العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة > كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-05, 08:32 PM   رقم المشاركة : 1
محمد المصراتى
عضو







محمد المصراتى غير متصل

محمد المصراتى is on a distinguished road


الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد للشيخ الفوزان حفظه الله

الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد للشيخ الفوزان حفظه الله

إعداد عبد الله بن حميد الفلاسي



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

أنقل لكم أخوتي في الله بعض الفوائد التي استفدتها من خلال قراءة كتاب التوحيد من تأليف فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله، سألاً المولى عز وجل التوفيق، وأن يستفيد من هذا الموضوع أكبر قدر من الناس.



والله الموفق والهادي سواء السبيل.



أخوكم في الله

أبو حميد الفلاسي



ملاحظة: الطبعة التي لدي هي طبعة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - سنة 1421



الفائدة الأولى

ملخص الفروق بين الشرك الأكبر والأصغر



يتلخَّصُ مما مرّ أن هناك فروقًا بين الشرك الأكبر والأصغر، وهي‏:‏

1- الشرك الأكبر‏:‏ يُخرج من الملة، والشرك الأصغر لا يُخرج من الملة، لكنه ينقص التوحيد‏.‏

2- الشرك الأكبرُ يخلَّدُ صاحبه في النار، والشرك الأصغر لا يُخلَّد صاحبُه فيها إن دَخَلها‏.‏

3- الشركُ الأكبرُ يحبطُ جميعَ الأعمال، والشركُ الأصغرُ لا يُحبِطُ جميع الأعمال، وإنما يُحبِطُ الرياءُ والعملُ لأجل الدنيا العملَ الذي خالطاه فقط‏.‏

4- الشرك الأكبر يبيح الدم والمال، والشرك الأصغر لا يبيحهما‏.‏





الفائدة الثانية

ملخص الفروق بين الكفر الأكبر والأصغر



وملخص الفروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر‏:‏

1- أنَّ الكفر الأكبر يُخرجُ من الملة، ويحبط الأعمال، والكُفر الأصغر لا يخرج من الملة ولا يحبط الأعمال، لكن ينقصُها بحسبه، ويعرِّضُ صاحبَها للوعيد‏.‏

2- أنَّ الكفرَ الأكبرَ يُخلد صاحبه في النار، والكفر الأصغر إذا دخل صاحبه النار، فإنه لا يخلد فيها؛ وقد يتوب الله على صاحبه، فلا يدخله النار أصلًا‏.‏

3- أنَّ الكفرَ الأكبرَ يُبيح الدم والمال، والكفر الأصغر لا يُبيحُ الدم والمال‏.‏

4- أن الكفر الأكبر يُوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين، فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته ولو كان أقرب قريب، وأما الكفر الأصغر فإنهُ لا يمنع الموالاة مطلقًا، بل صاحبه يُحَبُّ ويُوالى بقدر ما فيه من الإيمان، ويغض ويُعادى بقدر ما فيه من العصيان‏.‏




الفائدة الثالثة

ملخص الفروق بين النفاق الأكبر والأصغر



الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر

1- إن النفاقَ الأكبرَ يُخرجُ من الملَّة، والنفاقَ الأصغر لا يُخرجُ من الملَّة‏.‏

2- إن النفاق الأكبر‏:‏ اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد، والنفاق الأصغر‏:‏ اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد‏.‏

3- إن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن، وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن‏.‏

4- إن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه، ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم‏.‏ بخلاف النفاق الأصغر؛ فإن صاحبه قد يتوب إلى الله، فيتوب الله عليه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏‏:‏ ‏(‏وكثيرًا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق، ثم يتوبُ الله عليه، وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق، ويدفعه الله عنه، والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان، وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره، كما قال الصحابة‏:‏ يا رسول الله، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخرّ من السماء إلى الأرض، أحب إليه من أن يتكلم به، فقال‏:‏ ‏(‏ذلك صريح الإيمان‏)‏ ‏[‏رواه أحمد ومسلم‏]‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ما يتعاظم أن يتكلم به، قال‏:‏ ‏(‏الحمدُ لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة‏)‏، أي حصول هذا الوسواس، مع هذه الكراهة العظيمة، ودفعه عن القلب، هو من صريح الإيمان‏)‏ انتهى‏.‏

وأما أهل النفاق الأكبر، فقال الله فيهم‏:‏ ‏{‏صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة/18‏]‏‏.‏ أي‏:‏ إلى الإسلام في الباطن، وقال تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ‏}‏ ‏[‏التوبة/126‏]‏‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية‏:‏ ‏(‏وقد اختلف العلماءُ في قبول توبتهم في الظاهر؛ لكون ذلك لا يُعلم، إذ هم دائمًا يظهرون الإسلام‏)‏.‏



الفائدة الرابعة

ملخص معنى الجاهلية



وملخص ذلك‏:‏ أن الجاهلية‏:‏ نسبة إلى الجهل، وهو عدم العلم، وأنها تنقسم إلى قسمين‏:‏

1- الجاهلية العامة‏:‏ وهي ما كان قبل مبعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد انتهت ببعثته‏.‏

2- جاهلية خاصة: ببعض الدول، وبعض البلدان، وبعض الأشخاص، وهذه لا تزال باقية، وبهذا يتضح خطأ من يُعمّمونَ الجاهلية في هذا الزمان فيقولون‏:‏ جاهلية هذا القرن أو جاهلية القرن العشرين، وما شابه ذلك، والصواب أن يُقالَ‏:‏ جاهلية بعض أهل هذا القرن، أو غالب أهل هذا القرن؛ وأما التعميم فلا يصحُّ ولا يجوزُ؛ لأنه ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم زالت الجاهلية العامة‏.‏



الفائدة الخامسة

معاني الضلال



والضلالُ يطلق على عدة معان‏:‏

1- فتارةً يُطلقُ على الكفر، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعِيدًا‏}‏ ‏[‏النساء/136‏]‏‏.‏

2- وتارة يُطلقُ على الشرك، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعِيدًا‏}‏ ‏[‏النساء/116‏]‏‏.‏

3- وتارة يُطلقُ على المخالفة التي هي دون الكفر، كما يقال‏:‏ الفرق الضالة‏:‏ أي المخالفة‏.‏

4- وتارة يُطلق على الخطأ، ومنه قولُ موسى عليه السلام‏:‏ ‏{‏فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ‏}‏ ‏[‏الشعراء/20‏]‏‏.‏



5- وتارةً يُطلقُ على النسيان، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى‏}‏ ‏[‏البقرة/282‏]‏‏.‏

6- ويُطلقُ الضلالُ على الضياع والغيبة، ومنه‏:‏ ضالة الإبل (4)‏‏.‏



الفائدة السادسة

أقسام الردة



أقسامها‏:‏ الردة تحصل بارتكاب ناقضٍ من نواقضِ الإسلام، ونواقضُ الإسلام كثيرة ترجع إلى أربعة أقسام، هي‏:‏

1- الردة بالقول‏:‏ كسبِّ الله تعالى، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، أو ملائكته، أو أحد من رسله‏.‏ أو ادّعاء علم الغيب، أو ادّعاء النبوة، أو تصديق من يدعيها‏.‏ أو دعاء غير الله، أو الاستعانة به فيما لا يقدر عليه إلا الله، والاستعاذة به في ذلك‏.‏

2- الردة بالفعل‏:‏ كالسجود للصنم والشجر، والحجر والقبور، والذبح لها‏.‏ وإلقاء المصحف في المواطن القذرة، وعمل السحر، وتعلمه وتعليمه، والحكم بغير ما أنزل الله معتقدًا حله‏.‏

3- الردة بالاعتقاد، كاعتقاد الشريك لله، أو أن الزنا والخمر والربا حلال، أو أن الخبز حرام، وأن الصلاة غير واجبة، ونحو ذلك مما أُجمع على حله، أو حرمته أو وجوبه، إجماعًا قطعيًّا، ومثله لا يجهله‏.‏

4- الردة بالشك في شيء مما سبق، كمن شكَّ في تحريم الشرك، أو تحريم الزنا والخمر، أو في حل الخبز، أو شك في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أو رسالة غيره من الأنبياء، أو في صدقه، أو في دين الإسلام، أو في صلاحيته لهذا الزمان‏.‏

5- الردة بالترك، كمن ترك الصلاة متعمدًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏بين العبد وبين الكفر والشرك ترك الصلاة‏)‏ ‏[‏رواه مسلم‏]‏ وغيره من الأدلة على كفر تارك الصلاة‏.‏



الفائدة السابعة

الأحكام المترتبة على من ثبتت ردته



وأحكامها التي تترتب عليها بعد ثبوتها هي‏:‏

1- استتابة المرتد، فإن تاب ورجعَ إلى الإسلام في خلال ثلاثة أيام؛ قبل منه ذلك وترك‏.‏

2- إذا أبى أن يتوبَ؛ وجب قتله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من بدَّلَ دينه فاقتلوه‏)‏ ‏[‏رواه البخاري وأبو داود‏]‏‏.‏

3- يُمنع من التصرف في ماله في مدة استتابته، فإن أسلم فهو له؛ وإلا صار فيئًا لبيت المال، من حيث قتله، أو موته على الردة‏.‏ وقيل‏:‏ من حين ارتداده يصرف في مصالح المسلمين‏.‏

4- انقطاع التوارث بينه وبين أقاربه؛ فلا يرثهم ولا يرثونه‏.‏

5- إذا ماتَ أو قُتلَ على ردته فإنه لا يُغسَّلُ ولا يُصلَّى عليه ولا يُدفنُ في مقابل المسلمين، وإنما يُدفَنُ في مقابر الكفّار، أو يُوارى في التراب في أي مكان غير مقابر المسلمين‏.‏



الفائدة الثامنة

مناظرة شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله للسحرة



قال شيخ الإسلام في مناظرته للسحرة البطائحية الأحمدية الرفاعية ‏(‏قال‏:‏ يعني شيخ البطائحية‏)‏ ورفع صوته‏:‏ نحن لنا أحوال كذا وكذا، وادَّعى الأحوال الخارقة كالنار وغيرها واختصاصهم بها، وأنهم يستحقون تسليم الحال إليهم لأجلها‏)‏‏.‏ قال شيخ الإسلام‏:‏ ‏(‏فقلتُ ورفعتُ صوتي وغضبت‏:‏ أنا أُخاطب كل أحمدي من مشرق الأرض إلى مغربها‏:‏ أي شيء فعلوه في النار‏؟‏‏!‏ فأنا أصنع مثل ما تصنعون، ومن احترق فهو مغلوب، وربما قلت‏:‏ فعليه لعنة الله، ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، فسألني الأمراء والناس عن ذلك؛ فقلت‏:‏ لأن لهم حيلًا في الاتصال بالنار، يصنعونها من أشياء من دهن الضفادع، وقشر النارنج، وحجر الطلق، فضج الناس بذلك؛ فأخذ يظهر القدرة على ذلك، فقال‏:‏ أنا وأنت نُلَفُّ في بارية بعد أن تُطلى جسومُنا بالكبريت‏.‏ فقلت‏:‏ فقُم، وأخذت أكرر عليه في القيام إلى ذلك، فمدَّ يده يظهر خلع القميص، فقُلتُ‏:‏ لا، حتى تغتسل بالماء الحار والخل؛ فأظهر الوهم على عادتهم فقال‏:‏ من كان يحبُّ الأمير فليحضر خشبًا - أو قال‏:‏ حزمة حطب - فقلتُ‏:‏ هذا تطويلٌ وتفريقٌ للجمع ولا يَحصلُ به مقصود؛ بل قندير يوقد وأُدخل أصبعي وأصبعك فيه بعد الغسل، ومن احترقت أصبعه فعليه لعنة الله، أو قلت‏:‏ فهو مغلوب، فلمَّا قلتُ ذلك تغير وذل‏)‏ انتهى .‏



الفائدة التاسعة

أنواع الاستهزاء بالدين



والاستهزاء على نوعين‏:‏

أحدهما‏:‏ الاستهزاء الصريح، كالذي نزلت الآية فيه، وهو قولهم‏:‏ ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسُنًا، ولا أجبن عند اللقاء‏.‏ أو نحو ذلك من أقوال المستهزئين، كقول بعضهم‏:‏ دينكم هذا دينٌ خامس، وقول الآخر‏:‏ دينكم أخرق، وقول الآخر إذا رأى الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر‏:‏ جاءكم أهل الدِّين، من باب السُّخرية بهم، وما أشبه ذلك مما لا يُحصى إلا بكلفة؛ مما هو أعظم من قول الذين نزلت فيهم الآية‏.‏

النوع الثاني‏:‏ غير الصريح، وهو البحر الذي لا ساحل له، مثل‏:‏ الرمز بالعين، وإخراج اللسان، ومدّ الشفعة، والغمز باليد عند تلاوة كتاب الله، أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عند الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر .‏



الفائدة العاشرة

شروط الرقى



قال السيوطي‏:‏ وقد أجمعَ العلماء على جواز الرقى، عند اجتماع ثلاثة شروط‏:‏ أن تكون بكلام الله، أو بأسماء الله وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، وما يُعرفُ معناه، وأن يُعتقَدَ أن الرقية لا تؤثر بذاتها؛ بل بتقدير الله تعالى، وكيفيتها‏:‏ أن يُقرأ وينفثَ على المريض، أو يقرأ في ماءٍ ويُسقاهُ المريض، كما جاء في حديث ثابت بن قيس‏:‏ ‏(‏أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ تُرابًا من بُطحان، فجعله في قدحٍ، ثم نفثَ عليه بماءٍ وصبَّه عليه‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود‏]‏‏.‏



الفائدة الحادية عشر

أقوال العلماء في التمام التي من القرآن والقول الراجح



فهذا النوع قد اختلف فيه العلماءُ في حكم تعليقه على قولين‏:‏

القول الأول‏:‏ الجوازُ‏:‏ وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو ظاهرُ ما رُوي عن عائشة، وبه قال أبو جعفر الباقر، وأحمد بن حنبل في رواية عنه، وحملوا الحديث الوارد في المنع من تعليق التمائم، على التمائم التي فيها شرك‏.‏

القول الثاني‏:‏ المنع من ذلك، وهو قول ابن مسعود وابن عباس، وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر، وابن عكيم، وبه قال جماعة من التابعين، منهم‏:‏ أصحابُ ابن مسعود، وأحمد في رواية اختارها كثير من أصحابه، وجزم بها المتأخرون، واحتجوا بما رواهُ ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏إن الرقى والتمائم والتولة شرك‏)‏ ‏[‏رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم‏]‏‏.‏

والتولة‏:‏ شيء يصنعونه، يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته‏.‏

وهذا هو الصحيح؛ لوجوه ثلاثة‏:‏

الأول‏:‏ عموم النهي ولا مخصص للعموم‏.‏

الثاني‏:‏ سدّ الذريعة فإنَّها تفضي إلى تعليق ما ليس مباحًا‏.‏

الثالث‏:‏ أنه إذا علق شيئًا من القرآن، فقد يمتهنه المعلِّق بحمله معه في حال قضاء الحاجة والاستنجاء ونحو ذلك ‏.‏



الفائدة الثانية عشر

ملخص مذهب أهل السنة والجماعة

فيما جرى بين الصحابة من فتن



ومذهب أهل السنة والجماعة في الاختلاف الذي حصل والفتنة التي وقعت من جرائها الحروب بين الصحابة، يتلخص في أمرين‏:‏

الأمر الأول‏:‏ أنهم يمسكون عن الكلام فيما حصل بين الصحابة

ويكفون عن البحث فيه؛ لأن طريق السلامة هو السكون عن مثل هذا، ويقولون‏:‏ ‏{‏رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ‏}‏ ‏[‏الحشر/10‏]‏‏.‏

الأمر الثاني‏:‏ الإجابة عن الآثار المروية في مساويهم

وذلك من وجوه‏:‏

الوجه الأول‏:‏ أن هذه الآثار منها ما هو كذب؛ قد افتراه أعداؤهم ليشوهوا سمعتهم‏.‏

الوجه الثاني‏:‏ أن هذه الآثار منها ما قد زيد ونقص فيه، وغُيِّرَ عن وجهه الصحيح، ودخله الكذب، فهو محرف لا يلتفت إليه‏.‏

الوجه الثالث‏:‏ أن ما صح من هذه الآثار - وهو القليل - هم فيه معذورون؛ لأنهم إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، فهو من موارد الاجتهاد الذي إن أصاب المجتهد فيه فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد، والخطأ مغفور؛ لما في الحديث‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إذا اجتهدَ الحاكمُ فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد‏)‏ ‏[‏في الصحيحين من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما‏]‏‏.‏

الوجه الرابع‏:‏ أنهم بشر يجوز على أفرادهم الخطأ، فهم ليسوا معصومين من الذنوب بالنسبة للأفراد؛ لكن ما يقع منهم فله مكفرات عديدة منها‏:‏

1ـ أن يكون قد تاب منه، والتوبة تمحو السيئة مهما كانت، كما جاءت به الأدلة‏.‏

2ـ أن لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم، إن صدر، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ‏}‏ ‏[‏هود/114‏]‏‏.‏

ولهم من الصُّحبة والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يغمر الخطأ الجزئي‏.‏

3ـ أنهم تُضاعفُ لهم الحسنات أكثر من غيرهم، ولا يساويهم أحد في الفضل، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون، وأن المُدَّ من أحدهم إذا تصدق به؛ أفضل من جبل أُحد ذهبًا إذا تصدق به غيرهم ‏(3)‏ - رضي الله عنهم - وأرضاهم‏)‏‏.‏



الفائدة الثالثة عشر

ملخص أسباب ظهور البدع



فالأسباب التي أدَّت إلى ظهور البدع تتلخص في الأمور التالية‏:‏ الجهلُ بأحكام الدين، اتباع الهوى، التعصب للآراء والأشخاص، التشبه بالكفار وتقليدهم، ونتناول هذه الأسباب بشيء من التفصيل‏:‏



أ - الجهل بأحكام الدين :

كلما امتد الزمن، وبَعُدَ الناس عن آثار الرسالة؛ قَلَّ العلمُ وفشا الجهل، كما أخبرَ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله‏:‏ ‏(‏من يَعِش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا‏)‏ ‏[‏من حديث رواه أبو داود والترمذي وقال‏:‏ حديث حسن صحيح‏]‏، وقوله‏:‏ ‏(‏إنَّ الله لا يقبضُ العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبضُ العلمَ بقبض العلماء؛ حتى إذا لم يُبْق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جُهّالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلّوا‏)‏ ‏[‏جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ‏(‏1/180‏)‏‏]‏‏.‏

فلا يُقاومُ البدعَ إلا العلم والعلماء، فإذا فُقد العلم والعلماء أتيحت الفرصة للبدع أن تظهر وتنتشر، ولأهلها أن ينشطوا‏.‏



ب - اتباع الهوى :



من أعرض عن الكتاب والسنة اتبع هواه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏القصص/50‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الجاثية/23‏]‏‏.‏







التوقيع :
السلام عليكم .....
من مواضيعي في المنتدى
»» سخافة عقول الصوفية ؟
»» كمال عقل / الصحابة
»» كتب الشيعة ترد غلوهم في آل البيت ...
»» نصيحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله لعلماء الصوفية
»» هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
 
قديم 04-08-05, 01:03 AM   رقم المشاركة : 2
المتفائل
عضو نشيط





المتفائل غير متصل

المتفائل is on a distinguished road


بارك الله فس الشيخ الفوزان حفظه الله
وبارك الله فيك الأخ المصراتي







 
قديم 19-12-07, 04:45 PM   رقم المشاركة : 3
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


بارك الله فيك







 
قديم 20-04-08, 04:24 PM   رقم المشاركة : 4
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


بارك الله فيك







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "