انهيار إشكالية الإمامية بإنزال السكينة علي النبي (ص) دون أبي بكر الصديق في آية الغار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلا يخفى على المتخصصين في الحوار مع الشيعة الإمامية كثرة تركيزهم على إفراد نزول السكينة على النبي صلى الله عليه وسلم وحرمان أبي بكر الصديق منها حتى حولوا الآية من منقبة إلى مثلبة ودليل على كفر الصديق وحاشاه رضي الله عنه ..
وفي هذا المقال سأسوق عدة تقريرات لأساطين التشيع ستجعل بفضل الله تعالى وتسديده من إشكالية إفراد السكينة وحرمان الصديق منها هباءاً منثوراً ..
فإليكم بيان تلك التقريرات والنتائج المترتبة عليها:
التقرير الأول:الشخص الذي يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم ويُحرم من إنزال السكينة عليه ليس بمؤمن بل كافر
وهذا قد قرره جُلّ علماء الإمامية الذين ناقشوا فضيلة الصديق في آية الغار ومنهم:
1-قال شيخهم الأعظم المفيد في كتابه (الفصول المختارة)(ص43-44):[ ويكشف عن صحة ما ذكرناه ما تقدم به مشايخنا رحمهم الله تعالى وهو أن الله سبحانه لم ينزل السكينة قط على نبيه صلى الله عليه وآله في موطن كان معه فيه أحد من أهل الإيمان إلا عمهم في نزول السكينة وشملهم بها . بذلك جاء القرآن ، قال الله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) وقال في موضع آخر : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) ولما لم يكن مع النبي صلى الله عليه وآله في الغار إلا أبو بكر أفرد الله عز وجل نبيه بالسكينة صلى الله عليه وسلم دونه وخصه بها ولم يشركه معه وقال الله عز وجل : ( فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) فلو كان الرجل مؤمنا لجرى مجرى المؤمنين في عموم السكينة لهم ، ولولا أنه أحدث بحزنه في الغار منكرا لأجله توجه النهي إليه عن استدامته ، لما حرمه الله تعالى من السكينة ما تفضل به على غيره من المؤمنين الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في المواطن الأخرى على ما جاء في القرآن ونطق به محكم الذكر بالبيان ، وهذا بين لمن تأمله ].
2-قال شيخهم الأعظم المفيد أيضاً في كتابه (شرح المنام)(ص29-30):[ على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيرا له ، لأن الله تعالى أنزل السكينة على النبي عليه السلام في موضعين ، وكان معه قوم مؤمنون ، فشركهم فيها ، فقال في موضع: ( ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ). وفي موضع آخر: ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ". ولما كان في هذا اليوم خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فأنزل سكينته عليه ) . فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة ، كما شركه من قبله من المؤمنين ، فدل بإخراجه من السكينة على خروجه من الإيمان ].
3-قال علامتهم أبو القاسم الكوفي في كتابه (الاستغاثة في بدع الثلاثة)(2/24-25):[ ثم قال فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ، فأخبر أنه أنزل السكينة عليه دون أبي بكر ولم يذكر أبا بكر في السكينة كما أخبرنا في موطن آخر أنه أنزل السكينة على الرسول وعلى المؤمنين حيث يقول في سورة التوبة ، لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينه على رسوله وعلى المؤمنين ، ألا ترى أنه ذكر السكينة للمؤمنين في هذا الموضع إذ كانوا حضورا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يذكر أبا بكر في حال كونه مع الرسول صلى الله عليه وآله في الغار فأنزل السكينة على الرسول ولم يذكره كما ذكر المؤمنين في هذا الموضع من حنين فكان ذلك موجبا للتهمة في إيمانه وانتقاما للذي وجد للطعن عليه بذلك سبيلا لأنه يقول لو كان مؤمنا لكان قد ذكره في إنزال السكينة على الرسول معه في الغار كما ذكر غيره من المؤمنين يوم حنين ].
فمن خلال هذا التقرير حكموا بعدم إيمان أبي بكر الصديق رضي الله عنه لحرمانه من نزول السكينة عليه واختصاص نزولها بالنبي صلى الله عليه وسلم.
التقرير الثاني:إن الصحابة الذين حضروا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين كانوا 10 آلاف أو 12 ألف صحابي
1-يقول كبير مفسيرهم علي بن إبراهيم القمي في تفسيره (1/286):[ وخرج في اثنى عشر ألف رجل ].
2-قال شيخهم الأعظم المفيد في كتابه (الإرشاد)(1/140):[ فخرج عليه السلام متوجها إلى القوم في عشرة آلاف من المسلمين ].
3-يقول علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه (كشف اليقين)(ص143):[ وفي غزاة حنين : استظهر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بكثرة الجمع فخرج في عشرة آلاف من المسلمين ].
4-قال علامتهم ابن طاووس في كتابه (الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف)(ص384):[ فمنها غزاة حنين .. وكانوا في تلك الحال نحو عشرة آلاف ]. 5-قال علامتهم نور الله التستري في كتابه (إحقاق الحق)(ص271):[ وقد تضمن الكتاب العزيز وقوع أكبر الكباير منهم وهو الفرار من الزحف فقال الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم لأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين وكانوا أكثر من عشرة آلاف ].
6-قال علامتهم الملا فتح الله الكاشاني في كتابه (زبدة التفاسير)(3/94):[ وحنين واد بين مكّة والطائف ، كانت فيه الوقعة بين المسلمين - وهم اثنا عشر ألفا ].
7-قال علامتهم محمد حسن المظفر في كتابه (دلائل الصدق لنهج الحق)(6/403):[ وفي غزاة حنين حين استظهر النبيّ صلَّى اللَّه عليه واله وسلم بالكثرة ، فخرج بعشرة آلاف من المسلمين ].
التقرير الثالث:فرار كل الصحابة من المعركة باستثناء عشرة وكان تسعة منهم من بني هاشم
لقد تعرض علماء الإمامية إلى هوية الصحابة الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينهزموا في المعركة بصورتين هما:
الصورة الأولى:الاكتفاء بذكر عددهم وأنهم من بني هاشم
فممن ذكر ذلك:
1-ينقل رئيس محدثيهم ابن بابويه القمي في كتابه (عيون أخبار الرضا)(2/207) قول المأمون:[ فقال : إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله إلا سبعة من بني هاشم علي عليه السلام يضرب بسيفه والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله والخمسة يحدقون بالنبي صلى الله عليه وآله خوفا من أن يناله سلاح الكفار ].
2-قال شيخهم الأعظم المفيد في كتابه (الإرشاد)(1/140):[ فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم ، فلم يبق منهم مع النبي صلى الله عليه وآله إلا عشرة أنفس : تسعة من بني هاشم خاصة ، وعاشرهم أيمن بن أم أيمن ، فقتل أيمن - رحمه الله - وثبت تسعة النفر الهاشميون ].
3-قال شيخهم الأعظم المفيد في كتابه (الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين)(ص58):[ وقال جل اسمه في قصتهم بحنين ، وقد ولَّوا الأدبار ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام ، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وسبعة من بني هاشم ليس معهم غيرهم من الناس ].
4-قال علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه (كشف اليقين)(ص144):[ فلما التقوا انهزموا جميعا ولم يبق مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - من المسلمين سوى تسعة نفر من بني هاشم وعاشرهم أيمن بن أم أيمن فقتل وبقيت التسعة ].
5-قال علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه (نهج الحق وكشف الصدق)(ص251):[ فانهزموا بأجمعهم ، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله سوى تسعة من بني هاشم ].
6-يقول علامتهم أبو الفتح الكراجكي في كتابه (التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة)(ص88):[ وهم الذين انهزموا يوم حنين ، وأسلموا النبي ( صلى الله عليه وآله ) للأعداء ، ولم يبق معه إلا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتسعة من بني هاشم ].
7-قال اليعقوبي في كتابه (تاريخ اليعقوبي)(2/62):[ وانهزم المسلمون عن رسول الله حتى بقي في عشرة من بني هاشم ، وقيل تسعة ].
8-قال علامتهم علي بن أبي الفتح الإربلي في كتابه (كشف الغمة في معرفة الأئمة)(1/221):[ فلما التقوا لم يلبثوا وانهزموا بأجمعهم ، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله إلا تسعة من بنى هاشم ، وعاشرهم أيمن بن أم أيمن ، وقتل رحمه الله وثبت التسعة الهاشميون ].
9-قال علامتهم محمد حسن المظفر في كتابه(دلائل الصدق لنهج الحق)(6/404):[ فانهزموا بأجمعهم ، ولم يبق مع النبيّ صلَّى اللَّه عليه واله وسلم سوى تسعة من بني هاشم ].
10-قال علامتهم السيد المرعشي في كتابه (شرح إحقاق الحق)(32/335):[ وفي غزاة حنين مع كثرة المسلمين انهزموا ولم يثبت إلا علي عليه السلام وتسعة رهط من بني هاشم ].
11-قال مرجعهم جعفر السبحاني في كتابه (مفاهيم القرآن/العدل والإمامة)(10/96):[ وهذه هي غزوة " حنين " التي غزاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الثامنة ، وقد أصيب المسلمون بهزيمة نكراء تركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ساحة الوغى ولم ينصره سوى عدد قليل ].
12-قال آيتهم محمد السند في كتابه (عدالة الصحابة) نقلاً عن (مجلة تراثنا)(59/84):[ وقد فرَّ كل الصحابة يوم حنين إلا ثلة من بني هاشم ].
13-قال شيخهم علي الكوراني في كتابه (قراءة جديدة لحروب الردة)(ص66):[ فولوا كلهم مدبرين ولم يبق مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلا علي وتسعة من بني هاشم ].
14-قال مرجعهم ناصر مكارم الشيرازي في كتابه (الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل)(5/575):[ فخلى الله بين جيش المسلمين وجيش العدو ، وترك الجيشين على حالهما ، ولم يحم المسلمين لغرورهم - مؤقتا - حتى ظهرت آثار الهزيمة فيهم . إلا أن عليا حامل لواء النبي بقي يقاتل في عدة قليلة معه ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ( قلب ) الجيش وحوله بنو هاشم ، وفيهم عمه العباس ، وكانوا لا يتجاوزون تسعة أشخاص عاشرهم أيمن ابن أم أيمن ].
الصورة الثانية:التصريح بذكر أسمائهم
فممن صرح بذلك:
1-قال علامتهم ابن طاووس في كتابه (كشف المحجة لثمرة المهجة)(ص78):[ فقلت قال الله جل جلاله في مخالفتهم في الخوف ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) فروى أصحاب التواريخ أنه لم يبق معه إلا ثمانية أنفس ، علي عليه السلام والعباس والفضل بن العباس وربيعة وأبو سفيان ابنا الحارث بن عبد المطلب وأسامة بن زيد وعبيدة بن أم أيمن ].
2-قال علامتهم ابن طاووس أيضاً في كتابه (الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف)(ص384):[ وكانوا في تلك الحال نحو عشرة آلاف فلم يتخلف معه أحد إلا أقل من عشرة أنفس . وروى سبعة أنفس فحسب وهم علي بن أبي طالب عليه السلام والعباس والفضل بن العباس وربيعة وأبو سفيان بن حرث بن عبد المطلب وأسامة بن زيد وعبيدة بن أم أيمن ، وروى أيمن بن أم أيمن ، وأسلمة الباقون للقتل وشماتة الأعداء ].
3-قال مفسرهم الملا فتح الله الكاشاني في كتابه (زبدة التفاسير)(3/94-95):[ فانهزم المسلمون .. وبقي رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم في مركزه ، وبقي عليّ عليه السّلام ومعه الراية يقاتلهم ، والعبّاس بن عبد المطَّلب آخذ بلجام بغلة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عن يمينه ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب عن يساره في تسعة من بني هاشم ، وعاشرهم أيمن بن أمّ أيمن ].
4-قال علامتهم السيد المرعشي في كتابه (شرح إحقاق الحق)(1/43):[ ويوم حنين فرّ جميع الناس ولم يثبت مع النبي إلا تسعة من بني هاشم وأيمن بن عبيد بن أم أيمن مولاة رسول الله فقتل رحمه الله وبقي التسعة حول رسول الله وهم أمير المؤمنين والعباس والفضل بن عباس وأبو سفيان ونوفل وربيعة وابن الزبير وعتبة ومعتب ].
5-قال مفسرهم محمد جواد مغنية في تفسيره (التفسير المبين)(ص244):[ وثبت مع رسول اللَّه علي بن أبي طالب حامل الراية يقاتلهم بسيفه دفاعا عن رسول اللَّه ، والعباس آخذ بلجام بغلته ، والفضل بن العباس عن يمين النبي والمغيرة بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره في تسعة من بني هاشم أيمن بن أم أيمن ، وقصة حنين مذكورة في كتب التاريخ والسيرة ].
التقرير الرابع:إن نزول السكينة قد اقتصر على الصحابة الذين ثبتوا ولم يفرّوا وكان عددهم 10 أشخاص وحُرمَ منها باقي الصحابة الذين حضروا الغزوة بمن فيهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار
1-روى رئيس محدثيهم ابن بابويه القمي في كتابه (عيون أخبار الرضا)(2/207) عن المأمون قوله:[ قال : فخبرني عن قوله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى في هذا الموضع ؟ قال : فقلت لا ، فقال : إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله إلا سبعة من بني هاشم علي عليه السلام يضرب بسيفه والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله والخمسة يحدقون بالنبي صلى الله عليه وآله خوفا من أن يناله سلاح الكفار حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وآله الظفر عني بالمؤمنين في هذا الموضع عليا عليه السلام ومن حضر من بني هاشم ].
2-قال شيخهم الأعظم المفيد في كتابه (الإرشاد)(1/140-141):[ وفي ذلك أنزل الله تعالى وفي إعجاب أبي بكر بالكثرة : وبني : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومن ثبت معه من بني هاشم يومئذ وهم ثمانية - أمير المؤمنين تاسعهم - : . العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله . والفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره . وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر بغلته . وأمير المؤمنين عليه السلام بين يديه بالسيف . ونوفل بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله ].
3-قال شيخهم الأعظم المفيد أيضاً في كتابه (الإفصاح في إمامة أمير المؤمنين)(ص58):[ وقد ولوا الأدبار ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام ، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وسبعة من بني هاشم ليس معهم غيرهم من الناس: { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين . . } يعني أمير المؤمنين عليه السلام ، والصابرين معه من بني هاشم دون سائر المنهزمين ].
4-قال علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه (كشف اليقين)(ص143-144):[ فأنزل الله تعالى ( ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين . ) يريد عليا - عليه السلام - ومن ثبت معه ، وكان علي - عليه السلام - قائما بالسيف بين يديه . والعباس عن يمينه والفضل بن العباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه ونوفل وربيعة ابنا الحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله ].
5-قال علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه (نهج الحق وكشف الصدق)(ص251):[ فأنزل الله تعالى : " ثم وليتم مدبرين ، ثم أنزل سكينته على رسوله ، وعلى المؤمنين " ، يريد عليا ، ومن ثبت معه ، وكان يضرب بالسيف بين يديه ، والعباس عن يمينه ، والفضل عن يساره ، وأبو سفيان بن الحارث يمسك سرجه ، ونوفل وربيعة ابنا الحارث ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، وعتبة ، ومعتب ابنا أبي لهب ، من وراء ظهره عليه السلام ].
6-قال علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه (المستجاد من الإرشاد)(ص82-83):[ ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين يعنى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومن ثبت معه من بني هاشم رحمة الله عليهم يومئذ ثمانية نفر تاسعهم أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله والفضل بن العباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر بغلته وأمير المؤمنين عليه السلام بين يديه بالسيف ونوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبى لهب حوله وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه ].
7-قال علامتهم ابن شهر آشوف المازندراين في كتابه (مناقب آل أبي طالب)(2/330):[ قوله تعالى : " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " يعني عليا وثمانية من بني هاشم ].
8-قال عالمهم علي بن أبي الفتح الإربلي في كتابه (كشف الغمة في معرفة الأئمة)(1/221):[ ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) يريد عليا عليه السلام ومن ثبت معه من بنى هاشم ، أمير المؤمنين وثمانية : العباس ابن عبد المطلب عن يمين رسول الله ، والفضل بن العباس عن يساره ، وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند نفر بغلته ، وأمير المؤمنين بالسيف بين يديه ونوفل بن حرث وربيعة بن الحرث ، وعبد الله بن الزبير عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبى لهب حوله ].
9-قال عالمهم السيد المرعشي في كتابه (شرح إحقاق الحق)(32/335):[ وفي غزاة حنين مع كثرة المسلمين انهزموا ولم يثبت إلا علي عليه السلام وتسعة رهط من هاشم فأنزل الله تعالى ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ، ثم أنزل الله سكينته على رسول الله وعلى المؤمنين) يريد عليا ومن ثبت معه ].
10-قال علامتهم محسن الأمين في كتابه (أعيان الشيعة)(3/522):[ وقال المفيد في الارشاد .. وفي ذلك أنزل الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله والمؤمنين يعني عليا ومن ثبت معه من بني هاشم ، وهم يومئذ ثمانية نفر أمير المؤمنين تاسعهم وهم العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله ص والفضل بن العباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند نفور بغلته وأمير المؤمنين بين يديه يضرب بالسيف و نوفل بن الحارث وربيعة بن الحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله ، وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه ].
11-قال علامتهم محمد حسن المظفر في كتابه (دلائل الصدق لنهج الحق)(6/404):[ ولم يبق مع النبيّ صلَّى اللَّه عليه واله وسلم سوى تسعة من بني هاشم ، فأنزل اللَّه تعالى ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ، ثُمَّ أَنْزَلَ ا للهُ سَكِينَتَه ُ عَلى رَسُولِه ِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) ، يريد عليّا ومن ثبت معه ].
12-أكد علامتهم محمد حسين الطباطبائي بأن المستحق لنزول السكينة عليه هم فقط الصحابة التسعة الثابتين دون الفارِّين ، فقال في كتابه (الميزان في تفسير القرآن)(9/226):[ فهذا الذي ذكرناه مما يقرب إلى الاعتبار أن يكون المراد بالمؤمنين الذين ذكر نزول السكينة عليهم هم الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما سائر المؤمنين ممن رجع بعد الانكشاف فهم تحت شمول قوله : ( ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم ) ].
13-أكد محققهم جعفر مرتضى العاملي بأن المستحق لنزول السكينة هم فقط الثابتين دون المنهزمين ، فقال في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم)(24/109):[ وثبت في ساحة المعركة ، ثلة قليلة من المؤمنين ، فاستحق هؤلاء الثابتون إنزال السكينة عليهم ، لأنهم كانوا يتحملون الشدائد ، ويواجهون الأخطار الجسام . وهم علي " عليه السلام " في ساحة القتال وبعض بني هاشم ، الذين احترسوا رسول الله " صلى الله عليه وآله " ، وضربوا عليه طوقاً بشرياً يحميه .. كما أن السكينة نزلت على رسول الله " صلى الله عليه وآله " ].
14-كرر محققهم جعفر مرتضى العاملي باختصاص السكينة فقط في الثابتين من الصحابة دون المنهزمين ، فقال في كتابه (الصحيح من سيرة النبي الأعظم)(24/262):[ رابعاً : إن المسلمين الذين انهزموا كان فيهم منافقون ، ومشركون ، ولا يعقل أن تنزل السكينة على هؤلاء .. لأن السكينة ليست هي مجرد السكون والثبات والطمأنينة ، ورباطة الجأش ، لأن السكينة بهذا المعنى كانت حاصلة للكافرين حين هاجموا المسلمين في المرة الأولى ، بل هي معطاة لكل شجاع باسل .. وإنما السكينة حالة يعطيها الله سبحانه لأوليائه المؤمنين كرامة منه تعالى لهم . وهذا ما يفسر لنا السبب في أنه سبحانه يمتن بهذه السكينة على خصوص عباده المؤمنين ، ويتفضل بها عليهم ، وعلى رسوله الكريم والعظيم " صلى الله عليه وآله " . وهذه السكينة تحتاج إلى أن يكون من تنزل عليه أهلاً لتلقيها ، متصفاً بالتقوى ، وطهارة القلب ، وصدق الإيمان ، وما إلى ذلك .. وهي من موجبات زيادة الإيمان كما صرحت به الآية من سورة الفتح .. والذين ثبتوا مع رسول الله " صلى الله عليه وآله " هم المستحقون لهذه الكرامة الإلهية ، وأما من ارتكب جريمة الفرار من الزحف ، وباء بغضب من الله ، فلا يصح إشراكه مع أولئك المؤمنين المجاهدين في هذه الكرامة ].
خلاصة النتائج المستخلصة من تلك التقريرات:
فمن خلال التقريرات أعلاه يتبين لنا:
1-إنَّ أبا بكر الصديق حُرِمَ من إنزال السكينة عليه في آية الغار ..
2-إنَّ الصحابة المنتجبين عند الإمامية (وهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار) كانوا ممن فرَّ في غزوة حنين ولذلك حُرِموا من إنزال السكينة عليهم بقوله تعالى (ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) ..
وعليه أقول للإمامية:
إنْ كان حرمان أبي الصديق من نزول السكينة بآية الغار دليلاً على كفره وعدم إيمانه ، فاجعلوا من حرمان الصحابة المنتجبين من نزول السكينة دليلاً على كفرهم وعدم إيمانهم ..
فإما أن تعذروا الجميع أو تُكَفِّروا الجميع ، لأن التفريق بينهما في الحكم تناقض واتباع للهوى (تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)(النجم:22)
فالحمد لله تعالى على توفيقه وتسديده لي في هذا المقال المهم والقاصم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه المغادر من التشيع عبد الملك الشافعي
يوم الأربعاء الموافق 5-10-2022م
والموافق 9-3-1444هـ