الفيض الكاشاني يفضح تناقض اصحاب الاجتهاد الشيعي في مسألة التقليد
سفينة النجاة و الكلمات الطريفة للفيض الكاشاني ص130 وص131
و اعجب من ذلك انهم يشترطون الحياة فيمن يجوز تقليده و مع ذلك لا يقلدون الا الاموات و يجحدون اجتهاد الاحياء و
عدالتهم ما داموا احياء منافسة و حسدا حتى اذا ماتوا صارت اقاويلهم معتبرة عندهم و كتبهم معتمدا عليها لديهم لزوال
العلة أ يتغافلون بعد موتهم عما عدوه من عيوبهم ام يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم ام لا يميّزون بين الحق و الباطل
و الحالى و العاطل لكلال بصائرهم و اعتلال ضمائرهم فيسوى عندهم الصدق و الزور و الظلمات و النور و ليت شعرى اى
مدخل في الموت و الحياة في بطلان الفتيا او اصابة الآراء و هل الحق الا واحد
و مخالفه الّا جاحد ثمّ ان اقاويل الاموات كما دريت مختلفة غاية الاختلاف و فتاويهم في كتبهم متناقضة كمال التناقض بل
الكتاب الواحد لمجتهد واحد في مسئلة واحدة مختلفة في الفتوى بحسب ابوابه و مباحثه و هذه الاختلافات تزايد يوما
فيوما الى ما شاء اللّه انقراضها
و المقلدة و ان كانوا يقولون في الاكثر على القول الاشهر الا ان هذه الشهرة ليست مما يصح الاعتماد لكونها غير مبتن
على اصل بل انما يكون في الاكثر بالبحث و الاتفاق او بتقرب صاحب القول من السلطان او ما شابه ذلك من حوادث الدهور
و الاوان و يختلف بحسب الاوضاع و الازمان فرب مشهور لا اصل له و رب اصيل لم يشتهر ثمّ انهم لتعصبهم الشديد و غلو
انهم في التقليد و تجوالهم في الضلال البعيد لا يرفعون الى ناصح رأسا و لا يذوقون من شراب التحقيق كاسا و لا يلجئون
الى ركن
وثيق و لا يقتدون بمن هو بالاقتداء حقيق بل انما يتبعون اهواءهم و يقتدون آبائهم يقتص بعضهم اثر بعض حثيثا و لا يكادون
يفقهون حديثا و ليت شعرى من اذن لهم في اتباع رأى من يجوز عليه الخطأ في الرأى ثمّ اختيار احد اقوالهم بالاتفاق و
البحث مع اختلافهم السخت آللّه اذن لهم ام على اللّه يفترون أم تأمرهم احلامهم لهذا أم هم قوم طاغون ام عندهم
خزائن رحمة ربك ام هم المسيطرون أم لهم سلّم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين أم عندهم الغيب فهم
يكتبون ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به اللّه كلا بل ذرهم في غمرتهم يعمهون