حمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين نبينا محمد و على آله وصحبه
اللهم عليك بالنصيريين ومن عاونهم من الروس و مجوس الرافضة ........اللهم اهلكهم و اقمعهم واجعلهم و اموالهم و نسائهم غنيمة للمسلمين
فمما ابتليت به امة الاسلام في هذه الايام بسبب تسرع بعض ابنائها بثورات غير محسوبة العواقب ! ان تسلط عليها اعداؤها و اظهروا عظيم حقدهم وقبيح جرائمهم كما هو حاصل للمسلمين في الشام الذين تكالب عليهم النصيريون و الرافضة بدعم من الشيوعيين و اليهود والصليبيين الحاقدين و كان من اخطر جرائمهم اغتصاب الحرائر المسلمات لعلمهم بما تسببه هذه الجريمة من تدمير نفسي للضحية و اهلها لانهم يعلمون ان العرض غال عند المسلمين السنة
ولذلك فأنا اعلم حساسية هذا الموضوع الذي اناقشه ..........لكنه امر واقع لا بد من بحثه و بيان الاحكام الشرعية المترتبة عليه ...ونحن كطلبة علم اذ نناقش هذا الموضوع و قلوبنا تعتصر الما على اعراض اخواتنا فاننا نعلم علم اليقين ان الواجب علينا ان نضبط تصرفاتنا بالشرع فقد تناهى الى مسامعنا ان بعض الاسر السورية تأمر بناتها اللاتي تعرضن لهذا الفعل الشنيع بالانتحار !!! وهذا والله ليس من الدين في شيء بل فيه امر بقتل نفس معصومة و هو جريمة فوق الجريمة !!
و من هنا كان لزاما علي ان اناقش هذا الموضوع من جوانب عدة
أولها : وجوب الجهاد على اهل سوريا و على حكام المسلمين المحيطين بهم :-
فالواجب على اهل سوريا الذين هم بداخلها الآن وقد وقع عليهم البلاء و تسلط عليهم العدو من كل جانب ان يدفعوا عن انفسهم ما استطاعوا و ان يردوا كيد الفاجر حماية للدماء و الاعراض و الواجب على جحكام المسلمين المحيطين بهم نصرتهم بالمال و السلام و الرجال و ان لم يفعلوا فهم آثمون و مسؤولون عند الله ..........ذلكم ان الشعوب لا تستطيع فعل شيء دون امر حكامها اذ انها لا تستطيع عبور الحدود بدون اذنهم ولا تستطيع ادخال اسلحة ثقيلة وهي ما يحتاجه السوريون الآن فهذا الواجب على حكام المسلمين
ثانيا : فان عجز اهل سوريا عن الدفع كمن لا يمتلك سلاحا فالواجب عليهم الهجرة الى مكان آمن داخل او خارج سوريا لان الهجرة واجبة على من عجز عن اظهار دينه او حماية دمه و عرضه كما قرره الفقهاء
وثالثا فمن لم يستطع الدفع و لم يستطع الهجرة و هاجم النصيريون بيته فالواجب على الاخت السورية هنا التي يهاجم النصيريون بيتها ان تحاول الدفع عن نفسها ما استطاعت و ان تقاوم بسكين المطبخ او باي سلاح ابيض ولا تسلم نفسها ابدا و ان قتلت فهي شهيدة ولا بأس ان تفتدي نفسها بما تملكه من مال او ذهب او غيره .
فهذه واجبات ثلاث تسبق وقوع الجريمة فان وقعت الجريمة فهنا ننتقل للنقاط التالية
اولها : الواجب على المجتمع وأهل الفتاة تجاه الفتاة المغتصبة :
ان ينظروا لها بعين الرحمة و العطف وان لا يعيروها بهذا الفعل لان الاكراه ينفي الاثم بل الاكراه ينفي الكفر عمن قال كلمة الكفر كما قال تعالى "الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " فما دون الكفر من باب اولى و قد ثبت عن عمر رضي الله عنه انه جيء بامرأة عطشت في صحراء فلم تجد ماءا الا مع راعي غنم فابى ان يسقيها حتى تسلمه نفسها ......فقال له علي ارى يا امير المؤمنين ان هذه مكرهة فتركها و لم يقم عليها الحد .
فهذه المكرهة ليست زانية بل هي فتاة شريفة عفيفة ....ولذلك ينبغي لمن يريد ان يتزوجها ان لا يكون عنده حرج بل يستر عليها و يعطيها مهرها كاملا و لا يعيرها ......لكن بنفس الوقت لا بأس لو ان والد هذه البنت قلل في مهرها كثيرا اذ ان تقليل المهور مندوب اليه في الشرع و كي يسهل على الشباب طالبي الزواج في مجتمع عانى من ويلات الحرب وليساهم ايضا في الستر عليها ...
و ايضا لا بد لهؤلاء الاخوات ان يقبلن بالتعدد وان تتقبل الزوجات لازواجهن ان يعدد بهن...فالواجب على كل المجتمع ان يتعاضد و يتعاون للستر على هؤلاء الاخوات قال صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى
وثانيا : اذا كانت هذه المغتصبة متزوجة:-
فلا يجوز لزوجها ان يطلقها او يسيء معاملتها حيث انه لم يستطع حمايتها ولا ذب لها فيما فعلت و لو حملت فله ان ينفي الولد عنه اذا رأى انه لا يشبهه و سنفصل هذا ان شاء الله عند كلامنا عن موضوع "الاجهاض للمغتصبات"
وثالثا : يحرم على اهل البنت ان يطلبوا منها الانتحار و يحرم عليها ذلك :-
ذلكم ان قتل النفس اثمه عظيم لا سيما ان كان تسخطا من الحياة و عدم رضا بقدر الله فلتعلم هذه الاخت و اهلها ان ما اصابهم بقدر الله وان الواجب عليهم ان يصبروا على هذه المصيبة العظيمة و ان يطيعوا الله فيما بقي فالله تعالى قال "ولا تقتلوا انفسكم انه كان بكم رحيما" وقال صلى الله عليه وسلم "من قتل نفسه بحديدة فهو يقتل بها نفسه في جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا و من تحسى سما فهو يتحساه في جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ...." الحديث
فالانتحار اثم عظيم , بل على الاقل ينبغي على هذه الاخت ان كانت تتمنى الموت - و لا يجوز لها ان تدعوا على نفسها بالموت بل تقول اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني ان كانت الوفاة خيرا لي - ان تحمل السلاح وتقاتل فلعلها تقتل شهيدة و تنتقم ممن اغتصبوها و اما بالنسبة لتنفيذ عمليات استشهادية ضد النصيريين و مواقعهم فلها ذلك ان قرر القائد العسكري الميداني للمسلمين السنة نجاعة هذه العمليات و نكايتها في العدو و بعد استشارة اهل العلم الموثوقين و اطلاعهم على تفاصيل العملية
ورابعا : حكم الاجهاض للمغتصبات :-
فيما لو تبين حمل لا سمح الله جراء عملية الاغتصاب للفتاة البكر , او للفتاة المتزوجة و تيقن زوجها انه نتيجة عملية الاغتصاب فلا بد من بيان الحكم الشرعي هنا
وهو حكم لا نستطيع الاسهاب فيه في هذه المشاركة المختصرة لكنني اختصر الكلام فيه بما يفي بالمقصود فأقول :-
اختلف اهل العلم رحمهم الله في حكم اسقاط الجنين قبل اكتمال 120 يوما من عمره و هو موعد نفخ الروح كما هو ظاهر حديث ابن مسعود وهو حديث الصادق المصدوق , و اتفقوا على انه لا يجوز الاجهاض بعد هذه المدة الا لضرورة تهدد حياة الام او عند تحقق موت الجنين في الرحم
و اختلف العلماء في حكم الاجهاض في هذه المدة اي قبل 120 يوما من اكتمال نمو الجنين على اقوال
1- حرمة الاجهاض مطلقا لانها جنين سيصبح نفسا يحرم قتلها و الاصل فيها العصمة وعليه اكثر اهل العلم
2- جواز الاجهاض مع الكراهة قبل اكمال الجنين 42 يوما و اليه يميل بعض متأخري المالكية و اكثر الاطباء المسلمين المعاصرين و هو الذي اختارته جمعية العلوم الطبية و الشرعية في الاردن في قرارها سنة 1995بناءا على بحث طبي ان الجنين يبدأ بالتخلق بخلقة الانسان بعد 6 اسابيع و بناءا على فهمهم لحديث حذيفة بن اسيد في صحيح مسلم و الذي فيه ان الجنين يجمع في بطن امه اربعين يوما فيكون نطفة وعلقة و مضغة ثم ينفخ فيه الروح ....
3- جواز الاجهاض قبل 120 يوما وبه قال بعض اهل العلم و بعض الفقهاء المعاصرين لحديث ابن مسعود و الذي فيه ان ابن آدم يجمع خلقه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم مضغة مثل ذلك ثم ينفخ فيه الروح وهو صريح في ان نفخ الروح يكون عند ال 120 يوم من عمر الجنين ....و قد جمع شيخ الاسلام ابن تيمية بين هذا الحديث المتفق عليه و بين حديث حذيفة بن اسيد مرجحا ان نفخ الروح يكون عند ال 120 يوم لامرين
1- اولهما ان حديث ابن مسعود متفق عليه فهو مقدم على ما انفرد به مسلم
2- ثانيهما ان حديث ابن مسعود صريح و حديث حذيفة من الممكن تأويله بان مدة العلقة و المضغة لم تذكر لانها مفهومة انها اربعين يوما كمدة النطفة ...فيكون موافقا لحديث ابن مسعود
و بناءا على هذا العرض المختصر لمذاهب اهل العلم فاننا نقول :-
اذا اكتشفت الاخت المغتصبة الحمل و غلب على ظنها انه من مغتصبها و ليس من زوجها قبل اكمال الجنين 42 يوما فالافضل لها ان تسقطه بوسائل الاسقاط المعروفة طبيا و ذلك للاتفاق على انه ليس منفوخا فيه الروح وبالتالي فليس بنفس فهو ليس اكثر من دم كما جاء في اثر اخرجه ابن جرير في تفسيره "ان الملك يسأل عن المضغة مخلقة او غير مخلقة فان كانت غير مخلقة مجتها الارحام دما " و لما سيسببه بقاء هذا الجنين من عبء على الام و نكد و غم ....
و ان كان الجنين بين 42 يوما و 120 يوما فهنا نقول تقدر المسألة بقدرها فان كانت الام من الصابرات المحتسبات التي من الممكن ان تتقبل تربية هذا الجنين فالافضل لها ان تبقيه و ان غلب على ظنها انه سيكون تعاسة لها و نكدا وعارا و امرا لا تستطيعه فلها ان تسقطه مع الكراهة الشديدة .
و اما ان تجاوز عمر الجنين 120 يوما فيحرم على امه ان تسقطه الا لضرورة تهدد حياة الام او عند تحقق موت الجنين في الرحم بقدر الله ...وذلك لانه نفس حرم الله قتلها و يجب على المجتمع ان يتعاون على تربية الاولاد هؤلاء و يساعد امهاتهم لتحمل الاعباء وفي هذه الحالة ينسب هذا الولد لامه و تكون امه هي عصبته فلو مات ولا وارث له ورثته ولا ينسب لابيه عد تحقق انه ليس ابنه بالفحص الطبي الاكيد الذي يثبت ذلك ....ولا يجوز للزوج ان ينفي هذا الولد عنه لمجرد الشك ان اثبتت الفحوص الطبية انه ابنه لان الاصل انه له لقوله صلى الله عليه وسلم "الولد للفراش و للعاهر الحجر"
فهذا ما تيسر جمعه من نصائح اخوية و احكام فقهية ادلي بها مساهمة في تخفيف مصاب اخواتنا - كان الله لهن - فان اصبت فمن الله و ان أخطأت فمني و من الشيطان و الله المستعان
اللهم يا قوي يا منتقم ارفع البأس عن اخواننا من اهل الشام و فرج عنهم واهزم النصيريين و اجعل اسلحتهم و اموالهم و نسائهم غنيمة للمسلمين ...اللهم آمين
أبو عمر الاثري