الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله: وبعد
فأهل السنة والجماعة
يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
فيشهدون أن الله هو الرب الإله المعبود ، المتفرد بكل كمال ، فيعبدونه وحده مخلصين له الدين .
فيقولون : إن الله هو الخالق البارئ المصور الرزاق المعطي المانع المدبر لجميع الأمور .
وأنه المألوه المعبود الموحد المقصود ، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء ، الآخر الذي ليس بعده شيء ، الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، الباطن الذي ليس دونه شيء .
وأنه العلي الأعلى بكل معنى واعتبار ، علو الذات وعلو القدر ، وعلو القهر .
وأنه على العرش استوى ، استواء يليق بعظمته وجلاله ، ومع علوه المطلق وفوقيته ، فعلمه محيط بالظواهر والبواطن ، والعالم العلوي والسفلي ، وهو مع العباد بعلمه ، يعلم جميع أحوالهم ، وهو القريب المجيب .
وأنه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته ، والكل !ليه مفتقرون في إيجادهم وإيجاد ما يحتاجون إليه في جميع الأوقات ، ولا غنى لأحد عنه طرفة عين ، وهو الرؤوف الرحيم ، الذي ما بالعباد من نعمة دينية ولا دنيوية ولا دفع نقمة إلا من الله ، فهو الجالب للنعم ، الدافع للنقم .
ومن رحمته أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا يستعرض حاجات العباد حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : " لا أسأل عن عبادي غيري ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ، من ذا الذي يسألني فأعطيه ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر " ، فهو ينزل كما يشاء ويفعل ما يريد .
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ]
ويعتقدون أنه الحكيم ، الذي له الحكمة التامة في شرعه وقدره ، فما خلق شيئا عبثا ، ولا شرع الشرائع إلا للمصالح والحكم .
وأنه التواب العفو الغفور ، يقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيئات ، ويغفر الذنوب العظيمة للتائبين والمستغفرين والمنيبين .
وهو الشكور الذي يشكر القليل من العمل ، ويزيد الشاكرين من فضله .
ويصفونه بما وصف به نفسه ، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات الذاتية ، كالحياة الكاملة ، والسمع والبصر ، وكمال القدرة ، والعظمة والكبرياء ، والمجد والجلال والجمال ، والحمد المطلق ، ومن صفات الأفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته ، كالرحمة ، والرضا ، والسخط ، والكلام ، وأنه يتكلم بما يشاء كيف يشاء ، وكلماته لا تنفد ، ولا تبيد .