كتب محمد جلال القصاص : بتاريخ 2 - 12 - 2008نقف الآن ـ في مصر وخارج مصر ـ على أعتاب مرحلة فكرية وواقعية جديدة ، والساحة ـ الداخلية والخارجية ـ تمور ( تغلي ) ، والمفاجئات شبه يومية على مستوى العامة بل وعلى مستوى من يخططون للأجيال القادمة ، والكل يزاحم من أجل أن يدخل التاريخ ، أو من أجل أن يخطَّ التاريخ ، وأجهدتُ نفسي في قراءة ما يدور في عقلية قادة الإخوان المسلمين في مصر تحديداً ، وما استطعت أن أصل إلى شيءٍ أتقبله .
ما هو الثابت عندهم ؟!
وما هو المتغير الذي يدور حول هذا الثابت ، مُنطلِقاً منه وخادماً له ؟!
ما هي القضايا الأساسية التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين في مصر ؟!
لم أجد حقيقةً ثابتاً عند هؤلاء القوم .
الجماعة تبحث عن غريب تتقوى به على الداخل . أيا كان هذا الغريب !! . هذا ما أفهمه حقيقة .فبالأمس تواترت الأخبار عن أنهم مدوا أيديهم للأمريكان ، واليوم الشيعة من أهل لبنان ؟ وبالأمس استضاف كبيرهم الأستاذ مهدي عاكف الجعفري رئيس العراق يوم كانت الفلوجة تضرب ، وجلسا ساعتين .
وحين تطاولت الشيعة على الدكتور يوسف القرضاوي ، لم ينصره قادة الإخوان ، بل وقفوا موقفاً مريباً ، إذ جنحوا للشيعة . !!
ماذا في أيدي الشيعة يريده قادة الإخوان في مصر ؟ لِمَ يتم استدعائها للمشهد المصري بعد أن استدعيت للمشهد الفلسطيني ولم تفعل شيئاً ، وبعد أن دخلت في المشهد العراقي ولم تترك شيئاً يسرنا إلا غاظتنا به ؟!
الشيعة لهم أطماع خاصة ، ولهم تصورات خاصة ، ولهم عقيدة التقية التي تجعل كل من يتعامل معهم يرتاب منهم ، ولهم ماضٍ يحكي أن قوتهم للداخل ولم تكن يوماً للخارج ، ولهم حاضر في العراق يتحدث بأن القوم مع كل أحد على السنة وأهلها ، ففيم يطمع الإخوان ؟ !
فضلاً عن ذلك فإن استدعاء الآخر لا يصلح في مصر ، فمصرٌ بلدٌ ( حساس ) للغريب ، لا يقبله ولا يرحب به ؛ ونحن بلدٌ سُنِّيٌ يأبى الرفض ( التشيع ) ، ويقف بيننا الأزهر شامخاً وشاهداً على فشل الشيعة في تشيع مصر بعد قرونٍ من احتلالها في زمن العبيديين ( الفاطميين ) .
أحقاً هو استقواءٌ بالخارج على الداخل ؟
يبدوا هذا عند النظرة الأولى ، ولكن عند تدقيق النظر تجد الأمر بعيد عن ذلك ، فالقوم لا يمكن أن نرميهم بالعمالة أو الخيانة للبلد ، ولكن هو نوع من قلة الوعي السياسي ، هكذا يبدوا لي ، أو نوع من التخبط والسير في أي اتجاه ، هي حالة من محاولة تحصيل بعض المكاسب الداخلية من خلال الخارج ، وهي لعبة مكررة ، يلعبها النصارى بأبنائهم ( أقباط المهجر ) ، وتلعبها الأقليات في أماكن كثيرة غير مصر ، ولكن قلة الوعي في جلب الخارج ذي الأطماع الداخلية والمذاهب الفكرية المعادية . وقلة الوعي في التعاون مع الشيعة بعد أن ظهرت نواياهم الخبيثة في العراق . وبعد أن مدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء على شيخ الإخوان ورمزها القرضاوي . يُذكِّر بحال اليمن في القديم حين استنصرت بالفرس على الأحباش ، فخرج الأحباش وجلس الفرس !! ، راح احتلال وجاء احتلال .!!
والسؤال :لم لا تعتمد جماعة الإخوان المسلمين في مصر على نفسها ؟!
ألأنها ضعيفة لا تستطيع ؟
لا أبداً . وإنما العقلية التي تدير الجماعة تربت في زيل القافلة ، لا تملك حين تفاخر إلا حكايات السجن والتعذيب . وليس في عقلها ولا في ثقافتها أن تقود الأمة .. لم يتربوا على ذلك . ولا تغضب مني ، فعيني تصف ما تراه ، وهاكَ التاريخ قلِّب صفحاته واتني بشاهدٍ ينكر قولي . لن تجد . أرح نفسك .. فلن تجد .
كانت الفرصة سانحة بعد دخول اليهود فلسطين ، وكانت الأمة يومها في الشوارع والطرقات من جميع الفئات ثائرة ..خلف الإخوان تسير ، وما برح القوم مكانهم إلا قليلاً لا يغني ، وكانت الفرصة سانحة بعد رحيل السادات ، وكانوا قد درسوا وتمرسوا ، والفرصة اليوم سانحة . ذلولٌ .. ألقت خطامها ووقفت تدور عينها تبحث عن من يأخذ زمامها ، وقومنا لا يفقهون ، أو يفقهون ولا يستطيعون . لأنهم تربوا على حكايات السجن والتعذيب وليس على القيادة والريادة .
والجيل القادم من القادة حين تتطلع للسيادة والريادة خلع ردائه وارتدى ثوباً آخر ، وليته بحث عن جديدٍ جميل ، بل ارتدى ما خلعته البشرية بعد أن بلي وخَلِق . . . تنازل عن كل شيء حتى الاتجاه الذي كان يسير فيه . راح يُنَظِّر للديمقراطية ، والدولة المدنية ، ويعترف بإسرائيل يقول : مرحلة تكتيكية !!
والعلمانية ، وهي الديمقراطية في الحكم والليبرالية في الفكر ، كغيرها من المبادئ الأرضية تسود حيناً ثم تندثر ، وقد مضى زمانها ، فهي الآن تتداعى بعد أن فشلت فكرياً وعملياً ، فلم تستطع ـ في الناحية الفكرية ـ النصر على المخالفين من أصحاب الصراط المستقيم .. أعني أتباع المرسلين ، وفي الواقع أرهبت الناس وجاءت بالخوف والفقر والدمار ( الشامل ) فكانت كالبغي التي تعظ الناس حال بغائها ، تتحدث عن السلام وهي تهرب الناس ، وتتحدث عن الرخاء وهي تطحن الفقراء ، وتتحدث عن الصحة ويدها ملوثة .. تحارب بالميكروبات ( الحروب البيولجية ) ، وتتحدث عن الأخلاق وقد شاعت الفاحشة في الكافرين والمؤمنين في ظل العلمانية ، لم نرى من أهلها سوى الدعاوى . الديمقراطية اليوم تقطعت ثيابها فانكشفت عورتها ، وساح المكياج على وجهها فبان قبحها ، ومن يطلب الديمقراطية فهو كالأعمى لا يبصر ولا يسمع شيئاً .. هو كمن يقبع في الماضي ولم يرحل مع الأيام .
وعندي الرأي ، أن ترحل قيادة الإخوان المسلمين الحالية بأي شكل يحفظ ماء الوجه ، ويقوم الجيل الثاني الذي قرب من سدة ( الإرشاد ) بعمل حزب جديد بمسمى مدني ، ويعرف الناس ضمناً أنه من جذور إسلامية ، وتبقى الأفراد تنتمي للمسمى القديم . أحسب أن هذا هو الحل لهذا الوضع المتأزم داخل جماعة الإخوان المسلمين .
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...&Page=1&Part=6
ارجوا من الاخوة دخول موقع الجريدة و التعليق فيها من اجل شد حماس الكاتب لان كثير من المصريين منخدعين بستار الدين الذى يلبسه الاخوان المسلمين فى مصر الذين يحللوا الحرام و يحرموا الحلال
و هم جسر الشيعة فى مصر و هم من يساعدهم على محاولات تشييع المسلمين
لذا وجب التحذير من جماعة الاخوان المسلمين خصوصا فى مصر
جزاكم الله خيرا