العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-13, 07:00 PM   رقم المشاركة : 1
فتح روما
عضو ذهبي






فتح روما غير متصل

فتح روما is on a distinguished road


قَطْعُ الدعم عن الثورة السورية أعماق وآفاق !!

قَطْعُ الدعم عن الثورة السورية أعماق وآفاق !!
د. حامـد الخلـيفة 12/3/1434هـ 24/2012م
بعيداً عن الوهم فالثورة السورية حقيقة واقعة وكل مسوغاتها قائمة، والدعم الدولي وهمٌ ظاهر وكل مقوماته مفقودة، أما حقيقة الثورة فهي مستمرة على الرغم من التآمر العالمي عليها وخذلان عامة العرب والمسلمين لها، وعجز الكثير من السوريين عن فهم حقيقتها ونبل مقاصدها وروح هويتها، ووقوع آخرين منهم تحت خداع الإعلام الطائفي ا
لصفوي والصهيوني، فما بقاء جذوة الثورة السورية وهاجة؛ إلا لأن مقوماتها صحيحة وأهدافها نبيلة، وأنها متوافقة مع مصلحة الشعب السوري وآفاق مستقبله.
أما الدعم الدولي فهو يصب في صوامع النظام سياسيا وعسكريا وإعلاميا واقتصاديا ودينياً، والمواقف الدولية بيّنة ظاهرة، تعطي الثوار التهم والحرمان والتخويف والخداع، وتمنح بشاراً ونظامه المجرم: الفيتو والمال والنفط والسلاح والشبيحة والإمداد البري والبحري والجوي! فمتى كان الدعم الدولي للثورة السورية قائما؟ وإن كان هناك من روج لمثل هذا الدعم فإنه لم يصل إلى الثوار الحق وإنما كان يصل لمن يخطط المتربصون ليجعلوه عقبة في طريق الثورة، فالزعم بدعم الثورة السورية شبهة تبثها أبواق الرافضة والمنافقين، أما حقيقة الثورة السورية فهي انفجار الحق على الباطل بعد انعدام قدرة التحمل وبعد أن تساوى الموت والحياة تحت حكم الطائفة وقيادتها الحاقدة التي استحوذت على كل شيء في سورية بما في ذلك حق الحياة والموت.
فلا يوجد فضل لأحد على انطلاق الثورة السورية التي جعلت الكثير من القيادات العالمية المهيمنة في ذهول وارتباك جعل مواقفها مضطربة لا تقف على حال واحدة، بل كانت متناقضة فتارة يزعمون أنهم مع الثورة السورية ومع الحق والحرية، لكنهم في الوقت ذاته يؤكدون بأنهم لن يسمحوا بإمدادها بأي سبب من أسباب الثبات والتقدم والنجاح، وها هي تصريحاتهم مبثوثة على وسائل الإعلام أجمع، فهم يبيحون قتل السوريين في كافة الأسلحة ما عدى الكيماوي إن لم يكن له ضرورة!! فأعماق الثورة السورية متجذرة وراسخة لن تهزها رياح المكر الصفوي الصهيوني العلماني ولا الحقد الطائفي أو الخذلان العربي الإسلامي الرسمي!!
أما طريق الثورة وآفاقها فهي واضحة لكل مخلص، فالطريق لا زالت موحشة والآفاق لا زالت واسعة ولا بد من العلم بأنّ طريق المصلحين الصادقين كثيرة العقبات وأنّ سلاح الصبر هو أمضى الأسلحة فيها وأنها مهما حاولت تجنب الاشتباك مع أعداء الصلاح والخير فإنها لن تستطيع ذلك، قال تعالى: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) ذلك أن أعداء الإصلاح مجبولون على مناصرة الباطل ومحاربة الحق.
فما يروج له من قطع الدعم عن الثورة السورية وما يترتب عليه من آثار على آفاقها إنما هو لعبة يمارسها الجهلة والمشبوهون للإرجاف والتخويف وهذا شأن الباطل في كل عصر حين يتجاهل النظر في الأعماق والأسباب وفيما ما يجري على الأرض، فالثورة السورية ثورة شعبية تجذرت في كل مدينة وفي كل قرية حتى لم يبق حي ولا قبيلة إلا ولهم كتائب وثوار يعملون على دفع الضر عنهم فالمرجفون يتجاهلون هذه الحقيقة القائمة على الدعم الذاتي والابتكار المحلي، فما هو أثر الدعم الدولي على من يكتفي بكسرة الخبز وجرعة الماء؟ ومن يسير فوق الثلج حافيا وفي ظلمة الليل آمناً؟ ومن يبحث عن بقايا قنابل النظام العنقودية وصواريخه البالستية ليصهرها من جديد ويردها إلى مصدرها بما يبعث فيه الرعب والهلع والتعلق بالصفوي والصهيوني والروسي إلى الأعماق التي تجعله أداة من أدواتهم في تخريب سورية وقتل أهلها وتدمير حاضرها؟.
فإذا علم الثوار ومحبوهم هذه الحقائق فليعلموا أن جذور ثورتهم راسخة عصية على أبواق الردة والباطنية ومن يوحي لها من شياطين العرب والعجم، فليتابعوا سيرهم فإنّ إرهاصات طريق الحق كثيرة وعلاماته فارقة قبل بلوغ الآفاق ومن ذلك الإرجاف والخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، ومن يجهل هذا فليذكر مسار إمام المصلحين وسيد المرسلين وقائد المجاهدين صلى الله عليه وسلم، وحال من ناصر الحق الذي جاء به حين حاصرهم العالم آنذاك، كما جاء ذلك في قوله تعالى: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) فإذا علم أحرار الشام هذه الحقائق، فليعلموا أن مسارهم إلى الآفاق المنشودة، وهم: حفاة عراة جياع محاصرون، إنما هو من إرهاصات النصر الكبير وستنجلي هذه الغمرات بإذن الله وحينها سيردد المؤمنون قول النّبي صلى الله عليه وسلم بعد جلاء الأحزاب عن المدينة: (الآن نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم) البخاري. فليعلم أهل الشام هذه الحقائق لكي لا يُفتح عليهم باب لتثبيط مرجف أو مهزوم! وإذا عرفوا هذا فليعلموا قربهم من الآفاق المرسومة لثورتهم المتمثلة في إزاحة الظلم وحراسة العقيدة وسلامة الهوية ونشر العلم والعدل والأمن في العالمين، فلا علاج في مواجهة إرجاف المرجفين وعدوان الظالمين إلا باليقين في ترديد قوله تعالى: {ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليماً) فلنتسلح بهذا الإيمان وهذا التسليم لله عزّ وجلّ، ثقة به وتوكلاً عليه، فالنصر منه لا من غيره، جلّ في علاه، ولنردد دائماً: حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "