السلام عليكم روحمة الله
يقول العلماء أن أحسن طريقة لمعرفة مراد المتكلم الإستدلال ببعض كلامه على بعض .
والله سبحانه وتعالى يقول {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الزخرف3
وكذلك جعله منزها عن العوج والعجمة قال تعالى {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
وهذا يقتضي لمن أراد أن يتكلم في الشريعة أن يعرف اللغة التي نزل بها القرآن الكريم ويعرف أساليبها واستعمالاتها .
يقول الشاطبي رحمه الله ((لا يجوز لأحد أن يتكلم في الشريعة حتى يكون عربيا أو كالعربي في كونه عارفا بلسان العرب , بالغا فيه مبالغهم )) .
والذي نزل عليه القرآن كان عربيا فصيحا والذين خاطبهم القرآن كانوا عرباء فصحاء , فجرى الخطاب بالقرآن على معتادهم في لسانهم لفظا ومعنى .
يقول الشافعي رحمه الله (( لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل لسان العرب .. ))
قلت : ( تيمي ) كيف لو علم الشافعي أن الرافضة تأخذ تفسير من لا ينطق بالضاد !!!!
فمن أساليب القرآن أنه قد يوجز في موضع ما ويفصل في آخر , وقد يرد النص مطلقا في موضع ثم يأتي المقيد إما متصلا أو منفصلا عنه , وقد يرد النص عاما في موضع ثم يرد المخصص متصلا به أو منفصلا عنه . وغير ذلك من الأساليب
فينبغي على المفسر لكتاب الله أن يجمع الآيات في الموضوع الواحد ثم ينظر فيها ليعرف ما قد يكون بينها من علائق .
إذا عرفت هذا تبين لك أحد أسباب ضلال كثير من أهل الأهواء حيث أنهم أخذوا بعض النصوص وتركوا بعضها ولم يجمعوا النصوص مع بعضها فخرجوا بصورة ناقصة فكان حكمهم وتـأصيلهم فيه بعض الحق وكثير من الباطل .
وكان أهل السنة والجماعة أسعد الفرق باتباع الدليل حيث من أصولهم في الإستدلال الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة .
فترى على سبيل المثال أن أهل السنة وسط بين المعتزلة والخوارج ( الوعيدية ) وبين المرجئة , حيث نظر المعتزلة لنصوص الوعيد فقط وتركوا نصوص الوعد وبضدهم المرجئة حيث أخذوا بنصوص الوعد وتركوا نصوص الوعيد . وهدى الله أهل السنة للجمع بين النصوص .
وللحديث بقية .