العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-14, 07:54 PM   رقم المشاركة : 31
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


إله الغزالي ( 1 )



ولعل ما يقلق دهشتك، ويثير ثائرتك أن يقرن بأولئك
هذا الذي افترى له الصوفية أضخم لقب في التاريخ،
وهو "حجة الإسلام" ليفتكوا بهذا اللقب الخادع
بما بقي من ومضات النور الشاحبة في قلوب المسلمين.


فاسمع إلى كاهن الصوفية – لا حجة الإسلام –
يتحدث عن التوحيد ومراتبه

"للتوحيد أربع مراتب ...
والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه،
كما صدق به عموم المسلمين،
وهو اعتقاد العوام !! ( 2 ) .


والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق،
وهو مقام المقربين،
وذلك بأن يرى أشياء كثيرة،
ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار ( 3 ) .


والرابعة : ألَّا يرى في الوجود إلا واحداً ،( 4 )
وهي مشاهدة الصدِّيقين،

وتسميه الصوفية: الفناء في التوحيد،
لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً،
فلا يرى نفسه أيضاً،

وإذا لم ير نفسه؛ لكونه مستغرقاً بالتوحيد،
كان فانياً عن نفسه في توحيده،
بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق"



ثم يحدثنا الغزالي عن مقامات الموحدين في كل مرتبة،
فيصف صاحب المرتبة الرابعة من التوحيد بقوله:

"والرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد،
فلا يرى الكل من حيث إنه كثير،
بل من حيث إنه واحد،
وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد.


فإن قلتَ. كيف يُتَصَوَّر ألا يشاهد إلا واحداً،
وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة ،
وهي كثيرة ؟
فكيف يكون الكثير واحداً؟


فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات ،( 5 )

وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تُسَطَّر في كتاب ، ( 6 )
فقد قال العارفون: إفشاء سر الربوبية كفر . ( 7 )



ثم يضرب لنا مثلاً عن شهوة الوحدة في الكثرة بقوله :

"كما أن الإنسان كثير
إن التفتَّ إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه،
وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد ..


فكذلك كل مافي الوجود من الخالق والمخلوق
له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة
فهو باعتبار من الاعتبارات واحد،


وباعتبار آخر سواه كثير ومثاله الإنسان،

وإن كان لا يطابق الغرض،
ولكنه ينبه في الجملة
على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً،


ويستبين بهذا الكلام
ترك الإنكار والجحود لمقام لم تبلغه،
وتؤمن إيمان تصديق،( 8 )



وإلى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج ( 9 )

حيث رأى الخواص يدور في الأسفار
فقال: فيماذا أنت؟
فقال : أدور في الأسفار؛ لأصحح حالتي في التوكل،
فقال الحسين: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك،
فأين الفناء في التوحيد ؟!
فكأن الخواص (10) كان في تصحيح المقام الثالث،
فطالبه بالمقام الرابع (11)




أرأيت إلى من صَنَّمَتْه الصوفية باللقب الفخم الضخم؛
لتفتن به المسلمين عن هدي الله ؟!
أرأيت إلى الغزالي يدين بوحدة الوجود، أو الشهود ؟!

سَمِّها بما شئت،
فعند الكفر تلتقي الأسطورتان،


لا تقل : إن وحدة الوجود أنشودة من البداية،
ووحدة الشهود أغرودة عند النهاية،


فكلتاهما بدعة صوفية
بيد أنها غايرت بين الاسمين، وخالفت بين اللونين،
ولكن البصر البصير
لا يخدعه اسم الشهد سمي به السم الناقع !!


كلتاهما زعاف الرقطاء،
غير أن واحدة منهما في كأس من زجاج،
والأخرى في كأس من ذهب !!


ولقد فضح الغزالي سره
حين تمثل في إعجاب بتوحيد الحلاج.
وهذا وحده كاف في إدانة الغزالي بالحلَّاجية،
ولقد علمت ما هي !!


******************
( 1 ) هو محمد بن محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي مات سنة 505هـ
( 2 ) تدبر وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد!!.

( 3 ) في هذه المرتبة يقرر وحدة الفاعل، بدليل ما سيقرره بعد،
وهو أنه لا يشاهد إلا فاعلاً واحداً،
فيلزمه نسبة فعل المجرم إلى ذلك الفاعل الواحد

( 4 ) قرر فيما سبق وحدة الفاعل ولكنه لم ينف وجود غيره،
أما في هذه، فيقرر وحدة الموجود أي وحدة الوجود،
يقرر أن الذوات على كثرتها هي في الحقيقة ذات واحدة

( 5 ) يكل المعرفة بأسمى مراتب التوحيد إلى علوم المكاشفات، فما تلك العلوم ؟
إنها قطعاً شيء آخر غير الكتاب والسنة،
إنها أساطير الصوفية التي استمدوها من "أذواقهم ومواجيدهم" ثم سجلوها في كتبهم،
فكأن القرآن وسنة الرسول ليس فيهما ما يصل بالقلب إلى قدس الحق من التوحيد الخالص،
فتدبر تجد الغزالي يهدف إلى صرف المسلمين عن هدي ربهم إلى خرافات الصوفية وضلالاتهم

( 6 ) اقرأ بعد هذا قول الله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيء "
وأهم شيء هو توحيد الله في ربوبيته وإلهيته،
ولكن الغزالي يزعم أن حقيقة التوحيد الحق لا يجوز أن تسطر في كتاب،
وهذا معناه أنها ليست في كتاب الله،
وأنه لا يعرفها أحد إلا الصوفية أرباب الكشف!!

( 7 ) هذا معناه أنه هو وأمثاله من الصوفية يعرفون أسرار الربوبية، غير أنهم يضنون بها على الكتب،
وأن المسلمين جميعاً لا يعرفون حقيقة التوحيد!!
ومعناه مرة أخرى: أن كتاب الله ليس فيه الحق من التوحيد

( 8 ) بهذا الهراء يستدل الغزالي على الوحدة بين الخلق والخالق، ويحتم علينا الإيمان به!!
كنا نحب أن يأتينا بآية من كتاب الله، أو أثارة من فكر صحيح وبرهان عقلي.
بيد أنه لجأ إلى الخيال السقيم يشبه الوحدة بين الله وعباده بالوحدة بين الإنسان وأعضائه!!

( 9 ) صلب سنة 309هـ لثبوت زندقته
( 10 ) هو إبراهيم بن إسماعيل أبو اسحق الخواص مات 291هـ

( 11 ) كل النصوص التي ذكرتها من كتاب الإحياء للغزالي
جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية.

وعجيب أن يمجد الغزالي الحلاج، وهو يعلم أنه قائل هذه الأبيات:
سبحان من أظهر ناسوته ** سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهراً ** في صورة الآكل والشاربْ
حتى لقد عاينه خلقه ** كلحظة الحاجب بالحاجب
* * *
مزجت روحك في روحي كما ** تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا مسَّك شيء مسني ** فإذا أنت أنا في كل حال
الطواسين للحلاج ص 130، 142.

عجيب أن يمجد الغزالي صوفياً يزعم أن الله آكل شارب، يحب الحياة ويخاف الموت،
ويمحقه العدم ويقتله الحزن، وتزل به الشهوات، لأنه عين خلقه !!
ألم يجد الغزالي من المؤمنين من يتمثل به في بلوغ أسمى مراتب التوحيد ؟
ألم يعطفه توحيد أبي بكر وعمر،
فينصرف عنهما إلى تمجيد زندقة الحلاج ؟!






من مواضيعي في المنتدى
»» نقولٌ من كلام ابن عربي تبين عقيدته
»» قصيدة أبي تمام ( السيف أصدق أنباء من الكتب )
»» أبيات جميلة من نونية الإمام القحطاني الأندلسي
»» قول الصوفية للقرآن ظاهر وباطن
»» ابن عربي - عقيدته وموقف علماء المسلمين منه
 
قديم 03-02-14, 07:05 PM   رقم المشاركة : 32
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


رأي في الغزالي



ولقد فطن إلى حقيقة دين الغزالي المستشرق نـيـكلسون،
وإلى أنه النافث لجرثومة الصوفية،


فقال:
"إن الغزالي أوسع المجال لبعض صوفية وحدة الوجود
أمثال ابن عربي وغير هؤلاء من طوائف الصوفية
الذين كانوا إخوانا في ذلك الدين الحر
بكل ما لكلمة الحر من معنى .) ( 1 )


ولقد كنا نحب أن يفطن إلى ذلك بعض من يمجدون الغزالي،
كما فطن إليه المستشرق المسيحي !! ( 2 )


ويقول جولد زيهر:
"وابن عربي الذي أشرنا من قبل إلى تأثره بالغزالي
يخضع تفسيره الذي نحا فيه منحى التأويل إخضاعاً تاماً
لوجهة النظر التي أخذ بها الغزالي !" ( 3 )


ويقول:
"خلص الغزالي الصوفية من عزلتها التي ألفاها عليها،
وأنقذها من انفصالها عن الديانة الرسمية،
وجعل منها عنصراً مألوفاً في الحياة الدينية، وفي الإسلام،
ورغب في الاستعانة بالآراء والتعاليم بالتصوف،
لكي ينفث في المظاهر الدينية الجامدة "كذا!!".. قوة روحية " ( 4 )


ويقول:
"إن الغزالي رفع من شأن الآراء الصوفية،
وجعلها من العوامل الفعالة في الحياة الدينية في الإسلام " ( 5 )


وهكذا لم يعمل الغزالي للإسلام بل للصوفية،
وبعد أن كان المسلمون على حذر من سمها،
وفي انفصال تام عنها
حملهم بسحر بيانه على أن يعتنقوا أساطيرها.


ويقول كارل بكر:
"ولقد سادت روح "الغنوص" فرق صدر الإسلام كلها،
ثم سادت التصوف
الذي كان يعد في البدء بدعة خارجة عن الدين،
ولكنه أصبح بفضل الغزالي خالياً من السم
معترفاً به من أهل السنة "( 6 )


هذا هو خطر الغزالي !!
صور التصوف للمسلمين رحيقاً خالياً من السم،
فترشفوه،
ففتك بهم.


******************
( 1 ) ص 104"في التصوف الإسلامي" ترجمة الدكتور عفيفي


( 2 ) سبقه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه،
فكشف كشفاً صريحاً مؤيداً بالنصوص القاطعة عن صوفية الغزالي
وإن كان لم يستشهد بتلك النصوص التي نقلتها من الإحياء فيما قرأت لشيخ الإسلام


( 3 ) ص 259 مذاهب التفسير لجولد زيهر
( 4 ) ص 159 العقيدة والشريعة لجولد زيهر
( 5 ) ص 161 نفس المصدر
( 6 ) ص 10 التراث اليوناني ترجمة الدكتور بدوي






من مواضيعي في المنتدى
»» إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا
»» الرسائل العقدية - لفضيلة الشيخ العلامة أبي بكر محمد عارف خوقير
»» { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }
»» ذم الغناء وشطحات الصوفية / قصيدة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
»» [[ الخُراسانية ]] لـفـضـيـلـة الـشـيـخ عـبـد الـعـزيـز الـطـريـفـي
 
قديم 03-02-14, 08:33 PM   رقم المشاركة : 33
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


رأي في خطر وحدة الوجود



يقول "نـيـكلسون" :
"إن الإسلام يفقد كل معناه،
ويصبح اسما على غير مسمى،
لو أن عقيدة التوحيد المعبر عنها بـ "لا إله إلا الله"

أصبح المراد بها:
لا موجود- على الحقيقة إلا الله.

وواضح أن الاعتراف بوحدة الوجود في صورتها المجردة
قضاء تام على كل معالم الدين المنزل،
ومَحْوٌ لهذه المعالم مَحْوًا كاملاً"


حقيقة ساطعة، يقررها مسيحي،
ويكفر بها شيوخ كبار يزعمون أنهم أحبار الدين وأئمته !!

وهل المقام الرابع للتوحيد في دين الغزالي
إلا مقام القائلين "لا موجود إلا الله" ؟

بل إنها لتسبيحة الصوفية في العشايا والأبكار!!



وإني لعلي بينة من أني بهذا الحق الذي أشهد به،
أثير ثائرة الكبار من الشيوخ،
فكتاب "الإحياء" قرآنهم الأول.
وبما يهرف الغزالي فيه،
يؤولون كتاب الله، ويحرفون آياته.
وفي وجه الحق من هدى الله
يرفعون ضلالة الأساطير من "الإحياء"
وخرافة الأوهام من "المشكاة"!! ( 1 )



ولكني أصرخ بالحق في وجوه الثائرين:
رُوَيْدَكم!!

فما نُؤَلِّه من دون الله أحداً،
وما نتخذ كتاباً يهدينا غير كتابه،
ولا قدوة غير رسوله صلى الله عليه وسلم،

ولا نسجد لصنم،
ولا ننعق بطاغوت،
وإن يكن هو الغزالي، أو كتبه!! ( 2 )


******************
( 1 ) مشكاة الأنوار للغزالي ( حاشية لأبي فراس السليماني )

( 2 ) يحاول السبكي في كتابه طبقات الشافعية تبرئة ساحة الغزالي
بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتاب والسنة.
ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً،

ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي،
فكل ماله من كتب في أيديهم تراث صوفي،
ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب والسنة






من مواضيعي في المنتدى
»» الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
»» أمالي في السيرة النبوية - للعلامة حافظ الحكمي
»» العلاقة بين الصوفية والشيعة
»» ما الحكم لو صادف العيد يوم الجمعة ؟
»» موسوعة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
 
قديم 04-02-14, 05:49 AM   رقم المشاركة : 34
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road



دندنة الغزالي بوحدة الوجود



يقول : "العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة،
اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق،
ولكن منهم من كان له هذه الحالة عرفانا علمياً ( 1 )
ومنهم من صار ذوقاً وحالا ( 2 ) ،


وانتفت عنهم الكثرة بالكلية،
واستغرقوا بالفَرْدَانيَّة المحضة،
فلم يبق عندهم إلا الله،
فسكروا سكراً، وقع دونه سلطان عقولهم،


فقال بعضهم: أنا الحق ( 3 )!.
وقال الآخر: سبحاني!. ما أعظم شأني! ( 4 )
وقال الآخر : مافي الجبة إلا الله ( 5 )

وكلام العشاق في حال السكر، يُطوي، ولا يُحكى ( 6 )


فلما خف عنهم سكرهم، وردوا إلى سلطان العقل،
عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل يشبه الاتحاد،


مثل قول العاشق في حال فرط العشق:

أنا من أهوى، ومن أهوى أنا ** نحن روحان حللنا بدنا ( 7 )

وتسمى هذه الحالة بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز: اتحاداً
وبلسان الحقيقة توحيداً.

ووراء هذه الحقائق أسرار لا يجوز الخوض فيها " ( 8 )


توحيد مَنْ ؟؟
أتوحيد الرسول صلى الله عليه وسلم،

أم توحيد البررة الأخيار من أصحابه؟

أجيبوا يا ضحايا الغزالي
وسدنة الأصنام من كتبه ؟
******************
( 1 ) أي وصل إليها عن طريق الدليل والبرهان
( 2 ) أي وصل إليها عن طريق الكشف والإلهام
( 3 ) قائلها طيفور البسطامي
( 4 ) قائلها البسطامي
( 5 ) قائلها الحلاج

( 6 ) يصف الغزالي هذه المجوسية الصوفية بأنها هتفات أرواح سكرت بعشق الله، ولم يجد الغزالي ما ينقد به هذه الصوفية – إن عددته نقداً – سوى قوله: وكلام العشاق يطوى ولا يحكى !!
ولكن ما حكم الله يا غزالي؟ لا يجيب !!،
ولكنه حكم من قبل بأن ذلك أسمى مراتب التوحيد!!

( 7 ) هذا البيت للحلاج وانظر ص 34 طواسين، والبيت الذي بعده.
فإذا أبصرتني، أبصرته ** وإذا أبصرته أبصرتنا

والغزالي يعرف أن ذلك للحلاج غير أنه يتستر على شيطان وحيه،
والحلاج حلولي يؤمن بثنائية الحقيقة الإلهية،
فيزعم أن الإله: له وجهان، أو طبيعتان هما : اللاهوت والناسوت،
وقد حل الأول في الآخر. فروح الإنسان هي لاهوت الحقيقة الإلهية، وبدنه ناسوته.
فإذا كان الغزالي قد رفض القول بالاتحاد، ودان بما يشبهه،
فقد آمن بما هو أخبث منه، وهو الحلول.
بدليل استشهاده بالبيت الذي عبر به الحلاج عن حلوليته!!

( 8 ) ص 122 مشكاة الأنوار للغزالي ط 1934م






من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة في محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
»» الجامع الكبير عن ابن عربي وعقيدته
»» التكفير عند بعض علماء الأشاعرة / للشيخ سلطان العميري
»» هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
»» أصل التوحيد - بقلم الشيخ لطف الله خوجه
 
قديم 05-02-14, 09:29 PM   رقم المشاركة : 35
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


زَمْزَمَات بالوحدة


وأصِخْ إلى زمزمات الغزالي بأسطورة الوحدة :
"الكل من نوره، بل هو لا هُوِيَّة ( 1 ) لغيره إلا بالمجاز،
فإذن لا نور إلا هو،
وسائر الأنوار أنوارٌ من الوجه الذي تليه، لا من ذاتها،

فَوَجْهُ كلٍّ مُوَجَّه إليه ومُوَلٍّ شطره
(أينما تُوَلَّوا، فَثَمَّ وجه الله)،
فإذن لا إله إلا هو،

فإن الإله عبارة عما الوجوه مولية نحوه بالعبادة، والتأليه،

أعني وجوه القلوب، فإنها الأنوار والأرواح،
بل كما لا إله إلا هو،
فلا هو إلا هو،

فإن هو: عبارة عما إليه الإشارة،
وكيفما كان ، فلا إشارة إلا إليه،
بل كلما أشرت، فهو بالحقيقة الإشارة إليه " ( 2 )


يفتري أن كل هوية في الوجود،
هي عين هوية الله سبحانه،
أي حقيقته!
ولذا لا يمكن أن تقع إشارةٌ ما إلا عليه!

فإن أشرت إلى صنم، أو ميت،
فكلتا إشارتيك واقعة على رب الغزالي،

ولم لا؟
وماهية الصنم أو حقيقته
هي عين ماهية الرب الغزالي.

تلك هي الأسطورة التي ابتدعها الغزالي،
ووصى بها كهنة الصوفية من بعده !!



وإليك خرافة الوحدة مرة أخرى:
"لا إلا الله توحيد العوام!
ولا هو إلا هو توحيد الَخوَاص ! ( 3 )


لأن ذلك أعم، وهذا أخص وأشمل وأحق وأدق،
وأدخل بصاحبه في الفردانية المحضة والوحدانية الصرفة.
ومنتهى معراج الخلائق مملكة الفردانية،
فليس وراء ذلك مِرْقاةٌ!

إذ الرقي لا يُتَصَوَّر إلا بكثرة،
فإنه نوع إضافة يستدعي مامنه الارتقاء،
وما إليه الارتقاء،
وإذا ارتفعت الكثرة، حققت الوحدة،
وبطلت الإضافة، وطاحت الإشارة،
فلم يبق علو، ولا سفل ،( 4 ) ولا نازل، ولا مرتفع،
فاستحال التَّرقِّي، واستحال العروج،

فليس وراء الأعلى عُلُوٌّ ولا مع الوحدة كثرة،
ولا مع انتفاء الكثرة عروج،

فإن كان ثم تغيير من حال، فالنزول إلى السماء الدنيا،
أعني بالإشراق من علو إلى أسفل،
لأن الأعلى – وإن لم يكن له أعلى – فله أسفل،
وهو من العلم الذي هو كنهه المكنون
الذي لا يعلمه إلا العلماء بالله،
فإذا نطقوا به، لم ينكره إلا أهل الغِرَّة بالله ( 5 )

ثم يتابع الغزالي الحديث عن الله،

فيقول: "له نزول إلى سماء الدنيا
وأن ذلك هو نزوله إلى استعمال الحواس، وتحريك الأعضاء،
وإليه الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام:
"صرت سمعه ... الحديث"
فهو السامع والباصر والناطق إذن لا غيره " ( 6 )



والجملة الأخيرة وحدها صريحة
في الكشف عن إيمان الغزالي بالوحدة بين الحق والخلق.


إذ يقرر أن كل سامع وباصر وناطق هو الله !

وما إخال مسلما يلمح إيماضَةً من الحق في تلك الأوهام،
ولا شعاعة من التوحيد في تلك الأمشاج الغزالية،

وإنما يحس بِيَحْمُوم الوحدة الصوفية،
يطغى بسواده هنا، وهناك،
ويخنق الأنفاس حتى تحتضر!

ولقد شعر الغزالي بما في مفترياته من شطط متجانف لإثم،
فخاف على باطله أن يقذف عليه بالحق أهله،

فوصف المنكرين لأساطيره بأنهم : أهل غرة!

وَمَنْ أهل الغرة ؟
إنهم الذين يدينون دين الحق من القرآن،
ويكفرون بأساطير الغزالي!

ليكن يا كاهن الصوفية!
فما أنت الذي نعرف منه فيصل التفرقة بين الكفر والزندقة
كما سميت كتاباً لك -

وإنما نعرف ذلك من كتاب الله الذي يدينك،
ويحكم عليك
بما يصعق عابديك وكهان دينك ! ( 7 )


******************
( 1 ) الهوية عند الصوفية هي : الحقيقة الباطنة للذات الإلهية،
أو هي الذات قبل التعين في مادة،
يزعم بهذا أن كل ما تحقق من إثبات الوجود، فباطنها هوية اللهّ!!

( 2 ) ص 124 مشكاة الأنوار للغزالي.
وتلك هي الطامة الغزالية؛
إذ يزعم أنك مهما أشرت إلى شيء ما، فإشارتك في الحقيقة واقعة على الله؛
لأنه عين ذلك الشيء المشار إليه!!

( 3 ) يزعم أن الإيمان بما توجبه كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هو توحيد العوام!!
لأنه يثبت لله وحده الربوبية والإلهية، وينفيهما عن غيره.
ويثبت بالتالي وجود خلاق وخلق، وفي هذا، أي في إثبات وجودين،
أو موجودين يغاير أحدهما الآخر ثنائية تناقض صرافة الوحدة،
وهذا شرك عند الصوفية وكاهنهم.
ولذا يبهت "لا إله إلا الله" بأنها توحيد العوام. يبهتها بذلك، وهي توحيد الرسل جميعاً!!

أما توحيد الخواص عنده، فكلمته "لا هو إلا هو" لأنها تثبت وجوداً واحداً،
وتنفي الغيرية والكثرة والتعدد، تثبت موجوداً واحداً تنوعت مظاهره، فسميت خلقاً،
وتنفي المغايرة بين من نسميهم الخلق وبين من نسميه الخلاق!!
وتثبت أن وجود الأول عين وجود الثاني،
فكما أنه لا وجود إلا وجوده، فكذلك لا ذات إلا ذاته،
أما تلك الكثرة الوهمية في الذوات،
فيؤمن بها عمى القلوب!!
هذا دين الغزالي.

( 4 ) استعمل نفس هذا التعبير العطار الصوفي في تذكرة الأولياء جـ2 ص 216

( 5 ) ص 125 المصدر السابق،
وأقول: إن الله سبحانه أخبر أنه استوى على عرشه،
وأن الملائكة تعرج إليه،
وأن العمل الصالح يرفعه إليه
ولكن الغزالي أبى إلا أن يرفع في وجه الحق وفي حرمه أصنامه هو،
فزعم استحالة العروج، ونفاه نفياً باتاً، لكيلا يتناقض مع ما يدين به من الوحدة المحضة،
فالقول بعروج أحد إلى الله إثبات للتعدد أو للكثرة أو للغيرية،
إذ يسلتزم وجود من منه العروج ووجود من إليه العروج،
وهذه ثنائية تنقض أو تناقض الوحدة التي يؤمن بها الغزالي، وحدة الوجود،

فإذا قيل بعروج ما فالقول به مجازي محض،
إذ العروج، هو من الذات الإلهية نفسها بنفسها إلى نفسها،
فالذي منه العروج عين من إليه العروج،
وإذا ما قيل: نازل أو صاعد فالنازل هو الصاعد إذ هما ذات واحدة،
والنزول عين الصعود، إذ هما وصفان متحدان في الحقيقة؛ مختلفان بالاعتبار،
توصف بهما ذات واحدة في حال واحدة في آن واحد هي الذات الإلهية.
فالملائكة الذين يعرجون إلى الله ( تعرج الملائكة والروح إليه)
هم عين الذات الإلهية في أسماء أخر لها.
والعمل الصالح الذي يرفعه الله إليه، هو عين الذات الإلهية في وصف آخر لها،
وإلا قلت بالكثرة والتعدد، وبأن الله غير الخلق!!
هذا دين الغزالي فتدبره، وثمتَ يلقاك ابن عربي بما تعرفه منه،
ولكن باسم جديد، وزي ساحر، ولقب كبير خادع.

