زياد بن أبيه ولاه سيدنا علي بن ابي طالب إمرة فارس واستلحاق سيدنا معاوية له
زياد بن أبيه أمير، من الدهاة، القادة الفاتحين، الولاة، من أهل الطائف. اختلفوا في اسم أبيه، فقيل عبيد الثقفي وقيل أبو سفيان. ولدته أمه سمية (جارية الحارث بن كلدة الثقفي) في الطائف، وتبناه عبيد الثقفي (مولى الحارث بن كلدة) وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وأسلم في عهد أبي بكر. وكان كاتباً للمغيرة بن شعبة، ثم لأبي موسى الأشعري أيام إمرته على البصرة. ثم ولاه "علي بن أبي طالب إمرة "فارس. ولما توفي علي امتنع زياد على معاوية، وتحصن في قلاع "فارس وتبين لمعاوية أنه أخوه من أبيه (أبي سفيان) فكتب إليه بذلك، فقدم " "زياد عليه، وألحقه معاوية بنسبه سنة 44 هـ. فكان عضده الأقوى. وولاه البصرة والكوفة وسائر العراق، فلم يزل في ولايته إلى أن توفي. قال الشعبي: ما رأيت أحداً أخطب من " 6"زياد. وقال قبيصة بن جابر: ما رأيت أخصب نادياً ولا أكرم مجلساً ولا أشبه سريرة بعلانية من "زياد. وقال الأصمعي: أول من ضرب الدنانير والدراهم ونقش عليها اسم «الله» ومحا عنها اسم الروم ونقوشهم :"زياد. وقال العتبي: إن زياداً أول من ابتدع ترك السلام على القادم بحضرة السلطان. وقال الشعبي: أول من جمع له العراقان وخراسان وسجستان والبحران وعمان، 6"زياد. وهو أول من عرف العرفاء ورتب النقباء وربع الأرباع بالكوفة والبصرة، وأول من جلس الناس بين يديه على الكراسي من أمراء العرب، وأول من اتخذ العسس والحرس في الإسلام، وأول وال سارت الرجال بين يديه تحمل الحراب والعمد، كما كانت تفعل الأعاجم. وقال الأصمعي: الدهاة أربعة: معاوية للروية، وعمرو بن العاص للبديهة، والمغيرة ابن شعبة للمعضلة، وزياد لكل كبيرة وصغيرة. وقال ابن حزم: في «الفصل»: امتنع 6"زياد وهو قفعة القاع، لا عشيرة له ولا نسب ولا سابقة ولا قدم، فما أطاقه معاوية إلا بالمداراة وحتى أرضاه وولاه. أخباره كثيرة، وله أقوال سائرة. مات ولم يخلف غير ألف دينار. وقيل في وصفه: كان في عينه اليمنى انكسار، أبيض اللحية مخروطها، عليه قميص ربما رقعه. ورثاه بعد موته كثير من الشعراء، منهم مسكين الدارمي
===============
استلحاق زياد :
كان زياد يسمى ( زياد بن أبيه ) وقد روى الحافظ ابن عساكر أن أمه سميه أهداها أحد دهاقين الفرس لطبيب العرب الحارث بن كلدة الثقفي مكافأة له على علاج الدهقان فولدت للحارث ثلاثة رجال هم مسروح ونفيع ونافع ولم يقر الا بنسب نافع وقال انه ابنه بخلاف ولديه مسروح ونفيع وزوج الحارث سمية لغلام له يقال له عبيد فولدت زيادا على فراشه وكان أبوسفيان سار الي الطائف فنزل على رجل يقال له أبومريم السلولي فأتاه أبومريم بسمية فوقع بها فولدت زيادا . ورووا أن عمر أرسل زيادا الي اليمن في اصلاح فساد فرجع وخطب خطبة لم يسمع مثلها فقال عمرو بن العاص ( أما والله لو كان هذا الغلام قرشيا لساق الناس بعصاه فقال أبوسفيان (صخربن حرب) والله اني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه فقال له علي ومن ؟ قال أنا قال مهلا يا أباسفيان فقال
أبو سفيان أبياتا من الشعر :
أما و الله لولا خوف شخص ** يراني يا علي من الأعادي
لأظهرأمره صخر بن حرب ** ولم تكن المقالة عن زياد
و قد طالت مخاتلتي ثقيفا ** وتركى فيهم ثمر الفؤاد
فذلك هو الذي حمل معاوية على استلحاقه فان الحارث بن كلدة وعبيدا الثقفي لم يعترفا بزياد ولم يكن لمعاوية منازع في زياد وكان عمل أبي سفيان من أعمال الجاهلية التي غفرها الله بالاسلام وكان الاستلحاق لأبناء الزنا من أوضاع الجاهلية المستقرة وما فعله معاوية يتفق مع مذهب مالك غير أن مالك لا يرى النسب يثبت بقول الواحد ( لما كانت المسألة خلافية ونفذ الحكم فيهما بأحد الوجهين فقد تبع مالك حكم القاضي فيما يخالف مذهبه لأن حكمه يرفع الخلاف , غير أن هناك كثيرين شهدوا أن أبا سفيان قال إن زيادا ابنه - المصدر كتاب العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة / القاضي أبي بكر بن العربي ) واستلحاق الأخ لأخيه هو بأن يقول هو ابن أبي قال مالك وهو بهذا يرث و لا يثبت النسب وقال الشافعي في أحد القولين يثبت النسب ويأخذ المال . هذا إذا كان المقر به غير معروف النسب واحتج الشافعي بقول النبي صلى الله عليه وسلم (هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش, وللعاهر الحجر ) فقضى بكونه للفراش وبإثبات النسب, قال ابن العربي قول النبي الولد للفراش صحيح أما القول بثبوت النسب فباطل لأن (عبدا) ادعى سببين أحدهما الأخوة والثاني ولادة الفراش , فلو قال النبي: هو أخوك , الولد للفراش لكان اثباتا للحكم وذكرا للعلة . بيد ان النبي صلى الله عليه وسلم عدل عن الأخوة ولم يتعرض لها وأعرض عن النسب ولم يصرح به وإنما في الصحيح في لفظ ( هو أخوك) وفي آخر ( هو لك ) معناه : فأنت أعلم به .
فإن قيل فلم أنكر الصحابة على معاوية ؟ قلنا : لأنها مسألة اجتهاد , فمن رأى أن النسب لا يلحق بالوارث الواحد أنكر ذلك وعظمه كسعيد بن المسيب وآخرين من التابعين كانوا لا يرون استلحاق زياد صحيحا فإن قيل ولم لعنوه , وكانوا يحتجون بقول النبي صلى الله عليه وسلم ملعون من انتسب لغير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه ؟ قلنا إنما لعنه من لعنه لوجهين : لأنه أثبت نسبه من هذا الطريق ومن ير لعنه لهذا ( الوجه) لعنه لغيره, وكان زياد أهلا أن يلعن عندهم – لما أحدث بعد استلحاق معاوية , وأهم ذلك عندهم تسببه في قتل حجر بن عدي.
======
زياد بن ابيه
لقد ذكر ان أبا سفيان اعترف قبيل موته, بحضرة بعض الشهود, بأنه اجتمع بأمه فحملت منه و في عهد معاوية سنة 44هـ اعترف معاوية بأنه أخوه لينتفع بمواهبه, ومنذ ذلك الحين أصبح يطلق عليه زياد بن أبي سفيان, ولكن اسم (زياد بن أبيه) كان هو الغالب. ومما يذكر أن علي بن أبي طالب ولى زياد بن أبيه على أرض فارس .
===============
جواز استلحاق الوالد لولده من الزنا في النسب عند عدم وجود الفراش (أي الزوج) وذلك لمصلحة المولود ولأن للعاهر الحجر عند وجود الفراش
============
وفي كتب الشيعة
26820 ] 5 ـ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في ( الارشاد ) قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) إلى اليمن فرفع إليه رجلان بينهما جارية يملكان رقّها على السواء قد جهلا خطر وطئها معا فوطئاها معا في طهر واحد فحملت ووضعت غلاما فقرع على الغلام باسميهما فخرجت القرعة لاحدهما ، فألحق به الغلام وألزمه نصف قيمته ان لو كان عبدا لشريكه ، فبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القضية فأمضاها وأقر الحكم بها في الاسلام المصدر كتاب وسائل الشيعة
26826 ] 6 ـ وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى ، عن يوسف بن عقيل ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في وليدة جامعها ربها (1) ثم باعها من آخر قبل أن تحيض فجامعها الآخر ولم تحض فجامعها الرجلان في طهر واحد فولدت غلاما فاختلفا فيه فسئلت أم الغلام فزعمت أنهما أتياها في طهر واحد فلا يدرى أيهما أبوه ، فقضى في الغلام أنه يرثهما كليهما ويرثانه سواء .
أقول : حمله الشيخ على التقية لما مر (2) . المصدر كتاب وسائل الشيعة