بالفلك أن يرد الفلك إلى مجراه فيرد الفلك فترجع الشمس إلى مجراها ... ) [1] . هذه هي الكسوف والخسوف , هذا الكلام يذكرنا بما كان عند النصارى في أناجيلهم من أمور تخالف الواقع والحق كقولهم أن الأرض مركز الكون كما في التوراة العهد القديم وغير ذلك من الأمور التي لا يصدقها عاقل , ولما رأوا أن هذا الكلام يخالف العلم الذي توصلوا إليه كذبوا تلك الكتب وردوها وعلموا أن هذا من وضع البشر فتركوا ذلك الباطل وأخذوا الحق الذي وجدوه في العلم , ثم صار لهم ردة فعل قوية , فنبذوا الإنجيل كله حقه وباطله , والمحرفون ما خطر في بالهم أن العلم سيتطور حتى يصل إلى الكون فيفحمهم , وكذلك الحال بالنسبة للكليني وأصحابه الذين ألفوا هذه الكذبات , لأنه في ذلك الزمان ما كان يمكن لأحد أن يصل لمثل هذه المعلومات , فعندما تكلموا في شأن الكون وكذوبوا تطور العلم وتبين كذب ما لفقوه , ولكن لِمَ رجع النصارى عن الباطل ولمْ يرجع الشيعة إلى الآن ؟ سؤال محير جداً , لم أجد له جواباً ولكن لعل بعضكم أن يوجد هذا الجواب .
وهذه من مهازل هذا الكتاب روى الكليني عن أبي عبد الله أنه قال : ( ما في الفيل شيء إلا في البعوضة مثله وفُضِلَ البعوض على الفيل بالجناحين ) [2] , يعني البعوضة فيها أشياء أكثر من الفيل , زيادة الجناحين .
الزلازل وأسبابها :
عن أبي عبد الله : ( أن الحوت الذي يحمل الأرض أسر في نفسه أنه إنما يحمل الأرض بقوته , فأرسل الله إليه حوتاً أصغر من شبر وأكبر من فتر فدخلت هذه الحوت – أي السمكة الصغيرة – في خياشيمه فصعق فمكث بذلك – أي الحوت الكبير الذي يحمل الأرض – أربعين يوماً ثم إن الله عز وجل رأُف به ورحمه وأخرج ذلك الحوت الصغير , فإذا أراد الله عز وجل بأرض زلزلة بعث ذلك الحوت الصغير إلى الحوت الكبير الذي يحمل الأرض , فإذا رآه أضطرب فتزلزلت الأرض ) [3] هذا علمٌ جديد !!!!! .
عن أبي عبد الله قال : ( إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي – يعني في الكعبة – فإذا أراد الله عز وجل أن يخرج منها شيئا أخرجه إما جنوب فجنوب وإما شمال فشمال وصبا فصبا ودبور فدبور ... قال : من آية ذلك أنك لا تزال ترى هذا الركن متحركاً أبداً في الشتاء والصيف والليل والنهار ) [4] , وما رأيناه متحركاً أبداً .
جلنا يعرف عقيدة خبيثة من عقائد النصارى , وهي ما تسمى بعقيدة الفداء , يزعمون فيها أن عيسى فدى الناس بنفسه من خطيئة آدم , وللأسف نجد هذه العقيدة موجودة أيضا عند الشيعة الإثني عشرية , فقد روى الكليني في الكافي عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السلام ) قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ فَخَيَّرَنِي نَفْسِي أَوْ هُمْ فَوَقَيْتُهُمْ وَ اللَّهِ بِنَفْسِي ) [5].
عَنْ سَيْفٍ التَّمَّارِ قَالَ كُنَّا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) جَمَاعَةً مِنَ الشِّيعَةِ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ عَلَيْنَا عَيْنٌ فَالْتَفَتْنَا يَمْنَةً وَ يَسْرَةً فَلَمْ نَرَ أَحَداً فَقُلْنَا لَيْسَ عَلَيْنَا عَيْنٌ فَقَالَ : ( وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ وَ رَبِّ الْبَنِيَّةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ مُوسَى وَ الْخَضِرِ لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّي أَعْلَمُ مِنْهُمَا وَ لَأَنْبَأْتُهُمَا بِمَا لَيْسَ فِي أَيْدِيهِمَا لِأَنَّ مُوسَى وَ الْخَضِرَ ( عليه السلام ) أُعْطِيَا عِلْمَ مَا كَانَ وَ لَمْ يُعْطَيَا عِلْمَ مَا يَكُونُ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَ قَدْ وَرِثْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وِرَاثَةً ) [6].
[1] الكافي ج 8 ص 70 .
[2] الكافي ج8 ص 208 .
[3] الكافي ج 8 ص 212 .
[4] الكافي ج8 ص 227 .
[5] الكافي ج 1 ص 260 .
[6] أيضا .