العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-14, 06:47 PM   رقم المشاركة : 31
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up شروط الشهادتين

وأما تفصيلها فكما يلي‏:‏

الشرط الأول‏:‏ العلم

أي العلم بمعناها المراد منها
وما تنفيه وما تُثبته،
المنافي للجهل بذلك،

قال تعالى‏:‏
{‏ إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ‏}

‏[‏الزخرف/86‏]‏‏.‏

أي‏:‏ ‏(‏شهد‏)‏ بلا إله إلا الله،
‏(‏وهُم يعلمون‏)‏ بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم،

فلو نطَقَ بها وهو لا يعلم معناها،
لم تنفعهُ؛
لأنه لم يعتقدْ ما تدل عليه‏.‏


الشرط الثاني‏:‏ اليقين

بأن يكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه؛
فإن كان شاكًّا بما تدل عليه لم تنفعه،

قال تعالى‏:‏
{‏ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا‏ }

‏ ‏[‏الحجرات/15‏]‏‏.‏

فإن كان مرتابًا كان منافقًا،

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏ من لقيتَ وراء هذا الحائط
يشهد أن لا إله إلا الله
مستيقنًا قلبه
فبشره بالجنة ‏)‏ ‏

[‏الحديث في الصحيح‏]‏

فمن لم يستيقن بها قلبه،
لم يستحق دخولَ الجنَّة‏.‏


الشرط الثالث‏:‏ القبول

لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده،
وترك عبادة ما سواه؛
فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به؛
كان من الذين قال الله فيهم‏:‏

‏{‏ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
يَسْتَكْبِرُونَ *

وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا
لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ‏ }‏ ‏

[‏الصافات/35، 36‏]‏‏.‏

وهذا كحال عباد القبور اليوم؛
فإنهم يقولون‏:‏ ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏،
ولا يتركون عبادة القبور؛
فلا يكونون قابلين
لمعنى لا إله إلا الله‏.‏


الشرط الرابع‏:‏ الانقياد

لما دلت عليه،

قال تعالى‏:‏
{‏ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ
وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ‏}

‏[‏لقمان/22‏]‏‏.‏

والعروة الوثقى‏:‏
لا إله إلا الله؛

ومعنى يسلم وجهه‏:‏
أي ينقاد لله بالإخلاص له‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» The Many Aspects Of Shirk
»» { قالوا سُبحانكَ ما كان ينبغِي لنا أَن نتخِذ مِن دونِكَ من أولياء }
»» تنزيه الدين وحملته ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلاله
»» قصيدة سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح المصطفى عليه السلام
»» كل هؤلاء مسئولون يوم القيامة عن انفلات النساء في بلاد الحرمين
 
قديم 18-05-14, 06:57 PM   رقم المشاركة : 32
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up شروط الشهادتين

الشرط الخامس‏:‏ الصدق

وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه،
فإن قالَها بلسانه ولم يصدق بها قلبُه؛
كان منافقًا كاذبًا،

قال تعالى‏:‏
{‏ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ
وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ *
يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا‏ }

إلى قوله‏:‏
{‏ وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ‏}

‏[‏البقرة/8-10‏]‏‏.‏


الشرط السادس‏:‏ الإخلاصُ

وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك؛
بأن لا يقصد بقولها
طمعًا من مطامع الدنيا،
ولا رياء ولا سمعة؛

لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال‏:‏

‏( ‏فإنَّ الله حرّم على النار من قال‏:‏
لا إله إلا الله،
يبتغي بذلك وجه الله‏ )‏ ‏

[‏الحديث أخرجه الشيخان‏]‏‏.‏


الشرط السابع‏:‏ المحبة

لهذه الكلمة، ولما تدل عليه،
ولأهلها العاملين بمقتضاها،

قال تعالى‏:‏
{‏ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ
أَندَادًا
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ

وَالَّذِينَ آمَنُواْ
أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ‏}

‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏

فأهل ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ يحبون الله حبًّا خالصًا،

وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره،

وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله‏.‏


ب ـ وشروطُ شهادة أنَّ محمدًا رسولُ الله
هي‏:‏

1- الاعتراف برسالته، واعتقادها باطنًا في القلب‏.‏

2- النطق بذلك، والاعتراف به ظاهرً باللسان‏.‏


3- المتابعة له؛
بأن يعمل بما جاء به من الحق،
ويترك ما نهى عنه من الباطل‏.‏

4- تصديقه فيما أخبر به
من الغيوب الماضية والمستقبلة‏.‏

5- محبته أشد من محبة النفس والمال
والولد والوالد والناس أجمعين‏.‏

6- تقديم قوله على قول كل أحد،
والعمل بسنته‏.‏








من مواضيعي في المنتدى
»» ويحك أتدري ما الله ؟
»» عقيدة أهل السنة والجماعة
»» أمالي في السيرة النبوية - للعلامة حافظ الحكمي
»» لماذا يفرض الصوفية طاعة الشيخ ؟ / للشيخ لطف الله خوجه
»» من كرامات الصوفية الخرافية
 
قديم 18-05-14, 07:03 PM   رقم المشاركة : 33
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow مقتضى الشهادتين

رابعًا‏:‏ مقتضى الشهادتين


أ ـ مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله

هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات،
المدلول عليه بالنفي
وهو قولنا‏:‏ ‏(‏لا إله‏)‏‏.‏

وعبادةُ الله وحده لا شريك له،
المدلول عليه بالإثبات،
وهو قولنا‏:‏ ‏(‏إلا الله‏)‏،


فكثير ممن يقولها يُخالف مقتضاها؛
فيثبت الإلهية المنفية
للمخلوقين والقبور والمشاهد
والطواغيت والأشجار والأحجار‏.‏


وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة،
وأنكروه على من دعاهُم إليه،
وعابوا على من أخلصَ العبادة لله‏.‏


ب ـ ومقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله

طاعتهُ وتصديقُهُ،
وترك ما نهى عنه،

والاقتصار على العمل بسنته،
وترك ما عداها من البدع والمحدثات،

وتقديم قوله على قول كل أحد‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» عظمة الله سبحانه وتعالى / لابن القيم رحمه الله تعالى
»» وجوب شكر الله تعالى - فضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
»» قصيدة في محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
»» قول الصوفية للقرآن ظاهر وباطن
»» العلاقة بين الصوفية والشيعة
 
قديم 18-05-14, 09:26 PM   رقم المشاركة : 34
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Exclamation ‏ نواقض الشهادتين

خامسًا‏:‏
نواقض الشهادتين

هي نواقض الإسلام؛
لأن الشهادتين هنا
هما اللتان يدخل المرء بالنطق بهما في الإسلام،

والنطق بهما اعتراف بمدلولهما،
والتزام بالقيام بما تقضيانه؛
من أداء شعائر الإسلام،

فإذا أخل بهذا الالتزام فقد نقض التعهد
الذي تعهد به حين نطق بالشهادتين‏.‏

ونواقض الإسلام كثيرةٌ
قد عقد لها الفقهاء في كتب الفقه بابًا خاصًّا
سموه ‏(‏باب الردة‏)‏،

وأهمها عشرة نواقض
ذكرها شيخ الإسلام محمدُ بنُ عبد الوهاب
رحمه الله
في قوله‏:‏

1 ـ الشرك في عبادة الله،

قال الله تعالى‏:‏ ‏
{ ‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء‏ }

‏[‏النساء/48، 116‏]‏،

وقال تعالى‏:‏
{ ‏إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ‏ }

‏ ‏[‏المائدة/72‏]‏‏.‏

ومنه الذبحُ لغيرِ الله؛
كالذبح للأضرحة أو الذبح للجن‏.‏


2 ـ من جعل بينَهُ وبينَ الله وسائط؛
يدعوهم ويسألهم الشفاعة
ويتوكل عليهم؛
فإنه يكفر إجماعًا‏.‏

3 ـ من لم يكفر المشركين،
ومن يشكّ في كفرهم،
أو صحح مذهبهم؛
كفر‏.‏


4 ـ من اعتقد أن هدي
غير النبي صلى الله عليه وسلم
أكمل من هديه،
أو أن حكم غيره
أحسن من حكمه،

كالذين يفضلون حكم الطواغيت
على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم،
ويفضلون حكم القوانين على حكم الإسلام‏.‏


5 ـ من أبغض شيئًا مما جاء به
الرسول صلى الله عليه وسلم
- ولو عمل به -؛
كفر‏.‏


6 ـ من استهزأ بشيء من دين الرسول
أو ثوابه أو عقابه؛
كفر،

والدليل على ذلك قوله تعالى‏:‏

‏{ ‏قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ *

لاَ تَعْتَذِرُواْ
قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ‏ }‏

‏[‏التوبة‏:‏65/ 66‏]‏‏.‏

7 ـ السحرُ،

ومنهُ الصرفُ والعطفُ
‏(‏لعله يقصد عمل ما يصرفُ الرجلَ عن حب زوجته،
أو عمل ما يحببها إليه‏)‏

فمن فعله،
أو رضي به؛ كفرَ،

والدليل قوله تعالى‏:‏ ‏
{ ‏وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ
حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ
فَلاَ تَكْفُرْ ‏}

‏ ‏[‏البقرة/102‏]‏‏.‏


8 ـ مظاهرة المشركين،
ومعاونتهم على المسلمين،

والدليل قوله تعالى‏:‏

{ ‏وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ‏ }

‏[‏المائدة/51‏]‏‏.‏


9 ـ من اعتقد أن بعض الناس
يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم،
كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى،
عليه السلام؛
فهو كافر‏.


‏ قلت‏:‏

وكما يعتقده غلاة الصوفية
أنهم يصلون إلى درجةٍ
لا يحتاجون معها
إلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم‏.‏


10 ـ الإعراض عن دين الله،
لا يتعلمُهُ، ولا يعمل به،

والدليل قوله تعالى‏:‏
{‏ وَالَّذِينَ كَفَرُوا
عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ ‏}

‏[‏الأحقاف/3‏]‏،

{ ‏وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ
ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا
إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ‏}

‏[‏السجدة/22‏]‏‏.‏


قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله‏:‏

‏(‏ لا فرق في جميع هذه النواقض،
بين الهازل والجاد والخائف،
إلا المكره‏.

‏ وكلها من أعظم ما يكون خطرًا،
وأكثر ما يكون وقوعًا،

فينبغي للمسلم أن يحذَرها،
ويخاف منها على نفسه،

نعوذُ بالله من موجبات غضبه،
وأليم عقابه ‏)‏ ‏‏‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي
»» الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
»» الجانب المظلم : الطرق الصوفية وعلاقتها بمردة الجن - فيديو
»» أبطال ملحمة القصير / للشاعر عبدالرحمن العشماوي
»» قصيدة في محبة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
 
قديم 18-05-14, 09:39 PM   رقم المشاركة : 35
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb التشريع حق لله تعالى

الفصل الثالث‏:‏
في التشريع

التشريع حق لله تعالى


والمراد بالتشريع‏:‏ ما ينزِّلُه الله لعباده من المنهج
الذي يسيرون عليه في العقائد والمعاملات وغيرها؛
ومن ذلك التحليل والتحريم،

فليس لأحد أن يحل إلا ما أحله الله،
ولا يحرم إلا ما حرم الله،

قال تعالى‏:‏
{‏ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ
هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ
لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ‏ }

‏[‏النحل/116‏]‏،

وقال تعالى‏:‏

{‏ قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ
فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلًا
قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ
أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ‏}

‏[‏يونس/59‏]‏‏.‏


فقد نهى الله عن التحليل والتحريم؛
بدون دليل من الكتاب والسنة،

وأخبر أن ذلك من الكذب على الله،
كما أخبر سبحانه أنَّ من أوجَبَ شيئًا
أو حرَّمَ شيئًا من غير دليل؛

فقد جعل نفسه شريكًا لله
فيما هو من خصائصه،
وهو التشريع،

قال تعالى‏:‏

{‏أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ
شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ
مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏ }

‏[‏الشورى/21‏]‏‏.‏

ومن أطاع هذا المشرِّع من دون الله
وهو يعلم بذلك ووافقه على فعله،
فقد أشركه مع الله،

قال تعالى‏:‏

{‏ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ
إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ‏ }

‏[‏الأنعام/121‏]‏‏.‏


يعني‏:‏

الذين يُحلّون ما حرَّم الله من الميتات،
مَن أطاعهم في ذلك فهو مشرك،






من مواضيعي في المنتدى
»» أعظم الفساد في البلاد الجهر بالإلحاد! / الشيخ عبد الرحمن البراك
»» رسالة إلى قومي / لأبي فارس اليامي
»» القبورية في اليمن : نشأتها – آثارها – موقف العلماء منها
»» من الأخلاق المذمومة : التقليد والتبعية
»» فوائد مختارة من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
 
قديم 18-05-14, 09:54 PM   رقم المشاركة : 36
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb التشريع حق لله تعالى

كما أخبر سبحانه أن من أطاع الأحبار والرهبان
في تحليل ما حرم الله،
وتحريم ما أحله الله؛
فقد اتخذهم أربابًا من دون الله،

قال تعالى‏:‏

‏{ ‏اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ

وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا
لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‏}‏

‏[‏التوبة/31‏]‏‏.‏

ولما سمع عديّ بنُ حاتم
- رضي الله عنه -
هذه الآية،

قال‏:‏ يا رسول الله،
إنا لسنا نعبدهم،

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏( ‏أليسوا يُحلون ما حرَّم الله فتحلونه،
ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه‏ )‏‏؟

‏ قال‏:‏ بلى،

قال‏:‏ ‏( ‏فتلك عبادتهم‏ )‏

‏[‏الحديث رواه الترمذي‏]‏‏.‏

قال الشيخُ عبد الرحمن بن حسن
- رحمه الله -‏:

‏ ‏( ‏وفي الحديث دليل على أنَّ طاعةَ الأحبار والرهبان
في معصية الله؛
عبادة لهم من دون الله،
ومن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله؛

بقوله تعالى في آخر الآية‏:

‏ ‏{ ‏وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا
لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ‏}‏‏.‏


ونظير ذلك قوله تعالى‏:

‏ ‏{ ‏وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ
وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ

وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ
لِيُجَادِلُوكُمْ
وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ
إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }

‏[‏الأنعام/121‏]‏‏.‏

وهذا وقع فيه كثيرٌ من النَّاس مع من قلدوهم؛
لعدم اعتبارهم الدليل إذا خالف المُقلَّد؛
وهو من هذا الشرك‏)‏
انتهى‏.‏


فالتزام شرع الله،
وترك شرع ما سواه،
هو من مقتضى
لا إله إلا الله،


والله المستعان‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» عاشق الصوفية..عبد المنعم الجداوي
»» ما هي شروط المباهلة ؟
»» مهدي إيران المنتظر وتدمير الكيان الصهيوني
»» حـمايةُ النبي صلى الله عليه وسلم جَنَابَ التوحيد وتجفيف منابِع الشرك
»» النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية
 
قديم 19-05-14, 04:01 PM   رقم المشاركة : 37
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb العبادةُ‏:‏ معناها، شُمولها

الفصل الرابع‏:‏
العبادةُ‏:‏ معناها، شُمولها

1ـ معنى العبادة


أصل العبادة التذلل والخضوع‏.‏‏.‏
وفي الشرع‏:‏ لها تعاريف كثيرة، ومعناها واحد‏.‏‏.‏


منها‏:‏
أنَّ العبادة هي طاعة الله
بامتثال ما أمرَ الله به على ألسنة رسله‏.‏

ومنها‏:‏

أن العبادة، معناها‏:‏
التذلُّل لله سبحانه فهي‏:‏
غايةُ الذّلِّ لله تعالى مع غاية حُبّه،

والتعريف الجامع لها هو أن العبادة‏:‏

اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه؛
من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة‏.‏


وهي مُنقسمة
على القلب واللسان والجوارح،
فالخوف والرجاء،
والمحبة والتوكل،
والرغبة والرهبة‏:‏
عبادة قلبية،


والتسبيح والتهليل والتكبير،
والحمد والشكر باللسان والقلب‏:‏
عبادة لسانية قلبية‏.‏


والصلاة والزكاة والحج والجهاد‏:‏
عبادة بدنية قلبية،

إلى غير ذلك من أنواع العبادة
التي تجري على القلب واللسان والجوارح،
وهي كثيرة‏.‏

والعبادةُ‏:‏
هي التي خلق الله الخلق من أجلها،

قال تعالى‏:‏

‏{‏ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ
إِلا لِيَعْبُدُونِ *
مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ *

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ‏ }‏

‏[‏الذاريات/56-58‏]‏‏.‏


فأخبر سبحانه أن الحكمة من خلق الجن والإنس‏:‏
هي قيامهم بعبادة الله،

والله غنيٌّ عن عبادتهم،
وإنما هم المحتاجون إليها
لفقرهم إلى الله تعالى،
فيعبدونه على وفق شريعته،


فمن أبى أن يعبد الله؛
فهو مستكبر‏.‏

ومن عبده وعبد معه غيره؛
فهو مشرك‏.

‏ ومن عبده وحده بغير ما شرع؛
فهو مبتدع‏.‏


ومن عبده وحده بما شرع
فهو المؤمن الموحِّد‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» ظاهرة التوسّع في إطلاق أوصاف التّفسيق والتّضليل
»» الصوفية : فضائحها وفظائعها / بقلم محمد الوليدي
»» كتب عن الإباضية هداهم الله تعالى
»» عقيدة التوحيد وما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع
»» العار عنوانه ويكليكس
 
قديم 19-05-14, 04:21 PM   رقم المشاركة : 38
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow أنواع العبادة وشمولها

2 ـ أنواع العبادة وشمولها

العبادة لها أنواع كثيرة؛
فهي تشمل كل أنواع الطاعات الظاهرة
على اللسان والجوارح،
والصادرة عن القلب؛

كالذكر والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن،
والصلاة والزكاة والصيام، والحج،

والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

والإحسان إلى الأقارب واليتامى والمساكين وابن السبيل،

وكذلك
حب الله ورسوله،
وخشية الله والإنابة إليه،
وإخلاص الدين له،

والصبر لحكمه والرضا بقضائه،
والتوكل عليه،
والرجاء لرحمته،
والخوف من عذابه،


فهي شاملة لكل تصرفات المؤمن؛
إذا نوى بها القربة
أو ما يعين عليها‏.‏


حتى العادات،
إذا قصد بها التقوِّي على الطاعات،
كالنوم والأكل والشرب،
والبيع والشراء وطلب الرزق والنكاح،

فإن هذه العادات مع النية الصالحة
تصيرُ عبادات؛ يثاب عليها،

وليست العبادة قاصرة
على الشعائر المعروفة‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» ما هي شروط المباهلة ؟
»» الجامع الكبير لمقالات فضيلة الشيخ لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
»» من الأخلاق المذمومة : الحسد
»» ألفاظ صحيحة وألفاظ خاطئة
»» كيف أكون أديبا ؟ للشيخ البشير المراكشي
 
قديم 19-05-14, 04:36 PM   رقم المشاركة : 39
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up العبادات توقيفية

الفصل الخامس‏:
‏ في بيانِ مفاهيمَ خاطئةٍ في تحديد العبادة


العبادات توقيفية


بمعنى‏:
‏ أنه لا يشرع شيء منها
إلا بدليل من الكتاب والسنة،

وما لم يُشْرَع يُعتبر بدعة مردودة،

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏(‏ من عمل عملًا ليس عليه أمرنا
فهو رَدٌّ ‏)‏

‏[‏متفق عليه‏]‏

أي مردود عليه عمله،
لا يقبل منه،
بل يأثم عليه؛
لأنه معصية
وليس طاعة،


ثم إن المنهج السليم في أداء العبادات المشروعة هو‏:‏

الاعتدال بين التساهل والتكاسل؛
وبين التشدد والغلو‏.‏

قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم‏:‏

{‏ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَمَن تَابَ مَعَكَ
وَلاَ تَطْغَوْاْ‏ }

‏[‏هود/112‏]‏‏.‏

فهذه الآية الكريمة فيها رسم لخطة المنهج السليم
في فعل العبادات،

وذلك بالاستقامة في فعلها على الطريق المعتدل؛
الذي ليس فيه إفراط ولا تفريط؛
حسب الشرع ‏(‏كما أمرت‏)‏

ثم أكد ذلك بقوله‏:‏ ‏(‏ولا تطغوا‏)‏

والطغيان‏:‏
مجاوزة الحد بالتشدد والتنطع،
وهو الغلو‏.‏

ولما علم صلى الله عليه وسلم
بأن ثلاثة من أصحابه تقالوا في أعمالهم،

حيث قال أحدهم‏:‏ أنا أصوم ولا أفطر،
وقال الآخر‏:‏ أنا أصلي ولا أرقد،
وقال الثالث‏:‏ أنا لا أتزوج النساء‏.‏


قال صلى الله عليه وسلم‏:

‏ ‏( ‏أما أنا فأصوم وأفطر
وأتزوج النساء،
فمن رغب عن سُنَّتي فليس مني‏ )

‏ ‏[‏الحديث متفق عليه‏]‏‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية
»» الجانب المظلم : الطرق الصوفية وعلاقتها بمردة الجن - فيديو
»» ويحك أتدري ما الله ؟
»» الحذر من الجدال المراء
»» قصيدة الإمام الشوكاني في ذم الصوفية
 
قديم 19-05-14, 04:40 PM   رقم المشاركة : 40
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Question مفاهيمَ خاطئةٍ في تحديد العبادة

وهناك الآن فئتان من الناس
على طرفي نقيض في أمر العبادة‏.

الفئة الأولى‏:‏

قصَّرت في مفهوم العبادة وتساهلت في أدائها
حتى عطلت كثيرًا من أنواعها،
وقصرتها على أعمال محدودة،
وشعائر قليلة تؤدى في المسجد فقط،


ولا مجال للعبادة في البيت،
ولا في المكتب،
ولا في المتجر،
ولا في الشارع،
ولا في المعاملات،
وفي السياسة،
ولا الحكم في المنازعات،
ولا غير ذلك من شئون الحياة‏.‏

نعم للمسجد فضلٌ،
ويجب أن تؤدى فيه الصلوات الخمس،
ولكن العبادة تشمل كل حياة المسلم؛
داخل المسجد وخارجه‏.‏


والفئة الثانية‏:‏

تشددت في تطبيق العبادات إلى حد التطرف،

فرفعت المستحبات إلى مرتبة الواجبات،
وحرَّمت بعض المباحات،
وحكمت بالتضليل
أو التخطئة على من خالف منهجها،
وخطَّأ مفاهيمها‏.‏


وخير الهدي
هدي محمد صلى الله عليه وسلم،
وشر الأمور محدثاتها‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» من الأخلاق المذمومة : الجُبْن
»» قصيدة النصيحة في بيان توحيد العبادة والرد على الصوفية
»» إشكالية الغلو في الجهاد المعاصر / للشيخ علوي السقاف
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "