العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن الآل والصحب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-12, 08:03 PM   رقم المشاركة : 21
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road





الحلقة التاسعه عشر
الفاروق ينسى آلامه من أجل الإسلام ويصدر توجيهاته لاختيار الخليفة من بعده
-4-


ابتكاره طريقة جديدة في اختيار الخليفة من بعده:
استمر اهتمام الفاروق عمر رضي الله عنه بوحدة الأمة ومستقبلها، حتى اللحظات الأخيرة من حياته، رغم ما كان يعانيه من آلام جراحاته البالغة، وهي بلا شك لحظات خالدة، تجلى فيها إيمان الفاروق العميق وإخلاصه وإيثاره، وقد استطاع الفاروق في تلك اللحظات الحرجة أن يبتكر طريقة جديدة لم يسبق إليها في اختيار الخليفة الجديد وكانت دليلاً ملموساً، ومعلماً واضحاً على فقهه في سياسة الدولة الإسلامية.


لقد مضى قبله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستخلف بعده أحداً بنص صريح، ولقد مضى أبو بكر الصديق واستخلف الفاروق بعد مشاورة كبار الصحابة ولما طلب من الفاروق أن يستخلف وهو على فراش الموت، فكر في الأمر ملياً وقرر أن يسلك مسلكاً آخر يتناسب مع المقام؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الناس وكلهم مقر بأفضلية أبي بكر وأسبقيته عليهم فاحتمال الخلاف كان نادراً وخصوصاً أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه الأمة قولاً وفعلاً إلى أن أبا بكر أولى بالأمر من بعده، والصدّيق لما استخلف عمر كان يعلم أن عند الصحابة أجمعين قناعة بأن عمر أقوى وأقدر وأفضل من يحمل المسؤولية بعده، فاستخلفه بعد مشاورة كبار الصحابة ولم يخالف رأيه أحد منهم، وحصل الإجماع على بيعة عمر، وأما طريقة انتخاب الخليفة الجديد فتعتمد على جعل الشورى في عدد محصور، فقد حصر ستة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم بدريون وكلهم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وكلهم يصلحون لتولي الأمر، ولو أنهم يتفاوتون، وحدد لهم طريقة الانتخاب ومدته، وعدد الأصوات الكافية لانتخاب الخليفة وحدد الحكم في المجلس والمرجح إن تعادلت الأصوات وأمر مجموعة من جنود الإسلام لمراقبة سير الانتخابات في المجلس وعقاب من يخالف أمر الجماعة ومنع الفوضى بحيث لا يسمحون لأحد يدخل أو يسمع ما يدور في مجلس أهل الحل والعقد...


العدد الذي حدده الفاروق للشورى وأسماؤهم:
أما العدد فهو ستة وهم: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم جميعاً، وترك سعيد بن زيد بن نفيل وهو من العشرة المبشرين بالجنة ولعله تركه لأنه من قبيلته بني عدي..



طريقة انتخاب الخليفة:
أمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ويتشاوروا وفيهم ابنه عبد الله بن عمر يحضرهم مشيراً فقط وليس له من الأمر شيء ويصلي بالناس أثناء التشاور صهيب الرومي ، ولم يقدم عمر رضي الله عنه أحداً من الستة المرشحين للخلافة حتى لا يظن تقديمه للصلاة ترشيحاً له من عمر، وأمر المقداد بن الأسود وأبا طلحة الأنصاري أن يرقبا سير الانتخابات.


مدة الانتخابات والمشاورة:
حددها الفاروق رضي الله عنه بثلاثة أيام وهي فترة كافية، وإن زادوا عليها فمعنى ذلك أن شقة الخلاف ستتسع ولذلك قال لهم: لا يأتي اليوم الرابع إلا وعليكم أمير.


عدد الأصوات الكافية لاختيار الخليفة وبطلان بعض الروايات:
كان يعرف الفاروق أن انتخاب خليفة للمسلمين بعد موته سيتم من غير صعوبات، لأن من اختارهم الفاروق هم الصفوة الأخيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي اختارهم لهذا الأمر لعلمه بفضلهم وقدرهم ومكانتهم، ولو شك الفاروق في اختلاف المرشحين حول الخلافة لأشرف عليهم بنفسه قبل موته، لذلك لا صحة لبعض الروايات التي تقول بأن الفاروق أمرهم بالاجتماع والتشاور وحدّد لهم أنه إذا اجتمع خمسة منهم على رجل وأبى أحدهم فليضرب رأسه بالسيف وإن اجتمع أربعة وفرضوا رجلاً منهم وأبى اثنان فيضرب رأسيهما.


وهذه من الروايات التي لا تصح سنداً فهي من الغرائب التي ساقها أبو مخنف مخالفاً فيها النصوص الصحيحة وما عرف من سير الصحابة رضي الله عنهم، فما ذكره أبو مخنف من قول عمر لصهيب: وقم على رؤوسهم أي أهل الشورى فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلاً وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة فرضوا رجلاً منهم وأبى اثنان، فاضرب رؤوسهما، فهذا قول منكر وكيف يقول عمر رضي الله عنه هذا وهو يعلم أنهم هم الصفوة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي اختارهم لهذا الأمر لعلمه بفضلهم وقدرهم، وقد ورد عن ابن سعد أن عمر قال للأنصار: أدخلوهم بيتاً ثلاثة أيام فإن استقاموا وإلا فادخلوا عليهم فاضربوا أعناقهم، وهذه الرواية منقطعة وفي إسنادها (سماك بن حرب) وهو ضعيف وقد تغير بآخره.


والصحيح:
هو ما أخرجه ابن سعد بإسنادٍ رجاله ثقات أن عمر رضي الله عنه قال لصهيب: صل بالناس ثلاثاً وليخل هؤلاء الرهط في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فاضربوا رأسه، فعمر رضي الله عنه أمر بقتل من يريد أن يخالف هؤلاء الرهط الستة ويشق عصا المسلمين ويفرق بينهم، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمركم جميع، على رجل واحد منكم، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم فاقتلوه.


الحكم في حال الاختلاف:
لقد أوصى بأن يحضر عبد الله بن عمر معهم في المجلس وأن ليس له من الأمر شيء، ولكن قال لهم: فإن رضي ثلاثة رجلاً منهم وثلاثة رجلاً منهم فحكّموا عبدَ الله بن عمر فأي الفريقين حكم له، فليختاروا رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، ووصف عبد الرحمن بن عوف بأنه مسدد رشيد فقال عنه: ونعم ذو الرأي عبد الرحمن بن عوف مسدد رشيد له من الله حافظ فاسمعوا منه.


الأنصار تراقب الانتخابات وتمنع الفوضى:
طلب عمر أبا طلحة الأنصاري وقال له: يا أبا طلحة إن الله عز وجل أعز الإسلام بكم فاختر خمسين رجلاً من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلاً منهم، وقال للمقداد بن الأسود: إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلاً منهم.


هكذا ختم حياته رضي الله عنه ولم يشغله ما نزل به من البلاء ولا سكرات الموت عن تدبير أمر المسلمين، وأرسى نظاماً صالحاً للشورى لم يسبقه إليه أحد، ولا يشك أن أصل الشورى مقرر في القرآن والسنة القولية والفعلية وقد عمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ولم يكن عمر مبتدعاً بالنسبة للأصل ولكن الذي عمله عمر هو تعيين الطريقة التي يختار بها الخليفة وحصر عدد معين جعلها فيهم وهذا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصديق رضي الله عنه بل أول من فعل ذلك عمر، ونِعم ما فعل الفاروق فقد كانت طريقة اختياره خليفة من بعده أفضل الطرق المناسبة لحال الصحابة في ذلك الوقت.



وهنا تساؤل مهم لمن ضل الطريق:

عندما وجه الفاروق عمر باختيار ستة من كبار الصحابة للخلافة من بعده، وقـَبـِلَ الصحابة وصية الفاروق بقبول حسن، لماذا لم يعترض حينئذ علي بن أبي طالب ومعه بنو هاشم على قرار عمر ويخبرونه أن الخليفة هو علي إذا كان هناك نص صريح بتنصيب علي رضي الله عنه إماما للمسلمين من الله ورسوله؟ أليس علي بن أبي طالب لو قال إنه هو الإمام والخليفة لسمع الصحابة كلامه وقبلوه؟
وكذا الحال مع بيعة أبي بكر الصديق،فلم يحدث أن عليا بن ابي طالب بعد أن وقع الخلاف بين المهاجرين والأنصار أن قال إنه هو الخليفة، فقد كان أبوبكر هو مرشح المهاجرين، وسعد بن معاذ مرشح الأنصار، ومع ذلك لم يؤثر عن علي أو أحد من بني هاشم أو سلمان الفارسي أو أبوذر أو غيرهم أن اعترضوا على ترشيح ابي بكر ومبايعته ولا على الوصية بالخلافة لعمر بعد أبي بكر ولا لوصية عمر بانتخاب خليفة من كبار الصحابة عينهم بالإسم..



يتبع

...
وصية الفاروق للخليفة الجديد واللحظات الأخيرة في حياته...






 
قديم 29-01-12, 03:50 PM   رقم المشاركة : 22
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road


الحلقة العشرون
اللحظات الأخيرة في حياة الفاروق قبل استشهاده
-4-
وصية عمر رضي الله عنه للخليفة الذي بعده



الفاروق يهتم لأمر الأمة حتى على فراش الموت:

كان الشهيد الفاروق على فراش الموت متأثرا بطعنات أبي لؤلؤة المجوسي، ورغم عمق الجراح وآلامها فإن الفاروق لم يترك الأمة دون نصح أو توجيه، وخير من يوصيه هو الخليفة من بعده، والذي سيخلفه في قيادة الأمة وتسيير أمورها، فقد أوصاه الفاروق عمر رضي الله عنه بوصية مهمة جامعة تدل على ورع الفاروق وتقواه واهتمامه بالأمة أكثر من نفسه، كما تدل على عبقريته في السياسة والإدارة والحكم والعدل وبعد النظر، كما تدل على فصاحة الفاروق وبراعته، فقال فيها:

(أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له، وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيراً أن تعرف لهم سابقتهم وأوصيك بالأنصار خيراً، فاقبل من محسنهم، وتجاوز عن مسيئهم، وأوصيك بأهل الأمصار خيراً، فإنهم ردء العدو، وجباة الفيء، لا تحمل منهم إلا عن فضل منهم وأوصيك بأهل البادية خيراً، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام أن تأخذ من حواشي أموالهم فترد على فقرائهم، وأوصيك بأهل الذمة خيراً، أن تقاتل من وراءهم، ولا تكلفهم فوق طاقتهم إذا أدّوا ما عليهم للمؤمنين طوعاً، أو عن يد وهم صاغرون، وأوصيك بتقوى الله، والحذر منه، ومخافة مقته أن يطلع منك على ريبة وأوصيك أن تخشى الله في الناس، ولا تخشى الناس في الله وأوصيك بالعدل في الرعية، والتفرغ لحوائجهم وثغورك، ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم، فإن في ذلك بإذن الله سلامة قلبك، وحطاً لوزرك، وخيراً في عاقبة أمرك حتى تفضي في ذلك إلى من يعرف سريرتك ويحول بينك وبين قلبك وآمرك أن تشتد في أمر الله، وفي حدوده ومعاصيه على قريب الناس وبعيدهم، ثم لا تأخذك في أحد الرأفة، حتى تنتهك منه مثل جرمه، واجعل الناس عندك سواء، لا تبال على من وجب الحق، ولا تأخذك في الله لومة لائم، وإياك والمحاباة فيما ولاك الله مما أفاء على المؤمنين، فتجور وتظلم، وتحرم نفسك من ذلك ما قد وسعه الله عليك، وقد أصبحت بمنزلة من منازل الدنيا والآخرة، فإن اقترفت لدنياك عدلاً وعفة عما بسط لك اقترفت به إيماناً ورضواناً، وإن غلبك الهوى اقترفت به غضب الله، وأوصيك ألا ترخص لنفسك ولا لغيرك في ظلم أهل الذّمة، وقد أوصيتك، وخصصتك ونصحتك فابتغ بذلك وجه الله والدار الآخرة، واخترت من دلالتك ما كنت دالاً عليه نفسي وولدي، فإن علمت بالذي وعظتك، وانتهيت إلى الذي أمرتك أخذت منه نصيباً وافراً وحظاً وافياً، وإن لم تقبل ذلك، ولم يهمك، ولم تترك معاظم الأمور عند الذي يرضى به الله عنك، يكن ذلك بك انتقاصاً، ورأيك فيه مدخولاً، لأن الأهواء مشتركة، ورأس الخطيئة إبليس داع إلى كل مهلكة، وقد أضل القرون السالفة قبلك، فأوردهم النار وبئس المورود، وبئس الثمن أن يكون حظ امرئ موالاة لعدو الله، الداعي إلى معاصيه، ثم اركب الحق، وخض إليه الغمرات، وكن واعظاً لنفسك، وأناشدك الله إلا ترحمت على جماعة المسلمين، وأجللت كبيرهم، ورحمت صغيرهم، ووقرت عالمهم، ولا تضربهم فيذلوا، ولا تستأئر عليهم بالفيء فتغضبهم، ولا تحرمهم عطاياهم عند محلّها فتفقرهم، ولا تجمّرهم في البعوث فينقطع نسلهم ولا يجعل المال دُولة بين الأغنياء منهم، ولا تغلق بابك دونهم، فيأكل قويهم ضعيفهم هذه وصيتي إليك، وأشهد الله عليك، وأقرأ عليك السلام).

يقول الدكتور علي الصلّابي تعليقا على هذه الوصية الجامعة:
هذه الوصية تدل على بعد نظر عمر في مسائل الحكم والإدارة، وتفصح عن نهج ونظام حكم وإدارة متكامل، فقد تضمنت الوصية أموراً غاية في الأهمية، فحق أن تكون وثيقة نفيسة، لما احتوته من قواعد ومبادئ أساسية للحكم متكاملة الجوانب الدينية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية يأتي في مقدمتها:

1- الناحية الدينية، وتضمنت:

‌أ- الوصية بالحرص الشديد، على تقوى الله، والخشية منه في السر والعلن في القول والعمل، لأن من اتقى الله وقاه ومن خشيه صانه وحماه (أوصيك بتقوى الله وحده لا شريك له) (وأوصيك بتقوى الله والحذر منه.. وأوصيك أن تخشى الله.

‌ب- إقامة حدود الله على القريب والبعيد (لا تبال على من وجب الحق) (ولا تأخذك في الله لومة لائم) لأن حدود الله نصت عليها الشريعة فهي من الدين، ولأن الشريعة حجة على الناس، وأعمالهم وأفعالهم تقاس بمقتضاها، وأن التغافل عنها إفساد للدين والمجتمع.

‌ج- الاستقامة (استقم كما أمرت) وهي من الضرورات الدينية والدنيوية التي يجب على الحاكم التحلي بها قولاً وعملاً أولاً ثم الرعية (كن واعظاً لنفسك) (وابتغ بذلك وجه الله والدار الآخرة).

2- الناحية السياسية، وتضمنت:

أ‌- الالتزام بالعدل، لأنه أساس الحكم، وإن إقامته بين الرعية، تحقيق للحكم قوة وهيبة ومتانة سياسية واجتماعية، وتزيد من هيبة واحترام الحاكم في نفوس الناس (وأوصيك بالعدل) (واجعل الناس عندك سواء).

ب‌- العناية بالمسلمين الأوائل من المهاجرين والأنصار لسابقتهم في الإسلام، ولأن العقيدة وما أفرزته من نظام سياسي، قام على أكتافهم، فهم أهله وحملته وحماته (وأوصيك بالمهاجرين الأولين خيراً، أن تعرف لهم سابقتهم، وأوصيك بالأنصار خيراً، فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم).

3- الناحية العسكرية، وتضمنت:

‌أ-الاهتمام بالجيش وإعداده إعداداً يتناسب وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه لضمان أمن الدولة وسلامتها، والعناية بسد حاجات المقاتلين (التفرغ لحوائجهم وثغورهم).

‌ب-تجنب إبقاء المقاتلين لمدة طويلة في الثغور بعيداً عن عوائلهم وتلافياً لما قد يسببه ذلك من ملل وقلق وهبوط في المعنويات، فمن الضروري منحهم إجازات معلومة في أوقات معلومة يستريحون فيها ويجددون نشاطهم خلالها، من جهة، ويعودون إلى عوائلهم لكي لا ينقطع نسلهم من جهة ثانية (ولا تجمرهم في الثغور فينقطع نسلهم) (وأوصيك بأهل الأمصار خيراً، فإنهم ردء العدو).

ج-إعطاء كل مقاتل ما يستحقه من فيء وعطاء، وذلك لضمان مورد ثابت له ولعائلته يدفعه إلى الجهاد، ويصرف عنه التفكير في شؤونه المالية (ولا تستأثر عليهم بالفيء فتغضبهم ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها فتفقرهم).

4-الناحية الاقتصادية والمالية، وتضمنت:

أ-العناية بتوزيع الأموال بين الناس بالعدل والقسطاس المستقيم، وتلافي كل ما من شأنه تجميع الأموال عند طبقة منهم دون أخرى (ولا تجعل الأموال دولة بين الأغنياء منهم).

ب-عدم تكليف أهل الذمة فوق طاقتهم إن هم أدوا ما عليهم من التزامات مالية للدولة (ولا تكلفهم فوق طاقتهم إذا أدّوا ما عليهم للمؤمنين).

ج-ضمان الحقوق المالية للناس وعدم التفريط بها، وتجنب فرض ما لا طاقة لهم به (ولا تحمل منهم إلا عن فضل منهم) (أن تأخذ حواشي أموالهم فترد على فقرائهم).

5- الناحية الاجتماعية، وتضمنت:

أ-الاهتمام بالرعية، والعمل على تفقد أمورهم وسد احتياجاتهم وإعطاء حقوقهم من فيء وعطاء (ولا تحرمهم عطاياهم عند محلها).

ب-اجتناب الأثرة والمحاباة واتباع الهوى، لما فيها من مخاطر تقود إلى انحراف الراعي، وتؤدي إلى فساد المجتمع واضطراب علاقاته الإنسانية (وإياك والأثرة والمحاباة فيما ولاك الله) (ولا تؤثر غنيهم على فقيرهم).

‌ج-احترام الرعية وتوقيرها والتواضع لها، صغيرها وكبيرها، لما في ذلك من سمو في العلاقات الاجتماعية، تؤدي إلى زيادة تلاحم الرعية بقائدها وحبها له (وأناشدك الله إلا ترحمت على جماعة المسلمين، وأجللت كبيرهم، ورحمت صغيرهم ووقرت عالمهم).

‌د-الانفتاح على الرعية، وذلك بسماع شكاواهم، وإنصاف بعضهم من بعض وبعكسه تضطرب العلاقات بينهم ويعم الارتباك في المجتمع (ولا تغلق بابك دونهم، فيأكل قويهم ضعيفهم).

هـ -اتباع الحق، والحرص على تحقيقه في المجتمع، وفي كل الظروف والأحوال، لكونه ضرورة اجتماعية لابد من تحقيقها بين الناس، (ثم اركب الحق، وخض إليه الغمرات) (واجعل الناس عندك سواء، لا تبال على من وجب الحق).

و-اجتناب الظلم بكل صوره وأشكاله، خاصة مع أهل الذمة، لأن العدل مطلوب إقامته بين جميع رعايا الدولة مسلمين وذميين، لينعم الجميع بعدل الإسلام (وأوصيك ألا ترخص لنفسك ولا لغيرك في ظلم أهل الذمة).

ز-الاهتمام بأهل البادية ورعايتهم والعناية بهم (وأوصيك بأهل البادية خيراً، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام).





يتبع...اللحظات الأخيرة للفاروق لم تنسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن كان بالله أعرف كان من الله أخوف..




هدية للشيعة من عمر الفاروق:

هنا قصة إسلام مسيحي لبناني ماروني والده قسيس، وكان إسلامه بسبب قراءته سيرة الفاروق وتأثره بها، وهذا يذكرني بالأرثوذكسي السوري الذي سمى ولده عمر..



رابط التسجيل الصوتي:
اضغط هنا







 
قديم 29-01-12, 03:58 PM   رقم المشاركة : 23
عُمَريَّـة حُسينيَّـة
عضو نشيط







عُمَريَّـة حُسينيَّـة غير متصل

عُمَريَّـة حُسينيَّـة is on a distinguished road


رضي اللهُ عنه.
وهل تلد النساء مِثلك يا عُمر.
اللهُم احلل لعنة وسخط عذابك على كُل من سب عُمر ورضي بأن يُسَّب.
لي عودة مُتأنية بمشيئة الرحمن.
جزاكُم الله خيراً






التوقيع :
عُمرية بِعُمَر وحُسينيَّة بالحُسين
-رضي اللهُ عنهما-

اللهُم عجِّل لنا بِخلافَةٍ راشدة على منهاج النبوة.
من مواضيعي في المنتدى
 
قديم 30-01-12, 05:59 PM   رقم المشاركة : 24
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road


الحلقة الواحده والعشرون
اللحظات الأخيرة للفاروق
-5-



الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو على فراش الموت:
اللحظات الأخيرة للفاروق لم تنسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم يتخل عنه حتى وهو يواجه الموت بكل آلامه وشدائده، ذلك أن شاباً دخل عليه لما طُعن، فواساه، وقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك، من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقَدَم في الإسلام ما قد علمت، ثم وُلِّيت فعدلت، ثم شهادة، قال -أي عمر- ودِدْت أن ذلك كفاف، لا عليّ ولا لي، فلما أدبر إذا إزاره يَمسُّ الأرض، قال رُدُّوا عليّ الغلام، قال: يا ابن أخي، ارفع ثوبك فإنه أنقَى لثوبك وأتقى لربك، وهكذا لم يمنعه رضي الله عنه ما هو فيه من الموت عن الأمر بالمعروف ولذا، قال ابن مسعود رضي الله عنه فيما رواه عُمر بن شبة: يرحم الله عمر لم يمنعه ما كان فيه من قول الحق...

مع حفصة ينصحها ويحذرها:
من عنايته الفائقة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو على فراش الموت، لما دخلت عليه ابنته حفصة رضي الله عنها فقالت: يا صاحب رسول الله، ويا صهر رسول الله، ويا أمير المؤمنين، فقال عمر لابنه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: يا عبد الله: أجلسني فلا صبر لي على ما أسمع، فأسنده إلى صدره، فقال لها: (إنّي أحرج عليك بمالي عليك من الحق أن تندبيني بعد مجلسك هذا، فأما عينك فلن أملكها)، وعن أنس بن مالك قال: لما طُعن عمر صرخت حفصة فقال عمر: (يا حفصة أما سمعتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ن المعول عليه يعذب؟)...

ومع صهيب له موقف:
وجاء صُهَيب رضي الله عنه فقال: "واعمراه" فقال: (ويلك يا صهيب، أما بلغك أن المعول عليه يعذب؟)، ومن شدته في الحق رضي الله عنه حتى بعد طعنه ونزف الدم منه أنه عندما قال له رجل: استخلف عبد الله بن عمر، فرد الفاروق غاضبا: والله ما أردت الله بهذا.

عبدالله بن عباس يبشر الفاروق:
عبدالله بن عباس حبر هذه الأمة يصف اللحظات الأخيرة في حياة الفاروق حيث يقول: دخلت على عمر حين طُعنْ، فقلت: أبشر بالجنة، يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقُتلت شهيداً..
فقال عمر: أعد عليَّ، فأعدت عليه، فقال: والله الذي لا إله إلا هو، لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع، وجاء في رواية البخاري، أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإن ذلك من الله جل ذكره منَّ به علي، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أن لي طِلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه).

من كان بالله أعرف كان من الله أخوف:
لقد كان عمر رضي الله عنه يخاف هذا الخوف العظيم من عذاب الله تعالى مع أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة، ومع ما كان يبذل من جهد كبير في إقامة حكم الله والعدل والزهد والجهاد وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وهذا عثمان رضي الله عنه يحدثنا عن اللحظات الأخيرة في حياة الفاروق فيقول: أنا آخركم عهداً بعمر، دخلت عليه، ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر فقال له: ضع خدي بالأرض، قال: فهل فخذي والأرض إلا سواء؟ قال ضع خدي بالأرض لا أم لك، في الثانية أو في الثالثة، ثم شبك بين رجليه، فسمعته يقول: ويلي، وويل أمي إن لم يغفر الله لي حتى فاضت روحه، فهذا مثل مما كان يتصف به أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه من خشية الله تعالى، حتى كان آخر كلامه الدعاء على نفسه بالويل إن لم يغفر الله جل وعلا له، مع أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، ولكن من كان بالله أعرف كان من الله أخوف، وإصراره على أن يضع ابنه خده على الأرض من باب إذلال النفس في سبيل تعظيم الله عز وجل، ليكون ذلك أقرب لاستجابة دعائه، وهذه صورة تبين لنا قوة حضور قلبه مع الله جل وعلا.

ثلاث وستون سنة سن الأصحاب الثلاثة:
قال الذهبي: استشهد يوم الأربعاء لأربع أو ثلاث بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة على الصحيح، وكانت خلافته عشر سنين ونصفاً وأياماً، وجاء في تاريخ أبي زرعة عن جرير البجلي قال: كنت عند معاوية فقال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين وقتل عمر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين.

في غسله والصلاة عليه ودفنه:
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- غسل وكُفِّن، وصلي عليه، وكان شهيداً، وقد اختلف العلماء فيمن قتل مظلوماً هل هو كالشهيد لا يغسل أم لا؟ على قولين:

أحدهما: أنه يغسل، وهذا حجة لأصحاب هذا القول،
والثاني: لا يغسل ولا يصلى عليه، والجواب عن قصة عمر أن عمر عاش بعد أن ضرب وأقام مدة، والشهيد حتى شهيد المعركة لو عاش بعد أن ضرب حتى أكل وشرب أو طال مقامه فإنه يغسل، ويصلى عليه، وعمر طال مقامه حتى شرب الماء، وما أعطاه الطبيب، فلهذا غسل وصلي عليه رضي الله عنه.

من صلى عليه؟:
قال الذهبي: صلى عليه صهيب بن سنان، وقال ابن سعد: وسأل علي بن الحسين سعيدَ بن المسيب: من صلى على عمر؟ قال: صهيب، قال كم كبر عليه؟ قال: أربعاً، قال: أين صُلي عليه؟ قال: بين القبر والمنبر، وقال ابن المسيب: نظر المسلمون فإذا صهيب يصلي لهم المكتوبات بأمر عمر رضي الله عنه فقدموه، فصلى على عمر، ولم يقدم عمر رضي الله عنه أحداً من الستة المرشحين للخلافة حتى لا يُظن تقديمه للصلاة ترشيحاً له من عمر، كما أن صهيباً كانت له مكانته الكبيرة عند عمر والصحابة رضي الله عنهم وقد قال في حقه الفاروق: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه.

في دفنه رضي الله عنه:
الفاروق لم ينسَ رغبته في صحبة النبي وأبي بكر بعد موته، وقد كان عبدالله بن عمر واقفا مع أبيه الفاروق بعد طعنه، فالتفت إليه الفاروق وأوصاه بسداد دينه، ثم قال: وانطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل، يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميراً، وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يبقى مع صاحبيه.. فسلّم عبد الله بن عمر، واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السَّلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه، فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنّه به اليوم على نفسي، فلما أقبل، قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: ارفعوني، فأسنده رجل إليه فقال: ما لديك؟ قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال: الحمد لله، ما كان من شيء أهمُّ إليّ من ذلك.. فإذا أنا قضيت فاحملني ثم سلم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين. قال: فلما قبض خرجنا به، فانطلقنا نمشي، فسلّم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت عائشة: أدخلوه، فأدخل، فوضع هنالك مع صاحبيه، فدفن في الحجرة النبوية، وذكر ابن الجوزي عن جابر قال: نزل في قبر عمر عثمان وسعيد بن زيد وصهيب وعبد الله بن عمر... ودفن رضي الله عنه مع صاحبيه..

لأبي الحسن علي بن أبي طالب مقالة عن صهره عمر:
قال ابن عباس: وضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يَرُعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال:
(ما خلفت أحداً أحبّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر)...





مولى المغيرة لا جادتك غاديـةمن رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديمـا حشـوه همـمفي ذمة الله عاليهـا و ماضيهـا
طعنت خاصرة الفاروق منتقمـامن الحنيفة في أعلـى مجاليهـا
فأصبحت دولة الإسـلام حائـرةتشكو الوجيعة لما مـات آسيهـا
مضى و خلّفها كالطود راسخـةو زان بالعدل و التقوى مغانيهـا
تنبو المعاول عنها و هي قائمـةو الهادمون كثير فـي نواحيهـا
حتـى إذا مـا تولاهـا مهدمهـاصاح الزوال بها فاندك عاليهـا
واها على دولة بالأمس قد ملأتجوانب الشرق رغدا في أياديهـا
كم ظللتها و حاطتهـا بأجنحـةعن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشـت قوادمهـاو من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كـاد لهـاو اجتـث دوحتهـا إلا مواليهـا
لو أنها في صميم العرب ما بقيتلما نعاها علـى الأيـام ناعيهـا
ياليتهم سمعوا مـا قالـه عمـرو الروح قد بلغت منـه تراقيهـا
لا تكثروا من مواليكم فـإن لهـممطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيهـا





يتبع..






 
قديم 30-01-12, 06:01 PM   رقم المشاركة : 25
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road


الحلقة الثانيه والعشرون
قالوا في عمر
-1-
قال الرسول عليه الصلاة والسلام في عمر


الرسول يسمي عمر بالفاروق بعد أن أعز الله الإسلام به:


- دخل عمر في الإسلام بإخلاص متناهٍ، وعمل على نصرة الإسلام بكل ما أوتي من قوة، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال صلى الله عليه وسلم: بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق، إن متّم وإن حييتم. قال: ففيمَ الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لَتَخرجنّ ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رأى أنه قد آن الأوان للإعلان، وأن الدعوة قد غدت قوية تستطيع أن تدفع عن نفسها، فأذن بالإعلان، وخرج صلى الله عليه وسلم في صفَّيْن، عمر في أحدهما، وحمزة في الآخر ولهم كديد ككديد الطحين، حتى دخل المسجد، فنظرت قريش إلى عمر وحمزة فأصابتهم كآبة لم تصبهم قط وسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق، فأعز الله الإسلام والمسلمين بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد كان رجلاً ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره وامتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة رضي الله عنهما، وقد تحدى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشركي قريش، فقاتلهم حتى صلى عند الكعبة فهابوه ولم يجرؤا على منعه..


ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم وقال: (اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وداء، وأبدله إيمانا - ثلاثا – ).


- عند الطبراني عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم اشدد الإسلام بعمر بن الخطاب).


- ولقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعلم كما في صحيح البخاري، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه حتى أني لأرى الري يخرج من أظافري، ثم أعطيت فضلي يعني عمر، قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: العلم).




هروب الشيطان من عمر:


- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى فدخل عمر ورسول الله يضحك. فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجابقال عمر: فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً آخر


هذا الحديث فيه بيان فضل عمر رضي الله عنه وأنه من كثرة التزامه الصواب لم يجد الشيطان عليه مدخلاً ينفذ إليه.



ملهم هذه الأمة:


في صحيحي البخاري ومسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر)..


هذا الحديث تضمن منقبة عظيمة للفاروق رضي الله عنه وقد اختلف العلماء في المراد بالمحدَّث. فقيل: المراد بالمحدث: الملهم. وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد، وقيل: مكلم أي: تكلمه الملائكة بغير نبوة.. بمعنى أنها تكلمه في نفسه وإن لم ير مكلماً في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام. وفسره بعضهم بالتفرس كما ورد في فتح الباري لابن حجر وشرح مسلم للنووي.. ومثله:


ـ أخرج مسلم عن عائشة ، أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنه كان في الأمم محدثون (أي: ملهمون) فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب).



قال ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري:


" والسبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الموافقات التي نزل القرآن مطابقاً لها ووقع له بعد النبي صلى الله عليه وسلم عدة إصابات".. وكون عمر رضي الله عنه اختص بهذه المكرمة العظيمة وانفرد بها دون من سواه من الصحابة لا تدل على أنه أفضل من الصديق رضي الله عنه..



عبقرية عمر:


- في صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين نزعاً ضعيفاً والله يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غرباً فلم أر عبقرياً يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن)...


يقول الدكتور علي الصلابي: "وهذا الحديث فيه فضيلة ظاهرة لعمر رضي الله عنه تضمنها قوله صلى الله عليه وسلم: فجاء عمر بن الخطاب فاستحالت غرباً… الحديث ومعنى: استحالت صارت وتحولت من الصغر إلى الكبر وأمّا ((العبقري)) فهو السيد وقيل: الذي ليس فوقه شيء ومعنى ((ضرب الناس بعطن)) أي أرووا إبلهم ثم آووا إلى عطنها وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح وهذا المنام الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم مثال واضح لما جرى للصديق وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما وحسن سيرتهما وظهور آثارهما وانتفاع الناس بهما فقد حصل في خلافة الصديق قتال أهل الردة وقطع دابرهم وأشاع الإسلام رغم قصر مدة خلافته فقد كانت سنتين وأشهراً فوضع الله فيها البركة وحصل فيها من النفع الكثير ولما توفي الصديق خلفه الفاروق فاتسعت رقعة الإسلام في زمنه وتقرر للناس من أحكامه ما لم يقع مثله فكثر انتفاع الناس في خلافة عمر لطولها فقد مصر الأمصار ودون الدواوين وكثرت الفتوحات والغنائم.. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: فلم أر عبقرياً من الناس يفري فريه: أي لم أر سيداً يعمل عمله ويقطع قطعه ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: حتى ضرب الناس بعطن، قال القاضي عياض ظاهره أنه عائد إلى خلافة عمر خاصة وقيل: يعود إلى خلافة أبي بكر وعمر جميعاً لأن بنظرهما وتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا الأمر ((وضرب الناس بعطن)). لأن أبا بكر قمع أهل الردة وجمع شمل المسلمين وألفهم وابتدأ الفتوح ومهد الأمور وتمت ثمرات ذلك وتكاملت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما( شرح مسلم للنووي).



منزلة الفاروق عند الله:


- في صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبراً). فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟).. هذا الحديث اشتمل على فضيلة ظاهرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم برؤيته قصراً في الجنة للفاروق وهذا يدل على منزلته عند الله تعالى.



أحب أصحاب رسول الله إليه بعد أبي بكر:


- وعند البخاري ومسلم وابن حبان، قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: قلت يا رسول الله، أيُّ الناس أحبّ إليك؟ قال: (عائشة قلت: يا رسول الله، من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب ثم عدّ رجالاً) .


بشرى لعمر بالجنة:


وعند لبخاري، عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة، فجاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له، فإذا هو أبو بكر فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحمد الله ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، ففتحت له فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم استفتح رجل، فقال لي افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم قال: الله المستعان).


ـ وعند أحمد في مسنده عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).



أبو الحسن يشهد للفاروق عن رسول الله:


ـــ أخرج ابن عساكر عن أبي الحسن علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر).


ـــ وعند أحمد في مسنده وخرجه ابن عساكر أيضا عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر).


ـــ وعند أحمد في مسنده أيضا عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر سيِّدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، ما خلا النبيين والمرسلين) .


- واستأذن عمر يوماً إلى عمرة فقال له صلى الله عليه وسلم: ( لا تنسنا يا أخي في دعائك). فقال عمر: (ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس لقوله: يا أخي).


- في صحيح الجامع، رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوباً وفي رواية قميصاً أبيض فقال: (أجديد ثوبك أم غسيل؟ فقال: بل غسيل، فقال: البس جديداً، وعش حميداً، ومُت شهيداً).


ـ وعند الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك ، بعمر بن الخطاب ، أو بأبي جهل بن هشام).


ـ أخرج الحاكم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة)، وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي بكر الصديق وفي الكبير من حديث ثوبان.


ـ أخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) وأخرجه الطبراني عن بلال بن رباح ومعاوية بن أبي سفيان .


ـ أخرج ابن ماجة والحاكم عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به).


ـ أخرج ابن ماجة عن ابن عباس قال : لما أسلم عمر أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر).


ـ أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص ، منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال : "الدين") .


ـ أخرج الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر) .


الفاروق مغلاقٌ الفتن:


ـ أخرج البزار والطبراني عن قدامة بن مظعون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إلى عمر فقال: (هذا غلق الفتنة) وقال: (لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين ظهرا************م) .


- وعند الطبراني عن أبي ذر في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عمر فقال: (لا تصيبنكم فتنة ما دام هذا فيكم).


ـ أخرج ابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن الشيطان يفرق من عمر) . يفرق أي: يخاف..


الحق مع عمر:


ـ أخرج الطبراني والديلمي عن الفضل بن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الحق بعدي مع عمر حيث كان).


ـ أخرج الطبراني في الأوسط بإسناد حسن عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أبغض عمر فقد أبغضني ومن أحب عمر فقد أحبني).


- وعند أحمد والطبراني، عن الأسود بن سريع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعني عمر: (هذا رجل لا يحب الباطل).



يتبع مع أقوال الصحابة عن الفاروق،
أقوال الكتاب والمستشرقين،
لماذا تبغضه الرافضة.........






 
قديم 30-01-12, 06:34 PM   رقم المشاركة : 26
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road


الحلقة الثالثه والعشرون
قالوا في عمر
-2-
قال الصحابة رضي الله عنهم



أبو بكر الصديق:
- لما أراد الصدّيق العقد للفاروق عمر بن الخطاب بالخلافة من بعده شاور كثيرا من الصحابة فأيدوه في استخلاف عمر، أما الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف فلم يشر على الصديق بشيء، فاستدعاه أبو بكر ليسمع رأيه فقال: أخبرني عن عمر، فقال: يا خليفة رسول اللّه هو واللّه أفضل من رأيك فيه من رجل، ولكن فيه غلظة، فقال أبو بكر: ذلك لأنه يراني رقيقاً ولو أفضى الأمر إليه لترك كثيراً مما هو عليه، ويا أبا محمد قد رمقته فرأيتني إذا غضبت على الرجل في الشيء، أراني الرضا عنه، وإذا لنت أراني الشدة عليه، لا تذكر يا أبا محمد مما قلت لك شيئاً، قال: نعم.


- ودخل على أبي بكر طلحة بن عبيد اللّه فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم، وأنت لاق ربك فسائلك عن رعيتك؟ فقال أبو بكر وكان مضطجعاً: أجلسوني. فأجلسوه. فقال لطلحة: "أباللّه تفرقني أو باللّه تخوفني!، إذا لقيت اللّه ربي فساءلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك".



عثمان بن عفان:
دعا أبو بكر عثمانَ ليكتب العهد للخليفة من بعده ولم يكن معهما أحد، فقال أبوبكر له وقد اشتد به المرض اكتب: "بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما عهد به أبو بكر ابن أبي قحافة إلى المسلمين: أما بعد.." ثم أغمي عليه فلم يستطع أن يكمل، فكتب عثمان: "أما بعد فإني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب ولم آلكم خيراً"، ثم أفاق أبو بكر فقال: "اقرأ عليَّ فقرأ عليه فكبَّر أبو بكر وقال: "أراك خفت أن يختلف الناس إن مت في غشيتي؟"، قال: نعم، قال: "جزاك اللّه خيراً عن الإسلام وأهله" وأقرها أبو بكر رضي اللّه عنه من هذا الموضع، لأنه كان جازما أن الفاروق خير من يتولى الخلافة، فشدة الفاروق كانت في رحمته، ورحمته كانت في شدته..



علي بن أبي طالب:
- قال ابن عباس: وُضع عمر على سريره فتكنفه الناس يدعون ويصلون، قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يَرُعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال:
(ما خلفت أحداً أحبّ إليَّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر)...


- يقول ابن عباس رضي الله عنهما: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما علمت أن أحداً من المهاجرين هاجر إلا متخفياً، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما همّ بالهجرة، تقلد سيفه، وتنكّب قوسه، وانتضى في يده أسهماً، واختصر عنزته، ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعاً متمكناً، ثم أتى المقام، فصلى متمكناً، ثم وقف على الحلق واحدة، واحدة، فقال لهم: شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، أو يرمل زوجه، فليلقني وراء هذا الوادي، قال عليُّ رضي الله عنه: فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم، وأرشدهم ومضى لوجهه.


- وقال علي بن أبي طالب أيضا: كنا أصحاب محمد لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر.


العباس بن عبد المطلب:
قال العباس بن عبد المطلب: كنت جاراً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فما رأيت أحداً من الناس كان أفضل من عمر، إن ليله صلاة، ونهاره صيام وفي حاجات الناس.
عائشة زوج الرسول:
عن ذكوان قال: قلت لعائشة: من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم.


أبوعبيدة بن الجراح:
اجتمع أبوعبيدة بن الجراح بنفر من الصحابة في خلافة الفاروق فقال لهم: إن مات عمر رق الإسلام، ما أحب أن لي ما تطلع عليه الشمس أو تغرب وأن أبقى بعد عمر، فقيل له: لِمَ؟ قال: سترون ما أقول إن بقيتم، وأما هو فإن ولي وال بعد فأخذهم بما كان عمر يأخذهم به لم يطع له الناس بذلك ولم يحملوه، وإن ضعف عنهم قتلوه.


سعيد بن زيد:
بكى سعيد بن زيد عند موت عمر فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: على الإسلام، إن موت عمر ثَلَم الإسلام ثلمة لا ترتق إلى يوم القيامة.


عبدالله بن مسعود:
- كان عبد الله بن مسعود عندما يُذكر له عمر يبكي حتى تبتل الحصى من دموعه ثم يقول: إن عمر كان حصناً للإسلام يدخلون فيه ولا يخرجون منه، فلما مات انثلم الحصن فالناس يخرجون من الإسلام.


- وقال أيضا: لو أن علم عمر بن الخطاب وضع في كفة الميزان، ووضع علم الأرض في كفة لرجح علم عمر.


- وقال: إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم.


- وقال: كان إسلام عمر فتحاً وكانت هجرته نصراً وكانت إمارته رحمة.


- وقال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نطوف بالبيت ونصلي، حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتلهم حتى تركونا، فصلينا وطفنا.


- وقال أيضاً: كان إسلام عمر فتحاً، وكانت هجرته نصراً، وكانت إمارته رحمة، لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي ونطوف بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتلناهم حتى تركونا نصلي.


عبدالله بن عباس:
- يقول عبدالله بن عباس حبر هذه الأمة: دخلت على عمر حين طُعنْ، فقلت: أبشر بالجنة، يا أمير المؤمنين، أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقُتلت شهيداً..


- وقال أيضا: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم منا ، وأنزل الله "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين".


- وقال: أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب.


حذيفة بن اليمان:
قال حذيفة بن اليمان: كنّا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله في الفتنة؟
فقلت: أنا أحفظه كما قال!
قال: هات، لله أبوك، إنك لجريء،
قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"،
قال عمر: ليس هذا أريد، إنما أريد الفتن التي تموج كموج البحر!
قلت: مالك ولها يا أمير المؤمنين؟! إنّ بينك وبينها باباً مغلقاً!!
قال: فيكسر الباب أو يفتح؟
قلت: لا، بل يُكسر!!
قال: ذاك أحرى أن لا يغلق أبداً، حتى قيام الساعة!
قال أبو وائل الراوي عن حذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟
قال حذيفة: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة! إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط،
قال أبو وائل: فهبنا أن نسأل حذيفة: من الباب؟
فقلنا لمسروق: سل حذيفة من الباب؟
فقال مسروق لحذيفة: من الباب؟
قال حذيفة: هو عمر...


- وقال أيضا: إنما كان مثل الإسلام أيام عمر مثل مقبل لم يزل في إقبال، فلما قتل أدبر فلم يزل في إدبار.


- وقال أيضا: لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قرباً.


صهيب بن سنان الرومي:
قال صهيب الرومي: لما أسلم عمر بن الخطاب، ظهر الإسلام، ودعي إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقاً، وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه.


زيد بن سهل الأنصاري:
قال أبو طلحة الأنصاري: والله ما من أهل بيت من المسلمين إلا وقد دخل عليهم في موت عمر نقص في دينهم وفي دنياهم.


عبد الله بن سلام:
جاء عبد الله بن سلام بعدما صلى على عمر فقال: إن كنتم سبقتموني بالصلاة عليه، فلن تسبقوني بالثناء عليه، ثم قال: نعم أخو الإسلام كنت يا عمر جواداً بالحق، بخيلاً بالباطل، ترضى من الرضى وتسخط من السخط، لم تكن مداحاً ولا معياباً، طيب العَرْف، عفيف الطرف.


معاوية بن أبي سفيان:
قال معاوية لأصحابه: أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم تُرِده، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يُرِدْها، وأمّا نحن فتمرغنا فيها ظهْراً لبطن.


قبيصة بن جابر:
قبيصة بن جابر يقول: صحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فما رأيت أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله، ولا أحسن مدارسة منه.




دمغت شموسُ الحق ليلَ الباطـلومحت أكفُّ العدل رسمَ الجاهـلِ
وتمايل الإِسـلام أعطافـا ً متـىقامت بنـوه لـه بنصـر عاجـلِ
والعدل يصعد راقيـاً درج العلـىوالجور يهبط هاوياً فـي السَّافـلِ
وإذا تصادمت الكتائـب والظُّبـاحكمت بما يرجـوه قلـب الآمـلِ
من يجعل الأسلام أصلاً يحتـرسمـن أن يُدنسـه بشـيْءٍ هـازلِ
من يَحظ بالتوفيق يمضي مسرعاًكالبرق في جسر المقـام الهائـلِ
مـن يعتصـم بالله يَلْـقَ وقايـةمن كل صدمـة واقـع أو قائـلِ
من يَرْجُ غير الله في الجلىّ ارتمىفي هُوَّة الأمـر الشديـد النـازل
من يُكرِمِ الأحرار يحمد غِبَّـة العقبى بطَـول لا يـزول وطائـلِ
هذي الصَّحابة بعضهم عادى أبـاهُ أو ابنَه في الكفـر عنـد تقابـلِ
قد آثروا ديناً رَضي المولى ولـمتأخذهـم فيـه حميّـة جـاهـلِ
هذي صفاتُ الليث مـا للشِبـل لايقفـوه أم فيـه فتـورة ذاهــلِ



ويقول الشاعر العراقي الشيعي الدكتور عباس الجنابي شعرا في الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه



ما منْ حديث ٍ به المُخْتـار يفْتخـرُالاّ وكُنْت الـذي يعْنيـه يـا عُمـرُ
والسابقينَ من الأصحاب، ما نقضواعَهْدا، ولا خالفوا أمْراً بـه أ ُمـروا
كواكبٌ في سمـاء المجـدِ لامِعَـة ٌجباهُـهُـمْ تنحَـنـي لله والـغُـررُ
يا راشداً هَـزَّتْ الأجيـال سيرَتُـهُوبالميامين حصرا ً تشْمَـخُ السِيَـرُ
في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـكُبرى بها الدهرُ والأزمـانُ تنغمـرُ
ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفّهْتَ في علـن ٍأصنامَهـا وبـدا يعْتامُهـا الخطـرُ
أقبلْت أذ أدبروا،،أقدمـت إذ ذُعـرواوفّيْتَ إذ غدروا،، آمنْـت إذ كفَـروا
لك السوابقُ لا يحظـى بهـا أحـدٌولمْ يَحُـز ْ مثلَهـا جـنُّ ولا بشـرُ
فحينَ جفّتْ ضروعُ الغيم قُلتَ لهُـمْ:صلّوا سيَنْزلُ مـنْ عليائـه المَطَـرُ
سَنَنْتَهـا سُنّـة ً بالخيـر عامـرة ًففي الصلاة ِ ضلال ِ الشّر ِ ينْحسـرُ
عام الرمادة ِ أشبعتَ الجيـاع َ ولـمْتُسْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا
وَقَفْـتَ تـدْرأ ُ نَهـاّزا ً ومُنْتفـعـاًفمـا تطـاولَ طمّـاعٌ ومُحْتـكـرُ
تجسَدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضـتَ بـهولم يزل عطرُهُ في النـاس ينتشـرُ
لك الكرامـاتُ بحْـرٌ لا قـرار لـهُوأنت كـلُ عظيـم فيـك يُختصـرُ
كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لـهُووافقتْـكَ بـه الآيـاتُ والـسُـوَرُ
وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَخـتَ بهـاما زال ينضجُ في أشجارهـا الثمَـرُ
يفِرّ ُ عن درْبك الشيطـانُ مُتّخـذا ًدرباً سواهُ فيمضـي مـا لـهُ أثَـرُ
وتستغيـثُ بـك الأخـلاقُ مُؤْمنـة ًبـأنّ وجهـكَ فـي أفلاكهـا قمَـرُ
عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِهاوكُنْت تسهرُ حتّـى يطلِـعَ الّسحـرُ
القولُ والفعلُ في شخص اذا اجتمَعَـاتجَسّدَ الحقّ ُ واهتزّتْ لـهُ العُصُـرُ













 
قديم 30-01-12, 06:36 PM   رقم المشاركة : 27
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُمَريَّـة حُسينيَّـة مشاهدة المشاركة
  
رضي اللهُ عنه.

وهل تلد النساء مِثلك يا عُمر.
اللهُم احلل لعنة وسخط عذابك على كُل من سب عُمر ورضي بأن يُسَّب.
لي عودة مُتأنية بمشيئة الرحمن.

جزاكُم الله خيراً


الله يحييك اختي عمريه حسينيه ..

والله يجزاك خير على دعواتك ..

والله لايحرمك الأجر ..






 
قديم 30-01-12, 06:39 PM   رقم المشاركة : 28
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road


وبهذا تتم حلقات سيرة الصحابي الجليل والعظيم ( عمر ابن الخطاب ) رضي الله عنه وأرضاه ..

ومهما كتبنا ونقلنا وبحثنا فلن نوفيه حقه رضي الله عنه وارضاه وعن الصحابه اجمعين ..!!

ونسأل الله تعالى أن يكتب لنا الأجر فيما نقلنا عنه وأن ينفع بها ..!!

للأهميه: والمصداقيه ..:

الموضوع منقول

اخوكم الفاروق اليامي ..!!






 
قديم 30-01-12, 06:52 PM   رقم المشاركة : 29
هادم لذات المجوس
عضو ماسي






هادم لذات المجوس غير متصل

هادم لذات المجوس is on a distinguished road


بارك الله فيك ورفع قدرك







التوقيع :
هادم لذات المجوس


عمر بن الخطاب
الفاروق
الذي فرق الله به الحق من الباطل
http://img118.imageshack.us/img118/9307/omarbi5.jpg

ابعد هذه الاية من يطعن في صحابة رسول الله والتي نزلت بعد غزوة تبوك يا رافضة


[لقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:117]
من مواضيعي في المنتدى
»» ايها الشيعة ماهي اصول الدين عندكم والتي بترك احدها يصبح الشيعى كافرا؟؟؟
»» هل يستطيع احد من الشيعة ان يبرر ما سطره الخميني من شرك هنا
»» يصور امه وهي تموت . مقطع مؤثر لكن هل من معتبر؟
»» لن تصدقوا هذه الفتاوي (لما انت رخيصة يا موالية عند مراجعكم)
»» لماذا لا تصرف اموال خمس شيعة الخليج على فقراء الشيعة في الخليج
 
قديم 31-01-12, 05:57 PM   رقم المشاركة : 30
الفاروق اليامي
عضو نشيط






الفاروق اليامي غير متصل

الفاروق اليامي is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادم لذات المجوس مشاهدة المشاركة
   بارك الله فيك ورفع قدرك

وفيك بارك الله اخي هادم ..

رحم الله والديك ..






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "