بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا وعد الله الرجال في الجنة بالحور العين
أن الرجال هم القوامون على النساء، وأنهم إذا وعدوا بهذه الأشياء صار هذا أقرب إلى نشاطهم في طلب الآخرة، وحرصهم على طلب الآخرة، وعدم ركونهم إلى الدنيا الركون الذي يحول بينهم وبين المسابقة إلى الخيرات والنساء تابعات للرجال في الأغلب، فإذا رزق الرجل الحور العين في الجنة مع ما وعد الله به النساء المؤمنات من الخير العظيم والدرجات العالية في الجنة،فلهن من الأجر ما يجعلهن زوجات للخيرين من الرجال في الجنة والرجل يعطى زيادة من الحور العين وليس في الجنة أذى ولا منافسة ولا ضرر كما يقع للضرات في الدنيا،بل كل واحدة مع زوجها ولو معه آلاف النساء ما تتضرر بذلك ولا تندم،ولا تحزن،فالكل في خير وفي نعمة وفي راحة في أنس وطمأنينة،
الحور عين نساء،لا يعلم مقدار حسنهن وجمالهن إلا الذي خلقهن ولكنهن جميلات طيبات حسنة الأخلاق،
وإذا رآها المؤمن عرف حالها، إذا دخل الجنة المؤمن رآهن وعرف أخلاقهن وجمالهن،
وما ذكر الله عنهن في القرآن وأنهن حور عين،
الحوراء البيضاء الجميلة وحسنة العين هذا من جمالها،وأما كمال الجمال يعرفه الإنسان إذا دخل الجنة،
جعلنا الله وإياكم من أهلها،
فالمقصود أنهن نساء خلقهن الله جل وعلا ،لإكرام أهل الجنة من الرجال،ولا يعلم المادة التي خلقن منها إلا الذي خلقهن سبحانه وتعالى،
بخلاف نساء الدنيا فهن من ماء مهين،ويكّن في الجنة في غاية من الجمال،وتتزوج النساء في الجنة على حسب ما تقتضيه أعمالهن الصالحة فالله جل وعلا،هو الذي يزوجهن في الجنة سواء كن لأزواجهن في الدنيا أو لغير أزواجهن،
أما أزواج النبي،صلى الله عليه وسلم،فهّن له في الآخرة،
جاء في هذا أحاديث،أن المرأة إذا كان لها أزواج تخير فتختار أحسنهم خلقاً ولكن لا يعلم الحقيقة إلا الله سبحانه وتعالى،
فقد تكون لزوجها وقد تكون لغير زوجها، ويعطى كل زوج من الحور العين ما شاء الله على حسب أعماله الصالحة وتقواه لله جل وعلا،
ولكل واحد له زوجتان من الحور العين هذا أمر معلوم لكن الزيادة الله يعلم بمقدارها، يختلفون فيها على حسب أعمالهم الصالحة في إعطائهم أنواع النعيم والقصور،وفي ما يعطى الأزواج من الحور العين بعد الزيادة على الثنتين،
هاتان الاثنتان،من الحور العين غير نساء الدنيا، وغير الزيادة من الحور لمن شاء الله من أهل الجنة،
والله وعد النساء الجنات والرضا،والأزواج الطيبون،كما قال تعالى(وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ )
وأهل الجنة لهم ما يدعون كلهم الرجال والنساء،كما قال جل وعلا(وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ )ولهم فيها ما يتَمنُّون،أي،تمنّ عليّ ما شئت،
هذا يعم الرجال والنساء، فالمرأة على ما تشتهي،
والرجل له ما يشتهي،
والمرأة كذلك لها ما تطلب،وله ما يطلب،والله يعطيه ما أراد من الخير،
النساء أكثر أهل الجنة،ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله،على صحيح البخاري،
(أن أكثر أهل الجنة من نساء الدنيا والحور،وأكثر أهل النار النساء من نساء أهل الدنيا،وأقل أهل الجنة من له زوجتان والزيادة على حسب فضل الله )
واستدل أبو هريرة رضي الله عنه،بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال كما أخرجه مسلم،
عن ابن سيرين،قال اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر،قال النووي في شرح الحديث،أن النساء أكثر أهل الجنة،
وفي الحديث الآخر،أنهن أكثر أهل النار,قال،فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم,قال،وإلا فقد جاء للواحد من أهل الجنة من الحور العدد الكثير )صحيح مسلم
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم( إن أقل ساكني الجنة النساء )أخرجه البخاري، ومسلم،
قال ابن القيم، تعليقاً على هذا الحديث،هذا يدل على ان في الجنة أكثرهم بالحور العين التي خلقن في الجنة، وأقل ساكنيها نساء الدنيا،
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلاً لنعمتك وأسكنا قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك،وجعلني الله وإياكم ممن يقال لهم(ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ)
اللهم امين يارب العالمين.
27-10-16, 03:30 AM
العرض العادي
