العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-06, 04:49 PM   رقم المشاركة : 1
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


سيرة أحمد البدوي بين الحقيقة والخيال وتطور اعتقاد الصوفية فيه

بسم الله الرحمن الرحيم




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، ومن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده رسوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا } ، { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .

أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

أحمد البدوي تلك الشخصية التي يعظمها طائفة من المسلمين حتى انزلوها منزلة عالية فجعلوها ملجئهم في الشدائد والكربات فإذا وقع أحدهم في ضائقة أو كربة قال : يا بدوي مدد مدد ، يا بدوي أغثني ، يا بدوي أدركني ، ولا أريد في هذه الوريقات أن أناقش قضية صرف عبادة الاستغاثة بالله عز وجل للبدوي ، ولكن أريد أن أعرّف بهذه الشخصية من منظور محبيه المعظمين له من خلال ما كتبوه في سيرة والتطورات التي مرت بها سيرته حتى أصبح شخصية البدوي تلك الشخصية الأسطورية التي ربما لا توجد إلا في حكايات ألف ليلة وليلة كما ستعرف إن شاء الله في هذه الوريقات فنبدأ في هذا البحث فنقول :

من هو أحمد البدوي

هو أبو الفتيان أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر المقدسي الأصل البدوي المعروف بأبي اللثامين السطوحي .

ولد البدوي سنة 596 ، وتوفى في ربيع الأول سنة 675 .




-----------------






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» أهل البدع واللغة العربية متنافران والدليل ما قاله هذا الشيخ الشيعي
»» ما افطن هذا الديك
»» سلسلة أعلام التصوف 34 حمزة فنصوري الإندونيسي
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ محمد عارف خوقير
»» والله ثم والله ثم والله أني لأعجب من الاصرار الموسوي على الكذب !!!!
 
قديم 24-11-06, 04:49 PM   رقم المشاركة : 2
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


وأول من ترجم للبدوي – على حد اطلاعي – هو ابن الملقن المولود سنة 723 هجري ، والمتوفى سنة 804 هجري فقال : (( الشيخ احمد البدوي، المعروف بالسطوحي، اصله من بني برى، قبيلة من عرب الشام. تسلك بالشيخ برى، أحد تلامذة الشيخ أبي نعيم أحد مشايخ العراق، وأحد أصحاب سيدي احمد بن الرفاعي.)) [ طبقات الأولياء ص 289 – 290 ] .

ونلاحظ أن على الرغم من قرب عصر ابن الملقن لعصر البدوي إلا أنه لم يذكر في ترجمته شيء مميز غير أنه تسلك بالشيخ بري الذي هو من أصحاب الشيخ أحمد الرفاعي ، ونلاحظ أيضا أنه نسبه على قبيلة بن بري من عرب الشام .

ثم ترجم له جلال الدين الاتابكي المولود في سنة 813 هجري ، والمتوفى سنة 874 هجري في كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة فقال : (( وفيها توفي الشيخ المعتقد الصالح أبو الفتيان أحمد بن علي بن إبراهيم [ بن محمد ] بن أبي بكر المقدسي الأصل البدوي المعروف بأبي اللثامين السطوحي. مولده سنة ست وتسعين وخمسمائة، وتوفي في سنة خمس وسبعين في شهر ربيع الأول، ودفن بطندتا وقبره يقصد للزيارة هناك، وكان من الأولياء المشهورين، وسمي بأبي اللثامين لملازمته اللثامين صيفاً وشتاء، وكان له كرامات ومناقب جمة، رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته )) [ ص 252 – 253 / 7 ] .

فنلاحظ أيضا في الترجمة التي ذكرها الاتابكي أنه لا يوجد فيها شيء مميز غير الزيادة التي ذكرها أنه قبره يزار ويقصد ، وأنه كان له كرامات ، فنستخلص أن على نهاية القرن التاسع الهجري بدأ الغلو بأحمد البدوي في القرن التاسع وفي التحديد في نهاية أي بعد قرنين من الزمان تقريبا بعد وفاته ، وسوف نرى إلى أي مدى وصل هذا الغلو .

ثم ترجم له شيخ الصوفية عبد الوهاب الشعراني المولود في سنة 898 هجري ، والمتوفى سنة 973 هجري في كتابه الطبقات الكبرى فقال : (( منهم السيد الحسيب النسيب أبو العباس سيدي أحمد البدوي الشريف رضي الله تعالى عنه وشهرته في جميع أقطار الأرض تغني عن تعريفه، ولكن نذكر جملة من أحواله تبركاً به فنقول: وبالله التوفيق: مولده رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدينة فاس بالمغرب لأن أجداده انتقلوا أيام الحجاج إليها حين أكثر القتل في الشرفاء )) [ ص 258 ] .

والآن نجد أن الشعراني في القرن العاشر الهجري أي بعد ثلاثة قرون من وفاة البدوي ينسبه إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويقول أن أجداده هاجروا إلى المغرب لأن الحجاج أكثر من قتل الشرفاء ، ومن المعلوم أن الحجاج كان واليا على العراق ومن ثم على العراق وخرسان ، بينما ابن الملقن والاتابكي قالا أنه من قبيل من عرب الشام وقال الاتابكي المقدسي أي إلى بيت المقدس ، وهذا يدل على أنه من أهل القدس ، والحجاج لم يسلط على أهل الشام ، فنستخلص من فعل الشعراني هذا أن من غلو المتصوف بالبدوي أنهم نسبوه إلى آل البيت هذا ديدن عند المتصوف فإذا اعتقدوا بأحد صيروه من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يزيدوا من قدسية هذا الولي ، يشنعون على المنكر أنه يطع بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

نواصل ذكر نسب البدوي من كتب المتصوفة قال المنياوي المولود 952 هجري ، والمتوفى سنة 1031 هجري في كتابه الكواكب الدرية : (( أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البدوي ، الشريف الحسيب النسيب . أصله من بني بري ، قبيلة من عرب الشام ، ثم سكن والده المغرب فولد له صاحب الترجمة بفاس .. الخ )) [ ص 62 / 2 ] . فنلاحظ أن المنياوي أنه جمع بين القولين فكيف ذالك ؟؟!!

قال ابن العماد المولد سنة 1032 هجري ، والمتوفى سنة 1089 هجري في كتابه شذرات الذهب : (( وفيها السيد الجليل الشيخ أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البدوي الشريف الحسيب النسيب )) ثم ذكر قول المنياوي عبد الرءوف [ ص 602 / 7 ] . فنلاحظ أن ابن العماد جزم بنسبته إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

قال أبو علي الكوهن الفاسي المغربي المتوفى سنة 1347 هجري في كتابه طبقات الشاذلية الكبرى : (( أبو العباس سيدي أحمد البدوي ، فارس الأولياء بالديار المصرية والجزائر القبرصية ، المعروف بالأستاذ أبي الفتيان الحسيني النسب الطاهر الحسب ، العلوي الملثم ، المعتقد المعروف المشهور بالبدوي لكثرة ما كان يتلثم )) [ ص 66 ] .

ونجد أن الفاسي هذا ذكر فائدة جديدة لم يذكرها أحد قبله وهي أنه البدوي حسيني أي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ففي القرن الثامن كان البدوي من قبيلة بني بري ن قبيلة من عرب الشام ، وفي القران الرابع عشر الهجري صار البدوي حسينيا من ذرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

وحتى يثبتوا نسب البدوي لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم اخترعوا قصة مخاطبه للنبي صلى الله عليه وسلم بالشعر ورد النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر قال الكوهن الفاسي في طبقات الشاذلية الكبرى : (( وحج وزار جده صلى الله عليه وسلم ، ولما وقف تجاه الروضة المطهرة أنشأ يقول :

إن قيل زرتم بما رجعتم ** يا أكرم الرسل ما نقول

فرد عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بحضرة الشهود :

قولوا رجعنا بكل خــيرا ** واجتمع الفرع بالأصول

إلى آخر القصيدة المعروفة المتداولة بين المتصوفة
)) [ ص 67 ] .

فالشاهد افترائهم على النبي صلى الله عليه وسلم : (( واجتمع الفرع بالأصول )) ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ )) [يس : 69] ، والصوفية يجعلون النبي صلى الله عليه وسلم يقول الشعر ليثبتوا نسب البدوي لآل البيت الكرام .

بقيت نقطة مهمة في هذا المبحث و هي أن المؤرخين الذين هم أقرب عهدا من هؤلاء لم يذكروا البدوي الأسطورة فهذا الإمام الذهبي المتوفى سنة 748 لم يذكره في كتبه مثل تاريخ الإسلام والعبر ، ، وكذلك ابن الوردي المتوفى سنة 749 هجري لم يذكره في تاريخه وهو يذكر بعض الأعيان في نهاية كل سنة ، وكذلك ابن كثير المتوفى سنة 774 هجري لم يذكره في تاريخ البداية والنهاية ، وهو يذكر وفيات المشاهير في نهاية كل سنة ، وكذلك الملك المؤيد أبو الفداء المتوفى سنة 732 هجري لم يذكره في تاريخ المسمى المختصر في أخبار البشر .

فهذا يدل على أحد أمرين ، فالأول أن البدوي لم يكن من المشاهير ، ولم تعرف عنه تلك الحكايات والأساطير التي يحكيها المتصوفة عنه فكان مجرد رجل عادي من عامة المسلمين أو أنه على أقل تقدير أنه أحد الصالحين الأتقياء الأخفياء ولم يظهر في حياته ما يجعل له صيت عال فلم يعرفه مؤرخو الإسلام وهم الأقرب إلى عصره ، وعرفه متأخري الصوفية .

