عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-19, 03:08 PM   رقم المشاركة : 584
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


الدول العربية الغنية هي التي أطلقت دعوات عودة العراق ودعمه وأعلنت عن مساعدتها للعراقيين للنهوض مجددا، ولم يكن أمام هذه البلدان سوى القنوات الدبلوماسية للتعبير عن تلك الرغبات الجادة، لكن خطابات مسؤولي الحكومات العراقية ما بين 2006 و2014 لم تتجاوب مع تلك الرغبة الصادقة بسبب خلفيات طائفية ضيقة وتعبير عن تجاوب مع سياسة طهران.

لكن ظروف احتلال تنظيم داعش للعراق في العام 2014 كشفت زيف الإعلام المغرض بمنابع الدعم لهذا التنظيم الإرهابي، وأن مصادره والخارطة الجغرافية له انطلقت من داخل سوريا والعراق بصورة مباشرة، ودفعت هذه التجربة القاسية في مواجهة داعش رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي إلى التشبث بالدعم العربي لبلده رغم الحملة التي واجهها من قبل الأحزاب المحلية، وحقق زيارة مهنية للمملكة العربية السعودية أنتجت مجلس التنسيق السعودي العراقي قوبلت بانفتاح مبرمج من السعودية والإمارات والكويت والأردن والبحرين على بغداد عبر عنها الدعم المالي السخي في مؤتمر إعمار الكويت العام الماضي الذي امتنعت إيران عن المساهمة فيه، فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني المستقيل محمد جواد ظريف عن رغبة بلاده في أن تكون لها الأولوية في إعادة الإعمار.

وبعد مجيء حكومة عادل عبدالمهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي بدا أن هناك تناغما بين هؤلاء المسؤولين الثلاثة على إطلاق خطاب إعلامي إيجابي لانفتاح العراق على عمقه العربي لأن بين أيديهم الملفات العراقية الحرجة وفي مقدمتها ملف إعادة الإعمار، ويعلمون أن خطابات الأحزاب الموالية لإيران لا تضع أولويات حاجة العراق في حساباتها، ويعرفون أن العراق ليس أمامه سوى اللجوء إلى أشقائه في حملة إعادة الإعمار فلا الولايات المتحدة ستقدم الأموال ولا إيران. وهذه الفعاليات الإعلامية للرئاسات الثلاث ستبقى محصورة في حيز الفضاء الذي تتحرك فيه ويمكن أن تصبح في مهب الريح، ونتذكر كيف جوبهت زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بشكوك كثيرة ترافقت مع توقيع الاتفاقية التجارية بين البلدين.

المطلوب من المسؤولين العراقيين تبني استراتيجية عودة حقيقية للعراق إلى حضنه العربي تتجاوز حدود التجارة إلى ميادين اقتصادية كالطاقة والإعمار والتنمية والتعليم والصحة والثقافة والفنون، وفتح أبواب الاستثمار، وإزالة الشكوك المصطنعة بأن العرب لا يريدون الخير للعراق، لأن العرب أصحاب القدرات المالية، على العكس من ذلك، سيوفرون كل إمكانياتهم لأشقائهم في العراق.

ولا بد من أن تتحول عودة العراق إلى محيطه العربي إلى منهج سياسي وإعلامي تحاصر من خلاله الدعوات الانعزالية الضيقة. لا بد أن يعلو النداء الصادق بأن “لا تخافوا من العرب لأنهم أهلكم