بسم الله الرحمن الرحيم
لاجل امير المؤمنين عمر عليه السلام وعيون عمر عليه السلام افردت هذا الموضوع
فامير المؤمنين يستحق اكثر من ذلك
شبهة يطرحها كثيرا الشيعة الامامية حول شك عمر عليه السلام بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم وقد بدأ بها شرف الدين الموسوي صاحب المراجعات الوهمية .
ذكر الصاحب محمد عبدالله في منتدى صوت السنة رواية على هذا الرابط
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...ID=248&CID=475
" فقال عمر بن الخطاب: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، "
واقول :
اولا : بحثت سريعا في البخاري ومسلم ولم أجد الرواية بنصها .
ثانيا : بما ان الشبهة خرجت من كتب اهل السنة فسيكون الرد من كتب اهل السنة ايضا ، وبعضا من كتب الشيعة الامامية .
ثالثا : سأتغاضى عن سند الراوية التي استشهد بها صاحبنا ، و ساجيبه على فرضية أن امير المؤمنين عمر حصل منه الشك واقول :
الشيعة الامامية بسبب بغضهم لعمر جعلهم ينظرون لحادثة الشك وموقف الشك ولم ينظروا الى ما بعده ، وهذا والله عين الاجحاف والبعد عن الانصاف .
يقول الصاحب محمد عبدالله
 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله |
 |
|
|
|
|
|
|
إن كان شكا واضحا صارخا كالشك الذي نقلناه عن عمر بن الخطاب، فلا اختلاف أن هذا فيه ما فيه
و الكفر كل الكفر إن مات و لم يتب
|
|
 |
|
 |
|
قلت : شك عمر ثم ماذا ؟
عمر ليس معصوما حتى نستغرب منه صدور الذنب او الخطيئة والمعصية.
وكما شك عمر فقد تاب من هذا الشي بل وتم قبول توبته من الله تعالى من فوق سبع سماوات وانزل الله تعالي في شان هذه التوبة قرانا يتلي الى قيام الساعة .
الدليل الاول :
قال الله تعالى في سورة التوبة (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )
ومعروف ان غزوة تبوك متاخرة عن حادثة الحدييبة .
الدليل الثاني
في سورة الحديد زكى الله تعالى كل من قاتل او انفق قبل الفتح بل ووعدهم بالحسنى ، وامير المؤمنين عمر عليه السلام يأتي في مقدمتهم
قال تعالى " وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "
وفتح مكة متاخر عن حادثة الحديبية
الدليل الثالث : كما ورد في البخاري ان عمر شك ـ على فرض قول المخالف فتنبه ـ ، فكذلك ورد في البخاري من حديث ابن عباس ان الامام علي عليه السلام قال في حق عمر كلاما عظيما ساعة موته حين مات فقال ابن عباس رضي الله عنه " إني لواقف في قوم ، فدعوا لعمر بن الخطاب ، وقد وضع على سريره ، إذا رجل دخل قد وضع مرفقه على ركبي يقول : رحمك ، إني كنت لأرجو أن يجعلك مع صاحبيك ، لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كنت وأبو بكر وعمر ، وفعلت وأبو بكر وعمر ، وانطلقت وأبو بكر وعمر ) . فإن كنت لأرجو أن يجعلك معهما ، فالتفت ، فإذا هو علي بن أبي طالب ".
وموت عمر عليه السلام متاخر عن حادثة الحديبية
وهذا اعتراف من الامام علي بتوبة عمر وبيان فضله.
بل ورد في نهج البلاغة الكتاب المقدس عند الشيعة الامامية ان الامام علي وصف عمر عليهما السلام بأنه مرجع للمسلمين فقال
"إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك ، فتلقهم فتنكب ، لاتكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم ، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه" .
وسؤالي هل من شك بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام يستحق ان يكون مرجعا للمسلمين ؟!
الدليل الرابع : عمر نفسه اعترف بخطأه وذكر انه كفّر عن فعله هذا بفعل الاعمال الصالحه والتوبة تجب ما قبلها
جاء عند البخاري " فقال عمر بن الخطاب فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام قال قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا "
قال ابن حجر في شرحه على الرواية " قوله : ( قال الزهري قال عمر : فعملت لذلك أعمالا )
هو موصول إلى الزهري بالسند المذكور وهو منقطع بين الزهري وعمر , قال بعض الشراح . قوله " أعمالا " أي من الذهاب والمجيء والسؤال والجواب , ولما يكن ذلك شكا من عمر , بل طلبا لكشف ما خفي عليه , وحثا على إذلال الكفار , لما عرف من قوته في نصرة الدين ا ه . وتفسير الأعمال بما ذكر مردود , بل المراد به الأعمال الصالحة ليكفر عنه ما مضى من التوقف في الامتثال ابتداء , وقد ورد عن عمر التصريح بمراده بقوله : " أعمالا " : ففي رواية ابن إسحاق " وكان عمر يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به " وعند الواقدي من حديث ابن عباس " قال عمر : لقد أعتقت بسبب ذلك رقابا , وصمت دهرا " . وأما قوله : " ولم يكن شكا " فإن أراد نفي الشك في الدين فواضح , وقد وقع في رواية ابن إسحاق " أن أبا بكر لما قال له : الزم غرزه فإنه رسول الله , قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله " وإن أراد نفي الشك في وجود المصلحة وعدمها فمردود , وقد قال السهيلي : هذا الشك هو ما لا يستمر صاحبه عليه , وإنما هو من باب الوسوسة , كذلك قال , والذي يظهر أنه توقف منه ليقف على الحكمة في القصة وتنكشف عنه الشبهة , ونظيره قصته في الصلاة على عبد الله بن أبي , وإن كان في الأولى لم يطابق اجتهاده الحكم بخلاف الثانية , وهي هذه القصة , وإنما عمل الأعمال المذكورة لهذه , وإلا فجميع ما صدر منه كان معذورا فيه بل هو مأجور لأنه مجتهد فيه . "
وجاء في صحيح مسلم " فجاء عمر بن الخطاب فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا قال فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم فطابت نفسه ورجع " .
قال النووي في شرحه على الرواية " قال العلماء : لم يكن سؤال عمر - رضي الله عنه - وكلامه المذكور شكا ; بل طلبا لكشف ما خفي عليه , وحثا على إذلال الكفار وظهور الإسلام كما عرف من خلقه - رضي الله عنه - , وقوته في نصرة الدين وإذلال المبطلين . "
قلت : نتامل قول الراوي في اخر الرواية عن عمر " فطابت نفسه ورجع"
أي رجع عما قاله واحدثه وهذا لعمر الله من صلاح عمر وخوفه وخشيته ورجوعه الى الحق ان اخطأ .
امر اخر عمر عليه السلام كان مغضبا حين خرجت منه المقولة كما جاء في رواية مسلم ، ومعروف فقهيا الحكم على مقولة الغضبان ، والشي بالشيء يذكر ويقاس عليه ايضا الا وهو طلاق الغضبان لا يقبل بسبب الغضب وانه بغير اختيار من المكلف
يقول اية الله السستاني في منهاج الصالحين (3/144) : " وكذا لو تلفظ بصيغة الطلاق في حالة النوم او هزلا او سهوا او غلطا او في حال الغضب الشديد الموجب لسلب القصد فانه لا يؤثر في الفرقة"
وعمر عليه السلام كان في حالة الغضب الشديد ا حين تكلم بذلك وقوله هذا لا يؤثر لسلب القصد الا وهو الشك بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم .
اضافة لذلك ثبت في صحيح مسلم ان الله تعالى قد غفر لمن اخطأ وتاب فعن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} [2/ البقرة/ آية 284] قال، دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا" قال، فألقى الله الإيمان في قلوبهم. فأنزل الله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا (قال: قد فعلت) ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا (قال: قد فعلت) واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا (قال: قد فعلت) [2/ البقرة/ آية-286].
يبقى مسالة مقارنة حال سليم بن قيس حين اخذ يسال الامام المعصوم تلو الامام ، وبين حال عمر عليه السلام من سؤال لابي بكر رضي الله عنه
اقول :
هذا قياس مع الفارق !
فعمر انتقل من الاعلى الى الادني حيث انتقل من النبي صلى الله عليه واله وسلم الى ابي بكر رضي الله عنه.
بينما سليم اخذ يتنقل في السؤال من معصوم الى معصوم ومع ذلك لم يطمئن للجواب !!!
رغم انه كان يكفيه جوابا واحدا من معصوم واحد .
كذلك ثبت توبة عمر عليه السلام من تكرار سؤاله ولم تثبت توبة سليم من تكرار لاسئلته للمعصوم تلو المعصوم .
اقف الى هنا وللاسف بغض الشيعة الامامية لعمر جعلهم يتوقفون عند حادثة الشك ولم ينظروا الى ما بعدها ..
هذا على فرض ثبوت الشك في حق عمر عليه السلام .
والله ولي التوفيق .