أما الاحتمال الآخر فهو أنه لم يكن في ذلك الزمان رجل أسمه أحمد البدوي ، وإنما هذه أسطورة من اختراع الصوفية أو المنتفعين من سدان الأضرحة ، والله تعالى أعلم .


-----------------






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» شبهة توسل سواد بن قارب
»» حمل كتاب البناء على القبور المعلمي
»» حديث ما وسعني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن
»» هل تعرفون معنى الصراط ومعنى صعق عند الصوفية
»» مهلا ايها الزائرون بمن تستغيثون ؟
 
قديم 24-11-06, 04:50 PM   رقم المشاركة : 3
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


وبعد ما بينّا نسبه وكيف تطور عند محبيه من المتصوفة ووضعه في كتب المؤرخين الأقرب إلى عصره نذكر سيرته كما جاء في كتب محبيه من المتصوفة .

وقبل الشروع في سيرته نذكر ألقاب البدوي ، فمن ألقابه البدوي ولذلك لكثرة ما يتلثم ، ومن ألقابهم السطوحية لأنه سكن السطوح ، وكذلك من ألقابه العطاب ، ولذلك لكثرة ما عطب من يؤذيه .

والآن نبدأ سيرته قال عبد الوهاب الشعراني : (( ولده رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدينة فاس بالمغرب لأن أجداده انتقلوا أيام الحجاج إليها حين أكثر القتل في الشرفاء فلما بلغ سبع سنين سمع أبوه قائلا يقول: له في منامه يا علي انتقل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة فإن لنا في ذلك شأناً، وكان ذلك سنة ثلاث، وستمائة قال: الشريف حسن أخو سيدي أحمد رضي الله عنه فما زلنا ننزل على عرب ونرحل عن عرب فيتلقوننا بالترحيب، والإكرام حتى وصلنا إلى مكة المشرفة في أربع سنين فتلقانا شرفاء مكة كلهم، وأكرمونا، ومكثنا عندهم في أرغد عيش حتى توفي والدنا سنة سبع، وعشرين وستمائة، ودفن بباب المعلاة، وقبره هناك ظاهر يزار في زاوية قال: الشريف حسن فأقمت أنا، وأخوتي وكان أحمد أصغرنا سناً، وأشجعنا قلباً.

كان من كثرة ما يتلثم لقبناه بالبدوي فأقرأته القرآن في المكتب مع ولدي الحسين، ولم يكن في فرسان مكة أشجع منه، وكانوا يسمونه في مكة العطاب فلما حدث عليه حادث الوله تغيرت أحواله، واعتزل عن الناس، ولازم الصمت فكان لا يكلم الناس إلا بالإشارة، وكان بعض العارفين رضي الله عنه يقول: إنه رضي الله تعالى عنه حصلت له جمعية على الحق تعالى فاستغرقته إلى الأبد، ولم يزل حاله يتزايد إلى عصرنا هذا
)) [ الطبقات الكبرى ص 258 – 259 ] .

ذكر هنا الشعراني قصة مسير أهل البدوي من المغرب إلى مكة وهي أنه والده سمع هاتفا في المنام ، وهذا يدل على مدى تأثر الصوفية بالمنامات حيث كان تسيطر على حياتهم ومسكنهم ، ثم ذكر أخو البدوي أنه أخاه البدوي كان صحيحا ثم حدث له الوله فتغير فأصبح ملتزما للصمت لا يتكلم إلا بالإشارة وحال الحال الذي بلغ به البدوي كان نتيجة لجمعيته ، والجمعية هي اجتماع الهمم في التوجيه إلى الله تعالى والاشتغال به عما سواه ، وبعد هذه الجمعية حصله استغراق ، وهو أن لا يلتفت قلب الذاكر إلى الذكر في أثناء الذكر ، ولا إلى القلب ، وهو الذي يسميه المتصوفة بالفناء ، والفناء هو عدم رؤية العبد لفعله بقيام الله على ذلك أو تبديل صفات البشرية بالصفات الإلهية دون الذات ، فكلما ارتفعت صفة قامت صفة إلهية مقامها ، فيكون الحق سمعه وبصره كما نطق به الحديث وقيل سقوط الأوصاف المذمومة ، وقيل الغيبة عن الأشياء، وقيل الفناء أن لا ترى شيئا إلا الله ، ولا يعلم إلا الله ، وتكون ناسبا لنفسك ولكل الأشياء سوى الله ، فعند ذلك يتراءى لك أنه الرب ، إذ لا ترى ولا تعلم شيئا إلا هو ، فتعتقد أنه لا شيء إلا هو ، فتظن أنك هو ، فتقول أنا الحق ، وتقول ليس في الدار إلا الله ، وليس في الوجود إلا الله .

فكان حال البدوي يدور في أحد تلك الأقوال في الفناء ، فإذا عرفت هذا علمت لماذا لا يستنكر المتصوف ما جاء في سيرته لأنه كان فانيا وقد مر معنى الفناء ، وهذا مقام رفيع عند الصوفية .

وذكر حكاية تغير حال البدوي من حالة الصحة إلى الحال التوصل إليها كل من المنياوي في الكواكب الدرية ص 62 / 2 ، وكذلك ذكر بنحوها الكوهن الفاسي في طبقات الشاذلية الكبرى ص 67 .

قال الشعراني في الطبقات الكبرى : (( ثم إنه في شوال سنة ثلاث، وثلاثين وستمائة رأى في منامه ثلاث مرات قائلا يقول: له قم، واطلب مطلع الشمس فإذا وصلت إلى مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس، وسر إلى طندتا فإن بها مقامك أيها الفتى فقام من منامه، وشاور أهله وسافر إلى العراق فتلقاه أشياخها منهم سيدي عبد القادر، وسيدي أحمد بن الرفاعي فقالا: يا أحمد مفاتيح العراق، والهند، واليمن، والروم، والمشرق، والمغرب بأيدينا فاختر أي مفتاح شئت منها فقال لهما سيدي أحمد رضي الله عنه لا حاجة لي بمفاتيحكما ما آخذ المفتاح إلا من الفتاح )) [ ص 259 ].

وذكر هذه القصة أيضا المنياوي في كتابه الكواكب الدرية ص 63 / 2 غير أنه ذكر أنه سمع هاتفا يقول ثلاثا بدلا من أنه رأى ذلك في المنام .

وهنا نرى جليا آثار المنامات أو الهواتف في حياة الصوفية حيث أن هذا المنام أو الهاتف جعل من البدوي يغير مقام سكنه وذلك أن المنامات والهواتف من مصادر التلقي عند الصوفية .

جاء في هذه القصة أن الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أحمد الرفاعي قد استقبلا البدوي في العراق ، والجيلاني توفى سنة 561 هجري ، والرفاعي توفى سنة 570 هجري أي توفى قبل مولد البدوي بعشرين سنة تقريبا !! فكيف استقبلاه ، الجواب هذا عالم الصوفية عقلنة اللامعقول ، فلم يكتفوا بهذا فقط ، بل جعلوا أن الشيخين يتصرفان في البلدان بل يهبان التصرف لمن يشاء وهذا واضح جدا من عرضهم على البدوي ما عرضا .

ولا يخفى بطلان هذا الكلام على ذوي الحجا ، وذلك لما استقر في أذهان المسلمين أن الله تعالى هو المتصرف في الكون كيف يشاء وقد قرر القرآن هذه الحقيقة قال الله تعالى : (( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ )) [يونس : 3]

وقال أيضا : (( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ )) [يونس : 31] .

وقال أيضا : (( اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )) [الرعد : 2] .

وقال أيضا : (( أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )) [النمل : 64] .

وقال أيضا : (( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ )) [السجدة : 5] .

وقال أيضا : (( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) [سبأ : 24] .

وقال أيضا : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )) [فاطر : 3]

وقال أيضا : (( أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ )) [الملك : 21] .


-----------------------






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب جلاء العينين بمحاكمة الأحمدين
»» برنامج الموسوعة الإسلامية المعاصرة
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ محمد رشيد رضا
»» كتاب معرفة المأمور به والمحذور في زيارة القبور الطبعة الثانية لأول مرة على الشبكة
»» تأملوا هذه الصورة
 
قديم 24-11-06, 04:51 PM   رقم المشاركة : 4
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


نعود الآن إلى سيرة البدوي ، فنذكر دخوله إلى طندتا قال الشعراني : (( كان في طندتا سيدي حسن الصائغ الإخنائي، وسيدي سالم المغربي فلما قرب سيدي أحمد رضي الله عنه من مصر أول مجيئه من العراق قال: سيدي حسن رضي الله عنه ما بقي لنا إقامة صاحب البلاد قد جاءها فخرج إلى ناحية إخنا، وضريحه بها مشهور إلى الآن ومكث سيدي سالم رضي الله عنه فسلم لسيدي أحمد رضي الله عنه، ولم يتعرض له فأقره سيدي أحمد رضي الله عنه، وقبره في طندتا مشهور، وأنكر عليه بعضهم فسلب، وانطفأ اسمه وذكره، ومنهم صاحب الإيوان العظيم بطندتا المسمى بوجه القمر كان ولياً عظيماً فثار عنده الحسد ولم يسلم الأمر لقدرة الله تعالى فسلب وموضعه الآن بطندتا مأوى للكلاب ليس فيه رائحة صلاح ولا مدد، وكان الخطباء بطندتا انتصروا له، وعملوا له وقفاً، وأنفقوا عليه أموالا، وبنوا لزاويته مئذنة عظيمة فرفسها سيدي عبد العال رضي الله عنه برجله فغارت إلى وقتنا هذا )) [ ص 260 ] .

ويظهر لك هنا الخرافات التي يحكيها الشعراني في التهويل من شأن أحمد البدوي فأما أن يهرب منه الأولياء أو يكونوا خدما له أو يسلبهم حالهم وعلمهم ويحل عليها الدمار والخراب ، وهذا يدلك على أن الصوفية عندما يحبون أحدا يألفوا عنه الأساطير ، فهذا البدوي لم يذكر المتقدون ما عشر معشار هذه الحكايات فمن أين أتى بها الشعراني بعد ثلاثة قرون تقريبا ؟! ولا سيما إلا علمت أن الشعراني من مروجي الخرافات ، وكذلك من معظمي أحمد البدوي ومولده ؟؟

ويدرك الإنسان بفطرته السليمة بطلان ما تقدم من خرافات يروجها المتصوف ليجعلوا من مشايخهم ذلك الرجل الأسطوري الذي لا يعرف إلا في المخيلة الصوفية ، فهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أكثر ولاية من البدوي بل البدوي لا يسوى ظفر أحدهم وكانوا يعيشون مع بعضهم البعض ، دون أن يسلب احد منهم آخر أو يجعله تابعا له ذليلا له كما يروج الشعراني ذلك عن البدوي .

ولم يقف حال الصوفية عند هذا الحد في التهويل من شأن البدوي حتى افتروا على رسول صلى الله صلى الله عليه سلم قال عبد الرءوف المنياوي في كتابه الكواكب الدرية : (( وكان عظيم الفتوة . قال المتبولي : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في أولياء مصر بعد محمد ابن ادريس ، أكبر فتوة منه ، ثم نفيسة ، ثم شرف الدين الكردي ثم المنوفي ، انتهى )) [ ص 62 – 63 / 2 ] .

ولا تظن أخي القارئ أن المتبولي هذا صحابي ! بل هو أحد مشايخ الصوفية وهو إبراهيم المتبولي المتوفى بعد 800 للهجرة ، ولعل المرء يتساءل كيف تلقى المتبولي هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! لا تعجب هذا عالم الصوفية !!


--------------------






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» هل في هذه الاية دلالة على صحة عبادة الاوثان
»» مناظرات الشيخ الألباني
»» هلم يا جادو نرجع خلافنا إلى الكتاب والسنة
»» حمل كتاب مجموع في كشف حقيقة الجزء المفقود المزعوم من المصنف تأليف محمد زياد التكلة
»» ثبوت الحديث بالكشف عند الصوفية
 
قديم 24-11-06, 04:51 PM   رقم المشاركة : 5
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



حال البدوي وحياته في مصر

ثم سكن البدوي في السطوح ولذلك سمي بالسطوحي قال الشعراني في الطبقات : (( ثم قصد طندتا فدخل على الحال مسرعاً دار شخص من مشايخ البلد اسمه ابن شحيط فصعد إلى سطح غرفته وكان طول نهاره، وليله قائماً شاخصاً ببصره إلى السماء، وقد انقلب سواد عينيه حمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يوماً، وأكثر لا يأكل، ولا يشرب، ولا ينام ثم نزل من السطح .... الخ )) [ ص 259 ] . وقال : (( فلم يزل سيدي أحمد على السطوح مدة اثنتي عشرة سنة )) [ ص 260 ] .

وقال المنياوي في الكواكب الدرية : (( فأقام بطندتا على سطع دار ، لا يفارقه ليلا ولا نهار ، اثني عشرة سنة . إذا عرض له الحال ، صاح صياحا عظيما )) [ ص 63 / 2 ] . ، وقال الكوهن الفاسي : (( ومكث قدس الله روحه على السطوح اثني عشر عاما )) [ طبقات الشاذلية الكبرى ص 67 ] .

وهذا يعني أن البدوي لمدة اثني عشر سنة لم يخرج لصلاة جماعة في المسجد ولا جمعة ولا عيد ، فيا ليت شعري كيف يستقيم هذا مع الولاية ؟؟!! ولكن لا تعجب إلا علمت أن كاتب هذا الكلام يرى فعل الفاحشة بالأتان كرامة !!

والصوفية يعلمون جيدا أن عدم الالتزام بالصلاة ليس من علامة أهل الولاية والبدوي لم يزل في السطوح لمدة اثنتي عشر سنة فحتى يوفقوا للصوفي البسيط بين عدم التزامه بالصلاة وبين ولاية ألفوا حكاية يرونها عن ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى قال المنياوي : (( واجتمع به ابن دقيق العيد فقال : انك لا تصلي ، وما هذا سنن الصالحين ! فقال : اسكت وإلا غبرت دقيقك ،ودفعه فإذا هو بجزيرة متسعة جدا ، فضاق ذرعه حتى كاد يهلك ، فرأى الخضر ، فقال : لا بأس عليك ! إن مثل البدوي لا يعترض عليه ! لكن اذهب إلى هذه القبة ن وقف ببابها ، فإنه سيأتيك العصر ليصلي بالناس فتعلق بأزياله ، لعل أن يعفو ! ففعل ، فدفعه فإذا هو بباب بيته )) [ ص 66 / 2 ].

فهكذا يخترعون القصص حتى يبرروا لمشايخهم العذر في ترك الصلاة ، فكل الهدف من هذه القصة أن يقولوا للمريد أن البدوي كان يصلي إماما في تلك الجزيرة الخضراء ، ولا شك أن مخترع هذه القصة لا يعلم أنه هناك فروق في أوقات الصلاة من إقليم إلى آخر

وبمناسبة ذكر الصلاة قال السخاوي : (( وحدث المقريزي في عقوده عن شيخه أبي حيان قال ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجاً فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة ولم يصل نفعنا الله بالصالحين )). [ الضوء اللامع ترجمة محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الشمس أبي عبد الله الغماري ثم المصري المالكي النحوي ] .

وإن كانت هذه القصة توافق ما تقدم أن البدوي لم يكن يصلي كما جاء في كتب الصوفية والعهدة عليهم إلا أن في إثبات هذه القصة نظر ، وذلك أن الأمير ناصر الدين ابن جنكلي ولد سنة 675 أي في السنة التي مات فيها البدوي ، وثم هو لم يولد في مصر بل دخل مصر سنة 702 أو 703 أي بعد وفاة البدوي بخمس وعشرين سنة تقريبا وقد يكون الأمير هو الجد محمد بن جنكلي ، ولكن يبقى الإشكال قائما هو أن أبا حيان دخل مصر سنة 679 هجري أي بعد وفاة أحمد البدوي بأربع سنين ، أو أنه هذا بدوي آخر غير الذي نتكلم عنه ، فإن صحت هذه القصة عن أحمد البدوي يتضح لك سبب عدم ذكر المؤرخين له في كتبه حيث أنه لم يكن من العقلاء ، وكذلك يتبين لك لماذا لم يطنب متقدمي الصوفية في ترجمته ، والله تعالى أعلا وأعلم .


----------------------






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب هتك أستار الفصوص في مناقشة محيي الدين بن العربي حول كتابه فصوص الحكم
»» حمل كتاب فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول الأضرحة والقبور والموالد والنذور
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ ابن بدران الدمشقي
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ محمود شكري الآلوسي
»» الرد التفصيلي على الاستدلال بأثر مالك الدار على جواز التوسل أو الاستغاثة
 
قديم 24-11-06, 04:52 PM   رقم المشاركة : 6
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


ولم يقتصر البدوي على عدم الصلاة فقط بل اشتمل على الطهارة أيضاً فقد قال الشعراني في الطبقات الكبرى : (( وكان إذا لبس ثوباً ، أو عمامة لا يخلعها لغسل ، ولا لغيره حتى تذوب فيبدلونها له بغيرها )) [ ص 260 ] .

وقال المنياوي في الكواكب الدرية : (( وكان إذا لبس ثوباً أو عمامة لا يخلعها لغسل ولا غيره حتى تبلى ، فتبدل )) [ ص 64 / 2 ] .

وهذا مخالف لفطرة الإنسان المسلم التي تحض على النظافة والطهارة ، ولعل المرء يتساءل كيف كان يغتسل من الجناب ؟! ثم يستدرك المرء أن البدوي لم يكن يصلي ولم يكون يحضر الجمعة والجماعات فلذلك هو غير محتاج إلى الغسل من الجنابة أو غسل الجمعة المختلف فيه بين الوجوب والاستحباب .

ولعلك أخي القارئ تتصور هيئة البدوي هو لا يغتسل حتى تبلى ثيابه عليه ، ولعلك تتصور رائحته ، فكيف تتفق الولاية مع من كان هذا حاله لا صلاة ولا نظافة ؟؟!!

وقد قيل أن أراد أن تنزل عليه الشياطين فليبقى في أكثر وقت ممكن في النجاسات ، ومَنْ تنزل عليه الشياطين قد تعتريه الأحوال وخوارق العادات .

