من المتوقع أن یتعجب القارئ عندما یری کلمات فقهاء الشیعة بحق اهل السنة و ذلک لأنه لقد سمع عشرات السنین و فی مختلف القنوات و الکتب و المقالات کلمات تناقض مقولتی هذه بینما جل ما سمعه ( ان لم اقل کل و ذلک لما اعترفت به من وجود اقلیة من المتطرفین بل العملاء بین الشیعة) هی نتیجة حرب نفسی عنیف و تضخیم اعلامی کبیر ضد الشیعة. فمن الصعب علیه أن یغیر عقیدة اعتنقها بل تصرف علی وفقها خلال عقود من الزمن فمن الطبیعی أن یحتمل أن هذه الاقوال لم تصدر الا تقیة و لی کلام فیما یأتی عن التقیة و امکان حمل کلمات هؤلاء علی التقیة...
و ینبغی ان اشیر هنا الی ان الشیعة ایضا لهم هذه النظرة من استباحة الدماء لکن لیس بالنسبة الی اهل السنة بل بالنسبة الی الوهابیین المتطرفین و ذلک لما رأوا من التفجیرات فی کربلاء و سامراء و النجف و بغداد و التی راح الشیعة بما بینهم الاطفال و النساء ضحایا لها و من المعروف عندنا ان هؤلاء المتطرفین الذین یلبسون الحزام الناسف یعتقدون انهم سوف یتغدون بالنبی الاکرم صلی الله علیه و آله و سلم بعد أن أودی بحیاة عدد من الشیعة!!! و انا اتصور ان القاء هذه التصورات بین الشیعة و السنة قد یکون من خطط اعداء الاسلام و فی رأسهم الامریکان و الصهاینة التی تنفذ من اقلیة متطرفة من الشیعة و من اهل السنة لاذکاء نار الحرب الطائفیة بین المسلمین ثم الوصول الی اهدافهم
و بالعودة الی الموضوع اقول: ان التقیة کانت سلاحا للائمة الاطهار علیهم السلام و شیعتهم فی عصر بنی الامیة و بنی العباس حفاظا علی حیاة التشیع و نفوس المؤمنین و حیث فی العصر الحالی ان الشیعة قد انتشر فی شتی ارجاء العالم فلا خوف من ضیاع التشیع حتی یضطر الی التمسک بالتقیة...
بالاضافة الی ذلک یدل علی عدم صدور هذه الفتاوی تقیة، قول تلک الفئة القلیلة التی افتت بنصب جمیع اهل السنة، فلو کان الدافع لعدم تکفیر اهل السنة رعایة التقیة فلماذا تخرج فئة من فقهاء الشیعة و تحکم بکفر اهل السنة بل بنصبهم و تأخذ فی تفنید ادلة القائلین باسلامهم ثم هذه الفئة لا تحمل قول اکثر الاصحاب علی التقیة بل تری له حجج و ادلة و لذلک تناقش و تدحض تلک الادلة.
ثم افترض ان اهل السنة هم مسلمون عند الشیعة و نفوسهم محترمة، بأی لغة و بأی اسلوب یجب أن یقول فقهاء الشیعة هذه الحقیقة لیقبل منهم اهل السنة کلامهم؟؟ هل هناک عبارة ابین و اصرح مما نطق بها علماء الامامیة؟
اما بالنسبة لسؤال الاخ، ما معنی العداوة لاهل البیت؟ انا اذکر کلمات فقهاء مدرسة اهل البیت علیهم السلام بعینها:
السید البجنوردی فی کتابه القواعد الفقهیة/ج5/ص371 حیث یتکلم عن قاعدة «کل کافر نجس کتابیا کان او غیره» یقول:
الأمر الثاني: الخوارج و النواصب. ه
فالأوّل هم الذين يستحلّون قتل أمير المؤمنين عليه السّلام، و الثاني هم الذين يبغضونه أو يبغضون أهل البيت الذين أمر اللّٰه بمودّتهم، فالظاهر هو الاتّفاق على نجاستهم، مضافا إلى ورود روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة تدلّ على نجاستهم.
و الشیء اللافت أن الوهابیة تتهم الشیعة بعبادة اهل البیت علیهم السلام قائلا ان الوقوف علی قبور المؤمنین و التوسل بهم عبادة و شرک و هو حرام یقول البجنوردی فی الأمر الثالث: الغلاة:
و هم الذين يألهون عليّا أمير المؤمنين أو أحد الأئمّة المعصومين عليهم السّلام، فيقولون بربوبيّتهم أو حلوله تعالى- العياذ باللّه- فيهم كافرون أنجاس، و لا فرق بينهم و بين سائر المشركين. و قد ورد اللّعن عليهم من الأئمّة المعصومين.
و یقول الشهید الثانی فی حاشیة شرایع الاسلام/ص28:
المراد بالخوارجِ: أهلُ النهروان و مَن دانَ بمقالتهم، و مِن مقالتهم بغض عليّ عليه السلام، و في حكمهم النواصب: و هم المُبْغِضون لأحدٍ من أهل البيت عليه السلام.
و یتنازل المرجع الدینی الشیخ الفاضل اللنکرانی تلمیذ الامام الخمینی حتی عن تعریف المشهور للناصب (أی المبغض لاهل البیت علیهم السلام) حیث یقول فی «العروة الوثقی مع تعلیقات الفاضل/ص49»:
و المراد من الناصب ليس مجرّد إظهار العداوة و البغضاء كما يظهر من الفرع الآتي، بل الاعتقاد بكون العداوة من شؤون الدين و فرائض الشريعة.