العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى الفقه وأصوله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-12, 03:35 PM   رقم المشاركة : 1
العز بن عبد السلام
مشرف







العز بن عبد السلام غير متصل

العز بن عبد السلام is on a distinguished road


Post كرم الله وجهه .. عليه السلام .. أم رضى الله عنة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :
(
فصل
)
وأما الصلاة على غير الأنبياء، فإن كانت على سبيل التبعية كما تقدم في الحديث:
"
اللهم صل على محمد وآله وأزواجه وذريته
"
فهذا جائز بالإجماع، وإنما وقع النزاع فيما إذا أفرد غير الأنبياء بالصلاة عليهم ..

فقال قائلون: يجوز ذلك، واحتجوا بقوله: {
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ } وبقوله { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } [البقرة: 157]، وبقوله تعالى :{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ } [التوبة: 103]، وبحديث عبد الله بن أبي أوْفَى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: "اللهم صل عليهم". وأتاه أبي بصدقته فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى
". أخرجاه في الصحيحين.

وبحديث جابر: أن امرأته قالت: يا رسول الله، صل عَلَيَّ وعلى زوجي. فقال: "
صلى الله عليكِ وعلى زوجك
" .

وقال الجمهور من العلماء: لا يجوز إفراد غير الأنبياء بالصلاة؛ لأن هذا قد صار شعارا للأنبياء إذا ذكروا، فلا يلحق بهم غيرهم، فلا يقال: "قال أبو بكر صلى الله عليه". أو: " قال علي صلى الله عليه". وإن كان المعنى صحيحا كما لا يقال: "قال محمد عز وجل" وإن كان عزيزا جليلا؛ لأن هذا من شعار ذكر الله عز وجل.
وحملوا ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة على الدعاء لهم؛ ولهذا لم يثبت شعارا لآل أبي أوفى، ولا لجابر وامرأته
. وهذا مسلك حسن.

وقال آخرون: لا يجوز ذلك؛ لأن الصلاة على غير الأنبياء
قد صارت من شعار أهل الأهواء
يصلون على من يعتقدون فيهم فلا يقتدى بهم في ذلك والله أعلم.

ثم اختلف المانعون من ذلك: هل هو من باب التحريم أو الكراهة التنزيهية أو خلاف الأولى؟ على ثلاثة أقوال:
حكاه الشيخ أبو زكريا النووي في كتاب الأذكار. ثم
قال: وا
لصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهة تنزيه؛ لأنه شعار أهل البدع(1 ) وقد نهينا عن شعارهم، والمكروه هو ما ورد فيه نهي مقصود( 2).

قال أصحابنا: والمعتمد في ذلك أن الصلاة صارت مخصوصة في اللسان بالأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، كما أن قولنا: "عز وجل"، مخصوص بالله سبحانه وتعالى، فكما لا يقال: "محمد عز وجل" وإن كان عزيزا جليلا لا يقال: "أبو بكر -أو: علي -صلى الله عليه". هذا لفظه بحروفه.
قال: وأما السلام فقال الشيخ أبو محمد الجُوَيني من أصحابنا: هو في معنى الصلا، فلا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء فلا يقال: "
علي عليه السلام وسواء في هذا الأحياء والأموات، وأما الحاضر فيخاطب به، فيقال: سلام عليكم أو سلام عليك أو السلام عليك أو عليكم.

وهذا مجمع عليه. انتهى ما ذكره.

قلت : " وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي، رضي الله عنه،
بأن يقال: "عليه السلام" من دون سائر الصحابة أو: "كرم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحا، لكن ينبغي أن يُسَاوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان بن عفان أولى بذلك منه رضي الله عنهم أجمعين".

قال إسماعيل القاضي: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثني عثمان بن حكيم بن عَبَّاد بن حُنَيف عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال:"
لا تصح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالمغفرة "
.

وقال أيضا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن جعفر بن بَرْقان قال: كتب عمر بن عبد العزيز، رحمه الله:"
أما بعد، فإن أناسا من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة، وإن ناسا من القصاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدْلَ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا جاءك كتابي هذا فمُرْهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة، ويدعوا ما سوى ذلك"
. أثر حسن .

قال إسماعيل القاضي :
حدثنا معاذ بن أسد، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا ابن لَهِيعة، حدثني خالد بن يَزيد عن سعيد بن أبي هلال، عن نُبَيه بن وهب؛ أن كعبا دخل على عائشة، رضي الله عنها، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب:"
ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، سبعون ألفا بالليل، وسبعون ألفا بالنهار، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه "
.

[
فرع
]
قال النووي: إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فليجمع بين الصلاة والتسليم، فلا يقتصر على أحدهما فلا يقول: "صلى الله عليه فقط"، ولا "عليه السلام" فقط، وهذا الذي قاله منتزع من هذه الآية الكريمة، وهي قوله: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } ، فالأولى أن يقال: صلى الله عليه وسلم تسليما"(3 ).

وأما كرم الله وجهه فقد قال :
العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى:" سبق سياق كلام ابن كثير - رحمه الله تعالى - في حرف الصاد ، عند قول : صلي الله عليه وسلم ، على غير الأنبياء . وقد ساقه السفاريني في غذاء الألباب ثم قال :
( قلت
: قد ذاع ذلك وشاع وملأ الطروس والأسماع . قال الأشياخ : وإنما خُصّ علي - رضي الله عنه - بقول : كرم الله وجهه ؛ لأنه ما سجد إلى صنم قط ، وهذا إن شاء الله لا بأس به ، والله الموفق ) ا هـ .

قلت : أما وقد اتخذته الرافضة أعداء علي - رضي الله عنه - والعترة الطاهرة -
فلا منعاً لمجاراة أهل البدع . الله أعلم .
ولهم في ذلك تعليلات لا يصح منها شيء ومنها : لأنه لم يطلع على عورة أحد أصلاً ، ومنها : لأنه لم يسجد لصنم قط . وهذا يشاركه فيه من ولد في الإسلام من الصحابة - رضي الله عنهم - علماً أن القول بأي تعليل لابد له من ذكر طريق الإثبات .

تنبيه :
في مسند أحمد عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ الراية فهزها ، ثم قال :"
من يأخذها بحقها " ، فجاء فلان فقال : أنا قال : أمط . ثم جاء رجل فقال : أمط ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لا يفر هاك يا علي
..... . الحديث .

وفي مسند سلمة بن الأكوع أنه قالها للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث طويل .
وفي سياق بعض الأحاديث تجد قولهم - كرم الله وجهه - عند ذكر علي - رضي الله عنه - ولا نعرف هذا
في شيء من المرفوع ولا أنه من قول ذلك الصحابي ولعله من النساخ . و
الأمر يحتاج إلى الوقوف على النسخ الخطية الأولى"( 4) .

قال شيخنا علي الحلبي حفظه الله تعالى:
" هذا الدعاء من تسربات بعض أفكار التشيع إلى بعض فضلاء أهل السنة فالواجب الحذر منه ومجانبته".
ثم أحال على ما نقلته عن الشيخ بكر رحمه الله أعلاه( 5)
.

_______________

( 1) كالرافضة قبحهم الله ولا رحم فيهم موضع إبرة.
(2 ) أي لذاته .
( 3) تفسير ابن كثير ج6_ص478/ عند تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
(الأحزاب :56) . ط دار طيبة الطبعة الثانية.
(4 ) معجم المناهي اللفظية (ص 454)
(5 ) انظر فوائد الفوائد (ص 422) حاشية رقم (1) ط دار ابن الجوزي.







الصور المرفقة
نوع الملف: pdf 63491.pdf‏ (235.5 كيلوبايت, المشاهدات 567)
التوقيع :
• كتاب: ثم أبصرت الحقيقة

مقالات
الأستاذ عبد الملك الشافعي

قالَ شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيلَ عبد الله بن محمدٍ الهروي:
عرضتُ على السيفِ خمسَ مرات، لا يقالُ لي ارجع عن مذهبك، لكن يقالُ لي: اسكت عما خالفك، فأقولُ لا أسكت.

[تذكرة الحفاظ: 3/1184]


من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: خمس مؤامرات كبرى على الإسلام من فجر الإسلام إلى اليوم
»» كتاب : حكم الله الصمد في حكم الطالب من الميت المدد pdf
»» التعريف بالشريف المرتضى واضع كتاب نهج البلاغة
»» كتاب: الخطوط العريضة للأسس التي قام عليها دين الشيعة - محب الدين الخطيب
»» الاصـدار الـجـديـد لـلـمـشـغـل الـعـمـلاق SM Player v16.8.0
 
قديم 08-02-19, 04:35 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "