بسم الله الحي الحيي والصلاة والسلام على النبي
وعلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعلى جميع الآل والصحب أصحاب المنهج السوي
وبعد ...
فمن باب البر لوالدتي رحمها الله .. قد كتبت هذه الأبيات عنها .
وأرجو من الله جلا وعلا القبول وان يغفر لي ويعفو عن تقصيري معها .
فقد توفاها الله منذ قرابة سنة أو اكثر قليلاً !
وماأريده منكم هي دعوة صادقة في ظهر الغيب بأن يرحم والدتي وجميع موتى المسلمين وأن يسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة .
سميت هذه الأبيات باسم :
{ عذب القصيد في رثاء والدة أبي الوليد }
أفلتَ شمسُ البيت المنيرة *** رحلتَ ربت البيت الأميرة
بعد تغريد الطيور في الدار *** بتُ لا أسمع إلا صريره
والدتي تُوفيت في غيابي *** مما زاد أحزاني الأخيرة
فجلست أُراقب من حولي *** لا أرى إلا سواداً في العشيرة
وصمتُ هنيهةً أراجعُ ذكرياتي *** وأصول وأجول في أشد حيرة
ثم انهمرت دموعي على خدي *** حتى سمع أنيني سابع جيرة
لستُ جزاعاً ولا متسخطاً كلا *** ولا معترضاً تلك أكبر كبيرة
ولكن فراق الأحبة صعبٌ *** يجعل القوي طريح سريره
فكيف لو كان ضعيفاً مثلي *** أيصمد لفراقها ؟ لا ولا عُشيره
لو كان جسدي حديداً صلباً *** لو كان فولاذا لم تر إلا صهيره
لحرارة قلبي ومرارة كبدي *** يذبل جسمي , من لي بغيره؟!
حتى تبخرت معلوماتي وأنكسر خاطري فلا تجبره جبيرة
أماه كم مرضتِ لمرضي *** وكم سافرتِ معي , هجرتي الديرة ؟!
سهرتِ طوال الليالي لسهري *** حملتيني بجفونكِ وأنتِ كسيرة
فكيف أنساكِ يوماً واحداً *** لا والله فأنتِ في القلبِ أسيرة
ويا أبا الوليد صبراً صبراً *** تسل بما صح عن أبي هريرة
( من يرد الله به خيرا يصب *** منه ) (1) وغيره من أحاديث شهيرة
وإلى المسلمين والمسلمات *** أسمعوا مني نصيحة غزيرة
الله الله في بر الأمهات *** فالأم لا تشترى بمليار ليرة
وأسأل الله أن يرحم أمي *** وتكون في قبرها سعيدة قريرة
روضة من رياض الجنان *** بها الطيب فواح , معه عبيره
وأسأل الله أن يرحم أمتنا *** ويغفر لعصاتها وأهل الجريرة
ويعيد أمجادها وقوتها *** وتعود مروجاً أرض الجزيرة(2)
وأسألكم بالله أن لا تنسوا *** أمي وأبنها من الدعاء وخيره
[1] أخرجه البخاري في صحيحه مرفوعاً .
[2] عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلاَ يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ». [ صحيح مسلم ]
قد يستغرب أي قارئ يقرأ موضوعي هذا وسبب توقيته مع إن الوفاة مر عليها أكثر من سنة وأكثر .. فما رفعت هذا الموضوع إلا لبري بوالدتي غفر الله لها ورحمها .