الإباضية هم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، عاش في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وخرج أيام مروان بن محمد، أسس مذهبه على التسامح، وكان بحق أكثر الخوارج اعتدالا ؛ وهذه مبادئه :
1- أن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ولا مؤمنين بل هم كفار نعمة لا عقيدة، وكافر النعمة مخلد في النار؛
2- دماء مخالفيهم حرام في السر (من غير معركة) لا في العلانية، ودارهم دار توحيد ما عدا معسكر السلطان؛
3- لا يحل من غنائم المخالفين في الحرب إلا الخيل والسلاح وما فيه قوة الحرب، ويردون الذهب والفضة إلى أصحابها؛
4- لا يجوز قتال إلا بعد الدعوة وإقامة الحجة وإعلان القتال؛
5- تجوز شهادة المخالفين ومناكحتهم والتوارث معهم؛
6- مرتكب الذنب الذي جاء فيه وعيد مع الإيمان بالله ورسله كافر نعمة لا ملة؛
ينفون شرط القرشية في الإمام ؛ إذ أن كل مسلم صالح لها إذا ما توفرت فيه الشروط، والإمام الذي ينحرف ينبغي خلعه وتولية غيره.
وسبعة أخرى ورثوا أغلبها من المعتزلة الواصلية – جمعوا بين الخروج والاعتزال – هذا سردها مع بيان الصحيح عند أهل السنة :
1- الصفات عندهم عين الذات، وعند أهل السنة أنها غير الذات المقدسة؛
2- ينكرون رؤية الله عز وجل، أما أهل السنة فيثبتونها كما يليق بجلاله؛
3- الإباضية يقولون بخلق القرآن وأنه محدث، أهل السنة ينكرون خلقه ويثبتون الكلامَ لله عز وجل ؛ القرآنَ المحفوظَ في الصدور المرقومَ في السطور؛
4- يخلدون المؤمنين أهلَ الكبائر في النار، وأهل السنة لا يحكمون بتخليدهم، وقد يقول الإباضي عن أهل الكبائر منافق حتى يستقيم له الدليل؛
5- الشفاعةُ لا ينالها أصحاب الكبائر عند الإباضية، أما عند أهل السنة فنعم؛
6- يؤولون بعض مسائل الآخرة تأويلا مجازيا كالميزان والصراط، والصحيح إثباتها كما ورد بها الخبر؛
7- أفعال العباد مخلوقة لله تعالى إحداثا وإبداعا ومكتسبة للعبد حقيقة لا مجازا، وهم في قولهم هذا أقرب للمعتزلة منهم لأهل السنة ؛ لأن "الكسب" لم يستعمله أهل السنة إلا مجاراةً للقوم، والصحيح أن الله هو الخالقُ – حقيقةً عقليةً كونية – للأفعالِ كلِّها بما يناسب كماله وجلائله الكبرى، وأن العبد فاعلٌ – حقيقةً عاديةً شرعية – بما يناسب حاله المهينة الصغرى.
والناس في نظرهم ثلاثة أصناف:
- مؤمنون أوفياء بإيمانهم (وهم الإباضية ومن وافقهم).
- مشركون واضحون في شركهم (وهم الكفار كالمجوس واليهود والنصارى).
- قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة ؛ فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد، وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك (ويقصدون بهؤلاء كل من خالفهم من المسلمين).
والله أعلم