تتجلى معتقدات السبئية فيما يدين به الرافضة المجوس: فهو أول من ادعى أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما اغتصبا الخلافة وهو أول من أمعن في الطعن مدعيا أن علي رضي الله عنه أمره بذلك . بل أضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي كما أوصى موسى عليه السلام ليوشع بن نون وأن لكل نبي وصي .
يقول الشهرستاني في الملل والنحل: ج1 ص155( و كان موسى عليه السلام قد أفضى بأسرار التوراة والألواح لى يوشع ابن نون: وصيه وفتاه والقائم بالأمر من بعده؛ ليفضي بها إلى أولاد هارون؛ لأن الأمر كان مشتركاً بينه وبين أخيه هارون عليهما السلام؛ إذ قال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام في دعائه حين أوحى ليه أولاً: " وأشركه في أمري " ، وكان هو الوصي. فلما مات هارون في حال حياة موسى: انتقلت الوصية إلى يوشع بن نون وديعة؛ ليوصلها إلى شبير وشبر: ابني هارون قراراً؛و ذلك أن الوصية والإمامة: بعضها مستقر، وبعضها مستودع.)
و لم يتوقف في حدود الوصية بل تجاوزه إلى مجموعة من المعتقدات الشركية المستخلصة من اليهودية والديانات الوثنية السائدة يومها.
يصف الشهرستاني تأثيرات ابن سبأ في القوم :
هؤلاء هم الذين غالوا في حق أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقية، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية؛ فربما شبهوا واحداً من الأئمة بالإله،و ربما شبهوا الإله بالخلق. وهم على طرفي الغلو والتقصير. وإنما نشأت شبهاتهم من مذاهب الحلولية، ومذاهب التناسخية، ومذاهب اليهود والنصارى؛ إذ اليهود شبهت الخالق بالخلق، والنصارى شبهت الخلق بالخالق. فسرت هذه الشبهات في أذهان الشيعة الغلاة؛ حتى حكمت بأحكام الإلهية في حق بعض الأئمة. وكان التشبيه بالأصل والوضع في الشيعةن وإنما عادت إلى بعض أهل الشبة بعد ذلك، وتمكن الإعتزال فيهم؛ لما رأوا أن ذلك أقرب إلى المعقول، وأبعد من التشبيه والحلول.
وبدع الغلاة محصورة في أربع: التشبيه، والبداء، والرجعة، والتناسخ. ولهم ألقاب؛ وبكل بلد لقب: فيقال لهم بأصبهان: الخرمية والكوذية، وبالري: المزدكية والسنباذية، وبأذربيجان: الدقولية؛ وبموضع: المحمرة وبما وراء النهر: المبيضة.
وهم أحد عشر صنفاً: السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ؛ الذي قال لعلي كرم الله وجهه: أنت أنت يعني: أنت الإله؛ فنفاه إلى المدائن. زعموا: أنه كان يهودياً فأسلم؛ وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وصي موسى عليهما السلام مثل ما قال في علي رضي الله عنه. وهو أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي رضي الله عنه. ومنه انشعبت أصناف الغلاة.
زعم ان علياً حي لم يمت؛ ففيه الجزء الإلهي؛ ولا يجوز أن يستولي عليه، وهو الذي يجيء في السحاب، والرعد صوته، والبرق تبسمه: وأنه سينزل إلى الأرض بعد ذلك؛ فيملأ الرض عدلاً كما ملئت جوراً. وإنما أظهر ابن سبا هذه المقالة بعد انتقال علي رضي الله عنه، واجتمعت عليع جماعة، وهو أول فرقة قالت بالتوقف، والغيبة، والرجعة؛ وقالت بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي رضي الله عنه. قال: وهذا المعنى مما كان يعرفه فيه حين فقأ عين واحد بالحد في الحرم ورفعت القصة إليه: ماذا أقول في يد الله فقأت عينا في حرم الله؟ فأطلق عمر اسم الإلهية عليه؛ لما عرف منه ذلك.
وحتى يحكم القبضة على الأتباع كان من المحتم أن يوفر للوصي طبقا لمنطق السبئية أصلا يفرض الطاعة والتسليم على المريدين " الوصية" التي تلزم الأتباع بالطاعة مادامت أمرا إلهيا غير قابل للنقض
إن الإعتقاد بالوصية يفضي حتما إلى الإقرار بجملة من المبادئ تتراوح بين الإعتدال والغلو تجعل الأمر يترواح بين العصمة والألوهية وتهدف في مجملها إلى تنزيه المعصوم عن الوقوع في الخحطأ وإضفاء هالة من القداسة عليه في تصرفاته وأقواله ( بل حتى في بوله وغائطه) وتكفير مخالفيه ووضعهم في صف الأعداء الحقيقيين
إن وصف السبئية لعلي بالإله تجد تجسيدها في قول الفرس لملكهم " شماك بغان" أي أنتم الآلهة وبوصفهم له" مردان بهلم" أي العظيم الأول وهو تقليد فارسي متبع في مخاطبة ملوك الرفس ظل معروفا بين سكان الكوفة من الفرس