عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-11, 03:19 PM   رقم المشاركة : 3
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


فصل ؛ إخلاص النية في الجهاد
عن أبي موسى رضي الله عناه: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله) [متفق عليه].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله رجل يريد الجهاد، وهو يريد عرضا من الدنيا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أجر له)، فأعظم ذلك الناس، فقالوا للرجل: عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعلك لم تفهمه، فقال الرجل: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي عرضا من الدنيا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أجر له)، فأعظم ذلك الناس وقالوا: عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الثالثة: رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي عرضا من الدنيا؟ فقال: (لا أجر له) [رواه أبو داود وابن حبان والحاكم].
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاشيء له)، فأعادها ثلاث مرات، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاشيء له)، ثم قال: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه) [رواه أبو داود والنسائي].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغزو غزوان؛ فأما ما ابتغي به وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه وتنبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لن يرجع بالكفاف) [رواه أبو داود].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا، فله ما نوى) [رواه النسائي وابن حبان].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؛ عن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة: (رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت بها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قالوا: كذبت، ولكن قاتلت لان يقال: هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) [رواه مسلم].
وعن شداد بن الهاد رضي الله عنه: أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزاة، غنم النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا؟ قال: (قسمته لك)، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمي إلى هاهنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت، فأدخل الجنة، فقال: (إن تصدق الله يصدقك)، فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أهو هو؟)، قال: نعم، قال: (صدق الله فصدقه). ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته التي عليه، ثم قدمه فصلى عليه، وكان مما ظهر من صلاته: (اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، فقتل شهيدا، أنا شهيد على ذلك) [رواه النسائي].


فصل ؛ فضل الشهادة في سبيل الله
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة، وفي رواية: لما يرى من فضل الشهداء) [متفق عليه].

وعنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب! خير منزل، فيقول: سل وتمنه، فيقول: وما أسألك وأتمنى؟ أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة) [رواه النسائي والحاكم].
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم، فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقال رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف قلت؟)، قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتفكر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم إن قتلت أنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، إلا الدين، فإن جبرائيل قال لي ذلك) [رواه مسلم].
عن أنس رضي الله عنه قال: غاب عمي انس بن النضر عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، فقال لهم: اللهم إني اعتذر إليك مما صنع هؤلاء يريد أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقال: يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر، إني أجد ريحها دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل، وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، فقال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه... إلى آخر الآية} [متفق عليه].
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل، لم أر قط أحسن منها، قالا لي: أما هذه فدار الشهداء) [رواه البخاري].
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مثل به، فوضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت صارخة، فقيل: ابنة عمرو، أو أخت عمرو، فقال: (لم تبكي؟ - أو فلا تبكي - ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها) [متفق عليه].
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا جابر ألا أخبرك ماقال الله لأبيك؟)، قلت: بلى، قال: (ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا، فقال: يا عبد الله! تمن علي أعطك، قال: يارب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يارب! فأبلغ من ورائي، فأنزل الله هذه الآية {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا.. الآية كلها}) [رواه الترمذي وابن ماجة].
وعن ابن عمر رضي الله عنه؛ أنه كان في غزوة مؤتة، قال: فالتمسنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فوجدناه في القتلى، فوجدنا بما أقبل من جسده بعضا وتسعين بين ضربة ورمية وطعنة [رواه البخاري].
وعن أنس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة، ودفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا، قال أنس: فنعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يجيء الخبر، فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن أبي رواحة فأصيب، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد). فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان. وفي رواية قال: (وما يسرهم أنهم عندنا) [رواه البخاري].
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله! أي الجهاد أفضل؟ قال: (أن يعقر جوادك، ويهراق دمك) [رواه ابن حبان].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة) [رواه الترمذي والنسائي].
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة، أو شجر الجنة) [رواه الترمذي].
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته) [رواه أبو داود].
وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (القتلى ثلاثة؛ رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل، فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة، ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا، جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء للخطايا، وأدخل من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة أبواب، وبعضها افضل من بعض، ورجل منافق جاهد بنفسه وماله، حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، فذلك في النار، إن السيف لا يمحو النفاق) [رواه أحمد وابن حبان].
ومعنى "فذلك الشهيد الممتحن"؛ أي المصفى الذي محيت ذنوبه.
وعن نعيم بن همار رضي الله عنه: أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الشهداء أفضل؟ قال: (الذين إن يلقوا في الصف، لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون في الغرف العلا في الجنة، ويضحك إليهم ربهم، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا، فلا حساب عليه) [رواه أحمد وأبو يعلى].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة، يضحك إليهم ربك، وإذا ضحك ربك إلى قوم فلاحساب عليهم) [رواه الطبراني].
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر الله له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه) [رواه أحمد، ورواه الترمذي وابن ماجة من حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه من غير قوله: يحلى حلة الإيمان].
عن ابن عباس رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (لما أصيب إخوانكم،جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب، معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب؟ فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم، قال: فأنزل الله تعالى {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا... إلى آخر الآية}) [رواه أبو داود والحاكم].
وعن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا قال: يا رسول الله! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: (كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة) [رواه النسائي].
وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني رجل أسود منتن الريح، قبيح الوجه، لا مال لي، فإن أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل، فأين أنا؟ قال: (في الجنة)، فقاتل حتى قتل، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (قد بيض الله وجهك وطيب ريحك وأكثر مالك)، وقال لهذا أو لغيره: (فلقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له من صوف، تدخل بينه وبين جبته) [رواه الحاكم].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو، فرفع الأعرابي ناحية من الخباء، فقال القوم: من القوم؟ فقيل: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو، فقال: هل من عرض الدنيا يصيبون؟ قيل له: نعم يصيبون الغنائم، ثم تقسم بين المسلمين، فعمد إلى بكر له فاعتقله، وسار معهم، فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل أصحابه يذودون بكره عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعو لي النجدي، فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة). قال: فلقوا العدو، فاستشهد، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا - أو قال: مسرورا يضحك - ثم أعرض عنه، فقلنا: يا رسول الله! رأيناك مستبشرا، تضحك، ثم أعرضت عنه؟ فقال: (أما ما رأيتم من استبشاري - أو قال سروري - فلما رايت من كرامة روحه على الله عز وجل، وأما إعراضي عنه، فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه) [رواه البيهقي].
وعن أنس رضي الله عنه: أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب - فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك، اجتهدت عليه بالبكاء، فقال: (يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا تبارك وتعالى من رجل غزا في سبيل الله فانهزم يعني أصحابه فعلم ما عليه، فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي، حتى أهريق دمه) [رواه أبو داود وأحمد].
وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار، يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام، يقرؤن القرآن ويتدارسونه بالليل يتعلمونه، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا. قال: وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه، فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه: (إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا) [متفق عليه].
وعن مسروق قال: سألنا عبد الله عن هذه الآية {ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}، فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، يسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع عليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يارب، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا) [رواه مسلم].


</B></I>



فصل ؛ تحريم أن يموت الإنسان ولم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو، وفضل الاقتحام على العدو ابتغاء الشهادة
عن أبي عمران رضي الله عنه قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم وأكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله! يلقي بيديه إلى التهلكة، فقام أبو أيوب فقال: أيها الناس، إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله تعالى قد أعز الإسلام، وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا، وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تعالى على نبيه ما يرد علينا ما قلناه: {وأنفقوا في سبيل الله ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وكانت التهلكة؛ الإقامة على الأموال وإصلاحها، وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم [رواه الترمذي].

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [رواه أبو داود].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ومن يحدث نفسه،مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم وأبو داود والنسائي].
وعن أبي أمامه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يغز، أو يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير، أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة) [رواه أبو داود وابن ماجة].



فصل ؛ فضل من قتل دون دينه أو ماله أو دمه أو أهله
عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة].

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: (فلا تعطه مالك)، قال: ارأيت أن قاتلني، قال: (قاتله)، قال: أرايت عن قتلني؟، قال: (فأنت شهيد)، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: (هو في النار) [رواه مسلم].


هذا ونسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا المجاهدين الذين يقاتلون أعداء الدين، من اليهود وأولياءهم الصليبيين، والرافضة الحاقدين .. آمين.







التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» فضح جرائم محاولة انقلاب الشيعة في البحرين على الحكم / صور فيديو متجــدد
»» محبة عائشة تصفع الرافضي في عقر داره وتجبره على الإنسحاب
»» نصيري يتحرش بامراة مسلمة .. فماذا حصل ؟!!
»» قريباً .. انشقاق سياسي نوعي وزلزال داخل عائلة الأسد
»» هدية من ابوالوليد لكل شيعي باحث عن الحقيقة