العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-04-13, 04:31 PM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


رفع الأستار عن بطلان حديث (معاوية كافر ومن أهل النار).




عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :

( كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتى
قال : و كنت تركت ابى قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة ان يجىء
قال : فطلع معاوية !
فقال النبى صلى الله عليه واله وسلم : هذا هو )

فتى الاسلام



وَأَصْلُهَا وَمَخْرَجُهَا : (( كِتَابُ صِفِّينَ )) لِلرَّافِضِيِّ الْكَذَّابِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ الْعَطَّارِ الْكُوفِيِّ . فَمِنْ أَكَاذِيبِهِ وَمُفْتَرِيَاتِهِ :
- نَصْرٌ عَنْ جَعْفَرٍ الأحَمْرَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَمُوتُ مُعَاوِيَةُ عَلَى غَيْرِ الإِسْلامِ » .
- نَصْرٌ عَنْ جَعْفَرٍ الأحَمْرَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَمُوتُ مُعَاوِيَةُ عَلَى غَيْرِ مِلِّتِي » .
- نَصْرٌ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ : أَقْبَلَ أبُو سُفْيَانَ وَمَعَهُ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « اللَّهُمَّ الْعَنْ التَّابِعَ وَالْمَتْبُوعَ ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالأُقَيْعَسِ » . فَقَالَ ابْنُ الْبَرَاءِ لأَبِيهِ : مَنْ الأُقَيْعَسُ ؟ ، قَالَ : مُعَاوِيَةُ .
- نَصْرٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ قَرْمٍ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : رَأَيْتُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِهِ مِنْ الأَوَدِ وَاللَّدَدِ ، فَقَالَ : « انْظُرْ » ، فَإِذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةُ مُعَلَّقَيْنِ مُنَكَّسَيْنِ تُشْدَخُ رُؤوسُهُمَا بِالصَّخْرِ .
- نَصْرٌ عَنْ عُمَرَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ أَبِي الْمُثَّنَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : مَا بَيْنَ تَابُوتِ مُعَاوِيَةَ وَتَابُوتِ فِرْعَوْنَ إِلا دَرَجَةٌ ، وَمَا انْخَفَضَتْ تَلِكَ الدَّرَجَةُ إِلا أَنَّهُ قَالَ (( أَنَا رَبُّكُمْ الأَعَلَى )) .
- نَصْرٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : دَخَلَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَإِذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ جَالِسٌ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ زَيْدٌ جَاءَ حَتَّى رَمَى بنَِفْسِهِ بَيْنَهُمَا ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : أَمَا وَجَدْتَ لَكَ مَجْلِسَاً إِلا أَنْ تَقْطَعَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ، فَقَالَ زَيْدٌ : إنَّ رَسُولَ اللهِ غَزَا غَزْوَةً وَأَنْتُمَا مَعَهُ ، فَرَأكُمَا مُجْتَمِعَيْنِ ، فَنَظَرَ إِلَيْكُمَا نَظَرَاً شَدِيدَاً ، ثُمَّ رَأَكُمَا الْيَوْمَ الثَّانِي ، وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ ، كُلُّ ذَلِكِ يُدِيْمُ النَّظَرَ إِلَيْكُمَا ، فَقَالَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ : « إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مُجْتَمِعَيْنِ ، فَفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا ، فَإِنَّهُمَا لَنْ يَجْتَمِعَا عَلَى خَيْرٍ » .
قَالَ أبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ « الضُّعَفَاءُ وَالْمَتْرُوكِينَ »(3/160) : « نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْمِنْقَرِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَطَّارُ . قَالَ أبُو خَيْثَمَةَ : كَانَ كَذَّابَاً قَالَ يَحْيَى : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ . وَقَالَ أبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : وَاهِي الْحَدِيثِ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ضَعيِفٌ . وقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجِانِيُّ : كَانَ زَائِغَاً عَنْ الْحَقِّ . قَالَ أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : يُرِيدُ بِذَلِكَ غُلُوَهُ فِي الرُّفْضِ . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ : رَوَى عَنْ الضُّعَفَاءِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ . وَقَالَ أبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ : كَانَ غَالِيَاً غَيْرَ مَحْموُدٍ فِي حَدِيثِهِ » .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ « مِيزَانُ الاعْتِدَالِ »(7/24) : « نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْكُوفِيُّ . رَافِضِيٌّ جَلِدٌ » .

--------------------


رفع الأستار
عن بطلان حديث (معاوية كافر ومن أهل النار).




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد:

فهذا رد وجيز على دعوى الرافضي كفرَ صحابي النبي صلى الله عليه وآله وسلم معاوية رضي الله عنه، مستندا في ذلك على الخبر الذي رواه البلاذري في (أنساب الأشراف):
حدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو هذا).

فنقول وبالله التوفيق:

إن هذا الخبر باطل رواية ودراية.

فأما بطلانه من جهة الرواية فلأمور:

ـ منها: أنه لا يُـفرح بمثل هذا الحديث وفي إسناده عبد الرزاق، فعبد الرزاق وإن كان قـبــِلـه الأئمة، واحتجوا به، إلا أنهم لم يوثقوه بإطلاق، بل سبروا حديثه، وعرفوا حاله، ونصوا على أنه لا يوثق به إلا فيما أملاه من الكتاب، لأن في حفظه شيئا، ولابد من التحوط والتثبت، فقد كان يُـلقــَّــنُ فيتلقن، وربما أتِــيَ بغير حديثه فأملاه، وكان ابن أخته كذابا يُـدخل عليه ما ليس من مروياته، ولذلك اتهمه بعضهم بسرقة الحديث، وساء حفظه جدا عندما ذهب بصره بعد المائتين، وجاء بمناكير في فضائل آل البيت ومثالب غيرهم، حتى رمي لأجل ذلك بالكذب.

وأنا أورد لك هنا من النقول ما يبين غلط من يظن أن عبد الرزاق ثقة بإطلاق.

قال الحافظ رحمه الله تعالى في تهذيب التهذيب:
(وقال الأثرم: سمعت أحمد يسأل عن حديث (النار جبار ).
فقال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟
قلت: حدثني أحمد عن شبويه.
قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يلقن فلُـقِـنـه، وليس هو في كتبه، كان يلقنها بعد ما عمي.
وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد نحو ذلك وزاد: من سمع من الكتب فهو أصح.
وقال أيضا (أي أبو زرعة): أخبرني أحمد: أنا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر، مَـن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع.
وقال بن عدي: ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع، وقد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ولما رواه في مثالب غيرهم، وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به، (وتمامه من تهذيب الكمال: إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير).
قلت: قال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بآخره كتب عنه أحاديث مناكير.
وذكره بن حبان في الثقات وقال: كان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه على تشيع فيه، وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر.
قال أبو داود وكان عبد الرزاق يعرض بمعاوية
وقال العجلي ثقة يتشيع وكذا قال البزار.
وقال العباس العنبري لما قدم من صنعاء: (لقد تجشمتُ إلى عبد الرزاق وأنه لكذاب والواقدي أصدق منه).
قرأت بخط ذهبي عقب هذه الحكاية: هذا شيء ما وافق العباس عليه مُسلم.
قلت: وهذا إقدام على الإنكار بغير تثبت، فقد ذكر الإسماعيلي في المدخل عن الفرهياني أنه قال: حدثنا عباس العنبري عن زيد بن المبارك قال: (كان عبد الرزاق كذابا يسرق الحديث)، وعن زيد قال: (لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من ها هنا إلا وهو مجمع أن لا يحدث عنه) انتهى
وهذا وإن كان مردودا على قائله، فغرض من ذكره الإشارة إلى أن للعباس بن عبد العظيم موافقا.
ومما أنكر على عبد الرزاق روايته عن الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوبا فقال أجديد هذا أم غسيل الحديث قال الطبراني في الدعاء رواه ثلاثة من الحفاظ عن عبد الرزاق وهو مما وهم فيه عن الثوري والصواب عن عمر عن الزهري عن سالم انتهى وقد قال النسائي ليس هذا من حديث الزهري من اسمه عبد السلام).
انتهى محل الشاهد مختصرا من كلام الحافظ رحمه الله تعالى.

وعند ابن عساكر في (تاريخ دمشق)، في ترجمة عبد الرزاق، نقول كثيرة تنص على هذا المعنى:

أذكر منها:
قول عبد الله بن أحمد بن حنبل: (سمعت أبي يقول: كتب عبد الرزاق هي العلم).

وقوله: (قال أبي: ما كتبنا عن عبد الرزاق من حفظه شئ إلا المجلس الأول؛ وذلك أنا دخلنا بالليل فوجدناه في موضع جالسا فأملى علينا سبعين حديثا، ثم التفت إلى القوم فقال: لولا هذا ما حدثتكم يعني أبي
وجالس عبدُ الرزاق معمرا تسع سنين وكان يكتب عنه كل شئ يقول.
قال عبد الله وكل من سمع من عبد الرزاق بعد المائتين فسماعه ضعيف وسمع منه أبي قديما).

(عن زهير بن حرب قال: لما خرجت أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين نريد عبد الرزاق، فلما وصلنا مكة كتب أصحاب الحديث إلى صنعاء إلى عبد الرزاق: قد أتاك حفاظ الحديث فانظر كيف يكون أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب.
فلما قدمنا صنعاء غلق الباب عبد الرزاق ولم يفتحه لأحد إلا لأحمد بن حنبل لديانته، فدخل فحدثه بخمسة وعشرين حديثا ويحيى بن معين هذا جالس.
فلما خرج قال يحيى لأحمد: أرني ما حدثك، فنظر فيها فخطأ الشيخ في ثمانية عشر حديثا، فلما سمع أحمد بالخطأ رجع فأراه مواضع الخطأ، وأخرج عبد الرزاق الأصول فوجده كما قال يحيى.
ففتح الباب فقال: ادخلوا، وأخذ مفتاح بيت فسلمه إلى أحمد بن حنبل وقال: هذا البيت ما دخلته يد غيري منذ ثمانين سنة، أسلمه إليكم بأمانة الله على أنكم لا تقولوني ما لم أقل، ولا تدخلوا علي حديثا من حديث غيري.
ثم أومأ إلى أحمد فقال: أنت أمين الله على نفسك وعليهم.
قال: فأقاموا عنده حولا).

(عن عبد الرزاق قال: قال لي وكيع: أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك، فإذا سئلت عن حديث فلا تقل ليس هو عندي ولكن قل لا أحفظه).

(قال يحيى بن معين : قال عبد الرزاق : اكتب عني ولو حديثا واحدا من غير كتاب!
فقلت : لا! ولا حرف!).

(قال يحيى (ابن معين): أخبرني أبو جعفر السويدي أن قوما من الخراسانية من أصحاب الحديث جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث للقاضي هشام بن يوسف، فتلقطوا أحاديث عن معمر من حديث هشام وابن ثور.
قال يحيى: وكان ابن ثور هذا ثقة، فجاءوا بها إلى عبد الرزاق فنظر فيها فقال: هذه بعضها سمعتها وبعضها لا أعرفها ولم أسمعها!
قال: فلم يفارقوه حتى قرأها ولم يقل لهم حدثنا ولا أخبرنا).

وقال بن معين: ( رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث، فقلت له: هذه الأحاديث سمعتها؟
فقال: وهذا عليك، بعضا سمعناه، بعضا عرضنا، وبعضا ذكره، وكل سماع.
قال لي يحيى: ما كتبت عن عبد الرزاق حديثا واحدا إلا من كتابه).

(عبد الرحمن النسائي قال: عبد الرزاق بن همام فيه نظر لمن كتب عنه بأخره.
وفي رواية أخرى: عبد الرزاق بن همام من لم يكتب عنه من كتاب ففيه نظر، ومن كتب عنه بأخرة جاء عنه بأحاديث مناكير).

(أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع قال: هذا ما سأل ابن بكير أبا الحسن الدارقطني عليُ بن عمر عن أقوام أخرجهم البخاري ومسلم بن الحجاج في كتابيهما وأخرجهم النسائي في كتاب الضعفاء: (عبد الرزاق بن همام: فيه نظر لمن كتب عنه بآخره)!
سأل أبا الحسن الدارقطني عنه فقال: ثقة يخطئ على معمر في أحاديث لم تكن في الكتاب).

(أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول في حديث أبي هريرة: حديث عبد الرزاق يحدث به (النار جبار) ليس بشئ، لم يكن في الكتب، باطل ليس بصحيح)

(محمد بن هانئ قال: وسمعت أبا عبد الله يُسأل عن حديث (النار جبار) فقال: هذا باطل، ليس من هذا شئ.
ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟
قلت: حدثني أحمد بن شبويه.
قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتبه، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعد ما عمي)، انتهى.

وقال الحافظ رحمه الله تعالى في (لسان الميزان):
(أحمد بن داود بن أخت عبد الرزاق.
قال بن معين: لم يكن بثقة.
وقال أحمد: كان من أكذب الناس.
وقال بن عدي: عامة أحاديثه مناكير وحديثه قليل انتهى
وأعاده الذهبي فيمن اسم أبيه عبد الله، ونقل عن بن حبان: كان يُـدخل على عبد الرزاق الحديث، فكل ما وقع في حديث عبد الرزاق من مناكير فبليته منه) انتهى.

وهو كاف في بيان المطلوب، والله الموفق.

ـ ومما ينبيك عن حال هذا الخبر: أن عبد الرزاق ذاته صان عنه مصنفه، فلم يورده فيه، مما يدل على أنه لم يصح عنده، وأنه كان مما يحدث به من حفظه، وقد عرفت ما فيه، أو كان مما يرويه عند تغيره واختلاطه بعد ذهاب بصره، أو مما لقنه الناس إياه، أو أدخِـل عليه وليس من حديثه، وأنه من جملة المناكير التي خطأه فيها الحفاظ وأعرض عنها الأئمة.
فمن البعيد جدا أن يصح عنده مثل هذا الخبر ثم لا يورده في مصنفه، مع ما عُرف عنه من التشيع لعلي رضي الله عنه والانتصار له، والحط على معاوية رضي الله عنه والانتقاص منه، ولم يكن مستخفيا بذلك، بل كان يستعلن به ويظهره في مجالسه، حتى تجنبه لأجل ذلك بعض الناس وتركوا حديثه.

ـ ومنها: أن إسحاق بن أبي إسرائيل، الراوي عن عبد الرزاق، لا يُعرف متى سمع هذا الحديث منه، هل كان ذلك قبل التغير والاختلاط أم بعده؟
وقد تقدم لك أن عرفت أن العبرة من حديث عبد الرزاق بما سُمع منه قبل تغيره، وأما ما كان بعد ذلك فلا يلتفت إليه.

ـ ومنها: أن هذا الخبر قد وقع فيه اضطراب، فورد فيه تارة أن الرجل الذي طلع هو (الحكم)، كما عند أحمد في المسند والبزار والطبراني في الأوسط بسند رجاله رجال مسلم:
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب عمرو بن العاصي يلبس ثيابه ليلحقني، فقال ونحن عنده: (ليدخلن عليكم رجل لعين)، فوالله ما زلت وجلا أتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم).

وتارة ورد بأن الطالع (معاوية)، كما عند البلاذري هنا، وكذا في الخبر الذي ذكره تحته.

وتارة ورد أن الطالع (غيره) أو (فلان) مبهما دون تعيين، كما ذكره صاحب الزوائد:
وعنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع عليكم رجل من هذا الفج من أهل النار وكنت تركت أبي يتوضأ فخشيت أن يكون هو فأطلع غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو هذا). ورجاله رجال الصحيح.

وهذا يدل على أن بعض رواة هذا الخبر لم يضبطه، ودخل عليه فيه الوهم، أو أن بعضهم كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلب هذه المثلبة على معاوية رضي الله عنه بغضا فيه، ثم أدخلوه على عبد الرزاق وليس من حديثه، كما حمل حبُه وإغاظة ُ الرافضة قوما على أن وضعوا أحاديث في تبشيره بالجنة، فالله المستعان.

ـ ومما يدل على سقوطه أيضا: ما قاله أرباب العلل؛ أطباء الأخبار وصيارفة الآثار؛ من أن (طاوس) كان يرويه :عن (عبد الله ين عمرو بن العاص)، أو عن (غيره)، على جهة الشك منه؛ هل سمعه من (عبد الله) أم من (رجل آخر غيره).
ولعل البلية جاءت من ذلك الرجل الآخر.
وهذا وحده كاف في إسقاط الرواية.

فكيف إذا انضاف إليه أن عبد الرزاق كان يقول بأن (ابن طاوس) لم يسمع هذا الحديث من أبيه (طاوس) مباشرة، بل بينهما راو مجهول يدعى (فرخاش)؟

قال ابن قدامة في (المتخب من علل الخلال) (ج 1 / ص 32):
(136- وسألت أحمد، عن حديث شريك، عن ليث، عن طاوس، عن عبدالله بن عمرو، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "يطلع عليكم رجل من أهل النار"، فطلع معاوية.
قال: إنما ابن طاوس، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو أو غيره، شك فيه.
قال الخلال: رواه عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، قال: سمعت فرخاش يحدث هذا الحديث عن أبي، عن عبد الله ابن عمرو).

ومنه يتبين لك أن هذا الخبر دخل عليه الخلل من جهتين:
ـ من جهة تخليط عبد الرزاق فيه، فتارة صرح بالواسطة بين (ابن طاوس) وأبيه، وذكر بينهما (فرخاش).
وتارة حذف الواسطة وجعله عن ابن طاوس عن أبيه.
ـ ومن جهة أن (طاوس) نفسه كان يشك هل سمع هذا الخبر من عبد الله بن عمرو بن العاص أم من غيره!

والحاصل أن العلل التي ذكرناها كافية في الدلالة على بطلان الخبر من جهة الرواية.


وأما بطلانه من جهة الدراية فلأمور:

ـ منها: أن مثل هذا الخبر لو صدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبينه بيانا عاما، بحيث يحمله عنه من الرواة والنقلة العدد الجم الغفير الذي يحصل به المقصود الشرعي من هذا الحديث وأمثاله، لأنه مما لا يخص الرجل والرجلين، بل يهم الأمة الإسلامية عامة، والصحابة الكرام خاصة؛ ذلك أن لمعاوية رضي الله عنه أثر عظيم في التاريخ الإسلامي، ويكفي ما وقع بينه وبين علي رضي الله عنهما من الأهوال العظام، وحكمِـه لأمة الإسلام نحوا من عشرين سنة والعهدُ بزمان النبوة قريب، فلو تعلق مقصود النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببيان حال الرجل للأمة لكي يحذره المسلمون، فإن العارف بسنته صلى الله عليه وآله وسلم، يقطع بأن ذلك البيان لو وقع لكان عاما، إذ البيان النبوي لا يكون قاصرا عن الحاجة بل بقدرها، ويستحيل على الخبير أن يتصور أن يصدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيان هذا الأمر بتلك الصفة القاصرة، بحيث لا يحمله عنه إلا الرجل والرجلان، لما يلزم من ذلك من تفريط في التبليغ، وتهاون في النصح للمسلمين، ونقص في الحكمة، واستهانة بما حقه أن يعظم ويفخم، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك.
ولو أن البيان النبوي وقع لذلك الأمر، لعرفه الناس، واشتهر بين الصحابة وغيرهم، لأنه يتعلق بأمر عظيم:
رجل يشهد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه من أهل النار ثم هو يقوم مستعلنا بالإيمان، مستظهرا بالقرآن، على رأس طائفة عظيمة من المسلمين تسعى للقصاص من قتلة أمير المومنين ذي النورين، ، يرمون معه في ذلك بأموالهم ومهجهم وفلذات أكبادهم، ويظهرون معه من الثبات والانقياد ما لا يعرف نظيره في تلك الأزمان ولا بعدها، ويصالحه ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي ويسلم له الإمامة على أمة الإسلام!!!

لاشك أن أمرا كهذا، لو وقع، مما يكثر كلام الناس فيه، ويتحفزون لنقله، ويطول تعجبهم منه!
وحيث لا نجده يُروى إلا عن الرجل الواحد، دل ذلك على أن إسناده مختلق، ومتنه موضوع

ـ ومنها: أن عمر بن الخطاب ولـّى معاوية الشام عشر سنين، رضي الله عنهما، مع ما كان عليه عمر من شدة التحري في الرجال، والتفتيش عن أحوال العمال، ومشاورة الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك، ومحال أن يكون الصحابة على علم بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن معاوية يموت على غير الملة ثم يقرون عمر على إعماله على قشر بصلة، فضلا عن توليته على أعناق أهل الإسلام، مع ما في طول المدة من مئنة انكشاف ما كان مستورا، ومعرفة ما كان مجهولا.

ـ ومنها: أن الخارجين على عثمان والناقمبن عليه رضي الله عنه وأرضاه قد بلغوا جهدهم في الطعن في عماله، وتقصوا في ذلك ما لم يتقص غيرهم، حتى أفضوا إلى محض الظلم والتعدي، ولو كان معاوية قد صح فيه أنه من أهل النار وأنه يموت على غير الإسلام لجعلوا ذلك أعظم مطاعنهم، ولأبدوا فيه وأعادوا، وحيث لم يقع شيء من ذلك دل على أن هذا الخبر لم يكن له يومها وجود، وإنما هو مما اختلقه الكذابون بعد ُ.

ـ ومما يدل أيضا على اختلاقه: أن أحق الناس ببيان ذلك وإعلانه علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وطائفته، وقد كان كل من الفريقين يجهد لإثبات صحة مسلكه، وبطلان مسلك خصمه، ويتوسل إلى ذلك بكل طريق، ويركب إليه كل مركب، ولو ثبت عند علي هذا الخبر لما توانى عن إعلانه وإظهاره، فإن فيه من الحجة ما ليس في كثير مما كان علي يستدل به، وحيث لم يكن شيء من ذلك، دل على أن أهل ذلك الزمان لم يكن لهم عن هذا الحديث خبر، ولا سمعوا له بحس ولا وقفوا له على أثر، وإنما وضعه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم المتأخرون من أهل العصبيات المذهبية.

وهذا كمن يحاول من النصارى الطعن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيء لم يطعن به كفار قريش فيه، ولا حاموا حوله، ولا خطر ببالهم، فيقال له: هذا الطعن لو كان ثابتا لكان كفار قريش أحق منك بأن يعرفوه ويطعنوا به، وقد علم القاصي والداني أنهم ما تركوا شيئا يمكنهم أن ينالوا به من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ورموه به، واجتهدوا في ذلك بما لا مزيد عليه، تمدهم شياطين الإنس والجن.

وهكذا يقال هنا للرافضي: إنه لو صح هذا الخبر المكذوب الذي تتعلق به، لكان خصوم معاوية في تلك الأزمان، علي وغيره، أولى منك بمعرفته والمخاصمة به وإشهاره في الخلق، فحيث لم يقع شيء من ذلك دل على أنه مما اخترعه الكذابون من بعد، فلم تزد يا مسكين على أن كشفت عن جهلك، وأبنت عن حمقك.

وهذا طريق قوي في معرفة كثير مما يكذب فيه الناس، والله الموفق.

ـ ومنها: أن علي بن أبي طالب قبــِــل أن يدخل مع معاوية في أمر التحكيم، مع ما فيه من احتمال أن يفضي ذلك إلى عزله وتنصيب معاوية، ومَـن تصور أن عليا يقبل أن يتولى أمرَ الأمة رجل من أهل النار يموت على غير الملة المحمدية وفيه عين تطرف فقد أزرى به وأعظم عليه الفرية، ولو كان معاوية عند شيعة علي بتلك الصفة ما قبلوا بذلك، ولا ألجؤوا الأمير إلى القبول بالتحكيم.
ثم إن عليا حاول أن يثني من دفعه من عساكره إلى قبول التحكيم بحجج ليس فيها من القوة عشر معشار ما في هذا الخبر المكذوب، ولو كان هذا الخبر حقا لسارع علي رضي الله عنه إلى إشهاره في وجوه أولئك، ولكان له عليهم من الحجة ما لا يجدون معه مقالا، وقد كان علي أحوج إلى ذلك من العطشان إلى الماء، ولكن هيهات هيهات، لم يكن من سبيل إلى ذلك إلا بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحاشا أبا تراب من ذلك.
ثم إن الخوارج كانوا أغير عساكره على الدين، وخرجوا عليه ناقمين مجرد قبوله بالتحكيم، ولو كان عندهم علم بأن معاوية من أهل النار يموت على غير الملة، وهم أولى الناس بمعرفة ذلك، وأحوجهم إلى الاطلاع عليه، لجعلوا ذلك أعظم مطاعنهم في علي، ولخرج عليه أضعاف أضعاف من خرج منهم، وقد أرسل علي عبد بن عباس لينظر في مآخذهم عليه، ويناظرهم في ذلك، ومناظرته لهم ثابتة مشهورة لم يرد فيها قط وصف معاوية بما في ذلك الخبر الباطل، وحيث لم يقع شيء من ذلك دل على أن هذا الخبر لم يكن موجودا يومها، وإنما وضعه الوضاعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد.

ـ ومنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل من مناقب الحسن مصالحته لمعاوية، رضي الله عنهما، وقال في الحديث المشهور: (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
والعاقل لا يشك بأنه لو كان رأس الطائفة التي ستتسلم الإمامة من ذلك الصلح من أهل النار، ويموت على غير الملة، لكان ذكره في هذا الموضع أولى لأمرين:
أولهما: لأن ذلك من أعظم مميزات الحادثة، وأهم ما يثير الانتباه في الواقعة، فيبعد جدا أن يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكره بالتصريح أو التلميح، وهذا لا يماري فيه أحد.
والثاني:ما يقتضيه مقام المدح من المقابلة بين رأسي الطائفتين: هذا سيد من أولياء الله تعالى يُـصلح الله به، وهذا لعين عدو لله ولرسوله وللمومنين، من أهل النار يموت على غير الملة، فإنه مما لاشك فيه أنه يتم بهذه المقابلة من مدح الحسين وإظهار فضله، والمقامُ مقامُ مدح، ما لا يتم بدونها.
ومنه يتبين لك أنه لو كان ذلك الخبر في معاوية ثابتا لبينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثـَــم، فإنه محل ذلك، وحاجة السامع لحديث الصلح إلى معرفته أعظم حاجة.
فحيث لم يقع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك كان دليلا على أنه لا يصح.

ـ ومما يعلم به بطلان هذا الخبر: أن راويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عبد الله بن عمرو بن العاص، كان كارها للدخول في الفتنة، عازفا عن الخروج إلى صفين، غير أن أباه عمرو بن العاص شدد عليه في طاعته في الخروج معه مستدلا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله عندما شكاه إليه: (أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه).
وقد حاول عبد الله جهده تجنب الخروج، وحاج أباه بما أمكنه، ولم يُنقل قط من وجه صحيح أو ضعيف أنه حاجه بهذا الخبر، ولو كان سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا من ذلك لما سكت عنه، ولسارع إلى إظهاره؛
ـ ليؤدي واجب البلاغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى لا يدخل في وعيد: (من تعلم علما فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).
ـ وليقطع به نزاع أبيه.
ـ ولـيـبَـصّــر أقربَ الناس إليه بموقع الحق في تلك الفتنة.
ـ وليجنب نفسه وأباه، بل وغيره من المسلمين، معرة الخروج إلى قتال علي رضي الله عنه تحت راية رجل من أهل النار يموت على غير الملة المحمدية!!!

ولم يكن عبد الله ممن يهاب في إعلان ما يراه حقا معاوية َ أو غيره، ولم يكن يحابي في تبليغ سنة رسول الله أحدا من الناس، بل ويفتي بموجب ذلك دون مراعاة لغضب السلطان، فقد صح عند أبي داود وغيره عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر.
قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي.
قلت: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل.
قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله).

بل كان يجابه معاوية في مجلسه في أحرج الظروف بما يكره، ويعلن المعارضة لما هو عليه، ويروي في ذلك ما معه من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى كان معاوية يتبرم منه غاية التبرم، ويقول لأبيه: (ألا تُـغـنـي عنا مجنونك يا عمرو؟).

فهل يَـتـصـور من له مسكة عقل أن يكتم عبد الله هذا الخبر في مثل ذلك الحال أحوجَ ما يكون هو وأبوه والمسلمون إليه، ثم يخص به بعدُ رجلا ليس به إليه من الحاجة عشر معشار ذلك؟؟؟!!!

اللهم لا!

ـ ومما يدلك على أن هذا الحديث موضوع على لسان عبد الله بن عمرو: أنه ثبت في الأخبار أنه كان يدخل على معاوية، رضي الله عنهما، ويجلس على سريره، ويرافقه في أسفاره، ويرى شرعية بيعته ولزومها في أعناق المسلمين، ووجوب طاعته في غير معصية، بل كان يروي فضائله!

وإليك من الأخبار بعض ما يثبت ذلك:

فعند أبي شيبة في (المصنف):
37511 - حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي قيس عن الهيثم بن الأسود قال:
خرجت وافدا في زمان معاوية، فإذا معه على السرير رجل أحمر كثير غضون الوجه.
فقال لي معاوية: تدري من هذا؟
هذا عبد الله بن عمرو.
قال: فقال لي عبد الله: ممن أنت؟
فقلت: من أهل العراق.
قال: هل تعرف أرضا قبلكم كثير السباخ يقال لها كوثى؟
قال: قلت: نعم.
قال: منها يخرج الدجال.
قال: ثم قال: إن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة سنة، لا يدري أحد من الناس متى يدخل أولها).

وعند المروزي في (الفتن)، ومثله عند عبد الرزاق في (المصنف):
1808 - حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن شبيب عن العريان بن الهيثم قال:
وفدت على معاوية، فبينا أنا عنده إذ جاء رجل عليه حلتان، فرحب به معاوية وأجلسه على السرير معه.
فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟
قال: أما تعرفه؟! هذا عبد الله بن عمرو بن العاص!).

وعند البخاري في (الصحيح):
5682 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل سمعت مسروقا قال: قال عبد الله بن عمرو ( ح ) . وحدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن مسروق قال: (دخلنا على عبد الله بن عمرو حين قدم مع معاوية إلى الكوفة، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لم يكن فاحشا ولا متفحشا، وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أخيركم أحسنكم خلقا).

وقد تقدم لك آنفا ما عند مسلم وأبي داود وغيرهما، واللفظ له:
4248 - حدثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو
عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر.
قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي.
قلت: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل.
قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:
15924 - وعن عبد الله بن عمرو أن معاوية كان يكتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني وإسناده حسن.

فهل يُعقل من رجل في مثل صلاح عبد الله، وورعه، وزهده، وعلمه، وعقله، أن يسمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في معاوية ذلك الخبر الذي تهتز لهوله الجبال؛ أنه يموت على غير الملة المحمدية، وأنه رجل من أهل النار، ثم يخالطه، ويدخل عليه، ويكون في رفقة سفره، ويجلس على سرير ملكه، ويعطيه صفقة يده، ويأمر أهل الإسلام بلزوم طاعته، ويروي فضائله؟؟؟!!!

هل يقول عاقل بهذا؟!

لا والله!

فلو قدرنا أن رجلا من عوام أهل الإسلام في هذا الزمان حضر ذلك المجلس المهيب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسمع منه في معاوية ما سمع منه عبد الله، ما وجد من نفسه تجاه معاوية إلا البغض، والنفرة، ولو رآه سالكا فجا لسلك فجا غير فجه.
وهذا الأمر معلوم بالمشاهدة، يجده الواحد من نفسه.
فكيف الظن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

وهذا من أوضح الطرق التي تدل العاقل على بطلان هذا الخبر وأمثاله، وهو ظاهر لا يجحده إلا من مَـردَ على مكابرة البدهيات، وجحود الحقائق، وهـَــوّن عليه الحط ُ على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتحاملُ عليهم أن يخلع جلباب الحياء، ويسلك مسالك الغوغاء.

وختاما: فقد أورد ابن الجوزي رحمه الله في (العلل المتناهية) [ جزء 1 - صفحة 280 ] أحاديث تبشير معاوية رضي الله عنه بالجنة، وحكم بردها قائلا:
(قال المؤلف: هذا حديث لا يصح من جميع طرقه، وقد ذكرنا في الذي قبله أن عبد الرحمن لا يحتج به، وأما عبد الله بن يحيى فمجهول، وإسماعيل بن عياش ضعيف، قال ابن حبان: كثير الخطأ في حديثه وهو لا يعلم فخرج عن حد الاحتجاج به).
ثم أردف قائلا:
(وقد روى عنه (أنه من أهل النار)، وذلك محال أيضا). انتهى.

فلله در أهل السنة من قوم منصفين، لا يميلون مع أهوائهم، ولا يحابون في دين الله أحدا كائنا من كان، فإذا ضعفوا خبرا أو صححوه فطلبا للحق وابتغاء وجه الله تعالى.



فالحاصل أن هذا الخبر المنكر باطل، مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إما عن عمد، أو عن وهم وغفلة، تضافرت شواهد الرواية والدراية على بطلانه، فلا يستدل به إلا من أفلس من الحجة، وهان عليه أن ينسب صحابة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنهم إلى الكفر، ويحكم عليه بالنار، ويركب في ذلك الصعب والذلول، ولم يبال أن يستدل في ذلك بالأخبار التي تظهر نكارتها لمن كان له أدنى معرفة بالسنة النبوية الشريفة.

نسأل الله تعالى أن يحفظ قلوبنا من الضغينة على آل بيت رسول الله وصحابته، ويسلم ألسنتنا من الوقيعة فيهم، صلى الله على النبي الأمين، وعلى آله الطاهرين، ورضي عن الصحابة أجمعين، وجعلنا ممن قال فيهم في كتابه المبين:
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر/10]

آمين.

والحمد لله رب العالمين.

كتبه: الفقير إلى رحمة ربه
.

------------------------
وأقول لكل شيعي
لا تنسى ترحم الحسين رضي الله عنه على معاويه رضي الله عنه
فمن أعلم عندكم يا روافض







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على الميلاني / الشيعة الازورية الحسن و الحسين ليسوا ابناء علي
»» الرد على شبهة احراق النبي الاحاديث و أبوبكر و عمر حرق كتب الاحاديث
»» سعودية تروي لـ «الراي» وقائع عودتها من العالم الآخر: أودعوني ثلاجة الموتى ساعتين
»» الشيخ الشيعي حسين القلاف يفتي بالتصويت لمرشح يدعو لاباحة الخمر في الكويت
»» الرد على الشيعي حين يقول عن رواية من كتبه انها ضعيفة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "