العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-06-09, 10:59 AM   رقم المشاركة : 11
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


جماعة متأثرة بالصوفية: النورسية


التعريف:

النورسية: جماعة دينية إسلامية هي أقرب في تكوينها إلى الطرق الصوفية منها إلى الحركات (*) المنظمة، ركز مؤسسها على الدعوة إلى حقائق الإيمان والعمل على تهذيب النفوس مُحْدِثاً تياراً إسلامياً في محاولة منه للوقوف أمام المد العلماني الماسوني الكمالي الذي اجتاح تركيا عقب سقوط الخلافة (*) العثمانية واستيلاء كمال أتاتورك على دفة الحكم فيها.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

المؤسس هو الشيخ سعيد النورسي 1873ـ 1960م ولد من أبوين كرديين في قرية نورس القريبة من بحيرة وان في مقاطعة هزان بإقليم بتلس شرقي الأناضول، تلقى تعليمه الأولي في بلدته، ولما شبّ ظهرت عليه علامات الذكاء والنجابة حتى لقب بـ(بديع الزمان) و(سعيدي مشهور).

ـ في الثامنة عشر من عمره ألَمَّ بالعلوم الدينية وبجانب كبير من العلوم العقلية، وعرف الرماية والمصارعة وركوب الخيل، فضلاً عن حفظه القرآن الكريم، آخذاً نفسه بالزهد والتقشف.

ـ عمل مدرساً لمدة خمسة عشر عاماً في مدينة وان وهناك بدأ دعوته الإرشادية التربوية.

ـ انتقل إلى استانبول لتأسيس الجامعة الزهراء لتكون على شاكلة الجامع الأزهر بمصر، وصادف أن كان هناك الشيخ بخيت شيخ الجامع الأزهر الذي أبدى إعجابه الشديد ببديع الزمان.

ـ عين عضواً في أعلى مجلس علمي في الدولة العثمانية وهو دار الحكمة الإسلامية.

ـ عندما دخل الحلفاء استانبول محتلين كان في مقدمة المجاهدين ضدهم.

ـ في عام 1908 م بعد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد بتآمر من جمعية الاتحاد والترقي التي رفعت شعار (الوحدة ـ الحرية ـ الإصلاحية) لتخفي وراءه دسائسها ومؤامراتها على الإسلام والمسلمين، ألّف بديع الزمان جمعية (الاتحاد المحمدي) واستخدموا نفس شعارات الاتحاديين ولكن بالمفهوم الإسلامي كشفاً لخدعهم التي يتسترون خلفها وتجلية لحقيقتهم الماسونية.

ـ أرسل الماسونيون (قرّه صو) اليهودي لمقابلته، لكنه ما لبث أن خرج من عنده وهو يقول: "لقد كاد هذا الرجل العجيب أن يزجني في الإسلام بحديثه".

ـ في الحرب العالمية الأولى التحق بالجيش التركي ضابطاً فيه، وفي الأمسيات كان يلقي على تلاميذه وعساكره علوماً في القرآن.

ـ قبض عليه الروس ونفوه إلى سيبيريا، لكنه استطاع أن يهرب ويعود إلى استانبول عن طريق ألمانيا فبلغاريا فتركيا.

ـ حينما أعلن مصطفى كمال أتاتورك (1880ـ1938م) العصيان بالأناضول حاول استدراج بديع الزمان إلى جانبه إذ عرض عليه قصراً فخماً ومناصب عليا، لكنه رفض كل ذلك منصرفاً عن السياسة كليًّا جاعلاً شعاره "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة" عاكفاً على العبادة والتربية وصقل النفوس.

ـ لقد كان العلمانيون الذين حكموا تركيا بعد زوال الخلافة يخشون من دعوته ويعارضونها أشد المعارضة فما كان منهم إلا أن استغرقوا حياته بالسجن والتعذيب والانتقال من سجن إلى منفى، ومن منفى إلى محاكمة.

ـ أصدرت المحاكم ضده أحكاماً بالإعدام عدة مرات لكنهم كانوا يعدلون عن تنفيذ هذا الحكم خوفاً من ثورة أتباعه وأنصاره.

ـ في عام 1327هـ انتقل إلى سوريا وأقام في دمشق وألقى في المسجد الأموي خطبته التي عرفت بالخطبة الشامية وضح فيها أسباب تقدم أوروبا وتخلف المسلمين بما يلي:
1 ـ اليأس الذي بلغ بالمسلمين مبلغه.
2 ـ فساد الأخلاق وفقدان الصدق في الحياة الاجتماعية والسياسية.
3 ـ انتشار العداوة والبغضاء بين صفوف المسلمين.
4 ـ فقدان روابط الحبة والتعاون والتكافل بين المسلمين.
5 ـ الاستبداد المنتشر انتشار الأمراض السارية.
6 ـ تقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة.

ـ عاش آخر عمره في إسبارطة منعزلاً عن الناس، وقبل ثلاثة أيام من وفاته اتجه إلى أورفه دون إذن رسمي حيث عاش يومين فقط فكانت وفاته في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1379هـ.

الأفكار والمعتقدات:

فكر هذه الجماعة هو ما كتبه المؤسس ذاته حتى إنك لا تكاد تجد ذِكراً لآخرين تركوا إضافات مهمة على أفكارها.

قامت هذه الدعوة لإيقاظ العقيدة الإسلامية في نفوس أتباعها فكان عليها أن تواجه الظروف القاسية بتكتيك يناسب هذه الظروف التي كان مجرد الانتماء إلى الإسلام فيها يعد جريمة يعاقب عليها القانون.

كان بديع الزمان متواضعاً زاهداً يتحرز عن مواطن الشبهة، وكان شعاره الدائم ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).

التخلي عن السياسة واعتبرها من وساوس الشيطان وذلك إثر عدة مواجهات ومصادمات بين بديع الزمان ومصطفى كمال الذي كان يحاول استدراج الشيخ إلى صفه حيث غادر سعيد النورسي أنقره عام 1921م إلى (وان) تاركاً السياسة خلف ظهره ووُصِفَ هذا التاريخ بأنه فاصل بين مرحلتين: سعيد القديم وسعيد الجديد.

قال بديع الزمان للمحكمة عندما كان مسجوناً في سجن اسكشير: (لقد تساءلتم هل أنا ممن يشتغل بالطرق الصوفية وإنني أقول لكم: إن عصرنا هذا هو عصر حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة، وإن كثيرين هم أولئك الذين يدخلون الجنة بغير طريقة ولكن أحداً لا يدخل الجنة بغير إيمان).

وقال: "أقسم بالله أنني سأكرس نفسي للقرآن باذلاً حياتي مهما كانت مكائد الوزير البريطاني القذرة". ويقصد به وزير المستعمرات البريطاني غلادستون الذي قال آنذاك: "طالما أن القرآن مع المسلمين فسيبقون في طريقنا ولذلك يجب علينا أن نبعده عن حياتهم".

من أقواله: "لو أن لي ألف روح لما ترددت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام.. إنني لا أعترف إلا على ملة الإسلام.. إنني أقول لكم وأنا أقف أمام البرزخ الذي تسمونه السجن إنني في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة...".

ـ وله كذلك: "كما أنه لا يناسب الشيخ الوقور أن يلبس لباس الراقصين فكذلك لا يناسب استانبول أن تلبس أخلاق أوروبا".

إن التهم الرئيسية التي كانت توجه إلى بديع الزمان في المحاكمات يمكن تلخيصها فيما يلي:
ـ العمل على هدم الدولة العلمانية والثورة(*) الكمالية.
ـ إثارة روح التدين في تركيا.
ـ تأليف جمعية (*) سرية.
ـ التهجم على مصطفى كمال أتاتورك.

لكنه كان يتصدى لهذه التهم بمنطق بليغ من الحجة والبرهان حتى أصبحت هذه المحاكمات مجال دعاية له تزيد في عدد أتباعه.

لقد كرس المؤسس نشاطه ودعوته على مقاومة المد العلماني الذي تمثل في:
ـ إلغاء الخلافة(*) العثمانية.
ـ استبدال القوانين الوضعية (*) ـ والقانون السويسري المدني تحديداً ـ بالشريعة الإسلامية (*).
ـ إلغاء التعليم الديني.
ـ منع الكتابة بالحروف العربية وفرضها بالحروف اللاتينية.
ـ تغيير الأذان من الكلمات العربية إلى الكلمات التركية.
ـ فرض النظرية الطورانية (*) "وأن الترك أصل الحضارات".
ـ إلزام الناس بوضع القبعة غطاء للرأس.
ـ جعل يوم الأحد يوم العطلة الرسمية بدلاً من يوم الجمعة.
ـ ارتداء الجبة السوداء والعمامة البيضاء مقصور على رجال الدين.
ـ ترجمة القرآن إلى اللغة التركية وذلك عام 1350هـ/1931م وتوزيعه في المساجد.
ـ تحريم الاحتفال بعيدي الأضحى والفطر وإلغاء التقويم الهجري وإحداث تغييرات في نظام المواريث.
ـ الاتجاه نحو الغرب ومحاكاته في عاداته وتقاليده واهتماماته.
ـ طمس العقيدة الإسلامية في نفوس الناس بعامة والناشئة بخاصة.

يمتاز شباب هذه الجماعة بالعفة والنظافة، شباب قابض على دينه في عصر شاعت فيه الفتن والإغراءات والانحلال.

هذا وثمة بعض المآخذ على هذه الجماعة:

ـ أن هذه الجماعة لم تُعن بنشر عقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعها وبين عوام المسلمين ممن يحتاجون إلى تصحيح عقائدهم قبل شغلهم بأمور أخرى .

بل تبنت عقيدة الماتريدية التي كانت تُدعم من قبل الدولة العثمانية ؛ فلم تحاول التخلص من هذه العقيدة البدعية .

ـ أنهم لم يستطيعوا تأسيس عمل إسلامي منظم يستطيع التصدي للمكر اليهودي الذي كان متغلغلاً في معظم نواحي الحياة السياسية المعادية للإسلام والمسلمين إذ ذاك. لكن الإنصاف يقتضينا أن نقر بأن الظروف المحيطة بنشأة هذه الجماعة لم تكن لتسمح لها بالظهور في غير الشكل الذي ظهرت فيه.

ـ أن اشتراك بديع الزمان مع آخرين في تأليف جمعية الاتحاد المحمدي ليس أكثر من رد فعل سرعان ما انفرطت فضلاً عن استعداء الاتحاديين (*) عليه وتركيزهم الكيد والتآمر للقضاء عليه وعلى دعوته.

ـ إن تخلي هذه الجماعة عن السياسة واتخاذ سعيد النورسي شعار أعوذ بالله من الشيطان والسياسة وذلك منذ عام 1921م قد ترك أثراً سلبياً على أتباعها إذ وقع بعضهم فريسة لأحزاب (*) علمانية.

ـ يؤخذ على الشيخ تخليه عن مساندة الشيخ سعيد الكردي الذي قام بثورة ضد مصطفى كمال أتاتورك سنة1925م واقفاً إلى جانب الخلافة (*)، وقد حدثت معارك رهيبة بينه وبين الكماليين في منطقة ديار بكر سقط فيها آلاف من المسلمين.

ـ ويأتي هذا الموقف انطلاقًا من فكره في وجوب جهاد (*) النفس أولاً ثم الدعوة إلى تنوير الأفكار، وقد نادت الجماعة بإصلاح القلوب وعدم الدخول في معارك داخلية مع المخالفين المسلمين سواء كانوا حكامًا أو محكومين والتزام طريق الدعوة السلمية، والتطور التدريجي، ولا يلجأ إلى الجهاد المسلح إلا ضد العدو الخارجي من الكفار والزنادقة.

ـ لدى بعض أفراد جماعة النور ـ مؤخراً ـ شعور بالانعزالية والاستعلاء وهذا أفقدهم القدرة على التغلغل بين طبقات الشعب المسلم لدعوته وتوعيته.

تفرقت هذه الجماعة بعد موت المؤسس وانقسمت إلى ثلاثة أقسام رئيسية متنافرة:
قسم التحق بحزب (*) السلامة.
قسم التزم الحياد.
وقسم ثالث عادى حزب السلامة (حزب الرفاه) متحالفاً مع حزب العدالة الذي يرأسه (ديميريل) ويملك هذا القسم كل وسائل الدعم والتأييد. وهناك محاولة واسعة لتخريب أفكار شبابه. ومن ذلك مجموعة يني آسيا جي لر مصدرو صحيفة يني آسيا التي اشتركت مع صحيفة أخرى اسمها يني نسل في التشهير بحزب السلامة (حزب الرفاه) وبزعيمه نجم الدين أربكان.

الجذور الفكرية والعقائدية:

ـ ليست جماعة النور إلا واحدة من الجماعات الإسلامية ؛ لكنها على العقيدة الماتريدية عقيدة تركيا والخلافة العثمانية.

ـ سلكت الجماعة طريق التربية وعملت على حفظ الإيمان في النفوس وعليه فإنها تُشَبه بالطرق الصوفية من بعض الوجوه.

ـ يطلق بعضهم على هذه الجماعة اسم المدرسة اليوسفية أي التي يتحمل أصحابها في سبيل عقيدتهم السجن والتعذيب دون أن يتصدوا للطغيان إلا بالحجة والمنطق والصبر والمصابرة.

الانتشار ومواقع النفوذ:

ـ بدأت جماعة النور في المنطقة الكردية شرقي الأناضول وامتدت إلى أرض روم واسبارطة وما حولها ثم انتقلت إلى استانبول.

ـ وصلت هذه الدعوة إلى كل الأراضي التركية واكتسحت كل التنظيمات القائمة على أرضها آنذاك.

ـ بلغ عدد أعضائها أكثر من مليون شخص، يقضي أحدهم عمره في استنساخ رسائل النور وتوزيعها، وكانت الفتيات نشيطات في ذلك كثيراً.

ـ لهذه الجماعة أتباع وأنصار في كل من الباكستان والهند. وكذلك لها نشاط في أمريكا يتمثل في الطلاب الأتراك من أتباع هذه المدرسة.

--------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
ـ بديع الزمان (نظرة عامة عن حياته وآثاره) مصطفى ذكي عاشور.
ـ النورسي (حياته وبعض آثاره )، د. محمد سعيد رمضان البوطي.
ـ جوانب غير معروفة من حياة سعيد النورسي، الأستاذ نجم الدين شاهين.
ـ الموسوعة الحركية "جزءان" فتحي يكن، دار البشير، عمان، الأردن، 1403هـ/1983م
ـ العلمانية وآثارها على الأوضاع الإسلامية في تركيا، عبد الكريم مشهداني ـ منشورات المكتبة الدولية بالرياض ـ مكتبة الخافين بدمشق ـ ط1 ـ 1403 هـ /1983م.
ـ الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا، مصطفى محمد، طبع في ألمانيا الغربية، ط1 ،1404هـ/1984م.
ـ المثنوي العربي النوري، للنورسي، ترجمة د. محمد عبد السلام كفافي مع الشرح والدراسة، المكتبة العصرية، بيروت، 1966م.
ـ مقال عن بديع الزمان النورسي، مجلة الأمة، بقلم د. عماد الدين خليل، عدد ذي الحجة 1405هـ .
ـ الرجل الصنم كمال أتاتورك، تأليف ضابط تركي سابق، ترجمة عبد الله عبد الرحمن، مؤسسة الرسالة، بيروت، الشركة المتحدة، ط2، 1398هـ/1978م.
ـ قام الشيخ سعيد بتأليف أكثر من (130) رسالة يعالج فيها مختلف المشكلات الدينية والروحية والنفسية والعقلية انطلاقاً من القرآن وتفسيره، وقد قام الأستاذ إحسان قاسم إصلاحي بترجمة عدد من هذه الرسائل إلى اللغة العربية منها:
1ـ قطوف أزاهير النور، مطبعة العاني، بغداد، 1983م.
2 ـ الحشر، دار الكتاب، بغداد، 1983م.
3 ـ الآيــة الكــبرى، مطبعة العاني، بغداد، 1983م.
4 ـ الإنسان والإيمــان، دار الاعتصام، القاهرة، 1983م.
5 ـ حقائق الإيمـــان، مطبعة العاني، بغداد، 1984م.
6 ـ زهرة النور، مطبعة العاني، بغداد، 1984م.
7 ـ الملائكة، مطبعة الزهراء، الموصل، 1984م.
8 ـ الشكر، مكتبة القدس، بغداد، 1984م.
9 ـ الشيوخ، مكتبة الزهراء، الموصل، 1984م.
10 ـ الإيمان وتكامـل الإنسان، مكتبة القدس، بغداد، 1984م.
11 ـ وللشيخ سعيد النورسي كذلك:
1 ـ إشارات الإعجاز في مظان المجاز ( وهو أول مؤلف له باللغة العربية ).
2 ـ الصيقل الإسلامي.
3 ـ التفكير الإيماني.
4 ـ ذو الفقار.
5 ـ رائد الشباب.
6 ـ الخطبة الشامية.
7ـ الخطوات الست (يتحدث فيه عن مؤامرات الإنجليز ودسائسهم، وقد أسهم هذا الكتاب في إشعال الثورة ضد الإنجليز مما عجل بطردهم).






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» يا رافضة هل الإمامة لطفٌ عام أم لطفٌ خاص ؟
»» آثار المناظرة على الرافضي في شبكة أنا رافضي
»» كرم الله وجهه [ ليست من خصائص علي ] ...
»» وأزواجهُ أمهاتهم هل هو نصٌ قطعي أم فرضي يا رافضة ؟
»» الله هو الذي يحي ويميت والرافضة تقول الائمة يحيون الموتى
 
قديم 20-06-09, 11:01 AM   رقم المشاركة : 12
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقـة الرفاعية


من السلاسل المنتشرة في العراق وبلاد الشام وغيرها الرفاعية ، نسبة إلى أبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ، منسوب إلى بني رفاعة قبيلة من العرب ، كما صرح بذلك الشعراني في طبقاته(1).

ولو أن الرفاعية يدعون نسبته إلى بني فاطمة كعادة الصوفية الآخرين بأن كل جماعة وحزب منهم يريد نسبة شيخهم إلى الإشراف والسادات ، فقالوا كما قاله الآخرون: "أنه سيد حسيني"(2).

وعد مقدم كتابه (المجالس الرفاعية) السيد خاشع الراوي الرفاعي أنه: " الإمام الثالث عشر من أئمة آل البيت سلام الله عليه وعليهم أجمعين(3).

ولكن المحققين أنكروا عليهم نسبته هذه ، ونسبه ذاك.

ولأهل الطريقة القادرية من الصوفية رسائل وكتب ، كتبت لبيان أن نسبه إلى الأشراف ليس بصحيح ، ولقد ذكر ظهير الدين القادري الحسني الحسيني فصلاً مستقلاً وباباً خاصاً في كتابه (الفتح المبين في ما يتعلق بترياق المحبين) لبيان هذا(4).

كما أن الرفاعيين ألّفوا عديداً من الرسائل والكتب لإثبات نسبته إلى السادات ولكنهم اختلفوا فيما بينهم في أسماء آبائه ، وعددهم إلى موسى بن جعفر بن محمد الباقر ، وهذا أحد الأدلّة لعدم ثبوت النسب ، وقد صرح ابن عنبة نسابة الأشراف المشهور في عمدته أن الذي ينسبون إليه الرفاعي ليس بثابت ، وإن الرفاعي نفسه لم يدّع ذلك ، وهذا نصه:
" وقد نسب بعضهم الشيخ الجليل سيدي أحمد الرفاعي إلى حسين بن أحمد الأكبر فقال:
هو أحمد بن يحيى بن ثابت بن حازم بن علي بن الحسين بن المهدي بن القاسم بن محمد بن الحسين المذكور ، ولم يذكر أحد من علماء النسب للحسين ولداً اسمه محمد ، وحكى لي الشيخ النقيب تاج الدين أن سيدي أحمد بن الرفاعي لم يدّع هذا النسب ، وإنما أدعاه أولاد أولاده"(5).

وقد ذكر ظهير الدين القادري نقلاً عن العلامة شمس الدين ناصر الدمشقي أنه قال: " إن الرفاعي لم يبلغنا أنه أعقب كما جزم غير واحد من الأئمة المرضية ، ولم أعلم له نسباً صحيحاً إلى علي بن أبي طالب ولا إلى أحد ذريته الأطياب ، وإنما الذي وصل إلينا وساقه الحافظ وصح لدينا أن أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة المغربي الأصل البطائحي الرفاعي نسبة إلى جده الأعلى رفاعة ، قدم والده أبو الحسن رحمة الله عليه من بلاد المغرب ، فسكن بطائح"(6).

فلم يكن عند الرفاعيين شيء لحل هذه المعضلة ، ورفع هذه المشكلة إلى أن يلتجؤا إلى ما التجأ إليه الآخرون من بني جلدتهم وأهل مشربهم ، فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أخبره بصحة نسبه إليه كما يذكر ذلك صاحب القلادة " كيف لا ، وقد شهد له نبينا سيد العرب والعجم بصحة الوصلة والنسب ، وذلك عام حجه رضي الله عنه حين وقف تجاه الحجرة العطرة النبوية قال: السلام عليك يا جدي ، فقال له عليه أفضل صلوات الله: وعليك السلام يا ولدي"(7).

وإنني لأرى بأن هذا دليل آخر على عدم ثبوت النسب وإلا لما احتيج لإثباته إلى مثل هذه الحكايات الباردة والروايات المختلفة المخترعة التي هي في احتياج إلى ثبوتها وإثباتها وإقامة البرهان على تحققها ووقوعها ، فالمتشابهات والمظنونات لا يحصل بها اليقين والله أعلم.

وأما عندنا فإن النسب لا يرفع الوضيع ولا يضع الرفيع ، فقد قال جل وعلا: { يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}(8).

وقال عز من قائل: { يا أيها الناس اتقوا الله ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة}(9).

وقال عليه الصلاة والسلام: (( الناس بنو آدم وآدم من تراب))(10).

وقال في خطبته- أيام التشريق- : (( يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا أعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى ، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث))(11).

ومن المعلوم أن ولد نوح ووالد إبراهيم وزوجي نوح ولوط وعمّ رسول الله الكريم لم ينفعهم حسبهم ونسبهم من عذاب الله وبطشه ، وقد نفع بلال الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي إيمانهم وعملهم ، ما لم ينفع أبا لهب وزوجته وهو عم رسول الله أخو والده ، وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام مخاطباً عمته صفية وابنته الزهراء زوج علي بن أبي طالب وأمّ الحسنين:
(( يا صفية ، عمة رسول الله ، لا أغني عنك من الله شيئاً وفي رواية: يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ، لا أغنى من الله شيئاً ))(12).

فإن الأحساب والأنساب المجردة ، لا قيمة لها عند الله ، فمدار النجاة ليس إلا على الإيمان والعمل الصالح ولكننا ذكرنا هذا كله عند ذكر الرفاعي والآخرين لما له أهمية عند القوم ، وعلى ذلك يحاولون أن يثبتوا لكل كبير لهم نسبه إلى السادة والأشراف ، مع تصريح أبي العباس المرسي وهو من كبار المتصوفة والحائز عندهم على مقام القطبية: " لا يلزم أن يكون القطب شريفاً حسينياً ؛ بل قد يكون من غير هذا القبيل"(13).

وآخر ما يزيد أن نثبته في مسألة نسب الرفاعي لطرافته ما ذكره محمد أبو الهدى الرفاعي ، فيقول:
" وقال رجل موصلي لشيخنا الشيخ عبدالرحمن جمال الدين الحدادي يا سيدي إن رأيت بعضاً من كتب التاريخ ذكر نسبة الشيخ عبدالقادر الجيلاني وسكت عن نسبة السيد أحمد الرفاعي مع أنه عربي الأصل وأشهر منه بالسيادة وقد قال بعض علماء فارس أن الشيخ عبدالقادر بشتبري النسب وهكذا يقول بعض أهل بيته فقال شيخنا قدس الله سره أكفف يا ولدي عن الخوض وأعلم أن من كتب التاريخ سكت عن نسبة الاثنين إلا أن بعض لصوفية ذكر نسبه الشيخ عبدالقادر حرصاً عليه حتى لا يطعن في نسبه من لا علم له لما أشتهر أنه من العجم ، ولما قيل أنه بشتبري النسب والأصل الصحيح أنما هو رجل فاطمي لا ريب في نسبته إلى الجد الأعظم صلى الله عليه وسلم سكن أجداده فارس إلى زمانه قدس سره ورضي الله عنه. وهكذا ما يجب علينا اعتقاده فإن الأولياء أعلم منا بالأدب الديني والوجه الشرعي ولو لم تكن نسبته ثابتة الوصول إلى الرسول لما أدعاه قط. وأما ما ذكرته من شهرة السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه بالسيادة وكونه غربي الأصل والمنشأ فهو السبب الذي اعتمد عليه الصوفية وسكت عن ذكر سلسلته نسبه"(14).

فولد أحمد الرفاعي هذا في " قرية من قرى البطائح ، يقال لها أم عبيدة بفتح العين"(15).
والبطائح قرى متجمعة في الماء بين واسطة والبصرة مشهورة بالعراق(16).
وعليه الأكثر.
وقيل: كانت ولادته في قرية من أعمال البصرة وولد سنة 500 من الهجرة على قول الأكثر(18).
وقيل: كانت ولادته سنة 512 في شهر رجب(19).
وكان أبوه علي بن أحمد قد نزل البطائح من المغرب ، وتزوج بأخت الشيخ منصور الزاهد وعلى ذلك كان يقال له المغربي أيضاً(20).
وقيل: إن الرفاعي هذا ولد بعد وفاة أبيه بأشهر(21).
وقيل: بل ولد في حياته في بغداد سنة 519هـ وكان عمر أحمد الرفاعي آنذاك سبع سنين ، وبعدئذ نقله خاله الشيخ المنصور البطائحي هو وإخوته وأمه فاطمة إلى قريته(22).
فنشأ هناك وتربى في بيت خاله الذي كان يعد من كبار المتصوفة وصاحب المشيخة هناك ، فبعد وفاته سنة 540هـ أخذ مشيخته وقام بمقامه.

ولقد حكى الرفاعيون حكايات عديدة ، وأحاطوه بأساطير طريفة منذ ولادته ؛ بل وما قبل الولادة وبعدها كعادتهم والآخرين منهم ، وحكايات تنبأ وتخبر بأصالة الاختلاق والاختراع والزور والكذب حيث أنها واحدة في معناها ومغزاها لكل واحد من كبارهم مع تعدد الأشخاص وتنوع البيئات واختلاف الزمان والمكان.
فمثلاً يقول محمد أبو الهدى الرفاعي في قلادته:
" ولد [أحمد الرفاعي] في شهر رجب ... وكان يشرب اللبن إلى أن قدم رمضان فتقيد عن شرب اللبن نهاراً إلى أن جاء العيد فشرب اللبن"(23).
وهذا عين ما يحكيه القادريون عن الشيخ عبدالقادر الجيلاني ، وغيرهم عن غيره(24).
وأيضاً ما يروون عنه أنه كان يتكلم وهو في المهد صبياً ، وقد تكلم يوم ولدته(25).
وكذلك ما يروون عن البشائر التي سبقت ولادته منها ما اختلقه منصور البطائحي حيث قال:
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول: يا منصور أبشرك أن الله تعالى يعطي إلى أختك بعد أربعين يوماً يكون اسمه أحمد الرفاعي ، مثل ما أنا رأس الأنبياء كذلك هو رأس الأولياء"(26).
وأيضاً " هو ذا يظهر في أم عبيدة وتشد إليه الرحال ، وتتحير فيه أهل الأحوال ، وتذل له رقاب الرجال ، يتعجب من طريقته وإنه صاحب شأن عظيم ومحل جسيم ، وهو آخر القوم مشرباً وأولهم قدماً ... وهو رجل عظيم المنزلة عند الله ، فإذا هو ظهر غلق أبواب جميع المشايخ والصالحين ، يظهر عن قريب ، وله سر عجيب ، وسير غريب ، ويصير الوقت له ولأهله وتهكمه وتصرفه ، يصل إلى مرتبة عظيمة ، يضرب دأبه إلى الذراري في ظهور الرجال ، يسلك طريقاً لم يسلكها أحد قبله ولا بعده"(27).
ولما ولد هذا واطلع على مقامه وشأنه الشيخ منصور البطائحي أخذته الغيرة ، فأنب أنّب من قبل الله تبارك وتعالى- " عياذاً بالله من نقل مثل هذه الخرافات ولا يؤاخذنا الله عليها- كما ذكر قاسم بن الحاج في كتابه (أم البراهين) :
إن الشيخ منصور البطايحي الرباني رضي الله عنه لما أخذته الغيرة حالة اطلاعه على مقام سيدنا السيد أحمد الكبير رضي الله عنه نودي من العلى أي منصور تأدب هذا السيد أحمد حبيبنا نظهره على غوامض غيوبنا أي منصور هذا السيد أحمد نائب الدولة المحمدية وعروس المملكة المصطفوية وهو شيخ جميع الأمة الأحمدية وشيخك فقل نعم قلت نعم فقال نحن نتصرف في ملكنا كما نشاء فقلت نعم نعم ثم أتى حملة الغاشبة يديه وأخذت العهد على يديه فأنا شيخه بالخرقة وهو شيخي بالخلق والخلقة كان سيدي منصور قدس الله روحه ذات يوم جالساً والفقراء حوله وهو يحدثهم ويرغبهم بمواهب الله وإذا به قد نهض قائماً وإذا به قد نهض قائماً على قدميه وصاح بأعلى صوته وأشار بيده إلى جهة الأرض ووقع مغشياً عليه فيقع ما شاء الله فلما أفاق لزمه الفقراء وأقسموا عليه بالعزيز وسألوه أن يخبرهم ما سبب صراخه وقيامه ونداه فقال لهم: سألتموني عن أمر عظيم.
اعلموا أن الله تعالى قد ألحق بالشيخ الكبير السيد أحمد بن ابن خالي مشارق الأرض ومغاربها من أربع جهاتها ، وإن الأمر يصير إليه ، وحكم الخلق كلهم بيديه ، ويكون هو الشيخ المعول عليه(28).

فهذه هي حكايات القوم عن طفولته وصغره قبل ولادته ، تشبه حكايات الآخرين تماماً ولو حذفت الأسماء فإنما هي بعينها بدون أدنى فارق.

فهذه هي حكايات القوم عن طفولته وصغره قبل ولادته ، تشبه حكايات الآخرين تماماً ولو حذفت الأسماء فإنما هي بعينها بدون أدنى فارق.

ولما كبر كان ما كان:
" كان قطب الأقطاب في الأرض ، ثم أنتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال(29).
و"ختم الله به الولاية كما ختم بمحمد النبوة"(30).
ويروون عنه أنه كان يعض " وكان يسمع صوته البعيد من مجلسه كالقريب ويحظر مجلسه الأصم الذي لا يسمع فيفتح الله سمعه بكلامه"(31).
وحتى أن أهل القرى التي حول أم عبيدة كانوا يجلسون على سطوحهم فيسمعون صوته ، ويعرفون جميع ما يتحدث به(32).
"وكان أشياخ الطريقة يحضرونه ويسمعون كلامه ، وكأن أحدهم يبسط حجره ، فإذا فرغ سيدي أحمد رضي الله عنه ضموا حجورهم إلى صدورهم وقصوا الحديث إذا رجعوا إلى أصحابهم على جليته"(33)
و"كان إذا طلب منه أحد أن يكتب له عوذه ولم يكن عنده مداد يأخذ الورقة ويكتب عليها بغير مداد"(34).

ومن أكاذيب الرفاعية في الرفاعي ما نقلوه عن أحد أصحاب الرفاعي أنه قال:
" كنت في بيتي ليلة من الليالي إذ ناداني السيد أحمد الرفاعي ، فقمت مبادراً إليه وقبلت يديه وسألته عن حاجته فأخذ بيدي وخرجنا من الرواق حتى وصلنا إلى بستان يعرف بالقثوري وهو مكان خالي فوق أم عبيدة ما فيه شيء يستظل به قال: أي سعيد قف هنا حتى أرجع فوقفت مكاني حتى مضى من الليل شطره وهو لم يرجع فمشيت على أثره لأعرف خبره فإذا أنا بثيابه ملقاة على الأرض وعلى جانبه ماء يبرق كالنجم فجعلت أطوف يميناً وشمالاً فلم أجده فرجعت إلى موضعي وأنا مرعوب من ذلك إذ هو أقبل عليّ وأنواره تشرق. فقلت له ما رأيت وأقسمت عليه بالعزيز سبحانه وبالمصطفى صلى الله عليه وسلم فاستخبرته عن ذلك فقال: أي ولدي أنا كنت ذلك الماء الذي رأيته نظري سبحانه بعين القدر فذبت كما يذوب الرصاص فصرت كما رأيت ماء ، ثم نظرني بعين اللطف فصيرني كما ترى بشراً سوياً"(35).

وكان يقول: " صحبت ثلاثمائة ألف أمة ممن يأكل ويشرب ويروث وينكح ولا يكمل الرجل عندنا حتى يصحب هذا العدد ويعرف كلامهم وصفاتهم وأسمائهم وأرزاقهم وآجالهم ، قال يعقوب الخادم ، فقلت له: يا سيدي إن المفسرين ذكروا إن عدد الأمم ثمانون ألف أمة فقط ، فقال ذلك مبلغهم من العلم ، فقلت له: هذا عجب. فقال: واز يدك أنه ى نستقر فطفة في فرج أنثى إلا ينظر ذلك الرجل إليها ويعلم بها. قال يعقوب الخادم فقلت له: يا سيدي هذه صفات الرب جل وعلا ، فقال: يا يعقوب أستغفر الله تعالى فإن الله تعالى إذا أحب عبداً صرفه في جميع مملكته وأطلعه على ما شاء من علوم الغيب"(36).

وكان يعقوب الخادم على حق حيث عدّ هذه الأوصــاف من صفــات الرب وهو الذي قال جلّ سبحانه وتعالى في كتابه المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، قال فيه:
{ إن الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحــام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت}(37).

وكان يملك الموت والحيــاة كما ذكر ذلك عنه ابن الملقن:
" ورآه ابن أخته عبدالرحيم أبو الفرج ، ورجل قد نزل عليه ، فقال له: مرحباً بوتد المشــرق ، فقال له: إن لي عشرين يوماً لم آكل ولم أشرب ، وأريد أن آمر هذا الأوز الذي في السمـاء ، فتنزل واحدة مشوية ، ففعل ، فنزلت كذلك ، ثم أخذ حجرين من جانبه فصارا رغيفين ، ثم مدّ يده إلى الهواء فأخذ كوز ماء ، فأكل ذلك وشرب ثم طار ، فقال الشيخ لتلك العظام: اذهبي باسم الله ، فذهبت سوية وطارت"(38).

ورواية أخرى رواها محمد أبو الهدى في قلادته نقلاً عن أمّ البراهين:
" ذكر الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان أنه خرج مع الشيخ الكبير السيد أحمد ذات يوم إلى الصحراء فبينما هما سائران في الصحراء إذ رأوا أسداً كاسراً مفترساً لشاب ، وقد خلع كتفه من جسده ومكث يأكله فزجره الشيخ الكبير السيد أحمد زجراً شديداً وقال له: أي خلق الله ما نهيتكم عن أذية الخلق الذين يمرون ببلادنا فنطق السبع وأتى إلى حضرة الشيخ مسلماً عليه بلسان عربي فصيح فقال له: أي سيد السادات وصاحب الجود والكرامات لي سبع أيام ما أكلت شيئاً وأنا دائر على ولدي فما وجدته ، وهذا الشـاب قد أرسله الله إليّ رزقاً مقسوماً بسبب غضب والدته عليه ، فأنتم تريدون قطع نصيبي من ذلك الأمر إلى الله ثم إليكم. فلما سمع كلامه لم يعبأ به ؛ بل التفت إليه بنظر الغضب والجلال فوقع السبع ميتاً ومسح عليه بيده المباركة فعاد كما كان أولاً ؛ بل أسدّ وأقوى . وقال الشيخ للشاب ما اسمك؟ قال: اسمي داود بن إبراهيم. فقال به الشيخ: أي داود أسلخ غريمك فسلخه وأخذ الجلد ومضى إلى والدته وخبرها بالقصة"(39).

وابن الملقن كذلك ذكر عن أبي عبدالله محمد البطائحي: " انحدرت في أيام سيدي عبدالقادر إلى أم عبيدة ، فقال لي الشيخ أحمد: أذكر لي شيئاً من مناقب الشيخ عبدالقادر وصفاته ، فذكرت منها شيئاً ، فجاء رجل في أثناء حديثي فقال: مه ، لا يذكر عندنا مناقب مناقب غير هذا ، فنظر الشيخ إليه مغضباً ، فرفع الرجل من بين يديه ميتاً"(40).


هذا وكان يملك الجنة والنار أيضاً كما يذكرون عنه أن شخصاً من أصحابه تمنّى عتق من النار ينزل من السماء "فسقط منها ورقة بيضاء ، فلم ير فيها كتابه فأتى إلى الرفاعي فلم يخبره بالقصة ، فنظر إليها ثم خرّ ساجداً وقال:
الحمد لله الذي أراني عتق أصحابي من النار في الدنيا قبل الآخرة ، فقيل له: هذه بيضاء ، فقال: أي أولادي ، يد القدرة لا تكتب بسواد ، وهذه مكتوبة بالنور"(41).

هذا ولقد باع على واحد من مريديه ، واسمه: إسماعيل بن عبدالمنعم ، قصراً في الجنة تجمعه حدود أربعة: الأولى إلى جنة عدن ، والثاني إلى جنة المأوى ، والثالث إلى جنة الخلد ، والرابع إلى جنة الفردوس بجميع صوره وولدانه وفرشه وستره وأنهاره وأحجاره عوض بستانه"(42).
ولقد ذكرنا هذه الحكاية مفصلاً في باب (أوليــاء أم آلهة) فليراجع إليه للتفصيل.

وكان يقول كما ينقلون عنه:
"وأحمى مريديّ على كل حالة *** وأدخلهم دار النعيم أمامي
فمن كان منّـا أو يلوذ ببابنا *** غداً يوم القرب تحت خيامي
وأحميهم مما يختشى يوم خوفه *** وفي معظم الحالات عنه أحامي"(43)

وقال أحد أصحابه:
" ولا يكون الرجل ممكناً في سائر أحواله حتى يعرض عليه عند غروب الشمس جميع أعمال أحابه وأتباعه وتلامذته بالقرب والبعد ، فيمحو منها ما يشـاء ، ويثبت ما يشــاء ... لا يكون الشيخ كاملاً في سائر أموره وأحواله وأقواله وأفعاله ، ولا يصلح له الجلوس في المخدة حتى يحضر عند تلميذه في أربع مواضع:
عند خروج روحه من جســده.
وعند مسألة منكر ونكير له.
وعند جوازه على الصــراط.
وعند الميزان"(44).

وكان يقول:
" خذ من مجلسي حصة من الفضل الإلهي ، والمنح النبوي ، كلّ من أظلّته الخضـراء ، وأقلته الغبراء ، اليوم محتاج لأخذ هذه الحصة من هذا المجلس ، سل أهل الذوق ، سل أهل الشوق ، سل الأقطاب ، سل الأفراد ، سل الأوتاد ، ختمت بي هذه التوبة الجامعة المحمدية"(45).

ونقلوا عنه هذه الأبيات:
" وطاولت أعلام الرجال ولم أزل *** أطول إلى أن جزت من حضرة الرب
وفقت كبار القوم في كل مذهــــب **** وســــرت بلاثان إلى مذهـــب الحبّ
وصرت فريداً في بني الحب كلهم **** وجاؤا الحاني يطلبوا السكر من شربي
وهاموا بكأسي قبل شرب الذي به *** ونالوا الشفاء من صرعه الهجر في طبي
أنا القطب والغوث الكبير الذي على ** قبــــــــــــاب زوياتي بدا النور من ربي
أشـــاهد معنى الكل في كلّ مشهد **** وانظــــــــــــر من معنى حقيقتها سلبي
فمن عينها عيني ومن سرّ رمزها *** عرفت بأن الكلّ من سرها وهبي"(46).
وأيضاً:
"رفعت رايتي على الأعلام *** وصفا الوقت بل وراق مدامي
وخيولي تدور في كل أرض *** ثم في كل بلدة ومقام
وطبولي دقت وموكب عزّي *** في سرور على مدى الأيام
أنا قطب في مركز الفصل قدري ** وعلى هامة الهلال خيامي
فجميع الرجال في باب عزّي *** يطلبون العطاء من إكرامي
شهرتي في السماء والأرض دارت ** وافتخاري يزيد في كل عام"(47).
وكان يقول:
" كل شيخ لم يحضر تلميذه عند الموت فليس هو عندنا برجل، وكل شيخ ينكشف تلميذه خلف القاف في ظلمة الليل ولا يمدّ يده يغطيه فما هو عندنا برجل ، وكل شيخ لا يغيّر صفات تلميذه ويكتب الشقي سعيداً فما هو عندنا برجل ، وكل شيخ لا يراعي تلميذه في القرب والبعد في حال حياته وبعد مماته فليس هو عندنا برجل"(48).
وكان يقول:
" وحق العزيز سبحانه وتعالى ، قبض العزيز جل وجلاله من نولا وجهه قبضة ، فخلق منها سيدنا المصطفى صلى الله عله وسلم فرسحت ، فخلقني منها ... وإني لما دعيت إلى هذا الأمر حملت إلى قبلة هذا البلد ، وشق صدري ملك من الملائكة المقربين فأخرج منه شيئاً مظلماً وغسّله بماء الحيوان من الرياء وسوء الخلق وكل ما كان للشيطان فيه نصيب ، كل ذلك وأنا أنظر بعيني كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم"(49).
انظر الجرأة وســــــوء الأدب في حضرة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه كيف يشبّهون متصوفهم مع الذي يصدق فيه قول الشاعر:
مضت الدهور وما أتن بمثله *** ولقد أتى فعجزن عن نظرائه
لكن هو الذي ينقلون عنه أنه قال:
" الشيخ في قومه كالنبي في أمته"(50).
ولذلك كانوا يجتزون على هذه المقولة:
" وكان حاله طبق حال رسول الله . وأوصافه موافقة في كل الشؤونات لأوصاف حبيب الله . وقد جرت عليه أحكام المطابقة الاضطرارية كموت أبيه قبل أمه وهو حمل . وبعضهم قال: وهو في المهد . وكتسميته بلا سعي منه أحمد وكشأنه في البطاح العربية وكولادته في قرية حسن وإقامته بأم عبيدة بلده جده وموته فيها وبينهما كما بين مكة والمدينة وكظهوره بين عرب جفاة وكبروزه في حالة مظهريته فقيراً وكموت أولاده الذكور قبله وكحصول الذرية له من بنتيه الكريمتين ومن صلبي ولدي بان عمه سيف الدين وعثمان كما سيأتي ذكره مفصلاً وغير ذلك . وكإقبال العامة الفقراء عليه وكتحمله وحلمه وسعة صدرته وسخاوته وكقوة عزمه في الله وكعلوية همته على الملوك والخلفاء وعدم التردد إليهم وكتواضعه للفقراء واشتغاله بخدمة الأرامل والأيتام وضعاف الناس وفقراء النصارى واليهود ومحتاجيهم وبذاك أسلم على يديه منهم خلق لا يحصى عددهم وككثرة وقوع الإرشاد على يديه وكتمكنه في مرتبة عبادته وعبوديته من غير ملل ولا كسل ولا استفزه حال ظهوره قط وكعدم جلوسه على سجادة وجلوسه مع إخوانه كأحدهم وكثرة صبره على أذية قومه وعشيرته حتى أرشدهم الله على يديه وكحسن معاشرته ولطف طبعه وصفاء سريرته وعذوبة لفظه"(51).


وعلى ذلك يقولون بأنه لما ذهب إلى الحج عام 555هـ ووصل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم:
" وقف تجاه حجرة النبي عليه الصلاة والسلام وقال على رؤوس الأشهاد السلام عليك يا جدي. فقال له عليه الصلاة والسلام: عليك السلام يا ولدي. سمع ذلك كل من في المسجد النبوي . فتواجد سيدنا السيد أحمد وأرعد واصفر لونه , وجثا على ركبتيه ثم قام وبكى وأنّ طويلاً وقال يا جداه:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
فمد له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة العطرة من قبره الأزهر المكرم فقلبها في ملأ يقرب من تسعين ألف رجل . والناس ينظرون اليد الشريفة . وكان في المسجد مع الحجاج الشيخ حياة بن قيس الحرابي والشيخ عبدالقادر الجيلي المقيم ببغداد والشيخ خميس والشيخ علي بن مسافر الشامي وغيرهم"(52).
ثم قالوا:
" وإنكار هذه الكرامة كفر"(53).
فانظـر جـــرأة هؤلاء القوم على الكـــذب ، ثم الإصرار عليه ونسج هذه العبارة وذكر العدد الخم أي تسعين ألفاً من الناس:
مع العلم بالبداهة بأن هذا العدد الضخم لا يمكن وقوفهم أمام الحجرة الشريفة ، ولا يسعهم المكان في وقت واحد ، ورؤيتهم وسماعهم لو وقع في تلك الجهة وفي ذلك المكان ، ثم سردهم هذه الأسماء بكل وقاحة مع أنه لو وقع هذا كله أمامهم لملؤا الدنيا بذكره ، وكتبهم بحكايته.
وأيضاً ذلكم الجمع الحاشد لو رأوا هذا الأمر وسمعوه لساروا بذكره ومشوا بروايته ، وكل هذا لم يحدث ولم يذكر في كتاب من كتب ذلك المكان في التاريخ والسير والطبقات اللهم إلا كتب المتصوفة ، والمتصوفة الرفاعيين بالذات ، حتى كتب الطبقات الصوفية أيضاً خالية بذكرها أيضاً ، وكذلك الكتب التي تذكر الرفاعية بالخير والثناء والمدح فيهم ، كما لا يوجد في كتب الجيلاني إشارة إلى هذا ولا اسم ولا رسم ، وقد قيل قديماً:
" إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"(54).

ولم يكتفوا بهذه الأكذوبة إلا وأضافوا إليها أخرى حيث قالوا:
"أنه حجّ مرة ثانية وذلك في العام الذي توفّي فيه وزار قبره صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل من الجنة ؛ بل العرش والكرسي.
ولما وقف تجاه القبر الشريف يريد الوداع أنشد قائلاً:
إن قيل زرتم بما رجعتم *** يا أشرف الرسل ما نقول
فخرج صوت من القبر الشريف ، سمعه كل من حضر في ذلك الروض المعطر وهو يقول:
قولوا رجعنا بكل خير *** واجتمع الفرع والأصول"(55).
هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى يذكرون عنه بأنه دخل المطبخ في ليلة من الليالي ، فرأى كلاباً يأكلون من القوصرة وهم يتخاشرون ، فوقف رضي الله عنه على الباب يحفظهم لئلا يدخل عليهم أحد يؤذيهم وهو يقول لهم: أي مباركين ، كلوا واسكتوا ولا تتخاشروا لئلا يعلم بكم أحد فتمنعون ... وكان يدور وراء الكلاب المدودين ليداويهم ، فربما هرب منه الكلب يمشي ورائه ويتعطف بخاطره ويقول:
"أي مبارك ، إنما أريد مداواتك"(56).
هذا وقد ذكرنا فيما سبق أنه كان يسلّم على الكلاب وغيرها من الحيوانات وإذا رأى خنزيراً يقول له: أنعم صباحاً"(57).
وذكروا عنه أشيـاء أخرى في تلك التفاهة ، منها " كان إذا نام على كمّه هرة وجاء وقت الصلاة كمّه من تحتها ولا يوقظها ، فإذا جاء من الصلاة أخذ كمّه وخاطه ببعضه"(58).
ومنها أن زوجته أعدت له يوماً هريسة وقدّمته إليه ، فقام يصلي ركعتين شكراً لله تعالى ، فبينما هو قائم يصلي إذا جاءت فأرة تدور حول الهريسة وتشتهي ، فنهضت عليها هرة وقطعت رأسها ، فلما فرغ من صلاته بكى ، ثم نحى الهريسة عنه ، فقالت له زوجته: أي سيدي لم نحيته عنك؟
فقال: أي بنت الصالح ، ما تقطع فيه الرؤوس لا تشتهيه النفوس"(59).
إلى مثل ذلك من القصص التافهة الكثيرة ، نعرض عن ذكرها تجنباً عن الإطالة.

وينقلون عنه أن بعض أصحابه رآه في المنام في مقعد صدق مراراً ولم يخبره ، وكان للشيخ امرأة بذيّة اللسان تسفّه عليه وتؤذيه ، فدخل عليه الذي رآه في مقعد صدق يوماً ، فوجد بيد امرأته محراك التنور وهي تضربه على أكتافه ، فاسودّ ثوبه وهو ساكت ، فانزعج الرجل وخرج من عنده ، فاجتمع مع أصحاب الشيخ وقال لهم: يا قوم ، يجري على الشيخ من هذه المرأة وأنتم سكوت؟
فقال بعضهم: مهرها خمسمائة دينار وهو فقير ، فمضى الرجل وجمع الخمسمائة دينار وجاء بها إلى الشيخ في صينية فوضعها بين يديه ، فقال له: ما هذا؟
فقال: مهر الشقيقة التي فعلت بك كذا وكذا ، فتبسم وقال: لولا صبري على ضربها ولسانها ما رأيتني في مقعد صدق(60).

ومات بمرض بالبطن فكان يخرج منه كل يوم ما شاء الله ، فمات سنة 570هـ على قول الشعراني في طبقاته(61).
وسنة 578هـ على قول الأكثر(62).
وكان يردد قبل وفاته هذه الأبيات:
إذا جنّ ليل هام قلبي بذكركم *** أنوح كما ناح الحمام المطوّق
وقوفي سحاب يمطر الهمّ والأسى ** وتحتي بحار بالأسى تتدفّق
سلوا أمّ عمر وكيف بات أسيرها ** تفُكُّ الأسارى دونه وهو موثق
فلا هو مقتول ففي القتل راحة *** ولا هو ممنون عليه فيطلق(63).

تزوج الرفاعي بعديد من النساء ولم يعقب.

فخلفه على المشيخة الرفاعية علي بن عثمان الذي كان يقول:
" من كان له منكم حاجة فليزمني بها، ومن شكى من سلطانه أو من شيطانه أو زوجته أو دابته أو أرضه إن كانت لا تنبت أو نخلة لا تثمر فليزمني بها فإني مجيب له، ودركه عليّ"(64).

ونقل منه تفسير باطني مثل تفسيره قوله عزّ وجلّ: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة} فقال: الملك هو الله عز وجل، والقرية قلبك، فسد المنزل على المتوطن وأزعجهم، والمراد بالمتوطن الريا والنفاق وسوء الخلق والتزوير والبهتان والفساد والطغيان وكل ما هو خلاف رضا الرحمن، والمراد بأعزّة تلك الشياطين فيذلّهم ويهينهم"(65).

ومات سنة 584هـ.

فخلف من بعده عبدالرحيم بن عثمان ومات سنة 604هـ.

ثم خلفهم إبراهيم الأعظم، والذي يقولون فيه:
" هو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود، وصرفه في الكون، وخرق له العادات، وأظهر على يديه الخارقات، وأنطقه بالمغيبات، وأجرى على لسانه الحكم، ومكنه من أحوال النهاية وملكه أسرار الولاية، ونصبه قدوة وحجة، وهو أحد أركان هذا الشأن، وإمام أئمة ساداته، وأعلم العلماء بأحكامه وأولى الأيدي والأبصار بمناهجه علماً وعملاً وزهداً وتحقيقاً ورياسه وجلالة"(66)

ثم الآخرون، وقد ذكر معظمهم محمد أبو الهدي الرفاعي(67).

وبعدئذ تعلموا السحر كما قال الإمام الذهبي:
"ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الزغل فيهم وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات"(68).

وقال ابن خلكان:
"ولأتباعه أحوال عجيبة من أكل الحيات وهي حية، والنزول إلى التنانير وهي تضطرم من النار فيطفؤونها ويقال: إن في بلادهم يركبون الأسود"(69).

ولقد أقرّ بذلك محمد أبو الهدى من الرفاعية، والنبهاني من الصوفية وغيرهم.

كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه، واستنكر عليهم أعمالهم هذه، ونسبها إلى الشيطان، لا إلى الرحمن، كما ذكر مناظرته معهم، وتحدّيه بدخوله النار معهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى على بينه(70).

وقد حدث لنا شخصياً سنة 1965هـ في مدينة سامراء المليئة بالرفاعيين في بيت أحد السادة الأشراف مثل ما حدث لشيخ الإسلام بعد ما كان سؤالي على أحد زعمائهم في تلك المدينة "إن كان السلاح والرماح والسكاكين لا تؤثر فيكم فلماذا لا تذهبون إلى جبهة القتال، والعراق في أشد الحاجة وأمسها إلى أمثال هؤلاء الذين لا يؤثر فيهم الرصاص وغيرها من الأشياء"، كما نازلته وتحدّيته بأنه لو أعطى المسدّس في يدي وأطلق الرصاص بنفس فآنذاك أرى بأنه يؤثر أو لا يؤثر، فلم يسعه إلا الفرار والإنكار، وذلك القول الذي قالوه أمام شيح الإسلام بأن هذه الكرامات لا تظهر أمام المنكرين، وعبارة صحيحة وصريحة منقولة بالأمانة العلمية التي اقلها آنذاك "إمام الوهابيين".

ونريد أن نذكر أخيراً أن الإتيان بمثل هذه الأمور ليست خاصة بالرفاعية؛ بل رأينا مثلها وشاهدناها بأنفسنا في بلادنا من الآخرين، وساء من الذين ينتمون إلى الإسلام انتماء محضاً، ومن الهنادكة والمشركين أيضاً.

وأما ما ذكر محمد فريد وجدي في دائرته تحت ذكر الرفاعي فهو عدل وصدق، فنريد أن نثبته هنا، فيقول:
" أما ما يروى عن أتباعه من أكل النار والجلوس عليها وغير ذلك فيظهر أنه صحيح وهو أثر سلطة الروح على الجسم وإشراقها عليه بسلطانها حين يدخل الإنسان في حالة غير اعتيادية سواء أكانت بالذكر أم بالتنويم المغناطيسي. وقد روت مجلة المجلات الفرنسية عن الأستاذ الإنجليزي الكيماوي كروكس رئيس الجمعية الملكية العلمية الإنجليزية سابقاً أنه وضع جذوة نار في يد فتاة نومها مغناطيسياً فلم تتأثر به مطلقاً فأعلن الأستاذ الموما إليه عن هذه الحادثة وأعقب إعلانه بقوله أنه باعتباره كيماوياً ولا يعرف أي مادة كيماوية تحمي الجلد من الاحتراق مطلقاً.

وقد كتبت مجلة المجلات الفرنسية سنة (1986م) فصلاً تحت عنوان [الكهان الذين لا يحترقون] أثبتت فيه أن لدى الوثنيين من سكان جزائر فيجي وغيرها حوادث من هذا القبيل فيدخل كهانهم إلى النيران المستعرة بدون أن يمسهم ضرر وقد حصل ذلك بمرأى من بعض علماء أوربا. وقد جاء في المجلة الروحية في عدد يونيو من سنة (1900م) أن الكاتب أندرولنج قام في جمعية العلوم النفسية بلوندرة وتلا فصلاً أثبت فيه هذه المسألة بكل وضوح وأبان أنها حصلت في كل زمان ومكان. وقد كتبت مجلة (جورنال الجمعية البولينزية) تحت إمضاء أحد الضباط الإنجليز حادثة رآها بنفسه قال ما ملخصه: أشعلوا التنور في الصباح وفي الساعة الثانية بعد الظهر سرنا إليه وانتظمنا حوله فجاء الكاهن وتلامذته فتلا ألفاظاً طسمية ثم مشوا بأرجلهم حفاة على أحجار قد سخنوها لدرجة البياض ثم جاء الكاهن إلى المستر (جودين) وقال له: قد وهبتك المقدرة على اقتحام النار فاقتحمناها جميعاً وكنا أربعة أوربيين. أنا والدكتور (وجريج) والدكتور (جورج جريج) والمستر (جودين) فلم تؤثر النار على أقدامنا أصلاً لكن عصى أحدنا أمر الكاهن فنظر خلفه فاحترقت قدماه احتراقاً مراً.

ونقل المستر اندرولنج المتقدم ذكره في الجلسة ذاتها أن الدكتور (هوكن) العضو في جمعية النباتات قد رأى مثل ذلك في جزيرة فيجي، قال ما ملخصه: (أنه رأى أنهم قد أوقدوا تنوراً لدرجة 282) من مقياس فرانهيت فجاء سبعة كهان بين لغط شديد وهموا بدخول النار فاستأذن الدكتور من رئيسهم أن يفحصوا فحصاً علمياً فأذن لهم فعلاً في تدقيق حتى أنه لحس أجسامهم ليتحقق من عدم وجود شيء. قال ثم دخلوا النار فلم تصبهم بأدنى أذى. ثم خرجوا ففحصتهم ثانياً فلم أجد أثر للحرق"(71).

وبقيت هناك قضية علاقة الرفاعي مع معاصره الشيخ عبدالقادر الجيلاني سنذكرها عند ذكر القادرية.

وللرفاعية أوراد مخصوصة كثيرة نذكر نبذة منها، فيقولون:
"ومن أحزابه الشريفة هذا الحزب واسمه الحزب الصغير، وهو:
(بسم الله الرحمن الرحيم اللهمّ إني أسألك بعظيم قديم كريم مكنون مخزون أسمائك وبأنواع أجناس أنفاس رقوم نقوش أنوارك وبعزيز أعزاز أعزّ عزتك ويحول طول حول شديد قوتك وبقدر مقدار اقتدار قدرتك وبتأييد تحميد تمجيد عظمتك وبسمو نموّ علوّ رفعتك وبحيوم قيوم بنوم دوام أبديتك رضوان غفران أمان رفعتك وبرفيع بديع منيع سلطانك وبصلاة سعاة بساط رحمتك وبلوامع بوارق صواعق صحيح وهيج بهيج وهيج نور ذاتك وببهر قهر جهر ميمون ارتباط وحدانيتك وبهدير تيار أمواج بحرك المحيط بملكوتك وباتساع انفساخ ميادن بواذخ كرسيك وبهيكليات علويات روحانيات أملاك عرشك وبالأملاك الروحانيين المديرين الكواكب أفلاكك وبحنين أنين تسكين المريدين لقربك وبحرقات زفرات جمعات الخائفين من سطوتك وبأمال نوال أقوال المجتهدين في مرضاتك وبتحمد تمسجد تجلد العابدين على طاعتك وتخضع تخشع تقطع مرائر الصابرين على بلوائك يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قديم يا مقيم اطمس بطلسم)(72).
ومن أحزابه الغريبة العجيبة " المص الرالر الر المر المر المر كهيعص ط طسم طس طسم طسم الم الم الم الم يس ص حم حم حمعسق حم حم حمعسق حم حم ق ن ... محمد رسول الله حصني مكملاً وأبو بكر يميني حرزاً ووكيلاً وعمر بن الخطاب يساري عزاً وتجملاً وعثمان بن عفان من خلفي قوة وحولا وعلي بن أبي طالب أمامي مهابة... لا إله إلا أنت أحون قاف آدم حم هاء آمين ...
شتوش هموش أطوش شرح خمدت النار من مخافته"(73).

فهذه هي الأوراد وأمثالها التي قال فيها بعض الرفاعية:
"عليك بأوراد الرفاعي إنها *** إلى شيخ أشياخ الطريقة تنسب
وداوم عليها فهي حصن وجنة ** ودرع لدفع النائبات مجـــــرّب
وباب بوصل العبد بالله عامر *** ونهج به للمصطفى يتقــرّب"(74).

وأحياناً كانوا يرددون مثل هذه الأوراد لنيل المآرب وحصول المطالب، فيذكر أحد الرفاعيين "كنت أمشي تحت جبل قاف، فجاء وقت الصلاة فتوضأت وصليت وقرأت الورد الشريف ثم ذكرت اسم سيدي أحمد (الرفاعي) فلما أتممت جاءت حية عظيمة وفي فمها درة فألقتها أمامي، ثم أنطقها الله فقالت: خذ هذه الهدية مني لحضرة سيدي أحمد، فتعجبت وقلت: أتعريفين سيدي أحمد؟
فقالت: عجيب هذا، هل على بساط الأرض من رطب ويابس من يجهل سيدي أحمد الرفاعي، بلغّه سلامي، فأنا من مردائه"(75).

وعلى كل فهذا هو الرفاعي الذي يعرفه كل رطب ويابس على بساط الأرض، وكانت الحيوانات أيضاً من مريديه.
وهـــــــــؤلاء هم الرفاعيـون.

..............................
(1) أنظر الطبقات الكبرى للشعراني ج 1 ص 139.
(2) أنظر قلادة الجواهر في ذكر الغوّث الرفاعي وأتباعه الأكابر لمحمد أبي الهدى الرفاعي الخالدي الصيادي ص 12 وما بعد ط دار الكتب العلمية بيروت 1980م.
(3) أنظر مقدمة المجالس الرفاعية ص 6 مطبعة الإرشاد بغداد.
(4) الفتح المبين لظهير الدين القادري ص 102وما بعد ط الطبعة الخيرية القاهرة 1306هـ.
(5) عمدة الطالب في أنساب أبي طالب لجمال الدين بن عنبة الحسيني المتوفى 828هـ ص 213 ، 214 ط قم والنجف 1961م.
(6) الفتح المبين لظهير الدين القادري ص 105 ط.
(7) أنظر قلادة الجواهر ص 20.
(8) سورة الحجرات الآية 13.
(9) سورة النساء آية 1.
(10) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
(11) رواه أحمد.
(12) رواه البخاري ومسلم.
(13) لطائف المنن لابن عطاء الله الأسكندري ص 179 ط.
(14) جمهرة الأولياء لأبي الفيض المنوفي الحسيني ج 2 ص 206 ط القاهرة ، أيضاً قلادة الجواهر لأبي الهدى الرفاعي ص 20.
(15) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 94 ، 95 ط.
(16) قلادة الجواهر ص 32 ، أيضاً دائرة المعارف الإسلامية مقال مارجليوت ج 10 ص 316 ط جامعة بنجاب لاهور باكستان.
(18) انظر طبقات الأولياء لابن الملقن ص 93 ، شذرات الذهب ج 4 ص 259 ، العبر في خبر من غبر للحافظ الذهبي ج 3 ص 75.
(19) قلادة الجواهر ص 32 ، دائرة المعارف الإسلامية ج 10 ص 316.
(20) العبر ج 3 ص 69.
(21) قلادة الجواهر ص 32.
(22) انظر ترجمة الرفاعي في المجالس الرفاعية مقدمة الكتاب ص 20 ، أيضاً قلادة الجواهر ، كذلك دائرة المعارف ص 16.
(23) قلادة الجواهر ص 32.
(24) الفتح المبين ص 5.
(25) قلادة الجواهر ص 30.
(26) أيضاً ص 29.
(27) انظر قلادة الجواهر ص 131.
(28) البراهين لابن الحاج نقلاً عن القلادة ص 33 ، 34.
(29) طبقات الشعراني ج 1 ص 141 ، قلادة الجواهر ص 42.
(30) أيضاً ص 46.
(31) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 69.
(32) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 297.
(33) الطبقات الكبرى للشعراني ج 1 ص 141.
(34) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 297 ط دار صادر بيروت.
(35) قلادة الجواهر ص 81.
(36) أيضاً ص 68.
(37) سورة لقمان الآية 34.
(38) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 99 ط مكتبة الخانجي القاهرة 1393هـ.
(39) قلادة الجواهر ص 91.
(40) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 100.
(41) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 298.
(42) انظر قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر ص 71.
(43) أيضاً ص 235.
(44) قلادة الجواهر ص 193.
(45) المجالس الرفاعية لأحمد الرفاعي ص 101 الطبعة الأولى مطبعة الإرشـاد بغداد 1971م,
(46) قلادة الجواهر ص 235.
(47) أيضاً ص 234 ، 235.
(48) أيضاً ص 94.
(49) القلادة لأبي الهدى الرفاعي ص 141.
(50) قلادة الجواهر لأبي الهدى الرفاعي ص 165.
(51) أيضاً 123.
(52) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 298 ، القلادة ص 108 ، 109 ، واللفظ له ، المجالس الرفاعية مقدمة ص 26 ، 27 وغيرها من الكتب.
(53) قلادة ص 104 ، المجالس الرفاعية مقدمة ص 27.
(54) رواه البخاري ومالك في المؤطأ.
(55) قلادة الجواهر ص 104.
(56) أيضاً ص 63.
(57) انظر طبقات الشعراني ج 1 ص 142.
(58) طبقات الشعراني ج 1 ص 142 ، قلادة الجواهر ص 62.
(59) قلادة الجواهر ص 62.
(60) جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 298.
(61) انظر الطبقات الكبرى ج 1 ص 144.
(62) انظر جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 298 ، مقدمة المجالس الرفاعية ص 225 ، شذرات الذهب ج 4 ص 259 ، العبر ج 3 ص 75.
(63) وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1 ص 172.
(64) قلادة الجواهر ص 323.
(65) أيضاً ص 325 ، 326.
(66) أيضاً ص 331.
(67) من أراد التفصيل فليرجع إلى ذلك.
(68) انظر العبر للذهبي ج 3 ص 75.
(69) وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1 ص 172.
(70) انظر لذلك فتاوي شيخ الإسلام ج 11 ص 455 أيضاً الرسائل والمسائل لشيخ الإسلام ج 1 ص 141 ط دار الكتب العلمية بيروت.
(71) انظر دائرة معارف القرن العشرين ج 4 ص 266 ، 267.
(72) قلادة الجواهر ص 258.
(73) قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر ص 362 ، 363.
(74) أيضاً ص 269.
(75) أيضاً ص 429.

قام بنقله المنهج - شبكة الدفاع عن السنة






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» هل للخوارج منهجية في الحديث ؟
»» طعن الرافضة في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
»» بين [ شيخ الإسلام إبن تيمية ] وفهم [ عباد القبور ] لكلامه حول [ صفة اللمس ]
»» علي بن ابي طالب يعلن ثنائه وحبه لابي بكر وعمر وعثمان ويمدح اصحاب النبي اجمعين
»» من أصحاب المعصومين كلهم وشيعي لكنهُ مجهول !!
 
قديم 20-06-09, 11:03 AM   رقم المشاركة : 13
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقة الشــــاذليـــة

سلسلة صوفية مشهورة وطريقة صوفية منتشرة في مصر وتونس والجزائر وغيرها من البلدان، والشاذلية نسبة إلى أبي الحسن علي بن عبدالله المولود بغمارة من قرى سبته سنة 593هـ(76).

وقال الكمشخانوي:
"بل ولد بقرية عمان من قرى أفريقية قرب مرسية، وهي من المغرب الأقصى أيضاً"(77).

ولكن عطاء الله الاسكندراني وهو تلميذ أبي العباس المرسي يذكر أن مبدأ ظهوره بشاذلة ولكن منشأه بالمغرب الأقصى فلم يعرف بالمنشأ والمولد، بل نسب إلى مبدأ ظهوره(78).

واختلفوا في نسبه أيضاً، فمريدوه والمتعلّقون به ينسبونه إلى الأشراف ويصلون بنسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، كعادة أهل كل طريقة صوفية ولو أنهم يختلفون فيما بينهم في أسماء آبائه، فالبعض ينسبونه إلى إدريس بن عبدالله المبايع له ببلاد المغرب(79).

وبعضهم إلى غيره(80).

وأما الجامي فينسبه في نفحاته إلى الحسين، لا إلى الحسن(81).

وكان ضريراً كما سماه ابن الملقن والشعراني بالضرير الزاهد(82).

ولكن لم يتضرر عيناه إلا بعد مدة من تحصيل العلم كما يظهر من ترجمته في مختلف الكتب(83).

وانتقل في صغره إلى مدينة تونس، فبدأ ينتقل من مدينة إلى مدينة وبلدة إلى بلدة حتى حجّ ثم دخل العراق وبدأ يفتش عن القطب الصوفي –حسب زعمه- وقال له أحد الأولياء هناك:
"إنك تبحث عن القطب بالعراق، مع أن القطب ببلادك، ارجع إلى بلادك تجده"(84).

فرجع إلى بلاده باحثاً ومفتشاً عن القطب، يسأل عن المقبل والمدبر والراحل والمقيم إلى أن اجتمع به، وهو أبو محمد عبدالسلام بن مشيش، فيقول الشاذلي: أتيت إليه "وهو ساكن مغارة برباط رأس جبل، فاغتسلت في عين أسفل الجبل وخرجت عن علمي وعملي، وطلعت إليه فقيراً، وإذا به هابط إليّ، فقال:
مرحباً يا علي، وذكر نسبي إلى رسول الله"(85).
"ثم قال لي: يا علي، طلعت إلينا فقيراً من علمك وعملك، وأخذت منا غنى الدنيا والآخرة، فأخذني من الدهش فأقمت عنده أياماً إلى أن فتح الله عليّ بصيرتي"(86).

وعبدالسلام هذا ينقل فيه الشيخ الأكبر للأزهر سابقاً عبدالحليم محمود عن صاحب "الدرة البهية":
"هو القطب الأكبر، والعلم الأشهر، والطود الأظهر العالي السنام.
هو البدر الطالع الواضح البرهان، الغنيّ عن التعريف والبيان، المشتهر في الدنيا قدره، والذي لا يختلف في غوثيته اثنان.
وطريه ترياق شاف لأدواء العباد، وذكره رحمة نازلة في كل ناد.
سرى سرّه في الأفاق، وسارت بمناقبه الركبان والرفاق.
قضى عمره في العبادة، وقصده للانتفاع أهل السعادة.
وكان رضي الله عنه في العلم في الغاية، وفي الزهد في النهاية، جمع الله له الشرفين: الطيني والديني، وأحرز الفضل المحقق اليقيني"(87).

ويذكره الشاذلي بنفسه هو ومكانته السامية ودرجته الرفيعة، ومعرفته وعلمه بما يختلج في صدور الناس، وفيضه وفيضانه بقوله:
"كنت في سياحتي في مبدأ أمري حصل لي تردد: هل ألزم البراري والقفار للتفرغ للطاعة والأذكار أو ارجع إلى المدائن والديار لصحبة العلماء والأخيار؟ فوصف لي وليّ هنالك، وكان برأس جبل فصعدت إليه، فما وصلت إليه إلى ليلاً، فقلت في نفسي لا أدخل عليه في هذا الوقت، فسمعته يقول من داخل المغارة: اللهم إن قوماً سألوك أن تسخر لهم خلقك، فسخرت لهم خلقك، فرضوا منك بذلك، اللهم وإني أسألك أعوجاج الخلق علي حتى لا يكون ملجئي إلا إليك، قال فالتفت إلى نفسي وقلت: يا نفس انظري من أي بحر يغترق هذا الشيخ، فلما أصبحت دخلت إليه فأعربت من هيبته.
فقلت له:
يا سيدي كيف حالك؟
فقال: أشكوا إلى الله من برد الرضا والتسليم كما تشكو أنت من حر التدبير والاختيار.
فقلت: يا سيدي أما شكواي من حر التدبير والاختيار فقد ذقته وأنا الآن فيه، وأما شكواك من برد الرضا والتسليم فلماذا؟
فقال: أخاف أن تشغلني حلاوتها عن الله.
قلت: يا سيدي سمعتك البارحة تقول: اللهم إن قوماً سألوك أن تسخر لهم خلقك، فسخرت لهم خلقك، فرضوا منك بذلك، اللهم وإني أسألك أعوجاج الخلق علي حتى لا يكون ملجئي إلا إليك، فتبسم ثم قال:
يا بني، ما تقول: سخر لي خلقك قل: يا رب كن لي، أترى إذا كان لك أيفوتك شيء؟ فما هذه الجناية"(88).

وحتى ابنه الصغير يعلم ما في قلوب الناس كما يذكر الشاذلي أيضاً:
"كنت يوماً بين يدي الأستاذ فقلت في نفسي: ليت شعري هل يعلم الشيخ اسم الله الأعظم؟ فقال ولد الشيخ وهو في آخر المكان الذي أنا فيه: يا أبا الحسن ليس الشأن من يعلم الاسم الأعظم، إنما الشأن من يكون هو عين الاسم، فقال الشيخ من صدر المكان: أصاب وتفرس فيك ولدي"(89).

ويقول ابن عطاء الله الاسكندري: إن طريقة الشاذلي تنتسب إلى الشيخ عبدالسلام بن مشيش، والشيخ عبدالسلام ينتسب إلى الشيخ عبدالرحمن المدني، ثم واحد عن واحد إلى الحسن بن علي بن أبي طالب(90).

وبعد مدة من الزمن وبقائه عند ابن مشيش قال له شيخه ابن مشيش: يا علي، ارتحل إلى أفريقية واسكن بلداً بها تسمى شاذلة، فإن الله يسميك شاذلياً، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس وبعد ذلك تنتقل إلى بلاد المشرق، وترث فيها القطبانية(91).

ولما ورث القطبانية "وظهر بالخلافة الكبرى والولاية الكثرى والقطبية العظمى والغوثية الفردى، وخصّه الله بعلوم الأسماء ومن عليه بأعلى مقامات الأولياء، وخصوصيات الأصفياء، وانفرد في زمانه بالمقام الأكبر والمدد الأكثر والعطاء الأنفع والنوال الأوسع(92).

بدأ يقول كما ذكروا عنه أنه قيل للشيخ أبي الحسن: من هو شيخك؟
فقال: كنت انتسب إلى الشيخ عبدالسلام بن مشيش، وأنا الآن لا انتسب لأحد، بل أعوم في عشرة أبحر: خمسة من الآدميين، النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وخمسة من الروحانيين، وجبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والروح الأكبر(93).

و"تصرّف في أحكام الأولياء ومددها بالأذن والتمكين، وانفراد بسوددها حق اليقين، وأمدّ الأولياء أجمعين، وكذا الصديقين، ونال مقام الفردانية الذي لا يجوز المشاركة فيه بين اثنين، وأجمع على ذلك من عاصره من العلماء العارفين والأولياء لمقربين وخواص الصديقين، وشهد بقطبانيته وفردانيته الجمّ الكثير"(94).

وبدأ يقول:
"والله لقد جئت في هذا الطريق ما لم يأت به أحد"(95).

حتى تعالى وتفاخر:
"قدمي على جبهة كل ولي لله"(96).

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور عبدالحليم محمود الذي تولّى مشيخة الأزهر، وتخرّج من جامعة فرنساوية كتب كتاباً في تمجيد الشاذلي ومدح الشاذلية، ففي ذلك الكتاب يذكر أن الله كلّمه على جبل زغوان، الجبل الذي اعتكف الشاذلي فيه في قمته، وتعبّد وتحنّث، والذي يذكره نقلاً عن صاحب كتاب "درة الأسرار":
" قرأ الشيخ على جبل زغوان سورة الأنعام إلى أن بلغ إلى قوله تعالى: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} أصابه حال عظيم، وجعل يكررها ويتحرك، فكلما مال إلى جهة مال الجبل نحوها ... وما كانت حياته على الجبل إلا على نباتات الأرض وأعشابها"(97).

وعلى هذا الجبل ارتقى منازل، وتخطّى مراتب حيث "نبع له عين تجري بماء عذب.
ثم بدأت الملائكة تحفّ بأبي الحسن، بعضها يسأله فيجيبه.
وبعضها يسير معه.
ثم تأتيه أرواح الأولياء زرافات ووحداناً تحفّ بأبي الحسن وتتبرك به(98).

وبعد تجاوز هذه المراتب كلها التي أهّلته لأن يخاطب الرب بدون واسطة ولا ملك، كلّمه الرب تبارك وتعالى حسب قول ذلك الدكتور، فقال له:
"يا علي، اهبط إلى الناس ينتفعوا بك.
فقلت:
يا رب أقلني من الناس فلا طاقة لي بمخاطبتهم.
فقيل لي:
انزل فقد أصحبناك السلامة، ودفعنا عنك الملامة.
فقلت:
تكلني إلى الناس آكل من دريهماتهم.
فقيل لي:
انفق علي، وأنا الملي، إن شئت من الجيب وإن شئت من الغيب.
ونزل الشاذلي رضي الله عنه من على الجبل ليغادر شاذلة، ويستقبل مرحلة جديدة، فقد انتهت المرحلة الأولى التي رسمها له شيخه.
وقبل أن نغادر معه شاذلة إلى رحلته الجديدة نذكر ما حكاه رضي الله عنه فيما يتعلق بنسبه إلى شاذلة، قال:
قلت يا رب لم سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي.
فقيل لي:
يا علي، ما سميتك بالشاذلي وإنما أنت الشَّاذُّلِي بتشديد الذال المعجمة، يعني: المفرد لخدمتي ومحبتي"(99).

وقبله قد تكلّم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل حجرته الشريفة كما ذكر ذلك الدكتور عبدالحليم محمود نقلاً عن "درة الأسرار" عن أبي الحسن:
"ولما قدم المدينة زادها الله تشريفاً وتعظيماً، وقف على باب الحرم من أول النهار إلى نصفه عريان الرأس حافي القدمين، يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً.
فسئل عن ذلك فقال: حتى يؤذن لي، فإن الله عز وجل يقول:
{يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلاّ أن يؤذن لكم}
فسمع النداء من داخل الروضة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: "يا علي ادخل"(100).

فمن يكن هذا شأنه ومقامه ومكانته لا يستبعد عنه أن يقول:
"لولا لجام الشريعة على لساني لأخبرتكم بما يكون في غد وبعد غد إلى يوم القيامة"(101).

وأيضاً: "أعطيت سجلاً مدّ البصر، فيه أصحابي وأصحاب أصحابي إلى يوم القيامة عتقاء من النار"(102).

وعلى ذلك ينقل عنه الإسكندري عن شيخه أبي العباس المرسي خليفة أبي الحسن الشاذلي وتلميذه الخاص به أنه قال:
" قال لي عبدالقادر النقاد، وكان من أولياء الله: اطلعت البارحة على مقام الشيخ أبي الحسن.
فقلت له: وأين مقام الشيخ؟
فقال: عند العرش.
فقلت له: ذاك مقام تنزل لك الشيخ فيه حتى رأيته.
وإلا مقامه فهو فوق ذلك، وقد صرّح بذلك حيث يواصل كلامه فيقول:
"ثم دخلت أنا وهو على الشيخ، فلما استقربنا المجلس قال الشيخ رضي الله عنه:
رأيت البارحة عبدالقادر النقاد بالمنام فقال لي:
أعرش أنت أم كرسيّ؟
فقلت له:
دع عنك ذا.
الطينة أرضية.
والنفس سماوية.
والقلب عرشي.
والروح كرسي.
والسر مع الله بلا أين.
والأمر نزل فيما بين ذلك ويتلوه الشاهد منه(103).

وذكروا من جملة كراماته أنه أثناء سفره إلى الإسكندرية مكث بتونس مدة، واشتهر أمره وذاع صيته، والتف حوله خلق كثير فحسده فقيه تونس وقاضي قضاتها ابن البراء فوشاه إلى السلطان، ودسّ له عنده، وتكلّم في نسبه ولكن السلطان لم يمسه بسوء، ووقره في قلبه واحترمه ولكن منعه من الخروج، وما أن منعه إلاّ وماتت جاريته في ذاك الحين، التي أحبها فملكت عليه جميع أقطاره، ثم التهبت النار في البيت فلم يشعروا حتى احترق كل ما في البيت من الفرش والثياب وغير ذلك من الذخائر، فعلم السلطان أنه أصيب من قبل هذا الوليّ(104).

ولكن من الغرائب أنه لم يصب ابن البراء شيئاً مع تصريح عبدالحليم محمود وغيره أنه بقى على عدائه للشاذلي ومخالفته له إلى أن الشاذلي كان يسلّم عليه فلم يكن ابن البراء يردّ عليه السلام، وكان يطعن في نسبه(105).

ولكن أنّى للمختلقين العقل، ومن أين للقصاصين العقل، والمسامرين الوضاعين الفكر.
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً.
وهل يستعبد هذا من أولئك الناس الذين يفضلن هؤلاء المتصوفة على أنبياء الله ورسله ويزعمون فيهم من القدرة والاختيارات، ومعرفة علم الغيب، والتصرف في أمور الكون، وتدبير أمور الدنيا والآخرة، ومددهم الأحياء منهم والأموات، وإعطائهم الثواب والعقاب، وتقسيمهم الجنة والنار لمن يريدون ويزعمون إعطاءه، ويفونهم بأوصاف لا تليق إلا بالواحد القهار الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، وأمر سيد الخلائق وأفضل المخلوقات وأشرف المرسلين بأن يقول:
{قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلاّ ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون}(106).
{قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إليّ قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون}(107).
{قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}(108).
وغيرها من الآيات الكثيرة والأحاديث المستفيضة التي ذكرناها فيما سبق في مختلف المباحث والمواضيع ولكن المتصوفة يعتقدون في أوليائهم أوصافاً إلهية ونعوتاً ربانية فيقول الإسكندري:
"لو كشف عن حقيقة الولي لعبد، لأن أوصافه من أوصافه، ونعوته من نعوته"(109).

ولقد مرّ بيان عقيدة القوم في متصوفتهم سابقاً ولكن نريد أن نثبت ههنا بمناسبة ذكر الشاذلة والشاذلي ما ذكره قطبهم بعد الشاذلي –وهو المرسي- في شيخه نقلاً عن بعض مريديه أنه قال:
"صليت خلف شيخي صلاة فشهدت ما أبهر العقل وذلك أني شهدت بدن الشيخ والأنوار قد ملأته، وانبثت الأنوار من وجوده حتى أنني لم أستطيع النظر إليه، وقد كشف الحق عن مشرقات أنوار قلوب أوليائه لانطوى نور الشمس والقمر في مشرقات أنوار قلبوهم، وأين نور الشمس والقمر من أنوارهم"(110).

هذا ولقد استقر الشاذلي بعدئذ في الإسكندرية بمصر، وتزوج هنالك وولد له أولاد، وحبس عليه السلطان برجاً من أبراج السور في أسفله ما جل كبير ومرابط للبهائم، وفي الوسط مساكن للفقراء وجامع كبير، وفي أعلاه أعلية لسكانه وعياله"(111).

وكان من عادته " إذا ركب تمشى أكابر الفقراء وأكابر الأغنياء حوله، وتنشر الأعلام على رأسه، وتضرب الكاسات بين يديه، ويأمر النقيب أن ينادي أمامه "من أراد القطب فعليه بالشاذلي"(112).

وسنة 656هـ سافر للحج، وفي صحراء عيذاب وافته المنية فدفن هناك(113).

ويقول الجامي: "وكان ماء هذا الصحراء ملحاً لا يشرب ولكنهم بعد ما غسلوه بمائه صار ببركته حلواً عذباً"(114).

وفي هذا الصحراء ادّعى بأنه التقى بالخضر وكلّمه، كما نقلوا عنه أنه كان يقول:
"لقيت الخضر في صحراء عيذب، فقال لي:
"يا أبا الحسن أصحبك الله اللطف الجميل، وكان لك صاحباً في المقام والرحيل"(115).

وقد نقل عن الشاذلي تفسير بع الآيات القرآنية تفسيراً باطنياً ينهج فيه منهج الباطنية وأهل التأويل البعيد، وقد ذكرنا نماذج منها في كتابنا [التصوف:المنشأ والمصادر].

ثم خلف بعده على الشاذلية أبو العباس المرسي، والذي صار قطباً بعد موته حسب زعمهم كما ينقلون عن زكي الدين الأسواني أنه قال:
"قال لي الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: يا زكي، عليك بأبي العباس، فو الله أنه ليأتيه البدوي يبول على ساقيه فلا يمسي عليه المساء إلا قد أوصله إلى الله، يا زكي، عليك بأبي العباس، فو الله ما من ولي لله كان أو هو كائن إلا وقد أطلعه الله عليه، يا زكي، أبو العباس هو الرجل الكامل"(116).

ويقول أبو العباس هذا عن نفسه:
"والله ما سار الأولياء والأبدال من قاف حتى يلقوا واحداً مثلنا، فإذا لقوه كان بغيتهم، ثم قال: وبالله لا إله إلا هو، ما من ولي لله كان أو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله"(117).

وهو الذي قال:
"والله لو حجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين"(118).

وكان يقول:
"لا أعلم أحداً اليوم يتكلّم في هذا العلم غيري على وجه الأرض" وقدم إليه بعضهم طعاماً فيه شبهة يمتحنه فامتنع الشيخ من أكله، وقال: "إنه كان للشيخ المحاسبي عرق في أصبعه يضرب إذا مدّ يده إلى شبهة فأنا في يدي ستون عرقاً تضرب، فاستغرب الرجل وتاب على يديه"(119).

وتكلم يوماً في القطب وأوصافه ثم قال:
"وما القطبانية بعيدة من بعض الأولياء وأشار إلى نفسه"(120).

قال: "لقد علمت العراق والشام ما تحت هذه الشعرات لأتوها ولو سعياً على وجوههم"(121).

وكان المرسي هذا أيضاً يدّعي صحبة الخضر واللقاء معه(122).

وكان له تأويل باطني مثلما كان لأستاذه وشيخه، ومثال ما ذكره تلميذه عطاء الله الإسكندري:
"سمعت شيخنا رضي الله عنه يقول في قوله عز وجل:
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} أي: ما نذهب من وليّ لله إلا ونأت بخير منه أو مثله"(123).

وكان كأستاذه يعتني بكتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي، وكتاب "قوت القلوب" لأبي طالب المكي، وكتاب "ختم الأولياء" للحكيم الترمذي، وكتاب "المواقف والمخاطبات" لمحمد عبدالجبار النفري(124).

مات سنة 686هـ(125).

ثم خلفه على مشيخة الشاذلية ياقوت العرش وكان حبشياً.
"وهو الذي شفع في الشيخ شمس الدين بن اللبان لما أنكر على سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وسلب عمله وحاله بعد أن توسل بجميع الأولياء، ولم يقبل سيدي أحمد شفاعتهمفيه، فسار من الإسكندرية إلي سيدي أحمد، وسأله أن يطيب خاطره عليه وأن يردّ عليه حاله فأجابه.
ثم إن سيدي ياقوت زوّج ابن اللبان ابنته، ولما مات أوصى أن يدفن تحت رجليها أعظاماً لوالدها الشيخ ياقوت.
وإنما سمّى العرش لأن قلبه لم يزل تحت العرش، وما في الأرض إلاّ جسده.
وقيل: لأنه كان يسمع لأذان حملة العرش.
وكان رضي الله عنه يشفع في الحيوانات.
وجاءته مرة يمامه فجلست على كتفه وهو جالس ف حلقة الفقراء وأسرّت إليه شيئاً في أذنه، فقال: بسم الله ونرسل معك أحد من الفقراء، فقالت: ما يكفيني إلا أنت، فركب بغلته من الإسكندرية وسافر إلى مصر العتيقة حتى دخل إلى جامع عمرو فقال: أجمعوني على فلان المؤذن، فأرسلوا وراءه، فجاء، فقال له:
هذه اليمامة أخبرتني بالإسكندرية أنك تذبح فراخها كلما تفرخ في المنارة، فقال: صدقت، قد ذبحتهم ماراً، فقال: لا تعد، فقال: تبت إلى الله تعالى ورجع الشيخ إلى الإسكندرية رضي الله عنه.
ومناقبه رضي الله عنه كثيرة مشهورة بين الطائفة الشاذلية بمصر وغيرها.(126)

ثم خلفه ناس آخرون، فاشتهر من بينهم محمد المغربي الذي يقولون عنه بأنه تنبأ بظهوره الشاذلي، فقال:
"يظهر بمصر رجل يعرف بمحمد يكون فاتحاً لهذا البيت، ويشتهر في زمانه ويكون له شأن"(127).

وهو الذي قال:
"أعطيت الشاذلية ثلاثاً لم تحصل لمن قبلهم ولا لمن بعدهم:
الأول: إنهم مختارون في اللوح المحفوظ.
الثاني: إن المجذوب منهم يرجع إلى الصحو.
الثالث: إن القطب منهم إلى يوم القيامة(128).

وآخر هذه الثلاث أن يركز عليه، فإن كل طائفة من الطوائف الصوفية تدعي أن القطب منهم، ولا يرضى بهذه المقولة أحد من غير الشاذلية.
وآخرون مثل علي بن عمر القرشي وناصر الدين بن محمد عبدالدائم وابن عبدالرحمن بن إبراهيم ومعصوم بن أحمد وغيرهم العديدون(129).

فهذا هو الشاذلي وأولئك الشاذلية ومشائخهم وقد اشتهر عن الشاذلية أوراد عديدة منها حزب البر وحزب البحر والحزب الكبير وغيرها من الأحزاب والأوراد، اختلقوا لها فضائل ومناقب لم ينزل الله بها من برهان، ذكرها كل من عطاء الله الإسكندري في كتابه "لطائف المنن" والدكتور عبدالحلم محمود في كتابه "المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن الشاذلي" والآخر في "النفحة العلية في الأوراد الشالية".
وبهذا نختم هذا الفصل.

........................
(76) النفحة العلية في أوراد الشاذلية ص 226 ط مكتبة المتنبي القاهرة،أيضاً أبو الحسن الشاذلي للدكتور عبدالحليم محمود ص 20.
(77) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص 115.
(78) لطائف المنن لابن عطاء الأسكندراني ص 135 بتحقيق عبدالحليم محمود ط مطبعة حسان القاهرة 1974.
(79) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص 115.
(80) انظر لطائف المنن للأسكندراني ص 135، طبقات الأولياء لابن الملقن ص 459.
(81) انظر نفحات الأنس للجامي ص 567 (فارسي) ط إيران.
(82) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 458، الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 4.
(83) انظر دائرة المعارف الإسلامية ص 562 وغيرها من الكتب.
(84) درة الأسرار ص 23 نقلاً عن "أبي الحسن الشاذلي" للدكتور عبدالحليم محمود ص 23.
(85) جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص 116.
(86) "المدرسة الشاذلية وإمامها أبو الحسن الشاذلي" للدكتور عبدالحليم محمود ص 23 ط دار الكتاب الحديث القاهرة.
(87) أيضاً ص 24.
(88) لطائف المنن لابن عطاء الإسكندري ص 159 ، 160ط مطبعة حسان القاهرة 1974م.
(89) أيضاً ص 160.
(90) الوصية الكبرى لعبدالسلام الأسمر الفيتوري ، أيضاً لطائف المنن للإسكندراني ص 65.
(91) جامع الأصول في الأولياء لمكشخانوي ص 117،كذلك أبو الحسن الشاذلي للدكتور عبدالحليم محمود ص 29،أيضاً النفحة العلية في أوراد الشاذلية ص 228.
(92) جامع الأصول في الأولياء لأحمد الكمشخانوي ص 117 ط المطبعة الوهيبة طرابلس 1298هـ.
(93) لطائف المنن للإسكندري ص 146،الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 7،جامع كرامات الولياء للنبهاني ج 2 ص 176،النفحة العلية ص 229.
(94) جامع الأصول ص 117.
(95) لطائف المنن ص 146.
(96) جامع الأصول في الأولياء ص 117.
(97) انظر المدرسة الشاذلية الحديثة وأمامها أبو الحسن الشاذلي للدكتور عبالحليم محمود ص 32.
(98) بألفاظ عبدالحليم محمود وحروفه انظر ص 33 من كتابه "أبو الحسن الشاذلي" ط دار الكتب الحديثة القاهرة.
(99) أيضاً ص 35.
(100) أبو الحسن الشاذلي ص 83.
(101) الكمشخانوي ص 116، النفحة العلية ص 228.
(102) جامع الأصول في الأولياء ص 116،النفحة العلية في أوراد الشاذلية ص 228 ط مكتبة المتنبي القاهرة.
(103) لطائف المنن الاسكندري ص 143 ، 144 ط مطبعة حسان القاهرة.
(104) درة الأسرار ص 30.
(105) انظر أبو الحسن الشاذلي ص 42.
(106) سورة الأعراف الآية 188.
(107) سورة الأنعام الآية 50.
(108) سورة الكهف الآية 110.
(109) لطائف المنن للإسكندري ص 95 مقولة أبي العباس تلميذ أبي الحسن الشاذلي وخليفته في شيخه.
(110) لطائف المنن للإسكندري ص 95.
(111) درة الأسرار نقلاً عن "أبي الحسن الشاذلي" ص 45.
(112) الكمشخانوي ص 117،النفحة العلية ص 228،الكواكب الدرية للمناوي نقلاً عن "أبو الحسن الشاذلي" ص 54.
(113) طبقات الأولياء لابن الملقن ص 459،أيضاً الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 4.
(114) نفحات الأنس للجامي (فارسي) ص 570 ط طهران.
(115) لطائف المنن ص 151،طبقات الشعراني ج 2 ص 5،جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 2 ص183،أبو الحسن الشاذلي ص 39.
(116) انظر لطائف المنن ص 168.
(117) لطائف المنن ص 168.
(118) الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 14،جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 314،أيضاً لطائف المنن للإسكندري ص 169.
(119) نفحات الأنس للجامي ص 572،أيضاً جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 2 ص 14،أيضاً جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 314.
(120) لطائف المنن 179.
(121) أيضاً.
(122) انظر جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج 1 ص 314.
(123) لطائف المنن ص 63.
(124) انظر لطائف المنن ص 179 ، 180 ، كذلك أبو الحسن الشاذلي ص 55 وما بعد.
(125) طبقات الشعراني ج 2 ص 13.

قام بنقله المنهج - شبكة الدفاع عن السنة






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» حوار حول (( رواية عفير )) إخواني بين شيعي وسني ...
»» حول مرتكب الكبيرة فمن لها ؟
»» إلي الباطنية من أين تأخذون دينكم ؟
»» الله يقول هن بناتهُ والرافضة تقول بل ربيباتهُ فتعالى الله علوا كبيرا عما يقولون
»» رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر أية التطهير على باب علي وفاطمة من طرقهم
 
قديم 20-06-09, 11:05 AM   رقم المشاركة : 14
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الأنوار الرحمانية لهداية الفرقة التيجانية

{هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [إبراهيم: 52].
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران: 31].
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158].
{ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } [النساء: 80].
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به". (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عز وجل: { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا } [الإسراء: 81].
سبب تأليف هذا الكتاب
اعلم أيها المسلم ، أنه لا ينبغي للعاجز التعرض لمركب صعب إلا إذا تعذّر عليه وجود مسلك إلا ذلك. فليستعن بالله ، إنه هو المعين.
وذلك : أن طائفة من الإخوان وقعت بيني وبينهم مذاكرة علمية حتى ذكرنا البدعة. فقلت: جميع ما لم يكن دينًا في الصدر الأول لا يكون اليوم دينًا، فطلبوا مني الدليل على ذلك ، وخاصة على إنكار أهل السنة على التيجانية. ولما رأيت الطلب قد توجه إليّ تطفلت تحت دوح علماء السنة بذكر أقوالهم في تفسير بعض الآيات و الأحاديث في ذم البدعة وأهلها.
وأقول كما قال المحدث العلامة الشيخ محمد بن عبد العزيز الفارسي الجاركي في التحفة المكية حيث قال :
أجبته محتسبًا للأجر*** مع أنني لست لذاك الخطر
تطفلاً بالعلماء الفضلا*** مقتفيًا آثارهم و السبلا
فقلت : فاعلم أيها الخل الودود*** حماك ربي من بوائق الحسود
من يرد الله به خيرًا يُرى*** متمسكًا بهدي سيد الورى
ألهمه الله لكل الطاعة*** حياته ، ألزمه القناعة
يرزقه تفقهًا في الدين*** عضَّده بالصدق واليقين
وإلا فليس أتعرض ولا أرتقي إلى هذا المحل المنيف لأني لم أكن لذاك و لا أقل منه بأهل .
وأسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، نافعة لجميع الإخوان المؤمنين و المسلمين ، إنه الهادي إلى الصراط المستقيم .
عبد الرحمن بن يوسف الأفريقي
10/6 سنة 1356هـ .
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، القائل في كتابه العزيز { وَ مَن يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَخْشَ اللَّهَ وَ يَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [النور: 52] وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله المنزل عليه من الله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَ أَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُواْ أَعْمَالَكُمْ } [محمد: 33] أي بمخالفتكم سنة نبيه الذي سنّها لكم ، وبارتكابكم المنكرات و البدع و على آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين .
أما بعد : فيا أخي المحترم ، قد وصلت إلى وثيقتكم ، و قرأتها و فهمت ما ذكرتموه . وها أنا أكتب لكم جوابها إن شاء الله تعالى . و به نستعين .

قواعد الإسلام
اعلموا أن الله تعالى قرر القواعد لكل مسلم وقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7] وقال: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 14] وقال: {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: 23] وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] وقال: {فَلاَ وَ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء: 65] ولذا قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: "و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به" رواه البغوي في شرح السنة و النووي في الأربعين بسند صحيح.(2)

المسلم الحقيقي
عُلم بتلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: أن المسلم لا يكون مسلمًا ولا مؤمنًا إلا إذا اعتصم بالكتاب والسنة، في العقائد والفرائض والسنن والأقوال والأعمال والأفعال والأذكار، على وجه التسليم والرضا والإخلاص، ظاهرًا وباطنًا، خاصة عند المعارضة والمقابلة يقدم قول النبي صلّى الله عليه وسلّم على أقوال جميع أهل الأرض كائنًا من كان، وأذكاره صلّى الله عليه وسلّم على جميع الأذكار الواردة عن المشايخ أهل الطرق وغيرهم، ويعرض تلك الأوراد على الكتاب والسنة فإن وافقتهما عمل بها، وإلا فلا. ويقف على الأذكار الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فحينئذ يكون المسلم مسلمًا حقيقيًّا طائعًا لله و رسوله. قال تعالى: { اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَ لاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } [الأعراف: 3] و قال تعالى: { وَ مَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [آل عمران: 101].

تعريف السنة والبدعة
من ضروريات الدين: أن يعلم المسلم صفة السنة والبدعة والفرق بينهما. فليعلم الأخ الكريم أن السنة لغة: الطريق، وشرعًا: هي ما بيّن وفسّر بها النبي صلّى الله عليه وسلّم كتاب الله تعالى قولاً وفعلاً وتقريرًا وما سوى ذلك بدعة.
والسنة هي الطريق المتبع، وهي دين الإسلام، التي لا يزيغ عنها إلا جاهل هالك مبتدع.
والبدعة أصل مادتها الاختراع على غير مثال سابق ومنه قوله تعالى: { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي مخترعهما من غير مثال سابق وهذا لا يليق في الدين إلا من الله تعالى. لأنه فعّال لما يريد وهو الذي شرع لنا الدين. قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} [الشورى: 13] وأما البدعة شرعًا: فهي الحدث في الدين بعد الإكمال، أي بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم وخلفائه الراشدين، وقد جعلها أهل البدع دينًا قويمًا، لا يجوز خلافها، كما في زعم التيجانيين وغيرهم.

تقسيم البدعة
والبدعة تنقسم إلى دينية ودنيوية. فكل بدعة في الدين ضلالة، كما نص عليه الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين ، فلا يجوز لمسلم أن يغيّر ويؤول ما قاله الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو يعمل عملاً، أو يقول قولاً أو يأخذ وردًا ليس عليه أمره صلّى الله عليه وسلّم أو يدخل في طريق غير طريق النبي صلّى الله عليه وسلّم فذلك كله بدعة ضلالة، وصاحبها في النار بلا شك، بدليل ما أخبر به النبي صلّى الله عليه وسلّم حيث يقول: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ" رواه مسلم عن عائشة، وقال أيضًا: "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" أي صاحبها.
وأما البدعة في المصالح الدنيوية: فلا حرج في ذلك، ما دامت نافعة غير ضارة في الدين، ولا فيها ارتكاب محرم، أو هدم أصل من أصول الدين، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم في حديث رافع بن خديج الذي رواه مسلم، قال في آخره: "إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فخذوه، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر".

ورد التيجانية وما شاكلها بدعة
الآن يا أخي تأمّل في أيّ قسم تجعل ورد التيجانية؟ فإن جعلتها في القسم الأول – وهو المتبادر عندكم – فقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3] وما لم يكن يومئذ دينًا لم يكن اليوم دينًا. قال ابن الماجشون: سمعت مالكًا رحمه الله يقول: (من ابتدع بدعة في الإسلام يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا صلّى الله عليه وسلّم خان الرسالة) ذكره الشاطبي.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ" رواه مسلم. أي ردّ على الرسول عليه السلام بأن دينه ناقص، وأن المبتدع هو أتمه ببدعته، أو أنه مردود على صاحبه. وقال صلّى الله عليه وسلّم: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا ملّة واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي" رواه أحمد وأبو داود وغيرهما.
ومعلوم بالضرورة: أن الطريقة التيجانية وما شاكلها: لم تكن في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا في زمن الخلفاء الراشدين. وكل من عبد الله بشيء غير ما جاءت به النبوة، فهو داخل في الفرق النارية بلا شك بدليل ما أخبر به النبي صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: "من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا – أي طرقًا كثيرة – فعليكم بسنتي – أي طريقي – وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها، وعضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور – أي الطرق المحدثة – فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" رواه أبو داود والنسائي وغيرهما.

إن الله لا يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدعها
اعلم يا أخي، أن البدعة لا يقبل الله معها عبادة، من صلاة وصيام وحج وزكاة وغير ذلك، ويخرج صاحبها من الدين كما تخرج الشعرة من العجين، ومُجالس صاحبها تنزع منه العصمة، ويوكل إلى نفسه، والماشي إليه وموقره معين على هدم الإسلام. كذا ذكر الشاطبي في الاعتصام.
وروي عن الأوزاعي أنه قال: كان بعض أهل العلم يقول: لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة ولا صيامًا ولا حجًّا ولا عمرة ولا صدقة ولا صرفًا ولا عدلاً. وقد رواه ابن ماجه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فروى عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته" وذكر مثل هذه الأحاديث الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي في كتاب "غنية الطالبين" وكان أيوب السختياني يقول: ما ازداد صاحب بدعة اجتهادًا إلا ازداد بعدًا من الله. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه "ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم – الحديث".
فتأملوا كيف جعل ترك السنة ضلالة. وفي رواية "لو تركتم سنة نبيكم صلّى الله عليه وسلّم لكفرتم" وهو أشدّ في التّحذير. وفي رواية أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّي تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل" وفي رواية "من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة". وقال أبو هريرة رضي الله عنه: إن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: "سيكون في أمتي دجالون كذّابون، يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يفتنونكم" وفي الترمذي: أنه عليه الصلاة والسلام قال: "من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل أجر من عمل بها، من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ولا رسوله كان عليه مثل وزر من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا" قال الترمذي حديث حسن.
وفي حديث معاذ مرفوعًا "إذا حدث في أمتي البدع، وشُتم أصحابي فَلْيُظْهِرِ العَالِمُ علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" ذكره الآجري من طريق الوليد بن مسلم في كتاب السنة. وعن الحسن قال: صاحب البدعة لا يزداد اجتهادًا – صيامًا وصلاة – إلا ازداد من الله بعدًا.
وقال الفضيل بن عياض: اتبع طريق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين.
وعن أبي قلابة: ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف. وخَرَّجَ ابن وهب عن سفيان قال: كان رجل فقيه، يقول ما أحب أني هديت الناس كلهم وأضللت رجلاً واحدًا.
وقال ابن سيرين: أسرع الناس ردّة أهل الأهواء.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر.
وعن بعض السلف: من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة و وكّل إلى نفسه.
وقال الفضيل بن عياض: من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة.
كذا ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" عنهم.
والبدعة: هي السبب في إلقاء العداوة والبغضاء بين الناس، لأن كل فريق يرى أن طريقته خير من طريقة صاحبه، ويبغض بعضهم بعضًا حتى قال التيجانيون: لا يجوز زيارة من ليس على طريقتهم. وأنكروا في ذلك قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] وأنكروا الأحاديث الواردة في زيارة الإخوان. أفنترك العمل بالآية الكريمة والأحاديث الواردة في ذلك لقول أحد كائنًا من كان؟ اللهم لا. والفرقة من أخسّ أوصاف المبتدعة ولوازمها. لأنه خروج عن حكم الله، و تفريق لجماعة أهل الإسلام.

صاحب البدعة ملعون وممنوع من الشفاعة المحمدية
والنبي صلّى الله عليه وسلّم بريء منه، لما روي أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: "حلّت شفاعتي لأمتي، إلا صاحب بدعة" ذكره الشاطبي في الاعتصام. والبدعة رافعة للسنن التي تقابلها، ليس لصاحبها توبة. لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "إن الله حجر التوبة عن كل صاحب بدعة" كذا في الشاطبي. وهو ملعون شرعًا، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "من أحدث حدثًا أو آوى مُحدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" ذكره الشاطبي عن مالك.
ومعلوم لكل ذي لب: أن هذه الطرق كلها محدثة لأن ما لم يكن في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم دينًا فهو بدعة باتفاق السلف والخلف، ويبعد صاحبها عن حوض النبي صلّى الله عليه وسلّم لحديث رواه مالك في الموطأ ولفظه "فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلمّ هلم، فيقال: إنهم قد بدّلوا بعدك. فأقول: فسحقًا، فسحقًا فسحقًا".
وقد تبرأ الله ورسوله من أصحاب البدعة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159] وفي الحديث "أنا بريء منهم، هم براء مني" ذكره الشاطبي في الاعتصام.
وعن يحيى بن أبي عمر الشيباني قال: كان يقال: يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة، وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها . و قال عمر بن عبد العزيز: "سنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم سننًا، و سنّ ولاة الأمر من بعده سننًا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله و استكمال لطاعة الله وقوة على دين الله. ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في شيء خالفها. من عمل بها مهتد، ومن انتصر بها منصور، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرًا". ومما يعزى لأبي إلياس الألباني: "ثلاث لو كتبن في ظفر لوسعهن. وفيهن خير الدنيا والآخرة: اتبع لا تبتدع: اتضع لا ترتفع. و من ورع لا يتسع". كذا في الشاطبي عنهم و الآثار هنا كثيرة جدًّا.
و حاصله: أن صاحب البدعة لا توبة له. لأنه إذا خرج عنها إنما يخرج إلى ما هو شرّ منها، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه : أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "سيكون من أمتي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شرّ الخلق والخليقة".
فهذه شهادة: أن المبتدع لا توبة له، وسبب بعده عن التوبة: أن الدخول تحت أوامر الشريعة صعب على النفس: لأنه أمر يخالف الهوى، ويصد عن سبيل الشهوات فيثقل عليها جدًّا، لأنّ الحق ثقيل، والنفس إنما تنشط بما يوافق هواها لا بما يخالفه. وكل بدعة فللهوى فيها مدخل، لأنها راجعة إلى نظر مخترعها، لا إلى نظر الشارع. فكيف يمكنه الخروج عن ذلك، ودواعي الهوى تُحَسِّنُ له ما تمسك به، فتراه منهمكًا في أوراده ليلاً ونهارًا، لا يفتر عن ذلك، ومع ذلك فمثواه النار. قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ، عَامِلَةٌ نَّاصِبَة ٌ، تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً } [الغاشية: 2، 3، 4] وقال: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103، 104] وما ذاك إلا لخليقة يجدونها في ذلك الالتزام، ويرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره، أفيفيد البرهان مطلبًا؟ { كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ } [المدثر: 31].
عُلم مما تقدّم أن المبتدع لا توبة له، وحينئذ يُخَافُ عليه سوء الخاتمة والعياذ بالله، لأنه مرتكب إثمًا، عاصٍ الله تعالى، فيُخْشى عليه عند موته أن يستفزه الشيطان، ويغلبه على قلبه، حتى يموت على التغيير والتبديل حيث كان مطيعًا له فيما تقدّم من زمانه.
فلنقتصر على ما ذكرنا و بالله التّوفيق .

قد أتم الله هذا الدين قبل الطريقة التيجانية وغيرها
قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ و َأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي و رَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } [المائدة: 3] وقال صلّى الله عليه وسلّم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله" رواه مالك في الموطأ. وقال الإمام مالك رحمه الله: "قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد تمّ هذا الدين واستكمل، وإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله" ذكره الشاطبي في الاعتصام.
فكل من أحدث بدعة – وكان ممن يعقل – يعلم علمًا ضروريًّا أنه ما آمن بقول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ...} الآية، إذ لو آمن بها ما ابتدع.
و ذكر ابن وهب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "سيكون من أمتي دجالون كذابون ، يأتونكم ببدع من الأحاديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم . فإياكم و إياهم لا يفتنونكم" رواه ابن وضاح.
و عن عائشة رضي الله عنها قالت: "من أتى صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" وروى مسلم نحو الأول.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه "أنه رأى جماعة يجلسون في المسجد و بينهم رجل يقول لهم : سبحوا الله كذا و كذا ، واحمدوا الله كذا و كذا ، و كبروا الله كذا و كذا . فقال لهم : و الله لقد جئتم ببدعة ظلمًا ، أو فقتم محمدًا و أصحابه علمًا". إنكارًا عليهم. رواه الدارمي.
وهذا عين الطريقة التيجانية وغيرها من الطرق الصوفية، إنما أنكر عليهم لأنهم اشتقوا لأنفسهم صفة في الذكر لم تكن في زمن النبوة.
فعليكم باتباع نبيكم، وترك كل ما أحدثه المحدثون. لأن الإيمان لا يكمل إلا بالقول، ولا قول إلا بالعمل، ولا عمل إلا بالنية. فلا إيمان ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة النبوية، كما قال ابن أبي زيد القيرواني في رسالته، فسبحان الله العظيم، تقرءون في الرسالة ليلاً ونهارًا ولا تفهمون معناها. بماذا تفسرون قوله: "وترك كل ما أحدثه المحدثون" وبماذا تفسرون قوله: "إلا بموافقة السنة"؟ وهل هذه الطريقة التيجانية كانت في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم؟ فإن لم تكن في زمنه كانت مما أحدثه المحدثون. ومن ادعى أنها كانت في زمان النبوة فليأت بالبرهان. وتاريخ موت صاحبها الذي ابتدعها لدينا محفوظ، وإن الله لم يكلف نبيه صلّى الله عليه و سلّم بعد الموت بشيء ما، ولم يترك شيئًا مما أمر بتبليغه إلا بَلَّغَهُ في حياته. انظر تفسير سورة النصر. لا كما يزعم التيجانيون.

تبرؤ أهل البدع بعضهم من بعض يوم القيامة
قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} [البقرة: 166] معناه: تبرأ الذين كانوا يزعمون أنهم يتبعونهم في الدنيا لما رأوا العذاب، وتقطعت بهم الأسباب، يعني المحبة التي كانت بينهم في الدنيا – كذا قاله ابن عباس. فلما رأوا ذلك قالوا: {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} أي رجعة في الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا}.
أيها الإخوان: انبذوا هذه الطريقة التيجانية وغيرها وراء ظهوركم قبل نزول هذه الندامة، التي قال الله في أصحابها {وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} لأن كل من اتبع أحدًا في شيء ما أنزل الله به من سلطان – أي من حجة – تبرأ المتبوع منه يوم القيامة، وأنى لهم الكَرَّة ؟ هيهات هيهات.
أخبر الله سبحانه وتعالى عن قوم، يوم القيامة {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} [الأحزاب: 67، 68] قال الشوكاني في تفسيره: المراد بالسادة والكبراء، هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم. اهـ. وفيه وعيد صريح لكل من يتبع أحدًا في البدع والضلالات، لأن قولهم هذا لا ينفعهم يوم القيامة.
إخواني: أنعموا النظر، واستعملوا عقولكم في معنى هذه الآية. ولا أظن أنه يفهم معناها عالم غيور في دينه راغب في سنة نبيه ثم يتمسك ببدعة، مستدلاً بقوله: لو كانت باطلة ما فعلها فلان وفلان، وهذا عين قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا} الآية، ولا نفع لهم في ذلك، والعالم الحقيقي لا يأخذ بقول أحد إلا بعد عرض ما يأخذه على الكتاب والسنة.
قال ابن كثير، عند تفسير هذه الآية: قال طاوس: سادتنا يعني أمراءنا، وكبراءنا يعني علماءنا. رواه ابن أبي حاتم، أي اتبعنا السادة، وهم الأمراء والكبراء من المشيخة، وخالفنا الرسول واعتقدنا أن عندهم شيئًا وأنهم على شيء، فإذا هم ليسوا على شيء {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} أي بكفرهم وإغوائهم إيانا {وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}.

الامتثال للعلماء في غير أمر الله ! عبادة لهم
قال الله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] قاله ردًّا على اليهود والنصارى، وكل من فعل فعلهم. فالآية حجة عليهم. وجاء في تفسيرها في الحديث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه "أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقرأ هذه الآية، فقال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إنا لسنا نعبدهم. قال عليه الصلاة والسلام: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟ فقلت: بلى. قال: فتلك عبادتهم" رواه أحمد والترمذي.
تفكروا يا إخواني في معنى هذه الآية، فإنها عبرة لكل من اتبع سادته وكبراءه في حدث وباطل. فلا بد من التفكير والتفقه في الدين "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"، وهو نظير قوله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ} [الأنعام: 125] أي يفهمه أمور دينه ليفرق بين السنة والبدعة {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125] أي يجعل على قلبه أكنة لا يقبل شيئًا من أمور الإسلام الصحيح.
و الذي نرشدكم إليه هو صراط الله المستقيم . جعلنا الله و إياكم ممن سمع الحق و اتبعه . آمين .

الشروع في تفصيل ما ينكره أهل السنة على التيجانية وغيرها
سأذكر لكم يا إخواني بعض ما أنكرناه في هذه الطريقة التيجانية مع بيان مأخذ كل مقال، والإشارة إلى رقم الصحيفة من كتب التيجانية، ليتبين لكل مسلم غيور على دينه كفريات التيجانية و بدعهم و ضلالاتهم و جميع ما أنقله من كتبهم : إما كفر، أو كذب على الله و على النبي صلّى الله عليه وسلّم. والعياذ بالله من الخذلان و عمى البصيرة .

العقيدة الأولى
قال في جواهر المعاني: (إن هذا الورد ادخره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لي و لم يُعَلِّمْهُ لأحد من أصحابه) – إلى أن قال -: (لعلمه صلّى الله عليه وسلّم بتأخير وقته، وعدم وجود من يظهره الله على يديه). وكذا في الجيش (ص91).
ففي قوله: ادخره لي ولم يعلمه لأحد من أصحابه ردّ على قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } [المائدة: 67]. ومعلوم أن الكتمان محال على الأنبياء والرسل، لأنه خيانة للأمانة. وقال ابن عاشر المالكي في توحيده:
يجب للرسل الكرام الصدق*** أمانة تبليغهم يحق
محال الكذب و المنهي*** كعدم التبليغ يا ذكي
ولا شك أن نسبة الكتمان إليه صلّى الله عليه وسلّم كفر بإجماع العلماء. وفي قوله: عدم وجود من يظهره الله على يديه تفضيل لنفسه على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث لا يقدر أن يحمل هذا الورد. وهذا كلام في غاية الفساد، بل في غاية الوقاحة.

العقيدة الثانية
قال في جواهر المعاني: (إن المرة الواحدة من صلاة الفاتح تعدل كل تسبيح وقع في الكون، وكل ذكر، وكل دعاء كبير أو صغير، وتعدل تلاوة القرآن ستة آلاف مرة) "ص96" طبع مطبعة التقدم العلمية الطبعة الأولى.
وهذا كفر وردّة، وخروج عن الملّة الإسلامية. وهل يبقى في الدنيا مسلم لا يكفر قائل هذا القول ؟ بل من لم ينكر عليه ورضي به فهو كافر في نفسه، يستتاب. فإن تاب وإلا قتل .
أليس قد جعل الله لكم عقولاً تعقلون بها ؟ أفلا تتفكرون ؟ و أي شيء يكون أفضل من القرآن ؟ وهل ينزل الله على رجل شيئًا بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم فضلاً أن يكون خيرًا من القرآن ؟ إن هذا لشيء عجاب.
و أظن قائل هذا القول ما درى بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وما درى بما جاء به محمد. ولم يدر لِمَ بُعِثَ محمد صلّى الله عليه و سلّم!!.
فداك أبي وأمي يا رسول الله. لقد أديت الأمانة، وبلغت الرسالة، وجاهدت في الله حتى أتاك اليقين. جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته. أشهد أنك خاتم الأنبياء، وشريعتك ناسخة لكل شريعة ولن تُنْسَخَ إلى يوم القيامة، ولم يأت بعدك أحد قط بمثل ما جئتَ به، وأشهد أن من ادعى أن هناك وحيًا ينزل، أو يوحى إليه فقد أعظم الفرية على الله { إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النحل: 116، 117].
أفلا تعظمون كتاب ربكم ؟
أيها الناس اتركوا هذه الطريقة الكفرية التي هي أفضل من القرآن في زعم قائلها. فنعوذ بالله من كل شيطان مارد ، آمِرٍ بمثل هذا. وهل أنتم تعبدون الله بشيء أفضل من القرآن، إذن والله فقد فضلتم على النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، لأنهم ما عبدوا الله بشيء أفضل من القرآن، ولقد كان صلّى الله عليه وسلّم يجعل لنفسه وردًا كل ليلة من القرآن، وهكذا أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وقال صلّى الله عليه وسلّم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله – الحديث" إلخ: وقد ثبت أنه قال: "فضل كلام الله على كلام الخلق كفضل الله على خلقه" رواه الترمذي وغيره.
أليس هذا صدًّا للجهال العوام عن القرآن ؟ وهل يتمسك بهذه الطريقة بعد ما سمع أنها أفضل من القرآن إلا جاهل بكتاب الله و سنة رسوله ؟.
و هل يستقر في عقل صحيح كون مرة واحدة من صلاة الفاتح أفضل من ذكرٍ واحدٍ وَرَدَ عن النبي صلّى الله عليه و سلّم، فضلاً عن جميع الأذكار التي وقعت في الكون ؟ أفلا تعقلون ؟؟.
تالله لقد جمعت هذه الطريقة كل جهول غبي بعيد عن الدين.
أيها الناس: أما كان آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين يذكرون الله ؟ وهل يكون مبتدعُ هذه الطريقة أفضل من هؤلاء الأنبياء ؟ كلا وحاشا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

العقيدة الثالثة
قال في الإفادة: (من لم يعتقد أنها – أي صلاة الفاتح – من القرآن لم يصب الثواب فيها) "ص80".
ونحن نقول: من اعتقد أنها من القرآن فقد كفر كفرًا ظاهرًا. لأن الله لا ينزل الوحي إلا على الأنبياء، وهذه الصلاة لم نجدها في كتاب الله، ولا حتى في حديث موضوع عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فهل الذي نزلت عليه صلاة الفاتح نبي أو ولي ؟ فإن كان وليًّا فالولي لا ينزل عليه الوحي.
و الناس في هذه الطريقة فرقتان : فرقة إن اعتقدت أنها من القرآن خرجت عن الملة الإسلامية ، والثانية : إن اعتقدت أنها ليست من القرآن ، خرجت عن طريقتهم ، لأنها ليس لها ثواب فيها.

العقيدة الرابعة
قال في الإفادة الأحمدية "ص74" : (يوضع لي منبر من نور يوم القيامة ، وينادي منادي حتى يسمعه كل من في الموقف : يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم تستمدون منه من غير شعوركم) و ذكره أيضًا في كتابهم بغية المستفيد "ص173".
وهذا القائل قد نصب نفسه في مقام النبوة ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم هو خطيبهم يوم القيامة ، كما ذكره الترمذي عن أنس بن مالك. و في قوله تصريح بأن الأنبياء و الرسل كانوا يستمدون منه ، لأنهم شملهم الموقف ، و هذا محال ، و لا يقوله إلا من ادعى الربوبية .

العقيدة الخامسة
قال في جواهر المعاني "ص105": (لا تقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة المائية).
أقول : هذا كتاب الله تجوز قراءته بالطهارة وبغيرها كما كان صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يقرءون القرآن على غير وضوء.
وهذا تشريع جديد لم يأذن به الله تعالى و لا رسوله صلّى الله عليه و سلّم. وفساد هذا القول يغني عن الخوض فيه .

العقيدة السادسة
قال في الإفادة الأحمدية "ص57": ( نهاني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عن التوجه بالأسماء الحسنى ، و أمرني بالتوجه بصلاة الفاتح )!!
و هذا عين الضلال والكفر ، إذ كيف ينهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن شيء أمره الله تعالى به في قوله: { و َلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } وهذا أيضًا كذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجرأة على الشريعة المحمدية.

العقيدة السابعة
قال في جواهر المعاني "ص145 ج2": ( إن وليًّا – وذكر اسمه – كان كثيرًا ما يلقى النبي صلّى الله عليه وسلّ ، و يعلمه الشعر ). كيف ؟ و قد قال الله تعالى: { وَ مَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَ مَا يَنبَغِي لَهُ } [يس: 69] و هذا كذب على رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و افتراء عليه .

العقيدة الثامنة
قال في جواهر المعاني "ص170": ( من حصل له النظر فينا يوم الجمعة أو الاثنين يدخل الجنة بغير حساب و لا عقاب ). وفي بغية المستفيد: ( و لو كان كافرًا يختم له بالإيمان ). انظر يا أخي إلى سخافة هذا القول وجرأته قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 144] إنه جعل نفسه أفضل من الأنبياء، و لقد قعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع عمه أبي طالب سنين ومع ذلك مات كافرًا، و نظر أبو جهل إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و مع ذلك مات كافرًا. و مات ابن نوح عليه السلام كافرًا، و مات أبو إبراهيم عليه السلام كافرًا، و لم ينفع أحدًا منهم نظر و لا صحبة.
وقال في الإفادة الأحمدية (ص40) ما نصه: (طائفة من أصحابنا لو اجتمع أكابر أقطاب هذه الأمة ما وزنوا شعرة من أحدنا).
وفي شرح منية المريد (ص172):
طائفة من صحبة لو اجتمع *** أقطاب أمة النبي المتبع
ما وزنوا شعرة من فرد *** منها. فكيف بالإمام الفرد ؟
انظر يا أخي إلى القول الشنيع والجرأة العظيمة، حيث فضّل أصحابَ بدعته على أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم أكابر هذه الأمة. نعم لا يقول هذا إلا جاهل بقدر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أئمة الهدى ومصابيح الأنام. رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

العقيدة التاسعة
قال صاحب الرماح، الذي بهامش جواهر المعاني، في الفصل الثاني والعشرين (ص152) ما نصه:
(إنهم لا ينطقون إلا بما يشاهدون، ويأخذون عن الله ورسوله الأحكام، الخاص للخاصة لا مدخل فيها للعامة لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان يلقي إلى أمته الأمر الخاص). قال شيخنا أحمد التيجاني كما في جواهر المعاني.
تبًّا لهذه المقالة، وبئس قائلها ومفتريها. وسواد ظلامها يغني عن الخوض فيها.
أقول: تفكر أيها العالم في هذه المقالة: هل أهل الطرق كانوا أنبياء؟ وانظر إلى التناقض في كلامهم – لأنهم – بزعمهم الكاذب بعدما أخذوا عن الله تعالى لا يحتاجون إلى الرسول لوجود التساوي بينهم في الدرجة أو يزيدون على الأنبياء – بزعمهم – لأن الرسل كانوا يأخذون عن الله تعالى بالوحي. وأَرْبَابُ الطرق يأخذون من الله – بزعمهم – بغير واسطة. لوجود من يقول منهم: إنه ينظر إلى اللوح المحفوظ إذا أراد أن يأخذ حكمًا من الأحكام، وما ذلك إلا لوح الشيطان {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112].
وقال في الرماح في الفصل المذكور: (إن الكامل منهم ينزل عليه المَلَكُ بالأمر والنهي).
أقول: أما كان يكفيهم أوامر القرآن ونواهيه؟ والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَ لْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ و كُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].

العقيدة العاشرة
قال في الرماح، الفصل الثاني والثلاثون (ص211): (إن الشرط في طريقتهم أن لا يلقن لمن له ورد من أوراد المشايخ إلا إن تركه وانسلخ عنه لا يعود إليه أبدًا) – إلى أن قال: (فلا بد له من هذا الشرط ولا خوف عليه من صاحبه أيًّا كان من الأولياء الأحياء والأموات وهو آمن من كل ضرر يلحقه في الدنيا والآخرة، لا يلحقه ضرر لا من شيخه ولا من غيره، ولا من الله ولا من رسوله بوعد صادق لا خلف فيه).
أقول: تفكر يا أخي واستعمل قريحتك في فهم هذا الكلام لأن فيه التحريض على الأمن من مكر الله، وقد قال تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99] ومعناها كما قال ابن كثير في تفسيره {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ} أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سَهْوِهِمْ وغفلتهم { َلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون } ولهذا قال الحسن رحمه الله تعالى: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وَجِل خائف. والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن. وفيه أيضًا الحثّ على التفريق بين المسلمين، والحال أن ربهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد ففيم التفريق؟ وقد نهاهم الله عنه في قوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] انظر يا أخي إلى هذا التشريع الجديد، والافتراء على الله بما لا مزيد، والمسارعة إلى نار عذابها شديد، ومن ذلك يوقنون أن القصد من ذلك الاختلاف دخول الجنة بغير حساب، ولا عقاب. قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ و لِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} [الكهف: 106].
وتفسيرها كما في الجلالين:
قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} بطل أعمالهم {وَهُمْ يَحْسَبُونَ} يظنون {أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} عملاً يجازون عليه {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} بدلائل توحيده من القرآن وغيره {وَلِقَائِهِ} أي وبالبعث والحساب والثواب والعقاب {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} بطلت {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} أي لا نجعل لهم قدرًا {ذَلِكَ} أي الأمر الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وغيره {جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ و اتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} أي مهزوءًا بهما. قال الشاطبي في الاعتصام (ج1 ص94) قال الله تعالى: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } وما ذلك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام، ونشاط بداخلهم يستسهلون به الصعب بسبب ما دخل النفس من الهوى. وإذا بدا للمبتدع ما هو عليه رآه محبوبًا عنده لاستعباده للشهوات، وعمله من جملتها، ورآه موافقًا للدليل عنده، فما الذي يصده عن الاستمساك به، والازدياد منه، وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره، واعتقاداته أوفق و أعلا، أفيفيد البرهان مطلبًا {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} [فاطر: 8]، وقال صلّى الله عليه وسلّم: "الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم" رواه مسلم .
إخواني : لا تستبعدوا التوبة ، و لا تأنفوا من الاستغفار ، فقد كان صلّى الله عليه وسلّم يستغفر كل يوم مائة مرة. و شروط التوبة مذكورة في قوله تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82] ، و قال تعالى: { و َذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55] وما جمعت هذه العجالة إلا رغبة في أن يهدي الله تعالى بها و لو فردًا من المسلمين لقوله صلّى الله عليه وسلّم لعلي رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم". و ما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت و إليه أنيب . وصلى الله على محمد وعلى آله و صحبه أجمعين .
و هذا حاصل ما جمعته لكم من كتبهم نصيحة لكم و السلام.






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» تناقضات علامتهم [ النجاشي ] في الأحكام والرجال
»» هدية بسيطة للشريفة فاتن لشيخهم القبوري الجفري
»» ما هو ( الصراط ) أيها الإباضية .. ؟
»» هل الموتى يسمعون يا رافضة ؟؟
»» مناقشة قول الدارقطني (( الحسن البصري لم يسمع من أبي بكرة )) وحديث ( فضل الحسن )
 
قديم 20-06-09, 11:07 AM   رقم المشاركة : 15
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقة السمانية

الذكر عند الطريقة السمانية :

إذا كان هنالك عائلة في السودان لا يوجد بها صوفي واحد فهي عائلة غير سودانية ..

هذا ما يقوله الدكتور حسن الفاتح قريب الله ، شيخ الطريقة السمانية ، في الخرطوم ، وهذا شيء معلموم لكل سوداني.
إن التصوف ليس شيء شعبي عادي أو جزء من نقاش عام ، ولكنه قوة مؤثرة في المجتمع بشكل عام.

وبعد أن يتكلم الكاتب عن التصوف ونفوذه في المجتمع وبين الشخصيات ذات النفوذ السياسي يصف لنا طريقة الذكر وهذا ما يهمنا هنا :

في ظهيرة جمعة أقفل أحد شوارع الخرطوم عن المرور ، وفرشت السجاجيد ، وتجمع مئات التابعين من الطريقة السمانية ، واقفون في صفوف مواجهة لبعضها البعض للذكر ، وهو طقس مهم من طقوس الصوفية..

حيث يقضون كل ظهيرة يوم عطلتهم الوحيدة وهم يحنون ظهورهم مئات المرات مرددين كلمة " لا إله إلا الله " أو كلمة " الله " يكررونها طوال الوقت تحت إرشاد شيخهم وهم يدورون من جهة لأخرى ، ويقفزون للأعلى وللأسفل ...

http://www.internationalspecialrepor...bowing2%20.jpg

ولا ترى أي كلام جانبي أو شيء يشتت التركيز ، فقط المريد والشيخ والله على خلفية أصوات الرجال الذين يقودون الترانيم الصوفية.

http://www.internationalspecialrepor...r%20shback.jpg

والذكر يجمع الترانيم والصلوات والتأمل ، إذ أن الذكر مع كل حركات الجسم يؤدي لذوبان الشخص في تمجيد الله وعبادته.

إن الذكر يحتاج لقدرة كبيرة على الاحتمال ليستمر ست ساعات ، وخصوصاً في درجة حرارة فوق الأربعين درجة مئوية.

http://www.internationalspecialrepor...0Shjumping.jpg


في الصورة السابقة لاحظوا الرجلين في وسط الصورة أمام الشيخ والآخر بجواره وهم يقفزون .. !!

ولكن الجزاء كما يقول الشيخ قريب الله هو الإحساس بالسعادة والمرح ، وهو – أي الشيخ – عندما يندمج في الذكر يكون تركيزه بأن الله قريب منه ، إن لمن الصعب أن تكون قريب من الله كما يقول.

إن تحمله الجليل ، ووجهه الروحاني يعبر عن نتيجة هذه الجهود.

http://www.internationalspecialrepor...1/sudan/63.jpg

لقد كان أبيه وجده من شيوخ السمانية ، ويرجع أصلهم لرجل مريد للسمانية أدخلها للسودان ، وهي طريقة صوفية في المدينة " منذ زمن طويل قبل وجود الوهابيون وتحكمهم في المملكة العربية السعودية ، الذين أزالوا الصوفية تماماً ومنعوها "

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا .. !!

هل اُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع الصحابة في الشارع أو في المسجد ليتقافزوا ويديروا رؤوسهم مرددين كلمة الله ولا إله إلا الله .. ؟؟

وهل جهل الرسول بذكر الصوفية بطبولهم أو بدونها وعلمه مشايخ الطرق الصوفية .. ؟؟

هذا السؤال الذي أتحدى أي صوفي أن يرد عليه .. !!

من موضوع للسيد البرقعي حفظه الله
كيف يؤدي الصوفية طقوس ذكرهم .. ( وصف بقلم صوفي ) .. !!

http://www.d-sunnah.net/forum/showth...0&pagenumber=1

عنوان الفتوى: الطريقة السمانية الصوفية وضم الذكر بضرب الدف وغيره
اســـــم المـفـــتــى: سماحة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

نص السؤال
عندنا في السودان شيخ له أتباع كثيرون يتفانون في خدمته وطاعته والسفر إليه معتقدين أنه من أولياء الله فيأخذون منه الطريقة السمانية الصوفية ، وتوجد عنده قبة كبيرة لوالده يتبرك بها هؤلاء الأتباع ويضعون فيها ما تجود به أنفسهم من النذور ، ويضمون الذكر بضرب الدفوف والطبول والأشعار ، وفي هذا العام أمرهم شيخهم بزيارة قبر شيخ آخر فسافروا رجالا ونساء في مائة سيارة فكيف توجهونهم . ؟

نص الفتوى
الحمد لله
هذا منكر عظيم وشر كبير فإن السفر إلى زيارة القبور منكر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى). ثم إن التقرب لأصحاب القبور بالنذور أو الذبائح أو الصلوات أو بالدعاء والاستغاثة بهم كله شرك بالله عز وجل ، فلا يجوز لمسلم أن يدعو صاحب قبر ولو كان عظيما كالرسل عليهم الصلاة والسلام ، ولا يجوز أن يستغاث بهم كما لا يجوز أن يستغاث بالأصنام ولا بالأشجار ولا بالكواكب .
أما لعبهم بالدفوف والطبول وتقربهم بذلك إلى الله سبحانه فهو من البدع المنكرة وكثير من الصوفية يتعبدون بذلك فكله منكر وبدعة وليس مما شرعه الله ، وإنما يشرع الدف للنساء في العرس خاصة إظهارا للنكاح وليعلم أنه نكاح وليس بسفاح .
كذلك من البدع ووسائل الشرك البناء على القبور واتخاذها مساجد ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تجصيص القبور والبناء عليها والقعود عليها ، كما روى الإمام مسلم في الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه). وقال عليه الصلاة والسلام : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). فيجب أن تكون القبور ضاحية مكشوفة ليس عليها بناء ولا يجوز التبرك بها ولا التمسح بها ، كما لا يجوز دعاء أهلها والاستغاثة بهم ولا النذر لهم ولا الذبح لهم ، فكل هذا من عمل الجاهلية ، فالواجب على أهل الإسلام الحذر من ذلك ، والواجب على أهل العلم أن ينصحوا هذا الشيخ ، وأن يعلموه أن هذا العمل عمل باطل ومنكر ، وأن ترغيبه للناس في الاستغاثة بالأموات ودعوتهم من دون الله أن هذا من الشرك الأكبر والعياذ بالله ، ويجب على المسلمين أن لا يقلدوه ولا يتبعوه ولا يغتروا به ، فالعبادة حق الله وحده وهو الذي يدعى ويرجى قال الله تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}. وقال سبحانه : {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} فسماهم كفرة بدعوتهم غير الله من الجن والملائكة وأصحاب القبور والكواكب أو الأصنام ، كل هؤلاء دعوتهم مع الله شرك أكبر يقول الله تعالى : {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} يعني المشركين ، وعلى جميع من يستطيع إنكار هذا المنكر أن يساهم في ذلك ، وعلى الدولة إن كانت مسلمة أن تمنع ذلك وأن تعلم الناس ما شرع الله لهم وأوجبه عليهم من أمر الدين حتى يزول هذا الشرك وهذا المنكر . نسأل الله الهداية للجميع .
http://www.al-eman.com/Ask/ask3.asp?id=10382&hide1=2&Next=10&select1=*&select 2=*&rad1=&dbegin=&mbegin=&ybegin=&dend=&mend=&yend =&rad2=MOF&idser=&wordser=الصوفية

وهنـاك كتاب قيم في كشف عقيدة هؤلاء
اسم الكتــــــــــاب
الإطـــــــــاحة
بعرشِ أكابر الدجالين في الساحة

للشيخ هاشم الحُسين رجب وفقه الله

ولعلنا في الأيام القادمة نقطف مقتطفات من هذا الكتاب .. أو قراءة تلخيصيه منه

.........
جمع هذه المادة
أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» وورث سليمان داود وفدك المزعومة
»» اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ / تبطل الامامة
»» بحمدِ الله نُعلنُ صَبْرنا وعزيمتنا ضد هذه الهجمة الجبانة !!
»» الفاضلة " نجمة الإباضية " لنعد لك القناعة بأصحاب النبي رضي الله عنهم هنا .. !!
»» الإمام البربهاري ووصية الأخذ بكتابهِ " شبهة عرض ثم نقد "
 
قديم 20-06-09, 11:07 AM   رقم المشاركة : 16
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقة النقشبندية

أثناء قراءتي لموسوعة أهل السنة وجدت هذا البيان عن هذه الطريقة ..
ومن أراد التوسع فأحال لكتابه [حقــائق خطيرة حول الطريقة النقشبندية]

فلنقف مع كلام الشيخ مع ذكر المراجع التي استقى منها كما في [موسوعة أهل السنة 2/1263-إلى آخر تلك الصفحات]:

نماذج من عقائـــد النقشبنديين:
يعتقد النقشبنديون عامة والأحباش خاصة أن المؤسس الأول للطريقة النقشبندية هو أبو بكر الصديق. وكان يستعمل طريقة الذكر النقشبندية بحبس النفس ولا يتنفص إلا في الصباح وكان الناس يشمون رائحة اللحم المشوي فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الرائحة كبد أبي بكر من كثرة ذكره لله. [إرغام المريد للكوثريص30 وانظر مجلة منار الهدى 16/20]

ويعتقدون أن من لم يسلك طرقته فهو على خطر من دينه. [نور الهداية والعرفان في سر الرابطة وختم الخواجكان41]

ويعاملون مشايخ الطريقة الأموات معاملة الأحياء في الاستغاثة وتلقي فيوضات النور والهدى منهم ومبايعتهم وأخذ العلم عنهم ، كل ذلك وهم في قبورهم.

ويعتقدون أن الصلة بالله إنما تحصل بالتقرب إليه بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد وبين عينيه عند ذكر الله.
وهذه الصلة تسمى الرابطة . وهي أوثق وأعظم تأثيراً من الرابطة التي يؤديها المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة.

ولا يقتصر شيوخ الطريقة على الإنس بل من الحيوانات شيوخ الطريقة كالفرس والهرة والفهد والنحلة والبازي. قال صاحب الرشحات: "وأما الحيوانات فلنا منهم شيوخ ، ومن شيوخنا الذين اعتمدت عليهم الفرس فإن عبادته عجيبة ، فما استطعت أن أتصف بعبادتهم" وزعم أن السالكين يرون الله بالطريقة التجلية فيرون الله في جميع الأشياء من إنسان ونباتات وحيوانات بل ويتجلى الله في شكل فرس [البهجة السنية ص6 رشحات عين الحياة ص133 لعلي الهروي] . فالله عندهم يتشكل ويظهر بأشكال مختلفة.

بل وذكروا أن الله يصلي [كتاب السبع أسرار في مدارج الأخيار ص83 لمحمد معصوم]

وإن روح الإنسان لها شبه بالله ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( إن الله خلق آدم على صورته)) [مكتوبات السرهندي 121 و 198 نور الهداية والعرفان 83]

وفي الوقت الذي يعتقدون فيه أن الله ظل:يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل لا بالدليل ولا بالنهار لأنه نور محض [نور الهداية والعرفان 24]

ويزعم النقشبنديون أن بهاء الدين نقشبند [مؤسس هذه الطريقة] كان يقول للرجل "مُت" فيموت ثم يقول له "قم حياً" فيحيا مرة أخرى" [المواهب السرمدية 133 الأنوار القدسية 137 جامع كرامات الأولياء 1/146]

وكان يتمثل بأقوالِ الحلاج ومنها هذا البيت [الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 مكتوبات السرهندي 282] :
كفرتُ بدين الله والكفرُ واجبٌ **** لديّ وعند المسلمين قبيح

ويحكون أن شيخهم علمه أن يطلب المدد من كلاب الحضرة النقشبندية ويخدمهم بإخلاص وأنه اجتمع مرة بكلبِ وحرباء ، فحصل له من لقائهما بكاءً عظيماً وسمع لهما تأوهاً وحنيناً فاستلقى كل منهما على ظهره ، ورفع الكلب قوائمه الأربع إلى السماء وأخذ يدعوا الله ، وكذلك فعلت الحرباء والشيخ واقفٌ يقول: آمين ، يؤمِّنُ على دعاء الكلب والحرباء (المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية 118-119 الأنوار القدسية في مناقب النقشبندية 130)

كرامات مشايخ الطريقة
وأن رجلاً سلَّم عليه فلم يرد عليه السلام ثم أعتذر إليه بعد ذلك بأنه كان مشغولاً بسماع كلام الله [المواهب السرمدية 130 ،الأنوار القدسية 135]

"وحين توفي حبيب الله جان جانان النقشبندي ارتفع نصف القرآن إلى السماء ووقع في الدين فتور" [الأنوار القدسية207 ، المواهب السرمدية 231-232]

وكان الشيخ أحمد الفاروقي يقول "كثيراً ما كان يُعرجُ بي فوق العرش وأرتفع فوقه بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه ، ورأيت مقام الإمام شاه نقشبند ... قال "وأعلم أني كلما أريد العروج يتيسر لي" [المواهب السرمدية 184 الأنوار القدسية 182]

قال: "وكانت الكعبة تطوف به تشريفاً له" ويروج السيوطي لمثل هذه الأكاذيب [المواهب السرمدية 185 الحدائق الوردية 180 البهجة السنية 80 والحاوي للفتاوي 1/220 للسيوطي]

وكان أحد مشايخهم واسمه عبدالله الدهلوي يقول: "كما أن طلب الحلال فرض على المؤمنين كذلك ترك الحلال فرض على العارفين" [المواهب السرمدية 185 الأنوار القدسية 213]

وكان الشيخ عبيدالله أحرار ميزة عجيبة فكان عنده قوة ينقل بها المرض من شخص لآخر" [جامع كرامات الأولياء 2/236 ،الأنوار القدسية 177]
ونص الدهلوي على أن نقل المرض من كرامات مشايخ هذه الطريقة. [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]

أما الشيخ محمد المعصوم فقد كان غوثاً يستغيث به الناس ويصفونه بحضرة (القيوم) فقد سقط أحد مريديه عن فرسه في الصحراء ، قال:فاستغثت بحضرة (القيوم) فحضر بنفسه وأيقظني" ، وكذلك أشرف آخر من أتباعه على الغرق فاستغاث به فحضر في الحال وأنقذه.

وكان يغيث الناس في أقصى الأرض وهو جالس في مكانه. فقد استغاث به رجل في سفينة كانت تغرق فمد الشيخ يده وانتشل السفينة وهو في بيته أمام أصحابه الذين رأوا فجأة أن كُمّه صارت مبللة بعد أن رأوه يمدها في الهواء" [جامع كرامات الأولياء 1/199 المواهب السرمدية 210-213 الأنوار القدسية 195]

وكان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية وأخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة. [المواهب السرمدية 113]
وتلقن الذكر الخفي من روحانية الشيخ عبدالقادر غجدواني ، وهذا ليس عجيباً فإن الروحانيات تجتمع بعد الممات وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الأجسـام" [الأنوار القدسية 7]

وهذا يتناقض مع ما جاء في الفتاوى البزازية "من قال إن أرواح المشايخ حاضرةً تُعلم: يكفـــر. وقال الشيخ فخر الدين أبو سعيد عثمان الجياني: ومن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله وأعتقد بذلك فقد كفر" [البحر الرائق 3/94 و2/298 وفي طبعة أخرى 5/124 وأنظر رد المحتار 2/439 قبيل باب الاعتكاف]

قال الشيخ الكردي " وما يفعله العامة من قبيل تقبيل أعتاب الأولياء ، والتابوت الذي يجعل فوقهم فلا بأس به إن قصدوا بذلك التبرك ، ولا ينبغي الاعتراض عليهم لأنهم يعتقدون أن الفاعل والمؤثر هو الله ، وإنما يفعلون ذلك محبةً فيمن أحبهم الله تعالى" [تنوير القلوب 534]

وقال الكردي " ولما مات الشيخ بهاء الدين نقشبند بنى أتباعهُ على قبره قبة عظيمة وجعلوه مسجداً فسيحاً" [المواهب السرمدية 142]
قال: "ولم يزل يستغاث بجنابه ويُكتحل بتراب أعتابه ويُلتجأ إلى أبوابهِ" [الأنوار القدسية 142]
قلت-أي الشيخ دمشقية-:بهذا لعن الله ورسوله اليهود والنصارى حين اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مسجداً.

يعلمون الغيــــــــب
والنقشبنديون يثبتون لمشايخهم العلم بالغيب في الوقت الذي نجد بعضهم يصرحون بنفي علم الله للغيب كما نقله صاحب الرشحات عن أولياء النقشبندية أنه قال: "إن الله تعالى ليس عالماً للغيب" ونسب السرهندي أصل هذا القول إلى ابن عربي. [رشحات الحياة 153 المكتوبات الربانية للسرهندي 106]

وإما إثبات علم الغيب لأنفسهم فقد قال الدهلوي: "وللنقشبندية تصرفات عجيبة من التصرف في قولب الناس" [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]
فمن ذلك تصرف الشيخ عبدالله الدهلوي تصرفه في باطن المريدين وإلقاء الفيوضات والأسرار في صدورهم.

ومن كراماته أيضاً أن زوجة أحد أصحاب هذا الشيخ قد مرضت ، فالتمس من حضرته أن يدعوا الله تعالى بتخفيف مرضها فلم يفعل ، فألح عليه ، فقال له: لا تبقي هذه المرأة أكثر من خمسة عشر يوماً ، وبقدرة الله تعالى توفيت يوم الخامس عشر" [المواهب السرمدية 249و251 جامع كرامات الأولياء 2/129 الأنوار القدسية 216و217]
ولم يكن من خاطر في قلوب الناس إلا ويطلع عليه. [المواهب السرمدية 173 الأنوار القدسية 175 جامع كرامات الأولياء 2/140]

..... وحكى الكوثري عن أبي الحسن الشاذلي أنه قال: "أطلعني الله على اللوح المحفوظ ، فلولا التأدب مع جدي رسول الله لقلت هذا سعيد وهذا شقي" [ارغام المريد شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشيندية 39]

وكان الشيخ عبدالله الخاني يخبر بالأمور قبل وقوعها وكان لا يسأل أتباعه عن أحوالهم وإنما يخبرهم عنها [جامع كرامات الأولياء 1/222-223]

وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف الدين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرف ما في قلبه وقال له: "تكبُّري من تكبر الحق تعالى" [المواهب السرمدية 215 الأنوار القدسية 200 جامع كرامات الأولياء 1/204]

أما محمد الخوجكي الأمكنكي فما من ذرة في العالم إلا وهو يمدُّها بالروحانية" [المواهب السرمدية 178 الأنوار القدسية 178]






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» الي رحمة الله من رباني عمي في مقام والدي أستحلفكم بالله الدعاء
»» إيمان علي رضي الله عنه مساوٍ لأيمان معاوية رضي الله عنه فماذا تقولون يا رافضة
»» الرد على شبهة [ طعن آحاد رجال السنة في زوجات الأنبياء بالزنا أو الريب فيهن ]
»» [ من كنت مولاه ] هل ثبت تواتر هذا اللفظ في كتبكم يا رافضة
»» تحدي سني : هل يمتلك الرافضة القدرة على نقض عدالة الصحابه من القران الكريم
 
قديم 20-06-09, 11:09 AM   رقم المشاركة : 17
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقة الختميـــــة

الشيخ / محمد مصطفى عبد القادر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد ،
اعلم أخي المسلم بأن من أعظم الفتن التي أبتلي بها المجتمع المسلم ما يسمى بالتصوف أو الفكر الصوفي ، ذلك الفكر الذي يعمل على هدم الإسلام بإسم الإسلام ، وقد انخدع به كثير من المسلمين منهم من ينتسب إلى العلم وكثير منهم لا يعلمون وهذه سلسلة رسائل تحت شعار احذروا التصوف نكشف فيها عن مخالفات الطرق الصوفية للشريعة الإسلامية من خلال كتبهم ونبين الأدلة من الكتاب والسنة على بطلانها استنادا على قوله تعالى " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " وكل ذلك بايجاز شديد غير مخل بالهدف المنشود والله نسأل القبول والهدى والسداد وهذه مخالفات الطريق الختمية للشريعة الإسلامية .

الشيخ/ محمد مصطفى عبد القادر -السودان

المخالفة الأولى :
يزعم الشيخ الميرغني السيد محمد عثمان شيخ الطريقة الختمية " أن الله كلمه وقال له أنت تذكرة لعبادي ومن أراد الوصول إلىَّ فليتخذك سبيلا وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم، وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان ( الهبات المقتبسة – تأليف الشريف السيد محمد عثمان ) ص 76.

وأما الرد على ذلك الإفتراء على الله والتضليل بعباده من وجوه :-

أولاً :
كيف يدعي الميرغني أن الله كلمه وخاطبه هل هو نبي أم رسول ؟ يقول الله تعالى ( ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌّ حكيم ) سورة الشورى (51)

ثانياً :-
كيف يدعي الميرغني أنه هو السبيل إلى الله وقد بين الله في كتابه الكريم أن سبيل التقرب إليه عن طريق كتابه وسنة نبيه وليس الطريقة الختمية حيث يقول الله تعالى ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ) الأنعام (155) ويقول الله تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) سورة الحشر (7) وقد جاء في حديث ، أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله تعالى وسنة رسوله ) رواه الترمذي وقد بين الله تعالى أن كل طريق غير هذا فهو من طرق الشيطان صوفياً كان أو غيره وذلك في قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) سورة الأنعام (153) وقد بين النبي صلى الله عيه وسلم في حديث ابن مسعود في تفسيرها أنه خط خطاً مستقيماً على الأرض وقال هذا صراط الله وهذه هي السبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه فنعوذ بالله من طرق الشيطان .

ثالثاً :-
كيف يتجرأ الميرغني ويزعم أن الله قال له من أحبك يخلد في رحمتي ومن أبغضك فله العذاب الأليم ؟ إن المعلوم في الشريعة أن الحب في الله والبغض في الله عبادة يتقرب بها إلى الله وقد جاء في حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" ان أوثق عرى الايمان الحب في لله والبغض في الله " رواه البيهقي ولكن هذا لايبنى على الهوى وإنما يرجع فيه لاحكام الشرع فمن التزم باحكام الشرع تلزم محبته في الله ومن أختلف مع أحكام الشرع يلزم بغضه في الله وهنا يرد السؤال هل وافق الميرغني في قوله هذا وهل اتفقت طريقته مع الكتاب والسنة ؟ الجواب إنها قد إختلفت تماماً مع الكتاب والسنة وهنا يلزم بغضه في الله وبغض طريقته والكشف عن زيفه وهذا من أعلى مقامات التقرب إلى الله .

المخالفة الثانية :
يزعم الميرغني " أن رسول الله قال له من صحبك ثلاثة أيام لايموت إلا ولياً وأن من قبل جبهتك كأنما قبل جبهتي ومن قبل جبهتي دخل الجنة ومن رآني أو رأى من رآني إلى خمس لم تمسه النار، وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان مناقب صاحب الراتب تأليف السيد / محمد عثمان الميرغني ص 102 .

أما الرد على ذلك الإفك والدجل من وجوه :

أولاً : -
أين ومتى إلتقى بالنبي صلى الله عيه وسلم حتى قال له ذلك ؟ لاشك أن ذلك كذب جلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويكفي ما جاء في مقام الوعيد لأمثال هؤلاء ما أخرجه البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" .

ثانياً :-
من هو الميرغني حتى يكون من صحبه ثلاثة أيام لا يموت إلا ولياً ؟ وهل ضمن لنفسه أنه من أولياء الله ناهيك عن من يصحبه ؟ قال تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) البقرة 111 ويقول تعالى في تكذيبه وإدعائه ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى) " سورة النجم 32 .

ثالثاً :-
كيف يزعم ويفتري الميرغني أن من رآه أو رأى من رآه إلى خمس يدخل الجنة وهل هو ضمن الجنة لنفسه ومعلوم أن النبي صلى الله عيه وسلم قد رآه كثير من اليهود والنصارى والمشكرين وماتوا على الكفر فهل ياترى هو أفضل من رسول الله صلى الله عيه وسلم ؟ وكيف يحكم المفتري هذا على خاتمة أناس بمجرد رؤيته فقط وقد علَّمنا النبي صلى الله عيه وسلم أن لا تحكم على خاتمة المرء مع عمله وذلك في حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عيه وسلم قال:" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراعاً فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعاً فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" . (رواه مسلم ) .

المخالفة الثالثة :-
" يزعم الميرغني أنه أعطى راتباً لا يقدر على قراءته أحد غير النبي صلى الله عيه وسلم والمهدي " وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان رسالة الختم تأليف السيد / جعفر بن السيد محمد عثمان ص 111 .

وأما الرد على ذلك السخف والدجل من وجوه،

أولاً:
قال أعطيت راتباً ولم يبين من الذي أعطاه ولاشك في أن الذي أعطاه إياه هو شيطانه وإلا لو كان من شريعة الإسلام يلزمه أن يبين أهو من الكتاب والسنة حتى نعرفه وذلك لقوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم فإن تنازعتم في شئٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) (سورة النساء )

ثانياً :-
مما يدل على أنه ليس من الدين أن الله جعل التكليف على وسع البشر وذلك لقوله تعالى ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) (سورة البقرة 276)

ثالثاً :-
انه يزعم أنه لا يستطيع قراءته غير النبي والمهدي وهذا يعني أنه حتى هؤلاء لا يستطيعون قراءته فما الفائدة إذا من هذا الراتب .

المخالفة الرابعة :-
الختمية يزعمون لو كان نبي بعد النبي لكان محمد عثمان الميرغني حيث ورد في كتاب الطريقة الختمية بعنوان رسالة الختم تأليف السيد / جعفر بن السيد محمد عثمان الميرغني ص 115 – 116 ما يأتي في مدحه أن الرسول قال ذلك وقدمها مادحهم في قوله :-
ولو كان بعدي يأتي نبي *** فعثمان كان له أُوحِيَ

وهذا إفتراء واضح وكذب صريح يختلف مع قول النبي صلى الله عيه وسلم فيما أخرج الإمام أحمد عن أنس أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" لو كان نبي بعدي لكان عمر" وفي رواية اخرى" لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر" .

المخالفة الخامسة :-
يزعم الختمية انه لايجوز زيارة المريد للشيخ إلا على طهارة وأن حضرة الشيخ هي حضرة الله وذلك في كتاب منحة الأصحاب تأليف أحمد بن عبدالرجمن تلميذ السيد محمد سر الختم الميرغني ص 67 حيث ورد الآتي في آداب المريد مع الشيخ " وأن لا يزور المريد الشيخ إلا على طهارة لأن حضرة الشيخ هي حضرة الله " وفي هذا يتعجب العقلاء فكيف يتطهر لزيارة الشيخ وقد أشارت النصوص إلى أحكام الطاهرة ما يجب وما يستحب ومن حيث لا يوجد دليل للطهارة في زيارة الأشخاص حتى ولو كان في درجة رسول وقد أخرج البخاري في الصحيح عن أبي هريرة أنه لقي النبي صلى الله عيه وسلم في بعض طرق المدينة فانخنس منه فقال له النبي صلى الله عيه وسلم:" أين كنت يا أباهريرة قال كنت جنباً فكرهت أن أجالسك فقال النبي صلى الله عيه وسلم سبحان الله إن المؤمن لاينجس
" . فهل ياترى مشايخ الصوفية أفضل أم النبي صلى الله عيه وسلم.

المخالفة السادسة :-
يزعم الختمية بأنه عند الشدائد ينبغي أن تلجأ إلى الميرغني من دون الله وهذا ضلال يتفق عليه المتصوفه أجمعهم حيث ورد في كتاب الطريقة بعنوان تجمع الأوراد الكبير ص 147 تأليف محمد عثمان الميرغني في قوله :
ومهما أتاك خطب جليل *** فقم وناده وقل يا ميرغني

وأما الرد على ذلك الضلال فيكذبه قوله تعالى ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) سورة غافر 60 وقوله تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإن قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان) سورة البقرة 186 وقول النبي صلى الله عيه وسلم من حديث بن عباس" إذا سألت فأسأل الله وإذا إستعنت فإستعن بالله" رواه الترمذي وقوله تعالى : ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لايستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) الأحقاف (5) .

المخالفة السابعة :-
الختمية يذكرون الله بأسماء ما انزل الله بها من سلطان ويسمونه بأسماء غير أسمائه الحسنى وقد ذكر في أذكارهم في دعوة البرهتية عن السيد محمد الحسن الميرغني في كتاب مجمع الأوراد الكبير ص 116 " أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم وصلى آله على سدنا برهتيه ، تبتليه طوارك ، مزحل ، برهشب ، خوطر ، قلينهود ، برشا كطهير بانموا شلخ ، شماهير ، شمها حيرحورب النور الأعلى عبطال فلا إله إلا هو رب العرش العظيم " وهذا الذكر فيه تلبيس للحق بالباطل وقد قال تعالى ( ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) سورةالبقرة 42 وتلك الكلمات ليست أصل في الكتاب والسنة ولاشك أنها من وحي الشياطين وقد قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسماءه سيجزون ما كانوا يعملون) سورة الأعراف 180 .

المخالفة الثامنة :-
يزعم الختمية انه يجب على المريد طاعة شيخه وإن خالف الشرع وذلك حيث ورد في كتاب الطريقة بعنوان منحة الاصحاب تأليف احمد عبدالرحمن تلميذ السيد محمد سر الختم ص 67 ما يأتي( فإذا قال الشيخ للمريد اقرأ كذا أو صم كذا أو قال له وهو صائم افطر أو قال له لا تقم الليلة فإنه يطيعه ، قال سيدي أبو يزيد البسطامي لتلميذ له أفطر ولك أجر يوم فأبى وقال ولك أجر جمعة فأبى فقال ولك أجر شهر فأبى وقال ولك أجر سنة فأبى فقال له بعض الحاضرين مخالفتك هذه تضرك فقال الشيخ دعو من سقط من عين الله )

وأما الرد على ذلك الضلال :-

مفهوم ان الشريعة جاءت تدعو العباد للأعمال الصالحة يقول الله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا " سورة الكهف 107 ويقول تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) سورة العصر وقد كان النبي صلى الله عيه وسلم يرغب الصحابة في الأعمال الصالحة وقد جاء فى الحديث أن الرسول صلى الله عيه وسلم قال :"نعم الرجل الصالح عبدالله بن عمر لو كان يقوم الليل ، قال ابن عمر ما تركت قيام الليل بعد ذلك" . (رواه أحمد) . وفي الحديث أيضاً عن أبي امامة "أن رجلاً قال يارسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال عليك بالصوم " (رواه الترمذي) فكيف ينهى الشيخ المريد من العمل الصالح مثل قيام الليل والصيام كما يزعم المتصوفة وكيف يحق للمريد أن يطيع شيخه ، فالتصوف في منهجه يمثل استعباد الشيوخ لمريديهم وليعلم هؤلاء المساكين أنهم على ضلال ، وأن الإسلام قد جاء لتحرير العباد من هؤلاء الشيوخ وأمثالهم ، ومن هنا كان قول النبي صلى الله عيه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " رواه أحمد . وفي رواية أخرى إنما الطاعة في المعروف (رواه البخاري) . أما عن قصة أبي يزيد البسطامي الذي أمر التلميذ بالفطر وضمن له الأجر فهي تمثل قمة الضلال بإسم الدين فإنه لم يكتفي بأمره له بالفطر بل تعدى إلى أكبر من ذلك وضمن له أجراً وكأنه هو الإله الذي يصام له ويملك الثواب سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .

هذه بعض مخالفات الطريقة الختمية للشريعة الإسلامية وإن كانت المخالفات كثيرة . وبهذا يلزم كل مسلم إن كان من أصحابها أن يتركها وعلى الجميع أن يحذرها ويُحذر منها
.والله نسأله قبول العمل والتوفيق والسداد ،،،

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
.............

شكر الله للشيخ السوداني الفاضل محمد مصطفى عبدالقادر على نصحهِ للمسلمين ، وفضحه للمتلبسين الملبسين ، دُعاة الباطل بثياب الدين ، ونشر الفرقة بين المسلمين ، باتخاذ طرق تفتت جمع المسلمين ، إلى طرق وفرق ما أنزل الله بها من سلطان






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» الي الزملاء الشيعة موحدة , ومحتاج , وابطال التاويلات وجميع الشيعة تحدي
»» تخريج أحاديث [ التوسل ] التي يستدل بها من المبتدعة
»» سخافةُ المفتري الطاعن في الإمام الزهري
»» مشيخة الصدوق بين مجهول وضعيف !!
»» آثار المناظرة على الرافضي في شبكة أنا رافضي
 
قديم 20-06-09, 11:10 AM   رقم المشاركة : 18
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقة البرهانية

الشيخ / محمد مصطفى عبد القادر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ،،، وبعد ,

اعلم أخي المسلم بأن من أعظم الفتن التي أبتلي بها المجتمع المسلم ما يسمى بالتصوف أو الفكر الصوفي ذلك الفكر الذي يعمل على هدم الإسلام باسم الإسلام وقد انخدع به كثير من المسلمين منهم ممن ينتسب للعلم وكثير منهم لا يعلمون .

وهذه سلسلة رسائل تحت شعار "أحذروا التصوف " نكشف فيها عن مخالفات الطرق الصوفية للشريعة الإسلامية من خلال كتبهم ، ونبين الأدلة من الكتاب والسنة على بطلانها استنادا على قوله تعالى " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " وكل ذلك بإيجاز شديد غير مخل بالهدف المنشود والله نسأل القبول والهدى والسداد وهذه مخالفات الطريقة البرهانية للشريعة الإسلامية .

الشيخ / محمد مصطفى عبد القادر - السودان

المخالفة الأولى:-
يزعم محمد عثمان عبده البرهاني شيخ الطريقة أن ملك الموت عزرائيل قال له أنه لا يقبض روح من قرأ ورد البرهانية المسمى بالحزب السيفى !! وذلك في كتابه قبس من نور لمؤلفه الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني ص 74 –75 حيث يقول : " ذهب أحد المريدين إلى المستشفى للعلاج وذهبت له ومعه أحد أبناء الطريقة فقلت إن هذا الفتى من أقاربي اعتنى به فلن أستطيع أن أعوده كل يوم فجاء عزرائيل ملك الموت لقبض روحه فقال له الى اين قال اريد ان اقبض روح هذا المريد فقال لا تقبض روحه لأن الشيخ أوصاني بالمحافظة عليه فقال له ملك الموت عزرائيل إذا لم ترد موته إقرأ له الحزب السيفى من أوراد الطريقة سبع مرات كل يوم فقرأ له الحزب السيفي فرأى المريض الجنة ورتبته فيها فقال لأخيه الذي يقرأ له الحزب السيفي حفاظاً عليه من الموت أستحلفك بالله ورسوله أن تكف عن قراءتك لي الحزب السيفى لأنني أريد أن أموت فأدخل الجنة "

أما الرد على ذلك الإفك والدجل والسخف من وجوه متعددة :-


أولاً:-
هذا كذب وافتراء في أعلى مقاماته لا يقبله عاقل ناهيك ان يكون مسلماً ويكفي في إبطاله قوله تعالى: ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعـــى إلى الإســـلام والله لا يهدي القوم الظالمــين ) سورة الصف (7) .

ثانياً :-
هل يمكن لغير الميت أن يرى ملك الموت ؟ ويكفي في إبطال ذلك الكفر قوله تعالى (فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولاكن لا تبصرون ) سورة الواقعة( 83 – 85) .

ثالثاً :-
هل يمكن إذا جاء أجل الإنسان أن يؤخر؟ يقول الله تعالى في إبطال ذلك الإفك ( إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون ) سورة نوح (4) ويقول أيضاً (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) سورة النحل (61) .

رابعاً :-
هل يجوز لملك الموت أن يسمع كلام المريد البرهاني لأمر الشيخ وأن يترك قبض روحه ؟ يقول تعالى عن ملائكته في تكذيب ذلك الدجل والإلحاد : (عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) سورة التحريم6 .

خامساً :-
إن هذا الحزب السيفي من أوراد الطريقة البرهانية بدعة وضلاله ولا يوجد في أوراد وأذكار النبي صلى الله عليه ما يسمى بالحزب السيفى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :” إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " رواه أبو داؤود والبيهقي .

سادساً :-
هل يرى الإنسان الجنة قبل أن يموت والمريد البرهاني يزعم أنه رأى الجنة ورتبته فيها . ومعلوم أن الجنة لا يراها من كان من أهلها إلا بعد الموت وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في حديث أبي هريرة رضى الله عنه حيث قال من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) رواه النسائي .

سابعاً :-
كيف يزعم هؤلاء المفترون أنهم من أصحاب الجنة وقد انعقد الإجماع أنه لا يشهد لأحد بنار أو جنة إلا من شهد له القرآن والسنة بذلك ، وشيوخ البرهانية وأتباعها لا يوجد دليل يفيد بذلك خاصة وأن أصل طريقتهم تختلف مع الكتاب والسنة . وقد قال الله تعالى في نفي ذلك (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) سورة النجم (32) .

المخالفة الثانية :-
" يزعم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني أن السيد على الميرغني قبض روح أحد مريديه وقد أعادها له هو وأحياه مرة أخرى وكان النبي صلى الله عليه وسلم شاهداً وحاضراً للمشهد وذلك في كتابه "قبس من نور" ص56 ، حيث يقول "قمت بتعليم أحد المريدين في الطريقة الأوراد والإرشاد وبعثت به إلى بلدة ما يرشد وكان في هذه البلدة أبناء الطريقة الختمية فلم يعجب ذلك السيد على الميرغني فقبض روحه فجاءني أحد الأخوان وقال لي أدركنا يا عم الشيخ فإن الرجل قبض روح أخينا فثرت ثورة شديدة وطرت أنا وعبده سبيكه بروحينا فوجدته ميتاً ومكفناً ينتظر الدفن ووجدت السيد على واقفاً وممسكاً بروح المرشد فقلت له لماذا قبضت روح المرشد فقال أنا حر وهذا الملك ملكي أفعل فيه ما أشاء فقلت له لست حراً وأنا شريك لك في الملك قال لست شريكاً لي ، قلت أيفعل كل واحد منا ما يريد فعله ، قال نعم قلت له أتعي ما تقوله جيداً ، قال نعم أعيه جيداً فناديت سيدي إبراهيم ورفعت يدي لأضربه وأسلب ما عنده من ولاية وفي هذه اللحظة حضر مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتجفنا ارتجافا شديداً وما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أعاد الروح للمريد فاخذ يسير هنا وهناك ثم حدثت مشكلة وهي ان الروح ترتبط بالرزق وكان السيد علي قد شطب رزقه قبل قبض روحه وهو الآن فقير يعيش على أرزاق غيره وكثيراً ما يأتي الي فاقول له اصبر الرجل قد شطب رزقك ) الى هنا انتهى هذا السخف والاستخفاف بعقول الأمة وهذا الكذب والافتراء الذي لم يقل به حتى إبليس واما الرد على هذا فمن وجوه متعددة .

اولاً :
ان منهج التصوف يمثل طرقا للضلالة والغي ففي هذا يقول تعالى : ( ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) سورة الأنعام( 153) وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود "إن على كل سبيل شيطان يدعو اليه " رواه مسلم وقد امر الله تعالى بالاعتصام وان يكون الطريق واحد يقول تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) سورة ال عمران ( 103 ) وفي قوله تعالى : ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) سورة الأنعام ( 153 ) ولكن يابى المتصوفة إلا أن يصدق فيهم قوله تعالى : ( منيبين إليه واتقوه أقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحـون ) سورة الــــروم ( 31-32 ) والمتصوفة في منهجهم كل طائفة ترى إن طريقتها هي الصواب والأخرى على باطل والدليل على ذلك ما جاء في هذه القصة الباطلة وذلك كما يقول " لما ذهب المرشد البرهاني يبشر بطريقته في منطقة الختمية لم يعجب ذلك السيد علي ؟ فقبض روحه إلى آخر الحكاية وإلا لو كانت الطريقة البرهانية حقا فلماذا لم يعجب ذلك السيد علي .

ثانياً :-
يزعم البرهاني أنه لما أخبر بقبض روح مريده طار بروحه هو وعبده سبيكة ولم يبين لنا كيف كان هذا الطيران وهو يزعم أنه طار بروحه ولا يوجد دليل لهذا النوع من الطيران في الدنيا إلا في المنام وذلك لقوله تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) وهو لم يقل أنه كان في المنام حتى يقول بأن هذا أضغاث أحلام ليرفع عنه الملام وبهذا يتضح بطلان ما يقوله في ادعائه للطيران .

ثالثاً :-
من الذي يتولى قبض الأرواح في مفهوم الشرع ؟ أهو السيد على أم ملك الموت والجواب معلوم بالفطرة لكل مسلم بأنه ملك الموت وذلك لقوله تعالى : ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) سورة السجد (11) فياله من افتراء عظيم .

رابعاً :-
يدعي السيد على أن الملك ملكه يفعل ما يشاء ويدعي البرهاني أنه شريك له في الملك وهذا يكذبه صريح قوله تعالى : ( وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين ) سورة التكوير (29) وقوله تعالى: ( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئٍ وإليه ترجعون ) سورة يس (83) .

خامساً :-
يزعم أن السيد علي لما رفض أن يعيد له روح مريده رفع يده ليضربه ويسلب منه الولاية وذلك بحكم أنه ولي أيضاً وبهذا يفهم أن الولاية عند أهل التصوف تمثل مجتمعاً إجرامياً يضرب فيهم بعضهم بعضاً ويسلب بعضهم بعضاً وقد قال تعالى في صفات أولياءه (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) سورة آل عمران( 134) .

سادساً :-
يزعم أنه في تلك اللحظة حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وردّ للمريد روحه وهذا كذب وافتراء واضح قال تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين) سورة (الصف(7) والسؤال هنا كيف ومتى إلتقى النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد علي ومحمد عثمان عبده البرهاني وهذا معلوم من حيث البعد التاريخي لوفاته صلى الله عليه وسلم وبين السيد علي والبرهاني ثم إنه معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لن يقوم من قبره إلا في يوم القيامة ، وهذا لما ورد في حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنا أول من تنشق الأرض عن جمجمته يوم القيامة ولا فخر " رواه أحمد

سابعا:-
ً يزعم البرهاني أنه أعاد لمريده روحه وهذا أيضاً من جنس الكذب والافتراء إذ أن الميت إذا مات فلا سبيل لرجوعه لدنيا وهذا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى وذلك في قوله : (ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) سورة يس (31) ولقوله تعالى أيضاً : ( وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) سورة مريم (98) .

ثامناً :-
يزعم البرهاني أن السيد علي شطب رزق مريده فهل السيد هو مقسم الأرزاق يقول تعالى في إبطال ذلك الكفر ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) سورة الذاريات (58) ويقول : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) طه 132 ويقول تعالى ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتابٍ مبين) سورة هود(6) .

تاسعاً :-
يزعم البرهاني أن مريد بعد أن اعيدت له روحه مرة أخرى بعد موته وشطب رزقه يعيش على أرزاق غيره ، والسؤال هنا لمحمد عثمان عبده البرهاني هل تلك الأرزاق من الناس خارجة عن دائرة الرزق أم أنها تندرج تحت مسمى الرزق ، فإن كان لايدري فتلك مصيبة وإن كان يدري فالمصيبة أعظم .

المخالفة الثالثة :-
يزعم محمد عثمان عبده البرهاني أن الشيخ إبراهيم الدسوقي تكلم مع الله في عالم الأرواح وطلب منه أن يزيد له في جسمه حتى يملاً النار وحده ولا يدخلها أحد وذلك في كتابه تبرئة الذمة في نصح الأمة لمحمد عثمان البرهاني ص 314 " حيث يقول وطلب سيدي إبراهيم الدسوقي في عالم الأرواح أن يزداد له في جسمه فزيد ثم طلب أن يزداد أكثر فأكثر فزيد وهكذا حتى سأله الجبار جل وعلا عما يريد من كبر جسمه فقال يارب أنت قلت وقولك الحق في كتابك العزيز ( لأملان جهنم من الجنة والناس أجمعين) وأنا أريد أن أملأ جهنم لوحدي حتى لا يصلاها أحد فقال جل وعلا أتتكرم على كريم يا إبراهيم إنا شفعناك في سبعين ألف مع كل فرد منهم سبعون ألفاً وكل هذا غير من أخذ طريقتك وغير من دخل مقامك وزارك "

أولاً :-
إدعاءه أن الله تكلم مع إبراهيم الدسوقي في عالم الأرواح وهذا بعد انتقاله من الدنيا فإذا اتفقنا جدلاً على أن هذا قد حدث فمن الذي أخبر محمد عثمان عبده البرهاني بما كان في ذلك العالم بين الدسوقي وبين الله كما يزعم . إن هذا يمثل منتهى الوضوح في الكذب وقد قال تعالى ( ومن أظلم ممن إفترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لايهدي القوم الظالمين) سورة الصف (7) .

ثانياً :-
ماذا يمثل إبراهيم الدسوقي أهو ملك أم رسول حتى يكلمه الله ؟ يقول الله تعالى في إبطال ذلك : ( وما كان لبشرً أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌ حكيم) سورة الشورى 51

ثالثًاً :-
ما طلبه إبراهيم الدسوق من الله أن يزد له في جسمه أكبر فأكبر حتى يسأله الله عن سبب طلبه يمثل إتهاماً لله عز وجل بالجهل تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا قال تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) سورة الملك 14 وقال تعالى : ( وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ) سورة طه 7 .

رابعاً :-
سؤال إبراهيم الدسوقي لله كي يملأ النار وحده وهو يعلم أن الله قال وقوله الحق : (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) يمثل سوء ادب مع الله في آداب السؤال ويمثل أيضاً جهل الدسوقي . هذا لأن الله إذا وعد وعداً فإنه لا يخلفه وذلك لقوله تعالى : ( إن الله لا يخلف الميعاد) وإذا قال قولاً فإنه لا يبدله وذلك لقوله تعالى : ( ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ) سورة ق 29

خامساً:-
يزعم البرهاني أن الله شفع إبراهيم الدسوقي في سبعين الفاً وهذا كذب وإفتراء يلعب به شيوخ المتصوفة على كثير من البسطاء وضعاف العقول فإن الشفاعة من أحكام القيامة وقبل قيام الساعة لا يعلم الشافع من المشفوع فيه إلا من شهد له القرآن والسنة بذلك من النبيين وغيرهم في مقام العموم والدليل على أنها يوم القيامة ما جاء عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول شافع ومشفع يوم القيامة ولافخر " رواه مسلم ولن تكون إلا بعد تحديد الله للشافع والإذن له والرضى عن المشفوع فيه وذلك لقوله تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) سورة البقرة 255 ولقوله تعالى ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) سورة النجم 26 .

المخالفة الرابعة :-
أباطيل التمائم والأحجبة عند المتصوفة وعند أهل الطريقة البرهانية يقول محمد عثمان عبده البرهاني شيخ الطريقة في كتابه قبس من نور ص 89 ، وحدث أن جماعة من الرجال زاروا الكباشي وكان ولياً من أولياء الله وطلبوا منه حجاباً فقال لأحدهم أحضر لي ورقة فأحضر له ورقة فكتب فيها الكباشي الروب الروب (اللبن) وملأ الورقة بكتابه هذه الكلمة ولم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ولا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بهولاء الجماعة يسيرون فوق الماء بأقدامهم . ويقول في ص 83 – 84 في نفس المصدر : فمثلاُ أنا محمد عثمان البرهاني قرأت الإسم ورددته مرات كثيرة فتنزلت ملائكة هذا الإسم بعد ستين سنة ثم أبرمت اتفاقاً فعندما أعطى هذا الإسم لمريد من المريدين فبدلاً أن تنزل عليه الملائكة بعد ستين سنة كما فعلت أنا فإنها ستنزل عليه بعد خمس عشرة سنة وعندما تقرأ الاسم الإلهي واحداً وأربعين يوماً تنزل عليك ملائكة الإسم وتستطيع أن تسخر ملائكته وتتعامل معها إلى أن يقول وقد جاءني أحد الجيران يشكو من كثرة عدد السارقين فرسمت له حجاباً وقد سرقت بقرته وقلت له ما عليك إلا أن تقرأ هذا القسم وسيأتي إليك الملك طارش وهو :" يا معشر الجن يا معاشر العمار فلان بن فلان من سيدي إبراهيم أخذ القسم بإذن من شيخه من سيدي إبراهيم من النبي صلى الله عليه وسلم لخدمة الطريقة أو لخدمة نفسه فبايعوه بالخدمة والطاعة فأخذ الرجل الحجاب وعلقه داخل الحجرة فعادت البقرة المسروقة إلى حجرته " هذا في ص 86 -87 من لكتابه قبس من نور لمحمد عثمان عبده البرهاني .
وأما الرد على ذلك الإفك المبين وتلك الشعوذة والضلال فمن وجوه :

أولا:
أن شريعة الإسلام قد جعلت تلك التمائم والأحجبة من أنواع الشرك لأنها تتنافى مع عبادة التوكل والإيمان بالقدر حيث يقول تعالى: ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) سورة التوبة 51 ويقول تعــالى أيضــــاً ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير ) الأنعام 17 ومن هنا كان قوله صلى الله عليه وسلم من حديث بن مسعود ( إنما الرقى والتمائم والتولة شرك ) رواه أبو داؤود وفي رواية أخرى عن عقبة بن عــــامر أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ) رواه أحمد .

ثانياً :-
إن جميع هؤلاء المتصوفة من أتباع الشيوخ يعلقون التمائم المغلفة بجلود سميكة ولا يعلمون ما كتب فيها وهي تحتوي على مثل هذا الدجل كما في الحجاب الذي كتب فيه الشيخ الروب الروب وقد يخلطون بعض الآيات القرآنية مع بعض الكلمات الشيطانية وقد أوضح محمد عثمان البرهاني أنواعاً من الاحجبة والتمائم في كتابه تبرئة الذمة ص 290 ورسم صورة لحجاب أي التميمة مكتوب فيها (الحمد لله رب العالمين جبروت بحق صرف است غير المغضوب عليهم ولا الضالين ملك أهل جسم دوذخ اهل شقاوات واخترامات) وهذا كله من تلبيس الحق بالباطل ومن أنواع السحر التي توحي به الشياطين لهؤلاء المضلين .

ثالثاً :-
يزعم هذا المفتري البرهاني انه تنزلت عليه ملائكة وعقدت معه إتفاقاً للتعامل مع الأحجية والتمائم وأن هناك ملكاً يقسم عليه بعد تعليق الحجاب بالقسم المذكور وان اسمه طارش يأتي لمساعدة صاحب الحجاب.

ويكفي أن يرد على ذلك الضلال بقوله تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين ) سورة الصف 7 ، وأن الملائكة عالم غيبي نؤمن بوجوده ولانراه وذلك في حديث أركان الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته.. الى آخر الحديث ) رواه مسلم وإنهم لا يمارسون ذلك الدجل والباطل لقوله تعالى : (ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) سورة التحريم 6 ، وليعلم الشيخ البرهاني وجميع من يصدق ذلك أن من يزعم محمد عثمان البرهاني عقد معهم إتفاقاً للأحجبة بما فيهم من زعم أنه من الملائكة وأن إسمه طارش ما هو إلا شيطان رجيم كما قال تعالى ( شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) (الأنعام 112)
وكما قال تعالى ايضاً ( وإن الشياطين ليوحون الى أولياءهم ليجادلوكم ولئن أطعتموهم إنكم إذا لمن المشركون) سورة الأنعام 121.

المخالفة الخامسة :-
أوراد وأذكار شيطانية في منهج الطرية البرهانية . إنه من المعلوم أن الله تعالى قد أمر بعباده الذكر فقال ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا ) سورة الأحزاب(41-42) وقال تعالى . والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ) سورة الأحزاب 35 ولكن الذكر يتأسى فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) سورة الأحزاب 21وذكر النبي صلى الله عليه وسلم معروف كان عبارة عن تلاوة القرآن والتسبيح والإستغفار والصلاة عليه ولكن الصوفية يختلفون معه ويخترعون أوراداً ما أنزل الله بها من سلطان ليس لها معنى وهي وحي شياطينهم قد كشفنا عنها من خلال هذه الرسائل ومن أذكار الطريقة البرهانية الباطلة والتي هي من تلبيس إبليس ما جاء في كتاب مجموعة أوراد الطريقة البرهانية تأليف الشيخ إبراهيم محمد عثمان عبده البرهاني ص 210 في الحزب الكبير يقول الذكر " الم نووا فلووا عما نووا ثم لووا عما نووا فغمط فوقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم الينا لا وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فهم لا .)

وفي صفحة 28 يقول الذاكر ( وكان الله قوياً عزيزاً بها بها بها بهيا بهيا بهيا بهيات بهيات بهيات القديم الأزلي . وفي صفحة 26 يقول الذاكر البرهاني (وكرب كدٍ كدٍ كردد كردد كرده كرده ده ده ده الله ) والناظر لهذه الأباطيل يجد فيها آيات من سور مختلفة غير مرتبة كما رتبت في كتاب الله العزيز حيث توجد كل آية في سورتها وهذه مخالفة لهدى النبي صلى الله عليه وسلم في ترتيب القرآن وما أجمعت عليه الأمة أما تلك الطلاسم الأخرى فما هي إلا من وحي الشياطين ونعوذ بالله من شر الشياطين فهذه بعض مخالفات الطريقة البرهانية والله نسأل السداد والقبول .وأن يثبتنا على دينه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

...........

وهذه الوقفــــــــات
هي وقفات للشيخ السوداني محمد مصطفى عبدالقادر
نفع الله به
من مقالاته وكتاباته وردوده على الصوفية






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» إن كان كتاب الله لم يجمع كاملا وجمعه الأئمة فأين الكتاب الذي جمعه أئمتكم ؟
»» سلسلة التحديات اليامية هل سمى علي نفسهُ والياً للمسلمين يا باطنية ؟ / 7
»» هل يفرقُ الرافضة بين كتاب الله وعترتي وأذكركم الله في أهل بيتي ؟
»» صفعة / لئلا يكون للناس حجة أقرأوا هذا الدين مني السلام يا رافضة فقد سقط عن بكرة أبيه
»» عندما تنفذُ حججُ المخنثين وأشباه الرجال مع تقي الدين السني تكونُ النتيجة
 
قديم 20-06-09, 11:12 AM   رقم المشاركة : 19
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقة القادرية

الشيخ / محمد مصطفى عبد القادر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

أعلم أخي المسلم بأن من اعظم الفتن التي ابتلي بها المجتمع المسلم ما يسمى بالتصوف أو الفكر الصوفي ،ذلك الفكر الذي يعمل على هدم الإسلام باسم الإسلام وقد انخدع به كثير من المسلمين فهم ممن ينتسب إلى العلم وكثير منهم لا يعلمون وهذه سلسلة رسائل تحت شعار احذروا التصوف نكشف فيها عن مخالفات الطرق الصوفية للشريعة الإسلامية من خلال كتبهم ونبين الأدلة من الكتاب والسنة على بطلانها استنادا على قوله تعالى ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) (الإسراء 81) وكل ذلك بإيجاز شديد غير مخل بالهدف المنشود والله نسأل القبول والهدى والسداد.

وهذه مخالفات الطريقة القادرية للشريعة الإسلامية

المخالفة الأولى:-
الشيخ الجيلانى يصرح بأنه هو الواحد والصمد وهما من اسماء الله تعالى وأصحاب الطريقة القادرية يؤيدون ذلك ، جاء فى كتاب الفيوضات الربانية فى المآثر والأوراد القادرية ص 47 "قال الشيخ فى الشطح والتوقير (أنا الذاكر المذكور ذكرًا لذاكر ،أنا الشاكر المشكور شكرا بنعمه ، أنا السامع المسموع فى كل نعمه ،أنا الواحد الفرد الكبير بذاته ،أنا الواصف الموصوف شيخ الطريقة)" والرد على هذا الكفر والإلحاد واضح من كتاب الله تعالى.وتكذيبه من أوجب الواجبات على كل مسلم لقوله تعالى (قل هو الله أحد، الله الصمد ،لم يلد ، ولم يكن له كفواً أحد) ولقوله تعالى : (إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون)النحل

المخالفة الثانية:-
الشيخ الجيلانى يزعم أنه كان مع النبى صلى الله عليه وسلم فى ليلة الإسراء وكان مع نوح زمان الطوفان وكان مع ابراهيم عليه السلام حين ألقى فى النار ،وأنه أطفأ النار بدعوته !! وأصحاب الطريقة القادرية يؤيدون ذلك ،جاء فى كتاب الفيوضات الربانية فى المآثر والأوراد القادرية ص 47 (قال الشيخ"أنا كنت فى العليا بنور محمد وفى قاب قوسين عند اجتماع الاحبة ،أنا كنت مع نوح أشاهد فى الورى بحاراً وطوفاناً على كف قدرى. وكنت مع ابراهيم ملقى بناره وما برّد النيران إلا بدعوتى") والرد على ذلك الإفتراء واضح وجلى من حيث البعد التاريخى بين الجيلانى وأولئك الأنبياء وهذه حقيقة لا تقبل الجدل ثم إدعائه أنه كان مع النبى صلى الله عليه وسلم فى قاب قوسين فهذا يكذبه صريح النص القرآنى فالآية تقول (فكان قاب قوسين أو ادنى ) وذلك بصيقة المفرد فلو كان الجيلانى معه لتغيّر اللفظ إلى صيقة المثنى وصار(فكانا قاب قوسين أو أدنى)مما يتضح الكذب. أما عن إدعائه أنه كان مع إبراهيم عليه السلام فى النار فأيضاً يكذبه صريح النص القآنى فالآية جاءت بصيغة المفرد قال تعالى {قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ) فلو كان الجيلانى معه كما يزعم لتغير اللفظ إلى صيغة المثنى فكان (حرقوهما وأنصروا آلهتكم..)فبينت بطلان إدعائه . أما عن إدعائه أن النار أطفأت بدعوته فيكذبه صريح قوله تعالى (قلنا يا نار كونى برداً وسلاماً على ابراهيم ) ولذا يتضح ذلك الزيف والضلال .

المخالفة الثالثة:-
يزعم الجيلانى أن ضريحه بيت الله لمن جاء زائراً وأصحاب الطريقة القادرية يؤيدون ذلك ، جاء فى كتاب الفيوضات الربانية فى المآثر والأوراد القادرية ص33 فى الوسيلة "ضريحى بيت الله من جاء زاره، يهرول له يحظى بعز ورفعة" والرد على ذلك الكفر أنه يدعو لعبادته حياً وميتاً وذلك لأن الطواف عبادة وتصرف لله ولا تكون إلا ببيت الله الحرام قال تعالى(وليطوفوا بالبيت العتيق) قال ابن القيم رحمه الله تعالى فى معنى قوله تعالى (والذين كفروا أوليائهم الطاغوت) الطواغيت كثيرون وعلى رؤوسهم خمس : إبليس ،ومن عُبد وهو راض، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ، ومن إدعى شيئاً من علم الغيب ، ومن لم يحكم بما أنزل الله.

المخالفة الرابعة:-
الجيلانى يزعم أن أمره أمر الله وأنه يعلم عدد نبات الأرض وعدد أمواج البحر ويعلم عدد رمل الأرض، ويعلم علم الله ويحصى حروفه!!! وأصحاب الطريقة الطريقة القادرية يؤيدون ذلك ، جاء فى كتاب الفيوضات الربانية فى المآثر والأوراد القادرية ص33-36 (قال الشيخ فى الوسيلة : "وأمرى أمر الله إن قلت كن يكن وكل بأمر الله أحكم بقدرتى. وأعلمنبات الارض كم هو نابت . وأعلم رمل الارض كم هو رملة ، وأعلم علم الله أحصى حروفه ، وأعلم موج البحر كم هو موجة" ) والرد على ذلك الكفر اوضح من الشمس فى رابعة النهار ، أما عن إدعائه أن امره أمر الله فذلك يكذبه قوله تعالى (إنما أمره إذا اراد شيئاً أن يقول له كن فيكون)يس ، وقوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيَرة من أمره ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً )الأحزاب .

أما عن إدعائه أنه يعلم عدد نبات الأرض وعددرمل الأرض وعدد موج البحر فيكذبه قوله تعالى (وعنذه مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما فى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات البر ولا رطب ولا يابس ألا فى كتاب مبين) الأنعام59 .

أما عن إدعائه أنه يعلم علم الله ويحصى حوفه فيكذبه قوله تعالى (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا)الكهف ، ويكذبه صريح قوله تعالى: (قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)النمل.

المخالفة الخامسة:-
الجيلانى يزعم أنه يحمى أتباعه فى الدنيا ويوم القيامة من كل شر ويدعوهم للإستغاثة به !، وأصحاب الطريقة القادرية يؤيدون ذلك، جاء فى كتاب الفيوضات الربانية فى المآثر والأوراد القادرية ص47 (قال الشيخ فى الوسيلة "مريدى لك البشرى تكون على الوفاء ، إذا كنت فى هم أغثك بهمتى ، مريدى تمسك بى وكن واثقاً لأحميك فى الدنيا ويوم القيامة أنا لمريدى حافظ مما يخافه وأنجيه من شر الأمور وبلوه، وكن يا مريدى حافظاً لعهد وما أكن حاضر الميزان يوم الوقيعة" ) والرد على ذلك الكفر والإفتراء من وجوه :

الأولى:
كيف يدعو الجيلانى أتباعه أن يستغيثوا به وقد قال تعالى (وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون)البقرة ، وقال تعالى : (وقال ربكم أدعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين )غاف، وقال النبى صلى الله عليه وسلم "إذا سألت فسأل الله وإذا إستعنت فاستعن بالله "رواه الترمزى ، فدعاء أى مخلوق من دون الله كفر وضلال والدليل على هذا قوله تعالى(ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وغذا حُشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين)الأحقاف5-6 .

الثانى:
كيف يزعم الجيلانى أنه يحمى أتباعه من كل شر وبلوى فى الدنيا ويوم القيامة وقد قال تعالى فى الرد على ذلك الإفك(قل ادعو الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا)الإسراء ، وقال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو إن يمسسك بخير فهو على كل شيئ قدير)الأنعام17 ، وقال تعالى : (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين)يونس ، وقال النبى صلى الله عليه وسلم : "واعلم لو أن الأمة اجتمعت على أن ينفعوك لا ينفعوك إلا بشيئ قد كتبه الله عليك رُفعت الأقلام وجفّت الصحف "رواه الترمذى. ثم إن أفضل الخلق هو النبى صلى الله عليه وسلم لا يملك لنسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً قال تعالى (قل إنى لا أملك لكم ضراً ولا رشدا، قل إنى لن يجيرنى من الله أحد ولم أجد من دونه ملتحداً)الجن، وقال تعالى: (قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنورأم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيئ وهو الواحد القهار)الرعد16 . أما فى إدعائه بأنه يحمى أتباعه ومن تمسك به يوم القيامة يكذب قوله تعالى : (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ةالأمر يومئذ لله)الإنفطار. وقال تعالى (ياأيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً إن وعد الله حق فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور)لقمان33 . وقال تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيئ عظيم ، يوم ترونها تزهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)الحج. وقال تعالى (قل إنى أخاف أن عصيت ربى عذاب يوم عظيم)الأنعام . أما عن إدعائه بأنه يكون حاضراً عند الميزان كى ينجو مريده فيكذبه حديث عائشة رضى الله عنها أنها قالت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يذكر أحدٌ احداً يوم القيامة فقال:"أما فى ثلاثة مواضع فلا يذكر أحد أحدا ، عند تطاير الصحف وعند الصراط وعند الميزان حتى يعلم أيثقل ميزانه أم يخف"رواه أحمد.

المخالفة السادسة:-
إنّ أصحاب الطريقة القادرية يتعبدون بالكفر والضلال والاباطيل جاء فى كتاب الفيوضات الربانية فى المآثر والأوراد القادرية ص32 "إذا وقع لك هم اخطو أحد عشر خطوة إلى جهة العراق وتقول فى الاول يا شيخ محى الدين وفى الثانية يا سيدى محى الدين وفى الثالثة يا مولانا محى الدين وفى الرابعة يا مخدوم محى الدين وفى الخامسة يا درويش محى الدين وفى السادسة يا خواجة محى الدين وفى السابعة يا سلطان محى الدين وفى الثامنة يا شاه محى الدين وفى التاسعة يا غوث محى الدين وفى العاشرة يا قطب محى الدين وفى الحادية عشر يا سيد السادات عبد القادر محى الدين ويا شيخ الثقلين أغثنى " وهذا كفر واضح بدعائه غير الله وقد سبق بيانه ، ثم إنه بدعة وتبديل لشرع الله ويكفى العمل بموجب صلاة الإستخارة التى علمناها من النبى صلى الله عليه وسلم فى صحيح الإمام مسلم.

المخالفة السابعة:-
أباطيل وبدع وضلالات فى أوراد وأذكار الطريقة القادرية ، جاء فى كتاب الفيوضات الربانية فى المآثر والاوراد القادرية ص135 ،ورْد دعوة الجلالة تقرأ(دعوة الجلالة ) 166 و17 ، وبعد القراءة تقسم عليها بهذا القسم وهو محضرة الغوث الأعظم والقطب المعظم الشيخ محى الدين عبد القادر الجيلانى (الهم اسألك بسر سر هو أنت وعدت به أهل الذكر فهو من مريه ذاهل اتيوتغ املولخ بّ أى آمن أى امى مهياش طهفليوش انقطع الرجاء واغوثاه العمل)، وفى صفحة 144 فى أوراد تقرأ عند المهمات وذكرها الشيخ فى كتابه الغيثة (قلبى قطبى وقالبى لبنانى فى سرى خضرى وعليه عرفانى ماروت عقلى وكليمى روحى فرعونى نفسى والهوى مائى تسع مرات أو ست مرات) وفى ص84 فىالفيوضات الربانية والاوراد القادرية 25 ورد الظهر نقول(يا الله بصعع بصعع والباء بهبوب هبوب أو النور السام بسهسهوب سهسهوب ذى الفر الشامخ مطهطهوب هطوب يا الله يا الله كهوب كهوب كهوب بى .)
والرد علىذلك الكفر والضلال أن ذلك من جنس تلبيس الحق بالباطل وقد قال تعالى (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون)البقرة ، فالذكر عبادة ولكن يتعبد بها على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس على طريقة الجلانى ولا غيره حتى تلك الأذكار يجمع فيها بين إسم الله وأسماء الشياطين ويسمى بها الله وقد قال تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)الاعراف ، وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من البدع والمبتدعين وذلك فى قوله "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار"ابو داؤود والبيهقى وعن ابن عباس رضى الله عنه "من احدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"الطبرانى ، ونعوذ بالله من الخذلان والكفر بعد الإيمان ، ونسأل الله السداد والهدى وأن يثبت قلوبنا على دينه وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

........

شكر الله للشيخ محمد مصطفى عبدالقادر من مشايخ السودان على هذه الوقفات ... ومما لا شك فيه أنهم يكذبون على عبدالقادر الجيلاني الشيخ الحنبلي الزاهد رحمه الله ..






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» الأحمد في الذب عن مسند أحمد رداً على [ الظافر ] في مناظرة الشيخ [ سعد الحميد ]
»» عارٌ عليكم يا إباضية إستسلامكم لأبي عبد الله الأثري وأمثاله " صرخة من المجرة "
»» أيـة في الملك
»» يا رافضة أبا بكر ثم ابا بكر ثم ابا بكر
»» من أصحاب النبي وصلى معه القبلتين ولكنه مجهول
 
قديم 20-06-09, 11:14 AM   رقم المشاركة : 20
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الطريقة التيجانية حـقـائـق وأسرار

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه .. وبعد:
فبناء على ما اقترحه سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد من كتابة بحث مختصر عن الطريقة التيجانية وإدراجه في جدول أعمال الدورة العاشرة لمجلس هيئة كبار العلماء – أعدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بحثاً في ذلك ضمنته ما يلي:
1- كلمة عن أحمد التجاني منشئ هذه الطريقة وعن مصدرها.
2- نبذ من عقيدته وعقيدة أتباعه.
3- حكم الشريعة فيمن يعتقد هذه العقيدة.
الموضوع الأول
كلمة عن أحمد بن محمد التجاني
وعن مصادر الطريقة التيجانية
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد التجاني، ولد عام 1150 من الهجرة بقرية عين ماضي التي وفد إليها جده محمد، فاستوطن بها وتزوج من قبيلة فيها تدعى تجاني أو تجانا فكانت أخوالاً لأولاده وإليها نسبوا.
نشأ أبو العباس بهذه القرية وحفظ بها القرآن ورحل في طلب العلم إلى بلاد عدة، وتأثر في أسفاره بمن التقى به من مشايخ الطرق الصوفية وأخذ الطريق عن عدة منهم ثم انتهت به رحلاته إلى أبي صيفون، وهناك زعم أنه قد جاءه الفتح، وأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً وأنه أذن له في تربية الخلق على العموم والإطلاق وأخذ عنه الطريقة الصوفية مشافهة وأمره أن يترك كل طريق أخذه عن مشايخ الطرق الصوفية اكتفاء بما أخذه عنه صلى الله عليه وسلم مشافهة وعين له النبي صلى الله عليه وسلم الورد الذي يلقنه مريديه، وهو: الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك سنة (1196) من الهجرة، وكمل له الورد بسورة الإخلاص على رأس المائة؛ ولذا سميت الطريقة الأحمدية والمحمدية، كما سميت التيجانية نسبة إلى القبيلة التي صاهرها جده محمد فنسبوا إليها.
وزعم أحمد التجاني بعد شهرته أنه شريف ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، ولم يشأ أن يعول في إثبات ذلك على وثائق مكتوبة ولا على أخبار الأعيان والآحاد، بل زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وسأله عن نسبه، فأجابه بقوله: أنت ولدي حقاً، وكررها (ثلاث مرات) ثم قال: نسبك إلى الحسن صحيح. أ.هـ ملخصاً من الباب الأول من [جواهر المعاني] لعلي حرازم، ومن الفصل الثامن والعشرين من كتاب [الرماح] لعمر بن سعيد الفوتي.
وهذا وإنه لم يثبت عن الخلفاء الراشدين ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم أن أحداً منهم وهم خير الخلق بعد الأنبياء ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن التشريع قد أكمل في حياته صلى الله عليه وسلم ، وأن الله قد أكمل للأمة دينها وأتم عليها نعمته قبل أن يتوفى رسوله صلى الله عليه وسلم إليه، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾ [المائدة:3]، فلا شك أن ما زعمه أحمد التجاني لنفسه من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأنه أخذ عنه الطريقة التيجانية يقظة مشافهة، وأنه عين له الأوراد التي يذكر الله بها ويصلي على رسوله بها لاشك أن هذا من البهتان والضلال المبين.
الموضوع الثاني
نبذ من عقيدته وعقيدة أتباعه
نظراً إلى أن الدواعي التي دعت إلى إعداد بحث عن الطريقة التيجانية ليعرض على هيئة كبار العلماء في الدورة العاشرة لا تعني مناقشة رؤساء هذه الطريقة ولا الرد عليهم وبيان الصواب لهم إنما تعني ذكر نقول من كتبهم تتجلى فيها عقائدهم ويمكن بعد الإطلاع عليها الحكم من خلالها عليهم بما تقتضيه هذه النقول.
لهذا اقتصرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على مجموعة من النقول من بعض كتبهم دون استقصاء تتبين منها عقائدهم ويسهل الحكم بمقتضياتها عليهم، ولم تضف إليها من عندها إلا إشارات خفيفة، وفيما يلي ذكر نقول من [كتاب جواهر المعاني وبلوغ الأماني] لعلي حرازم، وكتاب [رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم] لعمر بن سعيد الفوتي:
قال علي حرازم: (أعلم أن سيدنا رضي الله عنه سئل عن حقيقة الشيخ الواصل وما هو، فأجاب: أما ما هو حقيقة الشيخ الواصل فهو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظرة الإلهية نظراً عينياً وتحقيقاً يقينياً، فإن الأمر أوله محاضرة وهو مطالعة الحقائق من وراء ستر كثيف ثم مكاشفة وهو مطالعة الحقائق من وراء ستر رقيق، ثم مشاهدة وهو تجلي الحقائق بلا حجاب ولكن مع خصوصية ثم معاينة وهو مطالعة الحقائق بلا حجاب ولا خصوصية ولا بقاء للغير والغيرية عيناً وأثراً وهو مقام السحق والمحق والدك وفناء الفناء فليس في هذا إلا معاينة الحق في الحق للحق بالحق.
فلــم يبــق إلا الله لا شـيء غيـره فمـا ثم موصـول ومـا ثم واصــل
ثم حياة وهي تميز المراتب بمعرفة جميع خصوصياتها ومقتضياتها ولوازمها وما تستحقه من كل شيء ومن أي حضرة كل مرتبة منها ولماذا وجدت وماذا يراد منها وما يؤول إليه أمرها وهو مقام إحاطة العبد بعينه ومعرفته بجميع خصوصياته وأسراره ومعرفة ما هي الحضرة الإلهية وما هي عليه من العظمة والجلال والنعوت العلية، والكمال معرفة ذوقية ومعاينة يقينية، وصاحب هذه المرتبة هو الذي تشق إليه المهامة في طلبه لكن مع هذه الصفة فيه كمال أذن الحق له إذناً خاصاً في هداية عبيده وتوليته عليهم بإرشادهم إلى الحضرة إلالهية، فهذا هو الذي يستحق أن يطلب، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم لأبي جحيفة: سل العلماء وخالط الحكماء واصحب الكبراء.
وصاحب هذه المرتبة هو المعبر عنه بالكبير، ومتى عثر المريد على من هذه صفته فلازم في حقه أن يلقي نفسه بين يديه كالميت بين يدي غاسله لا اختيار له ولا إرادة ولا عطاء له ولا إفادة وليجعل همته منه تخليصه من البلية التي أغرق فيها إلى كمال الصفاء بمطالعة الحضرة إلالهية بالإعراض عن كل ما سواها ولينزه نفسه عن جميع الاختيارات والمرادات مما سوى هذا، ومتى أشار عليه بفعل أوامر فليحذر من سؤاله بلم وكيف وعلام ولأي شيء؟ فإنه باب المقت والطرد، وليعتقد أن الشيخ أعرف بمصالحه منه وأي مدرجة أدرجه فيها فإنه يجري به في ذلك كله على ما هو لله بالله بما في إخراجه عن ظلمة نفسه وهواها..) الخ.

ومن أمثلة غلو أتباع أحمد بن محمد التجاني فيه ما قاله علي حرازم ونصه:
( واعلم رحمك الله أني لا أستوفي ما لسيدنا وشيخنا ومولانا أحمد التجاني رضي الله عنه من المآثر والآيات والمناقب والكرامات أبد الآبدين ودهر الداهرين لأني كلما تذكرت فضيلة وجدت فضيلة أخرى وكلما تذكرت آية رأيت أكبر من أختها إلى هلم جرا .. ) إلى أن قال: ( لأن مآثر هذا الشيخ لا تحصى ومناقبه لا تستقصى فقد شاعت بها الأخبار حيث سار الليل والنهار وليس يوجد لها حد ولا مقدار، وإنما نور صبابة منها وشظية من عدها فقد يكل عنها القرطاس والعلم ويعيا في طلبها اليد والقدم ...) الخ.
وبعد أن أثنى على من نقل عنهم في كتابه جواهر المعاني قال: (جعلنا الله وإياكم من المنخرطين في سلكه ومن المحسوبين في حزبه وممن عرف قدره وقدر محبه بجاه محمد وآله وصحبه، فإنه من تشبث بأذيالهم بلغ المأمول وكان فيما يرومه قريب الوصول فابسط أيها المحب يد الضراعة عند ذكرهم وقف متذللاً عند بابهم وقل بلسان الافتقار إليهم: ارحم عبدك الضعيف وإن كان بها على الجور والتطفيف، فقد قال تعالى على لسان رسوله: "أنا عند المنكسرة قلوبهم ...") إلى أن قال: ( وحاشا لمن تعلق بأذيالهم أن يهملوه أو تحيز لجنابهم أن يتركوه فإن طفيلي ساحتهم لا يرد، وعن بابهم لا يصد، ولله در قائلهم:
هـم سـادتـي هـم راحتـي هـم منيتـي أهل الصفا حازوا المعالي الفاخرة
حـاشــا لمـن قـد حبهـم أو زارهــم أن يهملوه سادتي في الآخـرة)
وقال أيضاً: ( والفرق بين من يغلبه الحال لضعفه ومن يغلبه لقوة الوارد عليه أن الذي يغلبه لضعفه علامته ألا يمد غيره، وقصاراه على نفسه، والذي يغلبه الحال لقوته علامته أن يمد غيره، وأقوى من ذلك أن يسلبه ما أعطاه وذلك هو الكامل الذي يعطي ويسترد وكل شيء بقضاء وقدر، وقد شاهدناه غير ما مرة فعل ذلك مع بعض الإخوان لسوء أدبهم ولموجب آخر ...) الخ.
وهذا وإن ما اشتملت عليه هذه الكلمات من الغلو الفاحش والشرك الفاضح لغني عن البيان وقد تجاوز به قائله حداً لا يقبل معه تأويل، ولا ينفع معه اعتذار، اللهم إلا إذا قيل إنه صدر من قائله في حال سلب فيها عقله، وصار إلى حال لا يحمد عليها، ولكن معظموه لا يرون ذلك ولا يقبلونه بل يرونه محمدة له وكرامة.
ثم ذكر عن أحمد التجاني أن كلامه يحول حول الفناء ووحدة الوجود وأن شعور الولي بوجود نفسه يعتبر شركاً.
وقال في وصفه أحمد التجاني وحديثه عنه: ( وكثير ما يقرر هذا المعنى ويدل عليه، ويرشد بحاله ومقاله إليه، وينشد بحاله على سبيل التمثيل – أنا معي بدر الكمال حيث يميل قلبي يميل، وذلك بأنه قد محا السوى، فلا يشاهد مع الله غيراً، ولا يرى لسواه نفعاً ولا ضراً، بل يشاهد الفعل من الله وأنه هو المتصرف، والدال بفعله عليه والمتعرف، وأن أفعاله كلها مصحوبة بالحكمة، محفوفة بالرحمة، ويرى الخلق كالأواني المسخرة في يد غيره ويعد شهود الإنسان نفسه أثنينية ويتمثل بلسان حاله ويقول: إذا قلت ما أذنبت قالت مجيبة: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب).
وعلى هذا المعنى صارت حالته فلا ترى أفعاله وأقواله وتصريحاته وتلويحاته تحوم إلا على الفناء في الله والغيبة فيه عما سواه .. إلى أن قال في وصفه (ص63): (يحيي القلوب، ويبرئ من العيوب، ويغني بنظرة، ويوصل إلى الحضرة، إذا توجه أغنى وأقنى، وبلغ المنى، يتصرف في أطوار بالقلوب بإذن علام الغيوب .. الخ). أ.هـ
وهذا لون آخر من شدة غلو الشيخ في نفسه وغلو أصحابه فيه انتهى به وبهم إلى دعوى الفناء الممقوت، والقول بوحدة الوجود، إن ذلك لإلحاد في الدين وبهتان وكفر مبين.
ثم زعم أن شيخه يعلم الغيب فقال: (ومن كماله رضي الله عنه نفوذ بصيرته الربانية وفراسته النورانية التي ظهر مقتضاها في معرفة أحوال الأصحاب وفي غيرها من إظهار مضمرات وأخبار بمغيبات وعلم بعواقب الحاجات، وما يترتب عليها من المصالح والآفات، وغير ذلك من الأمور الواقعات، فيعرف أحوال قلوب الأصحاب وتحول حالهم، وإبدال أعراضهم وانتقال أغراضهم، وحالة إقبالهم وإعراضهم، وسائر عللهم وأمراضهم، ويعرف ما هم عليه ظاهراً وباطناً وما زاد وما نقص ويبين ذلك في بعض الأحيان وتارة يستره رفقاً بهم من الاختبار والامتحان واتفقت لغير واحد معه في ذلك قضايا غير ما مرة).
وقال في حصول شيخه على اسم الله الأعظم وفي تقدير ثوابه: ( وأما ثواب الاسم الأعظم فقد قال سيدنا رضي الله عن أعطيت من اسم الله العظيم الأعظم صيغاً عديدة وعلمني كيفية أستخرج بها ما أصيبت تراكيبه وأخبره صلى الله عليه وسلم بما فيه من الفضل العظيم الذي لا حد له ولا حصر وأخبره صلى الله عليه وسلم بخواصه العظام وكيفية الدعاء به وكيفية سلوكه وهذا الأمر لم يبلغ لنا أحد أنه بلغه غير سيدنا رضي الله عنه؛ لأنه قال رضي الله عنه أعطاني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم الاسم الأعظم الخاص بسيدنا علي كرم الله وجهه بعد أن أعطاني الاسم الأعظم الخاص بمقامه هو صلى الله عليه وسلم ، وقال الشيخ رضي الله عنه قال سيد الوجود صلى الله عليه وسلم هذا الاسم الخاص بسيدنا علي لا يعطى إلا لمن سبق عند الله في الأزل أنه يصير قطباً، ثم قال رضي الله عنه: ثم قلت لسيد الوجود صلى الله عليه وسلم : ائذن لي في جمع أسراره وجمع ما احتوى عليه، ففعل صلى الله عليه وسلم ، وأما ما أخبره به صلى الله عليه وسلم عن ثواب الاسم الأعظم الكبير الذي هو مقام قطب الأقطاب فقال الشيخ رضي الله عنه حاكياً ما أخبره به سيد الوجود صلى الله عليه وسلم : فإنه يحصل لتاليه في كل مرة سبعون ألف مقام في الجنة في كل مقام سبعون ألفاً من كل شيء في الجنة كائن من الحور والقصور والأنهار إلى غاية ما هو مخلوق في الجنة ما عدا الحور وأنهار العسل فله في كل مقام سبعون حوارء. وسبعون نهراً من العسل، وكل ما خرج من فيه هبطت عليه أربعة من الملائكة المقربين فكتبوه من فيه وصعدوا به إلى الله تعالى وأروه له فيقول الجليل جل جلاله: اكتبوه من أهل السعادة واكتبوا مقامه في عليين في جوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا في كل لفظة من ذكره، وله في كل مرة ثواب جميع ما ذكر الله به على ألسنة جميع خلقه في سائر عوالمه وله في كل مرة ثواب ما سبح به ربنا على لسان كل مخلوق من أول خلق آدم إلى آخره...).
إلى كثير من هذا الخرص والتخمين والرجم بالغيب في تقدير الثواب بالآلاف المؤلفة... إلى أن قال علي حرازم: ( ومما أملاه علينا رضي الله عنه قال: ولو اجتمع جميع ما تلته الأمة من القرآن من بعثته صلى الله عليه وسلم إلى النفخ في الصور لفظاً لفظاً فرداً فرداً في القرآن ما بلغ لفظة واحدة من الاسم الأعظم وهذا كله بالنسبة للاسم الأعظم كنقطة في البحر المحيط، وهذا مما لا علم لأحد به، واستأثر الله به عن خلقه، وكشفه لمن شاء من عباد، وقال رضي الله عنه: إن الاسم الأعظم هو الخاص بالذات لا غيره وهو اسم الإحاطة ولا يتحقق بجميع ما فيه إلا واحد في الدهر وهو الفرد الجامع، هذا هو الاسم الباطن، أما الاسم الأعظم الظاهر فهو اسم الرتبة الجامع لمرتبة الألوهية من أوصاف الإله ومألوهيته وتحته مرتبة أسماء التشتيت، ومن هذه الأسماء فيوض الأولياء فمن تحقق بوصف كان فيضه بحسب ذلك الاسم، ومن هذا كانت مقاماتهم مختلفة وأحوالهم كذلك وجميع فيوض المرتبة بعض من فيوض اسم الذات الأكبر، وقال رضي الله عنه: إذا ذكر الذاكر الاسم الكبير يخلق الله من ذكره ملائكة كثيرة لا يحصي عددهم إلا الله ولكل واحد من الألسنة بعدد جميع الملائكة المخلوقين من ذكر الاسم ويستغفرون في كل طرفة عين للذاكر أي كل واحد يستغفر في كل طرفة عين بعدد جميع ألسنته، وهكذا إلى يوم القيامة، ثم قال رضي الله عنه: سألت سيد الوجود صلى الله عليه وسلم عن فضل المسبعات العشر وإن من ذكرها مرة لم تكتب عليه ذنوب سنة، فقال لي صلى الله عليه وسلم : فضل جميع الأذكار وسر جميع الأذكار في الاسم الكبير، فقال الشيخ رضي الله عنه: علمت أنه أراد صلى الله عليه وسلم جميع خواص الأذكار وفضائلها منطوية في الاسم الكبير، ثم قال رضي الله عنه: يكتب لذاكر الاسم بكل ملك خلق الله في العالم فضل عشرين من ليلة القدر ويكتب له بكل دعاء كبير وصغير ستة وثلاثون ألف ألف مرة بكل مرة من ذكر هذا الاسم الشريف، وقال رضي الله عنه: فمن قدر أن ذاكراً ذكر جميع أسماء الله في جميع اللغات تساوي نصف مرة من ذكر الاسم من ذكر كل عارف ) أ.هـ
وذكر عمر بن سعيد الفوتي في [كتاب الرماح]: (إن الأولياء يرون رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة وإنه يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه وأنه يتصرف في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته لم يتبدل عن شيء وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم فإذا أراد الله أن يراه عبد رفع عنه الحجاب فيراه على هيئته التي كان هو عليها )، ثم ذكر في هذا الفصل كثيراً من النقول عن جماعة من الصوفية فيها حكايات عن رؤية الأولياء لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة وذكر في هذا الفصل كثيراً من الغرائب والمنكرات حول مجالس الأنبياء والأقطاب في المسجد الحرام عند الكعبة بأجسادهم وتصرفهم بأنفسهم ووكلائهم في الخلق وذكر فيه أيضاً أن الأنبياء والأولياء لا يبقون في قبورهم بعد الوفاة إلا زماناً محدوداً يتفاوت حسب تفاوت درجاتهم ومراتبهم ثم ختم الفصل بقوله: ( إذا نظرت وتحققت بجميع ما تقدم من أول الفصل إلى هنا ظهر لك ظهوراً لا غبار عليه أن اجتماع القطب المكتوم والبرزخ المختوم شيخنا أحمد بن محمد التجاني سقانا الله تعالى من بحره بأعظم الأواني، ورزقنا جواره في دار التهاني رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً وأخذه رضي الله عنه وأرضاه وعنا به عن سيدنا جده رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة منه إليه رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به وأعاد علينا من بركاته دنيا وبرزخا وأخرى وحضور النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم بأجسادهم وأرواحهم قراءة جوهر الكمال وعند أي مجلس خير أو أي مكان شاءوا ولا ينكره إلا الطلبة الجهلة الأغبياء والحسدة المردة الأشيقاء لا مهدي إلا من هداه الله تعالى).
وقد غلا عمر بن سعيد الفوتي في تعظيم شيخه أحمد بن محمد التجاني فزعم أنه خاتم الأولياء وسيد العارفين وأنه لا يتلقن واحد من الأولياء فيضاً من نبي الله إلا عن طريقه من حيث لا يشعر به ذلك الولي قال:
(الفصل السادس والثلاثون في ذكر فضل شيخنا رضي الله عنه وأرضاه وعنا به وبيان أنه هو خاتم الأولياء وسيد العارفين وإمام الصديقين وممد الأقطاب والأغواث وأنه هو القطب المكتوم والبرزخ المختوم الذي هو الواسطة بين الأنبياء والأولياء بحيث لا يتلقن واحد من الأولياء من كبر شأنه ومن صغر فيضاً من حضرة نبي إلا بواسطته رضي الله تعالى عنه من حيث لا يشعر به ذلك الولي).
إن هذه الكلمات ناطقة بالشرك الصريح، والكذب المكشوف، والغلو الممقوت، فقد جعل شيخه أعلى مرتبة من الصحابة وسائر القرون الثلاثة من شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم خير القرون بل من سواهم من الصالحين ثم ذكر ما نصه: أن بعض من لم يكن له في العلم ولا في نفحات أهل الله من خلاق قد يورد علينا إيرادين:
أولهما: أنه يقول: إن الشيخ رضي الله عنه وأرضاه مدح نفسه وزكاها وذلك مذموم.
ثانيهما: أنه يقول إن قول الشيخ رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: أن الفيوض التي تفيض من ذات سيد الوجود تتلقاها ذوات الأنبياء وكل ما فاض وبرز من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي، ومني يتفرق على جميع الخلائق من نشأة العالم إلى النفخ في الصور ويدخل فيه جميع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فيكون أفضل من جميع الصحابة رضي الله تعالى عنهم وذلك باطل، وكذا قوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: ولا يشرب ولي ولا يسقى إلا من بحرنا من نشأة العالم إلى النفخ في الصور، وكذلك قوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: إذا جمع الله تعالى خلقه في الموقف ينادي منادٍ بأعلى صوته يسمعه كل من بالموقف: يا أهل المحشر، هذا إمامكم الذي كان ممدكم منه، وكذا قوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: روحه صلى الله عليه وسلم وروحي هكذا مشيراً بإصبعيه السبابة والوسطى روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسول والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وروحي تمد الأقطاب والعارفين والأولياء من الأزل إلى الأبد، وكذا قوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى من لدن آدم إلى النفخ في الصور، وكذا قوله رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به: إن مقامنا عند الله في الآخرة لا يصله أحد من الأولياء ولا يقاربه من كبر شأنه ولا من صغر، وإن جميع الأولياء من الصحابة إلى النفخ في الصور ليس فيهم من يصل مقامنا، وكذا قوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: أعمار الناس كلها ذهبت مجاناً إلا أعمار أصحاب الفاتح لما أغلق فقد فازوا بالربح دنيا وأخرى ولا يشغل بها عمره إلا السعيد.
وذكر علي حرازم عن أحمد بن محمد التجاني في سياق الكلام على المفاضلة بين تلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن تلاوة القرآن أفضل من حيث إنه كلام الله ومن حيث ما دل عليه من العلوم والمعارف والآداب.. ) ثم قال ما نصه: إن هاتين الحيثيتين لا يبلغ فضل القرآن فيهما إلا عارف بالله قد انكشفت له بحار الحقائق فهو أبداً يسبح في لججها، فصاحب هذه المرتبة هو الذي يكون القرآن في حقه أفضل من جميع الأذكار والكلام لحوز الفضيلتين؛ لكونه يسمعه من الذات المقدسة سماعاً صريحاً لا في كل وقت وإنما ذلك في استغراقه وفنائه في الله تعالى.
والمرتبة الثانية في القرآن دون هذه: وهي من عرف معاني القرآن ظاهراً وألقى سمعه عند تلاوته كأنه يسمعه من الله يقصه عليه، ويتلوه عليه مع وفائه بالحدود فهذا أيضاً لاحق بالمرتبة الأولى إلا أنه دونها.
والمرتبة الثالثة: رجل لا يعلم شيئاً من معانية ليس إلا سرد حروفه ولا يعلم ما تدل عليه من العلوم والمعارف، فهذا إن كان مهتدياً كسائر الأعاجم الذين لا يعلمون معاني العربية إلا أنه يعتقد أنه كلام الله ويلقي سمعه عند تلاوته معتقداً أنه الله يتلو عليه تلاوة لا يعلم معناها، فهذا لاحق في الفضل بالمرتبتين إلا أنه منحط عنهما بكثير كثير.
والمرتبة الرابعة: رجل يتلو القرآن سواء علم معانيه أولم يعلم إلا أنه متجرئ على معصية الله غير متوقف عن شيء منها فهذا لا يكون القرآن في حقه أفضل بل كلما ازداد تلاوة ازداد ذنباً وتعاظم عليه الهلاك، يشهد له قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ﴾... إلى قوله: ﴿ فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ﴾ [الكهف:57]، وقوله: ﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾ ...إلى قوله: ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ [الجاثية:7-9] ... ثم قال ما نصه: ( فمثل هذا لا يكون القرآن في حقه أفضل من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب المرتبة الرابعة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في حقه أفضل من القرآن )، وبعد أن بين ذلك قال ما نصه: ( فإذا عرف ذلك بأن للعارف به أن ما في طريق العامة غطاء غطى الله به أسرار القرآن وتركت أسرار القرآن ومذاقات أهل الخصوص من وراء أطوار الحس والعقل المدركان في أمر العامة فيجب كتمه على كل من علمه إذ لم يرد سبحانه وتعالى إظهاره إلا للخاصة العليا من خلقه. يا عبد السوء، لو أخبرت الناس بمساويك لرجموك بالحجارة، فقال له: وعزتك لو أخبرت الناس بما كشفت لي من سعة رحمتك لما عبدك أحد، فقال له: لا تفعل. فسكت، انتهى ما أملاه علينا شيخنا أبو العباس التيجاني ). ثم ذكر علي حرازم ما زعمه أحمد التجاني من مباسطة الرب لأبي يزيد مرة أخرى في [الجواهر] (ص183).
وقال علي حرازم: وسألته رضي الله عنه عن قوله تعالى: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ ﴾ الآية، فأجاب رضي الله عنه بقول: معنى البحرين: بحر الألوهية وبحر الوجود المطلق وبحر الخليقة وهو الذي وقع عليه كن وهو البرزخ بينهما صلى الله عليه وسلم لولا برزخيته صلى الله عليه وسلم لاحترق بحر الخليقة كله من هيبة جلال الذات، قال سيدنا رضي الله عنه بحر الخليقة بحر الأسماء والصفات فما ترى ذرة في الكون إلا وعليها اسم أو صفة من صفات الله وبحر الألوهية هو بحر الذات المطلقة التي لا تكيف ولا تقع العبارة عنها، يلتقيان لشدة القرب الواقع بينهما، قال سبحانه وتعالى : ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لا تُبْصِرُونَ ﴾ [الواقعة:85]، ولا يختلطان ولا تختلط الألوهية بالخليقة ولا الخليقة بالألوهية فكل منهما لا يبغي على الآخر للحاجز الذي بينهما وهي البرزخية العظمى التي هي مقامه صلى الله عليه وسلم فالوجود كله عائش بدوام بقائه تحت حجابيته صلى الله عليه وسلم استتاراً به عن سبحات الجلال التي لو تبدت بلا حجاب لاحترق الوجود كله وصار محض العد في أسرع من طرفة عين، فالألوهية قائمة في حدودها والخليقة قائمة في حدودها كل منهما يلتقيان ولا يختلطان للبرزخية التي بينهما لا يبغيان أعني لا يختلط أحدهما على الآخر. انتهى ما أملاه علينا رضي الله عنه من حفظه ولفظه.
وسألته رضي الله عنه عن دائرته صلى الله عليه وسلم ، فأجاب رضي الله عنه بقوله: هي دائرة السعادة التي وقع عليها قوله تعالى: ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾، قال البوصيري رضي الله عنه:
ولن ترى من ولي غير منتصر ... البيت، كل من لم ينتصر بالنبي صلى الله عليه وسلم لا حظ له في ولاية الله، وهو معنى قول الشيخ رضي الله عنه: لن ترى من ولي .. الخ. أ.هـ
هذه طامة أخرى طامة التلاعب بآيات القرآن وتحريفها عن مواضعها وتأويل لها بما لا تدل عليه في لغة العرب، بل بما تمجه العقول السليمة ويسخر منه أولوا الألباب.
ذكر عمر بن سعيد الفوتي أن الشيخ أحمد التجاني قال ذات ليلة في مجلسه: أين السيد محمد الغالي؟
فجعل أصحابه ينادون أين السيد محمد الغالي؟ على عادة الناس مع الكبير إذا نادى أحداً، فلما حضر بين يدي الشيخ قال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى، وقال سيدي محمد الغالي – وكان لا يخافه لأنه من أكابر أحبابه وأمرائهم – يا سيدي: أنت في الصحو والبقاء أو في السكر والفناء؟
فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: أنا في الصحو والبقاء وكمال العقل ولله الحمد، وقال: قلت: ما تقول بقول سيدي عبد القادر رضي الله عنه: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى؟
فقال: صدق رضي الله عنه، يعني: أهل عصره، وأما أنا فأقول: قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى من لدن آدم إلى النفخ في الصور، قال: فقلت له: يا سيدي، فكيف تقول إذا قال أحد بعدك مثل ما قلت؟
فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: لا يقوله أحد بعدي، قال: فقلت: يا سيدي، قد حجرت على الله تعالى واسعاً ألم يكن الله تعالى قادراً على أن يفتح على ولي فيعطيه من الفيوضات والتجليات والمنح والمقامات والمعارف والعلوم والأسرار والترقيات والأحوال أكثر مما أعطاك!
فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: بلى قادر على ذلك وأكثر منه لكن لا يفعله؛ لأنه لم يرده، ألم يكن قادراً على أن ينبئ أحداً ويرسله إلى الخلق ويعطيه أكثر مما أعطى محمـد صلى الله عليه وسلم ، قال: قلت: بلى، ولكنه تعالى لا يفعله؛ لأنه ما أراده في الأزل، فقال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: هذا مثل ذلك ما أراده في الأزل، ولم يسبق به علمه تعالى، فإن قلت ما صورة برزخية القطب المكتوب المعبر عنه عند العارفين والصديقين وأفراد الأحباب وجواهر الأقطاب، بجواهر الجواهر، وبرزخ البرازخ والأكابر؟
فالجواب والله تعالى الموفق بمنه للصواب: اعلم وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه أن الحضرات المستفيضة سبع:
الأولى: حضرة الحقيقة الأحمدية وهي في [جواهر المعاني] غيب من غيوب الله تعالى فلم يطلع أحد على ما فيها من المعارف والعلوم والأسرار والفيوضات والتجليات والأحوال العلية والأخلاق الزكية فما ذاق منها أحد شيئاً ولا جميع الرسل والنبيين اختص صلى الله عليه وسلم وحده بمقامه ... إلى أن قال: فما نال أحد منها شيئاً اختص بها صلى الله عليه وسلم لكمال عزها وغاية علوها.
والثانية: حضرة الحقيقة المحمدية فمنها كما في جواهر المعاني كل مدارك النبيين والمرسلين وجميع الملائكة والمقربين وجميع الأقطاب والصديقين وجميع الأولياء والعارفين إلى أن قال وكل ما أدركه جميع الموجودات من العلوم والمعارف والفيوضات والتجليات والترقيات والأحوال والمقامات والأخلاق إنما هو كل من فيض حقيقته المحمدية.
والثالثة: الحضرة التي فيها حضرات سادتنا الأنبياء على اختلاف أذواقهم ومراتبهم وأهل هذه الحضرة هم الذين يتلقون كل ما فاض وبرز من حضرة الحقيقة المحمدية كما قال شيخنا رضي الله عنه وأرضاه وعنا به مشيراً إلى أهل هذه الحضرة بقوله: إن الفيوض التي تفيض من ذات الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسل والأنبياء إلا أن لخاتم الأولياء مشرباً من النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا اطلاع له عليه كما سيأتي الآن قريباً إن شاء الله تعالى.
والرابعة: حضرة خاتم الأولياء الذي يتلقى جميع ما فاض به من ذوات الأنبياء لأنه رضي الله عنه وأرضاه وعنا به هو برزخ البرازخ كما قال رضي الله عنه وأرضاه وعنا به مشيراً إلى هذه الحضرة بقوله: إن الفيوض التي تفيض من ذات سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تتلقاها ذوات الأنبياء وكل ما فاض وبرز من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي، ومني يتفرق على جميع الخلائق من نشأة العالم إلى النفخ في الصور وخصصت بعلوم بيني وبينه منه إلى مشافهة لا يعلمها إلا الله عز وجل بلا واسطة، وبقوله: أنا سيد الأولياء كما كان صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: لا يشرب ولي ولا يسقى إلا من بحرنا من نشأة العالم إلى نفخ في الصور، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: إذا جمع الله تعالى خلقه في الموقف ينادي منادٍ بأعلى صوته حتى يسمع كل من في الموقف: يا أهل المحشر، هذا إمامكم الذي كان ممدكم منه، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به مشيراً بإصبعيه السبابة والوسطى روحي وروحه صلى الله عليه وسلم هكذا، روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسل والأنبياء وروحي تمد الأقطاب والعارفين والأولياء من الأزل إلى الأبد، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به إن القطب المكتوم هو الواسطة بين الأنبياء والأولياء فكل ولي لله تعالى من كبر شأنه ومن صغر لا يتلقى فيضاً من حضرة نبي إلا بواسطته رضي الله عنه وأرضاه وعنا به من حيث لا يشعر به. وممده الخاص به إنما يتلقاه منه صلى الله عليه وسلم ولا اطلاع لأحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على فيضه الخاص به لأن له مشرباً معهم منه صلى الله عليه وسلم .
والخامسة: حضرة أهل طريقته الخاصة بهم إلى هذه الحضرة، أشار الشيخ رضي الله تعالى عنه وأرضاه وعنا به بقوله: لو اطلع أكابر الأقطاب على ما أعد الله لأهل هذه الطريقة لبكوا وقالوا: يا ربنا، ما أعطيتنا شيئاً، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: لا مطمع لأحد من الأولياء في مراتب أصحابنا حتى الأقطاب الكبار ما عدا أصحاب رسول اللـه صلى الله عليه وسلم ، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: كل الطرائق تدخل عليها طريقتنا فتبطلها، وطابعنا يركب على كل طابع لا يحمل طابعنا غيره، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: من ترك ورداً من أوراد الشيخ لأجل الدخول في طريقتنا هذه المحمدية التي شرفها الله تعالى على جميع الطرق آمنه الله تعالى في الدنيا والآخرة، فلا يخاف من شيء يصيبه لا من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أياً كان من الأحياء أو الأموات، وأما من دخل زمرتنا وتأخر عنها ودخل غيرها تحل به المصائب دنيا وأخرى ولا يفلح أبداً، قلت: وهذه لأنه قد ثبت في أول هذا الفصل أن صاحبها رضي الله عنه وأرضاه وعنا به هو الختم الممد الذي يستمد منه من سواه من الأولياء والعارفين .. والصديقين والأغواث، ومن ترك المستمد ورجع إلى الممد فلا لوم عليه ولا خوف، بخلاف من ترك الممد ورجع إلى المستمد، وبقوله رضي الله عنه وأرضاه وعنا به: وليس لأحد من الرجال أن يدخل كافة أصحابه الجنة بغير حساب ولا عقاب ولو عملوا من الذنوب ما عملوا وبلغوا من المعاصي ما بلغوا إلا أنا وحدي ووراء ذلك مما ذكر لي فيهم وضمنه صلى الله عليه وسلم أمر لا يحل لي ذكره ولا يرى ولا يعرف إلا في الآخرة.
قلت: ووجه تقديم حضرة أهل طريقته على الحضرة التي فيها حضرات الشيوخ الذين هم أهل الطرق من سادتنا الأولياء رضي الله عنهم ظاهر؛ لأن أهل طريقته هم أول من يفيض عليهم ما يستمده من الحضرة المحمدية ومن حضرات سادتنا الأنبياء عليهم من الله أفضل الصلاة وأتم السلام ومن هنا صار جميع أهل طريقته أعلى مرتبة عند الله تعالى في الآخرة من أكابر الأقطاب وإن كان بعضهم في الظاهر من جملة العوام المحجوبين.
والسادسة: الحضرة التي فيها حضرات سادتنا الأولياء رضي الله تعالى عن جميعهم وهي مستمدة من حضرة خاتمهم الأكبر جميع ما نالوا وإليها يشير قول شيخنا أحمد رضي الله عنه وأرضاه وعنا به كما في جواهر المعاني بقوله: فلكل شيخ من أهل الله تعالى حضرة لا يشاركه فيه أحد.
والسابعة: الحضرة التي فيها حضرات تلاميذهم. أ.هـ
الموضوع الثالث
حكم الشريعة فيمن يعتقد هذه العقيدة
إن ما تقدم في الإعداد من بدع التيجانية قليل من كثير مما ذكره علي حرازم في كتابه [جواهر المعاني وغاية الأماني] وما ذكره عمر بن سعيد الفوتي في كتابه [رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم] وهما من أوسع كتب التيجانية وأوثقها في نظر أهل هذه الطريقة.
إن ما ذكر في الإعداد إنما هو نماذج لأنواع من بدع التيجانية تتجلى فيها عقائدهم وتكفي لمن عرضها على أصول الشريعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يحكم على كل من يعتقد هذه العقائد المبتدعة المنكرة:
ونلخص فيما يلي جملة من عقائدهم التي تضمنها البحث:
1- غلو أحمد بن محمد التجاني مؤسس الطريقة وغلو أتباعه فيه غلواً جاوز الحد حتى أضفى على نفسه خصائص الرسالة بل صفات الربوبية والإلهية وتبعه في ذلك مريدوه.
2- إيمانه بالفناء ووحدة الوجود وزعمه ذلك لنفسه بل زعم أنه في الذروة العليا من ذلك وصدقه فيه مريدوه فآمنوا به واعتقدوه.
3- زعمه رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وتلقين النبي صلى الله عليه وسلم إياه الطريقة التيجانية وتلقيه وردها والإذن له يقظة في تربية الخلق وتلقينهم هذا الورد واعتقاد مريديه وأتباعه ذلك.
4- تصريحه بأن المدد يفيض من الله على النبي صلى الله عليه وسلم أولاً، ثم يفيض منه على الأنبياء، ثم يفيض من الأنبياء عليه، ثم منه يتفرق على جميع الخلق من آدم إلى النفخ في الصور، ويزعم أن يفيض أحياناً من النبي صلى الله عليه وسلم عليه مباشرة ثم يفيض منه على سائر الخليقة ويؤمن مريدون بذلك ويعتقدونه.
5- تهجمه على الله وعلى كل ولي لله وسوء أدبه معهم إذ يقول: قدماي على رقبة كل ولي، فلما قيل له: إن عبد القادر الجيلاني: قال: فيما زعموا قدمي على رقبة كل ولي، قال: صدق ولكن في عصره أما أنا فقدماي على رقبة كل ولي من آدم إلى النفخ في الصور، فلما قيل له: أليس الله قادراً على أن يوجد بعدك ولياً فوق ذلك؟، قال: بلى، ولكن لا يفعل، كما أنه قادر على أن يوجد نبياً بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لا يفعل، ومريدوه يؤمنون بذلك ويدافعون عنه.
6- دعواه كذباً أنه يعلم الغيب وما تخفي الصدور وأنه يصرف القلوب وتصديق مريديه ذلك وعده من محامده وكراماته.
7- إلحاده في آيات الله وتحريفها عن مواضعها بما يزعمه تفسيراً إشارياً كما سبق في الإعداد من تفسيره قوله تعالى: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ ﴾ [الرحمن:19-20] ويعتقد مريدوه أن ذلك من الفيض الإلهي.
8- تفضيله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن بالنسبة لمن يزعم أنهم أهل المرتبة الرابعة وهي المرتبة الدنيا في نظره.
9- زعمه هو وأتباعه أن منادياً ينادي يوم القيامة والناس في الموقف بأعلى صوته يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كان منه ممدكم في الدنيا .. الخ.
10- زعمه أن كل من كان تجانياً يدخل الجنة دون حساب ولا عذاب مهما فعل من الذنوب.
11- زعمه أن من كان على طريقته وتركها إلى غيرها من الطرق الصوفية تسوء حاله ويخشى عليه سوء العاقبة والموت على الكفر.
12- زعمه أنه يجب على المريد أن يكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي المغسل لا اختيار له بل يستسلم لشيخه فلا يقول: لم ولا كيف ولا علام ولا لأي شيء .. الخ.
13- زعمه أنه أوتي اسم الله الأعظم، علمه إياه النبي صلى الله عليه وسلم ثم هول أمره وقدر ثوابه بالآلاف المؤلفة من الحسنات، خرصاً وتخميناً ورجماً بالغيب واقتحاماً لأمر لا يعلم إلا بالتوقيف.
14- زعمه أن الأنبياء والمرسلين والأولياء لا يمكثون في قبورهم بعد الموت إلا زمناً محدوداً يتفاوت بتفاوت مراتبهم ودرجاتهم ثم يخرجون من قبورهم بأجسادهم كما كانوا من قبل إلا أن الناس لا يرونهم كما أنهم لا يرون الملائكة مع أنهم أحياء.
15- زعمه أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بجسده مجالس أذكارهم وأورادهم وكذا الخلفاء الراشدون .. الخ. إلى غير ذلك مما لو عرض على أصول الإسلام اعتبر شركاً وإلحاداً في الدين وتطاولاً على الله ورسوله وتشريعه وتضليلاً للناس وتبجحاً منهم بعلمه الغيب .. الخ . هذا ما تيسر والله الموفق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن باز
الفرقة التيجانية
من أشد الفرق كفراً وضلالاً
السؤال السابع من الفتوى رقم (5553):
س7: ما هي عقيدتكم في طريقة التيجانية ورؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم يقظة ؟
ج7: الفرقة التيجانية من أشد الفرق كفراً وضلالاً وابتداعاً في الدين لما لم يشرع الله. وسبق أن سئلت اللجنة الدائمة عنهم وكتبت بحثاً في كثير من بدعهم وضلالاتهم الدالة على ذلك، وأما دعوى بعض الصوفية أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فشيء لا أصل له، بل هو باطل وإنما يرى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حين يخرج الناس من قبورهم، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا أول من تنشق عن الأرض يوم القيامة " .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» إستدلال الرافضة لأثبات الأصل بالظن أو المتشابه
»» إبن تيمية رضي الله عنه من المؤمنين الذين قال فيهم النبي لا يحبك إلا مؤمن
»» إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا سقط دين الرافضة
»» (( مهدي الباطنية )) يقوم (( مقام الله عز وجل )) والعياذُ بالله ..
»» الرد على الزنديقة الطاعن في الصديقة ...
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "