العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-16, 06:52 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


لا تخدعنك الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تخدعنك الدنيا
لا تخدعنكم هذه الدنيا الدنية(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ ،وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان،بسبب ما فيها من الزينة والشهوات،ما يتلذذ به الإنسان،فيلهيه ساعة،ثم تزول سريعاً، لسرعة زوالها عن أهلها وموتهم عنها،وفيه ازدراء بالدنيا وتحقير لشأنها،
وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها،
لو كان الناس يعلمون ذلك لما آثروا دار الفناء على دار البقاء،
هذه الآية تدل على أن الدنيا ليست إلا لهواً في القلوب،وغفلة ولعباً في الجوارح من المرح والبطر،ولهذا تجد الإنسان فيها لاهياً لاعباً حتى يأتيه اليقين وكأنها أضغاث أحلام،
إلا ما كان طاعة لله عز وجل،حق ثابت يكون الإنسان فيه مثاباً عند الله عز وجل ومأجوراً عليه،
أما قوله تعالى(وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) فالمعنى،أن الآخرة هي الحياة الحقيقية الدائمة الثابتة التي ليس فيها لمن دخل الجنة تنغيص ولا تنكيد ولا خوف ولا حزن،ولو كانوا يعلمون الحقيقة ما اشتغلوا بالدنيا التي هي لهو ولعب عن الآخرة التي هي الحيوان فإن الإنسان لو كان عنده علم نافع في هذا الأمر لكان يؤثر الآخرة على الدنيا،ولا يؤثر الدنيا على الآخرة،ومع هذا فإن نصيب الإنسان من الدنيا لا يمنع منه إذا لم يشغله عن نصيبه في الآخرة،فلا حرج على الإنسان أن يأخذ من الدنيا ما أحل الله له بل إن الامتناع من الطيبات بغير سبب شرعي مذموم وليس من طريقة أهل الإسلام إنما ما ألهى عن طاعة الله من هذه الدنيا فإنه لا خير فيه،
هذه هي حقيقة الدنيا حقيرة هينة لا تساوي شيئاً،قال عليه الصلاة والسلام(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء)رواه الترمذي،
فلله در أولئك الرجال الذين عرفوا لماذا خلقوا، ومن أجل أي شيء وجدوا،فما تعلقت قلوبهم بالدنيا،فصدق فيهم قول الله تعالى(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)الأحزاب،
إن الذين ركنوا إلى الدنيا وأحبوا أهلها، وزهدوا في الآخرة وبقائها فأولئك محبتهم وعداؤهم وولاؤهم من أجل الدنيا، وأهلها، ومناصبها، وزخرفها ومتاعها الفاني ، يتصرفون وكأنهم قد خلقوا للبقاء والخلود في هذه الدنيا مع أن الله تعالى يقول(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)آل عمران،
بين الله تعالى الغاية التي من أجلها خلق العباد فقال(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)الذاريات،
هذه هي الغاية السامية التي من أجلها خلق الله الخلق، خلقهم من أجل العبادة، عبادته وحده، لا شريك له فهو سبحانه المستحق للعبادة دون سواه،
حقيقة الدنيا،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال صلى الله عليه وسلم(الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)رواه مسلم،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً)رواه الترمذي،
فهذه هي حقيقة الدنيا التي يطلبها ويخطب ودها كثير من الناس،
كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم،شتان بين هؤلاء وبين من عرف حقيقتها فأقبل على الآخرة يطلبها ويعمل لها فلا يستوي الفريقان عند الله أبداً، قال تعالى(فريق في الجنة وفريق في السعير)الشورى،
إن المفتون بالدنيا قد عاش فيها أعمى(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)الحج،وهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً،
اتقوا فتنة الدنيا،فقد قال صلى الله عليه وسلم(أبشروا وأمّلوا ما يسركم،فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوا، فتهلككم كما أهلكتهم)متفق عليه،
ولكن ومع كل هذه التحذيرات من الله ورسوله لا تجد إلا قلوباً ميتة، وعقولا مسلوبة، لشغوف أهلها بحب الدنيا وبهرجتها الزائفة الزائلة،خربوا آخرتهم الباقية وعمّروا دنياهم الفانية، تنافس كثير من الناس من أجل الدنيا،وتقاطعوا،وتدابروا من أجلها،فضاعت حقوق،فكم من ضعفاء ومساكين ضاع حقهم من أجل أن يأكله غني مستكف،
ألا يعقل أولئك قول النبي صلى الله عليه وسلم(ما لي وللدنيا،ما أنا إلا كراكب،استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)رواه الترمذي،
فلو أنّ الناس لم ينظروا إلى ما منّ الله به على غيرهم، فيحسدوهم، ويحقدوا عليهم، ويطمعوا بما في أيديهم لعاش الناس إخوة متحابين متعاونين على البرّ والتقوى،متناهين عن الإثم والعدوان،آمرين بالمعروف،متناهين عن المنكر،
والواجب على المؤمن تجاه الدنيا ودناءتها ألا ينظر إلى من هو فوقه وأعلى منه منزلة،بل ينظر إلى من هو دونه،حتى لا يزدري نعمة الله عليه فيقع في الإثم والمعصية،أمّا في أمور الدين والآخرة ففي ذلك فليتنافس المتنافسون بلا حقد،ولا حسد،ولا كراهية،ولا تقاطع،ولا تدابر،فلو ترك الناس بعضهم بعضاً بما أنعم الله على كل منهم لساد الحب، والفرح،والإخاء،ولعم الأمن والسلام،والرخاء لأن(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)الجمعة،
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)متفق عليه،
فيا بشرى من اشترى الآخرة بالدنيا، ويا حسرة من اشترى الدنيا بالآخرة،
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا،ولا إلى النار مصيرنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.






 
قديم 03-07-20, 04:45 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "