العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-15, 08:58 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


إياك والفجر في الخصومة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إياك والفجر في الخصومة
حثنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم على خلق العفو والصفح والتسامح فقال سبحانه(وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)سورة التغابن،
نهى الإسلام عن الفجر في الخصومة وجعلها علامة من علامات النفاق،
عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً،ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها،إذا اؤتمن خان،وإذا حدث كذب،وإذا عاهد غدر،وإذا خاصم فجر )أخرجه البخاري،وابو داود،والترمذي،
قال الحافظ ابن حجر الفجور هو،الميل عن الحق والاحتيال في رده،
والمراد ،أنه إذا خاصم أحداً فعل كل السبل غير مشروعة ،واحتال فيها حتى يأخذ الحق،وهو بذلك مائل عن الصراط المستقيم،
ولقد سمى الله في كتابه الكريم الفجر في الخصومة لدداً قال تعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّه َ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)البقره،
الألد ،الشديد اللدد أي،الجدال،
وعن عائشة رضي الله عنهاعن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إِن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)صحيح الجامع،
وأخرج أبو يعلى،والحاكم وصححه،عن أنس رضي الله عنه،قال،قال،بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم،جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر بن الخطاب،ما أضحكك يا رسول الله،قال،رجلاً جثياً من أمتي بين يدي رب العزة ،فقال أحدهما،يا رب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله،أعط أخاك مظلمته قال،يا رب لم يبق من حسناتي شيء قال،يا رب يحمل عني من أوزاري،وفاضت عينا رسول الله بالبكاء،ثم قال،إن ذلك ليوم عظيم يوم تحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله للطالب،ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه فقال، يا رب أرى مدائن من فضة وقصوراً من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا،لأي صديق هذا،لأي شهيد هذا،قال رب العالمين،هذا لمن أعطى الثمن قال،يا رب من يملك ثمنه،قال،أنت قال،بماذا،قال،بعفوك عن أخيك،
قال،يا رب قد عفوت عنه،قال،خذ بيد أخيك فأدخله الجنة،
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة) أخرجه أبو يعلى في مسنده،والبخاري،وابن أبي داود،وقال الحاكم صحيح الإسناد،
والفجر في الخصومة يؤدي إلى،التحاسد والتباغض،ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم،عن ذلك،فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولاتنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)رواه أحمد،والترمذي،
وعن الزبير,قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسدوالبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)رواه أحمد والترمذي،
فالحسد يؤدي إلى تجاوز الحد في الخصومة وتدبير الشر للخلق، ويعترض على قضاء الله وقدره،
ويحمله على الاستمرارفي الباطل الذي فيه هلاكه، كما حصل من إبليس لما حسد آدم فحمله ذلك على الفسق على أمر الله والامتناع عن السجود، فسبب له الحسد الطرد من رحمة الله،
التقاطع والتدابر،وربما يكون ذلك للأرحام والأقارب والواجب على المسلم أن يصل رحمه،
عن أبي أيوب رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )رواه البخاري ومسلم،
عن أنس رضي الله عنه، في الصحيحين،تحريم الهجرة( أكثر من ثلاث،فإذا زاد الهجر بين الإخوان فوق ثلاث كان حراماً،وكان فجراً في الخصومة لما يترتب عليه من تفكك اجتماعي)
الكبر والعُجب،فالكبر وإعجاب المرء بنفسه يؤديان إلى تجاوز الحد في الخصومة والى رد الحق وغمط الناس،فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس)رواه مسلم والترمذي، بل ربما يقلب الحق باطلاً،
روي أن مطرف بن عبد الله بن الشخير،رأى المهلب بن أي صفرة يتبخر فيطرف خز وجبة خز فقال له،يا عبد الله ما هذه المشية التي يبغضها الله،فقال له،أتعرفني،قال نعم أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت فيما بينذلك تحمل العذرة فمضى المهلب وترك مشيته،
ولما أُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث في وقت الفتنة قال عبد الملك لرجاء بن حيوة،ماذا ترى،قال،إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله مايحب من العفو، فعفا عنهم، إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا،
ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما نقصت صدقة من مال،وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)رواه مسلم،
طلب أحد الصالحين من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ، فجاء الخادم بماء،وكان الماء ساخنًا جدًّا، فوقع من يد الخادم على الرجل، فقال له الرجل وهوغاضب،أحرقتني،وأراد أن يعاقبه،فقال الخادم،يا معلم الخير ومؤدب الناس،ارجع إلى ما قال الله،تعالى،قال الرجل الصالح،وماذا قال تعالى،قال الخادم،لقد قال تعالى(والكاظمين الغيظ)قال الرجل،كظمتُ غيظي،قال الخادم(والعافين عن الناس)قال الرجل،عفوتُ عنك.قال الخادم(والله يحب المحسنين)قال الرجل،أنت حُرٌّ لوجه الله،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم(من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفِذه دعاه الله،عز وجل،على رءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء)رواه أبو داود،والترمذي،وابن ماجه،
والواجب على المسلم أن يتعلم فضيلة وخلق العفو والتسامح،وأن لا يجعل الخصومة سبيلاً إلى معاداة الناس ومحاولة الأذى لهم،
فإياك والفجر في الخصومة فإن الدنيا زائلة وعند الله يجتمع الخصوم،
جعلني الله وإياكم من العافين عن الناس , ورزقنا عفو ورحمة رب الناس وجنبنا الزلل في القول والعمل،


اللهم آميـــن.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "