عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-11, 06:45 AM   رقم المشاركة : 8
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
عجباً لهذه الكارثة العقائدية والمتمثلة بالمصادمة بين ما قرره علي رضي الله عنه في نهج البلاغة ، وبين ما قرره علماء الإمامية بعقولهم !!!

لأن علي رضي الله عنه قرر بأن فعل الطاعة من المكلف رهبة وخوفاً من النبي صاحب الملك والقوة والسلطان فيه مفسدة كون النيات مشتركة والحسنات مقتسمة ...


بينما قرر علماء الإمامية بأن فعل الطاعة من المكلف رهبة وخوفاً من الإمام - خشية معاقبته وتأديبه - لطف ومصلحة للمكلف ، وعبروا عن كونه لطف ومصلحة في صورتين هما:

الصورة الأولى:

والتي قررها علماء الإمامية في استدلالهم العقلي على وجوب الإمامة بأن الناس إن كان لهم رئيس مطاع منبسط اليد مهاب يكونوا أقرب إلى الطاعة وأبعد عن المعصية ، فمن أقوالهم في ذلك ما يلي:
1- يقول علم هداهم المرتضى في كتابه ( المقنع في الغيبة ) ص 35-36 :[ أما الذي يدل على وجوب الإمامة في كل زمان : فهو مبني على الضرورة ، ومركوز في العقول الصحيحة ، فإنا نعلم علما - لا طريق للشك عليه ولا مجال - أن وجود الرئيس المطاع المهيب مدبرا ومتصرفا أردع عن القبيح وأدعى إلى الحسن ، وأن التهارج بين الناس والتباغي إما أن يرتفع عند وجود من هذه صفته من الرؤساء ، أو يقل وينزر ، وأن الناس عند الاهمال وفقد الرؤساء وعدم الكبراء يتتابعون في القبيح وتفسد أحوالهم وينحل نظامهم . وهذا أظهر وأشهر من أن يدل عليه ، والإشارة فيه كافية ].

2- يقول عالمهم أبو المجد الحلبي في كتابه ( إشارة السبق ) ص 45 :[ لأن ثبوت اللطف بالرئاسة العقلية على هذين الشرطين ظاهر ، وما ثبت اللطف به لا يكون إلا واجبا ، ولهذا إن وجود الرئيس منبسط اليد مرهوب الجانب نافذ الأمر والنهي ، محقق التمكين في كل ما هو رئيس فيه ، لا يخفى كونه مقربا إلى الصلاح ، مبعدا عن الفساد ، ولا معنى للطف إلى ذلك وعدمه أو عدم تمكنه بانقباض يده أو جحده جملة ينعكس الأمر معه بفوات ما وجوده وما يتبعه لطف فيه . فيؤول إلى ظهور المفاسد وفوات المصالح ، وهذا معلوم لكل عاقل ، خبر العوائد الزمانية ، والأحوال البشرية ، فمن أنكره لم يحسن مكالمته بجحده مالا شبهة في مثله ].


الصورة الثانية:
وهي التي قرر فيها علماء الإمامية بأن اللطف حاصل لأولياء الإمام في غيبته والمتمثل بخوفهم من ظهوره وعقوبته فيرتدعون عن المعاصي ويفعلون الطاعات ، وإليكم بعض من صرح بذلك من علمائهم:
1- يقول شيخ طائفتهم محمد بن الحسن الطوسي في كتابه ( الاقتصاد ) ص 300-301:[ وأولياء الإمام ومن يعتقد طاعته ، فاللطف بمكانه حاصل لهم في كل وقت عند كثير من اصحابنا ، لانهم يرتدعون لوجوده من كثير من القبائح ، ولأنهم لا يأمنون كل ساعة من ظهوره وتمكينه ، فيخافون تأديبه كما يخافونه وان لم يكن معهم في بلدهم وكان بينه وبينهم بعد، بل ربما كانت الغيبة أبلغ لأن معها يجوز ان يكون حاضراً فيهم مشاهداً لهم وان لم يعرفوه بعينه ].

2- ينقل شيخ طائفتهم الطوسي قول علم هداهم المرتضى في كتابه ( الغيبة ) ص 104 :[ وكان المرتضى ( رضي الله ) يقول : فإن لطف الولي حاصل ، لأنه إذا علم الولي أن له إماما غائبا يتوقع ظهوره عليه السلام ساعة ( ساعة ) ويجوز انبساط يده في كل حال ، فإن خوفه من تأديبه حاصل ، وينزجر لمكانه عن المقبحات ، ويفعل كثيرا من الواجبات ].

3- يقول علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه ( الألفين ) ص 50 :[ وأما عند غيبته فلأنه يُجَوِّز المكلَّف ظهوره كل لحظة فيمتنع من الاقدام على المعاصي وبذلك يكون لطفاً ].

4- يقول علامتهم ابن ميثم البحراني في كتابه ( قواعد المرام في علم الكلام ) ص 191 :[ على أن اللطف حاصل لهم في غيبته أيضا ، إذ لا يأمن أحدهم إذا هم بفعل المعصية أن يظهر الإمام عليه فيوقع به الحد ، وهذا القدر كاف في باب اللطف ].


فهل يستطيع أحد من فرسان الإمامية أن يبين لنا مع من سيكون الحق من خلال الخيارين التاليين:
الخيار الأول:
أن يكون الحق والصواب مع علي رضي الله عنه في خطبته ، وعندها سيبطل كل ما قرره علماء الإمامية بعقولهم من كون الرئيس المنبسط المهاب لطف للمكلفين يجب على الله تعالى نصبه ، ويبطل قولهم بأن اللطف حال غيبة الإمام حاصل لأوليائه من خلال تركهم المعاصي وفعلهم للطاعات خوفاً من تأديبه وعقوبته.


الخيار الثاني:
أن يكون الحق والصواب مع ما قرره علماء الإمامية من كون فعل الطاعة من المكلف رهبة وخوفاً من الإمام لطف ومصلحة له ، وعندها سيبطل كلام علي رضي الله عنه وتنهدم عصمته التي عليها مدار مذهبهم.







  رد مع اقتباس