العراق العراق ياأهل السنة...............
كلمة الشيخ ابي محمد العدناني"حفظه الله"بعنوان العراق العراق ياأهل السنة
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وقال جلّ في علاه: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).
لقد اقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن جعل الناس شعوبًا وقبائل بألوانٍ وألسنٍ مختلفة وأعراقٍ شتّى, إلا أنه تعبّدهم بالتوحيد وأمرهم أن يكونوا به أمةً واحدة، فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) قال المفسرون: "أي ليوحدون".
وقال تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).
فعاش الناس زمنًا على التوحيد أمةً واحدة، إلا أنّ كثرة شعوبهم وتعدد قبائلهم واختلاف ألسنتهم أفضى إلى اختلاف موازينهم وقيمهم وتصوراتهم, ومن ثم اختلاف عقيدتهم وعبادتهم، ففرّقوا دينهم وغدوا شيعًا ومللًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون، فأرسل الله تبارك وتعالى رسله وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه من الحق بإذنه، قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
لقد أنزل الله تبارك وتعالى الكتاب ليكون ميزانًا ثابتًا يفيء إليه المختلفون، وحكمًا عدلًا يرجع إليه المختصمون، وقولاً فصلاً ينتهي عنده الجدل، فهو الحق وحده لا حكم معه ولا قول بعده، وبغير تحكيمه في كل ما يختلف فيه الناس من غير تبعيضٍ أو تحريف أو تبديلٍ أو اعتراض لا يستقيم أمر هذه الحياة ولا ينتهي الناس من الخلاف والفرقة والاختصام، ولا يقوم على الأرض السلام، فلذلك أمر الله تبارك وتعالى الناس بالإيمان بالكتاب والاعتصام به وتحكيمه فيما شجر بينهم.
وإنّ الدولة الإسلامية ما وُجِدت قديمًا وحديثًا إلا لتحقيق هذه الغاية التي هي حمل الناس كافةً على التوحيد والاحتكام بشرع الله ليكونوا أمةً واحدة فيرحمهم الله ولذلك خلقهم، هذه الغاية التي أرسل الله تبارك وتعالى لها رسله وأنزل كتبه (وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ).
وكما اقتضت حكمته عز وجل اختلاف الأجناس والألسن والأعراق والألوان واختلاف المعتقدات والتصورات، اقتضت حكمته أن يقتتلوا فيما بينهم لدفع الكفر بالإيمان ودفع الشر بالخير.
وإنّ الدولة الإسلامية منذ نشأتها الأولى ظلّت في صراعٍ مع الباطل تقاتل أئمة الكفر وتقطف رؤوس الشر، ولا زال المسلمون يواجهون أعداءً يتربصون بهم, ولا يقعد أولئك الأعداء عن القتل والتنكيل بالمسلمين بلا شفقةٍ ولا رحمة إلا إذا عجزوا عن ذلك، وتظل الحرب سجالًا بين جماعة الحق وجماعات الضلال. وإنّ من أضل الضالين وأشد الناس عداوةً للمسلمين: الروافض الحاقدين؛ لم يتركوا للمسلمين عدوًّا إلا حالفوه ولا محاربًا إلا نصروه, وما انفكوا يحيكون حبائل مؤامراتهم ضد الدولة الإسلامية منذ نشأتها الأولى, وقد سرد مؤامراتهم وفصّلها كاملة شيخنا الزرقاوي رحمه الله وجزاه عنّا خيرًا، فمن أراد الوقوف على مكائد الرافضة ومؤامراتهم وعدائهم للمسلمين; فليرجع إلى محاضرات الشيخ -رحمه الله- التي عنوانها: "هل أتاك حديث الرافضة", ليعلم ما يكنه الروافض للدولة الإسلامية من حقدٍ أسودٍ على مر العصور، وكلما ضعفت الدولة في مكانٍ من الأرض كلما عظم كيد الروافض بالموحدين وازداد تنكيلهم بالمسلمين، وقد وصل كيدهم اليوم في ظل سقوط الخلافة أقصاه وبلغ شرّهم منتهاه، فبالأمس كانوا يحلمون بهلالٍ رافضي حول بلاد الحرمين يمتد من خراسان إلى لبنان، وأما اليوم فقد باتوا يحيكون حبال مشنقةٍ رافضيةٍ تطوق بلاد الحرمين ليسيطروا على جميع بلاد المسلمين ومن ثم يصرفون الحج إلى كربلاء المنجّسة.
لذا فإنّا نحذِّر أهل السنة في الأرض عامة والعراق والشام خاصة وننبههم أنّ الروافض يعدون لشن حربٍ شاملةٍ عليهم, وقد باتت وشيكة وعمّا قريبٍ سيسفرون عن وجه حقدهم ويكشرون عن أنياب غدرهم, وقد اتحدوا ووحدوا صفوفهم عليكم, واجتمعوا وجمعوا عليكم كلابهم وأحزابهم, وجاؤوكم يساند بعضهم بعضًا، بل إنّ الحرب قد دارت رحاها فعلًا، فهاهم النصيرية في الشام يسومون أهل السنة سوء العذاب، ولم يكتف حزب اللات بجرائمه في لبنان فأرسل قناصيه ومجرميه إلى سوريا لسفك دماء أهلها العزّل، وكذلك جيش الدجّال المسمّى بجيش المهدي لم يرتو من دماء أهل السنة في العراق لتعبر ميليشياته كل يوم بالعشرات لنصرة نظام بشار كلب النصيرية، وها هي قوات الباسيج المجوسية تجوس خلال الشام، فياليت شعري أأيقاظٌ قومي أم نيام!
وها هم الحوثيون في اليمن يحاصرون ويقتلون ويهددون ويتوعدون, وها هي البحرين تضطرم, وها هو القطيف يشتعل, وقد وُضِع له نظام دولةٍ رافضية اسمها دولة الأحساء والقطيف، وها هم أبناء المتعة يستولون على الكويت شيئًا فشيئًا عبر السيطرة على المناصب في الدفاع والداخلية والقضاء، وقد أخذوا في الإمارات أكثر مما يستحقون من المناصب, وفي عمان يسيطر اللواتية على أسواق مسقط, وفي قطر حاكمٌ رافضي الهوى والمنهج, ويسيطر حزب اللات على المقاليد والمؤسسات في لبنان, ويرزح أهل السنة في الذل تحت وطأة المجوس في الأحواز خاصة وفارس عامة.
وأما في العراق فالحديث ذو شجون، فقد بلغ المد الإيراني الرافضي ذروته وبات يزحف شيئًا فشيئًا للسيطرة على المنطقة برمّتها، جيشٌ صفوي جمع مليشيات إيران والعراق، يسطوا على بيوت أهل السنة ليل نهار فيقتل ويخطف الرجال, وينهب ويسلب المتاع والمال, وينتهك الأعراض والحرمات بحجّة التفتيش والاعتقال حسب مذكّرات، وإن لم يجدوا صاحب البيت أخذوا نساءه ليفاوضوه على تسليمهم نفسه، وهذا كله بدعم ومساندة ومباركة قوات الصليب طيلة تسعة أعوام، وتواطؤ زعماء أهل السنة الخونة الذين سلّموا للروافض رقاب أهل السنة ويزعمون أنهم يدافعون عنهم، وقدّموا العراق هديةً رخيصةً لأزلام إيران حتى غدا أهل السنة في العراق ما بين مقتولٍ ومفقودٍ ومأسور أو مهجّرٍ هاربٍ أو مستضعفٍ خائفٍ محصور وخصوصًا في بغداد وجنوب العراق وتلعفر ومعظم ديالى، مئات الآلاف من القتلى وما يزيد على أربع مئة ألف معتقلٍ في سجون الرافضة السرية والعلنية يسامون سوء العذاب, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد هُجِّر الملايين واستولى على بيوتهم وأراضيهم الرافضة الواثبون من العراق أو القادمون من إيران ولبنان وغيرهما, ليمتد الزحف الأسود مسرعًا إلى قرى ومدن ومساجد أهل السنة وخصوصًا بغداد ومحيطها وسامراء وتلعفر وديالى فتعلوها المظاهر والملامح الرافضية الشركية حتى غدت أعلامهم وصور وتماثيل آلهتهم وأربابهم وأئمتهم في كل مكان، وقد فرضها الجيش الرافضي حتى في قلب مناطق أهل السنة.
ولقد صحا أهل البصرة يوم الانسحاب الأمريكي المزعوم ليجدوا صور الشيطانين الخميني والخامنئي تملأ الشوارع بحجمٍ ملونٍ كبير وقد كُتِب عليها "يوم الاستقلال الوطني" إشارةً لاعتقادهم تبعية العراق لإيران.
وكما تعلو في كل العراق مكبرات الصوت باللطميات من الحسينيات والبيوت والمحال والمواكب والسيارات, وتضج بألفاظ الشرك وسب الصحابة والطعن بعرض أمهات المؤمنين وأفحش الكلام جهارًا نهارًا حتى في وسائل الإعلام, حتى أنّ نفس المسلم لتشمئز من تلك الأصوات والخرافات والصور والتماثيل ويقشعر البدن من تيك الطقوس والخزعبلات وذاك اللطم والعويل.
جيشٌ رافضيٌّ يجوب مناطق أهل السنة ويقيم فيها القواعد العسكرية, بينما يحرم على الجندي من مرتدي أهل السنة الدخول إلى مدينةٍ رافضية، وتم اجتثاث وطرد ونقل وتهميش جميع الضباط الذين يشغلون مناصب حساسة من مرتدي السنة واستبدالهم بمجرمين روافض، ولم تُستثن أية شريحةٍ من عمليات الاعتقال والقتل والاجتثاث والتهميش والتشريد غير أنّ الكوادر وأصحاب الكفاءات والمؤثِّرين وأصحاب الخبرات موضوعون على رأس القائمة, ويركز من بين ذلك على أساتذة الجامعات والكوادر التعليمية السنية واستبدالها بطلابٍ من حوزة قم عراقيين وإيرانيين قادمين أو عائدين من إيران بشهاداتهم المزورة.
وكما استولت الروافض على جميع المؤسسات والدوائر والمنشآت، وإنّ الثروات والخيرات في بلاد الرافدين تتحول إلى أبناء المتعة شيئًا فشيئًا، وقد اقتصرت مشاريع وشركات الاستثمار والإعمار على مناطق الروافض، بينما يُرمى لأهل السنة بالفتات، وحتى الكهرباء والماء ومعظم الخدمات تُزوّد بها مناطق الرافضة لساعاتٍ أضعاف مناطق السنة، وحتى الصحوات التي أفنت نفسها في الدفاع المستميت عن الصليبيين وجعلت صدورها دروعًا للحكومة الرافضية وأحذيةً لها لم تسلم, وهاهي تُجتث وتُعتقل وتصفّى وتُذل، بل بدأ الاجتثاث بالساسة المحسوبين على أهل السنة والزعماء الذين ظلوا على مدار أعوام للرافضة كلابًا أوفياء، وغدوا في ظرف أسبوع ما بين معتقلٍ وهاربٍ ومفصول أو خائف مترقب مذهول حائر بالدفاع عن نفسه والسلامة بريشه, رغم أنهم كانوا وما زالوا للروافض أذنابًا ومطية يسرع بها التشيع في المناطق السنية, وقد فقدوا كل شيء حتى حصانتهم المزعومة, فلم يعودوا يمتلكون سوى التصريحات الجوفاء التي يطلقونها هنا وهناك ضد الحكومة الصفوية, وقد باتت تلك التصريحات جزءًا من المؤامرة الكبرى على أهل السنة لامتصاص غضبهم وردة فعلهم أمام الاضطهاد والتغلغل الرافضي وتثبيت النظام المجوسي الصفوي الذي لا وجود فيه لغير الرافضة إلا وجودًا هامشيًّا صوريًّا.
