العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-14, 08:49 AM   رقم المشاركة : 91
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation حكم الاستهزاء بالدين والاستهانة بحرماته

الفصل الخامس‏:

‏ في بيان حكم الاستهزاء بالدين
والاستهانة بحرماته


الاستهزاء بالدين رِدة عن الإسلام،
وخروج عن الدين بالكلية،

قال الله تعالى‏:‏ ‏

{ ‏قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ *
لاَ تَعْتَذِرُواْ
قَدْ كَفَرْتُم
بَعْدَ إِيمَانِكُمْ‏ }‏

‏[‏التوبة/65، 66‏]‏‏.‏


هذه الآية‏:

‏ تدل على أن الاستهزاء بالله كفر،
وأن الاستهزاء بالرسول كفر،
وأن الاستهزاء بآيات الله كفر،

فمن استهزأ بواحد من هذه الأمور
فهو مستهزئ بجميعها‏.‏

والذي حصل من هؤلاء المنافقين‏:‏
أنهم استهزءوا بالرسول وصحابته؛
فنزلت الآية‏.‏


فالاستهزاء بهذه الأمور متلازم،
فالذين يستخِفُّون بتوحيد الله تعالى،
ويعظمون دعاءَ غيره من الأموات؛
وإذا أمروا بالتوحيد
ونُهوا عن الشرك
استخفُّوا بذلك،

كما قال تعالى‏:‏

‏{ ‏وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا
أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا *
إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا
لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا‏ }‏

‏[‏الفرقان/41، 42‏]‏‏.‏


فاستهزءوا بالرسول صلى الله عليه وسلم
لما نهاهم عن الشرك،


وما زال المشركون يعيبون الأنبياء
ويصفونهم بالسفاهة والضلال والجنون،
إذا دعوهم
إلى التوحيد؛
لما في أنفسهم من تعظيم الشرك‏.‏


وهكذا تجد
من فيه شبه منهم؛
إذا رأى من يدعو
إلى التوحيد
استهزأ بذلك؛
لما عنده من الشرك،







من مواضيعي في المنتدى
»» مطويات ونشرات في التوحيد والعقيدة
»» القبورية في اليمن : نشأتها – آثارها – موقف العلماء منها
»» التعريف الميسَّر بالطُرُق الصوفية
»» الصوفية في سوريا .. خزايا وبلايا
»» محرك بحث متخصص للبحث عن الفتاوى في مواقع علماء أهل السنة والجماعة
 
قديم 05-06-14, 09:01 AM   رقم المشاركة : 92
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation حكم الاستهزاء بالدين والاستهانة بحرماته

قال الله تعالى‏:

‏ ‏{ ‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ
أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ‏ }‏

‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏


فمن أحبَّ مخلوقًا
مثل ما يُحبّ الله فهو مشرك‏.‏


ويجبُ الفرق بين الحب في الله،
والحب مع الله،

فهؤلاء الذين اتخذوا القبورَ أوثانًا؛

تجدهم يستهزئون
بما هو من توحيد الله وعبادته،
ويعظمون ما اتخذوه من دون الله شفعاء،


ويَحلِفُ أحدُهم بالله اليمين الغموس كاذبًا،
ولا يجترئ أن يحلف بشيخه كاذبًا،


وكثير من طوائف متعددة
ترى أحدهم يرى أن استغاثته بالشيخ
- إما عند قبره أو غير قبره -
أنفع له

من أن يدعو الله
في المسجد عند السَّحَر ‏!


ويستهزئ بمن يعدل عن طريقته
إلى التوحيد،


وكثير منهم يخربون المساجد،
ويعمرون المشاهد،


فهل هذا إلا من استخفافهم
بالله وبآياته ورسوله،
وتعظيمهم للشرك ؟


وهذا كثير وقوعه
في القبوريين اليوم‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» { قال فاذهب فإن لكَ في الحياةِ أن تقولَ لا مساسَ }
»» ابـتـســـم / للشيخ عائض القرني
»» أسئلة متنوعة عن التصوف والصوفية / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
»» نقولٌ من كلام ابن عربي تبين عقيدته
»» قصيدة في محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
 
قديم 05-06-14, 09:12 AM   رقم المشاركة : 93
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation حكم الاستهزاء بالدين والاستهانة بحرماته

والاستهزاء على نوعين‏:‏

أحدهما‏:‏
الاستهزاء الصريح،

كالذي نزلت الآية فيه،

وهو قولهم‏:‏
ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء،
أرغب بطونًا،
ولا أكذب ألسُنًا،
ولا أجبن عند اللقاء‏.‏

أو نحو ذلك
من أقوال المستهزئين،

كقول بعضهم‏:‏
دينكم هذا دينٌ خامس،


وقول الآخر‏:‏
دينكم أخرق،


وقول الآخر
إذا رأى الآمرين بالمعروف،
والناهين عن المنكر‏:

جاءكم أهل الدِّين،
من باب السُّخرية بهم،


وما أشبه ذلك
مما لا يُحصى إلا بكلفة؛
مما هو أعظم من قول
الذين نزلت فيهم الآية‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» شرح كتاب التوحيد - للشيخ أ. د. صالح بن عبدالعزيز سندي
»» { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }
»» أعظم الفساد في البلاد الجهر بالإلحاد! / الشيخ عبد الرحمن البراك
»» ظاهرة التوسّع في إطلاق أوصاف التّفسيق والتّضليل
»» العلاقة بين الصوفية والشيعة
 
قديم 05-06-14, 09:36 AM   رقم المشاركة : 94
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation حكم الاستهزاء بالدين والاستهانة بحرماته

النوع الثاني‏:‏
غير الصريح،


وهو البحر الذي لا ساحل له،

مثل‏:‏

الرمز بالعين،
وإخراج اللسان،
ومدّ الشفة،
والغمز باليد

عند تلاوة كتاب الله،
أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أو عند الأمر بالمعروف،
والنهي عن المنكر ‏‏.‏


ومثل هذا ما يقوله بعضهم‏:‏

إنَّ الإسلام لا يَصلُحُ للقرن العشرين؛
وإنما يصلح للقُرون الوسطى،

وأنه تأخُّرٌ ورجعيةٌ،
وأن فيه قسوة ووحشية؛
في عقوبات الحدود والتعازير،

وأنه ظَلَم المرأة حقوقها؛
حيث أباح الطلاق،
وتعدد الزوجات‏.‏


وقولهم‏:‏

الحكمُ بالقوانين الوضعية
أحسنُ للناس
من الحكم بالإسلام‏.


‏ ويقولون في الذي
يدعو إلى التوحيد،
ويُنكر عبادة القبور والأضرحة‏:‏
هذا متطرف،
أو يُريد أن يفرق جماعة المسلمين،
أو‏:‏ هذا وهَّابي،
أو مذهب خامس،


وما أشبه هذه الأقوال
التي كلها سب للدين وأهله،
واستهزاء بالعقيدة الصحيحة،

ولا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏


ومن ذلك ‏:‏

استهزاؤهم بمن تمسَّكَ بسنة
من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم

فيقولون‏:‏

الدين ليس في الشَّعرِ؛
استهزاءً بإعفاء اللحية،

وما أشبه هذه الألفاظ الوقحة‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» الإمامان الذهبي وابن كثير يصفان حال صوفية مصر مع الشرك
»» ابن عربي ضالٌّ كما يؤكد أكابر أئمة الإسلام
»» ثمرات التوحيد
»» حـمايةُ النبي صلى الله عليه وسلم جَنَابَ التوحيد وتجفيف منابِع الشرك
»» كمال العبودية
 
قديم 05-06-14, 10:43 PM   رقم المشاركة : 95
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الحكم بغير ما أنزل الله

الفصل السادس‏:‏

الحكم بغير ما أنزل الله



من مقتضى الإيمان بالله تعالى وعبادته‏:‏
الخضوع لحكمه والرضا بشرعه،
والرجوع إلى كتابه وسنة رسوله
عند الاختلاف في الأقوال،
وفي العقائد وفي الخصومات،
وفي الدماء والأموال،
وسائر الحقوق،

فإنَّ الله هو الحكَمُ
وإليه الحُكمُ،


فيجبُ على الحكام أن يحكموا بما أنزل الله،
ويجب على الرَّعيَّة أن يتحاكموا
إلى ما أنزل الله في كتابه،
وسنة رسوله،


قال تعالى في حق الولاة‏:‏

‏{ ‏إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ
أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا

وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ
أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ‏ }‏

‏[‏النساء/58‏]‏‏.‏


وقال في حق الرعية‏:‏

‏{‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ

إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا‏ }

‏ ‏[‏النساء/59‏]‏‏.‏


ثم بيّن أنه لا يجتمع الإيمان
مع التحاكم إلى غير ما أنزل الله،


فقال تعالى‏:‏

‏{‏ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ
أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ

يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ
وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ

وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ
أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلًا بَعِيدًا‏ }‏

‏[‏النساء/60‏]‏،


إلى قوله تعالى‏:‏

‏{‏ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ
حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ

ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ
حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا‏ }‏

‏[‏النساء/65‏]‏‏.‏


فنفى سُبحانه
- نفيًا مؤكَّدًا بالقسم -
الإيمانَ
عمن لم يتحاكم
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
ويرضى بحكمه ويسلم له،


كما أنه حكم بكُفر الولاة
الذين لا يحكمون بما أنزل الله،
وبظلمهم وفسقهم،


قال تعالى‏:‏

‏{‏ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ
فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}

‏ ‏[‏المائدة/44‏]‏،


‏{ ‏وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللَّهُ
فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏ }‏

‏[‏المائدة/45‏]‏،


‏{‏ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ
فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ‏ }‏

‏[‏المائدة/47‏]‏‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» معرفة المأمور به والمحذور في زيارة القبور
»» من الأخلاق المذمومة : الحسد
»» مجدد ملة عمرو بن لُحي وداعية الشرك في هذا الزمان / محمد علوي مالكي
»» بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي
»» تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله
 
قديم 05-06-14, 10:54 PM   رقم المشاركة : 96
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الحكم بغير ما أنزل الله

ولابُدَّ من الحكم بما أنزل الله،
والتحاكُم إليه
في جميع مواردِ النّزاع
في الأقوال الاجتهادية بين العلماء،


فلا يقبل منها
إلا ما دلّ عليه الكتاب والسنة؛
من غير تعصب لمذهب،
ولا تحيّز لإمام،


وفي المرافعات والخصومات في سائر الحقوق؛
لا في الأحوال الشخصية فقط،
كما في بعض الدول التي تنتسب إلى الإسلام؛

فإنَّ الإسلام كُلٌّ لا يتجزَّأ،


قال تعالى‏:‏

‏{ ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً‏ }‏

‏[‏البقرة/208‏]‏‏.‏


وقال تعالى‏:‏

‏{ ‏أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ
وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ‏ }‏

‏[‏البقرة/85‏]‏‏.‏


وكذلك يجب على أتباع المذاهب والمناهج المعاصرة
أن يردوا أقوال أئمتهم إلى الكتاب والسنة،

فما وافقهما أخذوا به،
وما خالفهما ردوه دون تعصب أو تحيّز؛
ولا سيما في أمور العقيدة،


فإن الأئمة - رحمهم الله - يوصون بذلك،
وهذا مذهبهم جميعًا،
فمن خالف ذلك فليس متبعًا لهم،
وإن انتسب إليهم،


وهو ممن قال الله فيهم‏:‏

‏{‏ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ‏ }‏

‏[‏التوبة/31‏]‏‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» نور السنة وظلمات البدعة
»» قصيدة في محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
»» نحن عبدة الأضرحة
»» الصوفية في سوريا .. خزايا وبلايا
»» ويحك أتدري ما الله ؟
 
قديم 05-06-14, 11:06 PM   رقم المشاركة : 97
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الحكم بغير ما أنزل الله

فليست الآية خاصة بالنصارى،
بل تتناول كل من فعل مثل فعلهم،


فمن خالف ما أمر الله به ورسوله؛
صلى الله عليه وسلم
بأن حكم بين الناس بغير ما أنزل الله،
أو طلب ذلك اتباعًا لما يهواه ويريده؛
فقد خلع ربقة الإسلام والإيمان من عنقه،
وإن زَعمَ أنه مؤمن؛


فإن الله تعالى أنكر على من أراد ذلك،
وأكذبهم في زعمهم الإيمان؛

فقال تعالى‏:‏

‏{ ‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ
أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ

يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ
وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ

وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ
أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلًا بَعِيدًا‏ }


‏ لما في ضمن قوله‏:‏
‏(‏ يزعمون ‏)‏ من نفي إيمانهم،

فإنَّ ‏( ‏يزعمون ‏)‏ إنما يقال غالبًا
لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب،
لمخالفته لموجبها،
وعمله بما ينافيها؛


يحقق هذا قوله‏:‏

‏{ ‏وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ‏ }‏؛


لأن الكُفر الطاغوت ركن التوحيد،
كما في آية البقرة ‏‏،
فإذا لم يَحصُلْ هذا الركن؛
لم يكن مُوحِّدًا،


والتوحيدُ هو أساس الإيمان
الذي تصلح به جميع الأعمال،
وتفسد بعدمه،


كما أن ذلك بيِّنٌ في قوله‏:‏


‏{ ‏فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ ‏}‏

وذلك أنَّ التَّحاكُمَ إلى الطَّاغوتِ إيمانٌ به ‏‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» ما هو ابن عربي ؟! / للشيخ لطف الله خوجه
»» الصوفية في سوريا .. خزايا وبلايا
»» العلاقة بين الصوفية والشيعة
»» تلاوة من سورة الحجرات للشيخ محمود خليل القارئ / مسجد القبلتين
»» الجامع الكبير عن ابن عربي وعقيدته
 
قديم 05-06-14, 11:16 PM   رقم المشاركة : 98
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الحكم بغير ما أنزل الله

ونَفيُ الإيمان عمن لم يحكم بما أنزل الله،
يدلُّ على أن تحكيم شرع الله إيمان وعقيدة،
وعبادة لله يجب أن يدين بها المسلم،

فلا يُحكَّمُ شرعُ الله
من أجل أن تحكيمه أصلح للناس
وأضبط للأمن فقط،

فإنَّ بعضَ الناس يركز على هذا الجانب،
وينسى الجانب الأول،


والله سبحانه قد عاب على من يُحكِّمُ شرع الله
لأجل مصلحة نفسه،
من دُون تعبُّدٍ لله تعالى بذلك،


فقال سبحانه‏:‏

‏{ ‏وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ *

وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ‏}‏

‏[‏النور/48، 49‏]‏‏.‏


فهم لا يهتمون إلا بما يهوون،
وما خالف هواهم أعرضوا عنه؛
لأنهم لا يتعبدون لله
بالتحاكم إلى رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏








من مواضيعي في المنتدى
»» ثمرات التوحيد
»» من هو ابن عربي ؟ للشيخ محمد صالح المنجد
»» عقيدة أهل السنة للرازيين - فضيلة الشيخ عبد العزيز الطريفي
»» تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله
»» نحن عبدة الأضرحة
 
قديم 05-06-14, 11:58 PM   رقم المشاركة : 99
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Question حُكم من حَكم بغير ما أنزل الله

حُكم من حَكم بغير ما أنزل الله

قال الله تعالى‏:‏

‏{ ‏وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ
فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ‏ }‏

‏[‏المائدة/44‏]‏‏.‏


في هذه الآية الكريمة‏:‏

أنَّ الحكم بغير ما أنزل الله كفر،
وهذا الكفر تارةً يكون كفرًا أكبر
ينقل عن الملة،

وتارة يكون كفرًا أصغر
لا يُخرج من الملة،

وذلك بحسب حال الحاكم،

فإنه إن اعتقد
أنَّ الحكم بما أنزل الله غير واجب،
وأنه مخيَّر فيه،

أو استهان بحكم الله،
واعتقد أن غيره من القوانين والنظم الوضعية
أحسن منه أو مساويًا له،

أو أنه لا يصلح لهذا الزمان،

أو أراد بالحكم بغير ما أنزل الله
استرضاءَ الكفار والمنافقين،
فهذا كفر أكبر‏.


‏ وإن اعتقد وجوبَ الحكم بما أنزل الله،
وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه،
مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة،
فهذا عاص،
ويُسمَّى كافرًا كفرًا أصغر‏.


‏ وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده،
واستفراغ وسعه في معرفة الحكم،
وأخطأه،
فهذا مُخطئ له أجر على اجتهاده،
وخطؤه مغفور ‏‏.‏
وهذا في الحكم في القضية الخاصة‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» أسئلة عن التوسل والشفاعة / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
»» أصول الإسماعيلية - للدكتور سليمان السلومي
»» الصوفية عبدة أضرحة !!
»» العار عنوانه ويكليكس
»» المتابعة والاقتداء بسنة خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه
 
قديم 06-06-14, 12:08 AM   رقم المشاركة : 100
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow حُكم من حَكم بغير ما أنزل الله

وأما الحكم في القضايا العامة فإنه يختلف،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‏:‏

‏( ‏فإنَّ الحاكم إذا كان ديِّنًا؛
لكنَّهُ حكم بغير علم؛
كان من أهل النار،

وإن كان عالمًا لكنه حكم بخلاف الحق الذي يعلمه؛
كان من أهل النار،

وإذا حكم بلا عدل ولا علم
أولى أن يكون من أهل النار‏.
‏ وهذا إذا حكم في قضية لشخص‏.‏


وأما إذا حكم حُكمًا عامًّا في دين المسلمين؛
فجعل الحق باطلًا،
والباطل حقًّا،
والسنة بدعة،
والبدعة سنة،
والمعروف منكرًا،
والمنكر معروفًا،
ونهى عما أمر الله به ورسوله،
وأمر بما نهى الله عنه ورسوله،


فهذا لون آخر يَحكُم فيه رب العالمين،
وإله المرسلين،
مالك يوم الدين؛
الذي له الحمد في الأولى والآخرة‏:‏


‏{‏ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏ }‏

‏[‏القصص/88‏]‏‏.‏


‏{ ‏هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ
بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا‏ }

‏[‏الفتح/28‏]‏‏‏‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» لبيك يا أماه / للشيخ صالح المغامسي
»» الصوفية : فضائحها وفظائعها / بقلم محمد الوليدي
»» أصول الإسماعيلية - للدكتور سليمان السلومي
»» عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
»» ابن عربي ضالٌّ كما يؤكد أكابر أئمة الإسلام
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "