من هم أهل البيت عليهم السلام
لا شك ان هناك خلافا بين العلماء في تعيينهم :
فمن قائل أنهم امته .
وقائل أنهم المتقون من امته .
وقائل أنهم زوجاتة رضي الله عنهن .
وقائل أنهم اقاربه ممن تحرم عليهم الصدقة .
وقائل أنهم علي وفاطمة والحسن والحسين .
وهذا الأخير من اغرب الاقوال فلمجرد ان وضع النبي كساءه عليهم وقال أنهم اهل بيتي، اخرج القوم كل من سواهم عن كونه من أهل بيته وحملوا جميع النصوص الوارده في فضائل أهل بيته علي هؤلاء .
ولا أدري ماذا عسى ان يكون سائر اقاربه، ولبيان فساد هذا القول وخلافة لمفهوم اهل بيت الرجل وبيان أنه اعم من هذا الحصر الذي قال به القوم نقول: ان الروايات من طرق القوم أكثر من ان تحصى في بيان ان اهل بيت النبي اعم مما يدعيه القوم انفسهم، ولكن نذكر هنا الروايات المتعلقة بآية التطهير موضوع حديثنا، وسنتطرق إلى البقية عند حديثنا عن روايات الثقلين، نقول:
قد ورد في بعض روايات الباب ان ام سلمة رضي الله عنها راوية الحديث كانت ممن جللهم النبي بالكساء مع الخمسة، حيث قالت للرسول : الست من اهلك؟ قال: بلي، قالت: فادخلني في الكساء [5] .
وفي رواية: أنه قال: اللهم اليك أنا وأهل بيتي لا إلى النار، فقلت: يا رسول الله وانا معكم؟ فقال: وانت [6] .
والغريب ان واثلة بن الاسقع وهو من الذين رووا حديث الكساء، بعد ان ذكر الحديث وقول النبي : اللهم هؤلاء احق، قال: فقلت من ناحية البيت: وانا من اهلك يا رسول الله؟ قال: وانت من أهلي، قال واثلة: فلذلك ارجو ما ارجو من عملي [7] .
فهل ان إبن الاسقع الذي اسلم ورسول الله يتجهز إلى تبوك في السنة التاسعة من الهجرة، من أهل البيت، وامهات المؤمنين رضي الله عنهن لسن من اهله .
وهذا علي لما احتج على أبي بكر بزعم القوم قال له: انشدك بالله الي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرجس ام لك ولأهل بيتك [8] .
فإننا نعلم بالضروة أنه يعني بقوله ولأهلي الزهراء رضي الله عنها، اي ان الزوجة من اهل بيت الرجل .
الدليل من القرآن على دخول الزوجة في أهل بيت الرجل
فالشواهد في دخول الزوجات في اهل بيت الرجل كثيرة، وقد ذكرنا بعض الآيات علي ذلك كقول الملائكة لسارة زوجة إبراهيم علي نبينا وعليه افضل التسليم: أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت .
والعجيب ان مفسري القوم عند ذكرهم لهذه الآية يمرون عليها مرور الكرام خشية الخوض في بيان معني الأهل في الآية لوضوحه البين رغم اسهابهم في بيان المقصود بالأهل في آية التطهير .
ومن خاض فيه اضطرب كقول صاحب مجمع البيان: ويعني بأهل البيت بيت إبراهيم وانما جعلت سارة من أهل بيته لأنها كانت إبنة عمه ولا دلالة في الآية علي ان زوجة الرجل من أهل بيته [9] .
ولاشك ان القاريء لايخفى عليه ما يرمي إليه الطبرسي من وراء هذا، وما الذي اضطره إلى هذا القول الذي لم ينقله عنه مفسرو القوم الذين جاؤوا بعده لفساده البين، ولكن حتى على فرض الإعتبار الآخر، فهل يدخل القوم العم او أولاده في اهل بيت الرجل .
وكذلك ذكرنا قول الله تعالى في قصة موسى : فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله لأمكثوا إني آنست نارا لعلي أتيكم منها بخبر او جذوة من النار لعلكم تصطلون - القصص 29 .
وقال تعالى: وهل أتاك حديث موسى * اذ رءا نارا فقال لأهله لأمكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى - طه 9،10 .
وقال تعالى: أذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو أتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون - النمل 7 .
والمخاطب هنا ايضا زوجة موسى ، ولعل ان يأتينا طبرسي آخر ليقول ان شعيب كان عمه !!
وقال تعالى: واذكر في الكتاب اسماعيل أنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا - مريم 55 .
فمن اهله الذي كان يأمرهم بالصلاة ؟
وهذا كقوله تعالى مخاطبا النبي : وأمر أهلك بالصلاة وإصطبر عليها - طه 132 .
ولا شك في دخول زوجاته او خديجة رضي الله عنها علي أقل تقدير في الأهل، بإعتبار ان السورة مكية والامير إنما تزوج الزهراء وانجب السبطين بعد الهجرة .
وقال تعالى: ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا إمراتك كانت من الغابرين - العنكبوت 33 .
وقال تعالى: قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلو إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك00الآية - هود 81 .
وقال تعالى: فأسر بأهلك بقطع من الليل وأتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وأمضوا حيث تؤمرون - الحجر 65 .
وقال تعالى: رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعين - الشعراء 169،170.
وقال تعالى: فأنجيناه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين - الاعراف 83 .
وقال تعالى: فأنجيناه وأهله إلا إمراته قدرناها من الغابرين - النمل 57 .
وقال تعالى: إذ إنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين - الصافات 134،135.
وهذه الآيات صريحة ولا تحتاج إلى دليل في كون الزوجة من اهل الرجل، لا أقل من قوله تعالى: الا امراتك، او: الا امراته، دليل علي ذلك، فالمستثنى من جنس المستثنى منه.
وقال تعالى: وإستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم - يوسف 25 .
فالمخاطب هنا عزيز مصر، وقولها: ما جزاء من اراد باهلك سوءا ؟ أي زوجتك، وهذا بين.
وقال تعالى: ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون * ونجيناه وأهله من الكرب العظيم – الصافات 76 .
ولم يقل احد ان زوجة نوح لم تكن من الناجين، لأنها ليست من اهله .
والشواهد علي ذلك كثيرة، وكلها تقتضي دخول زوجات الرجل في آله .
قال تعالى: إن الله إصطفي آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين – آل عمران 33 .
وقال تعالى: إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين – الحجر 59 .
وقال تعالى: فلما جاء آل لوط المرسلون – الحجر 61 .
وقال تعالى: فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم أنهم أناس يتطهرون – النمل 56 .
وقال تعالى: إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر - القمر 34 .
الدليل من السنة على دخول الزوجة في أهل بيت الرجل
الدليل من السنة على دخول الزوجة في أهل بيت الرجل
فهذه الآيات صريحة في دخول زوجات النبي في آله، وكذا الشواهد من السنة وهي كثيرة :
منها قوله في قصة الإفك لما نزلت الآيات في براءة عائشة رضي الله عنها: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت [10] .
وفي رواية: يصرف عنا الرجس أهل البيت [11] . ولا يحتاج الأمر إلى تعليق .