سنعرّف العبادة ثم نرى هل يجوز الإستعانه والتوسل لغير الله؟
العبادة عند أهل السنه:
عرف الإمام ابن تيمية - رحمه الله - العبادة بأنها : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ، كالصلاة والزكاة ، والصيام والحج ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والوفاء بالعهود ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد للكفار والمنافقين ، والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم ، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة . الكشف المبدي ج1ص309 محمد الفقيه
1-الصلاة. 2- الاستعانة. 3- الاستعاذة. 4- الاستغاثة. 5- الاستغفار. 6-النداء قال تعالى (ذكر رحمة ربك عبده زكريا ) وقال تعالى (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضروأنت أرحم الراحمين)
من أعظم القربات والطاعات لله عز وجل: التوسل، فهو عبادة لا تنبغي ولا تصرف إلا له تبارك وتعالى، والتوسل منه ما هو مشروع، كالتوسل بالله عز وجل، وبأسمائه وصفاته وأفعاله، والتوسل بالأعمال الصالحة، وبدعاء الصالحين، ومنه ما هو غير مشروع، كالتوسل بقبر من القبور، أو بذاوت الصالحين، أو بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو بدعاء الأموات، ونحو ذلك. شرح الدر النضيد ج1ص4 سفر الحوالي
النعمان بن بشير قال رسول الله : الدُّعاءُ هُو العبادةُ ثمَّ قرأَ وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ. سنن الترمذي رقم 3372 حسن صحيح
عند الرافضه:
العبادة : في اللغة تأتي لاحد معان ثلاثة : الاول : الطاعة ، ومنه قوله تعالى : " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين 36 : 60 " . فان عبادة الشيطان المنهي عنها في الاية المباركة إطاعته . الثاني : الخضوع والتذلل ، ومنه قوله تعالى : " فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون 23 : 47 " . الثالث : التأله ، ومنه قوله تعالى : " قل إنما أمرت أن أ عبد الله ولا أشرك به. الاستعانة : طلب المعونة ، تتعدى بنفسها وبالباء، يقال استعنته واستعنت به أي طلبت منه أن يكون عونا وظهيرا لي في أمري. البيان في تفسير القرأن ص458 الخوئي
http://www.shiaweb.org/quran/bayan/pa83.html
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عزوجل يقول: " إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " قال: هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء ; قلت: إن " إبراهيم لاواه حليم "؟ قال: الاواه هو الدعاء. الكافي ج2ص466
الحديث الاول حسن كالصحيح. مرأة العقول ج12ص1
أمّا التوسُّل إلى الله تعالى في معناه الاصطلاحي ، فهو أن يتقرّب العبد إلى الله تعالى بشيء يكون وسيلة لاستجابة الدعاء ونيل المطلوب..ومن هنا يمكن ملاحظة أكثر من مصطلح آخر قد يكون مرادفاً للتوسُّل بهذا المعنى ، منها : الاستشفاع : أو التشفّع ، وهو اتخاذ الشفيع إلى الله تعالى لاستجابة الدعاء ونيل القرب والرضا. الاستغاثة : وهي طلب الاِغاثة من المستغاث به ، إلى المستغاث والمغيث وهو الله تعالى. التوجّه : وهو التوجّه إلى الله تعالى بما له وجه عنده. التجوّه : وهو مثل التوجّه ، فهو سؤال الله تعالى بما له وجاهةٌ عنده. فالوسيلة في التوسُّل ، هو الشفيع في الاستشفاع ، وهو المستغاث به في الاستغاثة ، وهو المتوجَّهُ به في التوجّه ، والمتجوّه به في التجوّه. ولا عبرة في اختلاف الاَلفاظ أو الاختلاف فيها ، ما دام المعنى واحداً. الزيارة والتوسل ص117 د صائب عبدالمجيد
إذا هذه أنواع العبادة إلى الله, فهل أمرنا الله أن نتوسل أو نستغيث أو ندعوا معه أحد؟
فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. الزمر2 وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ. النحل73 قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ. الرعد36 وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ. فاطر22 وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ.الاعراف197 وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا. مريم48 وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ. الاحقاف5 وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.غافر60 أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ. هود26 إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ. النمل80 وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً. الاسراء23 إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ. الزمر30
أما إحتجاجهم في الآية وَٱبْتَغُوۤاْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَة, فكما قلنا لا يفسر القرآن سوى المعصوم ولا يوجد عندهم تفسير للقرآن منسوب للإمام, ومع هذا لم يفسرها علمائهم بأن نتوسل لغير الله:
قال تعالى: { وابتغوا إليه الوسيلة } ، وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وتحري مكارم الشريعة، وهي كالقربة، وإذ كانت نوعاً من التوصل وليس إلاَّ توصلاً واتصالاً معنوياً بما يوصل بين العبد وربه ويربط هذا بذاك، ولا رابط يربط العبد بربه إلاَّ ذلة العبودية، فالوسيلة هي التحقق بحقيقة العبودية وتوجيه وجه المسكنة والفقر إلى جنابة تعالى، فهذه هي الوسيلة الرابطة، وأما العلم والعمل فإنما هما من لوازمها وأدواتها كما هو ظاهر إلاَّ أن يطلق العلم والعمل على نفس هذه الحالة. الميزان ج5ص328 الطبطبائي
خاطب الله في هذه الآية المؤمنين وأمرهم أن يتقوه ومعناه أن يتقوا معاصيه ويجتنبوها ويبتغوا اليه معناه يطلبون إِليه الوسيلة وهي القربة. فان قيل كيف قال تعالى (اتقوا الله ) وهو غاية التحذير مع أنه تعالى رغب في الدعاء إِليه وهما كالمتنافرين؟ قيل إِنما قال ذلك لئلا يكون المكلف على غرور من أمره بكثرة نعم الله عليه فيظن أنها موجبة للرضاء عنه فحقيقة الدعاء اليه باتقائه من جهة اجتناب معاصيه والعمل بطاعته. التبيان للطوسي ج3ص510
(أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة) الاسراء 57 ومعناه: أولئك الذين يدعون إلى الله تعالى، ويطلبون القربة إليه بفعل الطاعات.البيان ج6 ص 262 الطبرسي
وقال (صلى الله عليه وآله): " نعم الوسيلة الاستغفار ". مستدرك الوسائل ج12ص124 الطبرسي
05-01-15, 09:43 PM
العرض العادي
