أولا بالنسبة للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فأقول عدم سماعك به بسبب قلة معرفتك وليس لعدم معرفة الناس للشيخ فقد عرفه المسلمون في كل مكان والحمد لله بسبب علمه الغزير واتباعه للسنة وحرصه عليها
واستغرب عدم سماعك به كونك من بلاد الشام ولا استغرب فاراك هداك الله لا تعرف غير شيخك كفتارو و ترديد لفظ الجلالة معه بشكل منطو عن الآخرين ولا ادري هل السبب عدم السماح لك بالخروج عن "الطريقة" ام عدم رغبتك في ذلك
وهذه نبذة عن الشيخ
ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.
* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للأقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد الذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب " المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
و من أبرزها صحيح الأدب المفرد وضعيفه وصحيح و ضعيف السنن الأربعة بالاضافة الى
1 سلسلة الأحاديث الصحيحة و شئ من فقهها و فوائدها
2- سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة
3- ارواء الغليل في تخريج احاديث منار السبيل.
4- تلخيص احكام الجنائز.
5- صفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
6- التوسل انواعه واحكامه.
7- حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
8- دفاع عن الحديث النبوي والسيرة.
9- الحديث حجة بنفسه.
10- جلباب المرأة المسلمة.
11- المسح على الجوربين ويليه تمام النصح في أحكام المسح
12- التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام
13- خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه
14- صحيح الترغيب والترهيب
15 ضغيف الترغيب والترهيب
16 الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة
17 الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام
18 آداب الزفاف
19 سؤال وجواب حول فقه الواقع
20 كيف يجب أن نفسر القرآن؟
21 رسالة قيام رمضان
22- مختصر العلو
ومؤلفات كثيرة جدا يصعب حصرها ومع ذلك كانت له دروس علمية كثيرة يحضرها اساتذة الجامعات
الشيخ قدم للمملكة العربية السعودية في عام 1381هـ للتدريس في الجامعة الاسلامية ودرس في الجامعة ثلاث سنوات ثم رجع الى سوريا ثم الى الاردن.
وقد فاز رحمه الله بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1419ه في فرع الدراسات الاسلامية، نظير جهده واجتهاده وتفانيه في خدمة الاسلام والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن الاقوال المعروفة للعلماء فيه
الشيخ ابن باز رحمه الله : ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلىعلم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به
يقول الشيخ عبد العزيز الهده : "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له"
الشيخ عبد المحسم العباد : لقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم في خدمة السنة و التأليف فيها و الدعوة إلى الله عز و جل و نصرة العقيدة السلفية و محاربة البدعة، و الذب عن سنة الرسول- صلى الله عليه و سلم- و هو من العلماء المتميزين، و قد شهد تميزه الخاصة و العامة. و لاشك أن فقد مثل هذا العالم من المصائب الكبار التي تحل بالمسلمين. فجزاه الله خيراً على ما قدم من جهود عظيمة خير الجزاء و أسكنه فسيح جناته
الشيخ لديه الاف الاشرطة والدروس التي كان يلقيها على طلابه مسجله فلا حرمك الله من علمه فهو يتميز دائما بالدقة وانتقاء الالفاظ بشكل دقيق جدا مما جعلني احبه و احب سماع دروسه وبامكانك سماع بعضها في موقع طريق الاسلام حيث يوجد له تقريبا 700 شريط
قيل في وفاته
مالي أراك تباري الشمس إمعانا الموت يخفي وتزهو اليوم إعلانا
سواك يطمسه موت وأنت به و ُلدتَ مرتقبا عرساً وتيجانا
كأنك الشمس اخفاها السحاب فما ينفك إشعاعها ينداح ألوانا
كأنك النبع دفق الماء يفضحه حتى وإن حجبته الغاب أغصانا
كأنك الصبح مهما الليل غالبه إلا وأيقظ أبصاراً وآذانا
سواك ذكراه في مال وفي نسبٍ وصرت للسنة الغراء عنوانا
وعيت منها جبالاً من مراجعها فكنت بحراً وكانت فيك حيتانا
حررت رأيك من أغلال مذهبها وللأئمة تعلي قدرهم شانا
محصت كل صحيح من شوائبها كما تنقي من الشطآن ذهبانا
نخلتها فاستبانت في مواطنها حسناً وسقماً وتصحيحاً ونكرانا
فَرَقت للحق شمساً في مطالعها حتى غدا كل شرق منك مزدانا
جددت للناس في نهل الحديث هوىً أودى القلوب فهل أحصيت قتلانا؟!
أشهدتنا مثلاً للعبقري طوى في كل عصر من الإبداع ميدانا
وجئت صدقاً بما لم يستطع عَلَمٌ من سابقيك وما آليت إتقانا
ونلت في حومة الأعلام مفتئداً قد جاوز الدهر آفاقاً وشُطآنا
قالوا وقالوا وما أعيت مقالتهم فما عليك إذا وفيت إحسانا
وما على السيل إن طفَّت جوانبه لكنه غادر المرباع ريَّانا
أهل الحديث على الأعصار جنتُها وكنت في عصرنا عدناً ورَضوانا
هذا هو الدين يعلي شأن حامله كانوا من الروم أو فرساً وألبانا
يا ناصر الدين قد صدقت نصرته فما عليك إذا خلفت دنيانا
في واسع الأمل الفواح تنشدها في الخلد متشحاً روحاً وريحانا
يا عام عشرين كم أبليت في كبدي فجائعاً تتوالى منك أحزانا
غدوت بالباز تفري فيَّ حسرتُهُ ورحت تذكي بالألباني أشجانا
يا عام عشرين أي الفخر تكتبه فقد صدعت لعزالدين أركانا
حتى رجعتُ أناجي فيك غفلتنا أما كفاكِ فكم قرحت أجفانا؟!
أما كفاكِ طويتِ العقدَ جوهرةً من بعد أخرى فهل أُغنيتِ أكفانا؟!
لولا الرجاء على الآلام يصحبني لاغتالني اليأس من دهري بما كانا
د, عبدالرزاق الحمد
اما بالنسبة للاحاديث وما ذكرته فيا اسماعيل يا اخي الحبيب يا اخي المسلم ما ذكرته باستغراب عن تضعيفه لاحاديث مع ان غيره حسنها فهذا معروف عند علماء الحديث فهناك عوامل كثيرة جدا تدخل في التصحيح والتضعيف فهناك من يتساهل في التصحيح وهناك احاديث كثيرة جدا يصححها البعض ويضعفها غيره مثل احاديث ابو نعيم
و طبعا اذكره كمثال لوضوحه ثم أقول ان ذلك يحديث مع غيره ايضا وعلى الجانب الآخر هناك من تشدد مثل البخاري في صحيحه علما بانه لم يتشدد في تاريخه كما ان الترمذي لم يتشدد ابدا
( انا لا احب كلمة تشدد لكن استخدمها الآن لعدم استحضاري لكلمة افضل )
علما بأني لا ادعي معرفة علم الحديث كما ينبغي ولم ابحث عن الحديث في جميع كتب الحديث انما كتبت ما اعلمه واقول هذا ابراء للذمة
ومن الادلة على ذلك ما ذكرته انت فنقلت تصحيحا و تحسينا فمن الطبيعي ان يحدث هذا الشيء علما بان الاحاديث الحسنة مقسمة الى حسن لذاته و حسن لغيره والصحيح انه لا يحتج بالحديث الحسن لغيره
ثم هناك ما نقته عن الترمذي مع ذكرك بان الحديث مرسل ومعلوم أن الحديث المرسل مردود عند جمهور المحدثين والفقهاء
على العموم فقط احببت ان اعلق بهذا للتوضيح لاستغرابك للاختلافات الموجودة و حتى لا تقع في تتبع الآراء التي تساند ما تعتقد به اصلا بل تتبع ما صح و تقول سمعنا و اطعنا ان شاء الله ولا اعتقد ان هناك اعلم بعلم الحديث من أهل الحديث واحد ائمتهم الشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني
وهناك الكثير من الاخوان في المنتدى أعلم مني بهذا العلم وأتمنى ان نسمع رأيهم ايضا فقد يستطيعون الشرح بطريقة أفضل واوضح مني وأظن احدهم اسمه في المنتدى "محمد" فيما اذكر والله أعلم
اما بالنسبة للحديث لا استطيع الزيادة على ما قاله شيخنا الألباني اسكنه الله الفردوس الأعلى
ولا أزال اتساءل عن سبب كثرة احتجاج الصوفية بالاحاديث الضعيفة والموضوعة بل العض عليها بالنواجذ خاصة وان كانوا يدعون انهم يهتمون بهذا العلم بالاضافة الى امور اخرى كثيرة يجمعونها لا يفهم مصدرها واسبابها الا من خلال معرفة تاريخهم افلا يرونه؟