إنّ الساسة والزعماء المحسوبين زورًا وبهتانًا على أهل السنة ويمثلونهم في الحكومة الصفوية لم يجلبوا لقومهم إلا القتل والاعتقال والتشريد والبؤس والدمار، فبدخولهم في العملية السياسية المزعومة أنقذوا أمريكا من الانهيار, وكانوا لها خير معينٍ على قتال المجاهدين, وأضفوا الشرعية على الحكومة الصفوية, فمكّنوا للأفعى الرافضية الالتفاف حول أهل السنة وغرز أنيابها في جسدهم تنهش منه ما تشاء بلا رادع.
لقد علمت الرافضة أن لا طاقة لهم بأسود التوحيد فجعلت أولئك الساسة والزعماء المغفلين آلةً بيدها, إذ سمحت لهم لأجل ذلك الدخول في أحزابها وكتلها لتحرك بهم من خلفهم من المغرر بهم من الصحوات والشرط, فتجعلهم حذاءً تحت قدمها وعصا بيدها تقاتل بهم المجاهدين, وقد صرّح بذلك أحد دهاقنتهم المجرم (باقر جبر) قائلاً: "يستدعي منا أن نتحرك على مناطق السنة وعدم إيجاد شرخٍ بيننا وبين السنة", ثم تابع: "إنّ الشرخ الذي صار بيننا وبين أهل السنة سيجعل أهل الأنبار يرحبون بالسلفيين ولا يقاتلونهم لأن عندهم مشكلة مع الشيعة, فيجب علينا أن يكون عندنا رؤية بعيدة النظر وأن نجعل أهالي الأنبار يقاومون, لسنا نحن، وهكذا أهل الموصل وهكذا بقية المحافظات" انتهى كلامه أخزاه الله.
وها هو على سبيل المثال قائد شرطة الأنبار (هادي رزيج كسار) أحد كلاب الروافض المنتمي لحزب الدعوة الإيراني الحاقد, يعتقل أبناء جلدته كل يوم ويسلمهم لأسياده الروافض، ولما قتل المجاهدون في النخيب رؤوسًا وقادةً من حزب الدعوة المجرم طار صوابه وازداد بطشه فراح يعتقل بالأبرياء والمظلومين عشوائيًّا لينتزع منهم الاعترافات ويعرضهم في وسائل الإعلام على أنهم قاموا بغزوة النخيب وهم ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل, وإنّ أهلهم وعشائرهم ليعلمون ذلك تمامًا ولا يخفى على أي عاقلٍ فبركة تلك الاعترافات والأفلام.
لقد كان عدد المعتقلين يوميًّا من أبناء السنة قبل اتفاقية الانسحاب المزعوم للاحتلال الصليبي يكاد أن يعد على الأصابع في كل العراق, وأما اليوم في ظل الاحتلال الصفوي فقد بلغوا كل يومٍ بالمئات واقتصر الاعتقال على أهل السنة من بين الفئات، فمن نجا من تهمة الإرهاب والجهاد اجتُث بتهمة البعث أو الفساد، فمئة معتقلٍ في يومٍ واحدٍ فقط في أبي غريب، وفي يومٍ آخر مئتان، وفي حي الجامعة في بغداد ثمانون في يومٍ واحد، ولا يمر يومٌ على الإطلاق إلا وعشرات المعتقلين في ديالى، وأما في نينوى وصلاح الدين فحدث ولا حرج، وهذه الأرقام والأماكن على سبيل المثال.
أفبعد كل هذه الجرائم للروافض وحربهم الشعواء على أهل السنة وكيدهم بهم ليل نهار يأتي من ينكر ردنا عليهم ويستنكر ردعنا لهم!
كلا, لسنا ممن يعطي الدنية أو يخاف من البرية, نحن رجال الحرب وأبناء الكريهة.
بني الإسلام هذي حرب كفرٍ * لها في كل ناحيةٍ لهيبُ
تحركها الروافضُ واليهودُ * فقولوا لي متى يصحو اللبيبُ
أراكم تنظرون وأي جدوى * لنظرتكم إذا غفت القلوبُ
بنات المسلمين هنا سبايا * وشمس المكرمات هنا تغيبُ
تبيت كريمةً ليلى وتصحو * وقد ألقى كرامتها الغريبُ
تخبئ وجهها يا ليت شعري * بماذا ينطق الوجه الكئيبُ
نذير الحرب في أرضي نذيرٌ * لكم فالليل منشؤه الغروبُ
وجدب الأرض يسبقه احتباسٌ * وعصف الريح يسبقه الهبوبُ
ستطحنكم مؤامرة الأعادي * إذا لم يفطن الرجل الأريبُ
فالعراق العراق يا أهل السنة، أوقفوا الزحف الأسود القادم إليكم، واقطعوا رأس الأفعى الرافضية التي أذنابها عندكم، واعلموا أنّ المرحلة القادمة مرحلة حربٍ وصِدامٍ حقيقي مع الروافض اللئام شئتم أم أبيتم، وأنّ حرب أهل السنة مع الروافض ليست حربًا طائفية كما ينعق الناعقون، فالطائفة جزءٌ من جزء والرافضة لا يمتون للإسلام بصلة, لهم دينهم ولنا دين، وإنما حرب أهل السنة مع الروافض حربٌ دينيةٌ عقديةٌ مقدّسة، حرب إيمانٍ وكفر، حرب شركٍ وتوحيد، لا مناص عنها ولا محيد.
وإنّ الروافض ليعلمون هذا جيدًا، فتيقنوا يا أهل السنة أنّ الروافض لن يتركوا قتالكم وقتلكم حتى ولو رفعتم لهم الراية البيضاء مستسلمين، وما يؤخرهم عن إعلان حربهم عليكم الآن ويجعلهم يصبرون على تقتيلنا لجنودهم إلا خبثهم وجبنهم لأن إعلان الحرب سيجعل عامة أهل السنة في صف الدولة الإسلامية, لأنهم لم ولن يجدوا من يدافع عنهم ويحفظ لهم كرامتهم وماء وجههم غيرها, وقد جرّبوا وخبروا وعاينوا خيانات زعمائهم وكتلهم الذين فُضِحوا وظهرت حقيقتهم أنهم عاجزون حتى عن حماية أنفسهم.
لقد علمت الروافض أنه إذا وقف عامة أهل السنة في صف الدولة الإسلامية أصبحت أيام الروافض معدودة, لذا نراهم يتلقون ضرباتنا ويمتصون غضب عوامهم طمعًا في أن يجعلوا من العراق أحوازًا ثانية عبر السيطرة على الحكم والاستبداد فيه, وإقصاء أهل السنة وتجريدهم من المناصب والسلاح, وجعلهم أقليةً مستضعفة وإذلالهم شيئًا فشيئًا، وقد بدأ هذا يظهر واضحًا في الأيام الأخيرة بسبب رئيس وزرائهم الغبي (نوري) المتوهم المغرور الذي ظن أنه وصل مرحلة الحسم وأنه من القوة بمكان يمكنه من الإسفار عن وجه الروافض الحقيقي, فراح يناطح كالثور الهائج حتى أنّ المنغولي المعتوه (مقتدى) ظهر أعقل منه إذ جعل يهدئ من روع عوام أهل السنة بتصريحاتٍ تداعب مشاعرهم خوفًا من بركان غضبهم.
أيها الأحمق نوري: تبقى بائع ملابس داخلية ما لك وللسياسة أو مناصب الدفاع والداخلية؟! ستلعنك الروافض ما بقيت لهم باقية لأنك ضيّعت عليهم فرصة الاستيلاء على العراق.
يا أهل السنة: إنّ الروافض رغم أنهم يعملون للسيطرة عليكم سلميًّا بالمؤامرات وضرب بعضكم ببعض؛ يعدون لحربكم ليل نهار، فيا ليت أهل السنة يتساءلون: لماذا تُفتح المعسكرات في جنوب العراق وديالى وغيرها لتدريب وتسليح عوام الروافض رغم خروج الجيش الأمريكي, ورغم وجود أكثر من مليون جندي من قوات الأمن, بينما يحرّم على أبناء السنة اقتناء أية قطعة سلاح إذ يطوف الجيش الرافضي على بيوت أهل السنة ليجرِّدهم من جميع سلاحهم، فياليت قومي يعلمون!
يا أهلنا أهل السنة، إنّ الدولة الإسلامية ما وُجدت إلا للدفاع عنكم وحفظ حقوقكم والوقوف في وجه أعدائكم، وإنّ الدولة الإسلامية هي أملكم الوحيد الصادق بعد الله عز وجل للخروج من النفق المظلم الذي أدخلكم فيه زعماؤكم وممثلوكم بتحالفهم مع الرافضة.
وإنّ الدولة الإسلامية تتفهم الضغوطات الشديدة التي تعرّضت لها العشائر لضرب مشروع الدولة، ولتعلم العشائر التي دخلت في حربٍ مع الدولة أنّ الدولة لم تكن يومًا مختارةً قتال أحدٍ من العشائر وإنما فُرِض ذلك عليها فرضًا.
وبناءً عليه، فإنّ الدولة تفتح أبوابها لكل تائبٍ أو عائدٍ يضع يده بيدها، وتصفح عن كل حائدٍ يعتزل قتالها ويكف يده عنها ويخلّي بينها وبين أعداء الله من الرافضة وأعوانهم، وأنها تتنازل عن كل حقوقها مهما كانت لكل من زلّت قدمه وشارك في قتالها, ولكن بشرط أن يوصل صوته بأي وسيلةٍ لأقرب ممثلٍ للدولة في منطقته حتى تؤمِّنه الدولة وتكف بأسها عنه, وليس لنا أي شرطٍ غير هذا، فإنّ الدولة عائدةٌ قريبًا بإذن الله إلى جميع المناطق التي انحازت منها.
فيا أهل السنة، أفيقوا من سباتكم وتداركوا أنفسكم قبل فوات الأوان، ضعوا أيديكم بأيدي المجاهدين لتقفوا في وجه المد الصفوي.
فالعراق العراق يا أهل السنة، العراق العراق يا أهل السنة، فوالله, والله الذي لا إله إلا هو لئن لم تدعموا جبهة العراق ويتوقف الجهاد فيه لترون أبناءكم في العراق والشام والجزيرة من بعدهم يسامون سوء العذاب، تُهتك أعراضهم وتُراق دماؤهم ويُباعون في سوق النخاسة المجوسية، وليُعطلن الحج ولتُنبشنّ قبور الصحابة قبرًا قبرًا, وليأتينّ عليكم يومٌ تعضون فيه أصابع الندم وتقولون أكلت يوم أكل الثور الأبيض (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ).
وأما أنتم أيها المظلومون القابعون في السجون الصفوية، اصبروا فإنّ الابتلاء على قدر الإيمان, وإنما حبسكم العذر فاحتسبوا تشتركون في الأجر، ولئن أسلمتكم الأمة فاعلموا أنّ دماءنا دون دمائكم ولن نغفل أبدًا أو نتوانى عن إخراجكم بشتى الوسائل والطرق, ولنبذلنّ لذلك النفس والنفيس، ولئن أعدم الروافض بعضكم فلقد فتحوا على أنفسهم أبوابًا إلى الجحيم، فلنقطِّعنّ أوصالهم بالأحزمة والمفخّخات، ولنشوينّ جلودهم بالعبوات، ولنكتمنّ أنفاسهم بالكواتم، ولنحصدنّهم حصدًا، ولنعدِمنّ منهم عن كل واحدٍ منكم أضعافًا مضاعفة ولو قلنا أنّ الواحد منكم بألف لكان الألف قليل, فلقد وعدناكم بالثأر لمن يعدم منكم ومطاردة وملاحقة جزّاريكم من القضاة والمحققين، ولقد وفّينا ولله الحمد.
فأما الثأر فلقد نظرنا فرأينا أنّ أيام الأسبوع كلها عند الروافض دامية إلا الخميس فأدميناه, فجعلنا أيامهم كلها دامية, ولا زلنا نعدم بهم على طريقتنا ولم ننته بعد, ولدينا مزيد, وكلما عادوا لنعودنّ من جديد.
وأما جزّاروكم فإنا نجزر بهم قضاةً ومحققين وحرّاسًا, ولقد جزرنا في يومٍ واحدٍ خمسًا وثلاثين ما بين قاضٍ ومحققٍ في بغداد وحدها في غزوة الخميس، وسنظل نطاردهم ونلاحقهم واحدًا واحدًا، وإنّ القضاة اليوم ليفرون خارج العراق.
وأما الحراس، فسلوا التاجي ماذا فعلت بأوصال حراسها المفخخات، وشوارع بغداد عن الكواتم واللاصقات، فصبرًا صبرًا ولا تظنوا السجن قهرًا.
وأخيرًا، فليعلم القاصي والداني والشرق والغرب أننا أقسمنا وعزمنا أنه بغير دولة الإسلام لا أمان ولا سلام لا في العراق ولا في الشام ولا مصر ولا الجزيرة ولا خراسان ولا في الشرق ولا في الغرب، لن نساوم ولن نسالم, لن نفاوض ولن نقايض، فشرع الله لا يُحكّم إلا بالسيف ولا يقوم إلا على الشوكة والقوة.
إنّ الحديد كما الكتاب منزّلٌ * إنّ الرشاد بغير بأسٍ أبترُ
إنّ المدافع إن تخاطب تفحم * ودويها يصحي النيام ويُسهرُ
ومتى الرصاص يقعقع الآذان تصغي * كذا العقول بزخه تنورُ
سكب الدماء يزيل أدران الأمم * وبنضحه تزكو القلوب وتطهرُ
هذا منهجنا وهذه عقيدتنا, لن نغير ولن نبدل, وما زالت أقدامنا ثقيلة وهذه الساحة لن نرضى بنظامٍ أو دولةٍ لا تحكِّم شرع الله, ولو كان الدين تسعًا وتسعين بالمئة لله فلن نرضى ولن نقنع ولنسعِّرنّ القتال ولنقاتلنّ جيوش الأرض حتى يكون الدين مئةً بالمئة كله لله في جميع أرض الله, ولتجتمع علينا أمم الأرض قاطبة (فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ)، (إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ).
اللهم إنّ هذا الدين دينك والأرض أرضك والأمر أمرك، اللهم قد أريتنا في الرافضة حلمك فأرنا فيهم غضبك، اللهم إنهم جعلوا لك أندادًا وآذوا نبيك وآل نبيك, اللهم لا تبق لهم راية ولا تحقق لهم غاية، اللهم لا نبغي سوى عفوك ورضاك فخذ اللهم من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى، فإنا لا نملك غيرها.
الله احفظ مولانا أمير المؤمنين أبا بكر الحسيني واحفظ وزراءه وولاته وجنوده ومكّن لهم في الأرض.
اللهم أحينا مجاهدين وتوفنا شهداء مخلصين واحشرنا مع النبيين والصديقين.
وصل اللهم على حبيبنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
21-03-12, 11:44 AM
العرض العادي
