العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-16, 06:53 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اعملوا أنَّ الله خلق الدنيا والآخرة،

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واعملوا أنَّ الله خلق الدنيا والآخرة، وخلق هذا الإنسان وابتلاه،فإنَّ آثر الدنيا على الآخرة باء بغضب الله سبحانه وتعالى وعذابه،وخسر دُنياه وآخرته،
وإن آثر الآخرة على الدنيا فإنَّه يكونُ رابحاً بدُنياه وآخرته،
فلا بد أن يُعادل المسلم بين دنياه وآخرته، فيأخذ من الدنيا ما يُعينه على طاعةِ الله، وعلى الفوزِ في الآخرة،
قال الله سبحانه وتعالى،عنَّ من نصحوا لقارون لمَّا أتاه الله الثروة العظيمة نصحوه(قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)أي،لا تفرح فرحاً أشرٍ وكبر فيما أعطاك الله من هذا المال،
(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ) بأنَّ تستعين به على العمل الصالح وطلب الآخرة، أنَّ تُنفق منَّه على المحتاجين والمُعسرين وفي سبيل الله عز وجل،فهذا يكون ذخراً لك عند الله سبحانه وتعالى(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا) لا تحرم نفسك من التمتعِ بما أباح اللهُ من طيبات المأكلِ، والمشاربِ، والملابسِ، والمساكنِ لا تنس نصيبك من الدنيا،
فإنَّ هذا مذموم،كما قال الله سبحانه وتعالى(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)،فالمسلمُ يتناول من رزقِ الله ممَّا أعطاه الله، ويتصدق، ويُنفق، ويُقدم لآخرته، هذا المطلوب من المسلم مع دُنياه وآخرتهِ،
فالمسلمَ يعتدل بيَّن الدنيا والآخرة لا ينقطع مع إحداهما ويتركَ الأخرى، وأمَّا من شقي في هذه الدنيا، وأعطى نفسُه ما تشتهي من حلالِ وحرام، وفتح لنفسه باب الشهوات، واللهو، والغفلة، تمتع بنصيَّبه من الدنيا ونسي الآخرة، فهذا هو الخاسر(خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)
وأمَّا من عرف قدر الدنَّيا وعرف قدر الآخرة فأعطى كُلَ واحدةِ قدرها فهذا هو الرابح الذي ربح دنياه وربح آخرته،أيَّ لقائه لربه، وحسابه عند الله،فلينَّظر المسلم في دنياه وينظر في آخرته، ويعلم أنَّه مخلوق للآخرة، ويعلم أنَّ الدنيا زائلة مهما تزينت،ومهما تزخرفت ،وأمَّا الآخرة فإنَّها باقية،
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه،إنَّ الدنيا قد ولات مُدبرة، وإنَّ الآخرة قد جاءت مُقبلة، ولِكلٍ منَّه بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا،
أنت لم تُخلق في هذه الدنيا لتعمرها، وتنسى الآخرة، أنت خُلقت لتأخذ من دُنياك لتعمل للآخرتك،
والدنيا دار فنَّاء، والآخرة دار بقاء ،فأنت في هذه الدنيا عابر وسائرٌ، ومُسافر، تحملك الليالي والأيام إلى الآخرة، فستعد للآخرة، استعد للقاء الله سبحانه وتعالى، اعمل لدار البقاء،
إنَّ الدنيا قد ازدهرت بحضارتها،ورونقيها أغرت كثيراً من النَّاس، وانَّخدعوا بها، وانَّشغلوا بها، نسوا آخرتهم (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)واعلموا أن الأعمال بالخواتيم،
لا تساوي الدنيا شيئاً أمام الآخرة، لو أن الدنيا حازها الإنسان من كل أطرافها،مالٌ وفير،وامرأة جميلة،ومركب رائع،وبستانٌ جميل، ومزرعةٌ فارهة ،
لو أن الإنسان حاز الدنيا بحذافيرها،ووضعها في كفة،ثم وضع الآخرة في كفةٍ ثانية،لا يمكن أن تقابل الدنيا مع الآخرة،يقول عليه الصلاة والسلام(ما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما يأخذ المخيط إذا غمس في مياه البحر )ورد في الأثر ،
لذلك،كل نعيمٍ دون الجنة محقور،وكل بلاءٍ دون النار عافية، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم(لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ )رواه الترمذي،وابن ماجه،
والدنيا مهما كانت طويله،فإنها تنتهي بالموت،لو ملكت البلاد والعباد،
لو كنت أغنى إنسان،وأصح إنسان فالموت ينهي صحتك،ينهي الغنى،والفقير،
أعطى الله عزَّ وجل الدنيا لمن لا يحب،أعطاها لأعدائه،
ألم يعطِ فرعون المُلك،وهو لا يحبه،ولكنه يعطي السكينة بقدرٍ لأصفيائه المؤمنين،
لا يوجد إنسان لم تصبه مشكلة،أحياناً مرض،وابن عاق،وأحياناً دخل قليل ،
طبيعة الدنيا متعبة،ومهما راقت فلا تستقيم لإنسان،الدنيا متاع لذة عابرة ،لذةٌ مؤقتة لا تستمر،
أي شيئاً في الدنيا مهما عظم لا يمكن أن يقدم لك لذةً مستمرَّة،بل متناقصة،
﴿ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ﴾التوبة،
متاع الغرور،الدنيا تغر،وتضر،وتمر،لذلك الأنبياء سعادتهم بربِّهم،
قال تعالى(لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)
(اتقى) يعني اتقى أن يعصيه،اتقى أن يغضبه،اتقى أن يسخطه، طبَّق المنهج الإلهي،انصاع لأمر الله،
لا يستطيع أن يدَّعي أحدٌ أن عمله يؤهله للجنة،العمل الذي يؤهل للجنة لا يمكن أن يقبل إلا إذا كان خالصاً ما ابتغي به وجه الله،ما وافق السنة،
وأما ما أعد الله فيها للفاسقين،المتخلفين عن ركب المؤمنين،الذين قَدَّموا إرضاء شهواتهم وغرائزهم الدنيئة،على رضا خالقهم، واستهزؤا بحياتهم،وظنوا أنهم غير مسئولين عن أعمارهم،فيم قضوها،وغير مسئولين عن أموالهم،فيم أنفقوها،وغير مسئولين عن أوقاتهم،فيم أضاعوها،
ظنوا هذه الظنون الباطلة، ونسوا وتناسوا ذلك اليوم الموعود،الذي يشيب لهوله الأطفال،وتقشعر من ذكره الجلود،ذلك اليوم الحار القائظ الرامض،الذي يعرض فيه الخلائق على بارئهم،حفاة،عراة، كيوم ولدتهم أمهاتهم، ذلك اليوم الشديد الهول،الذي يقول الكافر عندما يراه﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾النبأ،
ذلك اليوم الذي تفتح فيه أبواب النار،فيكب فيها جنود إبليس،وعبيد المال،والمنافقون،يكبون فيها على وجوههم،ومأواهم الدرك الأسفل من النار،وكلما قيل لها﴿ هَلِ امْتَلَأْتِ ﴾قالت﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ﴾ق
واعلموا أن الحياة الدنيا لا تغني عن الآخرة شيئًا، فراقبوا أنفسكم قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلاَّ من أتى الله بقلب سليم، والسعيد من وعظ بغيره، وحاسب نفسه،﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى،فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى ﴾ النازعات
جعلنا الله وإياكم من المتقين،ومن أهل القرءان الذين هم أهل الله وخاصته،
فأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتدبرين ومن ورثة جنة النعيم،
اللهم آميـن.







 
قديم 22-01-20, 02:58 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "