بسم الله الرحمن الرحيم
احسن الله اليكم اخوانى واخواتى فقد كنت ادخل الموضوع وكلما هممت بوضع ردى اركم سبقتمونى اليه فبارك الله فيكم وسدد خطاكم ونصر بكم دينه وكتابه وعباده المؤمنين
الزميل سيفان
نحن لا نقول بكفر او ضلال اى من الصحابة الذين صدر عنهم هذا القول حتى تسالنا ان كان هذا ينطبق على ابى بكر ام لا
و لا ننكر ان اختلافا قد وقع من الحاضرين من ال البيت والصحابة وقد ذكرت قول المازرى فى بداية الموضوع ولا مانع من اعادته " قال رحمه الله "
(( إنما جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب، مع صريح أمره لهم بذلك، لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه قرينة، دلت على أن الأمر ليس على التحتم، بل على الاختيار، فاختلف اجتهادهم، وصمم عمر على الامتناع، لما قام عنده من القرائن بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عن غير قصد جازم، وعزمه صلى الله عليه وسلم كان إما بالوحي وإما بالاجتهاد، وكذلك تركه إن كان بالوحي فبالوحي وإلا فبالاجتهاد، وفيه حجة لمن قال بالاجتهاد في الشرعيات ))
ابن حجر في فتح الباري 8/134- النووي في شرحه لصحيح مسلم 11/92
فالاختلاف نشا عن اجتهادهم فى فهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومراده
و نعلم جميعا الخلاف الواقع بين علماء الامة فى الكثير من المسائل الفرعية الناتج عن اختلافهم فى فهم النصوص
ونحكم عليهم بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من اجتهد فاصاب فله اجران ومن اخطا فله اجر واحد)
وغير ذلك من النصوص التى رفعت الحرج عمن اخطا فى اجتهاده وذكرت فى بداية الموضوع كيف انهم اختلفوا فى فهم النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال لهم " لا يصلين احدكم العصر الا فى بنى قريظة " فمنهم من سارع وصلاها خشية ضياع الوقت ومنهم من التزم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصلى الا حين وصل بنى قريظة
ومع ذلك فقد اثنى النبى صلى الله عليه وسلم على الفريقين
لهذا فسؤالك هل ينطبق ذلك على ابى بكر ليس فى محله لاننا لا نؤثم احدا منهم انما تصدر احتجاجاتنا عليكم للالزام فقط
فاذا حكمتم بان عمر رضى الله عنه قد ضل لقوله هذا فيلزمكم ان توقعوا نفس الحكم ان لم يكن اكبر على على رضى الله عنه لانه لم يثبت انه سارع بتلبية نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم بل لم يصدر عنه اعتراض يذكر
وعلى هذا يدخل معه فاطمة والعباس وابن عباس وابو بكر وسائر الصحابة وال البيت رضوان الله عليهم جميعا الا ان تسلموا انهم فهموا من كلام عمر رضى الله عنه معنى الرفق والرحمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وانه ما قصد ابدا عصيان امره وانهم قد وقع فى نفوسهم ما وقع فى نفس عمر رضى الله عنه
والا فاذا حكمتم بوقوع الاثم على عمر لزمكم ان توقعوا اثما اكبر منه على من وافقوه وايضا من لم يلبى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم ان الخلاف لم ينفرد به عمر رضى الله عنه انما شاركه جماعة من اهل البيت بنص الرواية فمنهم من يقول بقول عمر ومنهم من يقول بقول غيره
وان النبى صلى الله عليه وسلم لو اراد كتابة الكتاب ما حال دون كتابته شيئ خصوصا ان جميع الطوائف قد اتفقت على انه قد عاش بعد هذه الحادثة اربعة ايام فلو كان الامر كما زعمتم لم يتركه ولاعاد الامر بطلب كتابته
وكونه لم يكتبه فيه تسليم من النبى صلى الله عليه وسلم لقول عمر رضى الله عنه كما سلم له فى كثير من الامور طوال حياته وهذا معلوم لكل من اطلع على سيرته صلى الله عليه وسلم
هذا ما عندى بخصوص الرد عليك فى هذه النقطة