الزوجة من ( أهل بيت ) الرجل
بل هي أول عضو فيه :
فأهل الرجل زوجته
بدليل اللغة والشرع والعرف والعقل
ولا دليل آخر مع هذه الأربعة :
1- دليل اللغة :
يقول الراغب الاصفهاني :
وعبر (بأهل الرجل ) عن امرأته ...
و(تأهل) إذا تزوج
ومنه قيل : أهلك الله في الجنة : أي زوجك
فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك وإياهم .أ . هـ .
وفي (مختار الصحاح) يقول الرازي :
(أهل ) الرجل تزوج وبابه دخل وجلس
و(تأهل) مثله أ . هـ .
فهذا دليل اللغة .
2- دليل الشرع :
تأمل هذه الآيات :
-{ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ}
[القصص : 29 ].
ولم يكن معه ساعتها غير زوجه
-{ قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ
وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا }
وهذا قول سارة زوجة إبراهيم عليه السلام
فبماذا أجابتها الملائكة ؟
وتحت أى وصف أدخلتها ؟
{ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ
رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ
إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}
[ هود:72-73]
فلولا كونها من أهل بيت إبراهيم عليه السلام
لما رحمها الله بهذ المعجزة ولا بارك عليها
فحملت بإسحق عليه السلام ,
وإذن فلا عجب .
- وقالت أخت موسى عليه السلام لفرعون :
{ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ
وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ }
[ القصص : 12]
فمن قصدت أولاً بأهل البيت ؟
أليست أمها أول المقصودين بهذا اللفظ
لأن كفالة الرضيع تتوجه أول ما تتوجه إلى المرضع
وهي هنا أم موسى
لذلك قال تعالى:
{ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ }
[ القصص :13]
- حتى امرأة العزيز خطبت زوجها فقالت :
{ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا }
[ يوسف :25]
أي بزوجتك .
-وهذه عدة آيات عن لوط عليه السلام وامرأته
يدخلها الله تحت مسمى (الاهل)
في كل المواضيع التي ورد فيها إنجاؤهم
وإلا لما استثناها منهم .
-{ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}
[ الاعراف:83 ]
-{ قَالُواْ يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ
وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ}
[ هود :81 ]
- { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ }
[ النمل : 57 ]
- { فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)
إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ }
[ الشعراء : 170 – 171 ]
- { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا
قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا
لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ
كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ }
[ العنكبوت :32 ]
- { لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ
إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}
[ العنكبوت:33]
فكرر الاستثناء مع أن الآيتين متقاربتان
لا تفصل بينهما إلا آية واحدة وفي سياق واحد .
-{ وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ.
إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ .
إِلاَّ عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ }
[ الصافات : 133 -135 ]
ولا شك أن هذا الإصرار على استثناء امرأة لوط
في كل مرة يذكر فيها (أهله)
لا داعي له لو كان العرب الذين نزل عليهم القرآن
يستطيعون فيهم لفظ (الأهل) مجرداُ من الزوجة .