موضوع مهم جدا
هل لأهل البيت مذهب خاص؟
في حلقة سابقة بيّنا أنهم ليس لهم مذهب خاص يتميزن به عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يترتب عليه أمور بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم خصهم بعلم وهذا لم يثبت قط على الإطلاق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصهم بعلم أو بعناية زائدة على بقية الصحابة رضوان الله عليهم.
وبيّنا أنه لا يمكن قيام هذا المذهب الخاص بآل البيت لأمور كثيرة:
أولا:هل هذا المذهب ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أم إلى اثنا عشر رجلا؟
لأن عدد الأحاديث المروية في المكب الأربعة كما قلنا في حلقة ماضية عن أهل البيت بل عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو رأس أهل البيت: من أصل 44ألف حديثا كم كان نصيب النبي صلى الله عليه وسلم منها؟!
644 حديثا !! من أصل 44ألف !!
يعني حتى لم تصل ألفا سبحان الله!
قد يسأل شيعي ويقول: لماذا أنتم تروون لأبي هريرة في كتبكم أحاديث أكثر من علي؟
هذا سؤال وجيه ومن حقه أن يسأله
نقول: أبشر، هل تعرف أن علي رضي الله عنه له في كتبنا أكثر من الثلاثة الخلفاء! ليست المشكلة المقارنة بين أبي هريرة وعلي، المقارنة ستكون بين أبي بكر وعلي، وإلا فجابر الجعفي روى عندكم 70 ألف حديث وهو ليس معصوما،
فأبو هريرة اجعلوه مثل جابر الجعفي،
ليس الفضل عندنا في الروايات، روى قليلا أم كثيرا وإلا فسنحاسبكم إلى مذهبكم
هل تحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر أم جعفر الصادق؟
كم رويتم لجعفر الصادق في كتبكم وكم رويتم للنبي صلى الله عليه وسلم؟
فإذا كنتم تحبون النبي صلى الله عليه وسلم أكثر فلماذا رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث أقل من جعفر الصادق؟
أما نحن فنقول: أبو بكر الصديق رضي الله عنه له في الكتب عندنا السنن والصحيحين 229 حديثا عمر بن الخطاب رضي الله عنه 1158 عثمان بن عفان رضي الله عنه 354 علي بن أبي طالب رضي الله عنه 1589 حديثا لو جمعنا الثلاثة الخلفاء على جهة وعلي رضي الله عنه لوحده لكان علي أزيد من الخلفاء الثلاثة مجتمعين رواياته وأحاديثه.
إذن نحن الذين نحب عليا رضي الله عنه
ولك أن تسأل هل نحب أبا هريرة أكثر أم أبا بكر؟
لا شك أبا بكر أكثر لكن نحن ليس المقياس عندنا في الحب بكثرة الرواية.
لماذا الخلفاء قلّت روايتهم؟ لأسباب:
الخلفاء كانوا مشغولين بتوطيد وتأصيل وتثبيت دعائم الإسلام مهتمون بأمور السياسة الكلية لبلاد المسلمين.
أبو هريرة رضي الله عنه كثرت أحاديثه لأربعة أسباب:
1- كان متفرغا لطلب العلم من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يشغله شيء.
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بكثرة الرواية.
3- أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يأخذ الأحاديث عن الصحابة ومما يوضح هذا كل حديث مروي عن أبي هريرة عندنا فمثله موجود في كتب الشيعة
إذن فليس هناك مذهب خاص لآل البيت وإلا فنحن روينا لعلي رضي الله عنه في كتبنا أكثر من الروايات الواردة عن علي في كتبكم.
كم أحاديث علي رضي الله عنه في الكتب الأربعة؟ اعملوا إحصائية
نطلب لجنة مختصة محايدة تأخذ كتب الحديث عندنا أهل السنة وعند الشيعة وتنظر من الذي أخرج أحاديث لعلي رضي الله عنه أكثر نحن أم الشيعة؟
وستظهر النتيجة للناس أننا نحن روينا عن علي رضي الله عنه أكثر من الرافضة والشيعة الاثني عشرية
أيضا مما يدل على هذا الموضوع: أن هناك رواة مجروح فيهم
لا يمكن قيام مذهب لآل البيت خاص، لماذا؟
لأن الرواة الذين عمدة الأحاديث عليهم
زرارة بن أعين/ أبو بصير ليث المرادي / بريد بن مسلم / جابر الجعفي، هؤلاء أربع رواة قام عليهم دين الإمامية هل تعرفون أن هؤلاء الأربعة كلهم ملاعين؟!
ولهذا لو أخذنا كتاب: معرفة الرجال للطوسي فيه لعن لزرارة بن أعين بإخبار جعفر الصادق عليه رضوان الله
فكيف سنأخذ ديننا عن أناس ملعونين؟!
قال جعفر الصادق: لعن الله زرارة لعن الله زرارة لعن الله زرارة
وأما جابر الجعفي فقد جاء في رجال الكشي أنه كان مخلطا!
راجعوا كتبكم
وبريد ملعون أيضا
مثلا جابر الجعفي قال الحر العاملي: روى 70 ألف حديث عن الباقر
وروى 140 ألف حديث قال: والظاهر أنه ما روى عن طريق الأئمة مشافهة أكثر مما روى
وسائل الشيعة للعاملي ج20 ص151
وزرارة بن أعين ماذا يقول عن جابر الجعفي؟ قال سألت أبا عبد الله عن أحاديث جابر فقال: ما رأيته عند أبي إلا مرة فقط. في رجال الكشي
ما رآه ولا وجده عند أبيه إلا مرة واحدة جعفر الصادق يقول: ما وجده عند الباقر إلا مرة واحدة!
طيب هذه الأحاديث كلها من أين جاءت؟!
70 ألف حديث و140 ألف حديث من أين جاءت وهو لم يلتق به إلا مرة واحدة؟!
وأما ما يتعلق بجابر الجعفي فيقول النجاشي: أنه كان مخلطا
ويقول هاشم معروف الحسن: إن جابرا الجعفي من المتهمين عند أكثر المؤلفين في الرجال هذا في كتاب الموضوعات في الآثار والأخبار
أما زرارة بن أعين فيقول فيه: ما أحدث في الإسلام حدث ما أحدث زرارة بن أعين عليه لعنة الله.(أي لم يفعل احد مما يسيء للإسلام كما فعل زرارة)
وفي رجال الكشي: زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال مع الله ثالث.
ويقول أبو عبد الله عليه السلام: إن الله تعالى نكس قلب زرارة، في رجال الكشي.
فهل هؤلاء يعتمد عليهم في نقل مذهب أهل البيت؟!
وبريد بن معاويية العجلي يقول كما في رجال الكشي: لعن الله بريدا.
لا يمكن الاعتماد على كتب خاصة لمذهب آل البيت
ولهذا كان يُكذب على أهل البيت
لهذا يقول جعفر الصادق: إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا.
مثال: في أصول الكافي: باب النهي عن الجسم والصورة عن علي بن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبد الله: سمعت هشام بن الحكم يروي عنكم أن الله جسم. ج/1
يروي عنكم لا عن غيركم!
إذن سؤال لكمال الحيدري: أنت بين خيارين: إما أن تقول هشام بن الحكم كذاب لا تقبل روايته لأنه قال يروي عنكم عنكم أهل البيت ليس من رأيه ولا أخذه من غير آل البيت إما أن تقول أن أهل البيت كانوا يقولون أن الله جسم! فما حكمهم عندك؟!
ونحن لا نقول بهذه اللفظة لا نقول أن الله جسم ولا ليس بجسم لماذا؟
لأن هذه الكلمة تحتمل حقا وباطلا ؛ لأن أهل البدع يقصدون بقولهم أن الله جسم إذا كان الله يرى يوم القيامة معناه أن الله جسم!
فنحن لا نقول بهذه الألفاظ المجملة نقولك أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة ولا نسمي الله جسما لكن ما دلت عليه هذه الآيات من إثبات الصفات لله عز وجل لا يجوز إنكارها بحجة أنه يستلزم منها الجسم.
إذن كلمة جسم أصلها بدعة نفيا وإثباتا لأن نفيها قد ينفى معه شيء من الحق وهو إثبات الصفات