العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > كتب ووثائق منتدى الحوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-17, 03:40 PM   رقم المشاركة : 11
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الفصل الثالث

توقيت رسـول الله

ثم نأتي إلى صحاح أحاديث رسول الله ونقارن بينهما وبين ما مر بنا من آيات قرآنية لنرى التوافق والتطابق ظاهراً جلياً: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(النساء:82) :
- روى مسلم عن النبي  أنه قال:
(وقت الظهر: إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر.
ووقت العصر: ما لم تصفر الشمس.
ووقت المغرب: ما لم يغب الشفق.
ووقت العشاء: إلى نصف الليل الأوسط .
ووقت صلاة الصبح: من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس)( 14).

- وروى مسلم أيضاً قوله : (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) يعني الفجر والعصر.
- وروى مسلم عن أبي بصرة الغفاري (رضي الله عنه) قال: صلى رسول الله العصر فقال: (إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين).

قارن بين هذا الحديث وبين ما رواه القمي عن الحسن بن علي (ع) أنه قال:
(وأما صلاة العصر … فهي من أحب الصلاة إلى الله عز وجل وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات) .

- وروى مسلم عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) أنه قال: حبس المشركون رسول الله
عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت فقال رسول الله : (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم نارا).
- وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) أن رسول الله قال : (الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله).
- وروى البخاري عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنه قال: كان رسول الله يصلي العصر والشمس مرتفعة فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة، وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه).
- وروى البخاري عنه أيضاً قوله: (كنا نصلي العصر ثم يذهب الذاهب منا إلى قباء فيأتيهم والشمس مرتفعة).
- وروى مسلم عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: (كان رسول الله  يصلي الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء أحياناً يؤخرها وأحياناً يعجل: كان إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم قد أبطأوا أخر. والصبح كانوا – أو
قال كان النبي– يصليها بغلس).
- وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود(رضي الله عنه) أنه قال: سألت رسول الله : أي العمال أفضل؟ قال: (الصلاة لوقتها) قال: قلت: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين) قال: قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله).

( 14) قارن بين هذا الحديث وما ورد في نهج البلاغة في الفقرة اللاحقة عن سيدنا علي (رضي الله عنه).
(15 ) فقيه من لا يحضره الفقيه 1/137







من مواضيعي في المنتدى
»» في حكم الشيعة / اختراع آيات قرآنية وتحريف المناهج الدينية
»» البصرة جسر الخليج الذي تحتله إيران
»» حلقات الشيخ طه الدليمي في صفا / في رحاب القرآن
»» شبهة إثبات المهدي الغائب من كتاب الأربعين لأبن أبي الفوارس السني
»» استفسار أرجو الجواب / كيف تعرف أن من تقلده هو الأعلم ؟
 
قديم 25-04-17, 03:41 PM   رقم المشاركة : 12
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


توقيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

تأمل هذا التوقيت المفصل كما جاء في نهج البلاغة( 16) : [من كتاب له عليه السلام إلى أمراء البلاد في معنى الصلاة: (أما بعد فصلوا بالناس الظهر حتى تفيئ الشمس من مربض العنز. وصلوا بهم العصر والشمس بيضاء حية في عضو من النهار حين يسار فيها فرسخان. وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم ويدفع الحاج. وصلوا بهم العشاء حين يتوارى الشفق إلى ثلث الليل. وصلوا بهم الغداة والرجل يعرف وجه صاحبه)].

هذا بيان وتفصيل لا لبس فيه لأوقات الصلوات الخمس كل صلاة في وقت محدد منفصل عن وقت الصلاة الأخرى.
فقوله: (صلوا بالناس الظهر حتى تفيء الشمس من مربض العنز): أي أن صلاة الظهر ينتهي وقتها عند ذلك، ومربض العنز حائط ، (وتفيئ): أي تصل في ميلها جهة الغرب إلى أن يكون لها فيئ: أي ظل من حائط المربض على قدر طوله وذلك حين يكون ظل كل شيء مثله). وعند ذاك يحل وقت العصر الذي يستمر ما دامت الشمس بيضاء لم تصفر فإنه وقت تكره فيه الصلاة إلا للمضطر.

وقوله: (وصلوا بهم العشاء حين يتوارى الشفق) دليل واضح وضوح الشمس على أن وقت العشاء إنما يدخل بعد غياب الشفق.
وللدكتور موسى الموسوي حفيد المرجع الديني الشيعي أبي الحسن الأصفهاني، وهو أحد الساعين في طريق الجمع والتأليف بين المسلمين، وأحد العلماء الحائزين على شهادة الاجتهاد والمرجعية من الحوزة في النجف منذ عام 1371هـ . له كلمة قيمة في هذا الموضوع أنقل مقتطفات منها:
(إن الأكثرية من فقهاء الشيعة يفتون باستحباب إتيان الصلوات في أوقاتها المحددة، ولكن من الناحية العملية يذهبون إلى الجمع … والصلوات الخمس فرضت لأوقات محددة وسميت بها: فوقت العصر يختلف عن الظهر، والعشاء من الناحية الزمانية يختلف عن المغرب. ولا شك أن هناك حكمة بالغة إلهية في فرض الصلوات في هذه الأوقات الخمسة، وجعلها عمود الدين ومن أهم الشعائر الإسلامية وكان الرسول (ص) يصلي في مسجده في المدينة وهكذا الخلفاء بعده بما فيهم الإمام علي (ع)، وهكذا كانت سيرة الأئمة الشيعة. وإذا ما جمع الرسول (ص) بين الصلاتين مرة أو مرتين في غير سفر فقد كان لضرورة أو للترخيص. أما عمله فكان هو الالتزام بالأوقات الخمسة. وليت شعري أن أعرف هل هناك سبب يجدي بالخير من التظاهر بهذا الاختلاف مع الأكثرية الساحقة من المسلمين، أم إنه عمل سنه أناس كان غرضهم عزل الشيعة عن كل مظاهر الوحدة، ثم سار عليه الفقهاء وأئمة المساجد وهم يعلمون أو لا يعلمون.

ونحن في العملية التصحيحية نهتم بجمع الشمل من الناحية النظرية والعملية على السواء. ورسالتنا هي القضاء الأبدي على مظاهر الفرقة الفكرية والعملية وكل ما يدور حولها. وهذا لا يتم إلا بالعودة إلى عصر الرسالة والتمسك بسنة رسول الله (ص) على الطريقة التي كان الرسول (ص) يؤديها. ولا اعتقد أنه يوجد بين المسلمين شخص واحد يفضل على عمل رسول الله (ص) وسنته عمل الآخرين وآراءهم.

ومن هنا نهيب بأئمة مساجد الشيعة وبالشيعة أنفسهم ان يلتزموا بالصلوات في أوقاتها ويضعوا نصب أعينهم الصلوات الخمسة التي كان رسول الله (ص) يؤديها في مسجده بالمدينة ومعه صحابته من المهاجرين والأنصار، وأن لا يشذوا عن طريق رسمه نبي الإسلام ففي الاقتداء به وبسنته عزهم وكرامتهم وشوكتهم.
وهذا الإمام علي يكتب إلى أمراء البلاد حول الصلاة وأوقاتها وقد جاء في كتابه: (أما بعد فصلوا بالناس الظهر حتى تفيء الشمس من مربض العنز.. وصلوا بهم العصر والشمس بيضاء حية، وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم.. وصلوا بهم العشاء حين يتوارى الشفق إلى ثلث الليل.. وصلوا بهم الغداة والرجل يعرف وجه صاحبه) نهج البلاغة ج3 ص82) ( 17).


( 16) ج3 ص82
( 17) الشيعة والتصحيح ص138-139.







من مواضيعي في المنتدى
»» بعد الكرادة تفجير مول النخيل نهج التخريب وإشغال العامة
»» ترك السنة النبوية شرط للتشيع الإمامي بدليل حديث الثقلين !
»» بالصور/ مراجع وعمائم شيعية سراق الدين والشعب والسياسة
»» عاجل لأصحاب الفيسبوك / طريقة العمل الجماعي للتصدي للخطر الشرقي
»» سلسلة تخريب العراق/ تسخير المراجع ،ودور علي السيستاني
 
قديم 25-04-17, 03:42 PM   رقم المشاركة : 13
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


العلة في جمع الرسول بين الصلوات

يحتج الكثير ممن يجيزون الجمع الدائم بين الصلوات بأن رسول الله قد جمع بين الصلوات في السفر والمرض والمطر والبرد الشديد أو في القتال، وكذلك فعل علي (رضي الله عنه)، ويجعل ذلك عذراً في الاستمرار على الجمع في كل الأحوال.

ونحن نقول: لا بأس في الجمع بين الصلاتين في مثل هذه الحالات الاستثنائية ومنها الحرج وأسبابه كثيرة. فإذا زالت هذه الأسباب وانتهت الحالة الاستثنائية نرجع إلى ما كان عليه الرسول في الحالات الاعتيادية.
فلا يصح عقلاً ولا شرعاً أن نعكس الأمر فنجعل من الاستثناء قاعدة، ومن القاعدة استثناء أو نعدمها تماماً.
إن رسول الله كان في حالته الاعتيادية يصلي كل صلاة في وقتها المسماة به.

أما الجمع فيلجأ إليه أو يفعله استثناءً. ونحن مأمورون شرعاً باتباعه والاقتداء بسنته وهو القائل: (صلوا كما رأيتموني أصلي).
وليس من الاتباع أن نعكس تطبيق أفعاله فنجمع الصلوات من دون عذر ونقول مثلاً: جمع أمير المؤمنين عند القتال، فنكون كالذي يستبيح أكل الميتة دوماً محتجاً بجوازه عند الاضطرار. إنما نقول: كن في قتال وأجمع صلاتك، كن في سفر، كن في حرج… الخ. ولن تجد من يعارضك، فإذا انتهى القتال أو زال العذر وانتفى الحرج ارجع إلى ما كان أمير الممنين يرجع إليه عند ذاك إذ كان يصلي كل صلاة في وقتها.







من مواضيعي في المنتدى
»» تمارين عملية جميلة في تدبر القرآن الكريم
»» تهنئة خاصة بعيد الفطر من سنة العراق
»» صور السيلفي تصل مليشيا بابليون النصرانية في تعذيب أهل الصقلاوية
»» بالصور جنود الخميني أمس قادة الحكومة العراقية اليوم
»» الحشد يحمي أعراضكم من الشيشاني والأفغاني / أسطوانة كحاجب غربال
 
قديم 25-04-17, 03:43 PM   رقم المشاركة : 14
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


الفصل الرابع
الحقيقة من مصادرنا
مما ورد عن أهل بيت نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)

هذا هو عنوان الفصل الذي كتبه فضيلة السيد محمد اسكندر الياسري النجفي 18
وهو أحد الساعين بصدق في سبيل التصحيح والجمع والتأليف بين طوائف المسلمين. ومن ذلك أنه يؤذن خمس مرات في مسجده "مسجد الخلفاء" في حي الوحدة في محافظة القادسية ويقيم الصلوات الخمس في أوقاتها. ويقول بوجوب صلاة الجمعة ويقيمها في جامع (الرسول) في مركز المحافظة منذ عام 1993م بخلاف بقية مراجع الشيعة في العراق بل في العالم.

بعد اطلاعه على هذه الرسالة. وهو فصل قيم يزيد القارئ نوراً على نور، ويجعله واثقاً من أن جمع المسلمين على حقائق الدين المبين ليس بعيد المنال إذا صحت نواياهم وصدق عزمهم وبحثوا عن الحقيقة بعيداً عن التعصب.
يقول السيد محمد الياسري النجفي :
إن مواقيت الصلاة التي بينها الشارع موجودة في المراجع والأصول المعتمدة عندنا. وسوف نذكر قسماً من الأحاديث الدالة عليها ومن المصادر التالية:-
1-الاستبصار/ لشيخ الطائفة فقيه الشيعة الأكبر الطوسي.
2-فقيه من لا يحضره الفقيه/ لأبن بابويه القمي.
3-الكافي/ الكليني.
4-التهذيب/ للطوسي.
5-الوافي/ للكاشاني.
6-بحار الأنوار/ للمجلسي.


وغيرها من المراجع والأصول المعتمدة، وهذه المذكورة أعلاه
هي أمهاتها وإليكم الأحاديث:
1- [145/ باب لا تجوز الصلاة في غير الوقت -الاستبصار/ج1]
868/ أخبرني الحسين بن عبد الله عن عدة من أصحابنا بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من صلى في غير الوقت فلا صلاة له)… أي من صلى العصر في غير وقتها فصلاته باطلة، وكذلك العشاء وبقية الصلوات.
2- [146/ باب أن لكل صلاة وقتين -الاستبصار/ج1]
870/ عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (لكل صلاة وقتان فأول الوقت أفضله وليس لأحد أن يجعل آخر الوقتين وقتاً من غير علة).
ومعنى الحديث: لو ضربنا مثلاً لذلك صلاة الظهر فإن وقتها يمتد لمدة ثلاث ساعات ونصف تقريباً(12-3,5) فالساعة (12) الثانية عشرة أول وقتها، والساعة (3,5) الثالثة والنصف آخره، فلا يجوز تأخير صلاة الظهر إلى الساعة (3,5) الثالثة والنصف إلا لعذر أو علة.
3- [147/ باب أول وقت الظهر والعصر -الاستبصار/ج1]

933/ عن ابن وهب عن أبي عبد الله (عليه السلام) : (أتى جبرائيل (عليه السلام) رسول الله (ص) بمواقيت الصلاة: فأتاه حين زالت الشمس فأمره فصلى الظهر. ثم أتاه حين زاد الظل قامة فأمره فصلى العصر. ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب. ثم أتاه حين سقط الشفق فأمره فصلى العشاء. ثم أتاه حين طلع الفجر فأمره فصلى الصبح.
ثم أتاه من الغد حين زاد في الظل قامة فأمره فصلى الظهر. ثم أتاه حين زاد في الظل قامتان فأمره فصلى العصر. ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب. ثم أتاه حين ذهب ثلث الليل فأمره فصلى الصبح. ثم قال ما بينهما وقت).
وهذا الحديث بنصه أو قريب منه رواه البخاري واحمد والنسائي والترمذي. قال البخاري: هو أصح شيء في المواقيت… (انظر فقه السنة لسيد سابق 1/98). معنى الحديث: هذا الحديث يبين مواقيت الصلوات المفروضة كلها ويحددها تحديداً دقيقاً لا يحتاج إلى شرح. وهو متفق عليه بين المسلمين فهو حجة على جميع المخالفين.

4- [936] عن إبراهيم الكرخي قال : (سألت أبـا الحسن موسى (عليه السلام): (متى يدخل وقت الظهر؟ قال: إذا زالت الشمس. فقلت: متى يخرج؟ فقال: من بعد ما يمضي من زوالها أربعة أقدام [قامة] إن أول وقت الظهر ضيق. قلت: فمتى يدخل وقت العصر: قال: إن آخر وقت الظهر وقت العصر. قلت: فمتى يخرج وقت العصر؟ فقال: وقت العصر إلى أن تغرب الشمس، وذلك من علة وهو تضييع. فقلت له: لو أن رجلاً صلى الظهر بعد ما تمضي من زوال الشمس أربعة أقدام أكان عند غيرك مؤدٍ لها؟ فقال: إن كان تعمد ذلك ليخالف السنة والوقت لم تقبل منه. إن رسول الله (ص) قد وقت للصلوات المفروضات أوقاتها وحد لها حدوداً في سنة الناس، فمن رغب عن سنة من سننه الموجبات مثل من رغب عن فرائض الله عز وجل).
قوله عليه السلام: (من بعد ما يمضي من زوالهـا
أربعة أقدام) أي ظل الزوال مضافاً إليه أربعة أقدام وذلك يساوي ظل الرجل أو قامته.
5- [883] عن احمد بن عمر بن أبي الحسن (عليه
السلام) قال: (سألته عن وقت الظهر والعصر؟ فقال: (وقت الظهر إذا زالت الشمس إلى أن يذهب الظل قامة، ووقت العصر إلى قامتين).
ومعنى الحديث: أن طول كل إنسان قامة فإذا وقف الرجل تحت الشمس بعد الزوال فإن آخر وقت الظهر إذا صار ظل الشمس بقدر طول قامته [أي (قامة)] مضافاً إليها ظل الزوال كما هو موضح في روايات أخرى، وهو أول وقت العصر.
ووقت العصر عندما يصير طول ظله قامة [أي بقدر طول قامته] مضافاً إليه ظل الزوال، ويستمر إلى أن يصير طول الظل قامتين. وهو وقت الفضيلة. وعند العذر إلى غروب الشمس.
فنلاحظ أن صلاة الظهر محدد وقتها بالظل [من الزوال وهو أول الوقت إلى أن يصير قامة مضافاً إليه ظل الزوال] وكذلك صلاة العصر محدد وقتها بالظل أيضاً: [أوله عندما يصير قامة مع ظل الزوال وآخره عندما يصير قامتين].

وقت الظهر وقت العصر
زوال الشمس --------> قامة --------> قامتين

6- [890] عـن احمد بن محمد قال: (سألت أبـا
عبد الله (عليه السلام) عن وقت الظهر والعصر؟ قال: (قامة للظهر وقامة أخرى للعصر).
فمعنى الحديث: أي ان وقت الظهر من الزوال إلى أن يصبح طول الظل قامة. ووقت العصر من آخر الظهر (وهو قامة) إلى أن يصبح قامتين (وهو وقت الفضيلة) :-

وقت الظهر وقت العصر
زوال الشمس --------> قامة --------> قامتين

7- [891] عن زرارة قال: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن وقت صلاة الظهر فقال: (إذا كان ظلك مثلك فلصلاة الظهر وإذا كان ظلك مثليك فلصلاة العصر).
معنى الحديث: إن الوقت من الزوال إلى أن يصبح طول ظلك مثلك (قامة) فهذا الوقت لصلاة الظهر، ومن بعده إلى أن يصبح طول ظلك مثليك فلصلاة العصر.

8- [917] عن محمد بن الحكيم قال: (سمعت العبد الصالح (عليه السلام) [علي الرضا] وهو يقول: إن أول وقت الظهر زوال الشمس وآخر وقتها قامة من الزوال. وأول وقت العصر قامة وآخر وقت العصر قامتان. قلت: في الشتاء والصيف سواء؟ قال نعم).
في هذه الرواية توضيح ضروري وهو أن القامة تحسب من الزوال أي يضاف إليها ظل الزوال الذي يختلف صيفاً عنه شتاءاً وعند ذاك يصبح هذا التوقيت: (ظل الزوال + ظل القامة) قاعدة مستمرة في الشتاء والصيف على السواء. هذا بالنسبة لآخر وقت صلاة
الظهر وأول وقت صلاة العصر.

9- [932] عن احمد بن محمد عن يزيد بن خليفة قال: قلت لأبي عبد الله: (إن عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت؟ فقال أبو عبد الله: إذن لا يكذب علينا. فقلت: ذكر أنك تقول: إن أول وقت صلاة افترضها الله تعالى على نبيه (ص) الظهر، وهو قول الله عز وجل: (أقم الصلاة لدلوك الشمس)، فإذا زالت الشمس لم يمنعك إلا سبحتك، ثم لا تزال في وقت إلى أن يصير الظل قامة، وهو آخر الوقت. فإذا صار الظل قامة دخل وقت العصر، فلم تزل في وقت العصر حتى يصير الظل قامتين. قال: صدق).

وفي هذه الروايات كفاية إذ تركت روايات أخرى كثيرة خشية الإطالة.
10- [149/ باب وقت المغرب والعشاء الآخرة -الاستبصار ج1]








من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة فكر وقوة لأمة التيه للشاعر عبد الله الدليمي
»» تهنئة للمسلمين بعام هجري جديد 1436هـ
»» كل عام وأنتم بخير مع هالوين وكرسمس فرحاً بالتحرير
»» شهداء العمائم السنية من آل الجنابي دفاعاً عن مساجد بغداد
»» دعاء ليلة القدر‎ مؤثر جداً بصوت العفاسي
 
قديم 25-04-17, 03:44 PM   رقم المشاركة : 15
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


972/عن أبي وهب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أتى جبريل (عليه السلام) رسول الله (ص) بمواقيت الصلاة.. ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب ثم أتاه حين سقط الشفق فأمره فصلى العشاء …. ثم أتاه من الغد…. ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب ثم أتاه حين ذهب ثلـث
الليل فأمره فصلى العشاء… ثم قال: ما بينهما وقت).
11- [973] عن زرارة قال: (سمعت أبا جعفر (ع)
يقول وهو يحكي صلاة النبي (ص): وصلى المغرب حين تغيب الشمس فإذا غاب الشفق دخل وقت العشاء، وآخر وقت العشاء ثلث الليل.
12- [943] عن أبي أسامة الشمام قال: (قال رجل لأبي عبد الله (عليه السلام): أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم؟ فقال الإمام: خطابية! إن جبرائيل (عليه السلام) نزل بها على محمد (ص) حين سقط القرص).
13- [950] عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (سألته عن وقت المغرب؟ فقال: ما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق).

14- [940] عن عمرو بن أبي نصر قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في المغرب: إذا توارى القرص كان وقت الصلاة والإفطار).

15- [943] عن علي بن الحكم عمن حدثه عن أحدهما(عليه السلام) [أي الباقر أو الصادق]: (أنه سئل عن وقت المغرب؟ فقال: إذا غاب كرسيها. قلت: وما كرسيها؟ قال: قرصها. فقلت: متى يغيب قرصها؟ قال: إذا نظرت إليه فلم تره).
16- [944] عن عبد الله بن سنان قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وقت المغرب إذا غربت الشمس فغاب قرصها).
17- [946] عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (ص) يصلي المغرب حين تغيب الشمس حتى يغيب حاجبها).
18- [947] عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (وقت المغرب حين تغيب الشمس).
19- [949] عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن جبرائيل (عليه السلام) أتى النبي (ص) في الوقت الثاني للمغرب قبل سقوط الشفق).
20- [970] عن ذريح قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن أناساً من أصحاب أبي الخطاب يمسون بالمغرب حتى تشتبك النجوم فقال: أبرأ إلى الله
ممن فعل ذلك متعمداً).
حكم من أخر المغرب عند الأئمة (عليهم السلام)

فكل هذه الأحاديث المتقدمة تؤكد أن من أخر المغرب حتى تظهر النجوم متعمداً فقد خالف سنة الرسول (ص) واتبع الخطابية الذين ابتدعوا هذه البدعة في الكوفة وأن الأئمة (عليهم السلام) تبرأوا إلى الله منهم ومن فعلهم.
الجمع بين الصلوات لعذر

أما تأخير الصلاة أو جمعها لعذر وعلة مثل السفر والحرب والخوف والمرض، أو عند الحرج فهذا وارد بفعل الرسول (ص) وكذلك بفعل الأئمة (ع)، وقد ذكر الله بعضها في سورة النساء الآيتين (101-102). وإليك هذه الأحاديث:-
-[965] عن يزيد بن خليفة قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذن لا يكذب علينا قلت: قال: وقت المغرب إذا غاب القرص إلا أن رسول الله (ص) كان إذا جد به السير أخر المغـرب
ويجمع بينها وبين العشاء الآخرة؟ فقال: صدق.
وقال: وقت العشاء حين يغيب الشفق إلى ثلث الليل).
فتلاحظ قول الإمام: (إذا جد به السير) أي السفر. وهذه علة تأخير صلاة المغرب وجمعها مع العشاء.

2- [966] عن جعفر الصادق (عليه السلام): (أن النبي (ص) كان في الليلة المطيرة يؤخر من المغرب ويعجل بالعشاء فيصليهما جميعاً ويقول: من لا يرحم لا يُرحم).

3- [976] عن الحسن بن علي بن يقطين قال: (سألته [جعفر الصادق (عليه السلام)] عن الرجل تدركه صلاة المغرب في الطريق أيؤخرها إلى أن يغيب الشفق؟ قال: لا بأس بذلك في السفر، فأما في الحضر فدون ذلك شيء].
ومعنى الحديث أنه في الحضر لا يجوز الجمع أو التأخير إلا بوجود عذر أو علة.

4- [985] عن أبي عبيدة قال: (سمعت أبا جعفـر
(ع) يقول: كان رسول الله (ص) إذا كانت الليلة مظلمة أو ممطرة صلى المغرب ثم مكث قدر ما يتنفل الناس ثم أقام مؤذنه ثم صلى العشاء الآخرة وانصرفوا).

فالملاحظ من هذه الأحاديث الأخيرة أن تأخير صلاة المغرب وجمعها مع صلاة العشاء، أو تقديم صلاة العشاء وجمعها مع المغرب لا يجوز إلا لعذر: (سفر أو مطر أو خوف أو مرض أو حرب أو حرج).
إن هذه الأحاديث المذكورة في هذا الباب كلها تؤكد على أن وقت
صلاة المغرب يبدأ بغياب قرص الشمس وينتهي إلى غياب الشفق الأحمر، فإذا غاب الشفق دخل وقت العشاء.
ولقد اندثرت هذه الأحاديث في بطون الكتب، وظلت مختفية عن عامة الناس الذين لا يعرفون عنها شيئاً إلا ما وجدوه أمامهم ورأوه واقعاً في المساجد فظنوه هو الصحيح الذي لا صحيح أو حق بعده.
ولا تزال هذه الأحاديث في أماكنها لا تزيدها الأيام
إلا نسياناً وبعداً عن ذاكرة الناس وواقعهم. فإلى متى؟.
لماذا لا نخرج هذه الأحاديث وننفض عنها غبار الزمن؟ حتى يعلم المسلمون أن الخلاف بينهم مصطنع، وأن أصولهم واحدة، وأن ما خالف هذه الأصول فهو ملفق مضاف من أجل تفريقهم، وأن روايات كثيرة باطلة قد أضيفت ونسبت إلى (الأئمة) اخترعها أعداء الإسلام من الزنادقة والشعوبيين على الخصوص لكي يشوشوا ويخلطوا الحقائق على المسلمين.
لكنك لو وزنتها بميزان القرآن والسنة لوجدتها مخالفة لهما، وهذا دليل بطلانها. بل إنها تخالف ما ورد عنهم (عليهم السلام) مما يتفق وكتاب الله تعالى، فتكون المخالفة من الجهتين: جهة الكتاب والسنة، وقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف). والجهة الثانية: مخالفتها لأحاديث الأئمة (عليهم السلام).
فكيف نقيم دينا على مثل هذه الروايات المزخرفة؟!








من مواضيعي في المنتدى
»» هل أتاكم خبر عائشة ؟ أين محاميكم أيها العرب ؟
»» بالتفاصيل / إعدام 24 سني بريء بقضية سبايكر تفضح توقيع معصوم لأحكام إعدام بعنصرية قومي
»» بعد تهديد المالكي اقتحام عنيف ومجزرة في ساحة اعتصام الحويجة تبدأ نهاية الصفويين
»» حوار ثنائي مع الزميلة استبرق حول الولاية
»» إحصائية لفطائس متطوعي الجهاد الكفائي أكثر من 13 ألف قتيل ومفقود
 
قديم 25-04-17, 03:44 PM   رقم المشاركة : 16
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


جمع الصلوات في مصادر أهل السنة

ويواصل السيد محمد الياسري النجفي قائلاً:
الكل يعلم أن الله سبحانه وتعالى فرض على أمة محمد خمس صلوات عند إسرائه ومعراجه المبارك بعد أن فرضها عليه خمسين، وحدد لكل صلاة مواقيت محددة وحدوداً موقتة لا يجوز لأي مسلم أن يتعداها.
إن تشريع مواقيت الصلوات الخمس هو ضمن تشريع إلهي عظيم ودقيق، وإن معجزة الإسلام هي في تشريعه الذي جاء صالحاً وملائماً لجميع البشر وفي كل زمان ومكان، ولا يجوز التلاعب بهذا التشريع وهذه الحدود الإلهية أبداً لأنه وسيلة للقضاء على معجزة الإسلام، وحكم بغير ما أنزل الله وشرع.
إن الله أعلم بقدرات الإنسان من الإنسان نفسه: فهو لا يكلف الإنسان أمراً فوق قدراته، ولكن قد يحدث لهذا الإنسان أمر يحرج هذه القدرة ويضيقها فيحدث الله تغييراً في تشريعه يجعل القدرة تتناسب وهذا الحرج أو الضيق، بل (عند الضرورات تباح المحظورات) كأكل الميتة والخنزير وشرب الخمر: فإنه محرم في الأصل، ولكن عند الضرورة تباح هذه المحرمات. فإذا انقضى وقت الحرج والضرورة عدنا إلى أصل التحريم. هذه هي حدود الله جل وعلا . أما الذين يتعدون الحدود ويشربون الخمر مثلاً بلا ضرورة أو إلجاء بحجة كونه جائزاً أو مباحاً عند الضرورة فهذا خلط بل استحلاله من قبل من يعلم حرمته كفر يخرجه من الملة.

هذا الأمر حدث في الصلوات الخمس التي هي عماد الدين والتي تركها أعظم من شرب الخمر أو الزنا حيث أن الله حدد للصلوات مواقيت خمسة محددة بظل الشمس وأمرنا بالمحافظة على هذه المواقيت ولكن عند الحرج أو الضرورة جوز الله لنا على لسان رسوله (ص) الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وصلاتي المغرب والعشاء. أما الاستمرار على الجمع عند زوال الحرج أو الضرورة فهذا في حقيقته تشريع غريب يخالف الإسلام، وهو حرام.
ولقد جاءت الأحاديث في دواوين حديث أهل السنة كلها بهذا الذي ذكرناه إلا حديثاً واحداً عن ابن عباس (رضي الله عنه) اشتبه على البعض فظنه يجيز الجمع من دون عذر لأن الذي يرويه يتعمد –مع الأسف- الاقتصار على لفظ واحد له يحمل على هذا الوهم، ولا يرويه بألفاظه كلها التي إذا جمعت إلى بعضها – كما سيأتي بعد قليل إن شاء الله - ذهب الوهم وزالت الشبهة تماماً.
إن رسول الله (ص) صلى ثلاثة وعشرين عاماً أكثر من ثلاثين ألف صلاة مكتوبة. وفي المدينة وحدها صلى ما يقارب عشرين ألف صلاة في أوقاتها التي حددها الله لا يجمع بينها إلا إذا كان في سفر أو مرض أو ما شابههما من عذر، فهل يصح شرعاً ويستقيم عقلاً أن نتحجج أو نتعلل بحديث واحد ورد فيه أن رسول الله (ص) جمع مرة – ولنفرض أنه جمع من غير عذر البتة - كي نقلب الأمر الذي كان عليه (ص) حياته كلها لنجعل من هذه المرة الواحدة حالة مستديمة
حياتنا كلها؟!
ألا نفكر في السبب الذي من أجله كان ذلك الجمع تلك المرة؟! لنوفق بين هذا الحديث وغيره من الأحاديث، والأمر أمر عمل هو أعظم الدين على الإطلاق!.

الجواب عن حديث ابن عباس (رضي الله عنه)
إن هذا الحديث مخرج في صحيحي البخاري ومسلم ومسند أحمد وسنن النسائي والترمذي وأبي داود وابن ماجة كل بلفظه. فإذا جمعت هذه الألفاظ إلى بعضها تبين تماماً أن هذا الجمع إنما فعله الرسول (ص) عند الحرج في واقعة حدثت له مرة واحدة في المدينة فيزول الإشكال ويظهر التوافق بينه وبين فعل النبي (ص) الذي داوم عليه حياته الشريفة كلها.

وإليك الحديثَ بألفاظه:
عن ابن عباس (رضي الله عنه):
1- (صلى رسول الله (ص) في المدينة مقيماً غيـر
مسافر سبعا وثمان) هذا لفظ احمد والبخاري.
2- (صلى رسول الله (ص) الظهر والعصر والمغرب والعشاء جميعاً من غير خوف ولا سفر) هذا لفظ مسلم ومالك.
لاحظ أن لفظ الحديث الأول ينفي أن يكون الحرج الذي من أجله حصل الجمع هو السفر.
والحديث الثاني ينفي أن يكون هو الخوف أو السفر.
وهذا لا يعني النفي المطلق لجميع حالات الحرج: فلعل حالات أخرى للحرج كان من أجلها الجمع، فكأن ابن عباس يرد على من حصر السبب في السفر، أو السفر والخوف فقط فقال ما قال. والذي يؤيد هذا ويفصله ويخرجه من دائرة الاحتمال إلى الوقوع الحديث الآتي:
- اخرج البخاري عن ابن عباس (رضي الله عنه) : (أن النبي (ص) صلى بالمدينة سبعا وثمانيا: الظهر والعصر معاً، والمغرب والعشاء. فقيل: لعله في ليلـة
مطيرة؟ قال ابن عباس:عسى).
وهذا كلام ابن عباس وهو نفس الحديث الذي أخرجه البخاري وأحمد رقم (1)، ومسلم ومالك رقم (2). ولكنه هنا رقم (3) جاء مفصلاً إذ يبين فيه ابن عباس راوي الحديث أن هناك حرجاً وضرورة غير الخوف والسفر هو المطر أو عسى أن يكون المطر.


الجمع الصوري
ومع هذا روايات أخرى لحديث ابن عباس تفصله أكثر، وتبين أن هذا الجمع - بالإضافة إلى كونه لعلة فهو جمع - حصل بطريقة تسمى في الفقه بـ(الجمع الصوري). وهو أن يؤخر الظهر إلى آخر وقتها فيصليها، ثم يقدم العصر إلى أول وقتها فيصليها بعد أن صلى الظهر مباشرة كما ورد في الحديث الآتي:
- أخرج النسائي عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: (صليت مع النبي (ص) الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً: أخر الظهر وعجل العصر ،
وأخر المغرب وعجل العشاء).
إن هذا الجمع الصوري قد فعله النبي (ص) كي لا يحرج أمته. أي أراد الرسول (ص) أن يعلم الأمة أنه عند وجود حرج ما من أي نوع كان هذا الحرج [سفر، مطر، أو أي حرج أخر قد يحدث بتطور الحياة تغير الزمان والمكان] فيجوز الجمع في مثل هذا الظرف. وهذا يفصله أكثر الحديث الآتي:
- أخرج مسلم عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: (جمع الرسول (ص) الظهر والعصر والمغرب العشاء من غير خوف ولا مطر. قيل لابن عباس: ماذا أراد بذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته).
تأمل قوله: (أراد أن لا يحرج أمته). أي إذا مر فرد من الأمة بظرف يحرجه فيجوز له أن يجمع الصلاة جمعاً صورياً. أما ما هو نوع الحرج فهو ليس بشرط أن يكون مطراً أو سفراً أو خوفاً، بل حرجاً من أي نوع كان يفرضه تطور الحياة واختلاف الزمان والمكان. وهذا من عظمة الإسلام إذ أن نصوصه ليست جامدة، بل هي مرنة تتسع لكل ظرف بما يناسبه. فجاء النص عاماً غير مقتصر على أنواع محددة من الحرج لم يكن غيرها في زمان النبوة، فقد يحدث الزمان أو الظرف أنواعاً أخرى لم تكن معروفة آنذاك.
وهكذا يتفاعل الدين الإسلامي دائماً وأبداً مع تطور الحياة.
ومما يفسر حديث احمد البخاري رقم (1)، ومسلم ومالك رقم (2) الحديث التالي الذي أخرجه البخاري ومسلم:
- عن عمرو بن دينار قال: (يا أبا الشعثاء [أبو الشعثاء راوي حديث ابن عباس في البخاري ومسلم رقم (1) و(2)] أظنه أخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء؟ فقال أبو الشعثاء: وأنا أظنه).
وهذا مما يؤيد أن الجمع الذي فعله الرسول (ص) كان جمعاً صورياً لكي لا يحرج أمته.
ولكي تزداد يقيناً اقرأ الحديث الآتي:
- أخرج البخاري ومالك وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: (ما رأيت رسول الله (ص) صلى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين جمع).
ولكي نصل إلى ختام يقيني في المسألة هاك الحديث الآتي:
- أخرج الطبري عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال: (خرج علينا رسول الله (ص) فأخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء فجمع بينهما).
والآن استمع إلى ابن عباس الذي روى حديث الجمع الصوري عند الحرج ماذا قال؟
- عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (ص): (من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الكبائر) رواه الحاكم.
- عن عائشـة (رضي الله عنها) قالت: (كان ديـدن
رسـول الله (ص) الصلاة في أول وقتها. وما صلـى
صلاة لآخر وقتها مرتين حتى قبضه الله).
أما حديث أبي أمامة في صلاته مع عمر بن عبد العزيز فليس له علاقة بالموضوع إطلاقاً لأنه في البخاري إنما ورد في: (باب –وقت صلاة العصر)، وليس في باب الجمع. فليس له علاقة بجمع الصلوات كما أن عمر بن عبد العزيز كان يصلي الظهر عند منتصف وقتها لانشغاله قبله بمناقشة شؤون المسلمين بصفته أمير المؤمنين فيقوم عند ذاك ليصلي النافلة القبلية ثم فرض الظهر. وكان يطيل القراءة والذكر ويتم الأركان، ثم النافلة البعدية وقبلها الذكر بعد الفريضة فينتهي من النافلة البعدية قريباً من دخول وقت العصر. في هذا الوقت خرج أبو أمامة مع أصحابه من المسجد وتوجه إلى بيت أنس بن مالك فدخل وقت العصر.

والآن: كم هو الوقت الذي استغرقه عمر بن عبد العزيز في الصلاة حتى خرج أبو أمامة بعده من المسجد؟
كم جلسوا في المسجد بعد انتهاء الصلاة؟
كم الوقت الذي استغرقوه للوصول مشياً إلى بيت أنس؟
كم هي المسافة بين المسجد وبين بيت أنس؟ هذا كله ليس موضحاً وليس معروفاً من لفظ الحديث لأنه لم يشر إليه. فكيف يحتج بمثل هذا؟ وكيف نترك الواضح إلى المشتبه؟‍!
قد يسأل سائل: لماذا لم يصل أنس(رضي الله عنه) العصر جماعة في المسجد؟ الجواب: يبدو أنه كان يمر بظرف خاص يجيز له شرعاً التخلف عنه والله أعلم به.
أما قول أنس (رضي الله عنه) : (هذه صلاة الرسول التي كنا نصلي معه) فهذا يعود على صفة الصلاة وهيئتها من حيث القراءة والركوع والسجود والخشوع لا إلى وقت.


حديث جبريل (عليه السلام) في المواقيت المتفق عليه
- عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، وعن الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) (كما جاء في كتاب الاستبصار للطوسي والوافي للكاشاني وبحار الأنوار للمجلسي ومن لا يحضره الفقيه للقمي ووسائل الشيعة للحر العاملي ومستدرك الوسائل للنوري الطبرسي).
والحديث نفسه يرويه كذلك احمد والترمذي والنسائي.
من ذكرت آنفاً روى:
(أن النبي (صلى الله عليه وسلم) جاءه جبريل (عليه السلام) فقال له: قم فصل. فصلى الظهر حين زالت الشمس. ثم جاءه العصر فقال له: قم فصل فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله. ثم جاءه المغرب فقال له: قم فصل فصلى المغرب حين غربت الشمس. ثم جاءه العشاء قال له: قم فصل فصلى العشاء حين غاب الشفق. ثم جاءه الفجر فقال له: قم فصل فصلى الفجر حين برق الفجر. ثم جاءه من الغد للظهر فقال له: قم فصل فصلى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله. ثم جاءه العصر فقال له: قم فصل فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه. ثم جاءه المغرب فقال له: قم فصل فصلى المغرب في وقته. ثم جاءه العشاء حين ذهب الليل فصلى العشاء. ثم جاءه حين أسفر الفجر فقال له: قم فصل فصلى الفجر. ثم قال له جبريل: ما بين هذين الوقتين وقت).
وهناك عشرات الأحاديث المتفق عليها بين كل المذاهب تدل على مواقيت الصلاة المذكورة في هذا الحديث الأخير. وكذلك ما ورد في [نهج البلاغة –الجزء الثالث: ص(83) ] يدل على المواقيت الخمسة للصلوات الخمس ويدل على أن الإمام (عليه السلام) كان يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها الخمسة.
وهذا قوله في نهج البلاغة :
(أما بعد.. فصلوا الظهر حتى تفيء الشمس من مربض العنز، وصلوا بهم العصر والشمس بيضاء حية.. وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم.. وصلوا بهم العشاء حين يتوارى الشفق إلى ثلث الليل، وصلوا بهم افجر والرجل يعرف وجه صاحبه).
وهذه طائفة من أحاديث النبي (ص):
1- (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً وأحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن
كان له على الله عهد أن يغفر له).
2- (من حافظ على الصلوات الخمس وركوعهن وسجودهن وعلم أنهن حق من عند الله دخل الجنة).
3- سئل الرسول (ص): أي الأعمال أفضل؟ قال: (الصلاة على أوقاتها). قيل: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين). قيل: ثم أي؟ قال (الجهاد في سبيل الله).



عود على بدء
ويختم فضيلة السيد محمد الياسري كلامه بما بدأه به من أحاديث عن الأئمة الكرام قائلاً:

بما أنه لا تجوز الصلاة في غير الوقت كما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من صلى في غير الوقت فلا صلاة له)، وأن وقت الظهر غير وقت العصر، وكذلك العشاء غير المغرب فمن جمع بين الصلوات لغير عذر: بحيث صلى مثلاً العصر في وقت الظهر أو العكس فهو معرض للوقوع تحت طائلة الحديث السابق وما فيه من وعيد ببطلان ما أداه مـن
صلاة. وعليه أن يتذكر قول الإمام (عليه السلام): (وليس لأحد أن يجعل آخر الوقتين وقتاً من غير علة).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.







من مواضيعي في المنتدى
»» ولصندوق النقد نصيب.. مصيبة مع المصائب/ د. فراس الزوبعي
»» مياه الأمطار في المستشفيات تتصاعد ومدينة الطب بانتظار المصاعد
»» إحصائية لقصف القوات الصفوية والتحالف لقطعاتها عن طريق الخطأ
»» أنفجارات تعصف في محافظات العراق والمالكي يهرع إلى إيران
»» بعد حصارهم للهوية السنية ، تعاد ثانية إلى مؤتمر الثوار في عمان
 
قديم 25-04-17, 05:35 PM   رقم المشاركة : 17
ابو عبد العزيز القيسي
شيعي مهتدي







ابو عبد العزيز القيسي غير متصل

ابو عبد العزيز القيسي is on a distinguished road


جزاك الله كل خير على هذا العرض المفصل لتلك الرسالة القيمة ... اسال الله العظيم ان يجعل ذلك في ميزان حسناتك .. اللهم امين .







التوقيع :
القيسي
من مواضيعي في المنتدى
»» الرواديد وحل الخرافة ومصدر التلقي
»» الرشد الإجتماعي عند الشيعة
»» الرواديد وحل الخرافة ومصدر التلقي
»» صعلوك وحوله مجموعة من الصعاليك يسبون عمر وعاشة وجميع اهل السنة ومن داخل مناطق السنة
»» عوائق وعلائق الاصلاح امام المتظاهرين
 
قديم 29-04-17, 10:30 AM   رقم المشاركة : 18
آملة البغدادية
مشرفة الحوارات







آملة البغدادية غير متصل

آملة البغدادية is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد العزيز القيسي مشاهدة المشاركة
   جزاك الله كل خير على هذا العرض المفصل لتلك الرسالة القيمة ... اسال الله العظيم ان يجعل ذلك في ميزان حسناتك .. اللهم امين .

وجزاك الله الجنة أخي الفاضل وهدى بك
رضي الله عن الشيخ الدكتور طه الدليمي ونفع بعلمه






من مواضيعي في المنتدى
»» حملة طرد النازحين ومواجهات داعش في النجف تسرع تشييع العراق
»» السجون العراقية.. واقع مزرٍ وحقائق جديدة صادمة
»» آقا رضا الهمَداني يقول على نفسه نجا من جهنم بِضَرطةٍ !!
»» إضراب 750 ألف معلم في العراق ، عندما يوَظّف لأهداف طائفية من قبل المرجعة
»» رايات القاعدة في إيران تحرير أم سيناريو معاد مرير
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:05 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "