عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-10, 11:31 PM   رقم المشاركة : 2
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


إن يحسدوك فلا تعبأ بقائلهم
هم الغثاء وأنت السيد البطل


فقالوا قولتهم الآثمة : بأن شيخ الإسلام ابن تيمية يبغض علياً - رضي الله عنه - و يتنقصه في كتابه هذا ؟؟
وقد اتخذا هؤلاء الجهال من عبارات خاطئة للحافظ ابن حجر أطلقها في هذا المقام سلماً للولوغ في عقيدة شيخ الإسلام ، فأصبحوا يرددون كلمات الحافظ - رحمه الله - في كتبهم ورسائلهم نكاية بأهل السنة، وشيخهم .



وأني شقي باللئام ولا ترى شقياً بهم إلا كريم الشمائل


وهذه الفرية ليست هي الأولى ولا الأخيرة في سجل التهم الموجهة لشيخ الإسلام ، بل قد قيل فيه ما هو أعظم منها وقيل في غيره من الأئمة ما هو مثلها .
فهي تهمة باطلة قد تعودناها من أهل البدع في كل زمان .

وأنا لم أكن لأعبأ بها ، أو أن أقيم رسالتي هذه عليها ، لولا أن سمعت من تأثر بها ممن يدعي طلب العلم آخذاً في ترديدها في رسائله على استحياء وفي مجالسه بتصريح دون تلميح

وأجرأ من رأيت بظهر غيب على عيب الرجال ذوو العيوب

وخشية من أن يقع في نفوس الناشئين من شباب الإسلام أي حسيكة على شيخ الإسلام نظراً لترديد مثل هذه التهمة في بعض المجالس مقرونة بأقوال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -

رغبت في دفع هذه التهمة الباطلة في رسالتي هذه بشيء من التفصيل الذي لم أجده في رسائل أخرى .

وكما قال الشيخ الألباني - حفظه الله - ( نحن إنما علينا أن ندافع عن الذين آمنوا ، ونبرئ ساحتهم مما اتهموا به من الأكاذيب والأباطيل التي يكون الدافع عليها تارة الجهل ، وأخرى الظلم ، وقد يجتمعان )
والله أسال أن يجعلني من الذابين عن عرض علم الإسلام وشيخه ابن تيمية - رضي الله عنه - وأن يكتب لي ولقارئها المنتفع بها الأجر والثواب .

وأن يعظم أجر شيخنا : الشيخ صالح الفوزان الذي تفضل بتقديم هذه الرسالة .
وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم

لمحة عن كتاب ( منهاج السنة )
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله




الذين اتهموا شيخ الإسلام بهذه التهمة كانت عمدتهم في هذا الاتهام عبارات لم يفهموا مغزاها عثروا عليها متفرقة في كتابه
" منهاج السنة"
وقبل أن أبين مقصود شيخ الإسلام منها أحب أن يعلم القارئ

نبذة عن هذا الكتاب وظروفه
ليكون على وعي وبصيرة بمنهج الشيخ .

كتاب " منهاج السنة "

هو ( من أهم وأكبر كتب شيخ الإسلام ، وقد ورد ذكره في أكثر الكتب التي تحدثت عن مؤلفات ابن تيمية )
وهو قد ألفه ( حوالي سنة 710هـ . وهذا يعني أنه ألف هذا الكتاب أثناء وجوده في مصر)

وهو - رحمه الله - قد ألفه
نقضاً لكتاب
(منهاج الكرامة )
للرافضي ابن المطهر .


يقول شيخ الإسلام في مقدمة كتابه بعد حمد الله والثناء عليه :

( أما بعد، فإنه قد أحضر إلي طائفة من أهل السنة والجماعة كتاباُ صنفه بعض شيوخ الرافضة في عصرنا ، منفقاً لهذه البضاعة ، يدعو به إلي مذهب الرافضة الإمامية من أمكنه دعوته من ولاة الأمور . .)

قال : ( وذكر من أحضر هذا الكتاب أنه من أعظم الأسباب في تقرير مذاهبهم عند من مال إليهم من الملوك وغيرهم . وقد صنفه للملك المعروف الذي سماه فيه ( خدابنده) وطلبوا مني بيان ما في هذا الكتاب من الضلال وباطل الخطاب، لما في ذلك من نصر عباد الله المؤمنين ، وبيان بطلان أقوال المفترين الملحدين )

قلت : أما الرافضي المردود عليه فهو : ( أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي ابن المطهر الحلى المشهور عند الشيعة بالعلامة . ولد سنة 648 وتوفي سنة 726هـ
قبل وفاة ابن تيمية بعامين ، وهو منسوب إلى الحلة السيفية التي بناها الأمير سيف الدولة صدقة بن منصور المزيدي الأسدي من أمراء دولة الديالمة في محرم سنة 495هـ ، وهي واقعة بين النجف و الخار علي طرفي شط الفرات )


( أما الملك خدابنده الذي ألف ابن المطهر كتابه
" منهاج الكرامة من أجله فهو أحد ملوك الدولة الإيلخانية ومن أحفاد جنكيز خان واسمه الجايت
و
( أو أولجايتو )
خدابنده غياث الدين
محمد بن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن طلو بن جنكيز خان
.

وقد تولى أخوه الملك غازان ( أو قازان ) الحكم سنة 694 وولاه حكم خراسان ، وكان غازان ميالاً لأهل السنة
( ولابن تيمية عدة وقائع معه )
واستمر حكمه مدة ثمان سنين وعشرة أشهر إلى أن توفي في شوال سنة 703،وتولى بعده أخوه خدابنده في شهر ذي الحجة من نفس العام .

وقد استمر خدابنده بعض الوقت مقيماً على السنة إلى أن كانت سنة 709 حينما انتقل إلى مذهب الشيعة )
بسبب الرافضي
(ابن المطهر)
الذي ألف له كتاب : " منهاج الكرامة "
ودعاه فيه إلى اعتناق مذهب الرافضة بعد أن حسنه له
وقبح صورة مذهب أهل السنة في عينه .


وكتاب " منهاج الكرامة "
يتحدث فيه الرافضي عن مسألة ألإمامة التي يقول عنها بأنها
( أهم المطالب في أحكام الدين ، وأشرف مسائل المسلمين ) ويلخص لنا الرافضي كتابه أو رسالته في هذه المسألة بقوله:
( وسميتها " منهاج الكرامة في معرفة الإمامة "
ورتبتها على فصول :

الفصل الأول :
في نقل المذاهب في هذه المسألة .

الفصل الثاني :
في أن مذهب الإمامية واجب الاتباع .

الفصل الثالث :
في الأدلة على إمامة علي رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الفصل الرابع .
في الإثني عشر .


الفصل الخامس .

في إبطال خلافة أبي بكر وعمر وعثمان )


قلت :هذا بإجمال فصول الكتاب المردود عليه فهو قد حدد هدفه من تأليفه ، وهو تقرير إمامة علي - رضي الله عنه - بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والطعن في خلافة
أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -
وغيرهم من الصحابة
.


وفي سبيل هذا الهدف الباطل الذي أقام عليه رسالته
غلا غلواً فاحشاً في علي - رضي الله عنه -
فصوره في صورة غير التي نعرف من سيرته ،

وعظمه على غيره من الصحابة -
بل والرسول صلى الله عليه وسلم -

فجعل الأحداث تدور من حوله ،
فهو صانعها ، وهو بطلها الوحيد .

وأقذع في تصويره - رضي الله عنه -
وأهل البيت
في صورة المظلومين،
الذين قد هضم
الصحابة حقوقهم ،

وأما الصحابة الآخرين
فقد صغر مواقفهم ،
ونال منهم ،
وجعلهم في صورة الظالمين
الذين انتهكوا حق علي وأهل البيت ،


وتفنن - في سبيل هذا الهدف - في توزيع التهم عليهم.

فعلي - رضي الله عنه - عنده هو الإمام المعصوم ،
وهو أفضل البشر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو أزهد الناس ،
وأعبدهم ،
وأعلمهم في جميع العلوم وأشجعهم ،
وأنه يعلم الغيب وكان مستجاب الدعاء ،
وأن الشمس قد ردت له
ونزلت في شأنه آيات كثيرة
،
وفضله الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ،
وكانت له كرامات عظيمة ... إلخ .

وأما أبوبكر - رضي الله عنه - فهو عند الرافضي
قد اغتصب الخلافة من علي ،
وظلم فاطمة حقها ،
وأنه لا علم عنده ،
وهو لا يقيم الحدود على رعيته ....

الى آخر تهم الرافضي
لأبي بكر - رضي الله عنه
-
التي فندها شيخ الإسلام في كتابه.

وهكذا
صنع الرافضي
مع
عمر ومع عثمان ومع معاوية ومع طلحة والزبير - رضي الله عنهم أجمعين - .


فهو قد أخفى فضائلهم
واختلق لكل واحد منهم تهمة باطلة
ليشوه صورته أمام الناس .

هذا ملخص ما احتواه
هذا الكتاب الآثم

الذي جاءته جنود شيخ الإسلام من كل مكان :
من فوقه ،
ومن أسفل منه ،
حتى جعله
حصيداً خامداً كأن لم يغن بالأمس

فذب بحماس عن أعراض أكرم الخلق بعد الرسل ،
ونفى غلو الرافضة في علي ،
وبين المنهج الحق
في جميع المسائل التي تعرض لها الرافضي .





مما يأسف له المسلم أن هذا الكتاب العظيم
لشيخ الإسلام
- رحمه الله -


الذي أصبح مرجعاً لكل طالب علم بعده
يريد أن ينقض شبهات الروافض
لم يعجب بعض من يدعون العلم ،
ورأوا أنه كان الأولى أن لايؤلفه
شيخ الإسلام .

ومن هؤلاء : السبكي
الذي كان خصماً من خصوم شيخ الإسلام ،
حيث يقول في قصيدته
حول الروافض وكتاب " منهاج السنة "

إن الروافض قوم لا خلاق لهم من أجهل الناس في علم وأكذبه
والناس في غنية عن رد إفكهم ... لهجنة الرفض واستباح مذهبه

فهو يرى أنه لا داعي للرد عليهم لافتضاح مذهبهم ،
وهذا سوء فهم وجهل من السبكي
لأن شبه الروافض وأكاذيبهم
إذا كانت مفضوحة عند العلماء الذين يخبرون مذهبهم الباطل ،
فإنها قد تروج
على عامة المسلمين من علية القوم و أسافلهم
ممن لا علم عنده برد شبهاتهم ،
فيتأثر بأقوالهم ،
وقد ينصر مذهبهم كما فعل الملك ( خدابنده )
الذي ألف له ابن المطهر كتابه .

وتخيل
لو كان عند هذا الملك
علم بأباطيلهم كما وضحها شيخ الإسلام ،
هل كان سيترفض
؟

قلت : وكأني بالحسد قد ملأ قلب السبكي حتى قال قولته السابقة ، لأن الله قد ادخر هذا العمل العظيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ،
ولم يكتبه لغيره .

وقولة السبكي هذه أغضبت أحد علماء السنة
( يوسف السرمري )

فرد علي قصيدته السابقة بقصيدة أجمل منها جاء فيها :

وقعت في الشيخ إذ رد الروافض
في قعر الحضيض وكانوا فوق مرقبه

أوهمتنا فيك رفضاً في كلامك
والـ إنسان قد يبتلى من تحت مذربه


فهو يقول للسبكي بأنك أوهمتنا بأنك رافضي لأنك تدافع عن الروافض وترى عدم الرد على مذهبهم .

والصحيح أن السبكي ليس برافضي ،
ولكنه العداء والحسد لشيخ الإسلام.




قلت :
ومن هؤلاء الذين لم يروا أهمية لرد
شيخ الإسلام على الروافض

: الصفدي ،
الذي لقي شيخ الإسلام عدة مرات ،
وكان شيخ الإسلام يحثه على ملازمة
التتلمذ على يديه ليستفيد ،
ولكن غلبه حب الأدب ،
فصرفه الله عن العلم .

يقول الصفدي في كتابه :
" أعيان العصر " عن شيخ الإسلام :
( وضيع الزمان في رده على النصارى و الرافضة ومن عاند الدين أو ناقضه ، ولو تصدى لشرح البخاري أو لتفسير القرآن العظيم لقلد أعناق أهل العلوم بدر كلامه النظيم )


قلت : لم يضيع شيخ الإسلام زمانه ، بل أفاد الأمة بردوده تلك وجعلها مرجعاً لمن بعده ممن أرد نقض شبهات الأعداء ، وأما التفسير وشروح البخاري فقد تتابع عليها علماء الإسلام بما يغني الأمة أن تنصرف ( جميع ) جهود علمائها إليها ،

ومن تأمل كتب وفتاوى شيخ الإسلام
يعلم أن له حظا وافراً من ذلك - أيضاً -.


وأخيراً :
ما أجمل قول الأستاذ محمد كرد على - رحمه الله -
في شيخ الإسلام :
( ولو لم يكن له إلا " منهاج السنة " لكفاه على الأيام فخراً لا يبلى ، ففيه مثال من علمه وقوة حجته ، ومعرفته بالملل والنحل ، وإذا قلنا : إنه لم يؤلف نظيره في الرد على المخالفين لأهل السنة لصدقنا كل منصف من أهل القبلة ) .


المتهمون
لشيخ الإسلام
بتنقص
علي - رضي الله عنه -
والانحراف عنه

لقد حاولت أن أذكر في هذا المبحث
أبرز المتهمين لشيخ الإسلام بتلك الفرية ،
ممن عثرت على أقوالهم ، مع توثيقها من كتبهم أو من كتب الناقلين عنهم ،
وقد اتضح لي أنهم على نوعين :



الأول :
أناس لم يفهموا مقاصد شيخ الإسلام
من عباراته التي ذكرها في كتابه " منهاج السنة "

والتي ظنوا أن فيها تنقصا لعلي - رضي الله عنه - ،
وأداهم لهذا عجلتهم في الحكم دون ترو ،
ولا مراجعة لأقوال شيخ الإسلام الصريحة
في نفي ذلك عن نفسه ،
إضافة إلى
عدم إدراكهم لعمق
مذهب الشيخ
في
رده لأكاذيب الروافض ،

فلهذا زلوا هذا الزلة العظيمة .
وخير مثال لهؤلاء :
الحافظ ابن حجر العسقلاني - عفا الله عنه-


الثاني:


أناس قد أشربت قلوبهم مختلف أنواع البدع ،
فطارت قلوبهم فرحاً عندما عثروا على تلك العبارات
التي ظنوها تنقصاً لعلي - رضي الله عنه-

فأذاعوا بها
شرقاً وغرباً
قاصدين بذلك
ذم شيخ الإسلام
والتنفير منه
ومن كتبه
وآرائه التي
تخالف مشربهم .

وخير مثال لهؤلاء :
ابن حجر الهثيمي ،
و الكوثري ،
و الغماري ،
و السقاف
، والحبشي ، وغيرهم - كما سيأتي - .



المتهمون وأقوالهم

فمنهم العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -
الذي جرأت كلماته السفهاء على شيخ الإسلام ،
واتخذوها متكأ للتطاول
على مقامه - رحمه الله -
وسهولة كيل التهم له
بتنقص علي - رضي الله عنه -
ما دام الحافظ - رحمه الله -
قد ألمح إلى ذلك ومهد لهم الطريق
بكلماته في شيخ الإسلام .

ونحن نعلم أن الحافظ - رحمه الله -
هو ممن يقدرون شيخ الإسلام ،
ويثنون عليه ، ويعرفون فضله .

قال العلامة محمود شكري الألوسي :
( إن الحافظ ابن حجر العسقلاني موالاته ومحبته للشيخ ابن تيمية مما لا ينكره إلا جاهل ، وقد تلقى العلم عن تلامذة الشيخ وأصحابه وانتفع بكتبه ، وقرأ كثيراً منها درساً، وهذا هو اللائق به وبأمثاله من أهل الفضل والعلم ،
وقد قيل : إنما يعرف ذا الفضل ذووه )



قلت : ومن ذلك قول الحافظ : ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السارة ، التي انتفع بها
الموافق والمخالف : لكان غاية في الدلالة على عظيم منزلته ، فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم والتمييز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم فضلاً عن الحنابلة )

أما كلام الحافظ في شيخ الإسلام حول موضوع تنقص على - رضي الله عنه -
فهو اجتهاد خاطئمن الحافظ
تعجل في إطلاقه لعدم فهمه مقاصد شيخ الإسلام .

ومن ذلك قوله في لسان الميزان
في ترجمة الرافضي الذي رد عليهشيخ الإسلام :

( صنف كتاباً في فضائل على - رضي الله عنه - نقصه الشيخ تقي الدين ابن تيمية في كتاب كبير ، وقد أشار الشيخ تقي الدين السبكي إلى ذلك في أبياته المشهورة حيث قال :
وابن المطهر لم تطهر خلائقه........ )

قال ابن حجر : ( طالعت الرد المذكور فوجدته كما قال السبكي في الاستيفاء ، لكن وجدته كثير التحامل إلى الغاية في الرد الأحاديث التي يوردها ابن المطهر ، وان كان معظم ذلك من الموضوعات الواهيات ، لكنه رد في رده كثيراً من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها ، لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدره ، والإنسان عامد للنسيان ، وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدته أحياناً إلى تنقيص على رضي الله عنه ) .

وقال - أيضاً - في ترجمة الرافضي في كتابه :
( الدرر الكامنة ) :
( له كتاب في الإمامة رد عليه فيه ابن تيمية بالكتاب المشهور المسمى بالرد على الرافضي ، وقد أطنب فيه وأسهب ، وأجاد في الرد إلا أنه تحامل في مواضع عديدة ، ورد أحاديث موجودة وإن كانت ضعيفة بأنها مختلقة ).




وقال في الدرر الكامنة في ترجمة ابن تيمية :
( وكان يتكلم على المنبر على طريقة المفسرين مع الفقه والحديث ، فيورد في ساعة من الكتاب والسنة واللغة والنظر ما لا يقدر أحد على أن يورده في عدة مجالس ، كأن هذه العلوم بين عينيه فأخذ منها ما يشاء ويذر ، ومن ثم نسب أصحابه إلى الغلو فيه واقتضى له ذلك العجب بنفسه حتى زهى على أبناء جنسه ، واستشعر أنه مجتهد فصار يرد على صغير العلماء وكبيرهم ، قعويهم وحديثهم ، حتى انتهى إلى عمر فخطأه في شئ ، فبلغ الشيخ إبراهيم الرقي فأنكر عليه ، فذهب إليه واعتذر واستغفر ، وقال في حق علي : أخطأ في سبعة عشر شيئاً ثم خالف فيها نص الكتاب ، منها اعتداد المتوفى عنه زوجها أطول الأجلين )

وقال ابن حجر - أيضاً - :
منهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ،
ولقوله : إنه كان مخذولا حيث ما توجه ،
وأنه حاول الخلافة مراراً فلم ينلها ،
وإنما قاتل للرياسة لا للديانة ،
ولقوله : إنه كان يحب الرياسة ،
وإن عثمان كان يحب المال ،
ولقوله :
أبو بكر أسلم شيخاً يدري ما يقول
وعلي أسلم صبياً ،

والصبي لا يصح إسلامه على قول ،
وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ،
ومات ما نسبها من الثناء على .....
وقصة أبي العاص ابن الربيع
وما يؤخذ من مفهومها ،
فإنه شنع في ذلك
،
فألزموه بالنفاق لقوله صلى الله عليه وسلم
" ولا يبغضك إلا منافق ")

ومنهم : ابن حجر الهيتمي
الذي قال في فتاواه الحديثية :

( ابن تيمية عبد خذله الله تعالى وأضله وأعماه وأصمه وأذله وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية .
ولم يقصر اعتراضه على متأخري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما - والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن ، بل يرمى في كل وعر وحزن ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل جاهل غال ، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته)

قال : ( ولا زال يتتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره ففسقوه و بدعوه ، بل كفره كثير منهم ، وقد كتب إليه بعض أجلاء عصره علماً ومعرفة سنه خمس وسبعمائة :
من فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره - بزعمه - أما بعد ، فإنا أحببناك في الله زماناً وأعرضنا عما يقال فيك إعراض الفضل إحساناً ، إلى أن ظهر لنا خلاف موجبات المحبة بحكم ما يقتضيه العقل والحس ، وهل يشك في الليل عاقل إذا غربت الشمس ؟ وإنك أظهرت إنك قائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والله تعالى أعلم بقصدك ونيتك ، ولكن الإخلاص مع العمل ينتج ظهور القبول ، وما رأينا آل أمرك إلا إلى هتك الأستار والأعراض باتباع من لا يوثق بقوله من أهل الأهواء والأغراض ، فهو سائر زمانه يسب الأوصاف والذوات ولم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات .
ولم يكفه التعرض على ما تأخر من صالحي السلف حتى تعدى إلى الصدر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل ، فيا ويح من هؤلاء خصماؤه يوم القيامة ، وهيهات أن لا يناله غضب وأنى له بالسلامة
. وذكر سامعه منه تخطئة الخليفتين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ، وقد تقدم ، ثم قال : فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ علي بزعمك كرم الله وجهه وعمر بن الخطاب ؟ والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه والأمر إلى مقتضاه ولا ينفعني إلى القيام في أمرك ودفع شرك ، لأنك قد أفرطت في الغي ووصل أذاك إلى كل ميت وحي ، وتلزمني الغيرة شرعاً لله تعالى ولرسوله ، ويلزم ذلك جميع المؤمنين وسائر عباد الله المسلمين ، بحكم ما يقوله العلماء ، وهم أهل الشرع ، وأرباب السيف الذي بهم الوصل والقطع ، إلى أن يحصل منك الكف عن أعراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين)


قلت :
قال صاحب كتاب ( جلاء العينين ) :
السيد نعمان الألوسي بعد نقله لهذا الكلام :

( كان ينبغي من ابن حجر أن
يعزو هذا الكلام إلى كتاب الذي نقله منه ، ونسبه إلى ابن تيمية )

وقال أيضاً :
( إنما نسبه الشيخ ابن حجر
إلى شيخ الإسلام من سوء الاعتقاد
في أكابر الصحابة الكراملا أصل له )

ومن المتهمين لشيخ الإسلام بأنه منحرف عن علي

المدعو
زاهد الكوثري
أحد رؤوس المبتدعة
في هذا القرن

والذي سخر كل تأليفه وتعليقاته على الكتب
في النيل من علماء السلف
ممن لم يوافق مشربه البدعي .

يقول هذا الكوثري راداً على شيخ الإسلام تضعيفه حديث
( رد الشمس لعلي - رضي الله عنه - )
دون اعتبار لتصحيح الطحاوي له :
( فتراه يحكم عليه هذا الحكم القاسي لأنه صحح حديث رد الشمس لعلي كرم الله وجهه ، فيكون الاعتراف بصحة هذا الحديث ينافي انحرافه عن علي رضي الله عنه ، وتبدو على كلامه آثار بغضه لعلي عليه السلام في كل خطوة من خطوات تحدثه عنه )

ويقول في كتابه
" اللإشفاق "

( ولو لا شدة ابن تيمية في رده على ابن المطهر في منهاجه إلى أن بلغ به الأمر أن يتعرضلعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه على الوجه الذي تراه في أوائل الجزء الثالث منه ، بطريق يأباه كثير من أقحاح الخوارج مع توهين الأحاديث الجيدة في هذا السبيل - لما قامت دولة الغلاة من الشيعة في بلاد الفرس والعراق وشرق الآسيا ( كذا ) الصغرى وأذربيجان من عهد الملك المغولي " خدابنده " وابن المطهر الحلي لما وصل إليه كتاب ابن تيمية هذا ، قال : كنت أجاوبه لو كان يفهم كلامي ، ولكن جوابي يكون بالفعل ، حتى سعي سعياً إلى أن تمكن من قلب الدولة السنية من تلك الأقطار غالية في التشيع يحمل " خدابنده " الملك الشعوب على المتذهب بمذهب ابن المطهر ، ولم يزل الغلو في التشيع في تلك البلاد منذ علم ابن تيمية هذا ، ولم كان يسعى بحكمة لما بعدت شقة الخلاف بين الإخوان المسلمين على الوجه الذي تراه )


قلت :
قال الشيخ محمد بهجة البيطار
راداً هذا الاتهام عن شيخ الإسلام :

(أقول : كلامه هذا الصريح في أن الإمام ابن تيمية هو الذي أثار ثائرة الشيعة بتعصبه عليهم ، وطعنه فيهم ، وتنقيصه علياً عليه السلام بما يأبى مثله الخوارج وأنه هو الذي حمل ابن المطهر على هذا الغلو في التشيع والسعي في نشر المذهب من عهد الملك المغولي " خدابنده " الذي تشيع وقلب دولته شيعية بسعي ابن المطهر الحلي هذا ، وأن منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية لشيخ الإسلام هو الذي زاد النار ضراماً . ألخ .
سبحان الله ما أجرأ هذا الرجل على تشويه الحقائق وإفساد التاريخ ، فهو ممن زين له سوء عمله فرآه حسناً .

وإليك
الجواب عن
الكذب الصريح
:

إن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يؤلف كتابه
" منهاج السنة النبوية " ابتداءً ،
ولكنه ألفه رداً على
كتاب الحلي الشيعي الذي سماه
" منهاج الكرامة "

وقد قال رحمه الله في مقدمة كتابه :
" أما بعد فإنه أحضر إلي طائفة من أهل السنة والجماعة كتاباً صنفه بعض شيوخ الرافضة في عصرنا منفقاً لهذه البضاعة ، ويدعو به إلى مذهب الرافضة الإمامية من أمكنه دعوته من ولاة الأمور وغيرهم ( إلى أن قال ) وذكر من أحضر هذا الكتاب بأنه من أعظم الأسباب في تقرير مذهبهم عند من مال إليهم من الملوك وغيرهم ، وقد صنفه للملك المعروف الذي سماه " خدابنده " وطلبوا مني بيان ما في هذا الكتاب من الضلال وباطل الخطاب " ا هـ .

فأنت ترى أن كتاب منهاج السنة النبوية
قد كتب رداً
لاعتداء من اعتدى على
أهل السنة
وتهجم عليهم ،
وطعن في دينهم ،

وأن شيخ الإسلام قد أحضر إليه كتاب الشيعي ولم يكن رآه ، وطلب منهأهل السنة والجماعة رد مفترياته على أهل السنة
وهو شيخهم ،
بل
شيخ الإسلام ،
ومن أولى منه ببيان الحق وأقدر منه عليه ؟

إن الملك المغولي " خدابنده " قد ترفض أو تشيع على يد ابن المطهر الحلي قبل صدور رد شيخ الإسلام عليه
كما هو ظاهر من كلامه.

إن أقصى ما في كلام شيخ الإسلام
هو الدعوة إلى الاعتدال
في الأقوال و الأعمال ،
وتخفيف غلو الغاليين
في العقائد ،
وتقليص ظل عصبيات
أهل البدع والأهواء
،
ودفع أكاذيبهم وأباطيلهم ،

والغرض من ذلك كله
تنوير العقول ،
وتقريب القلوب ،
وتطهيرها مما تراكم عليها من
أوضار الباطل ،
و أوغار الحقد
،
وإزالة ما استحكم فيها من
جفوة وقسوة
.

وهذه نبذة صغيرة من كلام شيخ الإسلام
مصدقة لما ذكرناه .



قال رحمه الله :
" وأما الرافضي فإذا قدح في معاوية بأنه كان باغياً ظالماً ،
قال له الناصبي : وعلي أيضاً كان باغياً ظالماً لما قاتلالمسلمين على إمارتهوبدأهم بالقتال ، وصال عليهم وسفك دماء الأمة بغير فائدة لا في دينهم ، وكان السيف مسلولاً في خلافته على أهل الملة ، كفوفاً عن الكفار - إلى أن قال - فالخوارج و المروانية وكثير من المعتزلة وغيرهم يقدحون في على ( رضي الله عنه ) وكلهم مخطئون في ذلك ضالون مبتدعون " ا هـ .


فأنت ترى شيخ الإسلام يحكي
كلام الروافض و النواصب و الخوارج ،

ولكنه لا يحكم على فريق ، بل يحكم بأنهم مخطئون مبتدعة ضالون ،
خلافاً لما يزعمه الكوثري ، المقلد الغبي ،
من انتقاص مقام الإمام علي ،
فما أضيع البرهان عند المقلد .

وأوضح وأفضح مما تقدم أن هذا المعتدي على التاريخ ، دعواه أن ابن تيمية هو سبب الغلو في التشيع ، وبسط سلطانه في الأرض ، ويوهم كلامه أو يفهم أن السلطان " خدابنده "قد ترفض ونشر مذهب ابن المطهربسبب ابن تيمية ، وتحامله على الشيعة في منهاج السنة النبوية .

وقال : وابن المطهر الحلي لما وصل إليه كتاب ابن تيمية هذا ، قال :كنت أجاوبه لو كان يفهم كلامي ، ولكن جوابي يكون بالفعل حتى سعى سعياً إلى أن تمكن من قلب الدولة السنية من تلك الأقطار إلى دولة غالية في التشيع يحمل " خدابنده " الملك الشعوب على التمذهب بمذهب ابن المطهر ، ولم يزل الغلو في التشيع متغلغلاً في تلك البلاد منذ عمل ابن تيمية هذا . ا هـ .


ونحن ننقل لك بعد هذا الكلام
ما ذكره الشيعة الإمامية أنفسهم في سبب ترفض الملك " خدابنده "
ليعلم مبلغ هذا الرجل من
تحريف التاريخ
وقلب الحقائق الواقعية
بكل وقاحة وصفاقة ،
ونسجل عليه حقده وتعصبه على رجال الإسلام العظام ،
وافتراءه عليهم الكذب الصريح .

يتبـــع بأذن الله ..














من مواضيعي في المنتدى
»» ايها الكتاب العرب لا تغسلوا وجه ايران المصخم بالاسئلة الايهامية
»» العرب واقليم الاحواز
»» الصواعق السنية في نسف احاديث قامت عليها الملة الشيعية
»» المبحوح وعبدالمالك ريغي قصة وحقيقة التعاون الايراني الامريكي على لسان الشيخ ملا زاده
»» الأحوازيون يناشدون الدول العربية تسليحهم بعد اصدار خامنئي فتوى تبيح قتلهم