( 6 ) ص 125 المصدر السابق

( 7 ) لا تعجب حين ترى الغزالي يجنح في دهاء إلى السلفية في بعض ما كتب،
فللغزالي وجوه عدة كان يرائي بها صنوف الناس في عصره،
فهو أشعري. لأن نظام الملك صاحب المدرسة النظامية أراده على ذلك،
وهو عدو للفلسفة، لأن الجماهير على تلك العداوة،
وهو متكلم، ولكنه يتراءى بعداوته للكلاميين اتقاء غضب الحنابلة،
أما هو في كتبه "المضنون بها على غير أهلها"
فصوفي إشراقي من قمة رأسه إلى أخمص قدميه،
وفي كتبه الأخرى تجده أشعرياً تارة،
وسلفياً مشوباً بأشعرية تارة أخرى.
وهكذا كان يلقى كل فريق بالوجه الذي يعرف أنهم يحبونه
لا يهمه أكان وجه حق، أم وجه باطل!!






من مواضيعي في المنتدى
»» وجوب شكر الله تعالى - فضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
»» مطويات ونشرات في التوحيد والعقيدة
»» قصيدة الإمام الشوكاني في ذم الصوفية
»» مجموع مؤلفات الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - [23 مجلد]
»» { قالوا سُبحانكَ ما كان ينبغِي لنا أَن نتخِذ مِن دونِكَ من أولياء }
 
قديم 06-02-14, 11:10 PM   رقم المشاركة : 36
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


أصنام صغيرة



إله ابن عامر البصري ( 1 )


ولكيلا ترتاب في أن ما ذكرته لك هو دين الصوفية جميعاً
من سلفهم إلى خلفهم ومعاصريهم.
أذكر لك دين بعض أصنامهم الصغيرة،

فاسمع إلى ابن عامر في تائيته
التي عارض بها تائية ابن الفارض، وزنا وقافية،
ولطخها بنفس الزندقة الفارضية!


تجلى لي المحبوب من كل وجهة ** فشاهدتُه في كل معنى وصورةِ

وخاطبني مني بكشف سرائر * تعالت عن الأغيار ( 2 ) لطفاً، وجَلَّتِ

فقال :أتدري من أنا؟ قلت : أنت يا * منادى أنا؛ إذ كنتَ أنت حقيقتي


بهذا بدأ ابن عامر قصيدته، فكان صريح الزندقة فيها!


نظرت، فلم أُبْصِرْ سوى مَحْضِ وحدة * بغير شريكٍ، قد تغطَّت بكثرةِ

تكثَّرتِ الأشياءُ، والكلُّ واحد ** صفاتٌ وذات ضُمِّنا في هُوِيَّةِ


ويظل الصوفي يهوي
حتى يبلغ القرار السحيق من وحدة الوجود.


فأنت أنا ! بل : أنا أنت(3). وحدة * مُنَزَّهة عن كل غَيْرٍ وشركةِ (4)

******************
( 1 ) هو عامر بن عامر أبو الفضل عز الدين توفي غالباً أواخر القرن الثامن الهجري
( 2 ) قول المسلم: تعالى الله عن شريك.
أما قول الصوفي : تعالى الله عن الأغيار
أي ما ثَمَّ غير له، إذ هو عين كل شيء!!.

( 3 ) يقول لربه: أنا أنت وأنت أنا،
وإبليس في عتو جحوده وكفره قال لربه: " ربِّ فأنظرني إلى يوم يبعثون"
فلم يكفر اللعين كفر الصوفية، إذا أقر بربوبية الله.
أما هم فيبهتون ربوبية الله بأنها عبودية شائنة.

( 4 ) تائية ابن عامر بتحقيق الشيخ المغربي ط دمشق سنة 1948م.






من مواضيعي في المنتدى
»» { قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْ
»» الجانب المظلم : الطرق الصوفية وعلاقتها بمردة الجن - فيديو
»» ما هو ابن عربي ؟! / للشيخ لطف الله خوجه
»» أصل التوحيد - بقلم الشيخ لطف الله خوجه
»» تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله
 
قديم 07-02-14, 09:10 AM   رقم المشاركة : 37
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


إله الصدر القونوي ( 1 )



يقول في كتابه "مراتب الوجود" :

"فالإنسان هو الحق،
وهو الذات،
وهو الصفات،
وهو العرش،
وهو الكرسي،
وهو اللوح،
وهو القلم،
وهو الملَك،
وهو الجن،
وهو السموات وكواكبها ،
والأرضون وما فيها ،
وهو العالم الدنياوي ،
وهو العالم الأخراوي،
وهو الوجود،
وما حواه،
وهو الحق ( 2 )،
وهو الخلق،
وهو القديم،
وهو الحادث " ( 3 )


وإخال أني أنتقص من فكرك،
إن حاولت أنا أن أدلك
على خطايا الوثنية
في بذاء القونوي.

******************
(1) محمد بن إسحاق توفي سنة 673هـ

(2) أذكرك بأن الصوفية يعنون بالحق الله سبحانه،
أو هو الحقيقة الإلهية قبل تجليها في صور خلقية.

(3) من كتاب مراتب الوجود مخطوط بالظاهرية بدمشق رقم 5895 عام
"نقلا عن الإنسان الكامل ص 115 للدكتور بدوي".






من مواضيعي في المنتدى
»» ألفاظ صحيحة وألفاظ خاطئة
»» الحذر من الجدال المراء
»» شرح حديث: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
»» ما هي شروط المباهلة ؟
»» ماذا يريد الشيعة من العالم الإسلامي ؟
 
قديم 07-02-14, 05:46 PM   رقم المشاركة : 38
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


إله النابلسي ( 1 )




يقول معقباً على قوله تعالى :
( إن الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله)

يقول:
"أخبر تعالى أن نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
هو الله تعالى وتقدس
وبيعته بيعة الله،
ويده التي مدت للبيعة هي يد الله"



ويفسر قول الله لموسى: ( وأنا اخترتك) بقوله:
"بأن تكون أنا، وأكون أنا أنت،
فاستمع لما يوحَى إليك مني،
وهذا نظير حديث الإنسان الغافل لنفسه،
يحدثها وتحدثه"



ويفسر قوله سبحانه لموسى :
( وألقيت عليك محبة مني، ولتُصنَعَ على عيني)
بقوله:
"أي ذاتي فأظهر بك، وتغيب أنت،
وتظهر أنت، وأغيب أنا،
وما هما اثنان، بل عين واحدة " ( 2 )



وما ألمس من بهتان مُسِفٍّ في فجور الزور، وقحة الكذب؛
كبهتان النابلسي يزعم أن الصوفية تعتد بالكتاب والسنة
في إيمانهم بوحدة الوجود؛

إذ يقول :
"إن عمدتنا وعدتنا هو التمسك بالقرآن العظيم
وسنة نبيه الكريم في معرفتنا بربنا
وإطلاق ما أطلقه على نفسه في كلامه القديم،
وما أطلقه عليه نبيه البر الرحيم " ( 3 )

لم يقنع بالكفر السفيه وحده،
فأضاف إليه بهتاناً دنيئاً؛
إذ يزعم أن كتاب الله هو عدته في التمسك بوحدة الوجود،


ويقيني أنك لو قرأت الفقرة الأخيرة،
وأنت غافل عن عقيدة النابلسي،
لأيقنت أنه مؤمن فاض بنور الحق قلبه،

وهكذا كل صوفي يلبس لكل حال لبوسها،
ويعطيك جانباً منه يرضيك،
حتى إذا سكنت إليه ختلك، فقتلك!


بل هكذا كل نحلة تثير على كتاب الله حرب أضغانها،
فهي لا تستعلن بتكذيب الله في وحيه،
وإنما تزعم – لتفتن الناس عن دينهم الحق – أنها تقدسه
ولكنها – وهي مقنعة الأهداف بريائها الخاتل –
تضع لألفاظ القرآن معانٍ ما أنزل الله بها من سلطان،
وليست لها صلة ما بألفاظها،

اللهم إلا حين تزعم أن الكفر معناه الإيمان،
وأن الباطل هو روح الحق!


ولهذا تجد تكذيبها لله شر وأخبث أنواع التكذيب،
وما البهائية في تخنث كفرها
أو القاديانية في مكر دعوتها
إلا دليل صدق على ما أقول.

فكلتاهما تفتري أنها تؤمن بكتاب الله ورسوله!
وكلتاهما عدو ألد الخصام لله، ولرسله، ولكتبه.

******************
( 1 ) هو عبد الغني بن إسماعيل النابلسي توفي سنة 1143هـ
( 2 ) عن رسالة اسمها "حكم شطح الولي" للنابلسي
مخطوطة بالظاهرية بدمشق رقم 4008
نقلاً عن كتاب "شطحات الصوفية ص 153 للدكتور بدوي

( 3 ) نفس المصدر السابق وبمثل هذا الرياء يخدع الصوفية المسلمين عن دينهم،
إذ يلونون الباطل بلون من الحق، ليمكروا به،
وحق ما يقول جولد زيهر:
"كان التصوف خصوصاً هو الذي عني بتصوير كثير من الأفكار الإفلاطونية المحدثة والغنوصية في صورة إسلامية،

فعن دوائر التصوف صدر الكثير من الأحاديث الموضوعة التي قصد بها إلى تبرير قواعد التصوف"

ويقول : "كل تيار فكري في مجرى التاريخ الإسلامي زاول الاتجاه إلى تصحيح نفسه على النص المقدس
واتخاذ هذا النص سنداً له على موافقته للإسلام ومطابقته لما جاء به الرسول،
وبهذا وحده كان يستطيع أن يدعي لنفسه مقاماً وسط هذا النظام الديني
وأن يحتفظ بهذا المقام"
انظر ص 218 التراث اليونان لبدوي و ص 3 مذاهب التفسير لجولد زيهر






من مواضيعي في المنتدى
»» إشكالية الغلو في الجهاد المعاصر / للشيخ علوي السقاف
»» إندونيسي يموت ساجداً بلباس الإحرام
»» عظمة الله سبحانه وتعالى / لابن القيم رحمه الله تعالى
»» شرح حديث: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
»» ( بلغوا عني ولو آية )
 
قديم 07-02-14, 08:48 PM   رقم المشاركة : 39
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


إله ابن بشيش ( 1 )


للوِرْدِ الذي افتراه ابن بشيش سحرُ الأمل،
استهلَّ بعد يأس في مشاعر الصوفية،
ورقة البشائر تأسو الدموع وجراح الأحزان،


إذ يرونه – على اختلاف طرائقهم – وحياً ينفح قداسة وربانية،
وصلاة يخشع بها سُجَّدُ الملائك،
وتسابيح ترتلها الحور في خمائل الفردوس!


وإليك هذا الورد الذي يضرع به الصوفية في معابد الأصنام
كلما قَبَّل السَحَرُ جبين الليل!

"اللهم صل على مَنْ منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار،
وفيه ارتقت الحقائق"

همسات غير خافتة بأسطورة الحقيقة المحمدية الصوفية،
بَيْدَ أن هذه الهمسات تعلو رويداً رويداً
حتى تحول صريخاً وفحيحاً


في قوله:
"ولا شيء إلا وهو به منوط؛ إذ لولا الواسطة،
لذهب كما قيل الموسوط،
اللهم إنه سرُّك الجامع الدالُّ عليك،
وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك"


ثم تُجَنَّ لهفته، فيهرول مجنون الخطى
إلى هتك الستر عن معتقده،
فيضرع إلى الله بهذه الصوفية الملحدة


"وزُجَّ بي في بحار الأحدية ، ( 2 )
و انشلني من أوحال التوحيد،
و أغرقني في عين بحر الوحدة،
حتى لا أرى، ولا أسمع،
ولا أجد، ولا أحس إلا بها".



أرأيت إلى الصوفية تحت غلائل السَّحَر الوردية،
والليل ساجي الكون لا تسمع فيه سوى رفيف أجنحة الرُّؤى،
وهمسات الأحلام،
والكون في فيض الجمال الغامر،
والبهاء الساحر يثير في القلب المؤمن
أزكى مشاعر الإيمان والحب للخلاق البديع،
فيسجد لله في عبودية خالصة.


في هذه الجلوات الروحية،
وفي تلك المجالي حيث يتألق نور الجمال،
ويهمس الليل بنجوى الوداع في سمع الفجر


يضرع الصوفية إلى الله
أن ينشلهم من أوحال التوحيد ؟؟!


******************
( 1 ) هو عبد السلام بن بشيش أو مشيش من كبار شيوخ الشاذلية


( 2 ) الأحدية "هي مجلى الذات ليس للأسماء، ولا للصفات ولا لشيء من مؤثراتها فيه ظهور،
فهي اسم لصرافة الذات المجردة عن الاعتبارات الحقية والخلقية،
وليس لتجلي الأحدية في الأكوان مظهر أتم منك إذا استغرقت في ذاتك، ونسيت اعتباراتك،
وهو أول تنزلات الذات من ظلمة العماء إلى نور المجالي،
وهذه الأحدية في لسان العموم هي الكثرة المتنوعة"
هذه هي الأحدية عند الصوفية
انظر ص 30 جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي








من مواضيعي في المنتدى
»» معنى { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر }/ سماحة الإمام عبد العزيز بن باز
»» مقالات شرك العبادة - فضيلة الشيخ لطف الله خوجه
»» ظاهرة التوسّع في إطلاق أوصاف التّفسيق والتّضليل
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
»» هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
 
قديم 08-02-14, 04:38 PM   رقم المشاركة : 40
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


إله الدمرداش ( 1 )



يقول:

لقد كنتُ دهراً قبل أن يُكْشَفَ الغَطَا ** إخالُك أني ذاكرٌ لك شاكرُ

فلما أضاء الليل أصبحتُ شاهداً ** بأنك مذكورٌ وأنك ذاكرُ ( 2 )


حتى هذه الزعنفة التائهة
تزعم أن الغطاء كشف عنها
فرأت أنها هي الله !!


واسمع إليها تقول:

هو الواحدُ الموجودُ في الكلِّ وحدَهُ*سوى أنه في الوهم سُمِّيَ بالسُّوى(3)



والكل هنا تعم الشيئية المطلقة في عمومها وشمولها،
فما ثم إذن عنده من شيء يدركه الحس،
أو يتخيله الوهم، أو تطيش به الغريزة


إلا وهو عين الله ذاتاً وصفة !!


غير أن الوهم الذي حال بين العقول وبين إدراك هذه الحقيقة،
فظنت أن هذه الكائنات المحَسَّة،
وتلك الصور الذهنية شيء آخر غير الله!


ولذا يقول :
" فلا وجود سوى الله ، والغير وهم وخيال "( 4 )


******************
( 1 ) هو محمد الدمرداش المحمدي توفي سنة 929هـ
( 2 ) ص 16 القول الفريد للدمرداش ط 1348هـ
( 3 ) ص 14 المصدر السابق
( 4 ) ص 14 المصدر السابق






من مواضيعي في المنتدى
»» الإمامان الذهبي وابن كثير يصفان حال صوفية مصر مع الشرك
»» ما هو ابن عربي ؟! / للشيخ لطف الله خوجه
»» لبيك يا أماه / للشيخ صالح المغامسي
»» من فظائع الصوفية .. وأقوال علماء الإسلام فيهم
»» اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "