العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن الآل والصحب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-13, 10:52 PM   رقم المشاركة : 1
Nabil48
عضو ماسي







Nabil48 غير متصل

Nabil48 is on a distinguished road


زيد بن سعنة:ثم أسلمتُ / د. عثمان قدري مكانسي

زيد بن سعنة:ثم أسلمتُ

الدكتور عثمان قدري مكانسي


قال أحد أحبار اليهود - زيد بن سعنة - الذين أسلموا حين رأوا صفات النبي ـ صلى الله علي وسلم ـ المكتوبة في التوراة واضحةً وضوحاً بيّناً في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لم يبقَ من علامات النبوّة الداعية إلى تصديق الرسول الكريم واتِّباعه علامة إلا وعرفتها إلا صفتين اثنتين لم يتسنَّ لي معرفتهما .
الأولى : يسبق حلمه جهله . . فهو واسع الصدر حليم لا يغضب لنفسه .
الثانية : كلّما جهل عليه أحد زاد حلمه وأضاءت أخلاقه ،
فكنت أزوره وأتطلف له لأستطيع مخالطته والتعرُّف عليه عن كثب ، فلما خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوماً من الأيام من الحجرات ( وهي بيوت أزواجه رضي الله عنهن ) ومعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أتاه رجل بدوي على راحلته ، فقال :
يا رسول الله إن قرية بني فلان قد أسلموا ، وقد أصابهم قحط شديد ، وجوع هدَّ جسومهم ، وأنا رسولهم ، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به يكونوا لك شاكرين ، ولأفضالك ذاكرين ،
ولم يكن مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ ذاك شيء يعطيه إياه ، ولا في بيت مال المسلمين ما يكفي ، فقال له : انتظر يا أخا العرب لعلَّ الله تعالى يؤذن بالفرج .
فقلت لنفسي : يا زيد هذه فرصة ذهبيّة فاغتنمها ، لتختبر حلم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فدنوت منه فقلت :
يا محمد إن رأيتُ أن تبيعني تمراً معلوماً من بستان بني فلان إلى أجل كذا وكذا ( وكان تمرهم معروفاً بجودته ) فقال :
( لا ، يا أخا يهود ، ولكنْ أبيعك تمراً معلوماً إلى أجل محدود معروف ولا أسمي بستان بني فلان ) .
فقلت : نعم . فبايعني وأعطيتُه ثمانين ديناراً ، سرعان ما أعطاها لذلك الرجل وقال له :
انطلق إلى قومك راشداً عسى الله تعالى أن يخفف عنهم . .

استدان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليخفف عن الناس ، ويقضي حوائجهم ، ويعينهم على نوائب الدهر ، وهكذا القائد يسعى إلى خدمة مرؤوسيه ويسهر على مصالحهم ، ويجهد نفسه ليراهم في موقف مريح ، وحياة طيبة ، أما من يستغل منصبه ليملأ خزائنه ظلماً وعَدْواً ، ويمتص قوت شعبه ، ويفرض عليهم ما يثقل كاهلهم ، ويرهقهم ، ليفوز بالمال ويغنى على حسابهم دون أن يأبه لهم ، لصٌّ لا خير فيه ، ومجرمٌ لا فرق بينه وبين قطّاع الطرق .

قال زيد : فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة ، خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جنازة رجل من الأنصار ، ومعه أبو بكر ، وعمرُ ، وعثمانُ ، في نفر من أصحابه ، فلما صلى على الجنازة أتيتُه ، فأخذت بمجامع ثوبه ونظرتُ إليه متصنِّعاً الغلظة والجفاء ، ثم قلت : ألا تقضي يا محمد حقِّي ، ها قد مرَّ الأجل ولم تلتزم بوعدك فيه ؟ فوالله ما علمتكم ـ يا بني عبدالمطلب ـ لسيّئي القضاء ، مُطـْلاً ، ورأيته وقد أثرت جبذة الرداء في عنقه ، ولم ينبس حتى ذاك الوقت ببنت شفة .

فتحرَّك عمرُ وعيناه تدوران من الغيظ ووجهه محمرٌّ من الغضب واستَلَّ سيفه قائلاً :
أيْ عدوَّ الله أتقول ذلك لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ خلِّ عنه ، فوالذي بعثه بالحقِّ لولا العهدُ الذي بيننا وبينكم - معشر يهود - لضربتُ بسيفي رأسك .

ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينظر إلى عمر بسكون وتبسُّم فقد كان عمر بلسماً لجراحات المسلمين مدافعاً عنهم خادماً لهم ، أفلا يكون كذلك لسيده وسيدهم جميعاً محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ !

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ معلماً عمرَ ومعلماً إياي ومَنْ كان حاضراً :
( يا عمر أنا وهو إلى غير هذا منك أحوج ، أن تأمره بحسن الاقتضاء ، وتأمرني بحسن القضاء ، اذهب يا عمر إلى بيت مال المسلمين ، بزيد بن سعنة فاقضه حقه ، وزده عشرين صاعاً مكان ما روّعْتَه وأفزعته ) .

ما هذا الخلق العظيم والحلم الواسع والهدوء الرائع ؟! والله ما يكون هذا إلا لنبي ، وإن محمداً لهو رسول الله حقاً وصدقاً ، وانطلق بي عمر ليعطيني حقي وهو واجد عليَّ ، لكنّه لا يملك إلا التزام أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فلما وصلنا قال لي : هذا حقك يا رجل ، فخذه ، لا بارك الله لك فيه .
قلت : ( بل إنه سبحانه بارك لي فيه . أتدري يا عمر ؟ ) .
فنظر إليَّ دهشاً وقال : وكيف ذلك يا يهوديَّ ؟
قلت : يا عمر ، كل علامات النبوّة قد عرفتُها في وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إلا اثنتين لم أخبرهما : يسبق حلمه جهله ، ولا تزيده شدّة الجهل عليه عليه إلا حلماً ، فقد اختبرته بهما ، فاشهد يا عمر أني قد رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً ، وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبياً ، وإني أشهدك يا عمر أن هذا التمرَ وشطرَ مالي ( نصفه ) إلى فقراء المسلمين .
واعتنق عمر زيد بن سعنة أخاه في الإسلام واعتنق زيدٌ أخاه عمر في الإسلام .
وأسلم أهل بيته إلا شيخاً كبيراً غلبت عليه الشقوة .

اللهم صلّ على حبيبك رسول الله واحشرنا في زمرته المباركة ، وشفـّعْه فينا ... يا أكرم الأكرمين ..

بتصرف بسيط جدا عن رابطة أدباء الشام






 
قديم 28-07-13, 02:40 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاكم الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "