بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب : ابو حامد الغزالي والتصوف .
المؤلف : الشيخ عبدالرحمن الدمشقيه حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وغفر الله له ولوالديه .
[ALIGN=CENTER]إستغلال الصوفيه السيء لقصة موسى والخضر عليهما السلام .[/ALIGN]
ولو أن الأمه كلها أرادت الاقتداء بقصة موسى مع الخضر _ علي الوجه الذي يفهمه منها الصوفيه _ لبطل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولأصبحت هذه القصه ذريعه الزنادقه لتحليل الشرائع ... كما تذرعت الباطنيه بقاعدة الباطن والظاهر في تحليل المحرمات وإسقاط التكاليف وإبطال الفرائض .
ولأصبح بإمكان الزنادقه أن يصرخوا في وجه المنكرين ويسكتوهم بمجرد تذكيرهم إياهم بقصة موسى والخضر بحجة أن عليهم التزام الصمت وعدم التسرع في الانكار كما فعل ذلك موسى .
وهذا قد حصل بالفعل إذ حجج ضلال الصوفيه قائمة علي هذه القصه وكم ألبسوا بذلك علي جهال المسلمين , وأوقعوهم في متاهات الضلال .
أما القصه فهي حق وما ورد فيها حق , وأما استغلال الصوفيه لها , فإنه استغلال لحق اريد به باطل ...... وذلك لوجوه تسعه :
الوجه الاول :
أن موسى كان يعلم منزلة الخضر في العلم وبأنه أكثر علماً منه , وهذا كافٍ لأخذ ماعند الخضر بلا إنكار ولا اعتراض , ومع ذلك فقد انكر موسى عليه بينما لم يخبر الله العباد عن حقيقة صدق المشايخ أو كذبهم وما يسمون بالأولياء عند الصوفيه ولا انزل فيهم ذكراً يجعل الناس واثقين من ان ما يرونه منهم من الاعمال المنكره قد يكون له تأويلات مشابهة لأعمال الخضر
فإنه حين سئل موسى عليه السلام : اي الناس أعلم ؟ قال : أنا .
فعتب الله عليه إذ لم يردّ العلم إليه فقال له (( بلى , لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك . قال : اي رب ومن لي به ؟ قال : تأخذ حوتاً فتجعله في مكتل , حيثما فقدت الحوت فهو ثمّ ))اي يكون في المكان الذي أضعت عنده الحوت .
إذن , فموسى علي علم بمنزلته في العلم , وبمكانه الذي يلقاه عنده , بل وهو مأمور بملاقاته كما يستفاد ذلك من الحديث .. قال الطبري :
(( وكان موسى قد حدث نفسه أنه ليس أحد أعلم منه أو تكلم به , فمن ثم أُمر أن يأتي الخضر ))
تفسير القرطبي 15/179.
يتبع الوجه الثاني ان شاء الله .......