العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-16, 02:48 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


إحذر أن تكون قد وليت نفسك لنفسك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إحذر أن تكون قد وليت نفسك لنفسك
المستقبل وما يحمله هو،هم يشغل الكثيرون،كثيراً،ما تراودنا أسئلة المستقبل لو فعلت كذا ماذا سيحدث وإن تم كذا فماذا سأفعل،
وهل سيتم أم لا،هل هل هل،كلها أسئله تدور حول المستقبل والقلق منه،والخوف عل فوات شئ،والحزن والخوف يسيطرمما قد يحدث،فلِما كل هذا وقد تولى الله عز وجل أمر المؤمن،ألست مؤمن،الله عز وجل تولى أمرك،
قال تعالى(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)محمد،
وقال تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)الحج،
واعتصموا بالله،أي،توكلوا عليه في ذلك،ولا تتكلوا على حولكم وقوتكم،هو مولاكم،الذي يتولى أموركم،فيدبركم بحسن تدبيره،ويصرفكم على أحسن تقديره،
فنعم المولى،أي،نعم المولى لمن تولاه،فحصل له مطلوبه،
ونعم النصير،لمن استنصره فدفع عنه المكروه،
فتبرأ من حولك وقوتك وَسَلِّم أمرَك لله تسلم وقل( إنَّ الأمرَ كلَّه للهِ) ولا تختار لنفسك بل دع الله يختار لك ما يشاء،واحذر أن تكون قد وليت نفسك لنفسك،
وشتان بين تدبير الله للعبد،وتدبير العبد لنفسه،وشتان بين اختيار العبد لنفسه،واختيار الله له،قال تعالى(وربُّكَ يخلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار)
فالعبد لا يختار لنفسه إنما يختار له الله،لعلمه سبحانه بما يصلح عبده وما يفسده،
فثق بأن الله عز وجل ّ سيتولى أمرك ولن يضرك لأن الله لطيف بعباده،وإن حدث وإذن الله عز وجل،سيرضيك،
يقول ابن القيم رحمه الله،اصدق الله،فإذا صدقت عشت بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيك ما تحذره،ولطفه يرضيك بما يقّدره،
فعش لله ونفذ أوامره وتوكل عليه،وكن مؤمن بِحق يتولى أمرك ويكفلك وينصرك،ومن أسمائه سبحانه وتعالى،الولى،فى اللغة هو الحليف والقيم بالأمر،والقريب والناصر،
والولى،بمعنى المتولى للأمر،والناصر للخلق،والمحب،وقال تعالى (الله ولى الذين آمنوا )أى يحبهم ،وموالاة الله للعبد محبته له،والله هو المتولى أمر عباده بالحفظ والتدبير،ينصر أولياءه،ويقهرأعداءه ،يتخذه المؤمن وليا فيتولاه بعنايته،ويحفظه برعايته،ويختصه برحمته،
وحظ العبد من اسم الولى أن يجتهد فى تحقيق الولاية من جانبه،وذلك لايتم إلا بالأقبال عليه،على نور الحق سبحانه وتعالى،
أرأيت لو أنك سمعت وأطعت وحققت الايمان والتقوى وحققت الولاية،فإذا شغلت نفسك بكيفية تحقيق ذلك ولم تشغل نفسك بالدنيا وشواغلها وصرفت كل تدبير عن نفسك ووليت الله َ أمرك أحبك الله وجعلك من أوليائه بل وتولى سبحانه تعالى،الدفاع عنك،
قال تعالى(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،الذين آمنوا وكانوا يتقون)يونس،
فمن هم الأولياء،وصفهم سبحانه بهذين الوصفين،الإيمان والتقوى،وهما ركنا الولاية الشرعية،فكل مؤمن تقي فهو لله،
فارتقِ بايمانك وحقق التقوى واشغل نفسك بالله يكفيك الله ماأهمك من أمور الدنيا،قال صلى الله عليه وسلم،قال تعالى(مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)
والمراد بولي الله ،كما قال الحافظ ابن حجر،العالم بالله،المواظب على طاعته،المخلص في عبادته،
آذنته بالحرب،أي أعلمته بأني محارب له حيث كان محارباً لي بمعاداته لأوليائي،
أرأيت كيف يتولى الله عباده الصالحي
ن لمجرد أنهم تفرغوا لعبادته بكل الطرق وصرفوا عن أنفسِهم الدنيا وشواغلها،فهل تجد ولى أعظم منه،قال تعالى (مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ)
وفي المقابل إذا شغلت نفسك بنفسِك وتوليت أمر نفسك ودبرت الأمر وهيأت نفسك لشئ معين ماذا ستستفيد إن كان الله لم يقّدر لك ذلك،
قال تعالى(واللهُ غالبُ عَلَى أَمْرِه )فاحذر،إنه لن يتم إلا ما أراده الله،فلا تتعب نفسك بالتدبير ولننظر إلى دعوة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم(ياحى ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين أو أقل منها)
وتذكر أن الله تعالى(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)الحديد،
فتدبيرك للأمر لن يؤخر قدر الله فى شئ فما أصابك لم يكن ليخطأك،وماأخطأك لم يكن ليصيبك
وقد قيل،ذروا التدبير والاختيار فإنهما يكدران على الناس عيشهم،

فمسألة التفكير فى المستقبل قد تسيطر على الانسان ،فتقلب حياته رأساً على عقب،
هذا التدبير من السماء إلى الأرض﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ﴾السجدة،لا مدبِّر إلا الله،
أي،أن الله عزَّ وجل في السماء إلهٌ،وفي الأرض إلهٌ،
ولن تكون مؤمناً كما أراد الله عزَّ وجل،إلا إذا اعتقدت أنه لا إله إلا الله، ولا إله إلا الله كلمة التوحيد،
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾الأحزاب،
فدع الأمور إلى الله،لا عظيم إلا الله، ولا محسناً إلا الله،فإذا عَكفت على معرفة الله، واقتربت منه زهدت فيما سواه، وما تعلق الإنسان بما سوى الله عزَّ وجل إلا دليل ضعف إيمانه بالله،وربنا عزَّ وجل يقول لك﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾
أي أمر العباد،
يده تعمل في الخفاء، ما من فعلٍ إلا وفيه حكمة بالغة،وكلُّ شيءٍ أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقةٌ بالحكمة البالغة، وحكمته متعلِّقةٌ بالخير المطلق، فعندئذٍ ترتاح نفسك،
بقدر طاعتك لله تتوكل عليه، وبقدر تقصيرك في أداء واجباتك الدينية تجد صعوبة في التوكل عليه،
يقول ابن القيم،من ترك الاختيار والتدبير في رجاء زيادة أو خوف نقصان، أو طلب صحة أو فرارًا من سقم، وعلم أن الله على كل شيء قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير، وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه، وأنه أعلم بمصلحته من العبد، وأقدر على جلبها وتحصيلها منه، وأنصح للعبد منه لنفسه، وأرحم به منه بنفسه، وأبر به منه بنفسه، وعلم مع ذلك أنه لا
يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة، ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة، فلا متقدم له بين يديه، ولا متأخر، فألقى نفسه بين يدي الله عز وجل، وسلم الأمر كله إليه، وانطرح بين يديه انطراح عبد مملوك بين يدي ملك عزيز قاهر، له التصرف في عبده بكل ما شاء،
الأمر كله بيد الله ﴿ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ﴾الشورى،
يوم القيامة تصير الأمور إلى الله،الأمر دائماً وأبداً بيد الله، وأن الله عز وجل حكيم رحيم عادل،
اللهم اني وكلتك امري فكن لى خير وكيل،ودبر لى امري فانى
لا احسن التدبير
،واختر لي فإني لا أحسن الاختيار،وصرفني فاني لا أحسن التصرف،


يارب اني افوض كل امري اليك،فاصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين.






 
قديم 07-02-16, 02:03 AM   رقم المشاركة : 2
الغد المشرق
عضو








الغد المشرق غير متصل

الغد المشرق is on a distinguished road


موضوع هادف شكرا لكم







التوقيع :
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وصحبه وزوجاته اجمعين ..

من مواضيعي في المنتدى
»» تفسير سوره العاديات
»» أكثر من سبعين فائده من تدبر للقران الكريم
»» عباده السر الخبيئه الصالحه ....
 
قديم 07-02-16, 07:24 AM   رقم المشاركة : 3
محب ابو بكر و عمر
عضو ماسي






محب ابو بكر و عمر غير متصل

محب ابو بكر و عمر is on a distinguished road


بارك الله بك وجعل جنة الفردوس مثواك







التوقيع :
الرافضة اخطر عدو على الاسلام وتريد تدميره فما دورك في الرد عليها.
من مواضيعي في المنتدى
»» موضوعي الاول
»» هام جدا
»» الاخوان المسلمون تحت المجهر
»» ما اجمل كلمة الفرار
»» سيماهم في وجوههم
 
قديم 08-02-16, 12:11 AM   رقم المشاركة : 4
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغد المشرق مشاهدة المشاركة
   موضوع هادف شكرا لكم

الشكر لله سبحانه وتعالى اختي الغاليه
بارك الله في حسناتك






 
قديم 08-02-16, 12:12 AM   رقم المشاركة : 5
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب ابو بكر و عمر مشاهدة المشاركة
   بارك الله بك وجعل جنة الفردوس مثواك

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "