لا أكادُ أتصور الدنيا بلا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- .. كيف كانت ستكون .. وكيف يكونُ الناسُ* وتكون أخلاقُهم؟!
ربما كانت البنات لا يزلن يُوأدن من قبل آبائهن .. والنساء تُورَث كأي متاع من قبل أبنائهنّ!
ربما كان أمَام كل بيت من بيوتنا صنمٌ أو هُبلٌ يُعبد من دون الله ..!
لا يعرف جارٌ لجاره حرمة ولا ذمة ولا عهداً ..!
تسود الحياةَ قيمُ الظلم والاستعباد .. والفساد .. والفجور .. والمجون .. والجهل .. والسطو والنهب!
القوي هو القانون الذي لا يُسأل عما يفعل .. والضعيف هو المتهم الذي لا حق له في الحياة أو الوجود!
حياة تندرس فيها قيم الأخلاق والخير .. ومعاني الحب والرحمة .. فالأنانية والشهوات تحكم الجميع .. وتوجه الجميع .. إن هم كالأنعام بل هم أضل!
كثير مما ذكرنا نشاهده في واقعنا المعايش .. وذلك عندما غفل كثير من الناس عن تعاليم وهدي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- .. وضلوا عنه إلى ما سواه .. فكيف يكون الحال لو لم يبعث اللهُ محمداً .. ولم يكن في الوجود محمد -صلى الله عليه وسلم- .. كيف كنا سنكون .. وكيف كانت الحيات ستكون؟!
لا أقدر أن تصور حجم الظلم والظلام والعذاب الذي كان سيسود ويعم هذه الحياة الدنيا وساكنيها .. وحجم الضياع الذي كنا سنعيشه .. من دون محمد -صلى الله عليه وسلم- .. لذا كان وجوده ومبعثه -صلى الله عليه وسلم- رحمة وخيراً للأرض والبشرية كلها* كما قال تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء:107.
هذا النبي العظيم صلوات ربي وسلامه عليه .. لو ظللنا الدهر كله عاكفين نصلي عليه .. لما كافأناه جزءاً يسيراًً من حقه علينا .. جزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين* والبشرية جمعاء خير الجزاء .. وصلى الله عليه صلاةً طيبةً مباركة عددَ خلقه* ورضى نفسه* وزِنَة عرشِه* ومِدادَ كلماته.
ثم الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه عدد خلقه* ورضى نفسه* وزِنَة عرشِه* ومدادَ كلماته* أن بعث فينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- .. ومَنَّ علينا بمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- .. وجعلنا من أتباعِ محمد -صلى الله عليه وسلم-.
بقلم الشيخ أبو بصير