وقد تم تتويج رأيهم هذا على يد عالمهم الكبير (ثقتهم) الكليني ، الذي ألّف أهم كتاب عندهم إلى الآن (وهو الكافي) أثبت فيه تحريف القرآن بالعديد من الروايات والأحاديث المنسوبة زوراً إلى أهل البيت .. راجع مكتبة أهل البيت / تفسير القمي / مقدمة المصحح ص 22 وما بعدها .. كذلك راجع الكافي للكليني / باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 1/ 412 ..
الفترة البويهية (أول ظهور علني لهم) :- هنا برز الإثناعشرية على السطح بتشجيع من البويهيين . ودخلوا في مناظرات ومناقشات عديدة مع مخالفيهم ، من أهل السنة والشيعة الزيدية والإسماعيلية .
حينها رأوا أنفسهم عبارة عن قطرة في بحر .. فهم أقلية ضمن أقلية (حيث كان الشيعة الزيدية أكثر منهم عدداً بكثير) .. وكانوا بأمس الحاجة إلى تحسين صورتهم أمام المسلمين .. ولم يكن من مصلحتهم إعلان عقيدة تحريف القرآن ، لأنها ستًخرجهم من مجموع المسلمين حتماً .. فأخفوها .. وأنكروها .. وأكّدوا على خلو القرآن من التحريف .. وتجد هذا واضحاً في كلام علمائهم في تلك الفترة ، مثل إبن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق ، والشريف المرتضى ، والمفيد ، وأبو جعفر الطوسي ..
ولكن رغم هذا القناع الجميل الذي وضعوه على وجوههم تجد إشارات وتلميحات خفية في كتبهم إلى حدوث تحريف في القرآن !! راجع مكتبة أهل البيت / أوائل المقالات للمفيد ص 80 ، إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 577 – 2/ 853 ، علل الشرائع للصدوق 1/ 277 ، الإرشاد للمفيد 2/ 386 ، الإختصاص للمفيد ص 129 ، المسائل السروية للمفيد ص 78 ، عيون أخبار الرضا للصدوق 1/ 196 ، ثواب الأعمال للصدوق ص 110 .
الفترة الصفوية (ثاني ظهور علني لهم) :- برز الإثناعشرية مرة ثانية (وبشكل أقوى) في القرن العاشر الهجري ، مع بروز الدولة الصفوية في إيران ..
حينها أحس الإثناعشرية بالقوة .. فكشّروا عن أنيابهم .. وتخلوا عن الكثير من التقية .. وحوّلوا سكان إيران السنة إلى شيعة إثناعشرية بقوة السيف .. ومن يرفض يُذبح فوراً .. ونالوا تأييداً من دول أوربا المسيحية (نكايةً في الدولة العثمانية التي كانت تقضّ مضجعهم) ..
فمن الطبيعي أن يًعلن الإثناعشرية عن رأيهم في تحريف القرآن بكل جرأة ..
فمثلاً ، ترى علامتهم الكبير المجلسي يؤكد في موسوعته الضخمة (بحار الأنوار) إيمانه بتحريف القرآن .. راجع مكتبة أهل البيت/ بحار الأنوار 89/ 40 – 89/ 60 – 89/ 66 ..
وجاء بعده آخر (هو الميرزا النوري الطبرسي) فألّف كتاباً بعنوان فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب .. جمع فيه ألفي (2000) حديث (مزوّر) عن أهل البيت ، يُثبت فيه تحريف القرآن .. راجع كتاب/ الشيعة والقرآن لإحسان إلهي ظهير ..
الفترة الخمينية (القوة الناعمة) :- وعندما سيطر خميني على إيران في أواخر القرن العشرين الميلادي ، رأى أن الإثناعشرية كجزيرة وسط بحر من السنة .. ورغم قوة إيران ، إلا أنه من الأفضل إستمالة أهل السنة في العالم .. وخداعهم بإسم محبة أهل البيت .. والغرض هو نشر التشيّع داخل الدول السنية .. وبالتالي تدمير الكيان السني من الداخل ..
ولغرض إنجاح مخططهم ، لا بد من تلميع صورتهم أمام المسلمين .. فرفضوا فكرة تحريف القرآن ، ودافعوا عن صحته وخلوه من التحريف ..
ولكن (مثل أجدادهم البويهيين) تجد دائماً في كتبهم تلميحات بحصول تحريف القرآن ، ولو طفيف !!
فترة التمهيد (في المستقبل القريب) :- بدأ الإثناعشرية (وبتحريض واضح من القوى العالمية) بإعلان الحرب الشاملة على أهل السنة .. بإعتبار أنها الطريقة المناسبة التي تُمهّد لظهور مهديهم ..
وترى هذا واضحاً في العراق وسوريا ولبنان واليمن .. والقائمة تطول مع الوقت ..
والمؤسف أن العديد من أهل السنة لا يزالون في غفلتهم نائمين !!!
ولا نستبعد أن يقوم الإثناعشرية بخلع برقع التقية تماماً .. والإعلان عن رأيهم في تحريف القرآن ..
بل لا نستبعد أن يقوموا بحرق هذا القرآن الحالي أو تمزيقه علناً .. بإعتباره قرآن عمر وعثمان .. وليس قرآن علي !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم