العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-16, 10:43 AM   رقم المشاركة : 1
سالم السهلي
مشرف






سالم السهلي غير متصل

سالم السهلي is on a distinguished road


هل كفر النعمة عند اهل السنة ككفر النعمة عند الخوارج الإباضية ؟

هل كفر النعمة عند اهل السنة ككفر النعمة عند الخوارج الإباضية ؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد


يروج الإباضية أثر بن عباس (كفر دون كفر) ويزعمون أن هذا الأثر مساوٍ لكفرالنعمةعندالإباضية للتلبيس على الجهال ، ولهذا سأبين – إن شاء الله تعالى – حقيقة دعواهم في ذلك .


وقول الإباضية هذا ليس بجديد ، فهذا علي يحيى معمر يقول عن حكمالإباضية في مرتكب الكبيرة :

( لا يرون رأي الخوارج وإنما يرون رأي الحسن البصري فيعتبرون مرتكب الكبيرة منافقاً وليس مشركاً، وهنا يلتقي الإباضيةوأهلالسنةلقاءً كاملاً بقطع النظر عن التسميات؛ فيتفقون جميعاً عن غيرهم من المسلمين)


وقول معمر هذا مخالف للحقيقة ، فهناك بون شاسع بين قول أهلالسنةفي مرتكب الكبيرة وحكمالإباضيةعليه ، فأهلالسنةيرونه في الآخرة تحت المشيئة بينماالإباضيةيرونه جزما في النار خالدا فيها أبدا ،ثم إن اهلالسنةلا يرونه في الدنيا منافقا وليس مشركا كما يزعم علي يحيى معمر وإنما يرون مرتكب الكبيرة مؤمنا ناقص الإيمان .



وقبل أن نتحدث عنمصطلح" كفر النعمة" نعرج قليلا على مصطلحي" النفاق" و" الموحد" عندالإباضية.


فالنفاق عندالإباضيةمعنى مرادفاً لمعنى كفر النعمة، بل هذا هو ما يؤكده كلام أبي إسحاق الإباضي مثبتاً رأيهم في أنهم يطلقون النفاق على الكبائر المرادفة لكفرالنعمةحيث يقول: "ولهذا أطلق أصحابنا النفاق عليها - يعني بها الكبائر - كما أطلقوا الكفر، فصار النفاق فيها مرادفاً لكفر النعمة" (الإباضية بين الفرق ص 322)


يقول السدويكشي أيضاً: "والذي عليه أصحابنا ومن وافقهم أن النفاق في الأفعال لا في الاعتقاد" (الإباضية بين الفرق ص 315)


وهذا قلب لحقيقة النفاق؛ إذ المعروف أن المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله كان نفاقهم في الاعتقاد لا في الأفعال.


أما تبغورين الإباضي ، فهو يقسم الناس إلى ثلاث فرق: مؤمنون ومشركون ومنافقون، وهذا القسم الأخير يعتبرهم موحدين وليسوا بمشركين

ولا بمؤمنين، وهو يقول في ذلك: "الفريق الثالث - ويعني بهم المنافقين - هم قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام ولكنهم لم

يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون ما يقتضيه الإيمان.

(الإباضية بين الفرق 320)



فنظرةالإباضيةللموحد تختلف عن نظرة أهلالسنةله ، فهم - أيالإباضية- يرونه منافقا (!) وكذلك مفهوم النفاق عندالإباضيةيختلف عن

مفهومه لدى أهلالسنةوالجماعة .

يقول قطب الأئمة منهم في رسالته (المخطوطة) لدى سالم بن يعقوب الجبري: "وأما كونمرتكب الكبيرة موحداً غير مؤمنفهو مذهبنا" (الإباضية

بين الفرق ص 484)


ولا ندري وجهاً للتفرقة بين التوحيد والإيمان في حكم مرتكب الكبيرة، حيث يثبتون له التوحيد وينفون عنه الإيمان. فالتوحيد إيمان بالله الواحد، اللهم

إلا أن يكون مرادهم هو وصفه بالتوحيد لمجرد نطقه بكلمة التوحيد ولو ظاهراً.

ثم إنهم عندما ينفون عن المذنب الإيمان يلزمهم القول بتكفيرهم له كفر ملة فنفي أحد النقيضين يستلزم ثبوت الآخر، فما وجه حكمهم على الذنب بالتكفير كفر نعمة لا كفر ملة وهو عندهم غير مؤمن ومخلد في النار كما هو مذهب عامة الخوارج؟!

فمصطلح كفرالنعمةعندالإباضيةيطلق على مرتكبي الكبائر والمصرين على الصغائر وقد تقدم بيان لوازم حكمهم هذا .

أمامصطلح" كفر دون كفر" فهو أثر عن ابن عباس رضي الله عنه في معرض تفسيره لقول الله تعالى

(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)

وهذا الأثر جاء من طريق سفيان عن هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس" إنه ليس الكفر الذي يذهبون إليه ( أي الخوارج ) إنه ليس كفرا

ينقل عن الملة ، كفر دون كفر "

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين كما قال الشيخ الألباني (انظر السلسلة الصحيحة 6/113(


وقد تلقت الأمة هذا الأثر بالقبول وإن قام بتضعيفه بعض المتأخرين كالشيخ العلوان والطريفي

ولعلنا نتعرف على أنواع الكفر عند أهلالسنةحتي تتبين الحقيقة للقاريء الكريم

ينقسم الكفر إجمالاً إلى نوعين :

الأول : كفر اعتقادي ينقل عن الملة ، وهذا هو الكفر الأكبر ، وهو موجب للخلود في النار .

والثاني : كفر عملي لا اعتقادي ، وهو الكفر الأصغر . وهذا النوع موجب لاستحقاق الوعيد ، دون الخلود في النار .

(مجموع فتاوى بن تيمية 7/228)

فأما الكفر الاعتقادي : فيكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو مخالفته ومعاداته بدون تكذيب ،وهو مضاد للإيمان من كل وجه

ذلك أنه" لا بد في الإيمان الذي في القلب من تصديق بالله ورسوله ، وحب الله ورسوله ، وإلا فمجرد التصديق مع البغض لله ولرسوله ، ومعاداة الله

ورسوله ليس إيمانًا باتفاق المسلمين (مجموع فتاوى بن تيمية 7/537)


أما الثاني من أنواع الكفر : فهو الكفر الأصغر ، الذي يسميه أهلالسنة: الكفر العملي ، وهو : مخالفة حكم من أحكام الشريعة ، ومعصية

عملية ، لا تخرج عن أهل الإيمان ، وإنما توجب لصاحبها الوعيد بالنار ، دون الخلود فيها ، وسميت كفرًا لأنها من خصال الكفر وهو ماعناه ابن

عباس في قوله" كفر دون كفر"


وصاحب المعصية سواء كانت كبيرة أو صغيرة نقول عن صاحبها أنه مؤمن بما معه من إيمان فاسق بمعصيته وهو تحت المشيئة يوم القيامة إن

مات دون توبة ، فإن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه في النار وخلده فيها إلى أمد الله أعلم بمقداره ثم يخرج منها بعد تطهيره ويدخل الجنة كما نص

عليه أهلالسنةوالجماعة.ولانقول عنه أنه منافق أو غير ذلك لأن النفاق عند أهلالسنةفي الاعتقاد وليس في الأفعال،وهذا هو حال المنافقين على

وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون خلافه .


ويختلف أهلالسنةأيضا معالإباضيةفي معنى البراءة من العصاة والفساق ، فأهلالسنةيبغضون العاصي لمعصيته ويخشون عليه الهلاك

وينصحونه ويدعون له بالهداية قال شيخ الإسلام بن تيمية :

(ومن كان فيه إيمان وفيه فجور أعطِي من الموالاة بحسب إيمانه، ومن البغض بحسب فجوره، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرّد الذنوب والمعاصي كما

يقول الخوارج والمعتزلة.) مجموع الفتاوى (28/228-229)

وقال الشيخ صالح الفوزان في أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء: "الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: من يُحَبّ محبّةً خالصة لا معاداة معها: وهم المؤمنون الخلَّص من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.


القسم الثاني:من يبغَض ويعادَى بغضاً ومعاداة خالصين لا محبّة ولا موالاة معهما: وهم الكفار الخلّص من الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين

والملحدين على اختلاف أجناسهم.

القسم الثالث: من يُحَبّ من وجهٍ ويبغَض من وجه، فيجتمع فيه المحبّة والعداوة:وهم عصاة المؤمنين يحَبّون لما فيهم من الإيمان، ويبغَضون لما فيهم من

المعصية التي هي دون الكفر والشرك، ومحبّتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم، فلا يجوز السكوت على معاصيهم بل ينكَر عليهم، ويؤمَرون بالمعروف، وينهَون عن المنكر، وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفّوا عن معاصيهم ويتوبوا من سيئاتهم،لكن لا يبغَضون بغضاً خالصاً،

ويتبرّأ منهم كما تقوله الخوارج في مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك، ولا يحبّون ويوالَون حباً وموالاة خالصَين كما تقوله المرجئة، بل يُعتدَل في

شأنهم على ما ذكرنا كما هو مذهب أهلالسنةوالجماعة ) ( الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد ص 279)


أما معنى البراءة عندالإباضيةفيقول عنه ابن أطفيش في كتاب" الذهب الخالــص" صفحة (55) :{ وتبغض من تبرأت منه وتحقره لمعصيته ) ثم

قال ( إن البغض لا يكفي بلا دعاء بشر الآخرة)

ويتأكد هذا المعنى بما قرره الجيطالي في" قواعد الإسلام" ( 1 / 89 ) بل ونقل إجماع أئمةالإباضيةعليه حيث قال (كل ما جاز في الولاية من

المحبة بالقلوب ، والتوادد بالجوارح ، وسائر حقوق أهلها من الاسعاف والاستغفار والترحم وحسن المعاشرة والموافقة في الشريعة جاز في البراءة مثله من

البغض بالقلب ، والشتم باللسان ، والقطيعة ، وترك الاستغفار لأهلها ومفارقتهم عليها ، لأن ما جاز في شيء جاز في ضده خلافه بإجماع من

الأئمة فيما وجدت ) انتهى

ويقول السالمي (والبراءة : هي البغض بالقلب ، والشتم باللسان ، والردع بالجوارح)

مماسبق يتبين لنا أن هناك اختلافا كبيرا بين أهلالسنةوالإباضية فيمصطلح" النفاق" أو" الموحد" وكذلك" كفرالنعمة"



المصدر






التوقيع :

عليك بالإخلاص تجِدُ الخَلاص .


من مواضيعي في المنتدى
»» طعن الخوارج الإباضية بـ كِبار الصحابه رضي الله عنهم
»» ناقشتهم عن التحريف فأنقلب الحوار الى تخريف !!!
»» الردّ على أهل البهتان الزاعمين بأنّ ابن تيمية يقول بخلق القرآن
»» القبض على شاهد الزور لؤي منصور
»» حقيقة مجزرة عرس التاجي !!!!!
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "