستعراض لأصل القضية ومحورها نجد أن آيتهم العظمى جعفر السبحاني حاول أن يثبت أن القضية هي مما لا يمكن معرفته إلا بالوحي سواء بالتصريح أو بالمضمون ناسباً الفضل في الوقوف على تلك الحقيقة - وهي اشتراط العصمة في الإمام - إلى الوحي وإلى الحوار الدائر بين الله تعالى وخليله عليه السلام وإليكم بعض ما قاله في ذلك:

1- قال:[ وذلك أنّ الحوار الدائر بين الهة سبحانه وخليله هو السبب الرئيسي لتواجد فكرة العصمة في أذهانهم ولولا الحوار أو الآيات الأُخرى النازلة في هذا الصدد، لم يُتمكن من الجزم بالمسألة فلو حاولنا التقييم ، فالفضل يرجع إلى الوحي ].
2- قال:[ إن الإمامية لم تتخذ عصمة الإمام عقيدة إسلامية إلا من طريق التدبر في آيات القرآن الكريم، وما اُثر في هذا الموضوع من أحاديث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الصحيحة . ومن الآيات التي استنتجوا منها عصمة الإمام هي آية إمامة إبراهيم عليه السلام فقد استفادوا من الحوار الدائر بين الله سبحانه وخليله بأن اللائق للإمامة هو الطاهر طول حياته. فلو كان هناك فضل وكرامة فإنما ترجع إلى الحوار وبالتالي إلى الله سبحانه وإلى خليله عليه السلام فحوارهما بمنزلة كلام المعلم والمستفيدون بمنزلة المتعلم ].

فهو يقرر بأنهم قبل نزول هذه الآيات وشبيهاتها لم يتمكنوا من الجزم بعقيدة عصمة الإمام ، وكأنه يقول أن القضية لا يمكن معرفتها إلا من طريق الوحي وقبل نزوله بذلك لا يمكن الجزم بمعرفة تلك العقيدة ، ليخرج بنتيجة مفادها نفي الحرج عن إبراهيم عليه السلام في الجهل بتلك المسألة ما دام العلم بها متوقف على التعليم من الوحي.


مناقشة السبحاني فيما قرره:


وبعد هذا التوضيح لما قرره السبحاني من كون القضية مما لا يمكن معرفتها إلا من طريق الوحي ليدفع الطعن عن الخليل عليه السلام الذي خالفها من خلال طلبه الإمامة لمن لم يكن معصوماً مدى الحياة ؟!!!

إليكم فساد قوله وبطلانه من وجوه هي:

الوجه الأول: إبطاله بأقوال علمائهم
من يتأمل أقوال كبار علماء الإمامية وأساطينها سيجزم ببطلان قول السبحاني ، إذ صرحوا بأن العصمة - سواء في النبي أو الإمام - تُعرَف من طريق العقل وإن لم يأتِ بها الشرع ، وإليكم بعضاً من أقوالهم وكما يلي:

1- ما صرح به علم هداهم المرتضى في أكثر من موضع في كتبه وإليكم بعضاً منها:
أ- قال في كتابه ( الشافي في الإمامة ) ( 2 / 19-20 ):[ فقد بينا في الفصل المتقدم أن كون الإمام عالما بجميع الأحكام ليس من صفاته التي لا بد منها في العقل لأن العقل كان يجوز أن لا تقع العبادة بشئ من الشرائع فكيف يجعل من شروط كونه إماما في العقل ما يجوز في العقل ثبوته وانتفاؤه معا ، وليس تجري هذه الصفة مجرى العصمة لأن تلك يجب كون الإمام عليها في العقل وقبل الشرع وبعده ، غير أنا وإن لم نجعل كونه عالما بجميع الأحكام من الشروط العقلية في الإمامة ].
ب- قال في نفس الكتاب ( 1 / 98 ):[ لأن المعلوم لهم اعتقاد وجوب الإمامة وأوصاف الإمام من طريق العقل والاعتماد عليها في جميع ذلك ، وإن كانوا ربما استدلوا بالسمع استظهاراً وتصرفاً في الأدلة ].
ج- قال في نفس الكتاب ( 1 / 274 ):[ لأنا قد بينا أن المعرفة بوجود إمام معصوم حجة في كل زمان لا يفتقر إلى التواتر والنقل ، بل هو مستفاد بأدلة العقول ].
هـ- قال في نفس الكتاب ( 1 / 184 ):[ أما المعرفة بوجود الإمام في الجملة وصفاته المخصوصة فطريقنا فيه العقل وليس نفتقر فيه إلى تواتر ].
و- قال في نفس الكتاب ( 1 / 195 ):[ أما وجود الإمام وصفاته المخصوصة فليس نحتاج في العلم بها إلى خبر بل العقل يدلنا على ذلك ].
2- صرح آيتهم العظمى مرجعهم لطف الله الصافي الگلپايگاني بما لا مزيد عليه بأن الطريق الأول لمعرفة عصمة الإمام هو العقل وليس الشرع ، وذلك في عدة تصريحات منها:
أ- قال في كتابه ( لمحات ) ( ص 123-124 ) وكتابه ( مجموعة الرسائل ) ( 1 / 47 ) :[ المسألة الثالثة : " الأدلة التي تقام على عصمة الأنبياء والأئمة - عليهم السلام - ، هل هي عقلية أو سمعية ؟ وأعني بالثانية ما يستفاد من مصادر التشريع الإسلامي ، وهل الأصل في إثبات هذا الموضوع هو العقل ، أو النقل يكفي في ذلك ؟ فإن لم تقم الأدلة العقلية عليه يجوز إثباته بالنقل ؟ "
والجواب : أما عن الأول ، فنقول : قد دل العقل والنقل على وجوب عصمة الامام ، وأدلتها العقلية والنقلية كثيرة جدا ... وأما الجواب عن الثاني : فالأصل في الاعتقاد بعصمة النبي والإمام ، ووجوب كون الإمام معصوما ، هو حكم العقل ، والشرع يؤيد العقل في حكمه هذا ، وذلك لأن العقل قاطع بوجوب اتصاف النبي والإمام بالعصمة ... ففي مسألة عصمة الأنبياء ، العقل هو المرجع الأول ، ويحكم بوجوب كون النبي معصوما لأدلته].
ب- قال في كتابه ( لمحات ) ص 125 :[ قلت : أولا ما قلنا بأن العقل هو المرجع الأول فيه ، هو لزوم العصمة في النبي والإمام ، وفرق بين مسألة وجوب كون النبي والامام معصومين ، وبين مسألة معرفة المعصوم . والمعجزة دليل على صدق مدعى النبوة وعصمته بحكم العقل ، فما يدل عليه العقل أولا بدون الاستعانة بالمعجزة هو لزوم بعث النبي ونصب الإمام ، ولزوم اتصافهما بالعصمة ، وما يحكم العقل به بالمعجزة هو كون هذا الشخص المعين هو النبي المعصوم ، والإمام المعصوم ].
ج- قال في كتابه ( لمحات ) ص 124 :[ وإثبات اشتراط العصمة في النبي خارج عن ذلك ، وكذا إثبات اشتراط عصمة الإمام ، فإنه ، وإن لم يكن مما يتوقف عليه العلم بالشرع ، لكن العقل حاكم به بالإيجاب ، وعليه يكون الشرع فيه مرشدا إلى حكم العقل ، ومؤيدا ، ومقررا له ].
3- يقول عالمهم علي الميلاني في كتابه ( محاضرات في الاعتقادات ) ( 1 / 30 ):[ واشتراط العصمة واعتبارها في الإمام أيضا حكم عقلي ].
4- يقول عالمهم وشهيدهم نور الله التستري في كتابه ( الصوارم المهرقة ) ( ص 197-198 ):[ لأن مسألة الإمامة عندنا عقلية لما ارتكز في عقل العقلاء من أنه يجب بعد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وجود إمام لا يجوز عليه الخطأ للأدلة التي كشف كتاب التجريد عنها الغطاء فتدبر ].
5- يقول علامتهم ومحققهم جعفر مرتضى العاملي في كتابه ( مختصر مفيد ) ( 2 / 128 ):[ ثم هناك أحكام العقل الصريحة والبديهية ، كحكمه باستحالة كون الله سبحانه جسماً ، أو في مكان ، أو في جهة ، وحكمه بوجوب عصمة الأنبياء . . وما إلى ذلك ] ، وكرر نفس المعنى في نفس الكتاب ( 9 / 117 ):[ وأما بالنسبة لكون السيدة الزهراء عليها السلام واجبة العصمة ، بمعنى أن العقل يحكم بضرورة وبداهة كونها معصومة ، حتى ولو لم ينقل إلينا ذلك في آية ولا رواية ].
6- ينقل شيخهم علي الشاهرودي تقرير بحث آيتهم العظمى أبي القاسم الخوئي في كتابه ( دراسات في علم الأصول ) ( 1 / 123 ):[ ومن أعظم الرذائل مسألة الشرك الَّذي لا يغفر ، وعليه فمن كان متلبسا به في زمان لا يليق بالخلافة أبدا بحكم العقل ].

فتأمل هذه الأقوال الصريحة لكبار علماء الإمامية ومراجعهم التي تؤكد أن العصمة حكم عقلي بمعنى أن العقل وحده يكفي لمعرفة اشتراطها في النبي والإمام ..

وعليه فإن إشكالية الطعن بإبراهيم عليه السلام تبقى قائمة ، لأنه طلب الإمامة لمن كان ظالماً ثم تاب وقت التصدي ، مخالفاً بذلك حكم العقل القاضي بوجوب عصمة الإمام من الظلم مدى الحياة !!!
فتأمل مآل استدلالهم إلى اتهام إبراهيم عليه السلام بمخالفته لذلك الحكم العقلي الذي أدركته عقول الإمامية مع إقرارهم باتصافه بكمال العقل وسدادة الرأي !!!

الوجه الثاني: إبطال قول السبحاني بنفس أقواله


بعد أن بينا بطلان قول السبحاني بتصريحات كبار مراجع الإمامية وعلمائهم ، سنبطل قوله من خلال عدة تصريحات له مفادها بأن اشتراط العصمة أمر عقلي لا تتوقف معرفته على الشرع وكما يلي:


التصريح الأول:
وقد نطق به عندما أراد أن يثبت وجوب اتصاف الإمام بالعصمة مدى الحياة من خلال العقل حيث قال في كتابه ( الإلهيات ) ( 4 / 124 ):[ وأما إذا كان في فترة من عمره مقترفاً للمعاصي ، ماجناً ، مجترحاً للسيئات ، فيكون غرضاً لسهام الناقدين ، ومن البعيد أن ينفذ قوله ، وتقبل قيادته بسهولة ، بل يُنادى عليه أنه كان بالأمس يقترف الذنوب ، وأصبح اليوم آمراً بالحق ومميتاً للباطل ! ولأجل تحقق الهدف يحكم العقل بلزوم نقاوة الإمام عن كل رذيلة ومعصية في جميع فترات عمره ].

فتأمل كيف توصل السبحاني بعقله القاصر - من خلال هذا التحليل - إلى وجوب اتصاف الإمام بالعصمة مدى الحياة كي تخضع له النفوس وتنقاد له القلوب ، بينما لم يدركه خليل الرحمن عليه السلام المتصف بكمال العقل وسدادة الرأي !!!

التصريح الثاني:
تعرض السبحاني إلى بيان معنى حكم العقل القطعي على أنه عبارة عن الحكم القطعي الذي يستقل العقل بمعرفته وعدَّ منه لزوم العصمة ، فقال في كتابه ( تذكرة الأعيان ) ص 366 :[ يلاحظ عليه أوّلًا : بأنّ الأصوليّين لا يعتمدون على الدليل العقلي الظنّي ، بل يعتمدون على الأَحكام العقليّة القاطعة التي اتّفقت عليها عقول الناس وفِطَرُهُم السليمة ، ولا يخالف فيه أحد ، إلَّا إذا كان متأثّراً بفكرةٍ مسبقة ، وهي عبارة عن الأَحكام القطعيّة التي يستقلّ العقل بها كما يستقلّ بوجود الصانع وصفاته ، أو قبح إعطاء المعجزة للمتنبي الكاذب ، أو لزوم عصمة النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ].

فإن كان لزوم العصمة هو حكم قطعي يستقل العقل بمعرفته - وإن لم يأتِ به الشرع - فكيف أقدم الخليل عليه السلام على مخالفته طالباً الإمامة لمن وقع في الظلم فترة من عمره ؟!!!


التصريح الثالث:
صرح السبحاني بكلام مفاده أن ما طلبه الخليل عليه السلام - بمنح الإمامة للظالم فترة من عمره - هو أمرٌ لا يصح في منطق العقل حيث قال في كتابه في كتابه ( مفاهيم القرآن ) ( 5 / 409 - 410 ) وكذلك في كتابه ( الإلهيات ) ( 4 / 121 ) :[ ولمّا خلع سبحانه ثوب الإمامة على خليله ونصبه إماماً للناس ، ودعا إبراهيم أن يجعل من ذريته إماماً ، فأجيب بأن الإمامة وثيقة إلهية قيمة لا تنال الظالمين ... والظالم هو المتجاوز عن الحد ، المتمايل عن الصراط إلى اليمين والشمال ، الواضع للشيء في غير موضعه لا يصلح لهذا المنصب وحدوده ... إنّ الظالم الناكث لعهد الله ، والناقض لدساتيره وحدوده على شفا جرف هار لا يؤتمن عليه ، ولا تلقى إليه مقاليد الخلافة ، ولا مفاتيح القيادة ، لأنّه على مقربة من الخيانة والتعدّي ، وعلى استعداد لأن يقع أداة للجائرين ، فكيف يصح في منطق العقل أن يكون إماماً مطاعاً ، نافذاً قوله ، مشروعاً تصرفه ، إلى غير ذلك من شؤون الإمامة ؟ ].

وحاصل كلامه واستفهامه الاستنكاري هو أن ما فعله إبراهيم عليه السلام - أي طلبه من الله تعالى بأن يجعل الظالم بالقسم الثالث إماماً مطاعاً - أمرٌ غير صحيح في منطق العقل !!!


وبناءاً على تقرير السبحاني هذا أقول:
كيف صحَّ عندكم في منطق العقل ( ؟!!! ) أن تنسبوا لإبراهيم عليه السلام فعلاً يحكم المنطق العقلي بعدم صحته ؟!!!

حتى أن السبحاني نفسه قد أعلن استنكاره لمثل هذا الطلب حين قال:[ فكيف يصح في منطق العقل أن يكون إماماً مطاعاً ، نافذاً قوله ، مشروعاً تصرفه ، إلى غير ذلك من شؤون الإمامة ؟! ]
التصريح الرابع:


اعترف بأن قضية العصمة أمرٌ عقلي يحكم به العقل حكماً قطعياً حيث قال في كتابه (العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) ) ص 136 :[ لقد عرفنا بحكم العقل القطعي ، وقضاء القرآن الصريح عصمة الأنبياء ].

وكرر هذا المعنى بعينه في كتابه ( محاضرات في الإلهيات ) ص 370 فقال:[ ولنا أن نعكس ونقول: وجوب عصمة الإمام مما يحكم به العقل الصريح ].



المقام الثاني: بيان ما انطوى عليه استدلاله من طعن في إبراهيم عليه السلام
سأبين حقيقة الإشكال بطريقة حوارية تصويرية تبين رجحان عقل المرجع السبحاني المتصف بالقصور على عقل خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام المتصف بالكمال والفطنة والسداد ، مقتبساً لأقوال السبحاني حرفياً من مؤلفاته وكما يلي:


السبحاني:
يا خليل الله هل طلبت من الله تعالى أن يمنح الإمامة للظالم من ذريتك حينما قلت ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) ؟

إبراهيم عليه السلام:


نعم قد طلبتها ولكن ليس لمن كان ظالماً مدى الحياة ، ولا لمن كان نقياً ثم صار ظالماً وقت تصديه للإمامة ، بل طلبتها للقسم الثالث من ذريتي وهو من كان ظالماً ثم تاب وأصبح نقياً وقت تصديه للإمامة ، ولكن مع ذلك فقد رفض الله تعالى طلبي بقوله سبحانه ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فبيَّن أن من تلبَّس بالظلم ولو آناً ما في عمره لا يصلح لنيل الإمامة.

السبحاني:


عجبي منك يا خليل الرحمن لا يكاد ينقضي حيث طلبت الإمامة لهذا الظالم ؟!!!

إذ كيف غاب عن عقلك أن الظالم هو المتجاوز عن الحد ، المتمايل عن الصراط إلى اليمين والشمال ، الواضع للشيء في غير موضعه لا يصلح لهذا المنصب وحدوده ؟!!!

وكيف غاب عن عقلك أن الظالم الناكث لعهد الله ، والناقض لدساتيره وحدوده على شفا جرف هار لا يؤتمن عليه ، ولا تلقى إليه مقاليد الخلافة ، ولا مفاتيح القيادة ، لأنّه على مقربة من الخيانة والتعدّي ، وعلى استعداد لأن يقع أداة للجائرين ؟!!!

وكيف غاب عن عقلك أن الظالم لن يتحقق بنصبه هدف الإمامة وذلك لنفرة الناس عن متابعته والانقياد لقوله لأنه كان في فترة من عمره مقترفاً للمعاصي ، ماجناً ، مجترحاً للسيئات ، فيكون غرضاً لسهام الناقدين ، ومن البعيد أن ينفذ قوله ، وتقبل قيادته بسهولة ، بل يُنادى عليه أنه كان بالأمس يقترف الذنوب ، وأصبح اليوم آمراً بالحق ومميتاً للباطل ؟!!! فلن تخضع له الأعناق ، وتميل إليه القلوب ؟!!!

عجباً لك يا خليل الرحمن !! كيف غاب عن عقلك أن طلبك من الله تعالى بجعل هذا الظالم إماماً مطاعاً ، نافذاً قوله ، مشروعاً تصرفه ، إلى غير ذلك من شؤون الإمامة هو أمرٌ لا يصح في منطق العقل ؟!!!

عجباً لك يا خليل الرحمن !! ألم تعلم أن اعتقادك باستحقاق من تلبس بالظلم - ولو في الماضي - لمنصب الإمامة هو تخيل لغير الواقع هو أمرٌ يمس كرامتك ويقدح في عصمتك المطلقة لك ؟!!!
[ وهذا النص ذكره في كتابه ( عصمة الأنبياء في القرآن الكريم ) ص 71 حيث قال ما نصه: ( أضف إلى ذلك : إنّ هذه الإجابة لا تصحّح العصمة المطلقة للأنبياء ، إذ على هذا الجواب يكون ظن الرسل بعدم إيمان تلك الشرذمة القليلة خطأً ، وكان ادّعاؤهم للإيمان صادقاً ، وهذا يمس كرامتهم من جانب آخر ، لأنّهم تخيّلوا غير الواقع واقعاً ، والمؤَمن كافراً ) ]


عجباً لك يا خليل الرحمن يا من أعطاك الله تعالى كمال العقل والفطنة وسدادة الرأي كيف غاب عنك أن العقل يحكم بلزوم نقاوة الإمام عن كل رذيلة ومعصية في جميع فترات عمره ؟!!!

عجباً ثم عجباً على وقوعك في مثل هذا الخطأ مع أن روح القدس تسددك وتحفظك من الوقوع في الخطأ والزلل في الفكر والعمل ؟!!!
[ هذا النص ذكره في كتابه ( عصمة الأنبياء في القرآن الكريم ) ص 73 : ( وهذا التفسير مع التوجيه الذي ذكره الزمخشري وإن كان أوقع التفاسير في القلوب غير أنّه أيضاً لا يناسب ساحة الأنبياء الذين تسددهم روح القدس وتحفظهم عن الزلل والخطأ في الفكر والعمل ، وتلك الهاجسة وان كانت بصورة حديث النفس وشبه الوسوسة لكنها لا تلائم العصمة المطلقة المترقبة من الأنبياء ) ].

وأختم حواري معك يا خليل الرحمن فأقول:
لو كنت مكانك لما طلبت الإمامة لهذا الظالم لأن عقلي القاصر يحكم بلزوم نقاوة الإمام عن كل رذيلة ومعصية في جميع فترات عمره !!!

ولأن عقلي القاصر يقضي بعدم تحقق أهداف الإمامة بنصبه وذلك لنفرة الناس عن متابعته والانقياد لأقواله !!!







  رد مع اقتباس
قديم 01-04-13, 09:31 PM   رقم المشاركة : 2
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على شبهات رافضي
»» تعلم كيف تستخدم تويتر
»» ملاحظات سريعة على الشورى و النص وسيدنا علي و الخلفاء و سيدنا معاوية
»» من طامات الشيعة يمكن للمرجع ان يشرع مثل الله و النبي
»» حوار مع رجل الدين الشيعي والمثير للجدل أحمد القبانجي
  رد مع اقتباس
قديم 01-04-13, 09:57 PM   رقم المشاركة : 3
ركاز الفضل
عضو نشيط







ركاز الفضل غير متصل

ركاز الفضل is on a distinguished road


جزاك الله خيرا ونفع بك







  رد مع اقتباس
قديم 01-04-13, 10:02 PM   رقم المشاركة : 4
أم الحسن
عضو ذهبي







أم الحسن غير متصل

أم الحسن is on a distinguished road


صدق الصدوق عندما قال ..

:: إن مما أعان الله به على الكذابين النسيان
الكافي 2/341 البحار 72/251
(وقال: أي أضرهم به وفضحهم فإن كثيرا ما يكذبون في خبر ثم ينسون ويخبرون بما فيه ويكذبه فيفتضحون بذلك عند الخاصة والعامة)..






  رد مع اقتباس
قديم 01-04-13, 10:21 PM   رقم المشاركة : 5
دخيل التميمي
عضو ماسي






دخيل التميمي غير متصل

دخيل التميمي is on a distinguished road


جزاك الله خيرا واني أسأل المولى أن يجمعنا واياكم مع حبيبنا وشفيعنا صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم






التوقيع :
اللهم اغفرلوالدي وارحمهم واسكنهم فسيح جناتك، اللهم أجزل لهم المثوبة والأجر . اللهم آنسهم في وحدتهم واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وأفسح لهم بها مدّ ابصارهم ، اللهم انزلهم منزلاً مباركا وأنت خير المنزلين، اللهم انزلهم منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا آمين
من مواضيعي في المنتدى
»» تحذير لرواد المنتدى عاجل جدا وهام برنامج خبيث جدا هنا
»» كتب الدكتور صنهات بدر العتيبي الويل لإيران من شر أقترب ؟
»» مناظرة شعرية رائعة بين سني وشيعي
»» الزنا بالموتى / وثيقة
»» مخلف دهام الشمري مدافعا عن السيستاني
  رد مع اقتباس
قديم 01-04-13, 11:19 PM   رقم المشاركة : 6
أبو سند
مشرف








أبو سند غير متصل

أبو سند is on a distinguished road


جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل

سبحان الذي خذلهم , ما يستدلون بآية من كتاب الله الا وكانت حجة عليهم فهل من معتبر ؟


لا أظن السبحاني سيفكر بالترصد لمقالاتك استاذي الكريم مرة أخرى (ضربتان بالرأس توجع)







التوقيع :
معضلة التقية في دين الإمامية
جواب , لماذا أهل البيت وليس أهل البيوت ؟
من مواضيعي في المنتدى
»» الزميل أفلاطون تفضل بخصوص آية التطهير وحديث الكساء
»» هل يقدر علي على بعض ما يطلب منه أم هو على كل شيء قدير
»» إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ / جزء من سلسلة اختطاف الآيات من سيّاقها
»» يا شيعي أي المراجع يتبع كلام المعصومين ؟!
»» يا شيعي كيف تخرج الامام علي من هذه الآيات ؟!
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "