التفويض هو
التفويض هو إثبات الصفة مفروغة من المعنى أو قبول ألفاظ الصفات مع إخلائها من معانيها الصحيحة
يعني التفويض هو إبعاد المعاني الحقة لنصوص الصفات
........
فتفويض فرع من فروع المعتزلة الذين كانوا يعتبرون أسماء الله أعلاماً محضة بينما المفوضة يعتبرون الصفات أعلاماً محضة والنتيجة لكليهما التعطيل
وحينئذ لا فرق بين المعتزلة الذين جعلوا أسماء الله اعلاما محضة وبين الأشاعرة المفوضة الذين جعلوا صفات الله أعلاماً محضة فإنه لوكانت أسماء الله وصفاته اعلاماً محضة لم تكن حسنى
والمفوضه ضاقو ذرعاص بالتحريف "التأويل" ولم يحتملوا ما أثمره في قلوبهم من قسوة وظلمة ولكنهم لم يحلوا الإشكال الوارد في النصوص التي يسمونها" نصوص التشبيه " فكان الحل أن يبقوا هذا الإشكال في صدورهم ولا يتحدثوا به فمرض التشبيه باق ولكن اكتمه في صدرك ولا تتحدث به واشك مصيبتك لله
.............
فلقد سمح بالتفويض في مذهب الأشعري لسببين
1- أن كثير من أئمة الأشاعرة كالغزالي والجويبني والسمرقندي تركوا التأويل وكانوا قبل تركه يكرهون فطرتهم على قبول المحال والمتناقض ويرغمونها على ما تأباه وتنفر منه . كقولهم قهر العرش وأن الرسول قال للجارية اين الله أي ما اعتقادك في عظمة الله فقالت في السماء أي عظيم القدر جداً ....الخ ووجدوا من الصعوبة الجمع بين طلب التقوى والصدق مع الله والقول على الله بهذه الاحتمالات في العقيدة التي تصيب القلب بالقسوة وقلة الورع ولو لم يكن التأويل اجتهاداً ورأياً لما سمح بالتفويض ولوجب الاقتصار على التأويل
2- أن التفويض ينتهي ما انتهى اليه االتأويل فهما يسيران في طريقين مختلفين ثم يلتقيان معاً في النهاية
فإن المفوض يصرف الفظ عن المعنى الراجح :ولاكن لا إلى معنى , بينما المؤول يصرف اللفظ عن المعنى الراجح الى معنى مرجوح فيتفقان في صرف اللفظ عن المعنى المتبادر ويفترقان في أن احدهما يعطيه معنى آخر محتملاً والثاني يمنع عنه المعنى ولاكنهم في النهاية يلتقون في نتيجه مشتركه وهي رفض وصف الله بما وصف به نفسه وتنزيهه عما وصف به نفسه
.............
ولهاذا قيل ان التأويل التفويض وجهان لعمله واحده فإنهما يلتقيان عند تعطيل معنى الصفة المراد لله , ومن هنا ندرك سر الإذن به من قبل الأشاعرة والمارتيديه . فنتائج التفويض مثل نتائج التأويل من حيث الجناية على النصوص وتعطيل معانيها .
ولقد نظر جماعة من الأشاعرة الى زجر السلف عن التأويلات من قبل الجهمية والمعتزلة وعرفوا ما يحدث التفويض عند ابناء المذهب من النفور من التأويل وعدم اطمئنان النفوس إليه وخافوا من الإرتداد عن المذهب فأوجدوا لهم بديلا اسموه التفويض وزعموا ان السلف كانوا يمنعون حتى مجرد تفسير آيات الصفات
وكل طائفة تمتاز بصفة ذكرها الله في اهل الكتاب
فالمؤولة " يحرفون الكلم عن مواضعه"
والمفوضة"لايعلمون الكتاب الا أماني"
أي إلا تلاوة للمعنى , ولايفهمونه ولا يتدبرونه مع أن ثمرة التلاوة يجب أن تكون التفكر
ويتدبر المعاني