لاشك أن الإنسان يتأثر بما حوله , وما هذه اللهجات التي يتكلم بها الناس واختلافها إلا باختلاف البيئة التي يعيشونها , ولا أشك أن كثيرا من المخالفين - هداهم الله - قد سمعوا في حسينياتهم أو مجالسهم واجتماعاتهم أو قرؤوا في كتب البعض التحامل اللامتناهي على الشيخين ولعنهم وسبهم و . . الخ
وأقول للمخالف : أمامك وقت وفرصة للبحث والمراجعة والتأمل والنظر في موقفك من الشيخين , مازلت على قيد الحياة وهذه نعمة كبيرة من الله يمتن بها عليك , وأنت إما أن تتمسك بما ورثت عن الآباء والأجداد , أو ان يكون لديك على الأقل قابلية للتغير اتباعا للدليل .
ولعل أمامك بعض العقبات :
2- أرض فدك وخلاف الصديقة الزهراء سلام الله عليها مع الصديق رضوان الله عليه والخطبة الفدكية .
وسيأتي توضيح القضية في موضوع خاص بعنوان ( نجوم الفلك في تحقيق الخلاف حول فدك ) , لكن لا ما نع من التذكير ما سقناه عن الشاعر الشيعي الامامي
الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - ص 81 - 82
أهوى عليا أمير المؤمنين ولا * ألوم يوما أبا بكر ولا عمرا
ولا أقول وإن لم يعطيا فدكا * بنت النبي ولا ميراثه كفرا
الله يعلم ماذا يأتيان به * يوم القيامة من عذر إذا اعتذرا
وقد نقل أبياته علي الامين الفقيه العلامة الإثني عشرية وهو احد كبار علماء الشيعة في لبنان مستروحا لها ومبينا أنه نقل فيها موقف الشيعة في ذلك الوقت , بتصرف بسيط نوهنا عليه في محله .
وحتى لو فرضنا : أن الصديق أعطى الزهراء فدكا بل حتى لو فرضنا انه لم يذكر ولم يرد أي نص في غضب الزهراء وانها غضبت عليهما فلن يرضى المخالف عن الشيخين , لأنهم يرون أن الشيخين اخذا الخلافة من المستحق لها , وبناءا على ان غير المعصوم اخذ صلاحيات غير المعصوم , هذه هي القضية , اما ما يذكر من روايات وغيرها في لو فرضنا عدمها فلن تغير نظرتهم عند البعض ! . .
3- مكان قبر الزهراء مجهول , وأخبرونا أين قبر الزهراء .
هذا السؤال دائما ما يكرر طرحه الزملاء المخالفون - وفقهم الله للهداية - وفيما يأتي رابط لبحث كامل حوله
قال حسين الراضي : " أقول : وإذا كان البعض من الشيعة ينكر دفنها في منزلها ويدعي أن موضع دفنها مجهول ، فهذا في الواقع إحداث قول رابع بلا دليل ونتمنى على من يدعي المجهولية أن يثبت ذلك بدليل علمي . وإلا من يعلم فهو حجة على من لا يعلم . وإذا كان مدعي المجهولية يدعي أن مجرد الاختلاف هو الدليل على المجهولية فحينئذ كل المسائل الخلافية : في الفقه والعقائد والتاريخ وغيرها من المسائل التي وقع الخلاف فيها فحسب هذه النظرة لابد أن تكون مجهولة ويحكم عليها بالمجهولية وتلغى . وإذا كانت المسئلة مجهولة عنده لعدم اطلاعه عليها فهل بالضرورة تكون مجهولة عند الآخرين ؟ إن هذا لشيء عجاب وعلم جديد " .
4- بعض الروايات المنسوبة الى الأئمة عليهم السلام
لعل البعض حين يلعن ضجيعي النبي صلى الله عليه وآله وسلم , يظن أنه بذلك انتصر لأهل البيت عليهم السلام , وأنه يدافع عنهم ويرفع لوائهم ويذكر بمصابهم , بل ويحتسب الأجر والثواب من الله . .
لكن هذا البعض بعد أن يتبين له أنه كان مشتبها وواهما فلا أقل من الإنصاف .
[ 1 ]
مقطع اللعن في زيارة عاشوراء المؤول بلعن الخلفاء الراشدين [ لا اقصد يزيد ولا معاوية ] وقد سبق الكلام عنه .
[ 2 ]
الخطبة الشقشقية المنسوبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه .
معلوم أن المخالف - هداه الله - قد استمع إلى هذه الخطبة كثيرا ممن يثق بهم في نظره , وقد تكررت على مسمعه هنا وهناك , ولاشك أنه قد قرأها أكثر من مرة , بل لربما قرأها على غيره ولا يبعد أن تكون عقيدة يعقد عليها قلبه . .
ونحن لا نقول للمخالف إلا أنك دائما ما تقول :
1- [ ليس كل ما في كتبنا صحيح ]
2- [ رواياتنا خاضعة للنقد والتجريح ليست كالقرآن ]
دائما ما يكرر المخالفون هذه العبارات وغيرها , وعلى ضوئها سنسير . .
نقول : إننا لا نقصد حرف المخالفين عن عقائدهم , ولا صرفهم عن تراثهم , حقدا وحسدا , لكن لابد من الانتباه ان هناك تقليد للموروث بالغث والسمين , او وضع جزيئية من هذا الموروث بمثابة الإعتقاد الذي يضل من خالفه ! , وهذا - ولا بد من الاعتراف بالخطأ - وارد عند المخالفين . .
ولنختصر الكلام ونقول أن الخطبة الشقشقية الكلام فيها من ناحيتين :
أ- سندا
ب- متنا
أما سندا :
فما أكثر ما يواجه المخالفين محاوريهم من أهل السنة والجماعة بأنهم يستدلون عليهم بروايات ضعيفة لا تصح ولا تثبت , وان اسانيدها متهالكة وفي رجالها الضعيف والمجهول , ويردون الكثير الكثير مما يستدل به أهل السنة عليهم في كثير الأحيان بحجة ضعف السند , مفرقين دائما بين الأصولية والإخبارية , والتبرئ من طريقة ومنهجية الإخبارية . . كما هو معلوم عند المشتغلين بالحوار ,
لكن !
هل المنهجية التي يطبقها المخالفون على مخالفيهم يطبقونها على أنفسهم ؟ أم اننا سنوجد الكثير من الاعتبارات لقبول الرواية ؟! إن عقلاء الشيعة والمنصفين منهم يدركون هذه الحقيقة
على كل حال : إن اسانيد هذه الخطبة تنتظر من يثبتها , وقد طرح سؤال على أحد المختصين الشيعة الإثني عشرية سننقله بطوله :
سؤال عن سند الخطبة الشقشقية - تاريخ الموضوع : ( 14/4/2008 )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سماحة الشيخ مسلم الداوري أعزك الله ونصرك
عندنا سؤال عن سند هذه الخطبة الشقشقية للإمام علي عليه السلام وهل يمكن تصحيحها بهذا الطريق ؟
الطريق هو :
الأمالي للشيخ الطوسي صفحة 372 حديث 803
أخبرنا الحفار ، قال : حدثنا أبو القاسم الدعبلي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أخي دعبل ، قال : حدثنا محمد بن سلامة الشامي ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام ، عن ابن عباس ، وعن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليه السلام ، قال : ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال " وذكر متن الخطبة "
والسند فيه مجاهيل ولايوجد طريق للشيخ الطوسي لروايات زرارة بن أعين
ولكن هناك طريق صحيح للشيخ الصدوق عليه لجميع روايات زرارة بن أعين عليه وهو ما ذوكر في كتاب من لا يحضره الفقيه 4/425 وللشيخ الطوسي طريق صحيح لجميع روايات الشيخ الصدوق كما في الفهرست ص 238 برقم 710 في ترجمة الصدوق
فهل يمكن الإعتماد على طريق الشيخ الصدوق وتبديل السند به ؟ وهل نستطيع أن نقول أن هذه القاعدة معتمده ؟
والله الموفق
تاريخ الرد : ( 18/5/2008 )
أقول : ونحن اذ نورد هذا الكلام نقصد به من حاول أن يرد ما جاء في نهج البلاغة مما وضعناه في موضوعنا فتأمل .
أما متنا :
فسيأتي الكلام عنها عند الكلام عن الخلافة والشيخين ,
[ 3 ]
الكافي - الشيخ الكليني - ج 3 - ص 342
10 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الخيبري ، عن الحسين بن ثوير ، وأبي سلمة السراج قالا : سمعنا أبا عبد الله ( عليه السلام ) و هو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء فلان وفلان وفلان ومعاوية ويسميهم وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية .انتهى
قال المجلسي : ( مجهول ) في مرآة العقول 15/174 , وضعفه المحقق الرجالي البهبودي صاحب كتاب ( صحيح الكافي ) أو ( زبدة الكافي ) .
منتقى الجمان - الشيخ حسن صاحب المعالم - ج 2 - ص 89
وروى الشيخ بإسناده ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الحسين بن ثوير ، وأبي سلمة السراج قالا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء التيمي والعدوي وفعلان ومعاوية يسميهم ، وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية ( 1 ) . وظن بعض الأصحاب صحة هذا الخبر كما هو قضية البناء على الظاهر ، وبعد التصفح يعلم أنه معلل أو واضح الضعف لأن الكليني رواه ( 2 ) عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الخيبري ببقية الاسناد ، وهذا كما ترى عين الطريق الذي رواه به الشيخ إلا في الواسطة التي بين ( ابن بزيع ) و ( ابن ثوير ) ووجودها يمنع من صحة الخبر لجهالة حال الرجل واحتمال سقوطها سهوا من رواية الشيخ قائم علي وجه يغلب فيها الظن فثبت به العلة في الخبر ، وفي فهرست الشيخ أن محمد بن إسماعيل بن بزيع يروي كتاب الحسين بن ثوير عن الخيبري عنه ، ولعل انضمام هذا إلى ما في رواية الكليني يفيد وضوح ضعف السند . انتهى
[ 4 ]
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 102
74 - الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل من علينا بأن عرفنا توحيده ، ثم من علينا بأن أقررنا بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) بالرسالة ثم اختصنا بحبكم أهل البيت نتولاكم ونتبرأ من عدوكم وإنما نريد بذلك خلاص أنفسنا من النار ، قال : ورققت فبكيت ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : سلني فوالله لا تسألني عن شئ إلا أخبرتك به ، قال : فقال له عبد الملك بن أعين : ما سمعته قالها لمخلوق قبلك ، قال : قلت : خبرني عن الرجلين ؟ قال : ظلمانا حقنا في كتاب الله عز وجل ومنعا فاطمة صلوات الله عليها ميراثها من أبيها وجرى ظلمهما إلى اليوم ، قال - وأشار إلى خلفه - ونبذا كتاب الله وراء ظهورهما .
قال المجلسي في مرآة العقول 25 / 247 ( ضعيف ) ، وضعفه المحقق البهبودي .
[ 5 ]
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 334 - 335
526 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل ، وغيره ، عن منصور بن يونس عن ابن أذينة ، عن عبد الله بن النجاشي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول في قول الله عز وجل : " أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا " يعني والله فلانا وفلانا ،. . . انتهى
قال المجلسي في مرآة العقول 26 / 489 ( ضعيف ) , وضعفه المحقق البهبودي .
[ 6 ]
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 189
215 - حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد الكندي ، عن غير واحد من أصحابنا ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضيل بن الزبير قال : حدثني فروة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ذاكرته شيئا من أمرهما فقال : ضربوكم على دم عثمان ثمانين سنة ( 2 ) وهم يعلمون أنه كان ظالما فكيف يا فروة إذا ذكرتم صنميهم .انتهى
قال المجلسي في مرآة العقول 26 / 83 ( مجهول ) ، وضعفه المحقق البهبودي .
[ 7 ]
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 343 - 344
541 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول : لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصنع الناس ما صنعوا وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخصموهم بحجة علي ( عليه السلام ) ( 2 ) قالوا : يا معشر الأنصار قريش أحق بالامر منكم لان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قريش والمهاجرين منهم إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الأئمة من قريش ، قال سلمان رضي الله عنه : فأتيت عليا ( عليه السلام ) وهو يغسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخبرته بما صنع الناس وقلت : إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والله ما يرضى أن يبايعوه ( 3 ) بيد واحدة إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله ، فقال لي : يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : لا أدري ، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال : لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد منبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قلت : لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجاده شديد التشمير ( 4 ) صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، أبسط يدك ، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي ( عليه السلام ) : ‹ صفحة 344 › هل تدري من هو ؟ قلت : لا ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ذاك إبليس لعنه الله ، أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إياي للناس بغدير خم بأمر الله عز وجل فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ومالك ولا لنا عليهم سبيل قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فأنطلق إبليس لعنه الله كئيبا حزينا وأخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه لو قبض أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا ، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ( 1 ) ويقول : كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قال المجلسي في مرآة العقول ( 26 / 504 ) : ( مختلف فيه ) , وضعفه المحقق البهبودي , وكأن المحقق هاشم معروف الحسني حكم عليها بالوضع إذ أنه وضع متن هذه الرواية في كتابه ( الموضوعات من الآثار والأخبار ) تحت عنوان ( الموضوعات في المثالب ) وإن كان قد نقلها بإسناد آخر إلا أنه قال : ويكفي هذه الرواية عيبا أنها من مرويات سليم بن قيس وهو من المشبوهين والمتهمين بالكذب , وقد ورد في الكتاب المنسوب إليه أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت مع أنه كان في حدود السنتين من العمر , كما ورد فيه أن الأئمة ثلاثة عشر إماما . انتهى , والذي يظهر أن المحقق الحسني لم يقتصر في حكمه على الرواية في سندها بل أيضا في متنها فتأمل .
[ 8 ]
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 245
340 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عنهما ( 3 ) فقال : يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات منا ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير ، إنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا ( 4 ) في الاسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا ( 5 ) .ثم قال : أما والله لو قد قام قائمنا [ أ ] وتكلم متكلمنا لأبدى من أمورهما ما كان يكتم ولكتم من أمورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .انتهى
أقول : الخبر ضعفه المحقق الرجالي البهبودي صاحب كتاب ( صحيح الكافي ) أو ( زبدة الكافي )
[ 9 ]
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 246
343 - حنان عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : ما كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال : لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء ( 3 ) ولم يكن يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا وإن الشيخين ( 4 ) فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
أقول : الخبر ضعفه المحقق البهبودي .
وواقعا لا نريد أن نقول أننا اعتمدنا قول البهبودي ولم نأخذ بقول من وثق الروايتين لأن الجرح مقدم على التعديل , ولأن حنان بن سدير قيل فيه :
نهاية المرام - السيد محمد العاملي - ج 1 - شرح ص 150
وقريب منها روى حنان بن سدير عن الصادق عليه السلام ( 2 ) . والجواب أن عموم الآية مخصوص بأخبار التحريم ، والروايتان ضعيفتا السند ( 3 ) فلا يصلحان لمعارضة الأخبار الصحيحة السند ، الواضحة الدلالة . انتهى
مدارك الأحكام - السيد محمد العاملي - ج 1 - شرح ص 162
ولا ينافي ذلك ما رواه حنان بن سدير ، قال : سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله عليه السلام : إني ربما بلت فلا أقدر على الماء ويشتد ذلك على ، فقال : ( إذا بلت وتمسحت فامسح ذكرك بريقك ، فإن وجدت شيئا فقل هذا من ذاك ) ( 1 ) . لأنا نجيب عنها أولا : بالطعن في السند ، بأن راويها وهو حنان بن سدير واقفي على ما نص عليه الشيخ - رحمه الله ( 2 ) .
مدارك الأحكام - السيد محمد العاملي - ج 6 - شرح ص 275
قوله : ( والمكروه أربعة : صوم عرفة لمن يضعفه عن الدعاء ومع الشك في الهلال ) . أما كراهته مع خوف الضعف عن الدعاء فيدل عليه قوله عليه السلام في صحيحة محمد بن مسلم المتقدمة : ( وإن خشيت أن تضعف عن ذلك فلا تصمه ) ( 1 ) والنهي هنا للكراهة ، كما أن الأمر بالصوم مع انتفاء خوف الضعف للاستحباب . وأما الكراهة مع الشك في الهلال فيدل عليه قوله عليه السلام في رواية سدير : ( وأكره أن أصومه - يعني يوم عرفة - أتخوف أن يكون يوم عرفة يوم الأضحى ، وليس بيوم صوم ) ( 2 ) ومقتضى الرواية تحقق الكراهة بمجرد حصول الغيم ليلة الثلاثين من ذي القعدة وإن لم يتحدث الناس بتقدمه ، لكن في السند ضعف ( 3 ) .
مدارك الأحكام - السيد محمد العاملي - ج 8 - شرح ص 180
وعن حنان بن سدير قال ، قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في رجل طاف فأوهم قال إني طفت أربعة وقال طفت ثلاثة ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : ( أي الطوافين طواف نافلة أم طواف فريضة ؟ ثم قال : إن كان طواف فريضة فليلق ما في يده وليستأنف ، وإن كان طواف نافلة واستيقن الثلاث وهو في شك من الرابع أنه طاف فليبن علي الثلاث ، فإنه يجوز له ) ( 5 ) . والجواب عن هذه الروايات أولا بالطعن في السند ، بأن في طريق الأولى عبد الرحمن بن سيابة وهو مجهول ، وفي طريق الثانية النخعي وهو مشترك ، وراوي الثالثة وهو حنان بن سدير قال الشيخ : إنه واقفي .
ولا نريد أيضا أن نجيب على اعتراض بعض المخالفين حول البهبودي , فقد سبق إلى ذلك الأخ أبو حسان في موضوعه ( الغاية في رفع الجهالة عن البهبودي ) وذكر بعض النقولات منها :
الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج 1 - ص 4
وقام العالم الفاضل الموفق لإحياء الزبر الدينية الاقا محمد باقر البهبودي شكر الله مساعيه ، ووفر معاليه بتصحيحه وتنقيحه بالمراجعة إلى النسخ العديدة وأرجو من فضل ربي الرحيم أن يديم توفيق الناشر والمصحح ، وكل من له دخل في هذا المشروع الجميل ، وأن يضاعف أجورهم وحسناتهم آمين آمين .انتهى
الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 674
* ( شكر وتقدير ) * أقدم شكري المتواصل وثنائي العاطر إلى زميلنا المحترم البارع المفضال ( محمد باقر البهبودي ) زاد الله في تأييده حيث عاضدني في تصحيح الكتاب ومقابلته وعرضه على النسخ المخطوطة.انتهى
غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج 1 - هامش ص 118
3 ) المناقب لابن المغازلي : 104 . ط ر 1394 هج - طهران . تحقيق فضيلة العلامة الشيخ محمد باقر البهبودي . وسوف نعتمد على المطبوعة وننقل منها بعد هذا بدلا عن النسخة المخطوطة.انتهى
لكننا نتسآئل : أهكذا متون يمكن ان تقبل مع ما ذكر عن الإمام علي سلام الله عليه : ولو قلتم مكان لعنكم إياهم . . . ؟ وهو لم يكن في موضع تقية بقدر ماهو في موقع قتال ؟ إن الرجوع إلى كلام المحقق الحسني سيوضح الكثير من الحقائق الغائبة ربما عن بعض الباحثين عن الحق !
# دعوى التواتر . . .
قد يصر البعض راميا كل ما قيل خلف ظهره أو ضاربا به عرض الجدار , ويتحمس لإثبات الموروث دون رغبة للبحث والتأمل مدعيا التواتر في لعن الشيخين ولعل هذه الدعوى ستجعله بعيدا عن المطالبة بالسند الصحيح لأن التواتر لا يشترط فيه السند الصحيح !
وأقول : المدعي للتواتر عليه ملاحظات :
أ- ما وجه إستدلاله بالتواتر المدعى ؟! , تواتر اخذهم الخلافة وعدم توليتهم من لا يستحق ؟ ام تواتر اخذهم فدكا ؟ أم تواتر لعنهم وسبهم ؟! , لابد من تحديد المقصد , ومثال : لو أن شخصا يريد ان يثبت كسر الضلع ثم تراه يحشد الروايات في مآساة الزهراء وحزنها بعد رسول الله وبكاؤها وكلماتها ومطالبتها بفدك و قبرها و . . الخ , كل ما سبق شئ وكسر الضلع شئ آخر ! فلا يمكن ان يثبت بما سبق حصول الكسر , وقس على ذلك اثبات لعنهما صآنهما الله . .
ب- لم يدع التواتر اللفظي بل ذهب إلى المعنوى ! وذلك لأن الأخبار لا ترتقي الى درجه القول بتواتر اللفظي في عقيدة كهذه !
ج - ما نقلناه عن المحقق الرجالي الإثني عشري هاشم معروف الحسني فيه كفاية لبيان مجانبة هذه الدعوى للصواب أقصد دعوى تواتر لعن الشيخين , وقد أطال في كتابه الموضوعات في الآثار والأخبار وقد نقلنا الشاهد منه فراجعه في الرقم [ الثامن عشر ] , ولا بأس بأن ننقل جزء منه :
1- قوله في كتابه المذكور : [ وأنا لا أريد أن أبرئ بعض المتشيعين من الطعن على الخلفاء وإلصاق بعض الصفات المشينة بهم , فقد وضع بعضهم عددا من المرويات حول هذا الموضوع ونسبوها إلى الأئمة . . . ]
2- قوله : [ واني اذا اكتفي بهذه الأمثلة وأقف عند هذا الحد من المرويات في المطاعن لا ادعي بأني قد استقصيت جميع المرويات في هذا الموضوع , فالمتتبع لكتب الحديث والأدعية يجد هنا وهناك أمثلة أخرى ربما تكون كهذه الأمثلة أو اصرح منها , إلا ان الباحث عندما يعرض متونها وأسانيدها على علمي الرجال والدراية لا يكاد يجد رواية من تلك المرويات ولا دعاء على تلك الأدعية التي تتعرض لهذا الموضوع سالمة من العيوب التي يجب الوقوف عندها ] دليل على أن هناك مرويات كثــــــــيرة أخرى لم يذكرها تسئ إلى الخلفاء الراشدين وتنعتهم بالقبيح قد يكون البعض صحح إسنادها لكن اضطرابها واختلافها يوهنها كما سبق وان نقلنا كلام جعفر السبحاني في تعليقه على روايات الإرتداد التي اعتبر بعضها المجلسي ! وأيضا لاتنسى النظر في متونها !
3- قوله : [ وبعد التتبع في المرويات السنية استطيع أن أقول بأن المرويات التي وضعها أتباع الحاكمين والحاقدين ممن ينتسبون الى السنة ليست بأقل من المرويات الشيعية , ولا المرويات الشيعية التي تسئ الخلفاء بأقسى منها ] ودلالة النص واضحة .
د - قد يكون الخبر متواتر أو مستفيض عند شخص وضعيف عند الآخر ! مثال :
مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج 11 - شرح ص 459
فمنها : الخبر المستفيض أو المتواتر بأكل النبي صلى الله عليه وآله من الذراع المسموم الذي أهدته اليهودية إليه صلى الله عليه وآله ، وأكل منه هو وبعض أصحابه ، فمات رفيقه وبقي يعاوده ألمه في كل أوان إلى أن مات منه صلى الله عليه وآله . . انتهى
صراط النجاة - الميرزا جواد التبريزي - ج 2 - ص 450
سؤال 1413 : يقول المخالفون : إن حديث تناول النبي صلى الله عليه وآله من لحم الشاة التي قدمتها اليهودية دليل على جواز أكل ذبائح اليهود والنصارى ، فما هو جوابنا عليهم ؟ الخوئي : جوابنا عليهم أولا : أنه لم يثبت لنا صحة تلك الرواية ، وثانيا : إن الأحكام كانت تشرع تدريجية وربما كانت القضية قبل تشريع المنع ، و ثالثا : لم يتحقق من الرواية أن الشاة ذبحت بذبح اليهود ، فلعلهم كانوا يعلمون بامتناع أكل النبي صلى الله عليه وآله عن ذبائحهم فصنعوا اللحم من ذبيحة المسلم ( أي مشتري ) من سوق المسلمين ، والله العالم .اهـ
لاحظ : انقلب الخبر المتواتر إلى خبر لا تثبت صحته ! فان جاز للخوئي القول بعدم صحة الخبر مع استفاضته أو تواتره ! فكيف لا يجوز لنا القول بعدم صحة أخبار الكسر مع استفاضتها أو تواترها فرضا ! والا هي واقعا لم تصل إلى التواتر .
هـ - هل كل تواتر مقبول ؟ أم نقبل تواتر لعن الشيخين – على فرض وجوده – ولا نقبل التواتر الآخر ؟!
قال المجلسي في مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول (12/ 525)
(الحديث الثامن و العشرون)
(1): موثق. و في بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن مسلم، فالخبر صحيح و لا يخفى أن هذا الخبر و كثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن و تغييره، و عندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، و طرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر.
فإن قيل: إنه يوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يحتمل ذلك و تجويزهم عليهم السلام على قراءة هذا القرآن و العمل به متواتر معلوم إذ لم ينقل من أحد من الأصحاب أن أحدا من أئمتنا أعطاه قرانا أو علمه قراءة، و هذا ظاهر لمن تتبع الأخبار، و لعمري كيف يجترئون على التكلفات الركيكة في تلك الأخبار مثل ما قيل في هذا الخبر إن الآيات الزائدة عبارة عن الأخبار القدسية أو كانت التجزية بالآيات أكثر و في خبر لم يكن أن الأسماء كانت مكتوبة على الهامش على سبيل التفسير و الله تعالى يعلم . أهـ
إننا لا نقصد بايرادنا كلام المجلسي اتهام المخالف وقذفه بما قد لا يعتقد به , بل نقصد ما يتعلق بالتواتر مثالا !
تابع . . تابع . .