قد مر أنه لقب بالبدوي لكثرة ما يتلثم قال المنياوي في الكواكب الدرية : (( وكان لا يكشف اللثام عن وجهه ، فقال له عبد المجيد : أرني وجهك ! قال : كل نظرة برجل ! قال : أرينه ولو مت ! فكشفه ، فمات حالا )) [ ص 64 / 2 ] .، ولا أدري أي كرامة وأي ولاية في هذا ؟!

لقد علمت أيها القارئ الكريم حال سيرة البدوي من كتب محبيه ومعظميه فلم تجد ما يمدح عليها بل لم تجد ما يجعله مسلم بسيط فضلا أن يكون من الأولياء الصالحين ، ولكن محبيه من الصوفية لن يقفوا عند هذا الحد فقاموا يخترعون الحكايات بحلول المصائب على من أنكر على البدوي ، وقد مر معنا فيما سبق قصة ابن دقيق العيد عندما أنكر على البدوي عدم الصلاة ، والآن نذكر قصة أخرى وهي قصة ابن اللبان قال الشعراني في الطبقات الكبرى : (( ووقع ابن اللبان في حق سيدي أحمد رضي الله عنه فسلب القرآن، والعلم، والإيمان، فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرشي فمضى إلى سيدي أحمد رضي الله عنه وكلمه في القبر، وأجابه، وقال له: أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رسماله فقال: بشرط التوبة فتاب ورد عليه رسماله، وهذا كان سبب اعتقاد ابن اللبان في سيدي ياقوت رضي الله عنه )) [ ص 264 ] .

وقال المنياوي في الكواكب الدرية : (( وأنكر عليه الشيخ خلفية الابنادي ، وحط على من يحضر مولده ، فابتلي بحية فلدغت فمه ولسانه فمات )) [ ص 64 / 2 ]

والهدف من اختراع هذه القصص هو إرهاب المريد أو الصوفي البسيط حتى لا ينكر حال البدوي الذي كان يخالف حال المسلمين ، ويتعجب الإنسان أين عقول الناس الذي يصدقون هذه الترهات ، وحتى لو كان صحيحة ففيها دلالة عن البدوي على باطل لأنه يستعاض بالإرهاب عن التدليل على حاله من الكتاب والسنة وأنى له ذلك .

ولعل الإنسان لما يقرا ما قدمناه يسأل نفسه لماذا جعل المتصوف البدوي من الأولياء ما دلالة ولايته عندهم ؟؟ الجواب هو خوارق العادات سواء كانت صحيحة ام مختلقة ، ولكن الدليل على ولايته هي خوارق العادات التي يحكيها المتصوفة فنذكر طرف منها .

قال الشعراني في الطبقات الكبرى : (( وستمائة فدخل رضي الله عنه مصر ثم قصد طندتا فدخل على الحال مسرعاً دار شخص من مشايخ البلد اسمه ابن شحيط فصعد إلى سطح غرفته وكان طول نهاره، وليله قائماً شاخصاً ببصره إلى السماء، وقد انقلب سواد عينيه حمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يوماً، وأكثر لا يأكل، ولا يشرب، ولا ينام ثم نزل من السطح، وخرج إلى ناحية فيشا المنارة فتبعه الأطفال فكان منهم عبد العال، وعبد المجيد فورمت عين سيدي أحمد رضي الله عنه فطلب من سيدي عبد العال بيضة يعملها على عينه فقال: وتعطيني الجريدة الخضراء التي معك فقال: سيدي أحمد رضي الله عنه له: نعم فأعطاها له فذهب إلى أمه فقال هنا بدوي عينه توجعه فطلب مني بيضة وأعطاني هذه الجريمة فقالت: ما عندي شيء فرجع فأخبر سيدي أحمد رضي الله عنه فقال: اذهب فأتني بواحدة من الصومعة فذهب سيدي عبد العال فوجد الصومعة قد ملئت بيضاً فأخذ له واحدة منها، وخرج بها إليه ثم إن سيدي عبد العال تبع سيدي أحمد رضي الله عنه من ذلك الوقت ولم تقدر أمه على تخليصه منه فكانت تقول: يا بدوي الشوم علينا فكان سيدي أحمد رضي الله عنه إذا بلغه ذلك يقول: لو قالت: يا بدوي الخير كانت أصدق ثم أرسل لها يقول: إنه ولدي من يوم قرن الثور، وكانت أم عبد العال قد وضعته في معلف الثور، وهو رضيع فطأطأ الثور ليأكل فدخل قرنه في القماط فشال عبد العال على قرنيه فهاج الثور فلم يقدر أحد على تخليصه منه فمد سيدي أحمد رضي الله عنه يده، وهو بالعراق فخلصه من القرن فتذكرت أم عبد العال الواقعة، واعتقدته من ذلك اليوم فلم يزل سيدي أحمد على السطوح مدة اثنتي عشرة سنة )) [ ص 260 ] .

فهكذا من خلال هذه القصة استدلوا على ولاية البدوي لأنه خلص عبد العال من قرن الثور وهو في العراق وعبد العال في مصر . وكذلك من خوارقه أنه طول نهاره، وليله قائماً شاخصاً ببصره إلى السماء، وقد انقلب سواد عينيه حمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يوماً، وأكثر لا يأكل، ولا يشرب، ولا ينام ، وقال الكوهن الفاسي في طبقات الشاذلية الكبرى : (( وكان يطوي أربعين يوما لا يتناول فيها طعام ولا شرابا وهو شاخص بصره إلى السماء )) [ ص 67 ] .

قال المنياوي في الكواكب الدرية : (( وله كرامات شهيرة منها قصة المرأة التي أسر ولدها الفرنج ، فلاذت به فأحضره بقيوده )) [ ص 64 / 2 ] .

قال الشعراني في الطبقات الكبرى : (( ومجيئه بالأسرى من بلاد الإفرنج، وإغاثة الناس من قطاع الطريق، وحيلولته بينهم، وبينهم، وبين من استنجد به لا تحويها الدفاتر رضي الله عنه قلت: وقد شاهدت أنا بعيني سنة خمس، وأربعين، وتسعمائة أسيراً على منارة سيدي عبد العال رضي الله عنه مقيداً مغلولاً وهو مخبط العقل، فسألته عن ذلك فقال: بينا أنا في بلاد الإفرنج آخر الليل توجهت إلى سيدي أحمد فإذا أنا به، فأخذني، وطار بي في الهواء، فوضعني هنا، فمكث يومين، ورأسه دائر عليه من شدة الخطفة رضي الله عنه )) [ ص 264 ] .

وهكذا من خلال تلك الحكايات يريدون إثبات ولاية البدوي ، بينما هم لم يذكروا في سيرة ما يدل على ولاية من خلال نصوص الشريعة المطهرة ، أما خوارق العادات لم تكن دليلا على الولاية لأن حتى الهندوس عندهم خوارق العادات وذلك الاستعانة بالجن ، ومن عَلِمَ علم الأوفاق يستطيع عمل تلك الخوارق .

وفي نهاية المطاف نخلص أن البدوي لم يعرفه أهل عصره من المؤرخين فيذكرونه في كتبهم ، وهذا يعطينا احتمال أنه لم يكن هناك شخص اسمه أحمد البدي إلا في المخيلة الصوفية ، وأحمد البدوي الذي في المخيلة الصوفية ليس من أهل الصلاح فهو لا يصلي ولا يتطهر ، وإنما جعلوه من أهل الولاية لأنه عنده خوارق عادة ؛ فنقول حتى الساحر عنده خوارق عادات ، والبدوي في المخيلة الصوفية يشترك مع السحرة في خوارق العادات وكذلك عدم الطهارة وعدم الصلاة .

والسؤال الذي نطرح على جميع المتصوف لماذا أحمد البدوي الذي يحتفل الصوفية بمولده من أولياء الله الصالحين ؟؟ ما هي الأمور التي تجعل مثل أحمد البدوي من أولياء الله الصالحين وقد حكى محبيه عنه ما حكوا ؟؟؟

هذا وصلى الله عليه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

===========

أبو عثمان







التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ محمد جميل زينو
»» محزن ومؤسف ماذا تتوقعون هؤلاء يفعلون ؟
»» شبهة تلقين الميت بعد الدفن
»» شبهة وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
»» انتهت المناظرة بين الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق والسيد يوسف الرفاعي فما هو رأيك بها
 
قديم 25-11-06, 11:29 PM   رقم المشاركة : 7
السيف الصـــــارم
عضو ذهبي







السيف الصـــــارم غير متصل

السيف الصـــــارم is on a distinguished road


سمعت مرة شريط كاسيت يقولون فيه مدد يا بدوي ومدد يا رفاعي ومدد جيلاني

وغير ه وغيره من دعوة غير الله
لاحول ولا قوة الا بلله العلي العظيم







 
قديم 17-01-07, 08:55 PM   رقم المشاركة : 9
محمد المبارك
عضو ماسي






محمد المبارك غير متصل

محمد المبارك is on a distinguished road


{ وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا }







 
قديم 18-01-07, 10:22 PM   رقم المشاركة : 10
الفنار
عضو فعال





الفنار غير متصل

الفنار is on a distinguished road


استغفر الله العلي العظيم

انا من اهل مكه واعرف بخرافات المتصوفه وبدعهم

فهم يجاورنا تقريباً

لكن ان تصل خرافاتهم وتصوراتهم الي هذا الحد

وفيهم الدكتور والمهندس والطبيب ويصدقوا

بالكلام هذا

فحسافه والله حسافه العلم فيهم







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "