العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ عبدالرحمن دمشقية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-07, 05:36 AM   رقم المشاركة : 41
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



حديث سهل معلول بعلة تنقص درجته عن رواية البخاري ومسلم

قال الأزهري:
وفي المعتصر من مشكل الآثار للطحاوي:
« ومما يدل على جواز الاستغفار للمشرك ما دام حيا قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

جواب الدمشقية:
هذا خطأ مبني على اعتماد الرواية المعلولة في رواية سهل بن سعد والتي يرجح الوهم فيها من محمد بن فليح. فإن البخاري وإن كان روى له فإنه أعرض عن روايته هذه وروى بدلها ما هو أصح منها. وهي رواية عبد الله بن مسعود التي تبين أن نبينا كان يحكي هذا الاستغفار عن نبي من الأنبياء.
وغفلة عن رواية البخاري ومسلم وهو أن نبينا كان يحكي الاستغفار عن نبي من الأنبياء. وشرع من قبلنا ليس شرعا لنا.

ولهذا قال الرازي: « وقد ظهر في شرعه عليه السلام أن الاستغفار للكافر لا يجوز ولهذا السبب أمر الله رسوله بالاقتداء بإبراهيم عليه السلام إلا في قوله لأبيه لاَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ» (الممتحنة 4 تفسير الرازي16/117).

فرواية سهل بن سعد. فيها محمد بن فليح: قال الحافظ « صدوق يهم» (التقريب1/502). بل كان يحمل عليه يحيى بن معين ويقول بأنه ليس بثقة. وإن أخرج له البخاري فقد ضعفوه. ولم يرو له مسلم شيئا. وقد أورده الذهبي في الضعفاء لوهمه مع أنه ثقة.

وإذا كان الأمر كذلك فقد اتضح موطن الوهم هنا. فإن الراجح فيه أنه من جهة حفظ محمد بن فليح. وحينئذ يكون النقص في الرواية بسبب ضعف حفظه.
أما رواية البخاري ومسلم فهما المحفوظتان. وقد حفظ الرواة فيها ما لم يرد في رواية سهل بن سعد والتي رواها محمد بن فليح.

فكيف يتمسك الأزهري بالرواية الناقصة والتي يرجع النقص فيها إلى محمد بن فليح. ويعرض عن رواية البخاري ومسلم اللتين لا علة فيهما؟
هل يفعل هذا إلا من ابتلاه الله بالتحيز وعدم التجرد للحق.
والله لو كنت من أهل الحديث لما فعلت ذلك لكنك من اهل الحزبية.

ثم لم يسلم له علماء آخرون كالقرطبي والشوكاني ودليلهم أصح. فإنهما اعتمدا على رواية عبد الله بن مسعود في البخاري ومسلم والخالية من أوهام محمد بن فليح صاحب رواية سهل بن سعد.
لكن المصيبة في الأزهري أن رواية سهل بن سعد ناسبت هواه دون رواية البخاري ومسلم.
فرواية سهل بن سعد - التي راويها محمد بن فليح فيه أوهام - تحكي استغفارا أكدت رواية البخاري ومسلم ان النبي يحكيه عن نبي من الأنبياء السابقين.
وهنا يتبين أننا نحن أصحاب الحديث المعظمين له وليس أمثال الأزهري الذي تمسك بالرواية المعلولة متجاهلا روايتين في البخاري ومسلم خاليتين من الأوهام.
يتبع...







 
قديم 15-04-07, 06:09 PM   رقم المشاركة : 42
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



قال الأزهري:
قال الإمام ابن حبان في صحيحه تعليقاً على حديث سهل بن سعد عند قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون: « معنى هذا الدعاء الذي قال يوم أحد لما شج وجهه أي اغفر لهم ذنبهم في شج وجهي، لا أنه أراد الدعاء لهم بالمغفرة مطلقا».

الجواب:
قلت: هذا الدليل لنا وليس لك. وجيد أنك أتيت به ليعرف الناس أنك تحشد الأدلة حشد حاطب ليل. فإنه يقيد الاستغفار بأذاهم لا كفرهم وشركهم.
وذها التوجيه من ابن حبان هو قول العديد من اهل العلم. منهم الحافظ ابن حجر، ويكون الاستغفار مقيدا بأذاهم لأن النبي لا ينتقم لنفسه وهو حريص على هدى قومه وإنقاذهم من النار. فهو يريد لهم الخير وترك الشرك والكفر. ويتنازل عما كان منهم دون ذلك.
وهذا خلاف من لا يبالون بدين الناس بل يصفونهم بالايمان والأخوة بما يطمئنهم أنهم على خير بالرغم من شركهم وكفرهم. لا سيما مع الرافضة الذين أهلكهم تلبيس مشايخهم وتزلف الإخوان لهم بالباطل.

ثم أنت تفرق في الاستغفار بمجرد الحياة والموت. فمن مات من الكفار حرم الاستغفار له عندك ومن لم يمت فيجوز الاستغفار له.
أما ابن حبان فإنه ما أجاز ههنا الاستغفار لمجرد الحياة كما تفعل أنت، وإنما أراد مغفرة ذنبهم في شج وجهه وأنت لا تخصص الاستغفار بمجرد ما فعلوه وإنما تعممه ولهذا دعوت الله أن يغفر لأخيك جورج بوش.

وإليك قول ابن حجر الذي أوردته أنت:
« المراد بالمغفرة في قوله في الحديث الآخر " اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " العفو عما جنوه عليه في نفسه لا محو ذنوبهم كلها لأن ذنب الكفر لا يمحى، أو المراد بقوله " اغفر لهم " اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة، أو المعنى اغفر لهم إن أسلموا، والله أعلم».
والقول الثاني بعيد. فغن الشرع ينهى عن إطلاق الألفاظ الموهمة.

ثم إن هناك فرقا بين أن يدعو نبينا للكفار وأن يكون الداعي نبي من الأنبياء السابقين. لأن هذا أقل ما يقال فيه حينئذ بأنه شرع لمن قبلنا. وشرع من قبلنا شرع ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه. والمخالفة في شرعنا واضحة وهي قوله تعالى (ما كان للنبي والذي معه أن يستغفروا للمشركين).

ولهذا ذهب الرازي إلى أن هذا كان قبل النسخ.
قال الرازي
« وقد ظهر في شرعه عليه السلام أن الاستغفار للكافر لا يجوز ولهذا السبب أمر الله رسوله بالاقتداء بإبراهيم عليه السلام إلا في قوله لأبيه لاَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ» (الممتحنة 4 تفسير الرازي16/117).

كذلك حمل أبو حاتم فيما نقله ابن حبان عنه حمل الاستغفار لهم على ذنب إيذائهم له وشج وجهه لا انه دعاء للكفار بالمغفرة. ولو كان سائلا الله لهم بالمغفرة لهداهم الله وأسلموا.
وقد أورد الحافظ قولين وهو نسميه باستعراض الأقوال والأزهري يأتي بهذه الأقوال على أنها مقطوع بها صالحة للاحتجاج بها على المخالف. وهذا تحكم وقصور في معرفة كيفية توجيه أقوال الآخرين.

قال الأزهري:
وقال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن:
« المسألة الثالثة: منع الله رسوله والمؤمنين من طلب المغفرة للمشركين؛ لأنه قد قدر ألا تكون؛ وأخبر عن ذلك، وسؤال ما قدر أنه لا يفعله، وأخبر عنه هنا .
فإن قيل: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين كسروا رباعيته وشجوا وجهه: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون فسأل المغفرة لهم .
قلنا: عنه أربعة أجوبة :
الأول: يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي وجاء النهي بعده .
الثاني: أنه يحتمل أن يكون ذلك سؤالا في إسقاط حقه عندهم لا لسؤال إسقاط حقوق الله وللمرء أن يسقط حقه عند المسلم والكافر.
الثالث: أنه يحتمل أن يطلب المغفرة لهم لأنهم أحياء مرجو إيمانهم يمكن تألفهم بالقول الجميل وترغيبهم في الدين بالعفو عنهم. فأما من مات فقد انقطع منه الرجاء.
الرابع : أنه يحتمل أن يطلب لهم المغفرة في الدنيا برفع العقوبة عنهم حتى إلى الآخرة كما قال الله: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون».

الجواب:
وهذا دليل لنا يصلح لأن يكون دليلا عليك.
فإن ابن العربي أجاب عمن يورد حديث الاستغفار باحتمالات أربعة. وهو لم يستدل به بل أورده ليرد عليه. وأنت تستدل بما كان يرد ابن العربي عليه ولم يكن يستدل به.
أن ابن العربي أورد أربع احتمالات للرد. وكان الثالث أقربها إلى ما تعتقد به وتدعو إليه وتجادل عنه. ولكن يبقى أنه احتمال. ومن استدل بالمحتمل فدليل على سقم في فهمه واستدلاله.

قال الأزهري:
وقال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن:
« المسألة الثالثة: منع الله رسوله والمؤمنين من طلب المغفرة للمشركين؛ لأنه قد قدر ألا تكون؛ وأخبر عن ذلك، وسؤال ما قدر أنه لا يفعله، وأخبر عنه هنا .
فإن قيل: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين كسروا رباعيته وشجوا وجهه: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون فسأل المغفرة لهم .
قلنا: عنه أربعة أجوبة :
الأول: يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي وجاء النهي بعده .
الثاني: أنه يحتمل أن يكون ذلك سؤالا في إسقاط حقه عندهم لا لسؤال إسقاط حقوق الله وللمرء أن يسقط حقه عند المسلم والكافر.
الثالث: أنه يحتمل أن يطلب المغفرة لهم لأنهم أحياء مرجو إيمانهم يمكن تألفهم بالقول الجميل وترغيبهم في الدين بالعفو عنهم. فأما من مات فقد انقطع منه الرجاء.
الرابع : أنه يحتمل أن يطلب لهم المغفرة في الدنيا برفع العقوبة عنهم حتى إلى الآخرة كما قال الله: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون».

الجواب:
هذا دليل لنا يصلح لأن يكون دليلا عليك ويكشف أيضا أنك حاطب ليل في الاستدلال.
فإن ابن العربي أجاب عمن يورد حديث الاستغفار باحتمالات أربعة. وهو لم يستدل به بل أورده ليرد عليه. وأنت تستدل بما كان يرد ابن العربي عليه ولم يكن يستدل به.
أن ابن العربي أورد أربع احتمالات للرد. وكان الثالث أقربها إلى ما تعتقد به وتدعو إليه وتجادل عنه. ولكن يبقى أنه احتمال.

ومن استدل واحتج بما صرح به العالم بأنه محتمل فإنه يدل على عدم انصافه.
وعلى فرض إقرار ابن العربي أو القرطبي أو حتى ابن عباس أو حتى سيدنا إبراهيم فإنه ليس بحجة والنهي عن الاستغفار للكافر صريح في القرآن. فإن النهي عن الاقتداء بابراهيم صريح. وأنا بعدم الاقتداء اكون موافقا للقرآن.

ثم إن سيدنا إبراهيم كان يستغفر لأبيه حين كان حيا. وقد نهى الله عن الاقتداء به في هذا الاستغفار وقيد الاستغفار بوعد أبيه لا بحياته.
فإن كانت الحياة هي الضابط. فينقلب الكافر المجورح إلى عدل. ولا نستطيع ان نجرحه ونحكم بكفره إلا إذا مات على ذلك..
ونسأل كيف أجرينا عليهم أحكام الكفر؟ أفلا أجلنا الحكم عليهم حتى نتبين حالهم؟

قال الأزهري
ويقول الإمام الشاطبي في الموافقات:
((وقال في ابن أبي لأستغفرن لك ما لم أنه عنك حتى نزل استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ونزل ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية وإن كان قد نهي عنه فلم ينه عن الاستغفار لمن كان حيا منهم وقال عليه الصلاة والسلام اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وعلى الجملة فالدعاء للغير مما علم من دين الأمة ضرورة))

الجواب:
أن الشوكاني والقرطبي لا يسلمان للشاطبي أن هذا الاستغفار كان من نبينا فإنهما أكدا أن رواية البخاري ومسلم صريحة في انه كان من نبي آخر ويحكيه نبينا عنه. ثم إن من ظن أن هذا الاستغفار من نبينا فإنه قيده باستغفاره في أذيتهم له.

وهنا يبرز سؤال مهم:
هل الاستغفار للمنافق محرم في حال حياته كما أفادته الآية؟
إذا كان الاستغفار وارد على معنى الدعاء فلماذا يحرم الله المنافق من هذا الفضل ويجيزه للكافر والمشرك ولو كان جورج بوش؟
ثم نحن نعلم بالضرورة أننا لا ننزه من عرف بالشرك والكفر عن النفاق.


يتبع...







 
قديم 17-04-07, 01:43 AM   رقم المشاركة : 43
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



قال الأزهري:
وما نقلته من أقوال العلماء لا حجة فيه لأن أقوالهم يحتمل كونها في الاستغفار للمشرك الميت ونحن نوافق على حرمة الاستغفار للمشرك الميت لأنه "تبين أنه عدو لله بموته" بل نوافق أن من جوز هذا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته فهو جاهل مخالف للإجماع أما مسألتنا هذه فهي مختلفة فنحن نريد أقوالهم في الاستغفار للمشرك الحي هل يجوز أم لا؟؟

جواب الدمشقية:
حتى النصوص التي أدتيتك بها تردها بالاحتمال. فقد قلت: (لأن أقوالهم ((( يحتمل))) كونها في الاستغفار للمشرك الميت).

قلت: إذا كان هذا الاحتمال واردا عندك فأسألك:
هل كان استغفار إبراهيم لأبيه عندما كان ميتا ام حيا؟ ولماذا أمرنا الله أن لا نقتدي باستغفاره لأبيه الحي آنذاك؟
وهل الحجة والقدوة عندك في القائلين بالاستغفار والله عز وجل أمرنا أن لا نقتدي بإبراهيم حين استغفر لأبيه؟

قال الأزهري:
قال الإمام القرطبي في تفسيره (4/586) لقوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) وفي جوابه على تعارض هذا مع دعاء النبي لقومه بالمغفرة في الحديث السابق:
« جواب ثالث‏:‏ وهو أن الاستغفار للأحياء جائز لأنه مرجو إيمانهم ويمكن تألفهم بالقول الجميل وترغيبهم في الدين‏.‏ وقد قال كثير من العلماء‏:‏ لا بأس أن يدعو الرجل لأبويه الكافرين ويستغفر لهما ما داما حيين‏.‏ فأما من مات فقد انقطع عنه الرجاء فلا يدعي له‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ كانوا يستغفرون لموتاهم فنزلت فأمسكوا عن الاستغفار ولم ينههم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا‏».
قلت:
لا يبدو لي أن هذا من عند القرطبي.

قال الأزهري:
ويقول الإمام ابن عطية في المحرر الوجيز:
« وقوله ( من بعد ما تبين) يريد من بعد الموت على الكفر فحينئذ تبين أنهم أصحاب الجحيم أي سكانها وعمرتها ، والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه».

الجواب:
لو أكملت قراءة كلام ابن عطية لوجدته يقول: « وقيل ذلك بانه نهي عنه وهو حي» (المحرر الوجيز3/91).
فهو يستعرض أقوالا. منهم من قال نهاه ربه عن الاستغفار له بعد موته ومنهم من قال: نهاه الله عن الاستغفار لأبيه وهو آنذاك حي.
وهذا استعراض لأقوال متعددة ومثل هذا لا ينهض ليكون حجة قطعية. فلا يصلح أن تأخذ من النص قطعة تتناسب ودعوتك ثم تترك القول الآخر.

وقد نهانا الله أن نقتدي بإبراهيم. فان نقبل المساومة مع من هو دون إبراهيم.
ثم:
ألا يصلح هذا الدليل القوي (إلا استغفار إبراهيم لأبيه) للاستدلال والاحتجاج؟ أليست الآية صريحة في النهي عن الاقتداء بإبراهيم في استغفاره لأبيه وكان لا يزال آنذاك حيا!

قال الأزهري:
ويقول ابن حيان في البحر المحيط:
« قالوا: والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه، ومن هذا قول أبي هريرة: رحم الله رجلا استغفر لأبي هريرة ولأمه، قيل له: ولأبيه؟ قال: لا لأن أبي مات كافرا، فإن ورد نص من الله على أحد إنه من أهل النار وهو حي كأبي لهب امتنع الاستغفار له، فتبين كينونة المشرك أنه من أصحاب الجحيم تمويه على الشرك وبنص الله عليه وهي حي، أنه من أهل النار. ويدخل على جواز الاستغفار للكفار إذا كانوا أحياء ، لأنه يرجى إسلامهم ما " حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن نبي قبله شجه قومه ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عنه بأنه قال : «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ».

الجواب:أولا: لعلك أخي الأزهري ترى بوضوح أن ابن حيان النحوي يؤيد الشوكاني والقرطبي في أن نبينا يحكي هذا القول (اللهم اغفر لقومي) عن أحد الأنبياء السابقين.

ثانيا: لا يظهر لي أن هذا قول ابن حيان. فإن النص يبتدئ بـ (قالوا). فهو قول لا نعرف من قاله، والقائلون كثر. منهم الزمخشري المعتزلي الذي يحتج به أبو حيان في تفسيره.

ثالثا: أنك تأتيني بأشاعرة. وهم ليسوا اهل سنة عندي. وأرجو ان لا تكون واحدا منهم مع توقعي ذلك.
فإن مذهب الأشاعرة جواز الاستغفار للمشرك ولو كان حيا.
أنظر من قال بذلك:
1- الرازي: فإنه عندما تعرض لتفسير قوله تعالى: ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الآية 118 من سورة المائدة] افترض السؤال التالي: كيف جاز لعيسى أن يقول: (وإن تغفر لهم). والله لا يغفر الشرك؟ قال: « يجوز على مذهبنا من الله تعالى أن يُدخَلَ الكفارَ الجنة، وأن يُدخل الزّهاد والعبّاد النار ». قال: وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) [الآية 48 من سورة النّساء] نقول: إن غفرانه جائز عندنا" [التفسير الكبير للرازي ص12/ 136].
فتأمل بالله عليك: يجوز دخول الكافر الجنة ويجوز أن يغفر الله له.
2- الغزالي الذي قال: « لو شاء الله غفر للكافرين وعاقب جميع المؤمنين ولا يستحيل ذلك في نفسه » [الاقتصاد في الاعتقاد 155].
3- بل قال البيجوري: « فليست الطاعة مستلزمة للثواب وليست المعصية مستلزمة للعقاب وإنما هما إمارتان تدلان على الثواب لمن أطاع والعقاب لمن عصى حتى لو عكس دلالتهما بأن قال الله: " من أطاعني عذبتُه، ومن عصاني أثَبْتُهُ " لكان ذلك حسنًا منه » [شرح جوهرة التوحيد 108].
4- حكى المرتضى الزبيدي في عقيدة الأشاعرة: « أن الرب له أن يعذب الطائعين ويثيب العاصين ». ونقل عن النسفي أن الأشاعرة يرون جواز تخليد الكفار في الجنة وتخليد المؤمنين في النار عقلاً وإن كان ورد الشرع بخلافه [إتحاف السادة المتقين 2/9 و185].
قال الغزالي: « يجوز على الله أن يعذب الخلق من غير جرم أو ذنب اقترفوه » [إحياء علوم الدين 1/112].
فاحرص أن لا تحتج في الحوار بأشاعرة يعتقدون هذه العقيدة الباطلة. فقد صرحوا بجواز مغفرة الله للكافر ودخوله الجنة.

قال الأزهري:
يقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني:
« والتحقيق في هذه المسألة أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة بمعنى طلب هدايته للايمان مما لا محذور فيه عقلا ونقلا وطلب ذلك للكافر المعلوم أنه قد طبع على قلبه وأخبر الله تعالى أنه لا يؤمن وعلم أن لا تعليق في أمره أصلا مما لا مساغ له عقلا ونقلا».

قال الأزهري:
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
الاستغفار للكافر :
اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور ، بل بالغ بعضهم فقال : إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله ، لأن فيه تكذيبا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار» .
- «وأما من استغفر للكافر الحي رجاء أن يؤمن فيغفر له ، فقد صرح الحنفية بإجازة ذلك ، وجوز الحنابلة الدعاء بالهداية ، ولا يستبعد ذلك من غيرهم ، كذلك استظهر بعضهم جواز الدعاء لأطفال الكفار بالمغفرة ، لأن هذا من أحكام الآخرة».

الجواب:اولا: هذا قول عظيم من الموسوعة يبين خطورة المستغفر للكافر. وأنت قد قللت من شأن مخالفة القرضاوي للنصوص الشرعية. واكتفيت بأنك لا تتفق معه فيما قال. بينما الموسوعة تحكم على من استغفر للكافر بتكذيب نصوص القرآن والسنة وان من العلماء من أفتى بأن ذلك يتقضي كفر من قال به.

كما قال الشاعر:
فرصاص من أحببته ذهبا....كما ذهب الذي لا ترضى عنه رصاص
وهذا البيت هدية لصاحب غرفة سرايا الدعوة.

وأنا لن اطالب بتكفير القرضاوي وإن كان عندي قال كفرا. ولكن على الأقل أطالب ألا تهونوا من شأن هذا الكفر فتجعلوه زلة هينة الشأن.
قال النحاس « فكيف يستغفر لمن هذه حاله (أي المشرك) أو يعظم بالدعاء له بالرحمة» (الناسخ والمنسوخ1/548).
ثانيا: النص المستشهد به في الموسوعة صريح في أن الحنابلة لم يوافقوا الحنفية في ذلك.
ثالثا: هناك نص آخر في الموسوعة يقول: « الأصل في الاستغفار أنّه مندوبٌ إليه لقول اللّه سبحانه {واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ } يحمل على النّدب لأنّه قد يكون من غير معصيةٍ، لكنّه قد يخرج عن النّدب إلى الوجوب كاستغفار النّبيّ صلى الله عليه وسلم وكالاستغفار من المعصية. وقد يخرج إلى الكراهة كالاستغفار للميّت خلف الجنازة ، صرّح بذلك المالكيّة. وقد يخرج إلى الحرمة، كالاستغفار للكفّار ».
وإذا كنت ترى أن هذا غير إنصاف مني حيث حملت المفصل على المجمل.
قلنا لك: هذا ما فعلته أنت حين تغاصيت عن تفصيل رواية البخاري ومسلم عن ابن مسعود (كأني أنظر رسول الله يحكي نبينا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه فكان يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي).
واكتفيت بالرواية التي لم تتضمن هذا التفصيل.
وكذبت بأن سميتها أكثر شمولية من رواية البخاري ومسلم.
وكذبت مرة أخرى حين حذفت من الرواية قول الراوي ونسبتها زورا إلى البخاري ومسلم حتى يقع الناس فريسة فخك وتدليسك. مع أن رواية البخاري ومسلم تتضمنان هذا التفصيل وليس رواية سهل بن سعد التي رواها ابن حبان وهي أقل صحة من رواية البخاري ومسلم لأن فيها محمد بن فليح وهو صدوق يهم. بل صرح بعض المحققين بأن فيه ضعفا. وإن روى له البخاري ومسلم.

يتبع.....







 
قديم 19-04-07, 08:23 AM   رقم المشاركة : 44
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



قال الأزهري:
وما نقلته من أقوال العلماء لا حجة فيه لأن أقوالهم يحتمل كونها في الاستغفار للمشرك الميت ونحن نوافق على حرمة الاستغفار للمشرك الميت لأنه "تبين أنه عدو لله بموته" بل نوافق أن من جوز هذا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته فهو جاهل مخالف للإجماع أما مسألتنا هذه فهي مختلفة فنحن نريد أقوالهم في الاستغفار للمشرك الحي هل يجوز أم لا؟؟

جواب الدمشقية:
وهل الحجة والقدوة عندك في القائلين بالاستغفار والله عز وجل أمرنا أن لا نقتدي بإبراهيم حين استغفر لأبيه؟
هل كان استغفار إبراهيم لأبيه عندما كان ميتا ام حيا؟ ولماذا أمرنا الله أن لا نقتدي باستغفاره لأبيه الحي آنذاك؟
حتى النصوص التي أدتيتك بها تردها بالاحتمال. فقد قلت: (لأن أقوالهم ((( يحتمل))) كونها في الاستغفار للمشرك الميت).

قال الأزهري:
قال الإمام القرطبي في تفسيره (4/586) لقوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) وفي جوابه على تعارض هذا مع دعاء النبي لقومه بالمغفرة في الحديث السابق:
« جواب ثالث‏:‏ وهو أن الاستغفار للأحياء جائز لأنه مرجو إيمانهم ويمكن تألفهم بالقول الجميل وترغيبهم في الدين‏.‏ وقد قال كثير من العلماء‏:‏ لا بأس أن يدعو الرجل لأبويه الكافرين ويستغفر لهما ما داما حيين‏.‏ فأما من مات فقد انقطع عنه الرجاء فلا يدعي له‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ كانوا يستغفرون لموتاهم فنزلت فأمسكوا عن الاستغفار ولم ينههم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا‏».

قلت:
لا يبدو لي أن هذا من كلام القرطبي. فغنه يحكي ما أجيب عن ذلك.
أما قول القرطبي نفسه فقد قال عند قوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) قال ما نصه:
« هذه الآية تضمنت قطع موالاة الكفار حيهم وميتهم فإن الله لم يجعل للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين فطلب الغفران للمشرك مما لا يجوز فإن قيل فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد حين كسروا رباعيته وشجوا وجهه ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ( فكيف يجتمع هذا مع منع الله تعالى رسوله والمؤمنين من طلب المغفرة للمشركين قيل له إن ذلك القول من النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان على سبيل الحكاية عمن تقدمه من الأنبياء» (تفسير القرطبي8/273).
وهذا واضح في أنه لا يقول بجواز الاستغفار للكافرين وهم أحياء إذ رد على من يحتجون بحديث (اللهم اغفر لقومي...) بأنه قول نبي سابق وليس قول نبينا.

قال الأزهري:
ويقول الإمام ابن عطية في المحرر الوجيز:
« وقوله ( من بعد ما تبين) يريد من بعد الموت على الكفر فحينئذ تبين أنهم أصحاب الجحيم أي سكانها وعمرتها ، والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه».

الجواب:
لو أنك أكملت قراءة كلام ابن عطية لوجدته يقول: « وقيل ذلك بانه نهي عنه وهو حي» (المحرر الوجيز3/91).
وهذه تصلح للرد عليك بأنه ما من أحد من العلماء منع الاستغفار للمشرك الحي.
ولا تنس أن (((((( قـــيـــل )))) مهمة عندك وتفيد التعظيم: فاحتفظ بها على سبيل التعظيم.

إذن فابن عطية يستعرض أقوالا. منهم من قال نهاه ربه عن الاستغفار له بعد موته ومنهم من قال: نهاه الله عن الاستغفار لأبيه وهو آنذاك حي. إنه استعراض لأقوال متعددة ومثل هذا لا ينهض ليكون حجة قطعية. فلا يصلح أن تأخذ من النص قطعة تتناسب ودعوتك ثم تترك القول الآخر.
وقد نهانا الله أن نقتدي بإبراهيم،. فان نقبل المساومة مع من هو دون إبراهيم.
ألا يصلح هذا الدليل القوي (إلا استغفار إبراهيم لأبيه) للاستدلال والاحتجاج؟ أليست الآية صريحة في النهي عن الاقتداء بإبراهيم في استغفاره لأبيه وكان لا يزال آنذاك حيا!
وقد كان إبراهيم حريصا على دعوة أبيه. ونحن لا نرى منكم هذا النفس الدعوي. بل ما عندكم يبعث على الريبة فيكم. فإنكم تنيبون عنكم نصارى في البرلمان. ودعوتكم عبارة عن مسايرات وتقريبات بين الكفر والإيمان. فالنصارى إخوانكم. وتهنئونهم بمناسبة مولد إلههم الذي جعلوه مع الله جزءا.
فتوى(33) ماحكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؟
الجواب من المجلس الأوروبي للافتاء:
لا نرى بأسا من تهنئة القوم بأعيادهم لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية، التي تقتضي حسن الصلة، ولطف المعاشرة التي يقرها العرف السليم.
http://www.e-cfr.org/ara/index.php?m...N_user_op=view
وقد جاء في قانون هذا المجلس المخذول ما يلي:
مصادر الفتوى وضوابطها: يعتمد المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في إصدار الفتوى على: مصادر التشريع الإسلامي المتفق عليها بين جمهور الأمة وهي : القرآن ، والسنة ، والإجماع ، والقياس.
http://islam-online.net/Arabic/In_De...topic_01.shtml
ولست أدري بأي قرآن أو سنة أجازوا للناس تهنئة الكفار بعيد مولد إبن الإله المزعوم؟؟؟

قال الأزهري:
ويقول ابن حيان في البحر المحيط:
« قالوا: والاستغفار للمشرك الحي جائز إذ يرجى إسلامه، ومن هذا قول أبي هريرة: رحم الله رجلا استغفر لأبي هريرة ولأمه، قيل له: ولأبيه؟ قال: لا لأن أبي مات كافرا، فإن ورد نص من الله على أحد إنه من أهل النار وهو حي كأبي لهب امتنع الاستغفار له، فتبين كينونة المشرك أنه من أصحاب الجحيم تمويه على الشرك وبنص الله عليه وهي حي، أنه من أهل النار. ويدخل على جواز الاستغفار للكفار إذا كانوا أحياء ، لأنه يرجى إسلامهم ما " حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن نبي قبله شجه قومه ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عنه بأنه قال : «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ».

الجواب:
أولا: لعلك أخي الأزهري ترى بوضوح أن ابن حيان النحوي يؤيد الشوكاني والقرطبي في أن نبينا يحكي هذا القول (اللهم اغفر لقومي) عن أحد الأنبياء السابقين.
ثانيا: لا يظهر لي أن هذا قول ابن حيان. فإن النص يبتدئ بـ (قالوا). فهو قول لا نعرف من قاله، والقائلون كثر. منهم الزمخشري المعتزلي الذي يحتج به أبو حيان في تفسيره.
ثالثا: أنك تأتيني بأشاعرة. وهم ليسوا اهل سنة عندي. وأرجو ان لا تكون واحدا منهم مع توقعي ذلك.
فإن مذهب الأشاعرة جواز الاستغفار للمشرك ولو كان حيا.

أنظر من قال بذلك:
1- الرازي: فإنه عندما تعرض لتفسير قوله تعالى: ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الآية 118 من سورة المائدة] افترض السؤال التالي: كيف جاز لعيسى أن يقول: (وإن تغفر لهم). والله لا يغفر الشرك؟ قال: « يجوز على مذهبنا من الله تعالى أن يُدخَلَ الكفارَ الجنة، وأن يُدخل الزّهاد والعبّاد النار ». قال: وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) [الآية 48 من سورة النّساء] نقول: إن غفرانه جائز عندنا" [التفسير الكبير للرازي ص12/ 136].

فتأمل بالله عليك: يجوز دخول الكافر الجنة ويجوز أن يغفر الله له.
2- الغزالي الذي قال: « لو شاء الله غفر للكافرين وعاقب جميع المؤمنين ولا يستحيل ذلك في نفسه » [الاقتصاد في الاعتقاد 155].
3- بل قال البيجوري: « فليست الطاعة مستلزمة للثواب وليست المعصية مستلزمة للعقاب وإنما هما إمارتان تدلان على الثواب لمن أطاع والعقاب لمن عصى حتى لو عكس دلالتهما بأن قال الله: " من أطاعني عذبتُه، ومن عصاني أثَبْتُهُ " لكان ذلك حسنًا منه » [شرح جوهرة التوحيد 108].
4- حكى المرتضى الزبيدي في عقيدة الأشاعرة: « أن الرب له أن يعذب الطائعين ويثيب العاصين ». ونقل عن النسفي أن الأشاعرة يرون جواز تخليد الكفار في الجنة وتخليد المؤمنين في النار عقلاً وإن كان ورد الشرع بخلافه [إتحاف السادة المتقين 2/9 و185].
قال الغزالي: « يجوز على الله أن يعذب الخلق من غير جرم أو ذنب اقترفوه » [إحياء علوم الدين 1/112].
فاحرص أن لا تحتج في الحوار بأشاعرة يعتقدون هذه العقيدة الباطلة. فقد صرحوا بجواز مغفرة الله للكافر ودخوله الجنة. وإمكان دخول الأنبياء والمؤمنين النار







 
قديم 19-04-07, 04:32 PM   رقم المشاركة : 45
الأزهري الأصلي
عضو نشيط





الأزهري الأصلي غير متصل

الأزهري الأصلي


السلام عليكم:

فهمت من إجابتك الأخيرة -المكررة في معظمها في المشاركة السابقة لها- أن هذه آخر مشاركاتك لأنك لم تتبعها بكلمة "يتبع".

الجدير بالذكر أن إجابتك لها ثمانية أيام تكتب سبقها سبعة أيام في البحرين دون إنذار!!

المهم:

حتى تكتمل الإجابة ثم نعقب نرجو التعليق على الآتي:

أ- حديث استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة بعد فتحها وكنت قد أولته بأنه بعد إسلامهم فوضعنا لك نص الرواية والتي تقول أنهم اسلموا بعد استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لهم وهذا هو نص الرواية أكرره للفائدة:

والحديث نصه كما في الأموال لابن زنجويه برقم 196 والنسائي في الكبرى(6/382) بسند صحيح:

عن أبي هريرة ((..............وهزم الله المشركين ، فدخل الحرم ، وعمد صناديد قريش ، فدخلوا الكعبة ، فغص بهم البيت ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف المقام ، ثم أخذ بجنبتي الباب ، فقال : « يا قريش ، ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « وما تقولون وما تظنون ؟ » قالوا : نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول : أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « أقول كما قال أخي يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) » . قال : فخرجوا فبايعوه على الإسلام ............))

ولفظ الطحاوي في شرح معاني الآثار -برقم 5044- بسند صحيح أيضاً أنهم بعد قوله لهم هذا: ((قال -أي أبو هريرة- فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام))

فها هو نص الحديث يقول أن الذين كان يتحدث إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا صناديد قريش!! وأنهم اسلموا بعد الكلام وليس قبله, فماذا تقول؟؟

ب- نرجو أن تقول لنا فلان وفلان ممن ذكرت ليسوا من أهل السنة ولا حجة ولا استشهاد بأقوالهم؟؟

تفضل.







التوقيع :
الله أكبر ولله الحمد
الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا

(http://www.ikhwan.net/vb/yaseenNew.jpg)
من مواضيعي في المنتدى
»» أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات
»» أقسام التوحيد الاصطلاح والمضمون
»» دفاعا عن شيخ الإسلام الحلقة الأولى تقسيم التوحيد
»» القول السديد في الرد على من انكر تقسيم التوحيد
»» تعليقات حديثية على كتاب الطهارة من كتاب "تمام المنة" للشيخ الألباني
 
قديم 22-04-07, 12:38 AM   رقم المشاركة : 46
الأزهري الأصلي
عضو نشيط





الأزهري الأصلي غير متصل

الأزهري الأصلي


السلام عليكم:

أرجو إكمال الجواب حتى نجيب على ما أوردته.

ملخص جواب الأخ الدمشقية على ما فات:

أجاب الأخ على الاستدلال بحديث "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" بالآتي:

هذا الحديث حكاية لنبي سابق وليس قول لنبينا -صلوات الله على جميع الأنبياء والرسل- والعلماء الذين اجازوا الاستغفار للمشرك الحي بنوا قولهم على أن الحديث قول لنبينا -صلى الله عليه وسلم- وهذا وهم -حسب كلامه- فلا مستمسك لهم فيه هذا بالنسبة لعلماء أهل السنة.

وما جاء أن هذا الدعاء من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ما رواه سهل بن سعد ففي السند راو صدوق ولكنه يهم وهو محمد بن فليح فروايته معارضة لما هو أصح فتعتبر ساقطة -أو ما في معناه-!!

أما غيرهم من الأشاعرة -وهم ليسوا من أهل السنة كما يقول الأخ- فقد بنوا قولهم هذا بناء على عقيدتهم الباطلة من جواز تخلف وعيد الله تعالى للكافر وإدخاله الجنة!! وجواز تخلف وعده للمؤمن وإدخاله النار!! فأجازوا الاستغفار للمشرك مطلقاً -قلت (الأزهري الأصلي): ولو صح هذا -وستعرف أنه لا يصح- لأجازوا الاستغفار له حياً وميتاً وقد نقل الأخ عن مثل الرازي عدم جواز الاستغفار للمشرك الميت ولكنه نكث ونقل للرازي نفسه قولاً في الجواز فسبحان مقلب القلوب!!-.

فالمجيزون -باختصار العبارة- إما واهمون وإما خارجون من أهل السنة وإما لا يقتدى بهم كما نهانا الله تعالى عن الاقتداء بإبراهيم -عليه السلام-.

كل هذا كان ملخصاً لجواب الأخ الدمشقية الطويل الذي استغرق ثمانية أيام سبقتها رحلة -نسأل الله أن تكون موفقة- استمرت سبعة أيام دون أي تنويه.

وحتى تكتمل الإجابة ثم نعقب نرجو التعليق على الآتي:

أ- حديث استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة بعد فتحها وكنت قد أولته بأنه بعد إسلامهم فوضعنا لك نص الرواية والتي تقول أنهم اسلموا بعد استغفاره -صلى الله عليه وسلم- لهم وهذا هو نص الرواية أكرره للفائدة:

والحديث نصه كما في الأموال لابن زنجويه برقم 196 والنسائي في الكبرى(6/382) بسند صحيح:

عن أبي هريرة ((..............وهزم الله المشركين ، فدخل الحرم ، وعمد صناديد قريش ، فدخلوا الكعبة ، فغص بهم البيت ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف المقام ، ثم أخذ بجنبتي الباب ، فقال : « يا قريش ، ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « وما تقولون وما تظنون ؟ » قالوا : نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « ما تقولون وتظنون ؟ » قالوا : نقول : أخ وابن عم حليم رحيم . قال : « أقول كما قال أخي يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) » . قال : فخرجوا فبايعوه على الإسلام ............))

ولفظ الطحاوي في شرح معاني الآثار -برقم 5044- بسند صحيح أيضاً أنهم بعد قوله لهم هذا: ((قال -أي أبو هريرة- فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام))

فها هو نص الحديث يقول أن الذين كان يتحدث إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا صناديد قريش!! وأنهم اسلموا بعد الكلام وليس قبله, فماذا تقول؟؟

ب- نرجو أن تقول لنا فلان وفلان ممن ذكرت ليسوا من أهل السنة ولا حجة ولا استشهاد بأقوالهم؟؟

تفضل وقد رفعنا الموضوع حتى يراه الأخ الدمشقية فقد رأينا أنه موجود وعقب على كلام الأخ سليمان الخراشي في الموضوع القديم.

أخوكم.







التوقيع :
الله أكبر ولله الحمد
الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا

(http://www.ikhwan.net/vb/yaseenNew.jpg)
من مواضيعي في المنتدى
»» أقسام التوحيد الاصطلاح والمضمون
»» دفاعا عن شيخ الإسلام الحلقة الأولى تقسيم التوحيد
»» تعليقات حديثية على كتاب الطهارة من كتاب "تمام المنة" للشيخ الألباني
»» كيفية التعامل مع كتب التاريخ الإسلامي
»» أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات
 
قديم 22-04-07, 01:38 PM   رقم المشاركة : 47
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



قال الأزهري:
يقول الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني:
« والتحقيق في هذه المسألة أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة بمعنى طلب هدايته للايمان مما لا محذور فيه عقلا ونقلا وطلب ذلك للكافر المعلوم أنه قد طبع على قلبه وأخبر الله تعالى أنه لا يؤمن وعلم أن لا تعليق في أمره أصلا مما لا مساغ له عقلا ونقلا».

الجواب:
لا أعرف في اللغة الاستغفار بمعنى طلب الهداية للإيمان.
ولو كان معناه طلب الهداية للإيمان لما نهى الله إبراهيم أن يستغفر لأبيه.
وعندي قوله تعالى (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) أقوى سندا وأصرح من قول الألوسي.
ولست بتارك قوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعدما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم).

واستغفار النبي لقومه متعلق بضربهم له وليس استغفارا مطلقا لأن الله لا يغفر الشرك وأهله، لأن النبي حريص على هداية قومه يتنازل عن حقه في مقابل أن يهتدوا. ولو انتقم لنفسه لأخذهم الله وهم على كفرهم. ولم يكن إلا عند استعدادهم للإيمان والدخول في الإسلام مثلما كان من شأن آزر عندما ترجح لإبنه إبراهيم وبحسب وعده له أنه سوف يؤمن. فهو متعلق بنفس الأمر وهو العفو عما صدر منهم. وقد بان للنبي أن قريشا مقبلة على الهداية. وقد وعده ربه بذلك. فقد كان الفتح من غير قتال. والقوم مهيئون للدخول في الإسلام فدخلوا في نفس اليوم.

قال الرازي:
أن قوله (الْيَوْمَ) متعلق بقوله (يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) كأنه لما نفى التثريب مطلقاً بشرهم بأن الله غفر ذنبهم في هذا اليوم وذلك لأنهم لما انكسروا وخجلوا واعترفوا وتابوا فالله قبل توبتهم وغفر ذنبهم فلذلك قال الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ روي أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخذ بعضادتي باب الكعبة يوم الفتح وقال لقريش (ما تروني فاعلاً بكم) فقالوا نظن خيراً أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فقال (أقول ما قال أخي يوسف لا تقريب عليكم اليوم )
(تفسير الرازي18/164)

وأما رواية (أقول كما قال يوسف) لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ( فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام
فهي دليل لنا وليس لكم. فإنها تثبت أن النبي بشرهم بتوبة الله عليهم وأنه سوف يغفر الله لهم هذا اليوم.
ووقف بعض القراء (عليكم) وابتدأ اليوم يغفر الله لكم ووقف أكثرهم اليوم وابتدأ يغفر الله لكم على جهة الدعاء هو تأويل ابن إسحاق والطبري وهو الصحيح الراجح في المعنى لأن الوقف الآخر فيه حكم على مغفرة الله اللهم إلا أن يكون ذلك بوحي (تفسير الثعالبي2/256 وهو عبد الرحمن المالكي).

قال القرطبي:
« والابتداء بـ (اليوم يغفر الله لكم) جزم بالمغفرة في اليوم وذلك لا يكون إلا عن وحي وهذا بيّن » (تفسير القرطبي9/258).

وقال النسفي:
« ثم ابتدأ فقال (يغفر الله لكم) فدعا لهم بمغفرة ما فرط منهم يقال غفر الله لك ويغفر لك على لفظ الماضي والمضارع أو اليوم يغفر الله لكم بشارة بعاجل غفران الله» (تفسير النسفي2/203).

وقال أبو حيان النحوي:
« وأما تقديره الثالث وهو أن يكون اليوم متعلقاً بيغفر فمقبول وقد وقف بعض القراء على (عليكم) وابتدأ اليوم يغفر الله لكم. قال ابن عطية والوقف على اليوم أرجح في المعنى لأنّ الآخر فيه حكم على مغفرة الله اللهم إلا أن يكون ذلك بوحي » (تفسير البحر المحيط5/338).
وهو ما رجحه ابن كثير.
ولكن الواقع يؤكده. ألا ترى أنهم أسلموا في ذلك اليوم؟
ثم أليس هذا التوجيه خير من التوجيه الآخر المتعارض مع آيات النهي عن الاستغفار للمشركين؟

قال الأزهري:
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
الاستغفار للكافر :
اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور ، بل بالغ بعضهم فقال : إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله ، لأن فيه تكذيبا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار».
- «وأما من استغفر للكافر الحي رجاء أن يؤمن فيغفر له ، فقد صرح الحنفية بإجازة ذلك ، وجوز الحنابلة الدعاء بالهداية ، ولا يستبعد ذلك من غيرهم ، كذلك استظهر بعضهم جواز الدعاء لأطفال الكفار بالمغفرة ، لأن هذا من أحكام الآخرة».

الجواب:
اولا: جاء في الموسوعة القرآنية (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) وكذلك (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين).

أولا أترك الموسوعة القرآنية إكراما للموسوعة الكويتية.

ثانيا: هذا قول عظيم من الموسوعة يبين خطورة شأن المستغفر للكافر وأن هذا منه كفر. وأنت قد قللت من شأن مخالفة القرضاوي للنصوص الشرعية. واكتفيت بأنك لا تتفق معه فيما قال. بينما الموسوعة تحكم على من استغفر للكافر الميت بتكذيب نصوص القرآن والسنة بل وأن من العلماء من أفتى بأن ذلك يتقضي كفر من قال به.
ولكن للمتحزبين تعاطف وتعامل خاص يختلف عن التعامل مع من هم خارج الحزب، فإذا أخطأ واحد من خارج الحزب صار حاقدا على الإسلام والمسلمين كما قيل عني في غرفة سرايا الحزبية الضيقة.
والأمر كما قال الشاعر:
فرصاص من أحببته ذهبا....كما ذهب الذي لا ترضى عنه رصاص
وهذا البيت هدية لصاحب غرفة السرايا.

وأنا لن اطالبك بتكفير القرضاوي وإن كان عندي قد قال كفرا. ولكن على الأقل أطالب ألا تهونوا من شأن هذا الكفر فتجعلوه زلة هينة الشأن. وأن تعلموا أن الله يخرج من فلتات حزبييكم ما يكشف أن المشكلة معكم هو ما عرف عنكم من التساهل في أمور الدين.
أطالب أن لا تدلسوا على الناس وتوهمونهم أنكم تتمسكون بالأدلة الشرعية بينما تبررون لأخطاء درج عليها مؤسس الحزب وتبحثون بدأب شديد عما يبرر أخطاءه.

قال النحاس « فكيف يستغفر لمن هذه حاله (أي المشرك) أو يعظم بالدعاء له بالرحمة» (الناسخ والمنسوخ1/548).

ثالثا: النص المستشهد به في الموسوعة صريح في أن الحنابلة لم يوافقوا الحنفية في ذلك.
رابعا: هناك نص آخر في الموسوعة يقول: « الأصل في الاستغفار أنّه مندوبٌ إليه لقول اللّه سبحانه {واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ } يحمل على النّدب لأنّه قد يكون من غير معصيةٍ، لكنّه قد يخرج عن النّدب إلى الوجوب كاستغفار النّبيّ صلى الله عليه وسلم وكالاستغفار من المعصية. وقد يخرج إلى الكراهة كالاستغفار للميّت خلف الجنازة ، صرّح بذلك المالكيّة. وقد يخرج إلى الحرمة، كالاستغفار للكفّار ».
وإذا كنت ترى أن هذا غير إنصاف مني حيث حملت المفصل على المجمل.
قلنا لك: هذا ما فعلته أنت حين تغاضيت عن تفصيل رواية البخاري ومسلم عن ابن مسعود (كأني أنظر رسول الله يحكي نبينا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه فكان يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي). واكتفيت بالرواية التي لم تتضمن هذا التفصيل.
وكذبت بأن سميتها أكثر شمولية من رواية البخاري ومسلم.
وكذبت مرة أخرى حين حذفت من الرواية قول الراوي ونسبتها زورا إلى البخاري ومسلم حتى يقع الناس فريسة فخك وتدليسك. مع أن رواية البخاري ومسلم تتضمنان هذا التفصيل وليس رواية سهل بن سعد التي رواها ابن حبان وهي أقل صحة من رواية البخاري ومسلم لأن فيها محمد بن فليح وهو صدوق يهم. بل صرح بعض المحققين بأن فيه ضعفا. وإن روى له البخاري ومسلم.

يتبع...
ومشاركتاك الأخيرتان سوف تمسحان بعد أربع وعشرين ساعة من الآن حتى تتمكن من الاحتفاظ بهما قبل مسحهما. لأنني لم أنته بعد







 
قديم 22-04-07, 03:20 PM   رقم المشاركة : 48
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


والأصل عندنا هذه الأيات:
1- (إن الله لا يغفر أن يشرك به) ونحن لا ندعو بالمغفرة فيما أخبرنا الله أنه لا يغفره.
2- (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) ولم يقل وللكافرين أيضا.
3- (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعدما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم).
4- النبي لم يستغفر للمتعاطسين من اليهود والذين كانوا يتعمدون العطاس عنده لينالوا دعاءه بالرحمة وانما اكتفى بالقول (يهديكم الله). ولو كان الإستغفار عند النبي هو الدعاء بالهدى لاستغفر لهم.
عن أبي موسى قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: " يرحمكم الله"، فكان يقول: " يهديكم الله، ويصلح بالكم". (رواه البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح).
تأمل قوله « ويصلح بالكم» ولم يقل ويغفر لكم على معنى الدعاء بصلاح الحال والبال. أصلح الله بال الأزهري
- وقال الحسن « تقول للكافر وعليكم ولا تقل ورحمة الله لأنه لا يجوز الاستغفار للكفار» (أحكام القرآن للجصاص3/186 تفسير الواحدي2/1088).
وبالطبع هذا متعلق بالكافر الحي.

بل لو كان الاستغفار معناه في كتاب الله: الدعاء بالهداية لما نهى الله عنه.
فإن الله لا ينهى عن الدعاء للكافر بالهداية.
ولو كان الاستغفار مقيد بالحياة لقال الله (من ماتوا).

هذه أحاديثي فجئني بمثلها إذا اجتمعت يا حزبي المجامع

والمشكلة أن الاستغفار يستعمل في موضوعنا على غير معناه. ويقصد به الدعاء للكافر بالصلاح.
ولهذا وجد الأزهري حرجا عند ما طالبته بالاستغفار لأخيه جورج بوش ووضع للاستغفار شروطا مما يؤكد انه يضرب بذلك حجرين:

1- الانتصار لحزبه القائم على التزلف والتنازل وتمييع جانب الولاء والبراء وتجويز إطلاق استعماله في غير معناه.

2- مساومة المعترضين بأنه يقصد الدعاء للكافر بالصلاح.

وأما سبب نزول قوله تعالى (ما كان للنبي والذين آمنوا..). فعن إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي قال سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت أتستغفر لهما وهما مشركان فقال أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فنزلت (وما كان استغفار إبراهيم لأبيه...).

هذا بالرغم من أن استغفار إبراهيم كان مرتبطا بوعد أخلفه أبوه. ومع ذلك نهى الله عن الاقتداء به في هذا الاستغفار.
وأمرنا أن نقتدي بقومه في قولهم الذي لم يذكره الأزهري أبدا لأنه لا يناسب المنهج الإخواني:
((( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاءٌ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ))).
تأملوا هذه العبارات في الآية الكريمة:

براءاء منكم.. كفرنا .. بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا.

إنها عبارات لا يقتدي بها هؤلاء الرحماء بالكفار الأشداء على المؤمنين كما فعل صاحب سرايا الدعوة: فبمجرد انتقاد الرياح الرافضية التي مرت بغرفتهم اعتبرني كارها وحاقدا على الاسلام والمسلمين. ويا ليته استفاد من الأزهري في بحوثه المضنية في الدفاع عن الكفار والتآخي معهم والاستغفار لهم فيطبق هذه المبادئ في حق العبد الضعيف.
لكن هذه الآية معطلة ولكن قد يعملون بها بعض المرات إن تعلق الأمر بإخوانهم من السلفيين وأنا واحد منهم.

وفي قوله تعالى (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك). قال المفسرون: أي ليس لكم أسوة في ذلك.
وهذه تكفي في المطالبة بإيراد كلام العلماء في ذلك. فإنها صريحة في أمر الله بعدم الاقتداء بمن يستغفر للحي.
وكان استغفار إبراهيم لأبيه حين كان أبوه حيا.
وأمرنا أن نقتدي بمن أعلنوا البراءة من قومهم المشركين.

والحجة الدائمة أن النبي لكافر: اللهم اغفر له. ولم يقل لكافر يا أخي.

أما الحديثان اللذان يعتمد عليهما الأزهري:
فالأول: حديث سهل بن سعد. ورواية البخاري ومسلم من طريق عبد الله بن مسعود صريحتان في أنه قول لنبي سابق يحكيه نبينا.
وقد قلت من قبل بأن عبد الله بن مسعود قد أوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أثناء كسر رباعيته كان يحكي عما حدث لنبي قبله مثل ذلك وأن ذاك النبي كان يمسح الدم ويقول (اللهم اغفر لقومي..).
وابن مسعود لم يقل ذلك من باب الرأي وإنما سمعه من النبي. وأن من سمع فهو حجة على من لم يسمع. ومن روى زيادة فزيادته حجة على الرواية التي قصرت عن تلك الزيادة.

وأما الحديث الثاني: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين).
فإن إيراد الأزهري لهذا الحديث يدل على عدم فقهه في الحديث وأنه لا يزال يسعى لحشد الأدلة من غير وعي ولا فقه.
فإن الرواية تختتم بما يلي (يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين). وهذا يأبى أن يكون الاستغفار هنا بمعنى الدعاء بصلاح الحال. فإن المغفرة هنا مرتبطة بالرحمة.
ولقد أكد لنا الأزهري أنه يعني بالاستغفار للكافر الدعاء له بصلاح الحال وبأن يوفقه الله للدخول في الإسلام.
ولكن ههنا فائدة بينها بعض أهل العلم.
وهي أن قوله صلى الله عليه وسلم (اليوم يغفر الله لكم) محمول على الابتداء. وأن هذا لا بد أن يكون بوحي.
فإنه عليه الصلاة والسلام أخبرهم بأنهم اليوم تنالهم رحمة الله ومغفرته، والدليل أنهم لما تفرقوا دخلوا في الإسلام عن آخرهم.
مع تضعيف البعض الآخر لهذا القول. لكن الرسول لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. والاستغفار غير جائز في حق الكافر. فيكون الراجح أن يكون استغفاره لهم بوحي أنهم يدخلون هذا اليوم في الإسلام. وبهذا نجمع بين النصوص المانعة من الاستغفار وهذا النص.
ويؤكد ذلك أن النبي يعلم أنه سوف ينالهم من الله مغفرة ورحمة فإنه لما قال سعد بن عبادة: « اليوم يوم الملحمة» كذبه النبي متداركا فقال « اليوم يوم المرحمة».
قال الحافظ ابن حجر:
« وقد روى الأموي في المغازي أن سعد بن عبادة لما قال اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا فحاذى رسول الله  أبا سفيان لما مر به فناداه يا رسول الله أمرت بقتل قومك وذكر له قول سعد بن عبادة ثم قال له أنشدك الله في قومك فأنت أبر الناس وأوصلهم فقال يا أبا سفيان اليوم يوم المرحمة اليوم يعز الله فيه قريشا».
تامل قوله (اليوم يعز الله فيه قريشا) فهذا يدل على أن النبي قد أوحي إليه بشأن إسلامهم.
وعلى الرواية الثانية وهي الوقف على (اليوم) والابتداء بـ (يغفر الله لكم) فإنها متعلقة بعفو النبي عما لحقه من أذى أهل مكة لا على شركهم وكفرهم أو لمجرد كونهم أحياء.
قال ابن تيمية:
« ففي هذا دلالة على ان ما ناله من عرضه كان له ان يعاقب عليه وان يعفو كما كان ليوسف عليه السلام أن يعاقب اخوته على ما فعلوا به من الالقاء في الجب وبيعه للسيارة ولكن لكرمه عفا» (الصارم المسلول3/783).

فظهر أن هذا عفو نبي عما فعلوه به وليس استغفارا لشركهم. فإنه لم يترحم على اليهود المتعاطسين عمدا عنده ليفوزوا بدعائه لهم بالرحمة حتى كان يقول لهم (يهديكم الله) بدلا من (يرحمكم الله).
ولو كان الدعاء بالهداية بمعنى الترحم والاستغفار لأطلقه النبي في حقهم.
ولسنا في حاجة إلى تقريب الآيات لتتناسب مع تنازلات حسن البنا في الولاء والبراء وطروحات التمييع.

وأما رواية سهل بن سعد فليست أشمل كما ادعيت وللأسف كذبا وتدليسا. بل الأشمل هو رواية البخاري ومسلم لأن الراوي يصرح فيها بأن نبينا يروي هذا الاستغفار عن نبي سابق. وهذا ما قصرت رواية سهل بن سعد عنه بما فيها من علة وهي وهم محمد بن فليح مع أنه صدوق. لكن آثار الوهم تبدو واضحة فإنه روى فقط قول نبينا ولم تشمل روايته الفائدة التي في رواية البخاري ومسلم.
وحتى لو صح إسنادها وكان في البخاري ومسلم وليس في صحيح ابن حبان فإننا نقول: إن السياق مرتبط ارتباطا واضحا بين اعترافهم بخطأ أذيتهم للنبي وبين عفو النبي عنهم. فهو استغفار لما ناله من أذاهم بعدما اعترفوا بخطئهم. وليس استغفار على الطريقة الأزهرية وهي جواز الاستغفار للكافر إن كان حيا ولو كان جورج بوش. والمؤاخاة بين البابا يوحنا وأبي بكر الصديق!!!

يتبع...







 
قديم 22-04-07, 05:03 PM   رقم المشاركة : 49
الأزهري الأصلي
عضو نشيط





الأزهري الأصلي غير متصل

الأزهري الأصلي


هل لي أن اسألك يا أخ دمشقية متى ستنتهي من جوابك الذي فيه تكرار كثير؟؟ هل لي أن امهلك 24 ساعة حتى تنتهي أم أن هذا ليس من حقي ومن حقك فقط لحذف مشاركاتي؟؟

نحن الآن ندخل في اليوم العشرين من آخر مشاركة قبل جوابك الطويل هذا قضيت بعضها في رحلة للبحرين ومعظمها في الجواب المتقطع, فمتى ستنتهي؟؟ وراؤنا مشاغل ولسنا متفرغين لك؟

أخوكم.







التوقيع :
الله أكبر ولله الحمد
الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا

(http://www.ikhwan.net/vb/yaseenNew.jpg)
من مواضيعي في المنتدى
»» أحاديث واهيات في مسألة التوسل بالجاه والذات
»» أقسام التوحيد الاصطلاح والمضمون
»» القول السديد في الرد على من انكر تقسيم التوحيد
»» حوار علمي هادئ حول موضوع التوسل
»» دفاعا عن شيخ الإسلام الحلقة الأولى تقسيم التوحيد
 
قديم 23-04-07, 06:14 AM   رقم المشاركة : 50
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


حضرة الأخ الأزهري وفقه الله

السلام عليكم ورحمة الله

أنا أدرس الموضوع بعناية ومن كل جوانبه، وأحرص على أن يكون الحوار علميا قدر الإمكان.
ولا أبالي بالوقت بل إن إتقان العمل عندي هو المهم ولا أبالي كم يستغرق.
وأنا لم أحجزك ولم أعطلك عن عملك.
وفي الحقيقة أنا المرتبط بأمور كثيرة جدا ويحيط بي مجموعة كبيرة من أهل البدع كالأشاعرة والماتريدية الذين ليسوا أهل سنة حسب قولي (كما كان تعليقك) مما يجعلني أرجح أنك واحدا منهم.

وأرجو أن لا تعلق كثيرا على سفر البحرين. فإنني لست عضوا في حزب حتى تطالبني بأن أستأذنك قبل سفري. ومع هذا فإنني قد طلبت من المشرف قبيل سفري وأنا في الطائرة أن يكتب الاعلان عن ذلك لكنه لعله نسي غفر الله.

ولو أنني كنت عضوا في أسرة جمال الدين الأفغاني الرافضي التابع للتنظيم السري في خلايا حزب الإخوان المسلمين لحق لك أن تطالبني بالاستئذان قبل السفر.
ولكنني ولله الحمد حر طليق أعمل للمسلمين ولا أستغل المسلمين لصالح الحزب. ولا أرتبط لا بحزب إخواني ولا طريقة حصافية.

وأرجو أن لا يكون هذا تمهيدا منك للانسحاب من الحوار. لا سيما وقد انتهى استدلالك بروايتي استغفار النبي اللتين أوضح العلماء أنهما متعلقتين بأذى قومه له.
وبعد هذا لم يبق عندك شيء سوى التعلق برواية ابن عباس وبعض أقوال العلماء ممن لا أعتبر أقوالهم قدوة وقد نهاني الله عن الاقتداء بخليله في استغفاره لأبيه الذي كان حيا لما استغفر له.
فلا قول ابن عباس عندي قدوة ولا أقوال العلماء عندي قدوة.
وإنما نهي الله عن الاستغفار للمشرك الحي هو القدوة.

وقول قوم إبراهيم لقومهم هو القدوة كما أمرني الله بذلك (إنا برءاء منكم ومما تعبدون من الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده).

فهل تقتدي بهم يا أزهري أم لا؟

وقول الله (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) هو القدوة.
وأنت تسعى وتجاهد من أجل الصد عن هذه الآية التي تخصص طلب الاستغفار بالمؤمنين دون الكافرين.
مع أنك تحرص على وضع شعار:
القرآن دستورنا (زعمت)

الموضوع عندي ممتع ومهم وقد تناولته بتفصيل واسع.
وهذا هو المطلوب في ذلك.
فأنا مسئول أمام الله عما أكتب ومسئول عمن يقرأ أن يلم بالموضوع من جميع جوانبه.
وأنت السبب في ذلك. فقد أوردت لي أقوال مجموعة من العلماء وأنا مضطر لأن أراجع إحالاتك واحدة واحدة وأعقب عليها.

فإن شئت أن تنتظر حتى أنتهي فأهلا ومرحبا بك.
وإن شئت أن تتوقف عن الحوار فكذلك أهلا ومرحبا بك. سارع إلى الانتخابات النقابية والبرلمانية قبل أن تضطر إلى توكيل الأقباط أو الوفد عن حزبك!!
أسأل الله أن يكتب لك الخير أينما تكون.







 
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "